بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في شرحه لاسماء الله الحسنى الحي القيوم كامل الحياء والقائم بنفسه القيوم لاهل السماوات والارض القائم بتدبيرهم وارزاقهم وجميع احوالهم. فالحي الجامع لصفات الذات الجامع لصفات الافعال ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد وقفنا في درس البارحة عند شرح اسمي الله الجليلين الحي والقيوم. وذكرت ان اسم الحي جاء في كتاب الله كثيرا. واما القيوم فجاء في ثلاثة مواضع في البقرة وال عمران وطه لم يأت الا مقترنا باسمه تعالى الحي وقلت ان كل اسم من هذين الاسمين دال على احسن ما يكون من المعاني وباقترانهما ببعضهما يحصل كمال فوق كمال وحسن فوق وذلك ان اقتران اسمي الله الحي والقيوم يدلان على الكمال المطلق لله سبحانه وتعالى ووجه ذلك ان اسمه تعالى الحي دال على حياته الكاملة وحياته الكاملة مستلزمة لجميع صفات الكمال الذاتية واما القيوم فانه دال على كمال قيوميته على خلقه. وذلك مستلزم لجميع الصفات الفعل الية الاختيارية وباجتماع الصفات الذاتية والصفات الفعلية يكون الكمال المطلق وهو الذي يتصف به ربنا جل وعلا الصفات الذاتية الصفات الفعلية مضى في درس القواعد المثلى شرح ما يتعلق بهما و ذكر ان صفات الله عز وجل تنقسم بحسب اعتبارات ومنها انقسامها بحسب تعلقها بذات وبمشيئته وعلمنا ان الصفات الذاتية هي التي لم يزل سبحانه ولا يزال متصفا بها فلا تنكف فلا تنفك عن ذات العلية واما الصفات الفعلية او الصفات الاختيارية فهي الصفات المتعلقة بمشيئة الله سبحانه وتعالى بمعنى انه يتصف بها اذا شاء جل وعلا. ولذا تأمل الفرق بين صفتي الحياة والاستواء او صفة العظمة وصفة الرضا تجد ان الصفة الاولى ملازمة للذات لا تنفك عنها فلم يزل الله ولا يزال حيا ولم يزل ولا تزال عظيما. اما الاستواء مثلا فالله جل وعلا اتصف به لما شاء. والرضا اتصف الله عز وجل به اذا يتصف الله عز وجل به اذا شاء. قال جل وعلا لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة. ففي هذه رضي الله سبحانه عن هؤلاء المؤمنين. اذا صفة الحياة صفة كاملة تستلزم جميع الصفات الذاتية فالحي حياة كاملة لابد ان يكون قويا ولابد ان يكون قديرا ولابد ان يكون اه كبيرا ولابد ان يكون عليما الى غير ذلك من الصفات الذاتية. كذلك كونه قيوما سبحانه وتعالى وقيوميته كاملة كمالا مطلقا فان هذا يستلزم ان يكون جل وعلا معطيا ومانعا وواهبا ورازقا ومحيا ومميتا الى غير ذلك من صفات الفعل له جل وعلا. المقصود ان اقتران هذين الاسمين هو من احسن ما يكون. ويدل على اعظم ما يكون من المعاني ولذا عظم شأن هذين الاسمين العظيمين اذا اقترن الحي دال على صفة حياة والله جل وعلا حي لا يموت وتوكل على الحي الذي لا يموت. حياته جل وعلا حياة كاملة من كل وجه لم بعدم ولا يلحقها فناء ولا يطرأ عليها خلل القيوم اصله قيوم فهو على وزن فيعول ثم حذف الواو فصارت الكلمة قيوم قيوم وهذه الصيغة تدل على المبالغة يعني القائم بنفسه المقيم غيره اذا هذا الاسم يدل على معنيين على معنى غناه بنفسه وعلى معنى افتقار كل غير وعلامات معنى افتقار كل شيء اليه واشار الى هذين المعنيين ابن القيم رحمه الله بقوله احداهما القيوم قام بنفسه فقر من كل اليه الثاني فهو سبحانه قد قام بنفسه واستغنى عن كل ما سواه سبحانه وتعالى. فالله جل وعلا لا يحتاج الى احد والله جل وعلا يطعم ولا يطعم. والله يرزق ولا يرزق. سبحانه وتعالى. فهو الغني الغنى المطلق من كل شيء سبحانه وتعالى وكل شيء في مقابل هذا محتاج ومفتقر اليه. بل لا قيام لشيء ولا وجود لشيء اصلا الا بايجاد والا بتدبيره سبحانه وتعالى. افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت؟ اذا كل شيء فهو فقير ومحتاج الى الله. الناس وغير الناس يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد. اذا الله جل وعلا يتصف بهذين الامرين الذين الذين انتظمهما اسمه الجليل القيوم قيومية الله جل وعلا على عباده من امن بها امامنا صادقا فانه سوف يتعلق قلبه بكليته فيه سبحانه وتعالى. وبالتالي فانه لا يفزع ولا يلجأ ولا يقصد الا اياه سبحانه وتعالى. لانه هو القيوم بكل شيء وهو الذي قامت السماوات والارض بامره وهو الذي يمسك السماوات والارض ان تزولا وهو الذي احيا العباد واغناهم واعطاهم وهو الذي يفقرهم ويمنعهم ويميتهم ثم يبعثهم ويجازيهم. وبالتالي فالامر منه واليه. وكل شيء راجع اليه. فلاي شيء يلجأ الانسان الى غيره ويتجه الى سواه سبحانه وتعالى. فتحقيق الايمان بقيومية الله سبحانه وتعالى يستلزم تحقيق الالوهية والتوحيد الكامل لله جل وعلا توحيد القلب وتوحيد الجوارح والله تعالى اعلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى النور نور السماوات والارض الذي نور قلوب العارفين بمعرفته والايمان به. ونور افئدة بهداية وهو الذي انار السماوات والارض بالانوار التي وضعها وحجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه النور من اسماء الله جل وعلا كما عده غير واحد من اهل العلم ومنهم ابن القيم رحمه الله بل ذكر كما في الصواعق ان هذا الاسم قد تلقته الامة بالقبول. ودليله الاشتقاق من قوله تعالى الله نور السماوات والارض. والناظرون في النصوص بناء على هذا يجد ان النور اسم له وصفة له وهو نور السماوات والارض وهو ايضا حجابه فالنور حجاب رب العالمين جل وعلا. فكما في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. اذا مواضع النور في النصوص فيما يتعلق بالمطالب الالهية راجعة الى هذه الامور الاربعة اسمه وصفته وكونه نور السماوات والارض وكون حجابه جل وعلا النور. كون النور الله سبحانه وتعالى دليله كما ذكرت لك عند من عده من الاسماء اشتقاقه من قوله تعالى الله نور السماوات والارض صفة لله جل وعلا دليله قوله سبحانه واشرقت الارض بنور ربها اذا كان يوم القيامة وجاء ربنا جل وعلا لفصل القضاء فان الارض تشرق بنور الله سبحانه وتعالى. فصفة النور مضافة الى الله كاظافة بقية الصفات كاظافة الرحمة واظافة العلم واظافة القدرة اليه سبحانه وتعالى. وهذا مما لا يختلف فيه اهل السنة والجماعة البتة فلله جل وعلا نور يتصف به لا كنور المخلوقين على حد قوله تعالى ليس كمثله شيء. وهو تعالى ايضا نور السماوات والارض وفسر هذا كثير من اهل العلم بانه منوروهما. وبناء على هذا فالنور يضاف الى الله جل وعلا اضافة صفة الى موصول واضافة فعل الى فاعل. كما بين هذا ابن القيم رحمه الله في كتابه اجتماع الجيوش الاسلامية. اضافة الصفة الى الموصوف في قوله واشرقت الارض بنور ربها واضافة الفعل الى المفعول في قوله تعالى الله نور السماوات والارض اذ مما قيل في في تفسير هذه الاية ما ذكرت لك من انه منور السماوات والارض. والامر الرابع كون النور حجاب الله جل وعلا. وجاء هذا في صحيح مسلم وفي رواية في مسلم جاءت الرواية بالشك حجابه النور او النار. شك احد الرواة حجابه النور او والامران لا اشكال فيهما ان صحت هذه الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع الامران كون حجابه نورا نارا والنور لا شك ان فيه والنار لا شك ان فيها نورا. وعليه فحجابه سبحانه وتعالى ان صحت هذه الرواية يجمع بين نورا ونارا. وهنا موضع ينبغي التنبه له فكم زلت فيه اقدام. وهو ان بعض الناس يختلط النور الذي هو صفة لله جل وعلا بالنور الذي هو مخلوق من مخلوقات الله سبحانه وتعالى. فالنور في الجملة قد يكون صفة لله وقد يكون مخلوقا لله كالرحمة هناك رحمة هي صفة قائمة بالله وهناك رحمة مخلوقة خلقها الله سبحانه كما خلق كل شيء كذلك النور النور القائم بالله جل وعلا صفة له ليس كنور اي مخلوق. اما النور المخلوق فهذا النور الذي ينبعث من الشمس والقمر والمصابيح وغيرها فهذه مخلوقة لله جل وعلا كما كما قال سبحانه وجعل الظلمات والنور. جعل هنا بمعنى خلق. يعني خلق الظلمات والنور. فهذا نور مخلوق. بعض الناس ممن ابتلي بشيء من شبه اهل الحلول والاتحاد اذا رأى نورا من الانوار وربما كان نورا غير معتاد ظنه ان اه ذلك من تجلي الله عز وجل في الشيء الذي رآه فيقع في معاطب عظيمة فتنبه يا رعاك الله الى هذا الامر فالنور الذي تراه نور مخلوق ليس هو نور الله سبحانه وتعالى. النور المنبسط على الحيطان وعلى الجبال والاشجار. وبقية الاشياء هذا مخلوق ليس هو النور الذي هو صفة لله سبحانه وتعالى. وبذلك تنقطع علائق اهل الاتحاد من اهل التوحيد حينما يشهدون الفرقان بين الخالق والمخلوق وبين صفة الخالق وصفة المخلوق. والنور جعل له الله سبحانه وتعالى صفة لكتابه وصفة للايمان والاسلام الذي يهدي الله عز وجل به اهل الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. فهذا نور معنوي يجعله الله سبحانه وتعالى في قلب من يشاء من ممن اختارهم لهدايته ولا شك ان الناس كلهم بين رجلين اما رجل يتخبط في ظلمة واما رجل جعله الله عز وجل في نور. وبحسب كون الانسان في الظلمة والنور في الدنيا فانه سيكون كذلك يوم القيامة. وذلك ان قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس قبيل مرورهم على الصراط يكونون في الظلمة. الله جل وعلا يلقي على الناس الظلمة. يكونون جميعا في ظلمة. ثم يعطيهم الله جل وعلا نورهم بحسب اعمالهم. جزاء وفاقا. كما كان الحال في الدنيا كما كان الانسان في الدنيا. في نور عظيم او في نور قليل او في ظلمة يكون الحال كذلك يوم القيامة. ثم يمضي على الصراط بحسب هذا النور. اخبر النبي صلى الله عليه ان من الناس من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه. ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك. اكثر من ذلك. وبالتالي فهذا على الصراط مرورا سهلا برحمة الله وتوفيقه. قال ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه. ومنهم من يعطى نوره دون ذلك. يعني قل من ذلك حتى يكون من يعطى نوره عند ابهام قدمه يضيء تارة ويطفأ تارة نور قليل عند ابهام القدم وايضا يضيء تارة ويطفأ تارة فاذا اضاء تقدم واذا اطفئ قام وقف وهذا كله بحسب ما في الدنيا فان كنت تريد النور عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة فاحرص على ان تنال حظك من النور في الدنيا من العلم بالله ومن الايمان به ومن القيام بعبوديته سبحانه وتعالى. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى بديع السماوات والارض اي خالقهما ومبدعهما في غاية ما يكون من الحسن والخلق البذيء. والنظام العجيب المحكم. الله جل وعلا ذكر في كتابه في موضعين انه بديع السماوات والارض. وذكر طائفة من اهل العلم اسم البديع ضمن الاسماء الحسنى اشتقاقا من هذه الاية بديع السماوات والارض والابداع هو الخلق او الاحداث او الانشاء غير مثال سابق ولاحظ ان الابداع فيه احداث مع اتقان وهذا الذي اشار اليه الشيخ رحمه الله بان الله جل وعلا احدث الخلق وخلق الخلق على غاية ما يكون من الحسن والاتقان. وهذا معلوم في كلام العرب حينما يقال هذا بديع يعني شيء باهر وشيء حسن بل غاية في الحسن. اذا الله جل وعلا بديع السماوات والارض. منشئهما على غير مثال سابق مع ما اودع في هذه السماوات والارض من عجائب وغرائب وبدائع اتقانه سبحانه تعالى لخلقه ولا شك ان هذا صفة لفعله سبحانه فانه احسن كل شيء خلقه واتقن كل شيء خلقه جل وعلا واذا اطلق البديع هكذا وصح في اسماء الله فانه يدل على معنى ثان ايظا وهو انه الذي لا مثل له ذلك من قولهم هذا بديع يعني عديم المثال والله جل وعلا ليس كمثله شيء هل تعلم له سميا؟ ولم يكن له كفوا احد اذا البديع يشتمل على هذين المعنيين. وكون الله جل وعلا بديع السماوات والارض يعني خالقهما وفاطروهما ومحدثهما على غير مثال سابق مع ما فيهما من العجائب والغرائب من اعظم الدلائل على ربوبية الله وعلى الهيته سبحانه وتعالى. فمن اعظم الادلة على ربوبية الله والوهيته دليل الافاق. دليل خلق السماوات والارض وما بينهما ولو تأملت لوجدت هذا الدليل مبثوثا كثيرا في القرآن لا سيما ما يتعلق خلق السماوات فان الدلائل والبراهين على ربوبية الله وعلى علمه وعلى قدرته وعلى حكمته في خلق السماوات اعظم منها في خلق في الارض بل الامر كما يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة ان العجائب في خلق السماوات او العجائب في خلق ارض كقطرة من البحر اذا ما قورنت في خلق السماوات ولا شك ان هذا صحيح لا غبار عليه فان السماوات اعظم اشد خلقا واكبر واوسع واكثر غرائب من الارض بما لا مقارنة فيه. يعرف هذا من يحسن التأمل في هذه الايات للسماوات ولذا فانه لا تكاد تجد سورة في القرآن كما يقول ابن القيم رحمه الله الا وقد ذكرت فيها السماوات بل وما في السماوات من اكثر ما اقسم الله سبحانه وتعالى به فهو سبحانه قد اقسم بالسماوات وما فيها في مواضع كثيرة والسماء ذات البروج والسماء والطارق والسماء وما بناها والنجم اذا هوى فلا اقسم بمواقع النجوم الى غير ذلك من المواضع التي اكثر فيها سبحانه من الاقسام بالسموات وما فيها. واقسامه تعالى بشيء وله ان يقسم بما شاء من مخلوقاته المخلوق ليس له ان يقسم الا بالله العظيم اقول اقسامه بشيء دليل على عظمته وانه اية وبرهان على ربوبية والهيته وهذا من الحكم التي تلتمسها اذا تأملت في اقسام القرآن. اذا كلما كثر القسم بشيء كان دليل على انه اية عظيمة على ربوبية الله والوهيته وهذا الشأن في السماوات. ولذا فرعون لما انكر استكبار رب العالمين وسأل سؤال المستهزئ المستخف وما رب العالمين؟ عرفه موسى عليه السلام بربه اول ما عرفه انه رب السماوات والارض. قال فرعون وما رب العالمين؟ قال رب السماوات والارض وما بينهما ان كنتم توقنون. فدل هذا على ان خلق الله جل وعلا وربوبيته للسماوات والارض من اعظم الادلة والبراهين على ربوبيته والوهيته سبحانه وهذا يا ايها الاخوة من الامور التي ينبغي ان نتواصى بها فما اكثر الغفلة عنهم؟ الا وهو التأمل والتفاؤل في ايات الله الكونية. فان العزوف عن ذلك والغفلة عنه علامة على نقص في الانسان. وهم عن ايات معرضون فالله جل وعلا خلق هذه السماوات وهذه الارض وما فيها من العجائب والغرائب لاجل ان تكون لنا عبرة نستدل بها على ربنا جل وعلا وعلى نعوته وجلاله وجماله وعظمته سبحانه وتعالى. وكثير من الناس يلهى في هذه الدنيا وفي هذا العالم ويغفل عن التأمل ربما تمر عليه الايام بل الشهور وربما اكثر وما جلس مع نفسه جلسة وتأمل وتفكر ولا شك ان هذا من الحرمان بل ينبغي عليك يرعاك الله ان تتأمل كثيرا في ذلك وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يرفع رأسه وينظر الى السماء عليه الصلاة والسلام فهذا من الامور التي ينبغي علينا ان نتواصى بها واوصيك في هذا المقام بقراءة كتاب بن نافع مفيد يدلك على طرف من هذه العجائب والغرائب والايات والبراهين في خلق الله جل وعلا في الافاق وفي النفس فيفيدك علما ويكسبك ايمانا باذن الله سبحانه وتعالى. وهو ما سطره ابن القيم رحمه الله في كتابه العظيم مفتاح دار السعادة فانه فيما اعلم لا نظير له في هذا الباب ولا سيما في شطره الثاني الذي خصه في بيان عجائب مخلوقات الله وتأمل ما فيها من الحكم. فهو كتاب لا يستغني عنه طالب علم ويفيد كثيرا كل مسلم ولا سيما في بهذه الايام التي هاجت فيها تيارات الالحاد والمادية واللا دينية التي شككت الناس ولا سيما الشباب في شأن ربوبية الله سبحانه وتعالى وصحة الرسالة المحمدية فاعتناء الانسان بمثل هذه الكتب والمواظع تزيده ايمانا وتعصمه بتوفيق الله من الوقوع في الزلل والتشكيك. هذا من اهم المهمات في هذا العصر. واعيد لا سيما في شأن الشباب والناشئة فانهم هم المستهدفون غالبا من سهام هؤلاء قاتلهم الله فهذا الكتاب ينبغي ان يكون لك معه ان كنت حريصا على الفائدة جولات وقراءات وتأملات واظن انك ستستفيد كثيرا ان قرأت فيه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى القابض الباسط يقبض الارزاق والارواح ويبسط الارزاق والقلوب وذلك تبع لحكمته ورحمته. القابض الباسط اسمان لله دليلهما ما خرجه الخمسة الا النسائي باسناد صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وقال ان الله هو المسعر القابض الباسط الرازق. فهذا الحديث دل على هذين الاسمين لله جل وعلا. ويمكن ان يقال ايضا انهما اخذا من الاشتقاق في اية والله يقبض ويبسط. فاذا دليلان على اثبات هذين الاسمين لله سبحانه وتعالى القابط والباسط. القابض في اللغة هو الطي والبسط في اللغة هو النشر. والقبض والبسط المضاف الى الله جل وعلا لها له اوجه كثيرة. فالله سبحانه يبسط الارزاق والنعم وينشر فضله في عباده. كما انه يقبض ويقتر اذا شاء سبحانه لحكمة راجعة اليه. ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض. ولكن ينزل بقدر ما يشاء فان من الناس من يصلحهم الغنى فيمن الله عز وجل عليهم ويبسط في الرزق ومن الناس من يصلحهم الفقر في قدر الله عز وجل دل عليهم في الرزق والعبد في غفلة لا يدري عن المصلحة في هذا وفي ذاك. والله له حكمة بالغة في كل ما يقدر سبحانه وتعالى كما ان الله جل وعلا يقبض الارواح ويميتها. الله يتوفى الانفس حين موتها. وقبضه تعالى لارواح العباد هو بامره وبواسطة الملائكة الذين يأمرهم بذلك ملك الموت واعوانه قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم وكذلك هو هو سبحانه يبسط القلوب والصدور ويشرحها بالايمان ومعرفته والعلم به وعبادته وذكره سبحانه وتعالى والعكس بالعكس فالله جل وعلا يضيق صدور البعيدين عنه والنائين عن شرعه حتى كأن صدورهم وارواحهم تصعد الى السماء في ضيق عليها الخناق وتكاد ان تتلف وذلك ان الايمان هو رح القلوب والله جل وعلا هو الذي يحيي العبادة بالايمان او يميتهم. الحياة الحقيقية حياة القلوب. هي علامة وميزة الانسان. يا ايها الناس يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله رسوله اذا دعاكم لما يحييكم فهذه هي الحياة الحقيقية وهذه وهذا هو البسط النافع البسط للقلوب والصدور الذي تنشرح به النفوس وتسعد. ولو كان قد قدر عليها وقدر عليها رزقها ولو كانت مبتلاة ولو كانت في مصائب اذا اهل الايمان الذين عمر الله عز وجل قلوبهم به تجد احدهم في مصيبة وفي محنة وفي مرض او في فقر او في سجن ومع ذلك اذا سئل عن حاله فانك تجده منشرح النفس مطمئنا هادئ البال ينطق من قلبه بقوله الحمد لله وهذا من توفيق الله سبحانه وتعالى وذلك ان قلبه سعيد ومنشرح ومطمئن لقربه من الله سبحانه وتعالى وما بعد ذلك فامره هين شأن الحياة شأن هين لانها مرحلة مؤقتة. مرور وليست مقر وبالتالي المقصود ان يحصل فيها الانسان الغاية من خلقه فاذا تحصل ذلك كان ما عداه امرا هينا وليس المقصود انه ينخلع من الانسان شعوره بالمؤلم انما المقصود ان يغلب عليه اذا اصيب بذلك يعني بالشيء المؤلم والمصائب ونحوها يغلب عليه ان يكون منشرح النفس هادئة البال ساكنا لانه تمر على قلبه انواع من رحمات الله سبحانه وتعالى التي تكون جزاء على اعماله الصالحة وبالتالي فانه لا يبالي كثيرا بما سوى ذلك. ايضا الله جل وعلا يقبض السماوات والارض يوم القيامة يقبض ذلك قبضا حقيقيا. وهذا فعل يكون منه جل وعلا حقيقة. بين ربنا جل وعلا ذلك في قوله والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه. وبين هذا نبيه صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث في الصحيح وغيرهما فالله يقبض السماوات ويطوي ويقبض الارض ويطوي السماوات سبحانه وتعالى بيده يده حقيقة وقبضه حقيقة نؤمن به على ما اخبر ربنا جل وعلا وعلى ما يليق به سبحانه وتعالى ليس كقبض المخلوق ويده ليست كيد المخلوق ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فهذا بعض ما يتعلق بصفة القبض والبسط لله تبارك وتعالى والايمان بهذين الاسمين وهتين الصفتين يورث في العبد تحقيق توحيد الربوبية لم؟ لانه يشهد ان كل حركة في الدنيا فهي من بسط الله سبحانه وتعالى. وان كل سكون فهو من قبض الله سبحانه وتعالى الله! فتدبير كل شيء في العالم العلوي والسفلي يدور على هاتين الصفتين القبض والبسط وذلك راجع الى حكمة لله سبحانه وتعالى فاذا بسط الله فذلك لحكمة بالغة. واذا قبض الله فذلك لحكمة بالغة اخيرا يجدر التنبيه على ان العلماء علماء اهل السنة ينبهون على ان هذا الاسم القابط لا يطلق الا بما يقارنه وهو الباسط. وكذلك ما سيأتي المانع مع المعطي وغير ذلك مما سيأتي الحديث عنه ان شاء الله فهذه الاسماء تدعى عند العلماء بالاسماء المزدوجة وفيها يقول ابن القيم رحمه الله هذا ومن اسمائه ما ليس يطلق بل يقال اذا اتى بقران وهي التي تدعى بمزدوجاتها افرادها خطر على الانسان. يعني لا يحسن بك ان تطلق اسمه القابض فحسب. فتقول الله القابض. انما يكون الكمال بظم اسمه القابظ الى اسمه الباسط يقول القابض الباسط كذلك المانع تضمه الى المعطي فتقول المانع المعطي وذلك لان الكمال انما فيتحقق بهذا الاقتراض. اما لو اطلقت القبض او المنع فحسب فربما توهم متوهم ان منعه سبحانه او قبضه كان لعجزه او بخله وحاشى ربنا ذلك سبحانه وتعالى. فالكمال في ان يجتمع الامران وهو انه يعطي ويمنع سبحانه وتعالى. وتنبه هنا الى ان مراد العلماء حينما يأتون الى هذا الموضع هو في الاسم الذي قد يوهم النقص قد يوهم النقص افراده. اما الاسم الذي لا يوهم وهو مقابله فلا مانع من افراده. بمعنى لا مانع امن افراد الباسط ولا مانع من التعبيد له؟ فيقال عبد الباسط انما الذي لا بد من حصول الاقتران فيه هو ماذا؟ القاضي لانه هو الذي قد يحصل نوع من الاشتباه بافراده. فيزول هذا بضمه الى ما يقابله. اما المعطي وحده فلا بأس ودليل هذا ما ثبت في صحيح البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم والله المعطي وانا قاسم. تلاحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم ماذا ذكر في هذا الحديث؟ نعم اسمه المعطي فقط ولم يقرن معه المانع فدل هذا على ان افراد هذا الاسم وحده لا بأس به لانه يدل على كمال لا نقص فيه. وان كان ظمه الى المانع اكمل. لكن هو في ذاته ماذا؟ كمال. هو في ذاته كمال. فدل هذا على ان هذه القاعدة عند العلماء مقيدة بهذا الامر. وليس اه تنسحب على كلا الاسمين انما على الاسم الذي اذا افرد ربما اوهم ربما اوهم نقصا والله تعالى اعلم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى المعطي المانع لا مانع لما اعطى ولا لما منع فجميع المصالح والمنافع منه تطلب واليه يرغب فيها. هو الذي يعطيها لمن يشاء ويمنعها من يشاء بحكمته رحمته المعطي المانع اسمان لله جل وعلا دل على المعطي الحديث السابق والله المعطي وانا قاسم واخي اذا بالاشتقاق ايضا من قول النبي صلى الله عليه وسلم في الذكر الذي يكون بعد الصلاة اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت فالله جل وعلا هو المعطي على الحقيقة وهو المانع على الحقيقة. واما من سواه سبحانه وتعالى من الخلائق فانما يقسم فانما يقسمون ما اعطى الله سبحانه وتعالى. الله جل وعلا هو الذي يهب وهو الذي يرزق وهو الذي يمنح سبحانه وتعالى واذا كان عند العبد شيء اعطاه فانما هو في الحقيقة يقسم من رزق المعطي سبحانه وتعالى. اذا اعطاء حقا ابتداء وانتهاء وكذلك المنع راجع الى الله سبحانه وتعالى. فالله هو الذي يرزق ويعطي ويهب يعطي الايمان من شاء ويمنع الايمان من شاء ويعطي الارزاق الدنيوية من شاء ويمنعها من شاء وكل ذلك راجع الى حكمة الله سبحانه وتعالى فعطائه راجع الى حكمته فهو يعطي العطاء الذي يضعه في محله المناسب له فلا تعارض بين عطائه وجوده وكرمه وبين حكمته. وهذا احسن ما يكون من الكمال. ان يكون العطاء والجود والكرم في محله المناسب وكذلك الشأن في المنع الله ان منع ليس هذا عن بخل وليس هذا عن عجز حاشا وكلا بل هذا لحكمة له تبارك وتعالى كان هذا المنع حكمة وعدلا من الله سبحانه وتعالى. اذا منع نعمته وفضله عن محل ما فذلك لعلمه ان هذا المحل لا يليق به هذا الفضل وهذه النعمة فاقتضت حكمته المنع اذا منع الله عز وجل احدا الايمان لم يكن هذا ظلما من الله بل هذا منه سبحانه عدل لان منعه الايمان لمن شاء راجع الى عقوبة عليه وايقاع العقوبة عدل محمود. وهذا الموضع يحتاج الى بسط طويل. المقصود ان على الانسان ان قنا يقينا لا شك فيه ان الله تبارك وتعالى عدل لا يظلم فاذا منع اي شيء فانما منعه سبحانه راجع الى عظيم حكمة له تبارك وتعالى وحكمة الله حكمة واسعة بالغة عظيمة وانى لعقول العباد ان تحيط بها بل ما يعلمه العباد من حكمة الله انما هو كقطرة من بحر. العبد ناقص وعاجز وعقله محدود وضعيف فكيف يروم ان ان يحوط ان يحيط بحكمة الله تبارك وتعالى العظيم الكبير الحكيم الواسع سبحانه وتعالى. لكن يكفيك ان تؤمن في الجملة ان الله اي يعطي بحكمة ويمنع سبحانه وتعالى بحكمة. ايمان المسلم بان الله جل وعلا هو المعطي وهو المانع يكسبه الطمأنينة والسكينة ويجعله هادئا مرتاح البال في الدنيا ليس فزعا ولا مضطربا ولا قلقا بل هذا شأن من ضعف ايمانه بهاتين الصفتين. وذلك ان كل شيء فخزائنه بيد الله سبحانه وتعالى. والله قدر كل شيء الارزاق والاعمال وكل شيء قد قدره الله سبحانه وتعالى وكتبه. فاذا اعطاك الله شيئا او قدر وعليك او قدر لك عطاء فلا يمكن ان يذهب عنك هذا العطاء. ولا يمكن لاحد ان يحول بينك وبينهم فاطمئن. وان كان الله جل وعلا منعك اياه فاطمئن. فالله جل وعلا انما منعك اياه لحكمة بالغة. وعطاء الله جل وعلا قد بالمنع منعه عطاء سبحانه وتعالى لانه اذا منعك شيئا فلعلمه بانه لا يصلح لك وربما كان سبب مفسدة طغيان ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض. ولكن ينزل بقدر ما يشاء. فيطمئن الانسان ويسكن ويهدأ ولا يضطرب. وامر اخر هو ان ايمانه بعطاء الله عز وجل ومنعه وان ذلك منه واليه سبحانه وتعالى يحقق له معنى العبودية الخالصة له وبالتالي يذهب من قلبه كل تعبد وذل للمخلوق. وذلك ان بعض الناس اذا اعطاه من اعطاه فانه يشعر بمنة عظيمة ويرى ان هذا المخلوق قد تفظل عليه بفضل عظيم ويكون قلبه منبسطا بالشعور بالمنة له وبالتفضل عليه. وهذا كله ليس من تحقيق التوحيد. تحقيق يقتضي ان تشهد المعطي الحقيقي وهو الله سبحانه وتعالى. اما المخلوق فله الشكر اشكره لانه لا يشكر الله من لم يشكر الناس تشكره وتثني عليه وتجازيه ان استطعت. اما الشعور بالمنة فضل وان العطاء قد حصل من فلان وبالتالي يحصل الذل لهذا المخلوق فهذا ليس من التوحيد او ليس من تحقيق التوحيد من الامور التي ينبغي ان تتنبه لها. محققوا التوحيد هم بين امرين. اولا يحرصون على ان لا يسألوا الناس شيئا. قلوبهم معلقة بالله سبحانه وتعالى هو الذي قال وفي السماء رزقكم وما توعدون. وبالتالي فانهم لا يلتفتون الى الناس ولا ينظرون اليهم. وبالتالي فانهم لا يحسدون لانه اصلا لا نظر لهم الى ما في ايديهم. قلبهم معلق بالله سبحانه وتعالى. هكذا الكمل من اهل التوحيد. وهذا الذي كان يربي النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه عليه. وفي عدة احاديث في السنن والصحاح وغيرها اخذ العهد النبي صلى الله عليه وسلم على بعض اصحابه الا يسألوا الناس شيئا تكميلا وتتميما للتوحيد والتفريط وان يكون اعتمادهم والتفاتهم وتعلقهم على الله جل وعلا وحده لا يسألون الناس شيئا حتى ان احدهم ربما كان على بعيره فسقط سوطه فلا يسأل من بجواره ان يعطيه اياه بل ويأخذ صوته بنفسه وهذا لا شك انه من كمال التوحيد وفي صحيح مسلم لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اهل الجنة ثلاثة قال وعفيف متعفف ذو عيال عفيف لا يسأل وهو محتاج ومع ذلك لا يمكن ان يذل نفسه لاحد بل متعفف يصابر نفسه ويجاهدها على التعفف. وقال بعض الشراح بل هو الذي اذا اعطي دون سؤال لا يأخذ. مبالغة في التعفف مع انه ويجوز له لكن عنده من كمال الثقة بالله والاعتماد عليه. والانفة من الذل للمخلوق ما يجعله لا يقبل شيئا. مع كونه مع كونه محتاجا. قال في الحديث ذو عيال عنده اسرة وعنده مسؤوليات. وحالته ضعيفة. ومع ذلك لا يذل لمخلوق ولا يمد يده اليه. بل اذا اعطي لا بشره النبي صلى الله عليه وسلم بانه من اهل الجنة. اذا من كمال التوحيد ان تشهد عطاء الله تبارك وتعالى وبالتالي فيلتفت قلبك اليه ويعتمد عليه ويسأله هو وحده لا شريك له. ثانيا الحال الثانية انه اذا اعطي واذا اهدي له واذا وهب فانه يشهد اولا منة الله سبحانه وتعالى. لا منة المخلوق يستحضر قوله صلى الله عليه وسلم والله المعطي وانا القاسم. فهذا المخلوق مجرد وسيلة. الله جل وعلا اعطاك من خلاله. فعليك ان تشهد منة المعطي امنة القاسم مع شكره والثناء عليه لكن قلبك يشهد الذل لله تبارك وتعالى لا للمخلوق. فهذا من الامر المهم الذي ينبغي ان نستفيده من ايماننا باسمه تعالى المعطي وكذلك من الايمان باسمه المانع. اذا منع الله جل وعلا فعليك ان ترضى بقضائه سبحانه وتعالى فالله منعك لحكمة وعطاء الله جل وعلا خير ومنعه ايضا خير ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون من ذلك ايضا ان على الانسان ان يعطي فالله عز وجل هو المعطي ويحب من عباده ان يعطوا. والله جل وعلا حينما اعطاك يا ايها المعطى ويا ايها المرزوق فهو قد ابتلاك. كما انه ابتلى ذاك بالمنع ليبتلي صبره فقد ابتلاك بالعطاء. لينظر كيف تصنع. ولذلك تأمل في قوله تعالى والله يقبض ويبسط ثم قال واليه ترجعون. يعني سوف يحاسبكم ويجازيكم. لان القضية قضية ماذا؟ امتحان وابتلاء. فهو اذا بسط عليك في الرزق ابتلاك كما انه اذا قبض سبحانه وقدر عليك رزقك فهو ابتلاء. اذا عليك ان تراعي هذا الامر وعليك ان تحرص على ان تكون المعطي وان لا توكي فيوكي الله عليك. ولا تمنع فيمنعك الله ولا تقتر فيقتر والله عز وجل عليك وكلما كنت اكثر عطاء في سبيل الله عز وجل كان هذا بابا من ابواب الرزق وهذا معلوم بالدليل وبالمشاهدة فلا يمكن ان تكون الصدقة منقصة للمال بل هي في الحقيقة عند اهل الايقان سبب لزيادته. اسأل الله ان يرزقني اياكم هذا الايقان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الشهيد اي المطلع على جميع الاشياء سمع جميع الاصوات خفيها جليها وابصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها صغيرها وكبيرها واحاط علمه بكل شيء الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوا. الشهيد فعيل بمعنى فاعل. والشهادة في اصلها تطلق على امور. وبالتالي فان الشهيد في اسماء الله جل وعلا يدل على امور. اولا الشهادة بمعنى الحضور يعني مقابل الغيبة. فمن شهد منكم الشهر فليصمه. يعني من الشهر فليصمه وبالتالي فان الله جل وعلا مطلع على عباده فتكون هذه الصفة دالة على صفة المعية لله جل وعلا العامة معية العلم والسمع والبصر والقدرة والاحاطة. فالله جل وعلا ليس بغائب عن خلقه. وما كنا غائبين بل الله عز شهيد يطلع على كل شيء ولا يخفى عليه شيء. وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن. ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. اذا الله جل وعلا شهيد بمعنى مطلع ولا يغيب عنه شيء سبحانه وتعالى هذا اولا. ثانيا معنى قريب ذكره العلماء وهو بمعنى العليم. وان كان خصا. اقول اه تتمة للكلام عن اسمه تعالى الشهيد. الشهيد العليم وهو ليس ببعيد عن المعنى السابق وبعض اهل العلم يخص الشهادة بالعلم بالظاهر او بظواهر الامور وبالتالي فتكون راتب ثلاث العلم بالظاهر ويدل عليه اسمه الشهيد والعلم بالبواطن ويدل عليه اسمه الخبير والعلم العام مطلقا بالظواهري والبواطن ويدل عليه اسمه سبحانه العليم. الامر الثالث الذي يدل عليه اسمه الشهيد انه الذي شهد لنفسه بالوحدانية. شهد الله انه لا اله الا هو. وهذه اعظم شهادة من اعظم شهيد على اعظم مشهود به وهو انفراده تعالى بالالوهية جل ربنا وعز. وشهادته لنفسه بالوحدانية تتضمن اعلامه واخباره بذلك مع علمه به سبحانه وبيانه والزامه. اذا عندنا اربعة امور فالله اخبر واعلم بانه لا اله الا هو وهذا كثير في الكتب السماوية جدا وفيما اوحاه الله الى انبياء ثم هو يعلم سبحانه انه لا اله الا هو والشهادة لابد فيها من العلم الا من شهد بالحق وهم يعلمون ثم ابانا سبحانه وتعالى انه لا اله الا هو واقام الدلائل والبراهين المسموعة والمرئية على انه لا اله الا هو واعظم الدلائل على الاطلاق واكثرها واوضحها هي الدلائل الدالة على وحدانيته سبحانه وتعالى. وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد. والامر الرابع انه الزم وامر وقضى جميع العباد ان يوحدوه سبحانه في الوهيته تبارك وتعالى. اذا هذا مقتضى شهادته لنفسه بانه لا اله الا هو. الامر الرابع الذي يتضمنه اسمه تعالى الشهيد انه الذي يشهد على عباده باعمالهم يوم القيامة فهو يحصيها عليه في الدنيا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. والله جل وعلا احصى كل شيء. وان كان العباد ينسون احصاه الله ونسوه ثم ينبأ العباد يوم القيامة ويذكرهم ويحاسبهم على ذلك. اذا انتظم معنا في اسمه تعالى الشهيد هذه المعاني الاربعة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه به قل لله تسعة وتسعون اسما من احصاها دخل الجنة ما مدى صحة الحديث؟ الحديث في اعلى درجات الصحة ثابت في الصحيحين وفي غيرهما فهو متفق على صحته وان كان القدر الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم هو قوله ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا اذا من احصاها دخل الجنة. اما ما جاء في بعض الروايات عند الترمذي وغيره من سرد لهذه الاسماء فانها لم تصح عن النبي صلى الله عليه سلم بل نقل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اتفاق اهل العلم بالحديث على انها ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم يقول الرواتب المعروفة في الليل والنهار اثنى عشرة ركعة. هل يجوز ان يصلي بعد المغرب اكثر من اربع؟ تصلي ركعتين بنية انها السنة راتبة وهذه سنة مؤكدة. فان اردت ان تزيد على ذلك فهذه من النوافل المطلقة. صلي ركعتين او اربعا او اكثر كما تشاء هذا وقت تجوز فيه الصلاة لكن لا تعتقد انها سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي فلا تداوم على شيء معين ومقدار معين كل يوم فالمداومة حق للمشروع المداومة حق للمشروع وللمسنود لكن اذا بدلك ان تصلي بين العشائين او بعد العشاء او ما ورد رأى ذلك فالحمد لله الامر في ذلك واسع. يقول زكاة الذهب للبس او الادخار. الصحيح والاحوط ايضا في هذه ان الزكاة واجبة على الذهب والفضة مطلقا سواء كانت معدة للادخار او معدة للتبادل و جعلها ثمنا للاشياء او كانت معدة للزينة تلبسها النساء فكل ذلك يجب فيه الزكاة على الصحيح من قولي اهل العلم وهو لا شك الاحوط من كلام اهل العلم والله اعلم. يقول اذا كان القريب لا يصلي هل تجوز له الصلاة؟ الذي يظهر والله تعالى اعلم انه اذا كان لا يصلي مطلقا فلا تعطيه الزكاة الزكاة انما تعطى للمسلمين وتارك الصلاة تركا مطلقا وهو يعلم وجوبها عليه فانه ليس بمسلم على الصحيح فمن تركها فقد كفر. بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة. هل يكون الشرك في الربوبية وفي توحيد الاسماء والصفات؟ نعم كما يكون في الالوهية يكون الشرك في الربوبية وفي توحيد الاسماء والصفات. من اعتقد ان مع الله خالقا اخر او من اعتقد ان غير الله يدبر السماوات والارض او انه يغفر او انه يحيي او يميت او نحو ذلك فهذا مشرك في الربوبية. كذلك من اعتقد ان غير الله يعلم كعلم الله او انه ينزل كنزول الله. او انه يقدر على ما يقدر عليه الله. فهذا مشرك في باب الاسماء والصفات يقول اذا وجدت الامام في التشهد الاخير هل ادخل معه في الصلاة او انتظر جماعة جديدة؟ لا بل تدخل معه لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم فما تركتم فصلوا. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا اتيتم الامام راكع فاركعوا وعدوها ركعة. واذا اتيتم وهو ساجد فاسجدوا ولا تعدوها شيئا اما ما يفعله بعض الناس انه ينتظر آآ قليلا واذا جاء دخل احد يقول له تعال انتظر معي حتى نصلي بعد ان يسلم الامام فهذا فيما اعلم لا دليل عليه لا من السنة ولا من فعل الصحابة وان افتى به بعض اهل العلم بل ادخل معه في الحال التي يكون فيها والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله