ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الشيخ الاسعدي رحمه الله تعالى في شرحه لاسماء الله الحسنى المبدئ المعيد. قال على وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده. ابتدأ خلقهم ليبلوهم ايهم احسن عملا. ثم يعيدهم ليجزي الذين احسنوا بالحسنى ويجزي المسيئين بساءتهم وكذلك هو الذي يبدأ ايجاد المخلوقات شيئا فشيئا ثم يعيدها كل وقت. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم كثيرة اما بعد فذكر المؤلف رحمه الله هذين الاسمين المبدئ والمعيد وهما مستفادان بالاشتقاق من قوله تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وجاء النص على هذين الاسمين في حديث ابي هريرة رضي الله عنه عند الترمذي الترمذي وغيره في سرد الاسماء الحسنى نص في هذا السرد على اسمي المبدئ والمعيد والحديث كما تكرر غير مرة ليس بثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. والاصح انه مشتق ان هذين الاسمين يشتقان من هذه الاية التي سمعت ومعنى كونه جل وعلا مبدئا معيدا انه متصف بالابداء والاعادة اي هو الذي انشأ خلقه على غير بمثال ثم يعيدهم بعد ثنائهم. وهذا وصف مختص بالله تبارك وتعالى لا يشركه به غيرك. فهو الذي خلق الخلق من عدم خلقه من لا شيء ثم يعيد تركيبهم كما خلقهم اول مرة سبحانه وتعالى كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا وكلا الامرين هين على الله سبحانه وتعالى. فالله لا يعجزه ان يوجد انشئ ويحدث من العدم او ان يعيد شيئا كان موجودا وينشئه من اصله تارة اخرى. والابداء والاعادة يمكن ان تكون اعم من ذلك فالله يبدأ كل شيء في هذا الخلق ويعيده. ولذا فالارض مثلا يبدأ الله جل وعلا فيها الانبات ويحييها بانزال المطر يظهر فيها النبات والزرع ثم يعود بعد ذلك فيكون هشيما تذروه الرياح ثم يعيد الله جل وعلا انباته تارة اخرى اذا شاء سبحانه وتعالى وهكذا دواليك وهكذا العباد يخلق يخلقهم الله جل وعلا ويعيشون في هذه الحياة ويكدون ثم ينامون ثم يعيدهم الله عز وجل الى هذه الحياة وهكذا شاء الله ان يبقوا في هذه الدنيا اذا الله جل وعلا يبدئ ما شاء ويعيد ما شاء جل وعلا. وبالتالي فيكون اظهروا معاني المبدئ المعيد هو الخالق والباعث يعني الذي يخلق من العدم والذي يبعث بعد الموت سبحانه وتعالى وقضية الخلق كانت قضية مسلمة عند المشركين. اما قضية البعث فلها عندهم شأن اخر. اذ انكروا اشد الانكار فاعظم قضية انكرها المشركون الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم هي قضية التوحيد ثم قضية البعث واقسم بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت. مع انهم لو عقلوا لادركوا ان ما اقروا به وهو الخلق من العدد اهون من الاعادة بعد الموت. هم يقرون بان الله خالقهم من العدم. ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله. ومع ذلك ينكرون البعث بعد الموت ولذا الزمهم الله جل وعلا بذلك فسيقولون من يعيدنا؟ قل الذي فطركم اول مرة وهذه حجة ملزمة لهم والله جل وعلا اعاد في هذه الدنيا الى الحياة من مات في قصص كثيرة جاءت في كتاب الله وتداولتها الامم ولم ينكرها احد لا من هؤلاء المشركين ولا من غيرهم. وقد قص الله جل وعلا لنا ذلك في كتابه في مواضع وفي سور عديدة لا سيما في سورة البقرة ليكون هذا دليلا على ان هذا الامر سهل ميسور لله تبارك وتعالى لا مشقة على الله عز وجل فيه وبالتالي فاي استبعاد فالله على كل شيء قدير سبحانه وتعالى والمقصود ان ابتداء الخلق واعادته لله جل وعلا فيه حكمة بالغة. فالله خلق الخلق كما علمنا بالحق هذا الحق يتضمن غايتين غاية مرادة من العباد وغاية مرادة بالعباد. اما الغاية المرادة من العباد فهي ان اعبدوا الله جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. اما الغاية المرادة بهم فالجزاء. يجازيهم سبحانه وتعالى بفضله على احسانهم وبعدله على كفرهم وطغيانهم. فهذا هو الذي لاجله خلق الله الخلق ولاجله يعيدهم سبحانه قال نعم قال رحمه الله الفعال لما يريد وهذا من كمال قوته ونفوذ مشيئته وقدرته ان كل امر يريده يفعله بلا ممانع ولا معارض وليس له ظهير ولا عويل على اي امر يكون. بل اذا اراد شيئا قال له كن فيكون ومع انه الفعال لما يريد فارادته تابعة لحكمته وحمده. فهو موصوف بكمال القدرة ونفوذ المشيئة. وموصوف اولي الحكمة لكل ما فعله ويفعله. ذكر الشيخ رحمه الله ان الله جل وعلا فعال لما يريد. وهذا قد دل عليه كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فالله موصوف بالفعل بل بكثرة الفعل كما تدل عليه صيغة فعال فالله فعال لما يريد والفعل من اظهر صفات الربوبية فالرب هو الذي يفعل بمشيئته دون مغالبة وممانعة وهو سبحانه فعال لما يريد. فنستفيد من هذا فوائد عديدة. اولا ان الله جل وعلا لم يزل فاعلا. يعني لم يأتي زمن من الازمان كان الله فيه معطلا عن الفعل. بل لم يزل يفعل تبارك وتعالى يفعل شيئا بعد شيء. وهذا يدلك على خطأ من يظن ان الله ابتدأ الفعل بعد ان لم يكن فاعلا ابتدأ الخلق بعد ان لم يكن خالقا ابتدأ الكلام بعد ان لم يكن متكلما هذا غلط بل لم يزل الله عز وجل فاعلا. واذا كان الله عز وجل هو الاول فكذلك افعاله سبحانه وتعالى هي افعال ازلية فكل فعل فعله الله جل وعلا فقد فعل قبله فعلا. وهكذا الى ما لا بداية لان هذا هو الكمال الذي كان به ربا سبحانه وتعالى الامر الثاني ان نعلم الارتباط بين الفعل والارادة. فكل ما فعله الله جل وعلا فهو يريده. وكل ما اراده فانه يفعله فالامران متلازمان ما فعله الله فقد اراده وكل ما اراده فانه يفعله. وليس ثم فعال لما يريد الا الله اما المخلوق فانه قد يفعل ما لا يريد وقد يريد ما لا يفعل وقد يفعل ما يريد لكن ليس هذا ضربة لازب في حقه الله عز وجل فلم يزل ولا يزال فعالا لما يريد سبحانه وتعالى. وتنبه هنا الى ان الارادة التي نتحدث عنها الان هي الارادة الكونية القدرية. التنبه الى هذه القضية من الاهمية بمكان. اعني الى ان الارادة في النصوص شرعية جاءت على ظربين ارادة كونية كما في هذه الاية وهي ان الله فعال لما يريد ان ربك فعال لما يريد وثمة ارادة اخرى وهي الارادة الشرعية وبين الارادتين فروق والارادتان تنفرد احداهما عن الاخرى وتنتفيان وتجتمعان ومن الخطأ العظيم الذي سبب وقوع فئام من الناس في الخطأ والضلال والانحراف عدم تفريقهم بين الارادتين. فبعضهم جعل الارادة كلها ارادة شرعية واخرون جعلوا الارادة كلها ارادة كونية فاخطأ هؤلاء واخطأ هؤلاء والصواب هو ما عليه اهل السنة والجماعة ثمة ارادة يريدها الله كونا وثمة ارادة يريدها الله شرعا. ففرق مثلا بين قوله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وبين قوله تعالى كان الله يريد ان يغويكم. فالارادة الاولى ارادة شرعية والارادة الثانية ارادة كونية والفرق بين الامرين ان الارادة الكونية هي بمعنى المشيئة. فكل ما اراده الله كونا يعني شاءه وما شاءه كان وما لم يشاءه لم يكن ومتعلق المشيئة متعلق الارادة الكونية هو ما يقع ما يقع ما يكون ما يحصل في هذا الكون فقد اراده الله جل وعلا كونا قطعا لانه لو لم يرده كونا يعني لو لم يشأه لم يقع. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن اما الارادة الشرعية فمتعلقها المحبة متعلقها المحبوبات لله تبارك وتعالى ما اراده الله شرعا فقد احبه وقد يقع وقد لا يقع. اذا تنبه الى هذين الامرين المهمين حتى يتضح لك المقام بعض الناس يقول هل المعاصي؟ هل الكفر؟ هل الظلم الذي يقع في الارض؟ هل وجود ابليس الذي يضل الناس اراده الله عز وجل او لم يرد ما رأيك؟ وجود الكفر والمعاصي والظلم والطغيان في الارض. مراد لله او غير مراد. اراده الله او لم يرده الله ان قلتم اراده الله هكذا غلط. وان قلتم لم يرده الله هكذا ايضا غلط. والصواب التفصيل. اراده الله كونا ولم يريده الله شرعا. طيب اراد الله هذه المعصية التي وقعت كونا لم؟ ما دليلكم؟ كيف علمتم ان الله ارادها نعم ما دليلك ان الله ارادها؟ انها وقعت الدليل؟ انها وقعت فكلما وقع فقد اراده الله كونا يعني شاءه سبحانه وتعالى لا يمكن ان يقع في هذا الكون اي شيء الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى. مستحيل ابعد المحالات وامحل المحالات ان يقع شيء في هذا الكون دون مشيئة الله سبحانه وتعالى. فكل ما وقع فقد شاءه الله. يقع عقيب مشيئة الله مباشرة فمشيئة الله هي الموجبة للاشياء على الحقيقة. المشيئة مشيئة الباري جل وعلا هي الموجبة للاشياء على على الحق حقيقة بمعنى الشيء الذي شاءه الله فانه يقع عقيب مشيئة الله عز وجل دون تأخر. طيب نقول معاصي شائها الله يعني ارادها الله بوجه ولم يردها بوجه اخر لم يردها شرعا بمعنى لم يحبها الله يحب المعاصي لا يحب المعاصي ولا يحب الكفر ولا يرضى لعباده الكفر. طيب قد يقول قائل كيف يريد الله كونا ما لا يحب لانه يترتب على وجوده ما يحب. انتبه. المراد كونا ان كان غير محبوب لله جل وعلا فقد شاءه فقد اراده كونا لانه يترتب على وجوده ما يحب وان كان هو غير محبوب لله عز فصار وجوده مرادا لغيره لا لذاته. صار وجوده مرادا لغيره لا لذاته. لما وجد ابليس وجدت المعاصي فوجدت التوبة والله يحب التوابين. وجد الجهاد في سبيل الله. حصلت الاثار التي لتترتبوا على صفات الله تبارك وتعالى وهي كونه يغفر وكونه ينتقم وكونه يعذب وكونه يعفو وكونه ينعم الى غير ذلك من هذه الاثار التي وقوعها احب الى الله سبحانه وتعالى من عدم وقوعها. اذا الخلاصة رعاكم الله ان كل ما وقع فقد شاءه الله فقد اراده الله عز وجل كونا حتى المعاصي. فالله اعز من ان يكون في كونه الا يريد والعباد احقر من ان يغالب الله عز وجل. الله لا يريد منه شيئا وهم يريدون فتغلب ارادة ارادة العبد ارادة الله هذا امر مستحيل. اذا اراد الله عز وجل كل شيء كل شيء وقع فقد اراده الله من الطاعات من المعاصي من المباحات من الاعيان التي يحب او التي لا يحب كل شيء وقع فقد اراده الله عز وجل كونه. وفي مقابل ذلك كل شيء احبه من العباد فقد اراد منهم شرعا لكن قد يقع وقد لا يقع. قد يقع هذا الامر الذي اراده كالايمان فالله اراده شرعا من جميع العباد. فهل امن جميع العباد؟ اجيبوا ما امن جميع العباد. امن بعضهم بل القليل. وكفر البعض بل الاكثر. وهذا يدلك على انه ليس كل ما اراد له الله عز وجل شرعا فانه يقع. اذا كيف تفرق بين الارادتين؟ انظر الى متعلق الارادة الكونية وانظر الى متعلق بالارادة الشرعية. متعلق الارادة الكونية هو الواقعات. الامور الحاصلات ومتعلق الارادة الشرعية المحبوبات فمتى ما رأيت الشيء يحبه الله فاعلم انه مراد له شرعا. ومتى ما رأيت الشيء آآ غير محبوب لله عز عز وجل فانه غير مراد لله شرعا. طيب صلاة المغرب التي صليناها ارادها الله منا كونه ارادها الله كونا انا ما سألتك عن شرعك انا قلت كونا ارادها الله كونا طيب دليلكم كيف عرفتم انها وقعت ولو لم يردها الله كونا لا يمكن ان تقع. اليس كذلك؟ لو كان الله لا يريد منا ان نصلي والله ما صلينا لكن لما صلينا علمنا ان الله اراد هذا الامر كونه. طيب صلاة المغرب التي صليناها ارادها الله شرعا يا جماعة ما دليلكم؟ ان الصلاة محبوبة لله جميع الطاعات محبوبة لله. اذا الطاعات التي وقعت اجتمع فيها اذا الارادتان قد تجتمعان الارادتان قد تجتمعان. فالطاعة التي وقعت نعلم انه قد اجتمع فيها الامران. طيب لنقل مثلا انه حصل امس سرقة في مكان ما سمعنا الخبر. السؤال الان هذه السرقة التي وقعت ارادها الله كونا يا جماعة سرقة مرادة لله؟ نعم. والدليل انها وقعت. طيب تلك السرقة مرادة لله شرعا؟ لا. حاشا. الله لا يريد شرعا يعني لا يحب المعاصي. اذا وجد في هذه الحال ماذا؟ الارادة الكونية فقط. اذا المعاصي التي وقعت مرادة لله كونا لا لا شرعا. طيب مثال ثالث صلاة المغرب التي صليناها. بالنسبة لفلان النصراني او اليهودي او المجوسي هو طلعها ما صلاها طيب مرادة لله كونا صلاة المغرب بالنسبة لفلان الكافر ارادها الله كونا؟ نعم اولى ها ارادها الله كونا وهو ما صلاها هو نصراني ما صلى. ها؟ ما ارادها الله كونه. دليلكم انها ما وقعت. كيف اعرف الشيء الذي اراده الله كونا او الذي لم يرده الله كونا انظر الى مسألة ها الوقوع. ما ارادها الله كونه. اذا هذه غير مرادة لله كونه. طيب اراد الله منه الصلاة شرعا؟ نعم لان الله اراد الطاعات والايمان من البشر جميعا. ولذا دعاهم ولذا امرهم بذلك. اليس كذلك؟ يا ايها اعبدوا ربكم فالله يحب العباد من جميع الخلق لكن لم يرد هذه العبادة منهم كونا. طيب امر رابع خلال هذه الدقيقة التي مضت نحن الجالسون وقعت منا معصية السرقة ها نحن جالسون خلال الدقيقة الماضية سرقنا طيب السؤال الان السرقة منا من خلال الدقيقة الماضية ارادها الله كونه ها؟ لا دليلكم ما وقعت الحمد لله. طيب ارادها الله منا شرعا؟ لا والدليل الله لا يحب السرقة. اذا قد تنتفي الارادتان في المعاصي التي لم تقع. معصية لم تقع اذا لم يردها الله كونا ولم يردها الله شرعا فهمنا يا اخوان؟ اذا هذه اربعة امور ينبغي ان تفرق فيها بين آآ هاتين الارادتين. ولذلك يمثل العلماء بمثال يعرفه طلاب العلم ايمان ابي بكر اجتمعت فيه الارادتان. اراده الله كونا والدليل ها وقع امن. اراده الله شرعا لانه يحبه. طيب كفر ابي جهل اراده الله شرعا اراده الله كونا فقط. اراده الله كونا فقط بدليل ولم يرده شرعا لانه لا يحب الكفر. طيب الامر الثالث كفر اه عفوا ايمان ابي جهل ايمانه ابي بجهل اراده الله كونا لا بدليل ما وقع مات على الكفر اراده الله شرعا؟ نعم لان الله يحبه واذا امر به ابا جهل وغيره كل الناس اذا وجد ها هنا في ايمان ابي جهل ها الارادة الشرعية فقط المثال الرابع كفر ابي بكر اراده الله كونا؟ لا. وحاشا ما اراده الله. لانه ما كفر. رضي الله عنه وارضاه. اراده الله شرعا؟ لا. لان الله لا يحب الكفر اذا انتفت في هذه الحال الارادتان. هذه الحال المعصية التي لم تقع لم يردها الله كونا ولم يردها الله ولم يردها الله شرعا. اذا فاقول الله فعال لما يريد. ما الارادة هنا؟ ها؟ هي الكونية. فكل ما اراده الله كونا فانه يقع سواء تعلق بفعله هو سبحانه وتعالى او تعلق بفعل العبد يعني اذا نزل الله جل وعلا نزولا لائقا به اذا جاء ذو الليل الاخر الى سماء الدنيا فانه ينزل بمشيئته. كذلك الفعل الذي يتعلق بالعبد او التصرف او الايجاد فانه يفعله سبحانه وتعالى ايضا بمشيئته. اذا بين الارادة والحكمة ايضا تلازم. بين الارادة والحكمة تلازم. فكل ما اراده فله فيه حكمة. وكل ما لم يرده فله فيه حكمة. ولابد ان تظهر لنا الحكمة. هذا صحيح؟ لا ليس بصحيح قد تظهر الحكمة لنا وقد لا تظهر. ولذا ينبغي عليك ان تعرف قدرك وان تعرف عظمة الله سبحانه وتعالى فالله هو العظيم والله هو الحكيم والله هو الكبير والله هو الواسع وله سبحانه وتعالى حكم لا يبلغها عقلك الضعيف عقلك لا يستوعب الا اشياء قليلة ومحدودة ومحسورة في الحواس الخمس ما تستطيع ان تفكر في شيء ابعد من ذلك صح ولا لا ولذا فانك لا يمكن ان تحيط علما بحكمة الله جل وعلا. بعض الناس يدخل في هذا الباب في زل. وربما يضل وهو انه يطلب ان يعرف حكمة الله في كل شيء في مسألة الهداية والاضلال مثلا التي نتحدث عنها كون هذا صلى وهذا لم يصلي بل هذا امن وهذا لم يؤمن وكل ذلك بمشيئة الله سبحانه وتعالى. شاء من هذا الايمان وشاء من هذا الكفر. من يرد الله فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضلهم يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء. لله الحكمة في هذا ولله الحكمة في هذا. وقد تظهر لنا وقد لا تظهر لنا. اذا حذاري من السؤال لم؟ في افعال الله. وقد حفظ الاخوة ولا بأس من الاعادة فانها قاعدة لطالب العلم قاعدة مهمة كلمتان ممنوعتان في بابين كلمتان ممنوعتان في بابين كيف؟ في باب بالغيب ولم في باب القدر. اتاني الكلمتان احذفهما من قاموسك. اذا جاء الامر الى مسألة الغيب كالذي يتعلق صفات الله عز وجل اعني بكيفيتها و حقيقتها. كيف استوى الله على العرش؟ وكيف ينزل الله الى سماءه الدنيا؟ وكيف وجهه وامثال من هذه الاسئلة نقول كيف هنا ماذا؟ ممنوعة لا مجال خط احمر اياك ان تتجاوزه فالكيف في الغيب بالنسبة لنا غير معقول نحن ما رأينا ولا رأينا مثيلا لله فكيف لنا ان نعرف كيف هو؟ ولم في باب القدر؟ لما اعطى؟ ولما منع؟ لما هدى؟ ولما اضل؟ لما اوجد ولما اعدم الى غير ذلك نحن نؤمن في الجملة ان لله حكمة بالغة ثم التفاصيل قد يظهر لنا شيء وقد لا يظهر لنا شيء لكننا نجزم ان لله حكمة بالغة وانه عدل لا يظلم سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى الغني المغني فهو الغني بذاته الذي له الغنى التام والمطلق من جميع الوجوه والاعتبارات لكماله وكمال صفاته. فلا يتفرق اليها نقص بوجه من الوجوه ولا يمكن ان يكون الا غنيا لان غناه من لوازم ذاته. كما لا يكون الا خالقا قادرا رازقا محسنا. فلا يحتاج الى احد بوجه من الوجوه فهو الغني الذي بيده خزائن السماوات والارض وخزائن الدنيا والاخرة. المغني جميع خلقه غنى عاما والمغني لخواص خلقه بما افاض على قلوبهم من المعارف الربانية والحقائق الايمانية. احسنت. الله جل وعلا هو الغني المغني. اما كونه الغني فهذا جاء في كتاب الله في مواضع. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد. واما كونه المغني سبحانه وتعالى فقد جاء في رواية لحديث الترمذي في حديث سرد الاسماء من حديث ابي هريرة رضي الله والحديث لا يصح كما قد علمت لكن من ذكره في الاسماء اخذه بالاشتقاق من قوله تعالى وانه هو اغنى واغنى وانه هو اغنى واغنى اغنى يعني من بالغنى ووهب الغنى لمن شاء. واقنى قالوا يعني ارضى وهذا كمال واتم ما يكون من النعمة. ان يغنيك الله ويرضيك. وها من من الله عز وجل قد فاز بالغنى الحقيق لا تكون نفسه متطلعة ولا تكون نفسه شغوفة ولا تكن نفسه متحسرة على كل شيء ولم يقع تحت يديه وانما هو غني وايضا راض. وقيل اقنى يعني من لك. جعل الاشياء عند من شاء غناه قنية او قنية يصح الوجهان. يعني القنية او القنية الشيء المملوك. وهذا ايضا من كمال الغنى ومن كمال النعمة. ان يعطيك الله عز وجل النعمة وايضا يملكك اياها. تصبح مملوكة تنتفع بها انتفاعا اتم. مما لو كانت تحت يدك لكنها غير مملوكة المقصود ان الله جل وعلا متصف بالامرين متصف بالغنى في ذاته ومتصف بالاغناء لمن شاء. فالغنى وصف ذات اغناء وصف فعل غنى الله جل وعلا وصف ذات فلم يزل ولا يزال غنيا ويستحيل ان لا يكون غنيا. بعكس العبد فالفقر وصف ذات له يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في ابيات بعثها الى تلميذه ابن القيم ثم ذكرها في المدارج يقول والفقر لي وصف ذات لازم ابدا كما الغنى ابدا وصف له ذاتي سبحانه وتعالى. الفقر بالنسبة للعبد وصف ذات ملازم. لانه دائما وباستمرار محتاج الى الله فقير الى الله ولا يمكن ان يكون له غنى في شيء الا بالله. اما الله جل وعلا فانه الغني ابدا ازلا وابدا وفي كل وقت وفي كل حال سبحانه وتعالى فلم يزل ولا يزال غنيا ويستحيل ان لا يكون غنيا. لانه لو لم يكن غنيا ما كان ربا. وبالتالي ما وجد مخلوق اصلا فوجود المخلوق مستلزم لكونه غنيا سبحانه وتعالى. فالمخلوق فقير محتاج ممكن واما الله جل وعلا فله الغنى التام ولذا فانه اذا خلق عبادة فليس بمحتاج اليهم. واذا امرهم بعبادته فليس بمحتاج اليهم واذا جازاهم فانه ايضا غير محتاج اليهم سبحانه وتعالى. انما يفعل ما يفعل جل وعلا ويقدر ما لحكمة يحبها وليس الاحتياج ولا لفاقة ولا لفقر. حاشى وكلا. بل الله جل وعلا لو كفر اهل الارض جميعا ما ضره شيء ولا نقص ذلك من غناه وملكه شيء. يقول الله جل وعلا ان تكفروا فان الله غني عنكم. يقول الله جل وعلا في الحديث في القدس كما في صحيح مسلم يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منك كن ما زاد ذلك في ملكي شيئا اطعت او اطاع اهل الارض كلهم والله ما انتفع الله بذلك ولا زاد هذا في غناه وملكه شيئا. قال ويا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئا. لو كفرت او كفر اهل الارض جميعا وارتدوا عن دين الله فوالله ان هذا لا يضر الله شيئا. ولا ينقص شيئا من غناه. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك في ملكي شيئا الا كما يدخل احدكم قم الا كما يدخل احدكم المخيط في البحر فلينظر بما يرجع. اذا ادخلت الابرة في البحر واخرجتها. ماذا انقصت الابرة من البحر فكذلك خزائن الله جل وعلا ملأى لا يغيظها نفقة البتة مهما انفق سبحانه وتعالى من ابتداء الخلق والى انتهاء هذه الدنيا فانه لم ينقص ذلك من ملك الله جل وعلا شيئا. اذا الغنى غناه سبحانه وتعالى. والاغناء اغناؤه سبحانه وتعالى. اذا اذا طلبت الغنى طلبت ان تستغني فاطلب هذا ممن بيده ذلك الامر. وهو الله وتعالى فالاغناء من الله وانه هو. ولاحظ ذكر الضمير هنا وانه هو اغنى واغنى. اذا هذا منه سبحانه تعالى خاصة لا يشركه فيه غيره وبالتالي على القلوب والنفوس ان تلجأ الى الله جل وعلا وان تتعلق به وان لا تتعلق بالخلق فالخلق لا ينفعون ولا يضرون. واذا عرفت هذا عشت مستريحا قال الفضيل ابن عياض رحمه الله من عرف الخلق استراح كلمة من عرف الخلق استراح يعني من عرف انهم لا ينفعون ولا يضرون ولا يقدمون ولا يؤخرون الا بمشيئة الله عز وجل اما منهم لا شيء فانه يعيش مستريحا يعيش مستريحا من هم التطلع اليهم والحسد ووقوع شيء في النفوس والهم والغم اذا رأى ما عند الناس ورأى عدمه كأنه يستريح من التعبد لهم والتذلل لهم لانك اذا كنت متعلق متعلق القلب بهم وتطلب الاشياء امن قبلهم فانك ولابد ان تذل لهم. وهذه شعبة من التعبد. يأنف منها اهل التوحيد الخالص. قلوبهم معلقة بالله لا بالخلق ولذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة الغاب ليس الغنى عن كثرة العرب ولكن الغنى غنى النفس ليس الغنى عن كثرة العرض هذا العرض وهذا هذه التي هي من حطام الدنيا وعند الناس واموال وعقارات والى اخره هذا ليس هو الغنى الحقيقي وليس هو الغنى النافع انما الغنى الحقيقي هو غنى النفس وغنى القلب وان يكون الانسان مستغنيا عن الخلق متعلقا بالله راضيا برزقه سبحانه وتعالى. كما قال الشافعي رحمه الله فيما ينسب له وليس الغنى عن وليس الا عن الشيء لا به وليس الغنى الا عن الشيء لا به. حتى تكون غنيا تكون مترفعا. غنيا عن هذه التذللات وعن هذه التعبدات للناس او حتى للاشياء سبحان الله ربما يكون الانسان عبدا لحطام للدنيا ربما يكون عبدا لثوبه ربما يكون عبدا لنعله يمكن؟ نعم. قال صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار. تعس عبد الدرهم. تعس عبد الخميصة. تعس عبد الخميلة. يمكن ان يكون الانسان قلبه متعلق بهذه الاشياء فقط. ويقدمه على طاعة الله. ولا يرضيه الا وجودها. ولا يحزنه الا عدمها. هذه شعبة من التعبد. شعبة من التعبد لغير الله سبحانه وتعالى. واذا عظم ذلك عظم التعلق بغير الله قد يخرج الانسان الى الشرك الاكبر. وقد يكون دون ذلك فيكون شيئا او شعبة من الشرك الاصغر. المقصود ان الغنى انما هو من الله تبارك وتعالى هو وصفه وهو عطاؤه وهو هبة سبحانه وتعالى واذا كان الامر كذلك فالتعلق بغير الله جل وعلا في كل شيء سواء في تحصيل الرزق او في المغفرة او في الرحمة او في النجاة من النار او في التوفيق للطاعة انما هو من الله سبحانه وتعالى. فهو الذي يغني ماديا ومعنويا. يغني من ارزاق الدنيا ويغني ايضا سبحانه وتعالى من الايمان والعمل الصالح. فتكون القلوب غنية وان كانت معدمة من المال. كثير من الناس ربما يقدر الله جل وعلا عليهم في الرزق ما عندهم شيء فقراء لكنهم اسعد الناس تجد عنده مكافأة قليلة او راتب ضئيل او ربما ليس عنده حتى هذا ومع ذلك تجده سعيد اضحك ملء فيه ويهدى ويهنى ويسكن ولا يتبرم سعيد والعكس صحيح بعض الناس وانتم رأيت وانا رأيت وغيري رأى وغيركم انه يكون عنده الاموال الطائلة. ومع ذلك دائما في هم. ودائما في غم. ودائما في نكد. سبحان الله. مع انه من اغنى الناس. وكل فطعم الدنيا ان شاءه فهو بين يديه. يطلب فيجد ما يريد. مع ذلك يجد الهم والغم في نفسه. فليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس الاغناء من الله والمخلوق لا يقدم ولا يؤخر. مهما علت مرتبته. لذا فالتعلق والتعبد لغير غني سبحانه وتعالى سفه لو كنت تعلم غير الله جل وعلا غنيا بذاته ومغنيا لغيره فلا حرج تعبد له. يقول جل وعلا قضي قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات في السماوات ولا في الارض. ربما يكون هذا الذي ابحث ربما يكون مالكا لشيء اي شيء في هذا الكون له ملكية خاصة وملكية تامة له دون الله جل وعلا ان وجدته فاعبده لكن هل يوجد؟ لا يوجد لا يملكون حتى هذا القليل مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. طيب ربما لا يكون مالكا لكنه شريك مع الله ولو في شيء قليل فيناسب ان تتعبد له لكن حتى هذا غير موجود وماله في وما لهم فيهما من شرك حتى الشراكة منتفية ما لهم شراكة مع الله في هذا الكون طيب ربما لا يكون هذا الشيء الذي يعبد من دون الله مالكا ولا شريكا لكن ربما يكون معاونا لله مساعدا وزيرا ظهيرا قال وما له منهم من ظهير. معاون حتى الاعانة وحتى الوزارة وحتى المساعدة فانها منتفية. الله هو غني لا يحتاج الى احد. طيب انتفت هذه الامور الثلاثة بقي امر رابع. نتعبد لهذا المعبود دون الله لاجله. وهو انه يملك الشفاعة حتى هذا نفعه الله. قال جل وعلا ولا تنفعوا الشفاعة عنده الا لمن اذن له. سبحان الله. قال اهل العلم هذه الاية تقطع عروق الشرك من القلب تأملها فلا ملك ولا شراكة ولا اعانة ولا حتى شفاعة. سبحان الله! كيف ولا حتى شفاعة؟ اليس الشفاعة حاصلة يوم القيامة الحظ الاكبر منها لنبينا صلى الله عليه وسلم. كما انها تكون لغيره من الملائكة والانبياء والمؤمنين. الجواب انتبه. بعض الناس ربما يظن في الولي او في النبي ان الشفاعة عنده بمعنى ان لمكانته عند الله ولدالته على الله فانه يمكن ان يؤثر في الله حتى اذا كان غير مريد يجعله مريدا. كفروا هذا ما عرف الله ولا عرف عظمة الله. الله اعز من ذلك واعظم الشفاعة لله لا لغيره قل لله الشفاعة جميعا والشافع ليس منه شيء. الله عز وجل هو الذي حرك قلب الشافع لكي يشفع. والله عز وجل هو الذي اذن له ان يشفع. والله لا يمكن احد ان يتقدم بين يدي الله بالشفاعة كما يفعل الناس في الدنيا اما شفاعة محبة واما شفاعة وجاهة. يأتي الحبيب لمحبيه فيشفع عنده رغما عنه. اليس كذلك؟ يشفع الابن عند ابيه تشفع الزوجة عند الزوج يشفع الصديق عند صديقه شاء ام ابى اما الله فالله اعظم من ذلك ولا حتى شفاعة وجاهة يأتي الوزير يشفع عند السلطان او يأتي التاجر الكبير او رئيس الجند يشفع عند الملك لان له وجاهة يعمل اعتباره هذا الملك فيقبل شفاعته الله اعظم من ذلك هذا الذي انه في ربه ما قدره حق قدره. اذا الله هو الذي يأذن. بل الله هو الذي يأمر الشافع ان يشفع. الحقيقة ان الشافع مأمور. يقول الله جل وعلا يوم القيامة للنبي صلى الله عليه وسلم واشفع تشفع اشفع الله يأمره ولا يملك الشافع اذا امر الا ماذا؟ ان يستجيب صح ولا لا هذا امر رابع الامر الثالث الامر الرابع الله هو الذي تفضل بقبول الشفاعة بعد ذلك. اذا من البداية الى النهاية الامر كله الى الله وصدق الله قل لله الشفاعة جميعا. حقيقة الامر كما يقول ابن القيم رحمه الله ان الله شفع من نفسه الى نفسه. الله شفع من نفسه الى نفسه سبحانه وتعالى. طيب ما فائدة الشفاعة؟ رفعة درجة الشافع. الله اراد ان يكرم الشافع ويرفع درجته في ذاك المقام العظيم والا فالله عز وجل هو الذي اراد ان يرحم وان يعفو عن هذا المشفوع له سبحانه وتعالى. وجعل هذا مجرد وسيلة والامر لله من قبل ومن بعد. اذا فهمنا الشفاعة على هذا الوجه هل يبقى بعد ذلك تعلق للقلب بالشافع او بالله؟ بالله سبحانه وتعالى. تؤمن وتوب بقوله سبحانه قل لله الشفاعة جميعا. اعود فاقول يا اخواني ايماننا بان الله هو الغني. المغني يجعل قلوبنا يجعل قلوبنا متعلقة بالله لا بغيره سبحانه وتعالى. ما اعظم التأمل والتدبر لهذا الاسم او لهذين الاسمين العظيمين. سبحان الله العظيم تقودك الى التوحيد وتجعلك ليس موحدا بل محققا للتوحيد بتوفيق الله سبحانه وتعالى. فانا اوصي نفسي واخواني التأمل المليء والمزيد لهذين الاسمين العظيمين. الله هو الغني والله هو المغني سبحانه وتعالى. قال رحمه الله تعالى الحليم الذي يدر على خلقه النعم الظاهرة والباطنة مع معاصيهم وكثرة زلاتهم. فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم ويستعتبهم كي يتوبوا ويمهلهم كي يثيبوا. الله جل وعلا هو الحليم كما جاء هذا الاسم في الكتاب والسنة كثير فلا يعجل سبحانه وتعالى بعقوبة عباده بل يمهلهم ويمد لهم في الفسحة لعلهم يتوبون ولعلهم يستعتبون وحلمه تعالى يجمع بين امرين بين الاناة والحكمة فلا يكون الحليم حليما الا باجتماع الامرين. والله جل وعلا له كمال الحلم سبحانه وتعالى. الاناة دم الاستعجال. الذي يستعجل هو المحتاج. يريد يتدارك الامور. يريد يحصلها قبل فوات الاوان. والله جل وعلا ليس بحاجة الى ذلك. فهو الغني سبحانه والامر الثاني الحكمة التي تنافي السفه وتنافي الطيش والله جل وعلا ذو الحكمة البالغة سبحانه وتعالى. اذا حلمه تبارك وتعالى اناته وحكمته تبارك وتعالى ومقتضى ذلك انه لا يعجل بالعقوبة سبحانه وتعالى بل يمهل جل وعلا وان كان لا يهمل سبحانه وتعالى ولو ان الله عاجل العباد بالعقوبة على معاصيهم ما ابقى على ظهر هذه الارض من دابة سبحانه وتعالى ولكنه يمهلهم ولكنه سبحانه وتعالى لحكمته يؤخرهم. وهذا الامهال له وجهان للمؤمن لعله يتوب الى الله سبحانه وتعالى وللكافر عقوبة واستدراج للكافر عقوبة واستدراج مكر منه سبحانه وتعالى وذلك حتى اذا وافوه يوم القيامة اخذهم اخذ عزيز مقتدر. وحلمه تعالى ان تأملت وجدت له اعظم الاثر في هذا الكون والله العظيم اثر عظيم لهذه الصفة في ملكوت الله جل وعلا. في الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم لا احد اصبر على اذى سمعه من الله ينسبون له الولد وهو يعافيهم ويرزقهم. سبحان الله العظيم. هؤلاء الكفار يسبون الله اعظم مسبة. يسبون له الشريك والولد وهل هذا بالامر الهين؟ لا والله. وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا. وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا كذلك انت ترى ارزاق الله ونعمه الدنيوية على هؤلاء الكفار تترى. ترى عندهم من المال وعندهم من المصانع وعندهم من الا الثمرات وعنده من الامطار وعنده من الخضرة وعندهم وعندهم مع انهم كفار ومع انهم يسبون الله بنسبة الولد له ومعا انهم معرضون عن طاعته مكذبون لنبيه صلى الله عليه وسلم وكل ذلك من حلمه سبحانه وتعالى والا فالله عز وجل قادر على ان يأخذهم من اول وهلة كفروا فيها بالله سبحانه وتعالى. لكنه يمهلهم ويحلم بحكمة يعلمها جل وعلا. كذلك العبد المؤمن الله جل وعلا لا يعاجله بالعقوبة لحكمته جل وعلا بل يمهله. واذا رأيت حلم الله عز وجل عليك يا عبد الله فاياك ان تغتر فهذا موضع يخطئ فيه كثير من الناس. فانه اذا رأى حلم الله عنه اغتر. وظن ان الامر قد نسي وان معاصيه قد غفل عنها انتبه يا عبد الله الله عز وجل يمهلك لكنه لا ينسى سبحانه وتعالى لا يضل ربي ولا ينسى واذا رأيت كمقيم على معاصي الله ومقصر في اوامره وفي نواهيه وهو يغدق عليك من النعم فينبغي عليك ان تخاف فربما كان هذا منك استدراجا فربما كان هذا منه استدراجا فعليك ان تستحي من الله اولا وعليك ان تخاف منه ثانيا فالمقام مقام عظيم الله جل وعلا ولكن حلمه ليس عن ضعف وليس عن نقص وليس عن نسيان سبحانه وتعالى. ثم علينا ان نعلم ان الحلم صفة له جل وعلا لاجل هذا فانه يحب من يتخلق بمقتضى هذه الصفة. كما علمنا هذا سابقا فالله حليم ويحب العبد يقول النبي صلى الله عليه وسلم لاشج عبد القيس ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والاناة والحلم مستلزم ولا يلزم ان يكون ذو الاناة حليما. اما الحليم فلابد ان يكون ذا انا. يعني عدم استعجال. قبل ان انسى غدا ان شاء الله تعالى سينتقل الى الكرسي الذي هو غرب هذا الكرسي. ذاك الكرسي الذي يجلس عليه الشيخ اه عبد المحسن حفظه الله سيكون بعد المغرب لان هذا الكرسي غدا سيكون مشغولا يرسل لي احد المشايخ ولعلنا غدا ان شاء الله نختم هذه الرسالة ان يسر الله سبحانه وتعالى ما بقي آآ علينا فيها الا شيء قليل لعلنا غدا ان شاء الله ننهي هذه الرسالة بعون الله. اقول يا اخواني اه الله جل وعلا حليم ويحب الحلم كما مر معنا قبل قليل ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والاناة. وبالتالي فعليك ان تتخلق بهذا الخلق و عامل الناس كما تحب ان يعاملك الله عز اذا كنت تحب ان يحلم الله عز وجل عنك فاحلم انت عن الناس. وهذا من الاخلاق المرضية العظيمة التي ينبغي على الانسان ان يحرص على التخلف بها وكثير من مشكلات المجتمع المسلم لو تأملت لوجدت ان ذلك راجع الى عدم العناية بهذا الخلق والوقوع في ضده كثير من المشكلات الاسرية غالبا ما يكون سببها عدم الحلم والعجلة والغضب والفعل طائش تترتب على هذه المشكلات لو تأملت في مسائل الطلاق الواقعة بين الناس وجدت اكثرها سببه الغضب وعدم الحلم يغضب الرجل في موقف او تغضب المرأة في موقف فتطلب الطلاق ويستعجل الزوج وبالتالي يتهدم البيت ويتشتت الاولاد ثم يحصل الندم بعد ذلك ولا ينفع الندم احيانا كذلك في العلاقات والصداقات القرابات كم تقطعت اواصر واضمحلت علاقات سبب عدم الحلم والاستعجال والغضب فما احرى المسلم ان يكون اخذا نفسه بهذا الخلق الكريم. لا تعجل وتريث وخذ الامور باناة وخذها بهدوء ودع عنك الغضب. فالغضب جماع الشر. جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اوصني يريد وصية ينتفع بها. فقال صلى الله عليه وسلم لا تغضب. كلمتان فقط. كل الوصية كلمتان. فقال يا رسول الله اوصني اريد وصية اكبر من ذلك فاعاد النبي صلى الله عليه وسلم الجملة نفسها لا تغضب فكرر الرجل مرة ثالثة فكرر صلى الله عليه وسلم الجواب ثالثا. والحديث في البخاري في خارج البخاري يقول ابو هريرة رضي الله عنه فتأملت فاذا الغضب جماع الشر وصدق اكثر المشكلات واكثر المصائب واكثر الجرائم كما ذكرت القطيعة والطلاق وربما القتل ربما غير ذلك سببه الغضب. وترك التخلق بهذا الخلق العظيم وهو الحلم. اولى الناس اولى الناس بهذا الخلق بالنسبة ان تعاملهم به هم الاقربون منك. الوالدان واهل بيتك الزوجة والاولاد. ثم الاقرب فالاقرب. ينبغي عليك ان يكون صفة الغالبة عليك ما استطعت هو ان تكون حليما تاركا للاستعجال متأنيا في امورك فانك تبلغ حاجتك وتصل الى صفو الحياة وسعادتها وهنائها بتوفيق الله عز وجل والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه. يقول هل يوجد كتاب يتحدث عن الايرادات الارادتين الكونية والشرعية من احسن الكتب في آآ تناول هذا الموضوع وغيره من مباحث القدر كتاب شفاء العليل لابن القيم الله اذا اردت كتابا يغنيك عن غيره في هذا الباب ولا يغني عنه غيره من وجهة نظري فعليك بكتاب شفاء العليل لابن القيم رحمه الله فانه قد اجاد وافاد وامتع في تصنيف هذا الكتاب وان كان آآ يعني الكتاب في بعض مواضعه لغته علمية قوية لكن في الجملة هو كتاب مفهوم وثري آآ اذا كنت تريد كتابا في القدر يعني في مناقشة هذا او في غيره فاقرأ هذا الكتاب. يقول هل الاكل من سفر الافطار للصائمين في غير رمضان بالنسبة للمفطر جائز؟ والله الامر يظهر الذي يظهر والله اعلم انه راجع الى صاحب هذه السفرة اذا كان اذن اما اذا كان الشرط اما اذا كان الشرط القولي او العرفي ان هذه السفر خاصة بالصائمين فالمعروف عرفا كالمشروط شرطا. والاصل انه لا يحل مال امرئ مسلم الا بطيب نفس منه. اما اذا كان العرف قد جرى بان هذه السفر توضع ويأكل منها كل من احب صائما كان او غير صائم فانه لا حرج. المرجع في هذا الى آآ ما ينويه او ما جعل هذه السفرة عليه صاحبها. واذا شككت فلعلك تسأل صاحب السفرة. يعني انا هل تسمح لي ان اكل انا لست صائما فان اذن لك فلا بأس. يسأل عن المسبحة او السبحة ان اردت نصيحتي لا تستعملها. اقول ان اردت نصيحتي لا تستعملها ما استعملها النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضي ومع زوال المانع وخير الهدي هديه صلى الله عليه وسلم سبح باصابعك كاف ان شاء الله تعالى. طيب لعل هذا القدر فيه كفاية والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه