اقول اه من بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله وصحبه ومن والاه. مسألة الهداية والاضلال من مساجد القدر كما تفضلتم وهي من المسائل المهمة والدقيقة والعميقة والتي كما اشرتم تستشكل عند بعض الناس ولاجل هذا لابد من التنبه الى التأصيل الصحيح لها والا وقع خلل كبير هذا الموضوع ينبغي ان يأخذه الانسان بعلم وبرغبة في الوصول الى الحق ايضا وقبل ان نخوض في هذا الموضوع لابد كما تفضلتم من مقدمات ممهدات تعين باذن الله سبحانه على ضبط هذا الموضوع. باذن الله. وهي من الاهمية بمكان اؤكد على الاهتمام بها فلابد من حسن فهمها واستحضارها ايضا. المقدمة الاولى يجب ان نعلم ان القدر منه شيء معلوم ومنه شيء مستور. وعلى العبد ان يقف عند حد معلوم وهو ما ورد في الادلة في الشرعية ولا يتجاوزه الى المستور. يجب الايمان بالقدر يجب الاعتصام باصل التسليم لله ويجب ايضا الحذر من الخوض فيما لا سبيل الى معرفته من اسرار القدر. اعود فاكرر القدر سر من الاسرار. اسدلت دونه الاستار. فلا ينبغي للانسان ان ينقب عنه. لانه لن يستطيع ان الى شيء بل سيضل. ولذا كان السلف يقولون القدر سر الله فلا نكشفه اي ان العقول تعجز عن ادراك كونه الغاية المقصودة بافعاله سبحانه كما تعجز عن ادراك كنهي حقيقته هو جل وعلا. قال اهل العلم اصل القدر سر الله تعالى في خلقه. لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل. والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان وسلم الحرمان ودرجة الطغيان فالحذر كل الحذر من ذلك نظر وفكرة ووسوسة فان الله تعالى طوى علم القدر عن انامه ونهاهم عن مرامه. اخرج الاجري الاجري في الشريعة يعني من عمر رضي الله عنهما انه قال عن القدر شيء اراد الله سبحانه الا يطلعكم عليه. فلا تريدوا من الله ما لا عليكم وهذا القدر المستور هو الذي يرد عليه نهيه صلى الله عليه وسلم عن الخوض في القدر حينما قال واذا ذكر القدر فامسكوا. والحديث عند الطبراني. نعم. الخلاصة هذا موضوع لابد من قولي اليه بقدر من التحرز فان من القدر ما خزن عنا علمه. الامر الثاني ان الله سبحانه وتعالى عدل لا يظلم. واجب عليك ان تعتقد ذلك. الله سبحانه متصف بالعدل. قال صلى الله الله عليه وسلم كما في الصحيحين فمن يعدل ان لم يعدل الله ورسوله. والله سبحانه منزه عن الظلم بل حرمه على نفسه هذه حقيقة يجب ان تستيقظها. الله سبحانه كما ذكر في الحلقة الماضية لا يخاف من احد ولا يتقيه ولو شاء لخلق الخلق في النار ابتداء ولم يحتج الى تمكين بالعقل تكليف بالشرع وانزال كتب وارسال رسل وبعث حساب وصحف وموازين. لكن حين عدل عن ذلك الى هذا ادركنا يقينا انه موصوف بالعدل. منزه عن فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. اذا كلما وسوس في نفسك الشيطان فارجع الى هذا الاصل المحكم. الله عدل لا يظلم. هذه حقيقة راسخة كالجبال. ان التبس عليك شيء في القدر فلا ينبغي ان يشوش على عقيدتك بعدل الله وانتفاء الظلم عنه. نعم. الامر الثالث اعتقاد ان لله الحكمة البالغة. اذا هدى سبحانه فلحكمة واذا اضل فلحكمة. ولا يلزم كما تعلمنا سابقا في ثبوت الحكمة العلم بها. وانما يكفي ان نستدل فيها بما علمنا على ما جهلنا. وهذا ما مضى في الحلقة الماضية. الله تبارك وتعالى اثبت لنفسه الحكمة في نصوص كثيرة. وابان لنا عن بعض تفاصيلها فهذا القدر كاف في ان نثبت الحكمة له جل وعلا. وان نستدل في شأن ما جهلنا منها بالذي علمناه. اذا لله الحكمة البالغة فهدايته واضلاله راجع الى الحكمة التي يحمد عليها. الامر الرابع يجب استحضار ضعف العقول. وانها اقل من ان تحيط علما بهذا الامر العظيم. الله تبارك وتعالى الا خلق العبد ضعيفا وخلق الانسان ضعيفا. وهذا ما يسلم به كل عاقل. كما ان الله جل وعلا جعل لك بصرا محدودا لا بصرا محيطا كما جعل لك سمعا محدودا لا سمعا محيطا كما جعل لك قدرة محدودة لا مطلقة كذلك جعل لك عقلا محدودا لا عقلا واسعا. والامر في هذا كما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما. كما عند ابن بطة وغيره فكما جعل الله لابصار العيون حدا محدودا. من دونها حجابا مستورا. كذلك جعل لابصار القلوب غاية لا يجاوزها وحدودا لا يتعداها. ولذا الموضع الذي خزن عنا علمه في باب القدر. نعم. هو شيء فوق طاقة العقل والعقل عاجز عن ادراكه. واذا خاض فيه تحير. ولذا قال السلف مثل القدر والخائض فيه مثل الشمس والناظر اليها كلما نظر اليها ازداد تحيره. الشمس بصرك اضعف من ان يحدق فيها. واذا حدق عاد عليها هذا بالضرر كذلك القدر اذا امعنت فيه وتعمقت وتجاوزت الحدود الواردة في النصوص فان هذا سيعود عليك بضرر وبيل انت تدرك من نفسك انك عاجز عن الاحاطة باشياء كثيرة مما تقع من الناس ربما تكون عاجزا عن ان تعقل مقالات بشر مثلك كان تكلموا في تخصصات لا تحسنها. اذا كيف يروم الانسان ان يطلب بعقله الاحاطة بعلم العليم الحكيم سبحانه وحكمة الكبير الواسع جل في علاه. اذا اعرف قدرك. ولا تتجاوزه. لا لان القدر فيه ما هو وظلم او ما هو خارج عن حدود الحكمة حاشا وكلا. ولكن لان عقلك اضعف من ان يحيط علما بتفاصيل كل قدر الله سبحانه الامر الخامس لله الحجة البالغة وليس للعباد حجة على الله هذا واستيقن به ورد المتشابهات اليه. الله جل وعلا يقول قل فلله الحجة البالغة. اي التي بلغت صميم القلب وخالطة العقل. فمن انصف فانه لا يستطيع ان يدفع عن نفسه قبول هذه الحجة لله الحجة البالغة. والعباد ليس لهم على الله حجة. الله هدى العباد الى طريق الحق. وارشد وبين انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا. مكن من الهداية اعطى القلوب والاسماع والابصار. ارسل الرسل انزل الكتب صرف الايات ابان الدلائل والامارات اذا الحجة لله سبحانه وتعالى نعم وليس عبادي حجة عليه سبحانه وتعالى. السادس. المقدمة السادسة. اعلم ان من منع فضله لم يكن ظالما. الهداية تفضل من الله تبارك وتعالى. ومن منع فضله لم يكن ظالما من منع ما وجب عليه كان هو الظالم. والله لا يوجب العباد عليه شيئا. والغني عن ذلك والعباد احقر من ان يوجبوا عليه شيئا. المقدمة السابعة استحضر قوله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. الله لا يسأل عما يفعل. وعليه فليس لك ان تتعقب حكمه ولا احد يمكنه ان يعارضه اذا شاء شيئا. هو القادر على فعل ما يشاء. ولكمال حكمته لا عقب لحكمه. والسبب انه لا يفعل شيئا سدى. ولا خلق شيئا عبثا. انما يسأل عن فعله من خرج عن الصواب ولم يكن فيه منفعة ولا فائدة. من الناس هنا يا أستاذ عبد الله. نعم. من يظن ان معنى لا يسأل عما يفعل لان الامر راجع الى مشيئة لا تقترن بحكمة. والامر ليس كذلك. الله تعالى لا يسأل عما يفعل لكماله فلكمال عزته وعلمه وحكمته ورحمته لا يسأل عما يفعل. لو كان ثم تشكه في علمه او في حكمته ربما يكون والسؤال متوجها لم يا رب؟ فعلت كذا؟ لكن الله منزه عن ذلك فله العزة الكاملة. والعلم الواسع والحكمة البالغة فكيف يسأل سبحانه مع هذا عما يفعل؟ واذا استيقنت بهذا سلمت لربك ولم تسأل ولم تتكلف. الامر الثامن والاخير. استحضر مقام الادب مع الله استحضر مقام الادب مع الله. اذا ولجت الى هذا الموضوع تذكر انك تتكلم في شأني رب وعبد. في شأن السيد العظيم. الملكي الذي له كل شيء. وعبد مخلوق مربوب مدبر فقير الى ربه في كل شيء. فاياك اياك ان تدعوك رعونة نفسك الى ان تتجاوز قدرك. فتسيء الادب مع ربك. وما اكثر ما يقع هذا الامر. هم. وسوء الادب مع الله قد يورد العبد الموارد فتفطن. هذه يرعاكم الله مقدمات ممهدات واصول محكمات فاعتصم ايها الموفق بها ورد اليها المشكلات. نعم. الله يعطيكم العافية يا شيخنا ونعود الى موضوعنا موضوع الهداية والاضلال ويمكن ما زال المصطلح كلمة الهداية يعني نحتاج ان نفهمها فهما صحيحا. نعم. بارك الله فيكم. اه موضوع والهداية حفظكم الله. نعم. الموضوع ابتداء بامرين. يعني عندنا ها هنا مقامات الهداية والاطلال. نعم. وملخص الاعتقاد الحق في هذا الباب ان الهداية والاضلال بيد الله سبحانه فهو يهدي من يشاء نعمة منه وفضله ويضل من يشاء حكمة منه وعدله. وابتداء نبدأ بالمقام الاول وهو مسألة الهداية والمراد هداية التوفيق. وهذه ينتظم فيها الكلام ضوابط اربعة الضابط الاول الهداية من الله. الله عز وجل هو هو الذي يشاء الهداية ايوة ولو لم يهدي الله عبده ما اهتدى. وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هداني الله. في الصحيحين كان النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق يقول والله لولا الله ما اهتدينا. ولا صدقنا ولا صلينا. فلا فلا هداية لعبد الا منه سبحانه وتعالى. مهما فعل. انما الله عز وجل هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء. واذا علم الانسان هذا دعاه الى ان يسأل ربه الهداية بل وان يلح في طلبها منه. الضابط الثاني الهداية محض فضل من الله سبحانه وتعالى فليس للعبد عليه حق استحق به ان يهديه. المقام هنا ليس مقام معاوضة يعني العبد قدم شيئا فوجب على الله ان يهديه مقابل ذلك. الامر ليس كذلك. انما هو محض فضل من الله سبحانه والعباد لا يستحقون عليه شيئا. وان الفضل بيد الله يؤتي من يشاء. يختص رحمته من يشاء. في الحديث القدسي المخرج في صحيح مسلم يقول الله جل وعلا يا عبادي كلكم الا من هديته اذا القضية من اولها الى اخرها محض تفضل من الله والعباد لا يوجبون على ربهم ولا يستحقون عليه شيئا الا ما احق على نفسه. سبحان الله. الضابط الثالث التفضل بالهداية راجع الى علم الله وحكمته بمعنى الله سبحانه انما يهدي عن علم فهو اعلم بالموضع المناسب لفضله ايه ده؟ قال جل وعلا في شأن الكفار الذين قالوا عن الصحابة اهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ ماذا رد الله قال سبحانه اليس الله يعلم بالشاكرين؟ اذا الله سبحانه وتعالى عن علم وحكمة حيث علم من يصلح للهداية فاقتضت حكمته ان يضع الفضل في محل اللائق به هذه هي الحكمة. ان توضع النعمة في المحل اللائق بها. المكان المعد للبول والنجاسة اجلكم والله ليس مناسك من المناسب ان توضع فيه الجواهر او الاطياب من المسك والعود ودهن الورد. هل من الحكمة وضع عقد شري بغالي الاثمان في عنق خنزير هذا ليس من الحكمة. صحيح. الحكمة تقتضي ان يوضع الفضل في المحل اللائق به. ولذا من هداه الله فلعلمه سبحانه انه اهل بداية وان الهداية تليق به فاقتضت الحكمة وضع الهداية فيه. وهناك اية في كتاب الله عز وجل تأملها كاف في فهم هذا الموضوع. فقد جمعت هذه الضوابط الثلاثة كلها. الا وهي قوله تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك اولئك هم الراشدون هذه هي الهداية وكانت من الله. ولكن الله حبب اليكم الايمان الى اخره. سبحان الله. ثم قال فضلا من الله اذا المرء اذا المسألة محض تفضل من الله عز وجل. ثم قال والله عليم حكيم. الامر راجع الى علم اهي وحكمة. ننتهي بعد ذلك الى الضابط الرابع وهو تفضل الله تبارك وتعالى بالهداية له وجهان الاول الهداية الاولى. فالله سبحانه وتعالى ابتدأ بالهداية من شاء. كلكم ضال الا من هديت الا من هديته او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. فالانسان خلق جهولة لو ترك ونفسه لم يمد ولم يمده الله سبحانه وتعالى بمدد من عنده ولم يفتح على قلبه فانه سيضل ولابد. اذا هناك لطيفة ابتدأ الله بها من يشاء. واوقعها في قلب من احد يكون القلب غافلا فيتذكر. يكون منحرفا فيهتدي. ولولا تفضل الله عز وجل عليه بذلك فانه سيضل. اما الوجه الثاني فهو الهداية اللاحقة. اي ان من من الله عز وجل عليه فقذف في قلبه الهداية. فانه اذا عمل الخير هداه الله الى خير ثان. فان عمل الثاني هداه الى ثالث وهلم جرة. ليست الهداية هي ما كان في اول الامر فحسب. كل عمل صالح يا استاذ عبد الله. نعم. لن تقوم به الا بهداية خاصة من الله. ولو كان تسبيحة ولو كان قراءة اية ولو كان الصلاة ركعتين. لو لم يهدك الله لذلك ما اهتديت. لكن من فضل الله انه يجازي على الحسنة بحسنة. ومن ثواب الهدى الهدى قال سبحانه والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. قال سبحانه فاما من اعطى واتقى تصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. والادلة على هذا كثيرة. اذا نعم. لابد من ملاحظة هذا الامر. فما اكثر الغفلة عنه كثير من الناس اذا تلا قول الله جل وعلا اهدنا الصراط المستقيم. انما يتذكر الهداية الاولى. ويسأل الله الثبات عليها. لا يغفل عن ان هناك هدايات اخرى هي الهدايات اللاحقة. انت بحاجة الى ان تهدى الى الصراط مستقيم وبحاجة الى ان تهدى في الصراط المستقيم. وكل ذلك من الله سبحانه فهو المعد وهو المم بده جل في علاه. هذه يرعاكم الله باختصار الضوابط التي يرجع اليها موضوع الهداية. نعم. اه مم يعني في دقيقة يعني المسلم يحصل على هذه الهداية يعني البعض يرى من نفسه مثلا تقصير في العبادة وربما يعني ثقلها على نفسه كيف آآ اصبح مهتديا؟ كيف احظى به التوفيق والهداية في ممارسة الطاعة بعد الطاعة. جميل. اه عندنا ها هنا امران اولا من استيقن ان الهداية بيد الله عز وجل سأل هذه الهداية من هي بيده وهو الله سبحانه وتعالى. مم. والله اكرم من ان يرد صادقا في طلبه. والله لا ان يصدق القلب في طلب الهداية ثم يحرفه الله عن الصراط المستقيم. ولا يأخذ قلبه الى الخير هذا مستحيل. هم. كرم الله عز وجل اعظم من الامر الثاني ان يجتهد الانسان حتى يكون قريبا من رحمة الله سبحانه وتعالى. اذا علم منك الصدق والاجتهاد والرغبة في الخير فانه سيهديك الى الحق. اما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. هذه قاعدة يحسن تضعها دائما بين عينيك. نعم. انتقل الان الى آآ موضوع الاضلال وهو الموضوع الذي ربما يستشكل عند اكثر آآ او عند بعض ناسفة لو نلج الى هذا الموضوع. بارك الله فيكم شكرا فيك. الامر كما تفضلتم ربما موضوع الهداية اه لا يحصل وعند بعض الناس فيه كبير واشكال لكن اذا جاء الى موضوع الاطلال فان الامر قد يختلف. نعم. واؤكد ما ذكرته سابقا. هذا الموضوع موضوع مهم ودقيق اذا اوغلت فيه فاوغل فيه برفق واستحضر اولا المقدمات الثمان السابقة. ثم اعلم يا رعاك الله ان للاظلال ايضا ضوابط اربعة. اول تلك الضوابط ان نعلم ان الله سبحانه وتعالى هو الذي قدر الضلال وشاء ولو شاء سبحانه ان لا يضل العبد لن يضل. العباد اضعف من ان يعصوا الله قصرا. والله اعز من ذلك فسبحان الذي اذا عصي فانما يعصى بمشيئته لعزته وحكمته. فانما يقع مما يكره مراد له كونا وليس مرادا له شرعا. وكل ذلك بحكمة يعلمها. من ادلة هذا قوله تعالى فان الله يضل من يشاء. ومنها قوله من يشاء الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط المستقيم ولا شك ان علم الانسان بهذا يجعله يخاف غاية الخوف. ثم ان يلجأ الى الله سبحانه ان له من الضلال. الامر بيده وحده لا شريك له. سبحانه. الضابط الثاني ان الاضلال محض وقبل من الله. انتبه لهذا. ففهموا هذه الجزئية يحل اشكالات كثيرة بتوفيق الله الاضلال عدل لما؟ الجواب لان الاطلال عقوبة. افهم هذا جيدا. الاضلال عقوبة وايقاع العقوبة المستحقة ووضعها في محلها عدل. والعدل ممدوح وصاحبه محمود. ما وجه هذا؟ الله جل وعلا قد اقام الحجة وازال قدير مكن من الهداية اعطى العقول والاسماع والابصار لم يحل بين العبد وبين الوصول الى الحق ارسل الرسل وانزل الكتب وصرف الايات وضرب الامثال. فلم يكن للعبد حجة. رسلا مبشرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين لا احد احب اليه العذر من الله ومن اجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين. وفي مسلم قال من اجل ذلك انزل الكتابة وارسل الرسل. اذا كان ذلك كذلك ثم صدف العبد عن الحق وانصرف عن الاستجابة لربه الا يكون ظالما؟ الا يستحق العقوبة بعد ذلك؟ الجواب بلى. اذا كان الله سبحانه قد مكن من الهداية. نعم. وامر عباده وحذرهم وانذرهم. وارسل الرسل المبشرين والمنذرين. واعطى ايات التي تذعن معها العقول. ثم ان العبد بعد ذلك ابى الاقبال على ربه. اليس مسيئا ظالما الجواب بلى. ومن كان ظالما استحق الله ان يعاقبه باظلاله. هم. قال سبحانه اما ثمود فهديناهم. اي هداية الارشاد والدلالة. فماذا كان؟ قال سبحانه فاستحبوا العمى على هدى اذا ماذا كان بعد ذلك؟ اضلهم الله عز وجل وكانوا جديرين بهذا. اذا ثق وايقن ان الله لا يضل عبدا ويعاقبه الا بعد وصول الحجة الرسالية اليه. قال سبحانه وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون. فهذا الاضلال عقوبة منه لهم حيث بين لهم الحق فلم يقبلوه. فعاقبهم بان اضلهم بان اضلهم عنه. وما اضل سبحانه احدا قط الا بعد هذا البيان. ومن عرف هذا زالت عنه شكوك كثيرة. وعلم حكمة الله عز وجل في اضلال من يضله من عباده ولذا تأمل القرآن فما اكثر تصريحه بهذا في مواضع عديدة كقوله انا فلما زاغوا اجار الله قلوبهم. كما قال سبحانه بل طبع الله عليها بكفرهم. كما قال سبحانه والله اركسهم بما كسبوا. وآآ الادلة في هذا تدل بكل صراحة على ان الله وتعالى يعاقب القلوب التي اعرضت عنهم باظلالها. وتنبه الى ان هذا بخلاف من كان ضلال لعدم بلوغ الرسالة وعجزه عن الوصول اليها. فبكى له حكم اخر. والوعيد في القرآن انما يتناول الاول واما الثاني فان الله لا يعذب احدا الا بعد اقامة الحجة عليه. كما قال سبحانه وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. كما قال جل وعلا رسلا مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. الخلاصة الاضلال عقوبة وايقاع العقوبة في محلها عدل والله سبحانه يحمد على هذا العبد. سبحانه. الضابط الثالث العقوبة بالاظلال اظافة الى انها عدل كما سبق فانها راجعة الى علم الله وحكمته ايظا الاضلال راجع الى علم الله وحكمته. لما؟ الجواب لانه علم ان هؤلاء الضالين لا يستحقون الهداية ولا تليق بهم وليسوا اهلا لها. الله جل وعلا انما يتفضل حيث تقتضي الحكمة التفضل. ويمنع حيث تقتضي الحكمة منع ذلك. واقرب لك المقام بمثال. نعم. ارأيت الى شخص يا استاذ عبدالله بلغ الغاية في الإجرام فأقيم بين يدي الحاكم وبإمكان الحاكم ان يعاقبه او ان يخلي سبيله. ونحن نعلم من قرائن الأحوال عن هذا المجرم انه لو خرج من باب المحكمة بعفو فاقرب انسان يراه سيسرقه ربما يقتله. فيشيع الرعب بين الناس هل يا استاذ عبدالله من الحكمة التفضل عليه بالعفو؟ ام ان التفضل على مثله سفه بعيد عن الحكمة؟ وان الحكمة معاقبته. فعلا تقتضي الحكمة معاقبة مثل هذا. اذا الفضل لابد ان يوقع في محله اللائق به والا كان سفها والله منزه عن ذلك. سبحان الله. الخلاصة اذا اطل الله من اضل فان هذا عن علم منه سبحانه وتعالى لان هؤلاء لا تناسبهم الهداية ولا تليق بهم. فالخنازير لا يليق بهم وضع الجواهر الثمينة في اعناقها. والهداية اشرف واغلى. فاذا فهمت فهمت هذا زال انت الاشكال. وليسهل عليك فهم هذا الامر اقول. انظر الى حال الكفار الضالين في الاخرة. اخبر الله عنهم انهم اذا رأوا النار عيانا يسألون العودة الى الدنيا. لم عملوا صالحا غير الذي كانوا يعملون. طيب فماذا قال الذي يعلم كل شيء سبحانه؟ ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبين. سبحان ربي. اي نفوس خبيثة هذه؟ اذا بلغ الخبث بهذه النفوس الى هذه درجة افيليق ان يتفضل الله عليه سبحان ربي عاينوا العذاب لم يعد هناك ادنى شك في صدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لو ردوا الى الدنيا لعادوا الى التكذيب مرة اخرى. اذا الحكمة كل الحكمة في ان يضل هؤلاء الضابط الرابع والاخير عقوبة الله عز وجل بالاطلال نوعان عقوبة على ترك ما امر الله به والثانية عقوبة على فعل ما نهى الله عنه. اولا كونهم ما فعلوا. وبيانه انهم لما قامت عليهم الحجة وبلغتهم الرسالة كان الواجب ان يذعنوا وان يقبلوا هدى الله لكنهم ما فعلوا. فاستحقوا ان يضلهم الله جل وعلا قال سبحانه ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. اول مرة هذه حينما بلغتهم حجة كان الواجب عليهم ان يقبلوا فما اقبلوا. فاضل الله قلوبهم. قال سبحانه ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم اما النوع الثاني فعقوبة على فعل وهو ما صدر منهم من كفر ومعصية وصدوف عن الحق وجهد لامر الله فالله جل وعلا يعاقبهم على هذا بان يزيدهم ضلالة. كل معصية يا استاذ عبد الله فانها عقوبة على معصية قبلها. كل فانه عقوبة على انحراف قبله. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. والله اركسهم ما كسبوا في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا. في نصوص كثيرة. اذا المعصية التي وقعت عقوبة على ذنب سابق والذنب السابق عقوبة على ذنب قبله وهلم جرا الى ان نصل الى الذنب الاول وهو الانصراف عن الحق ونقلب وليداتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. نعم. نعم احسن الله اليكم وقد وصلنا الى الدقائق الاخيرة في هذه الحلقة وهذا الموضوع الكبير هل لنا ان نبحث في هذا الموضوع ونوغل فيه اكثر ام هذا غاية ما يمكن الوصول اليه في هذا الموضوع ثم آآ نكف ونترك الخوظ في التفاصيل استاذ عبد الله الى هنا انتهى علم العباد بالقدر. الله اكبر. وما بعده فمخزون عنا علمه. ما دم اي شيء وراءه خط احمر كما يقولون ليس لك ان تتجاوزه واياك ثم اياك ان تخوض اكثر من هذا القدر. فان الشيطان قد يوسوس لبعضنا باستفسارات واستشكالات وايرادات. وهذا لا ارث له ولا محل. نعم فكف يا ايها الموفق جماح نفسك. فلا سبيل الى علم ما زاد عما مضى. اسأل الله عز وجل ان يهدينا بهداه وان يعيذنا من الضلال والشقاء. اللهم امين. من اراد ان يقرأ مثلا حول هذا الموضوع اكثر او اراد ان آآ يعني يرى اقوال العلماء في مثل هذه المسائل. ان كان هناك تقترحون احالة او شيء اه احسن من رأيته في الحقيقة بحث او لعله احسن من بحث هذه المسألة ابن القيم رحمه الله في كتابه العظيم شفاء العليل لمسائل وان القدر والحكمة والتعليم. ومن اراد الاختصار يعني الكتاب كله عظيم في باب القدر ولا اظن ان هناك كتابا احسن منه في هذا لكن من اراد موضعا يسيرا في موضوع الهداية اصيب بالرجوع الى المجلد الاول من صحيفة مئتين وسبعة وستين الى مئتين واحد وسبعين من طبعة لا من الفوائد. نعم شكر الله لكم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور صالح بن عبد العزيز السندي استاذ العقيدة بالجامعة الاسلامية ضيف هذا البرنامج الدائم. شكر الله لكم. واياكم وحفظكم الله والسلام عليكم ورحمة الله