الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فليس يخفاكم يرعاكم الله ان المؤمن هو الذي يتقي الله فيفعل المأمور ويترك المحظور ويصبر على ما يصبه من المقدور ويستعين بالله سبحانه على كل ذلك كما قال جل وعلا اياك نعبد واياك نستعين واذا اذنب استغفر وتاب لا يحتج بالقدر على ما يفعله من السيئات ولا يرى للمخلوق حجة على رب الكائنات بل يؤمن بالقدر ولا يحتج به ها هنا كما في الحديث الصحيح حديث سيد الاستغفار وفيه قوله صلى الله عليه وسلم اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي انه لا يغفر الذنوب الا انت فيقر بنعمة الله عليه في الحسنات ويعلم انه هو الذي هداه ويسره لليسرى ويقر بذنوبه ويتوب منها يقر في نفسه قائلا اطعتك بفضلك والمنة لك وعصيتك بعلمك والحجة لك اسألك عفوك ومغفرتك وفي الحديث القدسي المخرج في صحيح مسلم كعبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوصيكم اياها من وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير بعدك فلا يلومن الا نفسه نعم. نعم احسن الله اليكم يعني ربما هذا يقودنا الى تساؤل اخر يعني هو الاحتجاج بالقدر بشكل عام. يعني متى يكون جائزا؟ ومتى آآ يعني يكون غير منطقي فيجوز الانسان انه يحتج بالقدر نعم القدر سلمكم الله يؤمن به ويحتج به في البلايا والمصائب وليس في المعاصي والمعائب ما قدر من المصائب فانه يجب الاستسلام له وهذا من تمام الرضا بالله ربه اما الذنوب فليس للعبد ان يذنب واذا اذنب فعليه ان يستغفر ويتوب فيتوب من المعائب ويصبر على المصائب توضيح ذلك ان المؤمن يطمئن الى القدر في المصائب اذا نزلت به مصيبة من المصائب التي فرطت ولا يمكنه منازعتها اطمئن الى تقدير الله واستروح اليه فتهون عليه مصيبته ويكتسبوا الطمأنينة والسكينة والتسليم لانه يعلم ان تقدير الله خير له فيقول قدر الله وما شاء فعل يتذكر قوله صلى الله عليه وسلم عدل في قضاؤك فهو يعترف بان تقدير الله سبحانه خير له فيطمئن الى ذلك ويرجو ان يكون سبب تكفير للسيئات ورفعة للدرجات والله سبحانه يقول ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة ابن قيس رحمه الله احد التابعين في هذه الاية هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم انها من عند الله فيسلم لها ويرضى اي ان من رضي بذلك وسلم لامره تعالى القدر هدى الله قلبه فاطمئن ولم ينزعج ورزق الثبات والصبر والتوفيق فنال ثوابا عاجلا مع ما يدخر الله له من الثواب يوم القيامة والخلاصة الاحتجاج بالقدر انما يسوغ عند المصائب الى المعائب فالسعيد يستغفر من المآعد من المعائب ويصبر على المصائب كما قال تعالى فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك اما الشقي فهو يجزع عند المصائب ويحتج بالقدر على المعائب نعم نعم جزاكم الله خير ويمكن هذا يقودنا الى آآ السؤال يعني يقودنا الى الواقع الذي نراه احيانا في الواقع من احتجاج بعض الناس آآ بالقدر على ما هم فيه مثلا من معاصي او من اه تقصير في الواجبات وارتكاب المحرمات ويمكن في مقدمة الحلقة ذكرنا سؤال بعث لي الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله من احدى الاخوات الاذاعة وكانت تشكو من زوجها الذي مثلا لا يصلي ولا يصوم ويقول انه اذا كنت من اهل اليمين فانا من اهل اليمين واذا كنت من اهل النار فانا من اهل النار وبالتالي هذا قدر الله يعني لا يدلي في ذلك فما تعليقك على هذا اه ما من شك ان من الخذلان وقلة التوفيق بل وسوء الادب مع الله ان يحتج العبد بالقدر على المعاصي فيزعم ان ان القدر عذر له في ان لا يفعل ما امر وان ينتهي كما حرم عليه ثم يتبجح قائلا الامر كله مقدور كانه يقول انا مسلوب الارادة ولا قدرة لي على تغيير قدر الله فانه يزعم انه مجبور يفعل الشيء الذي لا قدرة له على دفعه عنه واذا قيل له كما تفضلتم افعل ما امر الله لربما قال لن افعل حتى يخلق الله في هذا الفعل واذا قيل كف عن ما حرم الله قال لا افعل. حتى يخلق الله التوبة في قلبه ولو كان القدر حجة على فعل المعاصي لما كان احد ملوما على معصية او كفر فلا يلام ابليس ولا فرعون ولا قوم نوح او هود او مشركوا العرب وهذا ظاهر البطلان ما اشبه فعل من يتعلل بالقدر في هذا المقام بفعل ابليس ابليس اول من احتج بالقدر على ربه وعارض الامر بالقدر ان الله تعالى لما قال له فاهبط منها فما يكون لك ان تتكبر فيها فاخرج انك من الصاغرين كان من جوابه ان قال فبما اغويتني لاقعدن لهم صراطك المستقيم بدل ان يقول يا رب انا ظلمت نفسي واخطأت فاغفر لي اذا به يقول يا رب انت الذي اغويتني وانت الذي اضللتني وكم في هذا من سوء الادب مع الله سبحانه اذا هذه الحجة حجة ابليسية وهي حجة كثير من المبطلين ومنهم المشركون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. الذين قالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا منه شيء نعم نعم احسن الله اليكم. يبدو ان هذه الحجة يعني فعلا اه قديمة وقد اوردها المشركون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. والقرآن الكريم ذكر ذلك فقد احتج المشركون بالقدر على وشركهم وضلالهم آآ يعني لكن يعني يبدو انه كلمتهم عندما قالوا لو شاء الله ما اشركوا يعني قد تشكل على البعض وقد يقول البعض فعلا لو شاء الله ما اشركوا فيعني لو نوضح هذه الاية ونقف معها اه اه استاذ عبد الله لا سبيل الى فهم هذا الموضوع مم. الا بعد الاستيقاظ بالحقيقة القطعية ان ربي على صراط مستقيم اقواله سبحانه حق وقضائه كله عدل جل ربنا وعز وموضوعنا الذي نتحدث فيه الان فرع عن موضوع الهداية والاضلال الذي فصل فيه القول في الحلقة الماضية فلابد من استحضار ما ذكر هناك من مقدمات وضوابط جنبا الى جنب مع الذي نتحدث عنه اليوم اما عن السؤال الذي تفضلتم به. نعم ان الله جل وعلا قد قال في سورة الانعام فيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون ثم قال تعالى قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين هاتان الايتان من سورة الانعام بحرية بالوقوف عندهما ففيهما من الفوائد الشيء الكثير اول فائدة نستفيدها من هذه الاية ان الاحتجاز بالقدر على الذنوب والمعائب مسلك المشركين. هم الذين قالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء فمن احتج بالقدر على المعاصي فانه سالك مسلكهم لا مسلك المؤمنين المتقين والفائدة الثانية ان الله سبحانه قد جمع في هذه الاية بين الحجة الشرعية والمشيئة القدرية وكلاهما له وهذا هو الحق الذي يجب الايمان به لان الله سبحانه قال قل فلله الحجة البالغة ثم قال فلو شاء لهداكم اجمعين الحجة البالغة هي الحجة الشرعية بلغت صميم القلب وخالطت العقل. فلا عذر معها ارسل الله الرسل انزل الكتب صرف الايات ضرب الامثال قامت الحجة على العباد وبانت المحجة وانقطع العذر رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وهو سبحانه ارحم واحكم من ان يعذب من له عذر ثم بين سبحانه قدره فقال فلو شاء لهداكم اجمعين اذا هذا الذي يجب على العباد ان يجمعوا بين الايمان بالحجة الشرعية والمشيئة القدرية ما كان من هؤلاء المشركين الذي لا يخارج الانسان فيه ادنى شك انه كان واقعا بمشيئتهم وقدرتهم التي لم تخرج عن مشيئة الله وقدره وهذا كاف في كونهم يتحملون مسؤولية ما اشترحوا ويجزون يوم القيامة بما كانوا يعملون الله سبحانه عدل لا يظلم الفائدة الثالثة هذه الاية تدل على ان حجة المحتج بالقدر حجة داحضة حيث قال سبحانه قل فلله الحجة البالغة الفاء هنا هي التي تسمى الفصيحة وهي مؤزنة بكلام محذوف بمعنى اذا كان ما احتج به هؤلاء المشركون ما هو الا اتباع للظن وتخرص فان لله الحجة البالغة. الاحظ ها هنا ايضا تقديم الخبر على المبتدأ الذي يفيد الاختصاص الحجة البالغة لله لا لكم وعليه فكل من احتج بالقدر فان حجته داحضة والحجة لله عليه وليس له حجة على الله نأتي الان للفائدة الرابعة وفيها جواب السؤال. نعم هذا الذي قاله هؤلاء المشركون فيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا اهو حق ام باطل نقول هو حق لكن وجه الانكار انهم ارادوا به باطلة ما قال المشركون هذه المقالة لانهم يريدون اثبات القدر والتسليم له يريدون اثبات القدر والتسليم له انما ارادوا معارضة امر الله بالقدر وتسويغ شركهم وهذا هو الضلال المبين. فهي اذا كلمة حق اريد بها باطل استحقوا الانكار عليه ولا شك ولا ريب ان هؤلاء المشركين يتبعون الظن والهوى. نعم. وليسوا مريدين للحق بدليل انهم لا يسوغون الاحتجاج بالقدر على هذه الشاكلة في كل موضع. اذ لو طعن احد فيهم او في الهتهم لاذوه اين الاحتجاج بالقدر ها هنا واعتبر في هذا بموقفه من النبي صلى الله عليه واصحابه كيف اذوهم وعادوهم وحاربوهم؟ لم ما قالوا؟ ان شاء الله ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم علينا بدعوته. فعلينا ان لا نعاديه لاننا حينها سنعارض مشيئة الله فتبين انهم وهكذا كل محتج محتج بالقدر ليسوا الا متبعين لاهوائهم لا غير نعم كتب الله اجركم شيخنا المبارك اظن اننا بحاجة ايضا ان نناقش بتفصيل اكبر كلام من يحتج بالقدر على المعائب وعلى المعاصي كيف اجيب عن اه شبهته آآ هذه الحجة لا شك انها حجة باطلة وعذر قبيح لا يجوز لاحد ان يعتذر به ويدل على هذا ثمانية اوجه نعم. الوجه الاول ان هذه الحجة لا شك انها حجة باطلة. لم؟ لانها حجة لا تضطرب. بمعنى اذا كان القدر علت علة العذر فشرط العلة ان تضطرب اي كلما وجدت العلة وجد الحكم. كلما وجد القدر وجد العذر. لكن هذا ليس مضطردا واكبر دليل عليه ان يقال لهذا الذي يدعي ان القدر عذر له في ان يقعد عن الطاعة ولماذا كان القدر عذرا في مطالب الدين ولم يكن عذرا في مطالب الدنيا لم نرك يا ايها المحتج تنهض في مصالح الدين لكننا رأيناك كثيرا تنهض في مصالح الدنيا وتبذل ما تستطيع لتحصيلها اذا امرك هواك نشدته واذا امرك مولاك تعاجزت وهل هذا الا محض الهوى هذا الذي يحتج بالقدر نقول له ان كان الامر كما تزعم من ان القدر عذر للقعود عن الواجب فلا تأكل ولا تشرب ولا تلبس واذا مسك ما مسك من ضرر فانه ينبغي عليك ان تسلم لقدر الله فلا تبادر الى الاكل اذا مسك الجوع ولا تبادر الى الشرب اذا مسك العطش بل اذا ابتليت بالامراض فهذا قدر الله عليك عليك ان تنتظر قدرا اخر يزيل هذا المرض ولو اصبت واعيذك بالله باحتراق في جسدك فعليك ان تسكن وان تنظر الى هذه النار التي تسري في جسدك ولا تحرك ساكنا لان هذا قدر الله وانت قد التزمت بالا تفعل شيئا وان تستسلم للقدر واذا اعتدى عليك انسان ظلمك اخذ مالك بل قتل ابنك وقطع اوصال ابيك ان عليك ان تبتسم في وجهه وتقول هذا قدر الله. علي ان اسلم واذا استدان احد منك مالا ولم يرجعه او اشترى سلعة ولم ينقضك ثمنها فحذاري ان تطالبه بشيء هذا قدر الله وسلم له نعم. هل تلتزموا يا ايها المحتج بهذا انت تعلم يقينا ان واقعك خلاف هذا تماما نحن نراك اذا اصبت بمرض في جسدك طرقت كل باب كل طبيب للعلاج وصبرت على ما ينالك من امل من الم العملية الجراحية ومرارة الدواء طلبا للشفاء فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي نراك وانت مريض تؤمر بالدواء فتشربه ونفسك لا تشتهيه تنهى عن الطعام الذي يضرك فتتركه ونفسك تشتهيه كل ذلك طلبا للشفاء لم نرك تمتنع عن شرب الدواء لم نرك تأكل الطعام الذي يضرك ثم تحتج بالقدر فلم تترك ما امر به الشرع وتفعل ما نهى عنه وتحتج بالقدر نراك لو عرض عليك وظيفتان احداهما ذات مرتب اكثر فانك تحرص عليها دون الناقصة فكيف تختار لنفسك في عمل الاخرة؟ ما هو الادنى ثم تحتج بالقدر الخلاصة الاحتجاج بالقدر في هذا المقام احتجاج باطل ولو طردناه فلا يمكن للناس ان يعيشوا اصلا فهي اذا علة باطلة غير صحيحة الوجه الثاني هذه الحجة حجة باطلة بطلانا ضروريا لمنافاتها الفطرة التي فطر الله الناس عليها وهي طلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم وهذا اوضح من ان يستدل عليه ولذا لو ان انسانا وقف على جبل وصاح باخر ينذره قائلا العدو قادم او السبع قادم او السيل قادم هل في فطر للعباد؟ مسلمهم وكافرهم؟ مؤمنهم بالقدر او منكرهم له هل في فطرة احد ان يقول انتظر يا هذا اليس هذا بقدر الله اذا علي ان استسلم وان شاء الله نجاتي فانتم هل هذا يفعله احد لا والله لا يسأله احد. فعلا لانه مخالف للفطرة التي فطر الله الناس عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم هو النذير والبشير الله اخبر عنه انه نذير ينذر عذابه ان هو الا نذير لكم بين يدي عذاب شديد فاذا كان ينذرك من عذاب الله فان تصديقك له فيقتضي بالضرورة ان تستجيب له وان تفر مما يعود عليك بالمكاره وعدم هذا دليل على ضعف تصديقك وليس على انه لا قدرة لك على الاستجابة فتبين بهذا انها حجة داحضة نعم. الوجه الثالث هذه الحجة التي يحتج بها حجة تعليل ولجج وليست حجة علم فلا يحتج بالقدر هنا الا من يغالط حسه ويكابر نفسه بمعنى كل من يحتج بهذه الحجة على تعطيل اوامر الله سبحانه هو اول من يعلم من نفسه انه انما يتعلل ويخاصم بها وليس انه بعد اجتهاد ونظر علمي وصل الى ان عليه عدم الطاعة وعدم الانتهاء عما حرم الله وهذا بين لا ينازع فيه منصف دعني يا استاذ عبد الله اقول. نعم الاحتجاج بالقدر يندرج فيما يسمى في عصرنا فن التهرب من المسؤولية فاسأله فاسهل شيء على الانسان ان يلقي باللائمة على غيره ليبرئ ساحته ويتخلص من تأنيب الضمير وحالة الشعور بالخطأ التي تقلقه. اه الوجه الرابع حفظكم الله وهو وجه واضح مختصر. نعم. الانسان دعنا من كل آآ هذه التشغيبات يا ايها المحتج انما تأمل معي في هذه الجملة. الانسان اما ان يكون مريدا للطاعة او غير مريد له اما الذي يريد طاعة الله فلن يعتل بالقدر بل سيطيع. وانت ترى هذا بعينك يا ايها المحتج لان الارادة التامة مع القدرة الكاملة ينتج عنها الفعل باذن الله والله عز وجل يسر العبادة وسهل امرها على العباد. ولم يحل بينهم وبينها اما من قعد عن الطاعة فقد علمنا يقينا انه غير مريد لها اذ لا مانع يمنعه ولو اعتل بالقدر فاننا نعلم انه كاذب في دعواه ولا عذر له اذا لا تغالط يا ايها المحتج بالقدر نفسك انت غير مريد للطاعة ضع الامور في نصابها وسمها باسمها الوجه الخامس. نعم يقال للمحتج بالقدر على فعل المعصية؟ ما الذي اعلمك بان الله قدر لك ان تعصيه قبل ان تعصيه نحن جميعا لا معلوم قدر الله لنا الا بعد ان يقع اما قبل ان يقع فلا ندري لا ندري ما الذي يراد بنا فهل عندك علم قبل ان تمارس المعصية؟ ان الله قدرها عليك الجواب قطع ام لا؟ ما عنده جواب ما عنده معرفة بهذا اذا لم لا تقدر ان الله قدر لك الطاعة وتطيعه اعني اذا قلت لك صلي تب الى الله فقلت الله ما كتب علي ان اصلي اذا كتبها علي صليت اقول ما يدريك انه لم يكتب لك الصلاة انت لا تدري ما سيكون بعد قليل فلما لا تقدر في نفسك لما لا تقدر في نفسك ان الله كتب لك ان تصلي؟ فتبادر اليها احتجاج الانسان بحجة على امر يفعله. قبل ان تتقدم حجته على فعله احتجاج باطل. لان الدليل يتقدم المدلول بمعنى. نعم. انت قدرت الان ان الله كتب عليك المعصية فعصيت فلماذا لم تقدر ان الله كتب لك الطاعة فتطيع القدر سر مكتوب لا يعلمه الا الله ولا نعلم ما قضى الله وقدر الا بعد الوقوع فاذا كنت اقدمت على المعصية بزعم انك مستسلم للقدر فلما لا تعكس الامر؟ فتقدم على الطاعة وتقول انا استسلم للقدر الست لو ذكر لك ان للمدينة التي تريد الوصول اليها طريقين الاول معبد امن والثاني صعب مخوف الست تسلك الامن فتقول بلى فنقول اذا لما تسلك في معاملتك ربة الطريق المخوف المحفوفة بالاخطار وتدع الطريق الامن الذي تكفل الله تعالى بالامن لمن سلكه الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. هم الوجه السادس جميل. ان يقال لهذا المحتج اعلم ان هذا الاحتجاج قد نهى عنه الشرع فان كنت مؤمنا بالله فيلزمك ان تستجيب لشرعه سواء استوعبت هذا الموضوع جيدا ام لم تستوعبه الاحتجاج بالقدر على مخالفة الامر قد نهى عنه الشرع صحيحين من حديث علي رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغرقد في جنازة. اللهم صلي وسلم عليه. فقال صلى الله عليه وسلم. ما منكم من احد الا قد كتب مقعده من من النار او من الجنة فقال رجل من القوم الا نتكل يا رسول الله في رواية لمسلم يا رسول الله افلا نمكث على كتابنا وندع العمل هذا رجل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نبحث فيه الان هل لهم ان يعتذروا بالقدر وبما هو مكتوب عليهم فيدع العمل ويتكل على القدر اسمع جواب الرؤوف الرحيم بهذه الامة صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي وسلم. قال صلى الله عليه وسلم لا هذا نهي من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فواجب على العبد ان ينتهي قال صلى الله عليه وسلم لا اعملوا هذا امر بالعمل كل ميسر لما خلق له اما من كان من اهل السعادة وييسر لعمل اهل السعادة واما من كان من اهل الشقاء فييسر لعمل اهل الشقاوة ثم تلقون الله عز وجل فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للاسرة اذا هذا شيء منهي عنه في الشرع ومن كان مسلما فواجب عليه ان ينتهي الوجه السابع هذا الاحتجاج بالقدر علاوة على انه منهي عنه في الشرع فانه لا فائدة منه المحتج به يحتج بما لا فائدة فيه انما هو يضيع عمره ويبخس حقه أستاذ عبد الله نعم. مثل المحتج بالقدر مثل انسان طارت شرارة من نار الى بيته بدأ بيته يشتعل قيل له ادرك البيت واطفئ النار فقال انتظروا هذه الشرارة اليست من قدر الله اذا لابد ان انتظر حتى يأتي قدر من الله يطفئها فجلس احترق بيته هل هذا يا اخي الكريم يفعله عاقل او هذا عنده خبل في عقله طبعا لا يفعل العقلاء هذا انا اقول في الحقيقة هذا المحتج بالقدر حاله اسوأ من ذاك لم لان الذي وصلت الشرارة الى بيته لم يكن له فيها فعل لكن هذا الذي يحتج بالقدر على المعاصي هو الذي اورد نفسه معصية الله يستحق على ذلك العقوبة اذا بدلا من ان تندب حظك وتتعلل بما لا حجة فيه قم بادر الى طاعة الله كف نفسك عن محارمه ادفع قدر الله بقدره وفر من قدره الى قدره ومن المفيد هنا ذكر القصة التي اخرجها الشيخان في صحيحيهما وهي انه لما اقبل عمر رضي الله عنه الى الشام فبلغه وقوع الوباء بها اراد الرجوع فقال ابو عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه افرارا من قدر الله فقال عمر رضي الله عنه لو غيرك قالها يا ابا عبيدة نعم نفر من قدر الله الى قدر الله. الله ارأيت لو كانت لك ابل فهبطت واديا لها له عدوتان احداهما خصبة والاخرى جدبة اليس ان رأيتها الخصبة رأيتها بقدر الله وان رأيتها الجذبة رأيتها بقدر الله هم. الوجه الثامن والاخير. نعم يقال لمن يحتج بالقدر على التفريط في حق الله عليه انت علاوة على وقوعك في الذنب الاول وعلامة على انك تفعل شيئا لا فائدة منه انت قد وقعت في ذنب ثان لانك تريد ان تعارض امر الله بقدره تريد ان تضرب القدر بالشرع وهذا مخالف للشرع وفيه اساءة للادب مع الله سبحانه وما هذه الحال كما سبق الا حال ابليس الذي قال ربي بما اغويتني لازين لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين وعليه فمن اراد الله سعادته اذا وقع في الذنب والتقصير قال ما قاله ابواه ادم وحواء عليهما السلام ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين اما المخذول فيحتج بما احتج به ابليس بما اغويتني تنظر لنفسك يا ايها الموفق لمن تقتدي ومع من تريد ان تكون هذي يا استاذ عبد الله بعظ الاوجه نعم التي يجاب بها قول من قال بالاحتجاز بالقدر على تركي ما اوجب الله ويزعم ان القدر حجة له على فعل ما حرم الله اسأل الله عز وجل ان يبصرنا في في دينه. اللهم امين. وان يجنبنا مسالك الهوى الله اعلم. اللهم امين. شكر الله لكم شيخ صالح لو يعني نلخص يعني على الاقل مثلا اجابة صغيرة او او في سطر مثلا التعامل مع هذه القضية. التعامل مع من يحتج بالقدر على يعني ارتكابه للمعاصي سواء كان الشخص نفسه او مثلا ابن من ابناءه او الزوج او الزوجة او نحو ذلك ممن يحيط بنا. كيف نتعامل في سطر واحدة وفي دقيقة انا اقول حفظكم الله من احسن الاوجه التي تبين يعني هذا المقام اه الوجه الاول لانه مقنع تماما تقلب الحجة عليه في شأن الدنيا. يعني هو يحتج بالقدر في الدين. نعم. اقلب عليه الحجة في الدنيا اذا جاء وقت الطعام قل يا ابني عفوا يعني لا ينبغي لك ان تأكل لماذا؟ اجلس في في مكانك حتى يأتيك الطعام ينزل لك يعني بشيء يخرق لك السقف وينزل اليك والا فليس لك ان تتحرك. لان هذا هو مم. لان هذا هو القدر. نفس الحجة هذي عندها تماما انه انما يقع في لجج ويخاصم خصومته ولا ولا يرجع الى علم ولا يرجع الى حجة في قوله. اي نعم. جميل احسن اليكم كالعادة نختم كل حلقة بإمكان هناك احالة او من اراد الاستزادة حول هذا الموضوع تقترحون عليه ان يعود الى مصنف او كتاب. نعم. جميل آآ في الحقيقة لعل من احسن من تناول هذا الموضوع اه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من اراد اه الفائدة وكان طالبا لها. نعم. اني اوصيه بالرجوع الى رسالة قيمة صغيرة له عنوانها الاحتجاج بالقدر مم. آآ مطبوعة مفردة وموجودة على الشبكة موجودة ايضا. في مجموع الفتاوى المجلد الثامن جموع فتاوى شيخ الاسلام في المجلد الثامن من صحيفة ثلاث مئة وثلاثة الى ثلاث مئة وسبعين اه ان كنت تريد الفائدة فهذه الرسالة تشفيك وتكفيك باذن الله. شكر الله لكم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور صالح بن عبد العزيز السندي استاذ العقيدة بالجامعة الاسلامية وضيف هذا مجال مبارك وشكر الله لكم واحسن الله اليكم. في امان الله. السلام عليكم ورحمة الله. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته