اه الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد سلم الحديث عن هذا الموضوع. الجواب حفظكم الله لانه صار موضع تساؤل مصدر تشويش تشكك خاصة مع ظهور الخلافات في وسائل التواصل والاعلام المختلفة. اه صار كثير من الناس لا يعرف امام هذه خلافات الى اين يتجه؟ ربما يتبادر اليه السؤال مما يختلف العلماء ونتبع من؟ بل ربما تطور الامر ضعاف الايمان الى ان يسيء ظنه في الشريعة. وان يتهمها بالاضطراب لانه يظن ان الخلاف راجع الى الشريعة نفسه. وهذا بلا شك ظن خاطئ والواقع ان اساس الخلاف راجع الى المختلفين لا الى الشريعة كما سيتبين بعد قليل ان شاء الله ناهيك يا استاذ عبد الله عن ان بعض الناس اخذ به موضوع الخلاف الى منحى بعيد آآ بسبب خطأ في تصوره وصار لا ومن كلمة الخلاف حيث وردت الا التسهيل. وهذا قد يجر الى خطأ في العبودية. اذا طرحنا لهذا الموضوع اليه الحاجة الى تجليته وفهمه الفهم الصحيح الى افراط ولا تفريط. نعم. باذن الله وربما يعني نبدأ بالسؤال ايضا الذي يرد على ذهنك كثيرا يعني آآ ربما في هذا في هذا في هذا الموضوع هو لماذا يختلف علماء المسلمين مع ان مصدرهم واحد الكتاب والسنة لا يفترض يعني ان يكون رأيهم بناء على المصدر الواحد الذي يستقوم منه. بارك الله فيكم. اه الخلاف استاذ عبد الله واقع. وجوده لا يجحد لكن ينبغي ان يتقرر عندنا ابتداء ان وجود الخلاف ليس مرجعه الى الشرع وليس ناشئا منه بل مرجعه الى العلماء والى اختلاف ما اعطاهم الله عز وجل من الفهم والادراك. وليس يخفى ان الشرع قد حث على الاجتماع وترك التنازع بما يؤدي اليه من عواقب وخيمة. الله جل وعلا يقول واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. والنبي صلى الله عليه وسلم فيقول كما عند البخاري لا تختلفوا فان من كان قبلكم اختلفوا فاهلكوا. اذا نستخلص مما سبق ان الخلاف مقدر وقوعه بين المسلمين كونا الا ان المطلوب منهم السعي في ازالته قدر الامكان. الاتفاق خير منه واذا وقع الخلاف واتقى الجميع الله تعالى وتحروا بلوغ الحق فانه لن يكون هذا الخلاف حينئذ مدعاة للتفرق وشتات الامر وتولد الاحقاد. الخلاف بين العلماء له اسباب. اهمها في نظري امران. نعم. الاول ان الله جل وعلا خلق الخلق وجعلهم ذوي قدرات عقلية مختلفة. فافهامهم متفاوتة من جهة حسن الاستيعاب. الاستنباط والترجيح ولو كانوا قالبا واحدا متساويا ما اختلفوا. وعليه فقد يظهر لزيد من وجوه الاستنباط ما لا يظهر بامره. الامر الاخر وهو تابع للاول. ان الله عز وجل لم يجعل الادلة على درجة واحدة الوضوح والقطعية وانما فيها ما دلالته قطعية وفيها ما دلالته ظنية. كما ان الادلة متفاوتة في ثبوتها. فمنها ما هو قطعي الثبوت ومنها ما هو دون ذلك ولذا تتفاوت انظار الفقهاء في فهم الادلة وفي الاستنباط منها وفي قبولها وفي تطبيقها على الواقع ايضا. اذا وقوع الخلاف يتسق مع الطبيعة البشرية. التي تقتضي النقص والضعف خلق الانسان ضعيفا وهذا في الحقيقة ليس مقصورا على علماء الشريعة. الاطباء يختلفون والفلكيون يختلفون اللغويون يختلفون اهل مجرة وربما كان في المسألة دليل لم يبلغ هذا العالم او بلغه ثم نسيه او بلغه وحفظه ولكنه اخطأ في فهمه وفي الاستنباط منه. فلاجل كل ذلك شاء الله سبحانه وتعالى وقوع الخلاف بين اهل العلم ولعلنا نتلمس بعض الحكم من وقوع الخلاف بين علماء الاسلام سلفا وخلفا. اول ذلك يا استاذ عبدالله نعم ان وقوع هذا الخلاف يجعلنا نستيقظ ان من له العلم ان من له العلم الكامل والله سبحانه وتعالى وحده فهو جل وعلا المتفرد بالكمال المنزه عن كل نقص. الامر الثاني وقوع هذا الخلاف للاجتهاد والبحث والتنقيب عن الصواب. وهذا باب من ابواب اكتساب الاجور. الامر الثالث وقوع هذا الخلاف يدعونا الى عدم الغلو في العلماء. فانهم يصيبون ويخطئون. وهذا لا نعرفه الا حينما يقع الخلاف الاختلاف يعني اصابة بعض وخطأ اخرين. الامر الرابع اصول هذا الخلاف اقتضى اصول سعة للعلماء المجتهدين من بعده. وذلك ان يجتهدوا في النوازل وان يبحثوا عن الحلول المتوافقة مع من بين اقوال العلماء المختلفة. ولو كانت المسائل لها اه ولو كانت المسائل كلها اجماعية لم يكن ثمة مجال للنظر والاجتهاد. الامر الخامس والاخير وجود الخلاف بين العلماء كان نافعا جدا في بناء الشخصيات العلمية الاجتهادية. فالخلافات الفقهية والمطارحات الاستدلالية والجدل العلمي الرصين. كان سهل جدا في تأهيل العلماء وصقل اذهانهم شحذ افهامهم. ولذا كان الاطلاع على الخلاف الفقهي بين العلماء من مؤهلات العلماء يعتنون بها حتى قال قتادة ابن تئامة رحمه الله وهو احد التابعين من لم يعرف الاختلاف لم يشم انفه لم يشم انفه الفقه. نعم. نعم احسن الله اليكم وربما يعني هذا فيما يخص الخلاف نفسه وقوعه لكن آآ نحن وعندما ننظر الى هذا الخلاف الذي يقع بين العلماء يعني هل هناك ضوابط معينة نستصحبها او عدسة ننظر من خلالها لخلاف العلماء؟ احسنتم اه نعم بين ايدينا مجموعة من الضوابط اه انتقي منها عشرة وارى انه لابد من ان تكون نصب اعيننا حين النظر في كلام العلماء واختلافهم. نعم. اول ذلك الخلاف بين العلماء الذي نبحث فيه هو الخلاف بين علماء اهل السنة الذي هو خلاف فقهي لا يقدح في وحدتهم الحقيقية. نحن نتكلم عن خلاف فقهي. اما العقيدة ومسائل التوحيد فاهل السنة في الجملة متفقون عليها وليست محلا للخلاف. الامر الثالث الخلاف مقدر لحكمة بالغة. اختلاف علماء المسلمين لم يكن دافعه اتباع الهوى او الزيغ. انما هي حكمة الهية ولها اسباب سبقت الاشارة الى بعضها. الضابط الثالث مسائل الشريعة قسمان متفق عليه تلفون فيه. معرفة هذا يا استاذ عبد الله نعم. شيء مهم فبعض الناس من كثرة ما يسمع كلمة الخلاف. يظن ان كل شيء مختلف وهذا ليس بصحيح. ثمة مسائل اجماعية كثيرة. ثم المسائل الخلافية فيها مسائل الخلاف فيها معتبر وفيها مسائل الخلاف فيها شاذ. الضابط الرابع الحكم فيما اختلف فيه الناس واحد يعلمه الله سبحانه يصيبه من يصيبه ويخطئه من يخطئه. اي انه اذا اختلف العلماء في معاملة مالية مثلا فبعضهم قال حلال واخرون قالوا حرام فان الصواب فيها واحد في علم الله. من اصابه فهو المصيب وله اجران ومن اخطأه فهو مخطئ وله اجر واحد. ولذا القاعدة في هذا المقام هي ليس كل مجتهد مصيبة ولكل مجتهد نصيبه. ليس كل مجتهد مصيبة. يعني مصيبا للحق. جميل. ولكل مجتهد نصيب اي له نصيب قريب من الاجر. الضابط الخامس الواجب على كل مسلم ان يسعى لمعرفة الحق والعمل به في مسائل فاطمة ابو الخلافة. القصد يجب ان يكون معرفة مراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والعمل به. هذا قدر لا مسامحة فيه اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء. قليلا ما تذكرون. الامر السادس خلاف العلماء يدل على اتفاقهم. اختلاف العلماء. هم. يدل على اتفاقهم. كيف؟ لم؟ لان اساس اختلافهم راجع الى ان كل واحد منهم يريد الوصول الى معرفة مراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والى اتباع ما يحبه الله وعليه فهم متفقون على هذه الغاية. فلم يجاملوا غيرهم ويوافقوهم على ما هم عليه على حساب اتباع الحق. اذا صار اختلافهم في المسائل العلمية دليلا على اتفاقهم على ما هو اعظم. الا وهو اتباع الحق وتحكيم الشريعة وتقديم التقوى على الهوى. الامر السابع الظن في علماء المسلمين. الذين لهم قدم صدق في هذه الامة انهم لا انه لا يتعمد احد منهم مخالفة الحق ومعاندة ادلة الكتاب والسنة. وهذا ما عرف استقراء احوالهم وعرف من خلال الاطلاع على حسن ديانتهم وعدالتهم وهذا ما يقتضيه احسان الظن بهم نعم. الامر الثامن لا احد من الناس يجب قبول قوله قبولا عاما في كل زمان ومكان الا رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما من سواه فكل احد يؤخذ من قوله ويترك. وما احسن ما قال ابن عباس رضي الله عنهما كما عند الطبراني ليس احد الا يؤخذ من قوله ويدع غير النبي صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي وسلم وقال مالك رحمه الله ما منا الا راد ومردود عليه الا صاحب هذا القبر واشار الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم. اذا وكل لسان سوى ما استدركوا يؤخذ من كلامه ويتركه. تاسعا الاختلاف العلمي المنضبط الذي غايته الوصول الى الحق ليس مدعاة للتفرق ولا مولدا للاحقاد وفي مثله تتنزل المقولة المشهورة الاختلاف او اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. فلم يزل علماء المسلمين منذ عهد الصحابة يختلفون ويتناظرون مع بقاء الالفة والاخوة الايمانية. ومن الصور الرائعة لتطبيق ائمة الاسلام لهذا الامر. ما قال يونس الصدفي رحمه الله وهو احد اصحاب الشافعي. قال ما رأيت اعقل من الشافعي ناظرته يوما في مسألة ثم احترقنا. ولقيني بيدي ثم قال يا ابا موسى الا يستقيم ان نكون اخوانا وان لم نتفق في مسألة؟ علق الذهبي رحمه الله على هذا بقوله هذا يدل على كمال عقل هذا الامام وفقه نفسه فما زال النظراء يختلفون؟ رحمه الله. وفي هذا يقول ايضا العباس العنبري رحمه الله كنت عند احمد بن حنبل وجاء علي ابن المدينة راكبا على دابة قال فتناظرا في الشهادة وارتفعت اصواتهما حتى خفت ان يقع بينهما جفاء. وكان احمد يرى الشهادة وعلي يأبى ويدفع. فلما اراد علي انصراف قام احمد فاخذ بركابه. الله. الامر العاشر والاخير. كل مسألة فيها دليل واضح الدلالة فلا عبرة بخلاف يقع فيها. ولا التفات اليه. اذ الواجب على كل مسلم اتباع الدليل واقتراح ما خالفه. قال سبحانه وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون له هم الخيرة من امرهم. نعم. نعم احسن الله اليكم. شيخ صالح ذكرتم اه احد المحاور قضية الخلاف لا يفسد الود ويمكن البعض سأل عن قضية الفرق بين الخلاف والاختلاف هل هناك فرق قبل ان ننتقل الى آآ فقرة وصية عالم؟ هل هناك فرق بين الخلاف والاختلاف مثلا؟ من هذه الناحية؟ اه احسنتم ذكر بعض المعاصرين ان هناك اختلافا بين الاختلاف والخلاف. هم. وانا قد تتبعت كثيرا هذه المسألة الذي فيها شيء من البحث فوصلت الى ان التحقيق انه لا خلاف بين الامرين لا من جهة اللغة ولا من جهة استعمال العلماء. نعم. حياكم الله وننتقل الى السؤال الثاني هو موقف المسلم من اختلاف العلماء ربما يعني آآ في السؤال السابق او المحور السابق تحدثنا عن الضوابط العامة لكن آآ المسلم وموقفه من اختلاف العلماء عندما يسأل عن امر من امور الفقه مثلا ويجد هناك رأيين مثلا من شيخين كلاهما يعني على درجة كبيرة من العلم وله قدر من آآ الاحترام من بين اهل العلم فكيف يتصرف؟ آآ موقف المسلم من المسائل الفقهية الخلافية اجمالا له ثلاث حالات وذلك راجع الى فقهه واحاطته بالعلوم الشرعية. بمعنى المسلم اما ان يكون عاميا او يكون عالما مجتهدا او يكون عنده علم قد تسامى به عن مرتبة العوام لكنه دون رتبة الاجتهاد. ولكل حالة حكمها. نعم. اما العامي ففرده سؤال اهل العلم والعمل بفتوى من استفتاه. ولم يختلف العلماء ان العامة عليها تقليد علمائها وانهم هم المرادون بقول الله سبحانه فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. اما العالم وهو الذي قد فاز رتبة الاجتهاد ففرده ان يجتهد في المسألة. ان يستفرغ الوسع في سبيل الوصول الى الصواب فيما بين يديه من اختلاف. واذا نظر ترجح له حكم فلا يجوز له العدول عما وصل اليه اجتهاده اجماعا. اما من كان دون مرتبة الاجتهاد طالب علم وعنده قدرة على الفهم اه عنده تحصيل لا بأس به. فهذا يختلف حكمه باختلاف الحاد فان كان يستطيع النظر في المسألة وليرجح بين اقوال اهل العلم وان يصل الى الراجح فيها فهذا يجب عليه فهذا يجب وعليه ان يفعل ذلك الذي يستطيع. اما ان كان لا يستطيع ذلك نزل نفسه في هذه المسألة منزلة العامي فيسألوا اهل العلم يعمل بشتواهم. نعم. نعم جزاكم الله خير وما ذكرتموه واضح لكن اه العامي عليه ان يستفتي اهل العلم لكن لو اختلف المفتون الذي بلغته فتواهم. سمع في برنامجين من برامج الفتاوى مثلا رأيين كلاهما مناقضة للاخر. ماذا يفعل؟ اه الامر واقع وسؤال واقعي في الحقيقة أستاذ عبد الله. نعم. عندنا عدة امور عندنا عدة امور ها هنا. اولا على هذا العامي ان يكون قصده الوصول ان يكون قصده الى الحق ان يكون قصده الوصول الى ما يحبه الله ويرضاه. بالتالي هذه قضية ايمانية يجب ان يحققها في نفسه. نعم. ثانيا اذا اختلفت الفتاوى عليه دون ان يكون منه تتبع لهذا الخلاف عنده شيء من القدرة على ان يدرك رجحان احد القولين بوجه من اوجه الترجيح فعليه ان يعتقد ما فعليه ان يتبع ما يعتقد ذو صواب. الامر الثالث ان لم يكن يستطيع ان يفهم الحجج وان يرجح بينها وهذا هو الغالب على العامة اذا عليه ان يرجح بين المجتهدين. ليس ان يرجح في المسألة وانما يرجح بين العلماء الذين اختلفوا فيتبع من يراه ارجح في نفسه بمعنى اقول لهذا الاخ المسلم ماذا تفعل لو اختلف الاطباء امامك في علاج ابنك افعل في تلك المسألة مثل ما تفعل في هذه المسألة سواء بسواء. قال بعض اهل العلم من مرض له طفل آآ هو ليس لطبيب. نعم. السبب فسقاه دواء كان متعديا مقصرا ضامنا. ولو راجع طبيبا لم يكن مقصرا. فان كان في البلد طبيبان فاختلفا في الدواء فخالف الافضل عد مقصرا. ويعلم فضل الطبيبين بتواتر الاخبار باذعان المفضول له تقديمه بامارات تفيد غلبة الظن. فكذلك في حق العلماء. يعلم الافضل بالتسامح وبالقرائن دون بحثي عن نفس العلم والعامي اهل له. فلا ينبغي ان يخالف الظن بالتشهي فهذا هو الاصح عندنا والاليق بالمعنى الكلي في ضبط الخلق بلجام التقوى والتكليف طيب الامر الرابع. نعم. قال لنا هذا الاساءة الانسان انا لا استطيع الترجيح بين العلماء. كلهم علماء افاضل. اه سمعت فتوى للشيخ بن باز يقول كذا وسمعت فتوى للشيخ ابن عثيمين يقول كذا. الى اين اذهب؟ يقول حينها اذهب الى عالم او طالب علم واطلب منه ان يرجح لك بين القولين ثم قول ثم قلده فيما يرجحه لك. الامر الخامس قال انه لا يستطيع حتى هذا الامر نقول اذا عليك ان تسلك مسلك الاحتياط عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك والخلاصة يا أستاذ عبد الله. نعم. المسألة مسألة ديانة. يتبعها موقف حساب فتموت يا ايها المسلم وتبعث وستسأل عن اعمالك. وربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون. فاعمل ونظرك متجه الى هناك حيث ذاك الموقف العظيم. نعم. نعم احسن الله اليكم وقد ذكرتم اه خمس حالات ان يكون قصده الوصول للحق هذا اولا. وثانيا اذا اختلفت عليه الاراء وكان له قدر من العلم البسيط يرجح به آآ كما يفعل آآ عندما يختلف الاطباء مثلا. وثالثا عليه ان يرجح بين المجتهدين لا بين الاراء ان لم يستطع ذلك. ورابعا ان لم يستطع حتى الترجيح بين المجتهدين نفسهم فيذهب لطالب علم يرجح له واذا اه لم حتى ذلك فعليه ان آآ يحتاط لدينه ويأخذ به الفتوى التي فيها احتياط. احسنتم. نعم. هذا هو. جميل كتب الله اجركم. نلتقي الى المحور الثاني وهو قضية انه البعض مثلا يجعل الخلاف وسيلة الى التخفف من التكليفات واتباع الرخص فيقول مثلا هذه المسألة مثلا مسألة الغنى مثلا آآ في فيها خلاف بالتالي فخلاص اه مباح يعني انا اسمعه زي ما ابغا. انتم اه الامر بارك الله فيكم كما تفضلتم. وهو ان من قد حصل عنده خطأ في التصور والفهم فظن ان الخلاف يلازم التسهيل. اذا قيل له في هذه المسألة خلاف كانه قيل له الامر هين بل كأنه قيل له لك ان تتشهى وان تأخذ من الاقوال ما تشاء. هم. ولا شك ان هذا مفهوم خاطئ. وهذا الذي يعنيه العلماء بنهيهم عن تتبع الرخص. الرخص هنا ليس الرخص الشرعية كما بين الشيخ صالح وفقه الله فيما سمعناه قبل قليل ليست رخصة القصر او الفطر في السفر ونحو ذلك انما تتبع الرخص ها هنا المقصود به ان يختار المكلف من كل مذهب ما هو الاهون عليه. يعني الى مسألة في البيوع اختلفوا فيها الى قولين بالتحريم والاباحة فيأخذ بالقول المبيح لان هذا هو الاقرب الى هواه. ثم يأتي الى مسألة خلافية الصيام او الحج فيعمل بالقول الاسهل. وهكذا يتنقل بين الخلافات يتنقى او ينتقي فيها القول الهين الحجة عنده المسألة خلافية فلا تحجروا واسعا. هم. هذا المسلك يا استاذ عبد الله مسلك خاطئ لا يجوز تدل على هذا اربعة اوجه مختصرة. اولا هذا التصرف محرم باجماع العلماء وفي هذا يقول سليمان التيمي رحمه الله احد التابعين لو اخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله ثم عقب ابن عبد البري ابن عبد البر عليه بقوله هذا اجماع لا اعلم فيه خلافه. وفي هذا يقول ابن الصلاح المحدث في المعروف رحمه الله واعلم ان من يكتفي بان يكون في في فتياه او عمله موافقا لقول او وجه في المسألة بما يشاء من الاقوال او الوجوه من غير نظر في الترجيح ولا تقيد به فقد جهل وخرق الاجماع انتهى كلامه رحمه الله. اذا المتقرر عند اهل العلم ان تتبع الرخص لا يقع الا ممن هان عليه دينه الامر الثاني الله سبحانه امر برد ما اختلفنا فيه وتنازعنا الى الكتاب والسنة. قال جل وعلا فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. ذلك خير واحسن تأويلا وقال سبحانه وما اختلفت فيه من شيء فحكمه الى الله. اذا الواجب علينا ان نرد التنازع الى الكتاب والسنة. الواجب علينا ان نبحث عن الاقرب الى الصلاة. ليس لنا ان نرد الخلاف الى اهواء نفوسنا ومشتهياتها تتبع الرخص واقتناص التسهيلات. اذا مضاد لامر الله سبحانه وتعالى. الوجه الثالث نعم. الله سبحانه نهى عن اتباع الهوى. قال جل وعلا ولا تتبع الهوى ايضلك عن سبيل الله. وقال جل وعلا واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. فان الجنة هي المأوى. وتتبع الرخص والانتقاء من الاقوال المختلفة بالتشهي وفي حقيقته ميل مع اهواء النفوس. وهذا عين ما نهى الله عنه. الابتلاء كيف يا استاذ عبدالله؟ نعم. يقتضي من العبد ان يكون فيما يعرض او فيما يعرض له من مسائل ان يكون باحثا عما يبلغه واه لا ان يكون تابعا لشهوته وهواه. الواجب علينا معشر العبيد للولي الحميد ان تكون اهواء هنا تبعا لديننا لا ان يكون ديننا تبعا لاهوائنا. الامر الرابع والاخير يترتب على القول بتتبع الرخص والاحتجاج بالخلاف مفاسد جمة. منها الاستهانة بالدين. اذ يصير سيالا لا ينضبط. ومنها ذهاب هيبته من النفوس اذ يصبح لعبة بايدي الناس. كما انه يجرؤهم على تعدي حدود الشرع. واعظم بها المساجد والخلاصة الواجب علينا عند اختلاف العلماء ان يتجرد قصدنا للوصول الى الحق والى ما هو اقرب لمراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. بغض النظر عن كون هذا القول والقول هو آآ القول الاخف او هو القول الاسد نعم. نعم جزاكم الله خير يا شيخ صالح ولكن يعني اه لا زال في يعني البال مثلا حديث اختلاف امتي رحمة. كيف نتعامل مع مثل هذه الاحاديث. هذا الحديث بارك الله فيكم منتشر على الالسنة ولكن آآ هو حديث لا اصل له يعني لا اصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم صلي وسلم ولا تجوز نسبته اليه وهذه مناسبة ينبغي ان نذكر انفسنا فيها لانه لا يجوز للانسان ان يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث الا بعد ان يتحقق من صحته. ويكفينا في هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي فيه وعيد وتخويف اكيد. من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فهذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبعض اهل العلم حمل هذا الحديث على فرض صحته على معنى صحيح وهو ان اختلاف الامة فبعضهم طبيب وبعضهم معلم وبعضهم عامل وبعضهم نجار وبعضهم اعلامي الى اخره. هذا الاختلاف فيه رحمة بالامة لانه بها بهذا التفاوت وبهذا الاختلاف يحصل تماسك الامة ويحصل العمران الذي هو مراد لله سبحانه وتعالى. نعم. اولا حفظكم والله مسألة الاخذ بالايسر. هم. اليسر في الشريعة واقع وليس غاية. واقع وليس غاية. يعني الشريعة موضوعة اصلا على انها ميسرة وليس ليس اليسر غاية نحن نسعى ونتطلبها. النبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين امرين الا اختار تراهما ما خير اذا كان المقام مقام تخيير. لكن في مسائل الشريعة ومسائل الاتباع ليست المسألة مسألة تخيير اصلا فاليسر واقع. نعم. ولكنه ليس غاية. الغاية هي العبودية. الغاية هي الوصول الى مرضاة الله سبحانه وتعالى. اه معنى كوني الخلاف رحمة يعني انا قلت ان هذا لم يصح فيه شيء انما جاء في كلام السلف ان في الخلاف سعة والسعة هنا ليست في حق العامة يتخير وانما السعة في حق العلماء المجتهدين ليجتهدوا ولينظروا في المسائل وليصلوا الى القول الصواب بخلاف ما اذا كانت المسألة اجتماعية اجماعية فليس ليس المقام ها هنا مقام نظر واجتهاد. آآ تنبيه لطيف في الحقيقة وهو آآ قد جاء في كلام لبعض الاخوة وهو انه لا بد من الرجوع الى العلماء الثقات. بمعنى ليس كل من تصدر للفتوى كان اهلا للافتاء. كم نسمع ما في وسائل التواصل في فضائيات مناسب ليسوا من اهل العلم وليسوا من اهل آآ الاجتهاد يتصدرون للفتوى فيأتي بعض الناس ويأخذ قولهم يعني ليست المسألة كما نسمع يا أستاذ عبد الله ضعها في رأس عالم واخرج منها سالم مم انت لا تفعل هذا في شأن مرض كما ذكرت لك لا تضعها في رأس طبيب وتقول انا اخرج منها سالما. المقصود هو ان تصل الى ما يحبه الله هذا هو المقصود. والعلماء وسائل مجرد وسائل الوصول الى ذلك. فرجعنا الى مسألة تتبع الرخص وقد سبق الحديث فيها. آآ الاحترام وعدم التعصب كلمة جميلة واعجبتني مهما اخذت بقول عالم وتركت قول العالم الاخر اياك ان تتعصب لمن اخذت قوله واياك ان تقدح في العالم الذي تركت قوله. نعم. نعم جزاكم الله خيرا وبقي هناك احد الاخوة ذكر موظوع يستفتي قلبك. اذا اختلف العلماء ان ممكن الانسان يستفتي قلبه او هذا حديث ولا؟ اه نعم النبي صلى الله عليه وسلم امر بهذا قال استفت قلبك وان افتاك الناس وافتوك ولكن هذا في حق القلوب المعمورة بالتقوى والايمان وليس كل احد يعني كذلك. القلب المعمور بالتقوى والايمان اذا تساوت الامور عنده فليستفتي قلبه فلعله يدله على الصواب. اي نعم. نعم. ايضا ذكر احد الاخوة قضية تقليد المذهب. اه هذي ما ادري ممكن. اه هذي ربما تحتاج الى الى الى حلقة كاملة نتحدث فيها عن مسألة التقليد. والحق الذي لا شك فيه ان الله عز وجل ما اوجب على احد ان يتبع عالما في كل ما يقول في صغير ولا كبير انما الواجب هو ان نتبع الحق والدليل من الكتاب والسنة والمذاهب ندرسها ونتعلم ما فيها لكي تكون وسيلة للوصول الى الصواب والحق. نعم. نعم جزاكم الله خيرا. اه نختم بقضية اه النبي صلى الله عليه وسلم يعني ينبهنا ويعلمنا انه من رأى منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه. لكن البعض يحتج يقول لا انكار في مسائل الخلاف. هذه القضية والله لا فيها خلاف فبالتالي آآ لا انكار فيها احسنتم. آآ ابتداء حفظكم الله هذه الجملة ليست اية ولا حديثا ولا اثرا عن احد من السلف. لا انكار في مسائل الخلاف انما يذكرها بعض اهل العلم ومرادهم خلاف ما يفهم من عمومها. وعليه فلابد من التفصيل فيها وعدم اخذها على هذا العموم وهو انه لا ينكر باي مسألة وقع فيها خلاف. المسائل الخلافية متفاوتة. وهي في الجملة قسما. نعم. الاول مسائل يسوغ فيها الخلاف وهي التي تسمى المسائل الاجتهادية وضابطها انها المسائل التي خفيت فيها الادلة او تعارظت في اما القسم الثاني فانها المسائل التي لا يسوغ فيها الخلاف. وهي التي بخلاف ما سبق. يعني هي التي وقعت فيها خلاف مع مع كونه قد ثبت فيها دليل صحيح صريح سالم عن المعارض. فهذه المسائل الخلاف فيها غير يعتبر والعالم الذي اخطأ فيها معذور عند الله سبحانه ان شاء الله. لانه اجتهد ولم يتعمد الخطأ. لكن ليس لمن بعد ليس لمن بعده ان يتابعه على خطأه. وليس لنا ان نجعل خطأه حجة على الشريعة. فهذه المسائل ينكر فيها على المخالف بلا ريب. لان ما خالف الدليل الشرعي باطل والباطل ينكر. اما القسم الاول اعني سائل اه الاجتهادية فهذه لا انكار فيها. ولم يزل الصحابة والتابع والتابعون وائمة الهدى يختلفون فيها ولم يعد فيها احد منهم على احد ولم يطعن عليه فيها. ومن امثلة ذلك اه ما قال ابن رجب رحمه الله عن الامام احمد كان الامام احمد رحمه الله كثيرا ما يعرض عليه كلام اسحاق وغيره من الائمة ومأخذهم في اقوالهم فلا يوافقهم في قولهم ولا ينكر عليهم اقوالهم ولا استدلالهم. وان لم يكن هو موافقا على ذلك كله. انتهى كلامه رحمه الله. وهذه المسائل حفظك الله سبب عدم الانكار فيها انه لا يقطع فيها بخطأ المخالف. والانكار انما يسوغ عند القطع بالخطأ. مع ملاحظة وهي ان الانكار المنفي هنا هو العيب او التوبيخ او او ما شابه ذلك لكن يبقى باب المناصحة والمباحثة العلمية والمناظرة بالحجج الشرعية فيها مفتوحا والله الله سبحانه وتعالى اعلم. نعم جزاكم الله خيرا ونفع بما قلتم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور صالح بن عبد العزيز السندي استاذ العقيدة في الجامعة الاسلامية وقد وصلنا الى الدقائق الاخيرة في هذه الحلقة ان كان من عبارة تلخصون فيها موضوع هذا اليوم التعامل الصحيح مع اختلاف العلماء. اه اعود فاقول يا استاذ عبد الله واذكر بما قدمته في بداية الحلقة المسألة مسألة ديانة. فعلى كل انسان ان يتقي الله عز وجل وان يستعد لموقف السؤال بين يدي الله سبحانه وتعالى. نعم. نعم. ان كان من احالات او مراجع تنصحوننا الرجوع اليها في هذا الموضوع؟ نعم. اود ان احيل الى كتيب من صغير في عدد صفحاته آآ كبير في فائدته عظيم لما اشتمل عليه من معان كريمة. الا وهو اه رفع المنام عن الائمة الاعلام لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اوصي من كان عنده رغبة بالاستفادة ان يرجع الى هذا الكتاب وانا ضامن له بتوفيق الله انه سيجد فائدة عظيمة في هذا الكتيب الصغير. رفع الملام عن الائمة الاعلى الله يعطيكم العافية شكرا لكم الشيخ الاستاذ الدكتور صالح بن عبد العزيز سندي استاذ العقيدة في الجامعة الاسلامية كنت ضيفا كريما لهذه الحلقة ولهذا البرنامج. بارك الله فيكم واستودعكم الله. السلام عليكم ورحمة الله