ثم اقول بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. هذه الحلقة يا استاذ عبد الله آآ اعتقد انها من بمكان واهميتها تنبع من كونها تسعى للاجابة عن سؤال في غاية الاهمية الا وهو هل الدين الصحيح لنا افرادا ومجتمعات آآ لنا به حاجة ماسة هل هو ضرورة في وجودنا ام هو شيء سنوي تكميلي ليس له كبير شأن في هذه الحياة وقبله اولويات هي اهم منه. آآ الاجابة على هذا السؤال كما ذكرت بما يعني من الاهمية بمكان وذلك لامرين. نعم. الاول ان ثمة شبه تطرح في اوساط الشباب التي يرتادون في وسائل التواصل وغيرها ان الدين فضلة في حياتنا. ليس شيئا اصيلا بل ربما غمز فيه من قناة فقدحوا وزعموا انه عائق امام التقدم والتمتع بمباهج الحياة وليس يخفى ان التيارات اللادينية اليوم تعمل على قدم وساق السبب الثاني انه بمعرفة الجواب السديد نستشعر عظيم فضل الله علينا بنعمة الهداية الى هذا الدين القويم ونزداد تمسكا به ودعوة اليه. نعم. نعم احسن الله اليكم ويعني اه ايضا نحتاج مزيد من التمهيد وربما انا ذكرت في مقدمة الحلقة يعني اه قضية الفطرة وانه اه بعض العلماء يرى ان الدين يعني من من فطرة الانسان او هذا هو ما هو موجود في القرآن ولكن يعني هناك ايضا اراء اخرى تقول ان الانسان انما تدين واخترع بعض الاديان وبعض الالهة ليعبدها خوفا مثلا من الطبيعة وخوفا مما يراه آآ في الطبيعة حوله فهل الدين شيء فطري في البشرية ام هو آآ شيء طارئ وعارظ؟ نعم التدين فطرة في الانسان نعم. التدين غريزة متجذرة فيه شأنها كشأن بقية الغرائز كحب الطعام والشراب والبقاء. واي مخالفة لفطرة التدين هي شذوذ وانحراف عن الفطرة السوية ومن الطريف ان بعضهم اه ذكر ان التعريف الادق للانسان على طريقة المناطق ليس انه حيوان ناطق بل انه حيوان متدين فالتدين هو الصفة الذاتية التي تميزه عن غيره ومن الثابت تاريخيا انه لم تخلو مدينة او حاضرة بشرية من معبد يتعبد فيه اهل تلك الحاضرة. الخلاصة الدين صفة ذاتية مميزة للطبيعة البشرية. صدق ربنا سبحانه اذ قال فاقم وجهك للدين للدين حنيفة فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون التدين في الانسان ليس شيئا مصطنعا ولا مخترعا ولا طارئا انما هو طبيعة حقيقية ثابتة ولعلي اشير هنا الى دراسة حديثة تزيدنا معشر المسلمين معرفة بما هو معروف وهي الدراسة التي اجراها البروفيسور جاستن بارت مع زميله البروفيسور كلاهما كانا يعملان في جامعة اكسفورد هذا مشروعا علميا ضخما مع سبعة وخمسين باحثا من عشرين دولة آآ عن فطرية الايمان فكانت نتيجة بحثهم ان التدين حقيقة مشتركة في طبيعة الانسان في المجتمعات المختلفة والدراسة مشهورة باللغة الانجليزية والبروفيسور بارد هذا الذي ذكرته قبل قليل هو بالمناسبة هو تخصصه في علم النفس آآ الخاص بالاطفال يعني علم نفس الاطفال. هم. الف كتابا مشهورا وهو مترجم باللغة العربية والمطبوع. ويمكن الحصول عليه في المكتبات عنوانه فطرية الايمان كيف اثبتت التجارب ان الاطفال يولدون مؤمنين بالله وقد دون في هذا الكتاب خلاصة تجاربه العلمية خلال عشرين سنة وكانت النتيجة ان الاطفال يولدون مفطورين على الايمان بالخالق سبحانه. وقد سند في كتابه هذا شبهة القائلين بان ايمان اطفال سببه تلقين الوالدين والواقع ان الايمان بالله سبحانه وتعالى فطرة وليس نتاج تلقين وذكر في هذا بعض الشواهد والقصص التي اوردها. الخلاصة يا استاذ عبد الله نعم. التدين في الانسان شيء اصيل عالمي الصين فيه اي هو متجذر في اعماقه منذ ولادته. وعالمي يشترك فيه جميع البشر نعم جزاكم الله خيرا واحسن اليكم شيخ صالح ولكن ذكرتم مثلا كلمة الدين والتدين ونحو ذلك. ما هو الدين الذي نتحدث عنه؟ بالتحديد اه احسنتم وهذا سؤال في محله قبل ان نسترسل لابد ان نضع الامور في نصابها الدين الذي نعنيه في حديثنا هنا هو الاسلام الاسلام الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. ان الدين عند الله الاسلام. هذا هو الدين الذي رضيه الله لنا. ورضيت لكم الاسلام دينا هذا هو الدين الحق بعقيدته الصافية بشريعته العادلة بنظامه الشامل باخلاقه السامية اما الاديان المحرفة والمنسوخة كاليهودية والنصرانية او الوثنية البوذية والهندوسية فليست من موضوعنا لا في قبيل ولا في دبير نعم. نعم. جزاكم الله خيرا وبضدها كما يقولون تتبين الاشياء قبل ان نسلط الضوء على قضية حاجتنا الى الدين. هل لنا ان نقف وقفة مع واقع التيارات التي آآ تدعي استغناء عن الدين. اصلا هل هناك يعني تيارات تدعي الاستغناء عن الدين؟ اه لا شك استاذ عبد الله ان ساحة اليوم تموج زيارات لا دينية كثيرة تدعي الاستغناء عن الدين وابرزها واكثرها حضورا اليوم هو الاتجاه الانساني مم. يزعم هذا الاتجاه ان الانسان قد بلغ درجة عالية من العلم والرشد حتى اضحى سيد نفسه وحاكم ذاته وانه قادر على تسيير شؤونه وحل مشاكله من غير احتياج الى اي احد خارج عن نطاق انسانيته هو الذي يرسم مستقبله هو الذي يحدد مصيره قد وصل الى قدر من الرشاد في كل الميادين العقل هو الانسان العقل الانساني هو مركز السيادة ولابد ان تكون له الاولوية المطلقة. هذا التيار يرى ان اي خضوع من الانسان لسلطة اعلى منه هو في حقيقته تحقير لشأنه. وانزال له من منزلته وعليه فارتقاؤه لا يكون الا بالاستقلالية الذاتية وهي في حقيقتها نوع من تأليه الانسان هذا الاتجاه يا استاذ عبدالله برز بقوة في القرن الثامن عشر الميلادي وازداد غلوا في القرن التاسع عشر واستمر الى يومنا هذا خلاصة هذا المذهب استقلال الانسان واستغناؤه عن الوحي والعقل البشري في زعمه بديل عن التشريع الالهي والسؤال المفترض هل حققت النزعة الانسانية ما تزعم من الرقي بالانسان والسمو به؟ الجواب بالتأكيد لا بل انها اوقعت الانسان في كم كبير من الازمات وانحرفت بحياته الى حفر عميقة من المشكلات. واحاطت حياته بركام كبير من الصعوبات. وهل كان ينتظر سوى هذا العقل البشري اضعف من ان يستقل بالمعرفة وان يحيط علما بكل شيء. وهؤلاء قد جمعوا بين المبالغة في تعظيم الانسان مع كونهم ما قدروا الله حق قدره وما عظموه حق تعظيمه سبحانه وتعالى. اول خطيئة وقع فيها القوم هي ان هذا الاتجاه للنزعة الالحادية قد انتهك اول ما انتهك حرمة الانسان وتميزه. مع زعمهم انهم يرفعون من مكانته السبب انه اذا انتفى وجود الله تعالى انتفى وجود الانسان واعني انتفى وجوده الحقيقي الذي جعله الله عليه وهو كونه مخلوقا مكرما متميزا عن جميع المخلوقات ولقد كرمنا بني ادم بمقتضى هذا المذهب الانسان مجرد حيوان لا ميزة له ولا تقدير شأنه شأن اي حيوان بل شأنه شأن اي دودة او حشرة او بكتيريا سواء بسواء وله من الحقوق مثل ما لتلك الحشرات سواء بسواء. لان الكائنات الحقيقة جميعا متساوية في القيمة متساوية في الحقوق. بمقتضى هذا المذهب الانسان جزء من المادة كغيره من اجزائها ليس له اي مضمون قيمي او اخلاقي اذ اي قيمة لكتلة من الذرات المادية التي وجدت صدفة ليست حياة الانسان في لازم قولهم باغلى من حياة قرد او نملة ولا قيمته باعظم قيمة من فيروس من الفيروسات الكل في اعتقادهم نتيجة صدفة عمياء لا اقل ولا اكثر الخطيئة الثانية يا استاذ عبد الله. نعم اين الرقي الانساني؟ اين المشاعر النبيلة؟ اين السلوك المستقيم؟ اين العقيدة؟ اين الاخلاق؟ اين القيم لا وجود لشيء من هذا في ضوء هذا التيار الانساني الانسان مجرد حيوان وان شئت فقل مجرد الة وجدت بلا قصد وتزول بلا هدف ولا شيء وراء هذا لقد نحرت النزعة الانسانية الاخلاق والقيم لانه لا وجود للاخلاق المطلقة بلا دين. انكار الدين انكار للاخلاق المطلقة وعلى هذا فلا فرق بين الصدق والكذب بين الامانة والخيانة لا وجود للقيم المطلقة يمكن من خلالها ان نحكم بصواب او خطأ اين المعيار الذي يفرق بين ابشع جريمة وافضل خلق الخطيئة الثالثة والاخيرة استاذ عبد الله نعم. بهذه النزعة الانسانية المنكرة للدين انها ادخلت البشرية في نفق العدمية المحضة فانه اذا انتفى الدين الحق انتفى معنى الحياة وانتفى هدفها. لم يعد لاي شيء اي معنى. لا وجود لمعنى عميق في الحياة الانسانية. نعيش ونموت ونفنى هكذا باختصار ادم وعبث مغلف بظلمة وحيرة بلا امل ولا هدف. والانسان في احسن احواله سيعيش حياة يتساوى فيها مع البهيمة يأكل ويشرب ويبحث عن قضاء وتره ثم يموت وينتهي كل شيء ادمية قاسية ومتاهة بائسة الخلاصة ان اي تيار يرفع شعار الاستغناء عن الدين فانه يؤصل لضياع الانسانية بل يحكم بموتها ويحطم كل مبدأ وينسف كل قيمة في ضوء هذه التيارات اللادينية فتتحول البشرية الى دمار اخلاقي وضياع قيمي وجفاف روحي وتفتت مجتمعي والحقيقة الناصعة بعد هذا كله ان الايمان بالله والتمسك بالدين الحق هو الاساس هو الاساس في تحقيق المعنى الوجودي للانسان في هذه الحياة. نعم. نعم احسن الله اليكم شيخ صالح وانتم تتحدثون يعني آآ تذكر مثلا بعض التصرفات التي نراها من انفسنا ومن من حولنا احيانا نقول يعني هل نكون نحن اه يعني ونحن مسلمين ولله الحمد ربما تأثرنا بشيء من هذه التيارات فنجد مثلا بعض الناس مثلا يكون نقول عنه مادي او اخلاء تجارية مثلا او ربما احيانا يكون الدين في اخر اولوياته وبعضهم احيانا تكلم يقول لو حيدنا العمل الديني لو حيدنا الدين مثلا كيف اثرت هذه التيارات علينا نحن كمسلمين ايضا اه وهذه هي الباقعة وهذه هي الباقعة يا استاذ عبد الله التي نعيشها اليوم ان هذه التيارات لها غبار هذا الغبار يصل مع الاسف الشديد الى كثير من ابناء جلدتنا من ناشئتنا من شبابنا تستنشقه آآ انوفه ويصل الى خطيئتهم مع الاسف الشديد ولذلك نحن نرى هذه النماذج نرى هذه المظاهر الكثيرة مع الاسف الشديد وما هذا برنامج الذي اه وفقت الاذاعة ان شاء الله. ان شاء الله. بوضعه. الا وسيلة ان شاء الله للتفصيل والبيان بتوفيق الله سبحانه وتعالى نعم ننتقل ربما الى اللب الموضوع والسؤال الذي طرحناه على المستمعين ايضا حتى آآ لهذه الحلقة ما حاجة الانسان الى الدين الحق بارك الله فيكم. اه باختصار حاجتنا الى الدين اعظم من حاجتنا الى الشمس وضياعها بل اعظم من حاجتنا الى الطعام والشراب بل اعظم من حاجتنا الى الهواء حاجتنا الى الدين اولا وقبل كل شيء هي في كوننا نطلب الهداية والسعادة هاتان اعظم الحاجات على الاطلاق وهاتان ملتصق ملتصقتان بالدين لا تنفكان عنه وهذا المعنى لخصه قوله تعالى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ومثله قوله سبحانه فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون الدين الحق دين الاسلام انتقال من الظلام الى النور من التشتت الى الطمأنينة من الحيرة الى اليقين كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين هذا الدين العظيم كله صلاح واصلاح دفع للشروط حل لجميع المشكلات بدونه ليس ثمة غاية ترجى ولا نهاية تطلب هذا الدين يهدي للتي هي اقوم هذا الدين صدق في الاخبار وعدل في الاحكام انه احسن الشرائع واعدل المناهج لن نستكمل انسانيتنا لن تتحقق لنا السعادة لن ننعم بالاستقرار الا بالتدين به الدين الحق يعني وجود الانسان بل انه يعني كل شيء واكرر كل شيء نحن بحاجة الى الدين في شعورنا نحن البشر بقدرنا ومعنى وجودنا النظرة الاسلامية للانسان لانه مخلوق ارقى من غيره اختاره الله وكرمه وميزه وجعله محل التكليف هو مخلوق مخصوص خلق لغاية مخصوصة وسخر له كل شيء ووجب الحفاظ على ضرورياته له في ظلال الاسلام قدر ولوجوده معنى وحياته جديرة بالحياة اعظم حاجة لنا يا استاذ عبد الله في هذا الدين الحق ما سبق. نعم هي كونه يجيب لنا عن الاسئلة الوجودية الكبرى من اوجدني بماذا اوجدني ماذا بعد هذا الوجود هذه قضية مؤرقة لكل انسان تشغل ضيفنا تلح عليه بالاجابة ومهما تشاغل عنها فلابد ان تبرز امامه في بعض الاوقات؟ تستحثه على الجواب المقنع لتروي النفس ظمأها في معرفة حقيقة الوجود من اين والى اين؟ ولم لا اكتمك سرا يا استاذ عبدالله. نعم انني طرحتها هذه الاسئلة الوجودية الثلاثة على عدد من الكفار الذين قابلتهم في اقطار مختلفة ولا احتاج ان احدثك عن الحيرة والدهشة والسكوت المطبق الذي كان منهم جوابا على سؤالي. اناس كبار مثقفون يقفون حائرين امام اهم قضية فكرية في حياتهم. بينما اصغر طفل من المسلمين ينطلق في في الجواب السديد ولا يتلعثم فعلا ارأيت نعمة الدين القويم يا استاذ عبد الله؟ الله اكبر. ديننا ابان لنا كل شيء. صارت الامور في اعيننا امام قلوبنا واضحة السؤال الاول من اوجدني الدين الحق ابان عن معرفة الخالق سبحانه وعن حقه علينا. لماذا اوجدني اجاب الدين الحق عن هذا السؤال. ابان عن الحكمة من وجودنا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فاكسبنا ماذا؟ الامن النفسي ترى هناك هدف لهذه الحياة حرر هذا الجواب العقل من الخرافات اجاب عن السؤال الثالث ماذا بعد هذا الوجود ابان الدين الحق عن المصير عن الدار الاخرة عن دار الجزاء فاكسبني الصبر في هذه الحياة واعطاني الطمأنينة وبث في نفوسنا الامل وحثنا على التشمير اقام في نفوسنا رقابة ذاتية تدفع الى الخير وتحذر من الشر نحن بحاجة الى هذا الدين في اشباع نهمة العقل. العقل يتطلع الى معرفة كل ما يحيط به. الى معرفة الغيب الماضي واللاحق فيلبي هذا الدين وهذا التطلع ويشبع هذه الرغبة ويقدم التفسير الصحيح لكل ذلك. يمنح الاجوبة الكاملة لكل ما يتوق الانسان الى معرفته ولكل ما تنفعه معرفته الدين الحق غذاء ضروري لتنمية العقل وارشاده ارشاده الى التفكير السديد والعلم الحديث لا يسعفه في هذا لانها امور لا تخضع للتجربة نحن بحاجة الى الدين لتكريم العقل في ابعاده عن السخافات والخرافات والاساطير في توجيهه لعبادة الله العظيم المستحق للعبادة وليس العبادة الشجر والحجر والبقر لقد كرم الله عز وجل هذا الانسان بهذا الدين ففتح له افاق التفكر والتأمل في الايات المتلوة وفي الايات المشاهدة حاجتنا الى الدين حاجة ماسة لتغذيتنا بالعواطف السامية من المحبة والحياء والتواضع والعفو ونحوها لن تجدها بصورتها المثالية الا في هذا الدين الحق حاجتنا الى الدين حاجة ماسة في تهذيب النفس حيث عودها على مقاومة النزعات الطائشة والاهواء الفاسدة والحد من ثورتها في حالتي الفرح والغضب امدها بانجع الوسائل لمقاومة التردد والقنوط نحن بحاجة الى هذا الدين لمعالجة جميع الامراض النفسية من القلق واليأس والخوف والوسوسة نعم. عفوا نحن بحاجة الى هذا الدين لمنح النفس هدوءها وطمأنينتها واستقرارها. المتدين هو الذي يعتقد ان كل شيء من عند الله فهو راض في حالتي السراء والضراء نحن بحاجة الى هذا الدين غذاء روحيا لنا الدين هو غذاء الروح ودواؤها وانسها وجنتها عبادته واذكاره تقرب القلب من الرب سيأنس وينعم هذا الغذاء ام نحوه القوة فيتحرروا من قيود الذل والجبن ويبعث فيه العزة والكرامة والانفة من الخضوع لغير الله نحن بحاجة الى هذا الدين لمواجهة مصاعب الحياة وتخطي العقبات فالايمان بالربوبية الايمان بالقدر الايمان باسماء الله وصفاته سلاح للمؤمن عظيم لا يقف امامه عقبة في هذه الحياة مهما بلغت مشقتها نحن بحاجة الى هذا الدين القويم لاقامة التوازن العادل بين مطالب الروح ومطالب الجسد بين العمل في الدنيا والعمل للاخرة وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة. ولا تنسى نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغي الفساد في الارض. ان الله لا يحب المفسدين نحن بحاجة الى هذا الدين لرعاية اجسامنا الرعاية الصحيحة نظافة وطهارة وقوة ما منع هذا الدين الانسان من كل ما يضره. حذر من اسباب الامراض. دعا الى التداوي. دعا الى الاعتدال في الطعام والشراب فتح باب الرخص الشرعية نظم الغرائز نحن بحاجة الى هذا الدين لنعرف انفسنا ولنعرف الكون من حولنا. نحن بحاجة الى هذا الدين في توجيهنا وقد وجدناه يوجهنا الى كل نافع ويحذرنا من كل ضار ويأمرنا بتقديم ما ترجحت مصلحته ودفع ما ترجحت مفسدته نحن بحاجة الى هذا الدين لاننا في طبيعتنا ضعفاء نحتاج الى ركن نأوي اليه وسند نعتمد عليه والدين الصحيح عقيدة في الله وعبادة وخضوع له وانس به اذا سنجد في الدين القوة عند الضعف والامل عند اليأس والرجاء عند الخوف والصبر عند البأس وهذا والله لا يغني عنه مال ولا ملذات ولا عقل ولا فلسفة نحن بحاجة الى هذا الدين الحق لانه مصدر القيم والاداب والسلوك والاخلاق منه يستمد الانسان قيمه ومبادئه وبدونه تنقلب الحياة الى غابة موحشة نحن بحاجة الى هذا الدين لاننا بحاجة الى ان يكون لنا هدف اسمى في هذه الحياة وبدونه فيغيب المعنى ويختلف ويختفي الهدف واخيرا هم. لو لم يكن في هذا الدين الصحيح الا انه يغرس فينا الايمان بالقدر الذي به تضيء الحياة وتزول منها في اعيننا القتامة والظلمة ويغرس فينا الامل والصبر لو لم يكن الا هذا لكفى ما اجمل ان يعيش الانسان في هذه الحياة وامام ناظره في سويداء قلبه هذا الدستور العظيم ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم والله لا يحب كل مختال فخور نعم نعم احسن الله اليكم وجزاكم خيرا شيخ صالح ذكرتم قضية انه كيف ان الدين يوجه العقل للطريق الصحيح؟ ابو حسان الانصاري مستمع البرنامج في تويتر يقول اذا كان العقل هو ما يميز الانسان عن غيره من المخلوقات فان هذا قاصر عن استيعاب كل اسرار الكون ومقاصد الخلق فان الدين الحق هو الموجه الصحيح للعقل والحافظ له ان يقع فيما يضره فلا عقل سليم دون دين قويم. وايضا هذا الدحمي رمز لاسمه بلا اله الا الله. يقول حاجتي الى الدين الفوز العظيم الله سبحانه وتعالى. ربما كل هذه الثمرات ينالها الفرد لكن ماذا عن حاجة المجتمع الى الدين؟ آآ قبل ان ننتقل الى فقرة رأي الشباب. بارك الله فيك فيكم؟ هم فيكم. اه لا تقل حاجة المجتمعات للدين عن حاجة الافراد نحن بحاجة الى الاجتماع والالفة والدين الحق هو مؤلف القلوب المشتتة والاهواء المتفرقة نحن بحاجة الى هذا الدين القويم في اقامة الروابط القوية بين افراده. لا سيما الروابط المعنوية والاخلاقية في التراحم والتعاطف والتكافل والمحبة والتعاون والتناصح. لا قيام لمجتمع فاضل الا بهذا ولا قيام لهذا الا بالدين القويم اما عن اقامة الروابط القوية بين افراد المجتمع الصغير الذي هو الاسرة. حدث ولا حرج لا غنى لاي اسرة عن تشريع الدين الحق في شؤونها كلها. من حقوق الزوجين تربية الابناء. النفقة التكافل الميراث الوصية وغيرها من اشياء نحن بحاجة الى هذا الدين لاننا بحاجة الى ضوابط تحكم العلاقات بين جميع الافراد من سائر الاطياف مع تحديد الواجبات والحقوق ثم ان ينهض المجتمع بها بباعث داخلي ووازع ذاتي وهذا شيء لا تسعف فيه لا تسعف فيه كافة الانظمة وجميع القوانين نحن بحاجة الى الدين لاننا بحاجة الى مجتمع متوحد متماسك قوي الروابط يحافظ على مقوماته ويصونه من الاضمحلال برضو نحن بحاجة الى عدل يضع الامور في نصابها ويزيل غياهب الظلم وهذا ما تضمنه الدين الحق نحن بحاجة الى الدين في بسط الامن والدين الحق اعظم اعظم سلطان واكبر وازع ولا يغني عنه اي سلطة او قوة الدين رقيب ذاتي داخلي والمتدين الصادق يستشعر مراقبة الله له في السر والعلن. فيرتدع عن ان يتخذ اي خطوة نحو اثم او اذية او ظلم او اعتداء نعم اه شيخ صالح يعني وصلنا الى ان الثمرات التي ينعم بها اه من يتدين بدين الاسلام فما هي هذه الثمرات؟ لنختم بها؟ بارك الله فيكم لن نصل الى ذروة التنعم بهذه الهبة العظيمة التي من الله عز وجل بها علينا وهي هذا الدين القويم الا بستة شروط الشرط الاول ان نتعلمه تعلما وافيا مفصلا عقيدة وعبادة احكاما واخلاقا. مسلمون لا يعرفون دينهم معرفة نصيحة تفصيلية مسلمون ناقصون. الشرط الثاني ان نؤمن بكل ما جاء به هذا الدين القويم. فلا يؤخذ بعضه ويترك بعضه يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة. الشرط الثالث ان نجتهد في تطبيقه واخذ انفسنا باحكامه قدر الاستطاعة. الامر الرابع ان نحذر من كل ما يضاده او يضعف التمسك به من شرك وكفر وبدع ومنكرات. حينها سنكون في سعادة بهذا الدين غامرة بل في جنة معجلة الشرط الخامس ان نجعل له الاولوية والصدارة في حياتنا في اوقاتنا في سلم اهتماماتنا. الدين اولا وكل شيء يأتي بعده. الشرط السادس ان نستشعر قدر هذه النعمة وان نشكرها حق شكرها بالقلب واللسان والجوارح. ومما يعينك يا اخي الكريم على استشعار هذه النعمة ان تتأمل في حال من هو فاقد لها او من كان فاقدا لها ثم وهبه الله عز وجل اياها. اي اسلم بعد تأمل في ماضيه وحاضره وستدرك انك في نعمة لا توازيها نعمة من الاشكالات الكبرى يا استاذ عبد الله اليوم ان من ابناء المسلمين وشبابهم من لا يستشعر هذه النعمة العظمى التي حبانا الله اياها في العيسة في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول. تدري ما يعني ان تكون مسلما انه يعني كل شيء. يعني انك الفائز انك السعيد. انك المطمئن المتيقن العزيز. رؤيتك واضحة. قلبك روحك قوية نفسك مطمئنة. حيزت لك السعادة بحذافيرها. الامل والسرور والنجاة كل كل تلك قد وفقك الله عز وجل اليها. لم يفتك شيء في هذه الحياة بل حياتك اكثر تألقا وتفاؤلا وتنظيما. وان ثبت عليه الى ان تغادر هذه الحياة. فزت السعادتين وفزت في الدارين. العاجلة والاجلة. واخيرا يا استاذ عبدالله. نعم اود ان اوصي نفسي واخواني المستمعين لنعلم ان من سنة الله عز وجل في خلقه ان النعمة اذا لم تشكر ابدلت بضدها. فنعمة الامن اذا لم تشكر ابدلت بالخوف. ونعمة الرزق اذا لم تشكر ابدلت بالجوع. وكذلك نعمة الدين. اذا لم تشكر ابدلت بالكفر وان تتولوا استبدل قوما غيركم. ثم لا يكونوا امثالكم لنعلم ان الاسلام اعز ممن ينتمي اليه. فاذا لم يجد اناسا يعرفون قدر نعمة الله عليهم به ويعضون عليه بالنواجذ ويرونه غنيمة ادخرها الله لهم فسوف يرتحل عنهم الى غيرهم فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. نعم. نعم احسن الله اليكم شيخ صالح الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا ممن يحبهم ويحبونه. من اراد الاستزادة حول الموضوع حاجتنا الى الدين. هل تقترحون عليه قراءة شيء معين او الرجوع الى مرجع معين آآ اود ان اوصيه بامرين حفظك الله. نعم. الاول كتيب صغير آآ اوصيت به سابقا واكرر الوصية به. لانه في الحقيقة المهم هو رسالة صغيرة بعنوان الدين الصحيح يحل جميع المشاكل الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله. الوصية الثانية ان اذنت لي نعم. اتمنى اه ان يتفضل الاخوة الكرام بمراجعة الحلقة السابعة من هذا البرنامج. ففيها كان البرهان السادس يعني في ضمنها كان البرهان السادس من براهين نبوة النبي صلى الله عليه وسلم الا وهو كمال الشريعة ومحاسنها اظن انه بالجمع انما جاء في هذه الحلقة وتلك تزيد الفائدة وتتكامل ان شاء الله. شكر الله لكم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور صالح بن عبد العزيز سندي المشرف على لجنة يقين واستاذ العقيدة في الجامعة الاسلامية. في امان الله شيخ صالح. نستودعكم الله. السلام عليكم ورحمة الله