الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. اما بعد فالحكمة بارك الله فيكم وضع شيء في موضعه المناسب له والموصل للغايات المحمودة منه. والحكمة من صفات الله الثابتة له سبحانه وتعالى على الوجه اللائق به ولا تماثلوا حكمة المخلوقين. كما ان من اسمائه جل وعلا الحكيم. وقد ورد في القرآن كما تفضلتم كثيرا ورد في نحو تسعين موضعا واجلى معانيه انه ذو الحكمة. وادلة ثبوت الحكمة له تبارك وتعالى كثيرة جدا. وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في شفاء العليل اثنين وعشرين نوعا من الادلة يدخل تحت كل نوع جملة من الادلة الشرعية. بل ذكر رحمه الله ان من تأمل في مواضع حكمة في الله جل وعلا في الخلق والامر وجدها مع قصور النظر تزيد على عشرة الاف موضع. كلها دليل على ثبوت حكمته جل وعلا في كل ما يقدر ويحكم ويخلق اذا الله جل وعلا احكم الحاكمين واعلم العالمين. كما هو ارحم الراحمين. له الحكمة الباهرة عزة القاهرة ملأت حكمته الوجود وبهرت العقول. حتى صارت للبصائر اظهر من نور الشمس للابصار وخلقه وعمره كله يشهد له بالحكمة البالغة والنعمة السابغة والحجة الدامرة والنزاهة من الظلم واللعب بس ان ربي على صراط مستقيم. له سبحانه في كل ما يفعل او يأمر او يقدر غايات مطلوبة وعواقب حمودة يحمد عليها سبحانه. ولاجلها انزل كتبه وارسل رسله وشراش رائعة. وخلق الجنة والنار ووضع ثوابه والعقاب وفتح له بفهم في القرآن رآه من اوله الى اخره يرشد العقول الى ان مصدر ذاك عن عزته وحكمته. ولهذا كثير ما يقرن تعالى بين هذين الاسنين العزيز والحكيم في ايات التشريع والخلق قوى الجزاء يدل عباده على ان مصدر ذلك كله عن حكمة بالغة وعزة قاهرة. ومن له نظر صحيح وفكر مستقيم. شهد بذلك فيما رآه وعلمه. واستدل بما شاهده على ما خفي عنه. فان الكل صنع الحكيم العليم سبحانه وتعالى. ويكفي في هذا ما يعلمه من الحكمة في خلقه هو في اعضائه صفاتها وتهيئاتها منافعها في اشتمالها على الحكمة المطلوبة اتم اشتمال. تأمل في اصبع واحد فقط من اصابعك فاجتمع فيه الجلد واللحم والدم والظفر والاعصاب والمفاصل والبصمات واشياء كثيرة وعجيبة اجتمعت بتناسق بديع في هذا الشيء الصغير. فكيف بهذا الكون العظيم عليه وسافله؟ تأمل مخلوقاته صحيح التأمل. وستجد مؤسسة على غاية الحكمة مغشاة بالحكمة. تقرأ سطور الحكمة على صفحاتها. وتنادي عليك هذا صنع العليم الحكيم وتقدير العزيز العليم الذي اتقن كل شيء. وما ترى في خلقه من تفاوت. واني لا استغفر الله العظيم من الخوض في هذا الموضوع العظيم الذي لا اقدر ولا اهل الارض جميعا على الوفاء بحقه. فانما يصفه الواصفون من حكمته سبحانه وتنتهي اليه علومهم منها هو كما يدخل انسان اصبعه في البحر ثم ينزعها فهو يصف البحر بما يعلق على اصبعه من البلل. وان ذلك من البحر. فيظن السامع ان تلك الصفة احاطت بالبحر وانما هي صفة ما على القراءة بالاصبع منه. الامر اجل واعظم من ان تحيط عقول البشر بادنى جزء منه. نعم الله اكبر وبالفعل اه شيخنا يعني لعل معظم المواضيع المرتبطة بذات الله سبحانه وتعالى اه من هذا النوع وبهذا اه الثقل نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيننا ان شاء الله في هذه الحلقة على ايضاح يعني ولو آآ خطوط عريضة آآ يعني آآ نوضح فيها المستمعين خاصة مع كثرة الاسئلة عن الحكمة من كذا الحكمة من آآ امر الله اجعل بي كذا وهذا هو السؤال القادم يعني ثبوت الحكمة لله سبحانه وتعالى آآ هل يلزم منه ان تكون معلومة بالنسبة لنا آآ كبشر؟ بارك الله فيك ثبوت الحكمة لا يستلزم ظهورها في كل موضع ولكل احد. حكمة الله جل وعلا اعظم من اعظم من ان في طبيع خلقه بمعنى الله عز وجل ما خلق شيئا ولا شرع حكما الا وله فيه حكمة مقصودة محبوبة له لكن تلك الحكمة منقسمة الى جلية وخفية. قد تظهر وقد تخفى. يعلمها من يعلمها. ويجهلها من يجهلها. وقد جميع الخلق فهو سبحانه يعلم ما لا نعلم. قال اني اعلم ما لا تعلمون. فلا يستطيع احد من الخلق الاطلاع على جميع مكنون حكمته سبحانه. ومن لم يسلم بهذا يلزمه مساواة الخالق والمخلوق بمعرفة المصالح دقائق الحكمة وكيف يستوي رب الارباب والمخلوق منه التراب. هل يسوى بين الظلوم الجهول وعلام الغيوب سبحان الله. والموفقون آآ فهموا هذا. وانتهوا الى ما وقفوا عليه ووصلت اليه افهامهم. وردوا علم ما غاب عنهم من ذلك الى الذي هو بكل شيء عليم. تحققوا ان لله في كل ما خلق وامر واثاب وعاقب من البوالغ ما تقصر عقولهم عن ادراكه. وانه تعالى آآ هو الغني الحميد العليم الحكيم. وانه لا عما يفعل لكمال حكمته وعلمه والعباد يسألون اذ ليسوا كذلك. نعم. يعني هل البحث عن الحكمة في كل حكم قدري او شرعي مسلك رشيد. اه لا شك انه مسلك غير رشيد من الخطأ العظيم ان يقوم الانسان الاحاطة بحكمة الله عز وجل في كل شيء. هذا من اوسع اودية الضلال. وكم سلكه من لم يوفق الا وانحرف ربما وقع في الكفر عياذا بالله. وصدق ابن تيمية رحمه الله حين قال واصل ضلال الخلق من كل فرقتي هو الخوض في فعل الاله بعلته فانهم لم يفهموا حكمة له فصاروا على نوع من الجاهلية. من يسلك هذا المسلك يطلب شيئا فوق طاقته. لو قيل للانسان عد كل حبات الرمال وجميع نجوم السماء. لكان طلبا يستحيل القيام به لان قدرته اضعف من ذلك. فالعجز هنا راجع الى ضعف المسؤول لا لان الرمل او النجوم معدومة فحكمة الله اذا ثابتة لا ريب فيها. ولكن العقول اضعف من ان تحيط علما بها جميعا اقول يا أستاذ عبد الله. نعم. ان الإنسان لا يتمكن من الاحاطة بالحكمة من كل افعال مخلوق مثله والقاعدة المألوفة والعادة المعروفة ان الاعلم اذا تميز شيئا قليلا عن اجناسه واشباهه لم يكن ضد من ان يأتي بما لا يعرفون. واعتبر في هذا بما جرى بين موسى والخضر عليهم الصلاة والسلام. كيف ان موسى وهو الاعلم والارفع منزلة قد خفي عليه شيء من الحكمة في بعض ما فعل الخضر. وقد قص الله عز وجل علينا قصتهما في سورة الكهف وفي الصحيحين ان الخضر قال لموسى عليهما السلام يا موسى اني على علم من لله علمني لا تعلمه انت. وانت على علم علمكه لا اعلمه. الاختلاف في العلم سبب في خفاء الحكمة اذا كان هذا في حق مخلوق مع مخلوق بل مخلوق فاضل مع مخلوق مقبول. هم. فكيف في حق مخلوق جهول مع خالق اليم حكيم سبحانه. وقد احسن من قال وما سبب الخلاف سوى اختلاف العلوم هناك بعضا او تماما. فكان من اللوازم فكان من اللوازم ان يكون الاله مخالفا فيها الانام. فلو لم نجهل الاسرار عنها بلغنا مثله فيها المرامة. واعتبر في هذا ايضا يا استاذ عبد الله الحيوان البهيم فانه يفهم فهما لائقا لكن لا يبلغ فهمه الى ان يعرف حكمة الحكماء وتصانيف الاذكياء ومعارف الفطناء فكذلك الحكماء لا جميع حكمة الله ولله المثل الاعلى. وانني اقول على سبيل تقريب المراد لو ان العبد نصف ما يعلمه الله جل وعلا لجاز ان تكون حكمة الله فيما جهلناه في النصف الاخر. فكيف والله تعالى يقول وما اوتيتم من العلم الا قليلا. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر قصة موسى والخضر قال وجاء عصفور وقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة فقال له الخضر ما علمي وعلمك من علم الله الا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر. وما احسن ما قال بعضهم انني عفوا. نعم. ان نسبة علمنا الى علم كنسبة لا شيء الى ما لا نهاية له. اذا ليتنبه الانسان لهذه القضية فانها مسألة مهمة يجب ان نستوعبها جيدا. فقد يزل المرء بظن سيء يظنه في ربه سبحانه. وقد يذل لسانه بكلمة يعترض بها على ربه تريده الموارد. وقد يتأثر بشبهات اهل الضلال في هذا العصر. لا سيما من دعاة الالحاد واللا دينية فانهم كثيرا ما ينفذون في دعوتهم الضالة من باب الحكمة والتعليل او من فروعه لا سيما ما يدعونه مشكلة الشر التي طرحت في الحلقة الماضية. اذا يا ايها الموفق اقطع من نفسك الطمع في ادراك الحكمة في كل احكام عز وجل القدرية والشرعية. وايقن مع هذا بان لله سبحانه حكمة بالغة. انت يا استاذ عبد الله اذا كنت بعقل انسان وبمحبته لك وبصفاء قلبه. فانك ستسلم لافعاله وان لم تفهم السبب في كل فعل له على وجه الخصوص بمعنى اذا كنت تثق بعقل ابيك مثلا وبمحبته وبرجاحة تفكيره فانك اذا رأيت بعض الافعال المستغربة منه فتقول في نفسك ما فعل ابي كذا لكنك ترجع الى الاصل المتقرر عندك بعدها وهو انه رجل عاقل ولابد ان عنده سببا بفعله. فعله. او اذا كان اتخذ موقفا منك فانك ستقول انني اوقن بانه يحبني. وانه لا يريد بي شره. وان كنت ما زالوا السبب الخلاصة لله حكمة بالغة. هذا شيء قطعي. كونها تظهر او لا تظهر هذا ليس شيئا قد تظهر وقد لا تظهر. واحفظ عني يا رعاك الله هذه القاعدة المهمة وحفظها. هم. كلمتان ممنوعتان في بابين كيف في باب الغيب؟ ولم؟ في باب القدر. لم؟ هذه ضع عندها خطا احمر. حذاري ان لحومها هنا لم يفعل الله كذا؟ لم اعطى الله فلانا وما اعطاني؟ لما هدى الله فلانا واضل فلانا؟ كذلك في مسائل الشريعة لما حكم الله بكذا ولم امر بكذا ولما نهى عن كذا؟ انتبه هذا قد يجر الى ما لا تحمد عقباه. لكن ثق وايقن وامن واعتقد ان لله حكمة بالغة وله في اخفاء الحكمة حكمة. بارك الله فيك. سبحان الله نعم شيخنا يعني احيانا يعني يكون الانسان آآ يعني فعلا محبا للدين وعلى قدر من الايمان ونحو ذلك ولكن احيانا تحت ضغط الحياة ونحو ذلك او وتحت الظغط ما يسمعه ويشاهده في بعظ وسائل الاعلام قد يحدث منه شعرة او لم يشعر نوع من الاعتراظ على الحكم الشرعي او الحكم القدري او يعني الاقدار التي تصيبه بسبب عدم معرفته لحكم الله سبحانه وتعالى او لحكمة الله سبحانه وتعالى من وراء هذا الامر او هذا الخلق. فيعني نريد يعني تعليق قال هذه هي المسألة يعني. اه هذا الموضوع الذي نتحدث فيه فيه رعاك الله خطأن متلازمان يقعان من بعض الناس اولهما التنقير عن الحكمة في كل صغير وكبير كما سبق. الامر الثاني ربط الانقياد بمعرفة الحكمة يعني يقول القائل ساطيع امره سبحانه ان ظهرت لي الحكمة منه او ربما لا يتجرأ هذه الجرأة القبيحة لكنه يقوم متثاقلا متشككا او انه ينظر الى قدر الله سبحانه وتعالى بقدر كبير من الريبة. وهذا خطر عظيم مبنى العبودية على الايمان والتسليم. ومن التسليم عدم الاسترسال في التنقير عن تفاصيله بالحكمة في الاوامر والنواهي والمقادير مع الاذعان والقبول والانقياد. ان ورد الشرع بذكر حكمة وفهمها عقلك. كانت هذه زيادة في البصيرة. لكن ان لم تظهر لا ينبغي ان يوهن ذلك في انقياده يا ايها المعظم لربك ولم يقدح في امتثالك. يقول اهل العلم ما سلم في دينه الا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم. ورد علم ما اشتبه عليه الى عالمه ولا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام. فمن رام علم ما حضر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه حجبه مرامه الخالص التوحيد وصافي المعرفة وصحيح الايمان. فيتذبذب بين الكفر والايمان. ولذا لم يحكي الله سبحانه عن امتي صدقت نبيها وامنت بما جاء به انها كانت تسأله عن تفاصيل الحكمة فيما امرها به ونهاها عنه وفيما بلغها عن ربه بل انقادت وسلمت وازعمت ما عرفته من الحكمة عرفته وما خفي عنها لم تتوقف في انقيادها واستسلامها على معرفته. ولا جعلت طلبه من شأنها. وكان رسولها اعظم في صدورها من سؤاله عن لم يقولوا لما امر ربنا؟ ولكن قالوا بما امر ربنا؟ شأنهم البحث عن اوامره ومراضيه لامتثالها. اما المعترض المعترض على حكمة ربه فما اظعف ايمانه وما اظعف عقله حدثني يا استاذ عبد الله بما ترى في رجل هو احدق الناس بصناعة من الصناعات. قد احكم آلاتها واسبابها على اكمل الوجوه ثم جاء رجل جاهل لا مناسبة بينه وبين ذلك الحاذق بوجه من الوجوه. فاخذ يعترض عليه في اجزاء تلك الصناعة ومقاديرها. يقول هلا كان هذا اكبر من هذا وهذا اصغر من هذا او كان هذا في موضع كذا وكذا. اليس هذا يا استاذ مما يسخر منه العقلاء. فعلا. ويعدون صاحبه في زمرة السفهاء. هم. يعني انا لو جئت الان الى طبيب يفصل طفلين صياميين مسلا او طيار يقلع بطائرته او مهندس يعد لانشاء جسر من الجسور كلها اشياء في غاية الدقة وانا بهذه الامور تماما. ثم جئت اه اتفلسف كما يقولون. هم. كل هذا من هنا يصلح لا تفعل كذا. انا لا افهم حكمة لكذا. هم. مع لاحظت انه يمكن لهذا المعترض ان اجتهد وتعلم ان يشارك الاستاذ الحاذق في صناعته بل وان يتقدم عليه فيها. ومع ذلك اعتراضه مدفوع حينما يكون جاهلا عند كل عاقل. فما الظن بالاعتراض على من لا شريك له في حكمته ولا شبيه له في علمه. افلا يستحي من يرى قبهى تراب مخلوق مفضول على مخلوق فاضل. ثم يعترض على حكمة في اعلم العالمين واحكم الحاكمين سبحانه. والعجيب هنا انه يعترض بعقله الذي هو هبة ممن يعترض عليها سبحان الله. هم. اذا لم يكن تعظيم على حياء صدق سبحانه وتعالى سيوفي الانسان انه كان ظلوما جهولا نعم. اه ذكرت اه فضيلتكم اه كلمتان ممنوعتان في بابين اه كيف في باب الغيب؟ ولما في باب القدر؟ لو نوضحها في اه دقيقة نعيد التوضيح لها اه كيف في باب الغيب؟ المسائل الغيبية المتعلقة بكيفية صفات الله سبحانه وتعالى او بامور الاخرة لا ينبغي ان يسأل عنها بكيف لان هذا خارج عن قدرة فهم الانسان وعقله. نحن عقولنا محصورة بمحسوسات شاهدناها او شاهدنا لها. اما مسائل الغيب فلا قدرة لعقولنا اصلا على ان تخوض فيها. كذلك الشأن لما؟ او ليش ما السبب؟ مم. في مسائل القدر او في مسائل الشريعة التي علتها تعبدية. لا ينبغي للانسان ان يخوض فيها لان الخوض في ذلك ايضا خوض فيما تعجز العقول عن الاحاطة به. نعم. المحتم اه يعني سابقا قبل دقائق الى قضية انه اه يعني كيف يسأل الانسان عن مثل هذه الامور وقضية الادب مع الله سبحانه وتعالى والتأدب مع الله في اه السؤال عن مثل هذه الامور الحكمة من فعل الله لكذا ومن امر الله بكذا. فنريد يعني في ختام هذه الحلقة وكضوابط جامعة توضح لنا خلاصة المنهج الصحيح في موضوع حكمة الله تعالى في خلقه وامره. اه بارك الله فيكم الحقيقة ان الموضوع من السعي بمكان اه ولذلك حاولت ان الخص اه جملة من اشتاته في ضوابط بلغت بين يدي خمسة عشر ضابط ما شاء الله. ولعل الله سبحانه وتعالى يرزقك يا أستاذ عبد الله الصبر علي حتى انتهي منها ان شاء الله. على الروح بالساعة حياكم الله. تفضل. اه اول ذلك حفظك الله اعتصم بالجواب الجملي وهو والله يعلم وانتم لا تعلمون. الملائكة عليهم الصلاة والسلام لما عرفوا حكمة الله عز وجل على التعيين في استخلاف آآ ادم عليه السلام وسأله ربه تعالى عن ذلك فقالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ما عرفوا حكمة الله عز وجل على التحيين على التعيين في هذا الفعل الله عز وجل ما بين وجه الحكمة على التعيين بل اعلمهم بالجواب الجملي فقال اني اعلم ما لا تعلمون. فاذا كفى الملائكة فهذا الجواب فانه يكفي المؤمنين. يجب القطع بان جميع ما يشتبه على العقول من شأن افعاله واقداره سبحانه غير عارفين عن عفوا غير خال عن الحكمة والمصالح والغايات الحميدة وان كنا نجهل التفصيل ولذلك كانت الاشارة بقوله سبحانه اني اعلم ما لا تعلمون. فلو لم تكن الحكم مرادة في افعاله ما سألت عن ذلك الملائكة. ولولا ان الجواب الاجمالية كاف للموقنين ما اجيبوا بسعة العلم. اذا ثبوت الحكمة اجمالا يغني عن تتبع تفاصيلها وابو الجملي يغني المؤمن عن الجواب التفصيلي. الضابط الثاني قصور العلم لا ينتهض معارضا ان لم يحيط البشر بجميع وجوه حكمة الله عز وجل في بعض افعاله. بل ولا شيء منها في بعضها. فله سبحانه في هذا الحجة الدامغة والحكمة البالغة والكمال المطلق. وقصور العبد الظلوم الجهول عن معرفة اعيان الحكم على التفصيل لا ينتهض معارضا للبراهين القاطعة الدالة على ثبوت حكمة احكم الحاكمين ارحم الراحمين سبحانه. ومن اشرب قلبه الايمان اغناه عن هذا الاجمال. وكل من يعترض اغناه هذا الاجمال. وكل من يعترض فانه لا يبني اعتراضه على علم وانما هو يعلن جهله وقصور عقله. هم. الضابط الثالث الله تعالى عدل ثق بهذا وايقن. والادلة النقلية والعقلية على هذا كثيرة جدا. ودونك هذا الدليل العقلي الملك العزيز جل في علاه لا يخاف من احد ولا يتقيه. ولو شاء لخلق الخلق في النار ابتداء. ولم يحتاج الى تمكين ولا تكليف ولا كتب ولا رسل ولا بعث ولا صحف ولا موازين. حين عدل عن ذاك الى هذا علمنا ان مراده ان يوصف بالعدل. وان لا ينسب اليه ظلم. والعلم بذلك ضروري لمن هو سليم العقل. فتيقن ان ربك عدل لا يظلم واطمئن. الضابط الرابع. اتهم ظنونك. قول بعض من قصر عقله عن معرفته الحكمة في بعض افعاله تعالى انه لا حكمة فيها بل هي شر النحب. مثله مثل ام الصبي التي ترى الحجامة شرا محضا. فتحجم عن دين ينفعه. ومثل الغبي الذي يرى القتل قصاصا شرا محضا لانه ينظر الى خصوصه الشخص المقتول. ويذهل عن الخير العام الحاصل للناس كافة. ويجهل ان التوصل بالشر الخاص الى الخير العام خير محض ولا ينبغي لحكيم ان يهمله فاستهم خاطرك. الضابط الخامس فرق بينما يقصر العقل عن دركه وما يعلم العقل استحالته. اي انما لا يعلم العقل ثبوته وما يعلم العقل انتفاءه. بين محارات العقول ومحالات العقول. فان الرسل عليهم الصلاة والسلام قد يخبرونا بمحارات العقول وهي ما تعجز العقول عن معرفته ولا يخبرون بمحالات العقول. وهي ما يعلم العقل استحالته فهذا لا يأتي في الشرع البتة. الامر السادس تأمل تأمل استرشاد لا انتقاد. لا يعرف فمن الحكمة في الشريعة الا من فتح الله عليه واقبل بصدق على تأملها بتجرد لا بانتقاد اما من نظر الى الشريعة بانتقاد فلن يفتح له باب المعرفة. ان الذين لا يؤمنون بايات الله لا يهديهم الله. اما الذي ينظر اليها طالبا الرشد فهذا الذي يفتح عليه. وستبين له من الاشرار ما يخفى على كثير من الناس فامن لنتأمل ايات ربنا تأمل استرشاد لا تأمل انتقالي. هم. الضابط السابع تذكر كمال الرب ونقص العبد يتذكر الانسان ما يعلمه من نفسه من جهله من قلة علمه من تردده في الامور من حيرته في اشياء سهلة امل في رجوعه عما كان عليه مرارا من وجدانه للشيء بعد اليأس منه فان علم الانسان باحوال نفسه ضروري وهو حجة عليه كما قال تعالى بل الانسان على نفسه بصيرة وقد وصفه العليم الخبير بانه ظلوم جهول. كما عليه ان يتذكر التفاوت العظيم بين الخلق في البلادة والذكاء. ومعرفة الدقائق وحجز العواقب. فكيف التفاوت بين الخلق وخالقهم؟ الذي هو العليم العظيم سبحانه وتعالى. الضابط الثامن استدل بما عرفته على ما غاب عنك. حسب العقول الكاملة ان تستدل بما عرفت من حكمته سبحانه على ما غاب عنها. وتعلم ان له حكمة في كل ما خلق وشرع. والمدبر الحكيم من البشر اذا ثبتت حكمته وابتغاؤه الصلاح لمن تحت تدبيره كفته هذه المعرفة عن تتبع مقاصده في تفاصيل كل كل فعل من افعاله فما بالك برب العالمين احكم الحاكمين واعلم العالمين اعلم العالمين وارحم الراحمين. اذا ثبوت ذو الحكمة اجمالا يكفي يكفي عن تتبع تفاصيلها. الضابط التاسع معرفة الحكمة على التفصيل. ليست في قوى البشر وعليه فاذا قال قائل لم لم يخبر الله تعالى كل عبد من عباده بكل ما يفعله لم لم يقفهم على وجه تدبيره في كل ما يريد على حكمته في صغير ما ذرأ وبرأ وكبيره. فيقال وهل يفعل هذا مخلوق مع مخلوق؟ اب مع ابنه صديق مع صديقه فكيف برب مع عبيده ثم هل في قوى المخلوق تحمل ذلك؟ لقطعت وهذا من عزته سبحانه من رحمته ايضا بعباده. هم. الخلاصة القوى البشرية ليست مستعدة للعلم بتفاصيل حكمة الله في خلقه وامره فبيان تفاصيل الحكمة الحكم لهم عبث مناف للحكمة. هم. الضابط العاشر. اه شيخ صالح بقي معنا دقيقتين فما ادري نقدر خلاص الحكمة قد تكون جلية وقد تكون خفية فهي ثابتة قطعا لكن ثبوتها لا يستلزم ظهورها في كل موضع ولكل احد وهذا ما سبق بيانه. الضابط الحادي عشر الدنيا دار وابتلاء. ومن الابتلاء خفاء الحكمة احيانا. من الابتلاء الذي يتميز به المؤمن من غيره خفاء الحكمة في بعض احكام الله الشرعية والقدرية فلا تستنكر هذا الخفاء. الضابط الثاني عشر بعقولنا قوة التسليم وليس فيها قوة الاعتراض. من المتيسر لعقول البشر ان يسلموا لحكمة مولاهم. وان ينقادوا لحكمه ليس في قوتهم الاعتراض على احكامه. لان هذا يستلزم ان يكون للمخلوق علم كعلم خالقه. واما ذلك الضابط الثالث عشر التنقير عن الحكمة في كل صغير وكبير. طريق الى الهاوية وربط الايمان بمعرفة الحكمة خطر عظيم. وهذا ما سبق بيانه الضابط الرابع عشر معرفة الحكمة التفصيلية نعمة وجهلها نعمة. تقدم ان لكل حكم شرعي او قدري حكمة مقصودة علمها من علمها وجهلها من جهلها ان ظهرت للعبد حمد الله وازداد يقينه بحكمة ربه وعظمة دينه وقدره وان لم ازداد ايمانه ايضا بتسليمه لربه وقبول ما عجز عقله عن ادراكه لانه جاء من عند الله. الضابط الخامس عشر والاخير من عجز عن معرفة حكمة مخلوق مثله فهو عن معرفة حكمة ربه اعجز. وهذا قد سبق بيانه بارك الله فيكم. وفيكم ونفع الله بعلمكم وشكرا لكم هذا البيان وهذه هي الضوابط المهمة في هذا الموضوع المهم للغاية. وقد وصلنا الى الدقيقة الاخيرة في هذه في الحلقة ان كان هناك من اه احالة تحيلون المستمعين اليها او نعم احيل طالب الفائدة الى قراءة فصل النافع جدا وهو الباب الثاني والعشرون من شفاء العليل لابن القيم في حكمة الرب سبحانه وتعالى ولا سيما في اثبات انواع الادلة التي اه في اثبات الادلة على حكمة الله. الجزء الثاني من مئة وخمسة عشر الى مئة وستة وخمسين. بعد دار الفوائد. نعم. شكر الله لكم وبارك فيكم ونفع بعلمكم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور صالح بن عبد العزيز السندي استاذ العقيدة بالجامعة الاسلامية شكر الله لكم فضيلة الشيخ. واياكم واستودعكم الله السلام عليكم ورحمة وعليكم السلام ورحمة الله في امان الله