الحمد لله الذي اكمل لنا الدين واتم علينا النعمة وصلى الله على خير رسول ارسل الى خير امة. اللهم صلي وسلم وعلى اله وصحبه وسلم تسليما. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان واياكم تقواه والعمل برضاه. ليس يخفى ان من اركان الايمان اعتقاد ان كل شيء بقدر الله وداخل في علمه وكتابته وفي مشيئته وخلقه سواء اكان خيرا او شرا فانه لا يخرج شيء عن قدر الله سبحانه. فكما ان الخير بقدر الله فان شراء بقدر الله ايضا. وعليه فكل ما يقع من انواع الشرور والابتلاءات والمصائب والسيئات انه بتقدير الله سبحانه قد علم سبحانه انه سيكون. وكتب ذلك في اللوح المحفوظ وشاءه وخلقه جل في علاه وجود الشر في مخلوقات الله سبحانه وتعالى مما يستشكله بعض الناس كما تفضلتم. ربما وجدتهم يسألون كيف يخلق الله شيئا فيه شر؟ مع انه لا يحبه سبحانه. وساسعى في توضيح هذا الموضوع والاجابة عن الاستشكال بعون الله. باذن الله. بسوقي ست قواعد. من فهمها؟ سهل عليه فهم هذا الموضوع ان شاء الله. نعم اول تلكم القواعد ان الشر لا يضاف الى الله سبحانه وتعالى فعلا او صفة. انما الشر في مخلوق لا في خلقه. في مفعوله المنفصل عنه. لا في فعله القائم به واما يضاف الشر الى ذاته او صفاته وافعاله سبحانه وهو القدوس السلام. المنزه عن كل نقص جل في الاولى كيف يكون ذلك؟ والله سبحانه على صراط مستقيم. ان ربي على صراط مستقيم. افعاله كلها عدل واحكامه القدرية والشرعية كلها حكمة. كيف يضاف الشر الى الله؟ وقد قال الخلق به صلى الله عليه وسلم. والشر ليس اليك. اي لا يكون اي لا يكون منه ولا يفعله. بل كل افعاله تبارك الو خير وحكمة ومصلحة. انتقل الى القاعدة الثانية ليس في مخلوقات الله شر بل ولا شر غالب. انما الموجود في المخلوقات خير محض او خير غالب. كل مخلوق في هذا كون اما ان يكون خيرا محضا فالانبياء عليهم الصلاة والسلام والملائكة واما ان يكون في وجوده خير غالب فالله سبحانه وتعالى اوجد هذه الاشياء التي فيها شر ورتب على وجودها وجها من الخير هو اغلب الوجهين ولاجل هذا كان ايجاد هذه المخلوقات حكمة من الله سبحانه وتعالى. وقاعدة الثالثة الشاب في مخلوقات الله شر نسبي اضافي. اي هو شر بالنسبة الى محله او لمن اصابه. وان كان مع وجودها هذا الشر خير من وجه او وجوه له او لغيره حالا او مآلا في الدنيا او في الاخرة ومن فهم هذا فانه سيتبين له شيء من حكمة الله جل وعلا في تقدير وجود هذه المصائب والمعائب في هذا الكون. اذ لا شك انه يترتب على ذلك خيرات عظيمة. ولاجل هذا كان وجود هذا الاشياء احب الى الله سبحانه من عدمها. القاعدة الرابعة الخير في مخلوقات الله جل وعلا اضعاف واضعاف الشر. وهذا يدرك بادنى تأمل. فمن رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده و رحمته وسعت كل شيء ان الخير في هذا الكون اكثر بكثير من الشرور والمصائب والابتلاءات كل احد اعلم ان الاصحاء اكثر من المرضى. وان السلامة من البراكين والزلازل والحرائق. ومن سقوط الطائرات حوادث السيارات ونحو ذلك اكثر بكثير من وقوعها. اذا الخيرات في هذا الكون اضعاف اضعاف الشرور وهذا شيء لا يمكن جحده لمن انصف. القاعدة الخامسة اوجه الخير فيما فيه شر قد تظهر وقد لا تظهر. وهذه نقطة يا استاذ عبد الله. نعم. هي التي يغفل عنها بعض الناس. يريد ان يكون كل شيء منكشفا له. وهذا بالتأكيد غير واقع وغير ممكن. بمعنى ربما يظهر لنا شيء من الخير المترتب على وجود الشرور والمصائب. وربما يخفى علينا ذلك فالمقام هنا مقام بحث في حكمة الله جل وعلا وحكمة الله اوسع من ان يحيط بها عقل المخلوق. الحكمة اذا قد تظهر وقد لا تظهر. وعدم ظهورها لا يعني انتفاءه. فان عدم العلم بالموجود لا ينفي وجوده وعدم العلم ليس علما بالعدم. وهذا مما لا يختلف فيه العقلاء دون شك الحكمة من ايجاد الشرع موجودة. ولكن بقصور عقولنا وافهامنا فان الذي يظهر لنا منها شيء وتغيب منا او تغيب عنا منها اشياء. ونحن نستدل على ما جهلنا بما علمنا القاعدة السادسة والاخيرة الشر في مخلوقات الله مراد لغيره لا لذاته. بمعنى الله سبحانه وتعالى شاء وجود ما يكره من الشرور لاجل ما يترتب على وجودها مما يحب. قدر ما يكره طول ما يحب وحصول ما يحب احب اليه سبحانه من فواته. والقاعدة في هذا ان تفويت الخير الغالب شر غالب. والعقلاء يدركون حسن تحصيل ما فيه مصلحة غالبة وان كانت فيه مفسدة قليلة. خذ مثلا. نعم. الدواء المر الكريه. يتقزز منه شاربه من وجه اليس كذلك؟ فعلا. وهو نافع له باذن الله من وجه اخر. اذا هذا مثال ينبغي ان يضعه الانسان نصب عينه في هذه الامور. وهو ان الشر مخلوق لله عز وجل. لكنه مراد لغيره وليس مرادا لذاته نعم. الله عز وجل اعلم. يعني نريد ان ندخل في موضوع اه مهم وهو صلب موضوع اه مشكلة الشر ويستشكل عند بعض الشباب خاصة الذين قد يتابعون اه يعني اه اشخاص لا يعرف منهجهم ونحو ذلك او يقرأون اه هكذا كيف نتفق وهو قضية اه ما يسمى مشكلة الشر او معضلة الشر خلاصتها ان وجود الشر في الدنيا يتعارض مع وجود رب قدير رحيم. يعني لو نبسط الجواب عن هذه الشبهة مما آآ نحتاج اليه جميعا بارك الله فيكم. اه الامر كما تفضلتم. هذه شبهة يريدها اعداء الله عز وجل من الملاحدة على وجه الخصوص للتلبيس على اهل الايمان. وقد اوقعت بعض الناس في حيرة وربما في شك وارتياب. وربما فيما هو اعظم والعياذ بالله. فانه قد وجد بالبحث والنظر في احوال الملاحدة. انهم يبثون هذه الشبهة كثيرا. فتفعل وفعلا عظيما في نفوس الجهال ممن في ايمانهم ضعف وفي علمهم ضعف. حتى قيل ان مشكلة الشر هي الحجة المركزية للملاحدة. وبناء على هذا فاحاطة المسلم بكيفية دفع هذه الشبهة عن نفسه وعن غيره امر مهم خلاصة هذه الشبهة كما تفضلتم انهم يقدحون في وجود الله عز وجل بسبب وجود الشر في هذا العالم. فيقول لو كان الرب الخالق القدير الرحيم موجودا ما وجد الشر في هذا الكون من الكوارث الطبيعية المصائب الامراض الى اخر ما هنالك. اذا وجود الشر دليل على عدم وجود الخالق والا لماذا ما ازاله هذه هي الشبهة العليلة التي يجتهدون في التلبيس على الجهال بها وان اذنت ساذكر بعون الله عز وجل اجوبة ثمانية مختصرة تعين على فهم هذا الموضوع وازالة الشبهة بتوفيق الله. باذن الله تفضلي. الجواب الاول ان يقال نسلم بوجود الشر في هذه الدنيا. لكننا لا نسلم بانه شر محض او شر مجاني كما يعبر بعضهم بل انواع المصائب والشرور والظلم وما الى ذلك يترتب على وجودها خير ومصلحة ولا بد. والرب الخالق والحكيم سبحانه وتعالى قدر وجودها لما يترتب على ذلك من خير ومصلحة. وهذا شيء مقبول عقله اذا الشر الموجود في هذا الكون وان كان شرا من وجه فهو خير من وجه اخر. وكل الاشياء التي يذكرون ان فيها شرا قد ترتب على وجودها خيرات اعظم واعظم. الحكمة اذا تقتضي وجودها لا عدمها هذا الماء الذي يقولون انه يغمر في فيضانات عظيمة قرى فيهلك ويفسد. هو نفسه الماء الذي تحصل بسببه مصالحه عظيمة هو نفسه الماء الذي يحتاجه الناس في شربهم ونظافتهم ومتعتهم وفي اشياء كثيرة. وعليه جود الماء ترتب عليه خير كثير وشر قليل. والشر الذي وقع في اعطافه حكم ومصالح يدرك بعضها من نظر نظر انصاف. النار التي قالوا انه قد حصل بسببها فساد كثير هي نفسها النار التي انتفع بها الناس انتفاعا عظيما في حياتهم اكثر بكثير من المفسدة التي تقع نادرا اذا كل شيء من هذه الاشياء التي يشار الى ان فيها شر فاننا نقول انه ترتب على وجودها خيرات اعظم واعظم. اذا الحكمة تقتضي وجود شر ووجوده لا يستلزم كما يزعمون نفي وجود الخالق سبحانه وتعالى الجواب الثاني الشرط في هذا العالم داخل في حسن مجموع العالم. والنظر ينبغي ان يكون نظرا كليا للاشياء لا نظرا جزئيا. سنخطئ يا استاذ عبد الله خطأ عظيما اذا جعلنا النظر مقيدا جزئيا دون ان يكون نظرا عاما كليا. الان يا استاذ عبدالله لو وقفت امام لوحة جميلة فسلطت نظرك على بخط صغير من خطوطها فحسب. هل ترى حسنا وجمالا؟ طبعا لا. لكن اذا نظرت لها بصورة العامة ستجد الحسنى والجمال. اليس كذلك؟ فعلا. كذلك وجود هذه الشرور في هذا الكون هو من الحسن الذي سيظهر لك اذا نظرت الى مجموع العالم. بمعنى اي قيمة للصحة اذا كنا لم نعرف المرض؟ اي قيمة للغنى اذا لم نعرف الفقر. اي قيمة للنجاح اذا لم يكن ثمة تعب ومشقة. اللي تخيل هذه الحياة بدون شيء من المصائب والعقبات والمصاعب كيف ستكون ستكون ولا شك حياة باهتة لا لون لها ولا طعم اننا نعرف حسن الاشياء بضدها ولن نعرف الخط المستقيم ان كنا لا نعرف الخط المعوج فبضدها فتبين الاشياء. باختصار ان وجود المصائب والابتلاء وانواع الشرور ضروري لحسن العالم. فالقصر الحسن الجميل من حسن وجود المرحاض الذي هو موضع البول والغائط والطوائح الكريهة. ومع عدمه يكون هذا القصر ناقصا عاقدا كما على حسنه. هكذا ينبغي ان ينظر الى هذا الموضوع. نعم. انتقل بعد ذلك الى الجواب الثالث وهو ان يقال ان دعوة ان الشر الموجود في هذا الكون شر مجاني لا مصلحة فيه كما يدعي الملاحدة. دعوة غير اصلا لماذا؟ لان المقام يحتاج الى علم محيط والبشر فاقدون له. حتى نجزم بان هناك كسر موجودا لا يترتب عليه اي مصلحة لا في الحال ولا في المآل ينبغي ان يكون علمنا علما واسعا محيطا والواقع خلاف ذلك. فعلمنا قليل قاصر. اسألك يا استاذ عبد الله. نعم. لو رأيت انا وانت من بعيد رجلين يمسكان طفلا ومعهما منشار. يهمان ان يقطعا رجله. هل من العقل والانصاف؟ الحكم على هذا الموقف بخير او شر بمجرد هذا النظر ام انه لابد من الاحاطة بالواقع؟ اه طبعا لابد من الاحاطة بالواقع ممكن يكونون اطباء ممكن. ممتاز. اذا ربما يكونان مجرمين. مهم. لكن ربما هما طبيب واب للطفل. وهو مصاب بمرض لو والى جسده لمات. الحكمة تقتضي قطع رجله لتسلم نفسه وهذا هو الخير. اذا اذا قال قائل الشر الموجودة في العالم لا مصلحة من ورائه. فاننا نقول له لابد ان يكون علمك علما محيطا بالواقع من كل وجه. حتى تحكم هذا الحكم وهذا ما لا سبيل اليه. وما اوتيتم من العلم الا قليلا. الجواب الرابع اذا قال الملائكة ايه ده ان وجود الشر دليل على نفي وجود الله. فاننا نجيب بقولنا تنزلا فماذا عن وجود الخير. اذا كان وجود الشر دليلا على نفي وجود الله. الا ينبغي ان يكون وجود الخير دليلا على وجود الله مع ملاحظات ان الخير هو الاصل وهو الاكثر والشر طارئ قليل. الصحة اكثر من المرظ من هم في مستشفيات الاستاذ عبد الله في هذا العالم اقل بكثير ممن هم خارجها. اليس كذلك؟ فعلا. العدل اكثر من الظلم. السلامة من الحوادث اكثر بكثير من وقوعها. وهذا ما لا يختلف فيه العقلاء. اعود فاقول القوم يستدلون بوجود المرض على عدم وجود الله فماذا عن وجود الصحة؟ لماذا كان هذا دليلا ولم يكن هذا دليلا؟ هذا امر وامر اخر هذا المريض المصاب في رجله المصاب في قلبه في عينه. ماذا عن بقية اعضائه؟ وهي اكثر بكثير. مليارات الخلايا في جسم الانسان انسان غالبا تعمل عملا حسنا ومتسقا مع بعضها. اعضاء كثيرة في جسده سليمة تؤدي وظائفه على احسن وجه. وهذا خير ان كان مصابا في عينه عنده القلب والكبد والامعاء والقدم واليد والاوعية عنده اشياء كثيرة سليمة واحد يقابل مئة او اكثر ايهما ينبغي ان يكون عليه المعول؟ لا شك ان كفة الاكثر ينبغي ان تكون هي الراجحة. ولذا كل واحدة عاجزون عن الاجابة عما يسمى واقول على سبيل التزول مشكلة الخير. هم. اذا كانوا يستدلون بمشكلة بمشكلة الشر فاننا نطرح عليهم مشكلة اكبر وهي مشكلة الخير والخير اكثر بكثير. لما لا يستدل هؤلاء الخير الكثير على وجود الله وهل هذا؟ الا دليل الهوى والعمى. نعوذ بالله من الخذلان. اعوذ بالله. ننتقل الى الخامس. وهو ان يقال لا تلازم بين كمال الصانع وكمال المصنوع. اعيد لا تلازم اين كمال الصانع وكمال المصنوع؟ فوجود مصنوع ناقص لا يستلزم بالضرورة ان يكون صانعه ناقصا. لاحتمال انه صنعه ناقصا اصلا. هم. فضلا عن ان يكون نقص المصنوع دليلا على عدم الصانع. وهذا ما وقع فيه الملاحدة استدلوا بنقص المصنوع على عدم صانعه. فاين العقل واين الفهم؟ دعني اضرب لك مثلا اخي الكريم. نعم من دخل الى قصر غاية في الجودة والجمال فيه عشرات الغرف المفروشة باحسن فراش المصبوغة باحسن الالوان المرتبة التي ابدع ترتيب ثم رأى من بين غرفه غرفة مبعثرة الاغراض قبيحة الالوان ليست في جمال بقية القصر اقول يا استاذ عبدالله من رأى هذا؟ هل له ان يدعي ان باني القصر غبي قاصر العقل؟ فضلا عن ان يقول ان هذه الغرفة وجودها دليل على ان القصر لا باني له. مهم. هل هذا معقول؟ واضح ام ان العاقل سيستدل بما رأى من اتقان القصر على دقة بانيه وجمال ذوقه. وسيحيل وجود الغرفة المبعثرة بهذه الصورة الى سبب او اخر الى حكمة لاجلها جعلها الباني كذلك؟ ربما ارادها مكانا لعقاب ابنائه ربما ارادها مستودع ربما اراد اي شيء اخر. اذا هكذا ينبغي ان ينظر الى هذا الموضوع. دعني اضرب لك مثالا اخر. نعم. عندنا هزا جوال صنعتهما شركة واحدة. احدهما ذو جودة واتقان وفيه مميزات كثيرة. وكل من رآه اعجب به والاخر مستواه ليس بذاك. ليس فيه تلك المميزات. بالكاد يرسل ويستقبل. هم. الشركة صنعته هكذا بهدف تجاري معين عنده. اريدك يا استاذ عبدالله ان تحكم على تصرفي. لما رأيت هذا الجوال الناقص قلت لا يوجد وصانع لا لهذا ولا لهذا. لما كان احدهما ناقصا اذا كلاهما وجدا من العدم الى صانع مم. هل تصرفي معقول؟ طبعا لا. هذا هو حال الملاحدة تماما. اتوا بمثال او مثالين او عشرة او مائة من هذا العالم فيها نقص او مصائب في مقابل ملايين الملايين من اوجه اتقان الصنع والرحمة في الخلق. ثم لاجل هذا النقص ادعوا ان هذا الكون لا خالق له. هم. فهذا منطق للعقلاء. المنطق الصحيح يقول وجود النقص. نعم. لا يستلزم انتفاع الحكمة ونقص المصنوع لا يستلزم نقص الصانع فضلا عن ادب. نعم. الخلاصة يا أستاذ عبد الله. نعم. الله تعالى قد شاء ان تكون هذه الحياة فيها خيرات كثيرة وفيها شرور بالنسبة للخيرات قليلة وله في هذا وهذا حكم بالغة. كما شاء سبحانه ان يجعل في الحياة الاخرة دارا ليس فيها الا نعيم خالص ولذات مستمرة فيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين وجعل دارا اخرى كن في الاخرة ليس فيها الا البؤس والنكال والعذاب الاليم. نعم. ومن ذاق في الدنيا شيئا من اللذة ومسه شيء من من الالم بيسر معنى ما في الدار الاخرة من نعيم او عذاب. مع البول الشاسع ما بين الاولى والاخرة. الجواب السادس ان يقال لا يستقيم استدلال الملاحدة بما زعموا انها مشكلة الشر. بل هذا شيء لا ينقضي منه العجب. لان الاشياء عندهم كلها مادية ما ثم الا ذرات اصطدمت صدفة فكان هذا الكون بلا خالق. وعليه فلا غاية ولا حكمة لا احاسيس لا خير لا شر. لا وجود لمعيار ثابت للاخلاق ومعرفة الصواب والخطأ. اذا كيف تستدلون بعد ذلك بالشر؟ وما هو معيار الشر اصلا؟ كيف لكم ان تحكموا ان هذا بشر ان هذا صحيح وهذا غير صحيح. ما هو المعيار عندكم؟ انتم قائلون بنسبية الاخلاق؟ بل بالعدمية الاخلاقية التمييز حفظكم الله بين الحق والباطل والخير والشر. لا يتأتى الا ممن يعتقد بوجود خالق حكيم وضع في القلوب تميز بين هذه الاشياء تدرك الحسنة من القبيح بمعنى اذا اردنا ان نقول هنا خير هنا صواب وهنا خطأ يجب ان تسع من الاشياء المادية هذا الحكم ليس نتاج نظرية التطور والارتقاء التي يؤمنون بها. هذا لا يمكن ان يكون الا اذا ان ثبت ان ثمة ربا خالقا هو الذي وضع في هذه القلوب هذه الفطرة التي تميز بين الصواب والخطأ. اما على اصول معشر الملاحدة فالاشياء كلها سواء ولا فرق. ان تطعم يتيما وتحسن اليه. او ان تقتله وتقطع اطرافه. لا فرق بين زواج شرعي وبين اغتصاب. الحكم في القانون الالحادي كله سواء. الحياة كلها عندهم مادية. المادية ولا شيء غيرها. لا هدف لا غاية لا حكمة لا مشاعر لا احاسيس لا اخلاق. اذا كيف للملاحدة بعد ذلك ان يستدلوا بمشكلة الشر؟ لا شر ولا خير عندهم اصلا وهذا يسقط مقالتهم من اصلها. الجواب السابع حفظكم الله هذه حجة للملاحدة تدل على ان مفهوم للرب مفهوم مغلوط. وهذه نقطة اود ان ينتبه اليها. ان يكون الرب سبحانه ربا خالقا واسع العلم والحكمة له قدرة وعزة وملك يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. والكل عبد ذليل له. هذا غير وارد عندهم تدري ما مفهوم الرب عندهم؟ باختصار شديد؟ هم يريدون ربا عبارة عن خادم او اله. الة تفعل الاشياء التي يبرمجونها عليها او خادم يأمرونه فيطيع. يريدون ربا لا يفعل شيئا سوى ان يلبي لهم رغباتهم وان يغدق عليهم من شهواتهم ومتى ما مسهم ادنى شوكة يبادرون فينفون وجوده ويقولون لا يوجد رب. هذا مفهوم الرب بالنسبة له ولذلك هم يقولون كيف يوجد شر؟ كيف توجد مصائب؟ نحن نريد ربا نقول له نريد فيعطينا مباشرة. هل هذا رب تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. الرب يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. وله العزة والكبرياء. والعبد عبد لا يخرج عن كونه عبدا لربه. الجواب الثامن والاخير الدنيا مخلوقة للابتلاء لا للنعيم والاسعاد. الله جل وعلا يقول الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم. ايكم احسن عملا؟ فاذا كانت الدنيا ليست دار اسعاد ولا نهاية المطاف. فلا وجه لان يطلب حصول كل انواع اللذات فيها. وان يطلب زوال كل انواع الغموم فثمة دار اخرى هي دار الاسعاد المحض لمن استجاب لربه. مشكلة القوم ان نظرهم مقصور على هذه الحياة الدنيا. قد رضوا بها واطمئنوا وما طمحت ابصارهم وقلوبهم الى ما هو ابعد منها. ان كل من يؤمن بحياة بعد هذه الحياة هي الحياة الحقيقية. وان الدار الاخرة لهي الحيوان. لو كانوا يعلمون. ان كل من امن بهذا فسيزول عنه كل اشكال يتعلق بهذا الموضوع. لانه سيدرك ان في هذه الحياة الدنيا مصائب وابتلاءات اكل هذه الحياة مجرد لحظات وثوان اذا ما قرنت بالحياة الاخرة. وثمة جزاء وتعويض في الاخرة لمن صبر على ابتلاء ومصائبه وكل انواع البلايا في الدنيا اذا ما قورنت بجزاء صبرها في جنات الخلد فانها والله اهون من من الم قرصة اعود فاقول هذه الحياة مجرد لحظات وثوان اذا ما قارناها بالحياة الاخروية الابدية التي قضاء له ولذا. نعم. اذا مرض الانسان او احترق او ابتلي او افتقر فصدر واحتسب واذعن لربه فسيكون له في الاخرة عوض كبير جدا فما المشكلة اذا؟ اذا وزننا الموضوع بميزان العقل فالمسألة معقولة جدا. اسألك يا استاذ عبد الله. نعم. لو قال قائل طبعا هو قائل وليس انا. نعم. من يوافق من الاخوة المستمعين؟ ان اقرصه قرصة واحدة. ومقابل هذا اذا صبر. مهم. ان تعطيه اذاعة القرآن. عمارة من ستة ادوار. وسيارة فارهة. وعشرة ملايين في حسابه. هل هناك من سيرفض؟ طبعا لا. كل انواع البلايا في الدنيا اذا ما قارناها بجزاء صبرها في الاخرة فانها والله اهون من هذه القصة. الله اكبر. وانواع النعيم الموعود به لهذا الصابر ابد الاباد اعظم بكثير من هذا الوعد الدنيوي بل والله افضل من هذه الدنيا كلها وما فيها بما لا مقارنة فيه. نعم وساقول ستزول كل الاشكالات المتعلقة بهذا الموضوع بتوفيق الله عند من يفهم هذه الحقيقة فهما صحيحا. هل الدار الدنيا دار او اسعاف هل هي نهاية المطاف؟ او ان هناك دارا اخرى هي دار الاسعاد للمؤمنين. نعم. ودار الجزاء والعوظ. الدنيا رعاك الله دار ما مر كل من فيها من اهل الشرف والنعم او اهل الابتلاءات والمصائب. الكل سيموت. ثم تكون حياة اخرى يبعثون لها. فيجازم المؤمنون الصابرون ويجازى المعرضون الساخطون. فاي عدل فوق هذا العدل بل للمؤمنين الصابرين. اي فضل فوق هذا الفضل نعم. نعم احسن الله اليكم وشكر لكم هذه الاجابة وهذا البيان والتوضيح. شيخ صالح يعني وصلنا الى الدقائق الاخيرة ودنا نعود الى السؤال الرئيسي في هذه الحلقة ما الحكمة من تقدير الله تعالى للمصائب في الدنيا؟ لو نجيب في نصف دقيقة. آآ انا اريد ان ان اركز على ركيزتين مهمتين في الجواب اظن ان الجواب السابق فيه ان شاء الله باذن الله. لكني اقول ان اعتقادنا معشر المسلمين في موضوع الشر ووقوعه في هذا الكون قائم على ركيزتين هما كمال الرب سبحانه في علمه وحكمته ورحمته وعزته وعدله ونقص العبد نقصه في عقله في علمه في ادراكه. نعم. من امن بكمال الله المطلق وتنزهه عن النقص والعيب والظلم. وادرك نقصه هو وضعفه فانه سوف يزول عنه كل اشكال يتعلق بهذا الموضوع والتوفيق بيد الله ولا يملك المرء حينها الا ان يقول الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير. سبحانه وتعالى. اه شكر الله لكم فضيلة الشيخ ويعني هذه القضايا المستشكلة التي سنعالجها في هذه الحلقة والحلقات القادمة بمشيئة الله تعالى. ابتداءنا اليوم بمشكلة الشر فماذا سنتحدث عنه في الحلقة القادمة؟ وقبل ذلك ان كان هناك من الاحالات تحيلون المستمعين اليها كتب او نحو ذلك للفائدة هنا موضع غاية في النفع في الحقيقة هو فصل ايماني علمي نافع جدا لابن القيم رحمه الله في كتابه العظيم مفتاح دار السعادة. الجزء الثاني من صحيفة اه ثمان مئة واثني عشر الا وثنتي عشر الى ثمانمائة وسبعة واربعين من طبعة عالم الفوائد ثمان مئة واثنعش الى ثمان مئة وسبعة واربعين هذه خمسة وثلاثون صحيفة في الحكم التي تلتمس من وقوع السيئات من العباد. اتمنى من الاخوة القراء ان ان يقرأوها سيجدون فائدة عظيمة باذن الله باذن الله. نعم. بارك الله فيك. نعم شكر الله لكم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور صالح بن عبد العزيز سندي استاذ العقيدة في الجامعة الاسلامية. بارك الله فيكم الله اليكم في امان الله. السلام عليكم ورحمة الله