الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اقرارا به وتوحيدا واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا وبعد ففي هذه الليلة ليلة ليلة الاثنين في التاسع عشر من شهر ربيع الاول من عام ثلاثين واربع مئة بعد الالف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم نجتمع في هذا المسجد المبارك لنتدارس في متن عظيم النفع الا وهو كتاب التوحيد للشيخ الامام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله ان من نعمة الله على اهل النهج المحمدي والمسلك السلفي ان يكون لهم عناية فائقة بكتب التوحيد فان اهل العلم لم يزالوا معلمينا ومدرسينا ولم يزل طلبة العلم حريصين وجادين في تحصيل علم التوحيد فان كل خير في الدنيا والاخرة فهو من ثمرات هذا العلم والله عز وجل اكبر من كل شيء فالعلم به اكبر من كل علم لم يزل مشايخنا واهل العلم فينا ذو عناية فائقة بهذا الكتاب العظيم الا وهو كتاب التوحيد ولم تزل السلسلة مستمرة في دراسة هذا الكتاب لم يزل هناك من يدرسه ولم يزل هناك من يتعلمه وقد حصل حصل بها السبب هذا الكتاب وبسبب العناية به خير عظيم ولما حصلت الغفلة والانشغال عن كتب التوحيد ولا سيما عن هذا الكتاب دب الضعف في التوحيد علما وعملا ودعوة. بخلاف الامر في السابق لاسيما في هذه البلاد وقد ادركت شيخ الاسلام في وقته الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله رحمة واسعة وله عناية عظيمة بهذا الكتاب حتى انه كان يقرأ عليه في الاسبوع الواحد اكثر من مرة وما ان ينتهي من الكتاب الا ويعود اليه مرة اخرى وهكذا اخوانه من اهل العلم فمن فضل الله عز وجل على طالب العلم ان يكون عنده همة منصرفة لدراسة علم التوحيد ولا سيما هذا الكتاب المبارك وقد رأيت ان اجعل الدرس الاول مقدمة في التعريف بالمؤلف وبالمؤلف ولي في هذا غرض وهو حث الاخوة على حفظ هذا الكتاب العظيم بحيث انه من الدرس القادم يكون من آآ كان له رغبة في حفظه مستعدا لذلك وقد تبرع احد الاخوة من طلبة العلم الاخ ابو صالح ابصار جزاه الله خيرا تبرع ان يسمع من اراد من الاخوة بعد انتهاء الدرس احث الاخوة على ان يهتموا بهذا الامر وهي فرصة ان يحفظ الانسان هذا المتن العظيم اما عن التعريف بالمؤلف فانه شيخ الاسلام الامام المجدد ابو علي محمد بن عبد الوهاب ابن سليمان ابن علي المشرف التميمي النجدي ولد رحمه الله سنة خمس عشرة ومئة بعد الالف من الهجرة في بلدة العيينة من بلدات نجد وتوفي رحمه الله بالدرعية وهي قرية متاخمة للرياض سنة ست ومئتين بعد الالف من الهجرة. وقد ميز على احدى وتسعين سنة قضاها رحمه الله في العلم والتعليم والدعوة والجهاد وكان يوم وفاته يوما مشهودا ورثاه كثير من اهل العلم كان رحمه الله ذا زهد عظيم في الدنيا حتى انه لما توفي ذكر المؤرخون انه لم تقسم له تركة. ما كان عنده شيء فلم تقسم له تركه رحمه الله نشأ الشيخ محمد رحمه الله نشأة علمية دينية فبيته بيت علم وشرف ابوه الشيخ عبدالوهاب كان فقيها حنبليا وقاضيا في العيينة ثم وفي حريم لا واما جده سليمان فانه كان علامة نجد. ومفتيها واكبر علمائها في وقته نشأ الشيخ رحمه الله في هذا البيت العلمي وفي هذه البيئة العلمية نشأة صالحة حفظ القرآن ولم يبلغ العاشرة من عمره واكب على مطالعة كتب الحديث وكتب اهل العلم لا سيما كتب شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وبلغ رحمه الله قبل الثانية عشرة من عمره وكان مشهورا بين اقرانه بحدة الذكاء وسرعة الحفظ وسرعة الكتابة حتى ان اباه كان يذكر انه كان يستفيد من ابنه. وكان يتناقش مع ابيه وعمه كلاهما من اهل العلم منذ ان بلغ او بعيد ذلك طلب ان يحج فسمح له والده رحمه الله وعمره في ذلك الوقت ثلاث عشرة سنة ذهب الى مكة ثم عرج بزيارة المدينة ومكث فيها شهرين يطلب العلم هذا يدلك على انه كان رحمه الله طرازا فريدا تخيل شاب صغير عمره ثلاثة عشرة سنة يترك اهله وبيته ويرحل في طلب العلم ويمكث في المدينة شهرين. يأخذ عن اهل العلم فيها وعمره ثلاث عشرة سنة ثم انه تتابعت رحلاته العلمية رحمه الله وقد احصى بعض بعض الباحثين المدد التي قضاها في السفر والترحال والعودة والسفر مرة اخرى لطلب العلم فبلغت ما يزيد على عشر سنوات ما بين ثنتي عشرة سنة الى ست عشرة سنة قضاها في حل وترحال في طلب العلم والاقاليم التي رحل اليها في الطلب لم تتجاوز الحجاز والعراق والاحساء وهي على وجه التفصيل مكة والمدينة والاحساء والبصرة والزبير بالعراق ويمكن على وجه الاحتمال واورد هذا بعض المؤرخين انه رحل ايضا الى بغداد والامر محتمل وقد استفاد رحمه الله من هذه الرحلة المتنوعة فوائد جمة منها انه جمع علوما الى العلوم التي كانت تدرس في نجد قد كانت شبه منحصرة في دراسة الفقه الحنبلي لكنه لما زار تلك البلدان وكانت اهلة باهل العلم استفاد علوما جما. علوم الالة استفاد علوم الحديث واستفاد علوم التفسير وما يلتحق بها كما انه اصبح اكثر عناية قضية التوحيد والعقيدة وقد كان معتنيا بها من قبل لكن زاد اهتمامه بذلك لما رحل تلك الرحلات والتقى ببعض العلماء السلفيين من اهل تلك الامصار واشهر من اخذ عنه الشيخ والده وعمه والشيخ عبد الله ابن ابراهيم ابن سيف النجدي المدني والشيخ محمد حياة ابن إبراهيم السندي المدني والشيخ المجموعي فالشيخ الدغساني من علماء الشام وقد التقاه في الحجاز وغيرهم من اهل العلم. الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف الاحسائي وغيرهم من اهل العلم الذين اخذ عنهم الشيخ محمد رحمه الله وغفر لنا وله الشيخ محمد رحمه الله كما اسلفت بارك الله في عمره ليس على احدى وتسعين سنة وعنايته بالعلم منذ صغره قبل العاشرة اتم حفظ كتاب الله يعني لك ان تتخيل انه عاش اكثر من ثمانين سنة في العلم والتعليم والدعوة والجهاد في سبيل الله عز وجل ولذلك حصل بسبب هذا الشيخ من الخير امر عظيم جدا والناس الف منهم كواحد وواحد كالالف ان امر عنه وترى كثيرا ولكن لا ترى احدا وقد ترى همة الالاف في رجلي وهذا حصل للشيخ رحمه الله وقد تميز رحمه الله بهمة عالية وصبر ومجاهدة وحرص عظيم على هداية الناس فقد ذكر المؤرخون انه لما حج دعا الله عز وجل عند الملتزم ان ينصر الله الاسلام به. وان يجعل له قبولا في الناس ونرجو ان الله عز وجل قد استجاب له دعاءه وقد حصل بدعوة الشيخ من الخير العظيم والتجديد لهذا الدين ما لا يخفى على كل منصف ولك ان تتخيل رجل واحد نشأ غريبا في فكره وما اليه حتى انه حورب اشد المحاربة ضرب واعتدي عليه وهدد بالقتل مرات وكانت الثمرة هذه الدعوة العظيمة التي نتفيأ ظلالها. نشأ بسبب دعوته دولة كاملة تدعو وتقوم على التوحيد ونفع الله بعلمه ودعوته وكتبه الجم الغفير من الناس من ذلك الوقت والى اليوم والى ما شاء الله وهذا فضل من الله عز وجل وهو سبحانه يؤتيه من يشاء لم يكن ولا شك الطريق مفروشا كما اسلفت بالورود للشيخ. كانت هناك عقبات عظيمة منها عقبات في طريق طلب العلم من ذلك انه لما كان راجعا من مكة الى المدينة لغرض الطلب وقد حج رحمه الله مرة او مرتين او ثلاث مرات على خلاف بين المؤرخين لكنها اكثر من مرة قطعا المقصود انه لما عاد من مكة او سافر من مكة الى المدينة ترصد له بعض الاعراض فضربوه واخذوا ما معه. وتعطل عن الرحلة الى الشام. كان ينوي الذهاب الى الشام فذهب الحاج الشامي وما استطاع ان يلحق بهم بسبب هذه الحادثة. وهذا فيه خير عظيم. فانه ارتحل الى حريم الى وبدأ دعوته لان والده قد حصلت له واقعة فانتقل من العيينة الى حريميا وصار قاضيا هناك فعاد الشيخ رحمه الله الى حريملاء وبدأ يدعو الى الله عز وجل لكن الانطلاقة الفعلية لدعوته انما بدأت بعد وفاة والده عن صلاة وخمسين ومئة بعد الالف بدأ رحمه الله ينشط في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى وينكر المنكرات العظيمة التي تقدح في التوحيد وحصل ان تسور عليه بعض اولئك الذين اذاهم ما يقوم به الشيخ رحمه الله من الدعوة للتوحيد تسوروا عليه وارادوا قتله وتنبه لذلك بعض جيرانه وصرخوا بهذا العدو حتى ذهب فادرك الشيخ رحمه الله انه في خطر فارتحل الى العيينة وفي بداية الامر رواه اميرها ابن معمر سانده وبدأ الشيخ يدعو الى الله ينكر المنكرات لا سيما ما يتعلق منها بجانب الاعتقاد وحصل بهذا خير عظيم الا ان هذا الامير قد تراجع عن موقفه بسبب انه قد حذره من ذلك وانذره حاكم الاحساء فخاف ان يقطع عنه ما كان يعطيه اياه من العطاء السنوي. فطلب من الشيخ ان يرحل. ودبر له مكيدة وذلك انه امر حارسا له ان يتبعه فاذا خرج الى الصحراء قتله وبهذا في زعمه تنتهي فتنة ابن عبد الوهاب فكان الشيخ رحمه الله يمشي على قدمه وهذا الحارس راكب خلفه لكن رحمة الله سبحانه بهذا الشيخ كانت اعظم فاصاب هذا الحارس رعب عظيم من الشيخ فما استطاع ان يمسه بسوء ورجع ونجى الله الشيخ ووصل الى الدرعية ونزل على احد الاشخاص هناك ثم سمع به اميرها الامام محمد ابن سعود رحمه الله. وحصل ما تعلمون من التقاء الامامين وحصول العهد والميثاق بينهما على الدعوة ونصرة التوحيد واثمر ذلك والفضل لله والمنة هذه الدعوة العظيمة وكان الشيخ رحمه الله في ذلك الوقت هو الآمر الناهي والامام محمد بن سعود هو المنفذ. الشيخ هو الذي يحكم ويأمر والامام محمد بن سعود هو الذي ينفذ وحصل من اقامة الحدود وازالة المنكرات والجهاد في سبيل الله ما هو معلوم ومدون في سيرة هذا الامام حتى اذا شعر الشيخ رحمه الله بان الامور قد استقرت القى بمقاليد الحكم الى الامام محمد ابن سعود وتفرغ هو للتعليم والعبادة. ولم تكن دعوة الشيخ رحمه الله بعد ان وصل الى حريملاء بل كانت قبل ذلك حتى وهو في طريق الطلب طلب العلم ما كان رحمه الله غافلا عن قضية الدعوة فما هي حال كثير من طلبة العلم اليوم بل كان رحمه الله يجمع بين العلم والعمل وهو يطلب العلم يدعو الى الله يأمر بالمعروف ينهى عن المنكر وقد حصلت له واقعة مشهورة وهو انه لما كان بالبصرة يطلب العلم كان ينكر ما يراه من مظاهر الشرك وتجمع عليه اهل البدع والخرافة وضربوه واخرجوه من البصرة في حر الظهيرة وكان يمشي رحمه الله وليس معه طعام ولا شراب تحت حر الشمس حتى انه اشرف على الهلاك تلقيه رجل من اهل الزبير على حمار له فسقاه وحمله معه الى مدينة الزبير. ونجاه الله عز وجل مقصود ان الشيخ رحمه الله كانت قضية الدعوة الى التوحيد قضية تشغل باله كان باذلا نفسه في سبيل الله وهكذا العلماء الصادقون سعيد بن المسيب رحمه الله ذكر في ترجمته انه كان يرى نفسه في ذات الله اهون من الذباب وذكر ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم عن بعض السلف انهم قالوا وددنا لو ان لحومنا قرضت بالمقاريض وان الناس ما عصوا الله عز وجل وكان عبد الملك ابن عمر ابن عبد العزيز رحمهما الله يقول لابيه وددت انه قد غلت بنا الخدور بي وبك وبك في سبيل الله عز وجل كان هناك حرص وكان هناك عناية عظيمة كان هناك بذل في سبيل الله سبحانه وتعالى. يحرص الواحد من هؤلاء الاعلام الاخيار اشد الحرص على ان يعصى على ان لا يعصى الله سبحانه وتعالى انه يعتقد ان الله عز وجل اهل ان يذكر فلا ينسى. وان يشكر فلا يكفر وان يضاعف لا يعصى فلله عز وجل في نفسه تعظيم. ان يرى المنكر وان يعصى وان يشرك به. وهو لا يحرك ساكنا فهذه دروس وعبر من حياة الشيخ رحمه الله ينبغي ان يقف عندها طالب العلم حينما يريد ان يدرس شيئا من علم هذا الامام اما عن فهذا الكتاب العظيم وهو كتاب التوحيد اسمه المختصر كتاب التوحيد واسمه التام كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد اما مكان تأليفه فقد اختلف المؤرخون واهل العلم في ذلك ذكر الشيخ حسين ابن غنام رحمه الله مؤرخ الدعوة واعظم من ارخ لتاريخ هذا الامام لانه من تلاميذ ايه ده ذكر في تاريخه ان الشيخ الفه بحريم لا لما رجع ورأي اخر ذكره الشيخ عبد الرحمن ابن حسن حفيد الامام ان الشيخ رحمه الله الفه لما كان يطلب العلم بالبصرة استفاده او جمعه من كتب الحديث التي كانت بمدارس البصرة. هكذا نص رحمه الله الذي يظهر والله اعلم ان ما ذكره الشيخ عبد الرحمن فيه زيادة علم وهذا الاقرب ان الشيخ رحمه الله بدأ تأليف الكتاب بالبصرة وجمعا بين هذا وما ذكره الشيخ ابن غنام يقال انه حرر الكتاب واستتم تأليفه في في حريملاء لما رجع عدة ابواب هذا الكتاب من اهل العلم من يقول انها ستة وستون بابا ومن اهل العلم من يقول انها سبعة وستون بابا والخلاف راجع الى المفتتح لهذا الكتاب هل هو باب او هو مجرد مقدمة؟ ان الشيخ قال كتاب التوحيد بسم الله الرحمن الرحيم كتاب التوحيد وقول الله عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. سرد في هذه القطعة خمس ايات وحديثا واثرا. ثم المسائل آآ ذكر اربعا وعشرين مسألة فهل اراد الشيخ بهذا؟ انه الباب الاول ولانه المقدمة اكتفى بالبسملة وانه كتاب الذي يعبر عن مضمون الكتاب او اراد انه مقدمة والابواب تبدأ من الباب الثاني الذي يليه الاظهر والله اعلم ان هذه المقدمة باب. لان الشيخ رحمه الله عاملها معاملة سائر الابواب. ذكر فيها المسائل كما ذكر في سائر الابواب. والامر في هذا يسير منهج الشيخ منهج الشيخ في كتاب التوحيد كتاب التوحيد كل من له ممارسة له يدرك انه كتاب بديع الوضع عظيم النفع ومنهج الشيخ رحمه الله فيه انه قسمه رحمه الله الى ابواب وهذه الابواب في الغالب الاعم كان يعتني فيها بتقديم الاعم على الاخص والاهم على المهم. هذا في الغالب والا فانه قد يخالف ذلك احيانا ضمن الشيخ رحمه الله هذه الابواب موضوع التوحيد وكان رحمه الله جامعا في هذا الكتاب لانواع التوحيد الثلاثة والربوبية والاسماء والصفات لكنه اقتضب كثيرا في الربوبية والاسماء والصفات وكان النصيب الاكبر من هذا الكتاب لتوحيد الوهية ويظهر ان سبب ذلك راجع الى امرين الامر الاول ان الحاجة امس الى توحيد الالوهية فان الخلل الذي حصل في الامة لا سيما في عصر الشيخ كان في جانب توحيد الالوهية اعظم والامر الثاني ان عناية اهل العلم بجانب توحيد الربوبية والالوهية كثيرة عناية اهل العلم بنوعي التوحيد الاخيرين الربوبية والاسماء والصفات كثيرة كثرت المؤلفات من قديم في الربوبية وفي توحيد الاسماء والصفات. اما الالوهية فانه قد اجمع علماء التوحيد انه لم يؤلف كتاب على منوال كتاب الشيخ من حيث الجمع وحسن والتقسيم آآ اقول لم يؤلف قبل كتاب الشيخ كتاب كان اه ما يتعلق بتوحيد العبادة في الكتب المصنفة منثورا في اعطاك كتب اهل العلم. اما ان يؤلف كتاب مفرد فيه جمع لجل مسائل الي توحيد العبادة مع تضمين ذلك الادلة والاثار هذا ما حصل قبل الشيخ يقول قائل آآ كلمة الاخلاص وتحقيق معناها لابن رجب قال هذا هذه الرسالة في جانب معين وفي جزئية معينة ولا يمكن ان تقارن بكتاب التوحيد انما قد يقال كتاب تجريد التوحيد المفيد للمقريزي. متوفى سنة خمس واربعين وثمانمئة لكن ايضا هذا الكتاب لا يمكن ان يقارن بكتاب التوحيد للشيخ محمد كتاب توحيد تجريد التوحيد لا شك ان فيه فوائد وفيه نفع وفيه كلام حسن عن التوحيد وعن ما يضاد التوحيد لكن لا يمكن ان يقارن بكتاب التوحيد من حيث المادة العلمية من حيث الجمع من حيث التقسيم هذا الكتاب حساب التجريد في الحقيقة ما هو الا اه مجموع من كلام ابن القيم وكان المقريزي رحمه الله يؤلف بين الكلام ويربط بينه والا هو فانه في جملته مأخوذ من كتب ابن القيم رحمه الله ينقلها بنصها ينقل الكلام بنصه رحمه الله. المقصود ان الكتاب كتاب آآ وحدة لم يسبق اليه ولم يلحق فيه البتة وهذه كما ذكرت كلمة اجماع بين علماء التوحيد الذين درسوا وعرفوا وكانوا ذو وكانوا اهل خبرة بهذا الكتاب العظيم هذا الكتاب جمع فيه الشيخ رحمه الله وهذه مادة الكتاب جمع فيه الايات والاحاديث وجملة من الاثار وشيئا من كلام اهل العلم المتألق بتوحيد العبادة من حيث بيان اهميته من حيث تفسيره وبيان معناه ومن حيث اه ذكر افراده وايضا من حيث ذكر ما يضاده او يقدح فيه وقد جمع فيه رحمه الله جملة من الايات وجملة من الاحاديث تبلغ الاحاديث في الكتاب خمسا وعشرين ومئة نصفها تقريبا من الصحيحين او احدهما هذا يدلك على عناية الشيخ رحمه الله باحاديث كتاب التوحيد الشيخ رحمه الله علامة المحدث وله عناية عظيمة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وله مجموع حديثي معروف عند اهل العلم جمع فيه احاديث الاحكام بوبها وبوبها على الابواب وهذا الكتاب من انفس الكتب ومن اوعدها لكتب لاحاديث الاحكام حتى انه يفوق في عدد احاديث حديثه ما في الملتقى من مجد ابن تيمية رحمه الله وهذا يدلك على عناية الشيخ رحمه الله اه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المقصود ان احاديث كتاب التوحيد نصفها تقريبا من الصحيحين وجلها لا تخرج عن الكتب الستة وهي في مجملها حديث صحيحة متفق على صحتها او احاديث صحيحة او حسنة وفي بعض تلك الاحاديث وهي قلة قليلة منها ما انتقد في اسناده ومن ذلك ما له شواهد آآ يتقوى بها هذا الحديث او ذاك حتى يصل الى درجة الاحتجاج ومنها ما هو ضعيف ولكن تشهد له قواعد الشرع ونصوصه. لكن لم يبني الشيخ بابا من ابواب التوحيد قط على حديث ضعيف كذلك نزه الشيخ كتابه عن حديث موضوع او حديث اتفق على ضعفه هذا غير موجود في كتاب التوحيد وما انتقد على الشيخ من الاحاديث التي فيها كلام فان الشيخ قد سبقه الى تصحيحها او تحسينها بعض اهل العلم ولا يوجد حديث اتفق على ضعفه في هذا الكتاب. وهذا ولا شك لا يقدح في امامة هذا الشيخ او تضلعه في علم الحديث. من الذي سلم؟ من النقد في احاديث اثبتها او احتج بها ايضا للشيخ رحمه الله في هذا الكتاب فقه نفيس جدا. ويظهر فقه الشيخ في هذا الكتاب من ثلاث جهات اولا في تبويبه لابواب الكتاب. في ظهر في هذا فقه نفيس للشيخ رحمه الله يذكر بفقه الامام البخاري فان فقهه في تبويبه وثانيا فيما يورده من نصوص رحمه الله فانه كان ينتقي فيما يورده مما هو ادل على المراد من غيره وامر ثالث يظهر به فقه الشيخ هو في المسائل التي كان يزيل بها الابواب فان في هذه المسائل فقها نفيسا وعظيما جدا. الشيخ رحمه الله ذكر ما يقرب من ست مئة اه من المسائل وهي على وجه التحديد جمعها او عدها بعض الباحثين خمس مئة واحدى وتسعين مسألة وهي من اعظم ما يكون من الفائدة ينبغي على طالب العلم ان يكون له عناية بها كان للشيخ ايضا آآ عناية بكلام اهل العلم ورأسهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد حل كتابه بجملة من الاثار عن الصحابة ثم عن التابعين وايضا من بعدهم من اهل العلم هذا الكتاب اثنى عليه اهل العلم ثناء عظيما. اجتمعت كلمتهم على ان الشيخ قد احسن فيه جاد وبلغ الغاية والمراد وانه لم ينسج على منواله. وانه لم يسبقه اليه سابق ولم يلحقه اليه لاحق وانه كتاب عظيم النفع بديع الوضع. اثنوا عليه كثيرا نثرا ونظما. وحثوا على حفظه والعناية بدراسته انه كتاب فريد في الحقيقة في بابه حتى قال حسان الدعوة الشيخ ابن سحمان رحمه الله قد الف الشيخ في التوحيد مختصرا يكفي اخا اللب ايظاحا وتبيانا. فيه البيان لتوحيد الاله بما قد يفعل المرء وقد يفعل المرء للطاعات ايمانا فاشدد يديك بهذا الاصل معتمدا. يورثك فيما سواه الله عرفانا اوجز الشيخ وقل جزى الله شيخ المسلمين بما اشاد للتوحيد اركانه رحمة الله على الشيخ وجزاه عنا خيرا. اما طبعا الكتاب فان الكتاب آآ طبعاته كثيرة يصعب في الحقيقة حصرها وتعدادها كما ان للعلماء في هذا الكتاب آآ او لهم على هذا الكتاب جهود عظيمة. شرح هذا الكتاب آآ شرح ان اه كثيرا مختلفا منه الشرح الموجز الذي آآ انما هو عبارة عن تعليقات ومنه شرح متوسط ومنه شرح آآ اه مبسوط وموسع اول الشروح المؤلفة على هذا الكتاب هو التيسير تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب حفيد الامام توفر سنة الف ومتين وثلاثة وثلاثين هذا الكتاب هو اهم شروح الكتاب. ومن اوسع هذه الشروح وادقها الشيخ سليمان رحمه الله امام فذ على علم عظيم بالتوحيد وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالرجال والعلل ولذلك كان ينبه تنبيهات مهمة لا سيما في مسألة الحديث فان الشيخ رحمه الله فيما يظهر قد كتب بعض الاحاديث من حفظه ولذلك حصل عنده رواية بالمعنى له. وقد يحصل وهم في العزم. وهو قليل. كان تتبعه وينبه عليه في ذلك جزاك الله خير الشيخ سليمان رحمه الله في التيسير توفي الشيخ رحمه الله قبل ان يتم الكتاب. انتهت المسودة التي وجدت للشيخ رحمه الله عند نهاية باب ما جاء في منكري القدر بقي عليه سبعة ابواب ثم آآ من حيث الترتيب يأتي بعد ذلك آآ شرح الشيخ عبد الوهاب عبد الهادي العجيلي المسمى بالتجريد. والشيخ عبد الهادي الهادي من علماء المنطقة الجنوبية في المملكة توسع توفي سنة مئتين وستين ومئتين والف واعتبر من حيث التاريخ الشارح الثاني من الشروح الموجودة والمطبوعة لكتاب التوحيد وفيه فوائد وعناية آآ لا سيما في باب اللغة وتحرير المعاني التي ارادها الشيخ في يلي ذلك كتاب فتح الحميد شرح كتاب التوحيد لعثمان ابن منصور التميمي. توفى سنة اثنتين ثمانين ومئتين والف وهذا الكتاب اوسع شروح كتاب التوحيد لكن لم يحفل به علماء التوحيد ولم يحصل له انتشار وما طبع الا حديثا عن رسالتين والكتاب مؤلفه معروف وله مواقف سلبية من دعوة الشيخ محمد رحمه الله وهذا الكتاب له فيه آآ اه كلام حسن تحذيرات جيدة وفيه ايضا سقطات وهفوات وقد حذر منه بعض ائمة التوحيد كالشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله فانه بين ان له في هذا الكتاب آآ سقطات لا يحصيها الا الله عز وجل من ذلك انه يورد احيانا في هذا الكتاب كلام اهل السنة وكلام المتكلمين. وربما يرجح خلاف مذهب اهل السنة والجماعة كما قد تجده في تحرير او في تفسير قول الله عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدوه له فيها كلام اه نقله عن بعظ المتكلمين خلاف مذهب اهل السنة والجماعة. ولو من هذا نظائر المقصود ان هذا الكتاب ليس من الكتب التي آآ قد حفل واهتم بها علماء التوحيد الشرح الذي يليه فتح المجيد للشيخ الامام المجدد الثاني حفيد المؤلف الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله وهذا الكتاب آآ يقابل كتابة تيسير. فاذا كان كتاب التيسير له الاولوية اوله الاولية والسبق فان لهذا الكتاب الشهرة والانتشار وهو اشهر شروق كتاب التوحيد والشيخ عبد الرحمن رحمه الله الفه بعد وفاة ابن عمه الشيخ سليمان ابن عبد الله وقد طال عمر الشيخ انه توفي سنة خمس وثمانين ومئتين والف وكتابه تهذيب للتيسير لكنه ضمنه فوائد اه حسنة وزوائد على ما في شرح الشيخ سليمان في التيسير وللشيخ عبد الرحمن ايضا اختصار للفتح وضمنه ايضا على اختصاره زوائد على فتح المجيد شرحه فتح المجيد وهذا اختصار وربما يسميها بعض اهل العلم حاشية على كتاب التوحيد. وهي المشهورة بقرة عيون الموحدين وقد سماها بهذا ابنه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن. لم يسميها بذلك الشيخ عبدالرحمن وانما تلميذه تلميذه الشيخ عبد اللطيف رحمهم الله رحمة واسعة وهي حاشية من انفس الحواشي على كتاب التوحيد ايضا من الشروح المهمة ابطال التنديد باختصار شرح كتاب التوحيد للشيخ حمد ابن عتيق رحمه الله والشيخ حمد رحمه الله من تلاميذ الشيخ عبد الرحمن توفي سنة الف وثلاث مئة اه سنة اه احدى وثلاث مئة والف وكتابه هذا من الشروح الحسنة اختصر فيه التيسير وزاد فيه زوائد نفيسة ايضا من الجهود على هذا الكتاب حاشية مختصرة ودقيقة جدا للشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وثلاث مئة والف سماها القول السديد آآ ظمنها رحمه الله غررا من القواعد والاصول والضوابط في باب التوحيد ولم يستوعب الكلام على كتاب كله لربما اغفل الكلام على بعض ابواب كتاب التوحيد ايضا من الشروح آآ والحواشي على هذا الكتاب حاشية نفيسة جدا وهي من اهم آآ الحواشي حاشية كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن ابن قاسم رحمه الله. توفى سنة الف وثلاث مئة واثنين وتسعين حاشيته هذه ضمنها مشروع ما في شرحي حفيديه الشيخ سليمان والشيخ عبد الرحمن ايضا ما اقتبسه من علم مشايخه شيخ عبد الله بن عبد اللطيف والشيخ سعد بن حمد بن عتيق ايضا الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمهم الله وغيرهم من اهل العلم. وذلك هذه الحاشية حاشية نفيسة جدا هناك اه شروح معاصرة وعناية اهل العلم بهذا الكتاب لم تزل ولله الحمد من اشهر تلك الشروح المعاصرة القول المفيد شرح الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله وهو شرح نفيس وفيه تحريرات نافعات كذلك اعانة المستفيد الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وكذلك التمهيد الشيخ صالح ال الشيخ وغيرهم من اهل العلم. المقصود ان الكتب والمؤلفات والحواشي والدراسات على هذا الكتاب كثيرة وهي مما يطلعك على اهمية هذا الكتاب وعلى عظيم النفع الذي حصل به وقد نفع الله عز وجل بهذا الكتاب وحصل به خير عظيم. ومما يستملح وآآ يحسن ان يذكر في هذا المقام قصة حكاها الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله وهي موجودة في فتاوى الشيخ الجزء الاول في صحيفة خمس وسبعين من فتاويه قصة حكاها الشيخ عن احد اهل العلم من اه اهل نجد واسمه عبدالرحمن البكري ذكر الشيخ انهم تلاميذ عمه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وهو انه كان يطلب العلم في نجد ثم رأى ان يدعو الى التوحيد في عمان. فذهب الى هناك وافتتح مدرسة يعلم وفيها التوحيد كما ان له تجارة كان اذا قل المال في يده اخذ تجارة او بضائع من بعض اهل تلك اه المناطق ورحل الى الهند لكي اه يحصل مالا ثم يعود وربما جلس نصف سنة هناك المقصود يقول كان بجوار الدكان الذي كان يتاجر فيه عالم هندي له تلاميذ. وكان كلما ختم الدرس دعا على محمد ابن عبد الوهاب فسبه ولعنه وهم يؤمنون يقول فاهم هذا الشيخ الشيخ عبدالرحمن البكري اهمه ذلك وكان هذا الشيخ يمر به اذا انتهى من الدرس. ويقول له انا اعرف العربية واحب ان اسمعها من اهلها يقول فكنت اضيفه واعطيه ماء باردا فاهتدى الى ان اخذ كتاب التوحيد وازال غلافه عنه حتى لا يعرف المؤلف ووضعه على رف عنده ثم لما جاءه هذا الشيخ استأذنه في ان يحضر له بطيخة فتركه ولما عاد اليه وجد ان هذا الشيخ قد مد يده الى هذا الكتاب واخذ ينظر فيه فلما رجع سأله قال لمن هذا الكتاب فان فيه نفس البخاري وصدق رحمه الله هذا الكتاب فيه شبه كبير ما بوبه البخاري رحمه الله في صحيحه المقصود ان الشيخ عبد الرحمن اظهر جهله بهذا المؤلف ودعاه الى ان يذهب الى احد الاشخاص اه يبدو انه من اهل التوحيد عنده مكتبة وذكر الشيخ محمد انهما ذهبا الى هذا الرجل واعطاه الكتاب وقال لمن هذا الكتاب؟ فان الشيخ يسأل عن مؤلفه. ففهم صاحب المكتبة الامر ودعا بمجموعة التوحيد وقارن بين الكتابين وقال هذا هو كتاب التوحيد للشيخ محمد ابن عبد الوهاب يقول الشيخ فصرخ الرجل مغضبا فقال محمد بن عبد الوهاب الكافر ثم انه آآ توقف وقفة وتأمل بشأنه ثم قال ان كان هذا الكتاب لمحمد ابن عبد الوهاب فقد ظلمناه وكان ان هدى الله هذا الشيخ الى دعوة التوحيد بعد ذلك واصبح كما يذكر الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله انه ويدعو للشيخ محمد بعد ان يفرغ من من درسه بعد ان كان يدعو على الشيخ وصار تلاميذ هذا الشيخ دعاة الى التوحيد في نواحي الهند وهذا من توفيق الله عز وجل وانعامه على هذا الامام وعلى دعوة التوحيد. لعلنا نكتفي بهذا القدر ولنا موعد ان شاء الله في الدرس القادم لنبدأ دراسة الباب الاول من ابواب هذا الكتاب وفقني الله واياكم وسدد خطاياه خطاكم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد