الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. وبعد وقد قال الامام المجدد الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في افتتاح كتابه الذي نحن بصدد مدارسته قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم كتاب التوحيد بدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة جريا على عادة اهل العلم في في افتتاح التصنيف بالبسملة قد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في اوائل فتح الباري وقد استقر عمل المصنفين على افتتاح كتب العلم بالبسملة وهذا عمل كثير من المتقدمين ربما اقول جميع المتأخرين كما تلاحظه في موطأ مالك ومصنف عبد الرزاق في صحيح البخاري مسند احمد وابي داود وغيرهم كثير من اهل العلم افتتحوا كتبهم المصنفة في العلم بالبسملة وهذا منهم تأثم بكتاب الله العزيز ثم بالسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه عليه الصلاة والسلام كان يفتتح رسائله بالبسملة كما ثبت هذا في الصحيحين من حديث ابن عباس عن ابي سفيان رضي الله عنهم في كتابه عليه الصلاة والسلام الى هرقل وكما ثبت في الصحيحين ايضا من حديث البراء في كتابتي العقد الذي كان يوم الحديبية فدل هذا على ان الامور المهمة كالعقود تفتتح بالبسملة ايضا كما ثبت في البخاري وغيره ان ابا بكر رضي الله عنه ارسل او بعث انسا الى البحرين بعث معه كتاب الصدقات وافتتحه بالبسملة دل هذا ايضا على ان كتب العلم تفتتح بالبسملة وقد يقال ايضا ان هذا من سنة الانبياء فسليمان عليه الصلاة والسلام افتتح كتابه الى بلقيس بالبسملة. انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم. الا تعلوا علي المقصود ان المؤلف رحمه الله افتتح كتابه بما جرى عليه اهل العلم وللاسباب التي ذكرت البسملة بسم الله الرحمن الرحيم اتفق اهل العلم على ان الجارة والمجرورة ها هنا بسم الله متعلق بمحذوف واختلفوا اختلافا طويلا في هذا المحذوف فهو اسم او فعل وهل هو متقدم او متأخر خلاف طويل في هذا الباب والامر فيه قريب وبالاسم والفعل جاء كتاب الله عز وجل فقال الله سبحانه اقرأ باسم ربك وقال سبحانه بسم الله نجريها واكثر المتأخرين ولعله الاقرب والله اعلم انه يقدر المحذوف فعلا خاص متأخرا اما كونه فعلا فلان الاصل في العمل للافعال واما كونه خاصا وليس كما يقول بعض اهل العلم بسم الله ابتدأ الاولى ان يكون فعلا خاصا. بسم الله اقرأ. بسم الله اكل. بسم الله اشرب ونبه على لطيفة هنا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهي ان هذا المستعين وهذا الذاكر اسم الله يتبرك بسم الله في عمله كله لا لا في ابتداء الفعل فقط لاحظت معي؟ حينما تقول بسم الله اكل يعني استعين بالله واتبرك باسمه في اكلي كله وليس في الابتداء فقط واما كونه متأخرا فقد ذكر كثير من اهل العلم ان في هذا مراعاة للادب مع الله عز وجل لا سيما والانسان راغب اليه جل وعلا ان يعينه وان يبارك له في فعله تناسب ان يكون التقديم له والباؤها هنا اختلف فيها فقيل هي للمصاحبة فقيل هي للاستعانة وقيل غير ذلك والاقرب انها للاستعانة وعليه فيكون التقدير في كلام المؤلف بسم الله اؤلف هذا الكتاب حال كوني مستعينا به متبركا بذكر اسمه وها هنا قد يقول قائل بدأ المؤلف رحمه الله بالبسملة واخلى كتابه من امرين جرت عادة المؤلفين على ذكرهما اما الامر الاول فهو الحنبلة والصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم واما الامر الثاني فهو المقدمة التي تبين موضوع الكتاب والمقصود من تأليفه اما عن الحنبلة فان الجواب عن ذلك ان يقال قد يكون مراد المؤلف موافقة ما جرى عليه كثير من المتقدمين كما اسلفت وهو انهم يفتتحون بالبسملة فقط نعم قلة من المتأخرين اه عفوا قلة من المتقدمين وجل المتأخرين على ذكر الحندلة والصلاة والسلام على رسول لله صلى الله عليه وسلم ومن المتقدمين من فعل هذا كمسلم رحمه الله لا سيما وانه قد جعل خطبة لكتابه لكن يقال قد يكون مراد المؤلف موافقة ما عليه المتقدمون لا سيما والمؤلف رحمه الله متابع في كثير من خصائص هذا الكتاب للامام البخاري رحمه الله في صحيحه والبخاري رحمه الله انما افتتح كتابه بالبسملة دون الحندلة والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الجواب وجواب ثان ان يقال ان المؤلف رحمه الله وهكذا من تقدم اجروا هذه الكتب مجرى الرسائل التي تفتتح بالبسملة وليس مجرى الخطب التي يناسبها الحنبلة فكأنه رسالة يكتبها الشيخ لاهل العلم والمسلمين لكي ينتفعوا بها وجواب ثالث ان يقال ان المقصود هو ذكر الله عز وجل سواء بسملة او حمد الله او صلى على النبي صلى الله عليه وسلم المقصود ان يذكر الله تحصل البركة بذلك وهذا قد حصل بالبسملة لا سيما وهي مشتملة على ثناء بليغ على الله عز وجل وجواب رابع ان يقال لعل المؤلف رحمه الله حمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم بلسانه ولا يلزم ان يذكر هذا بقلمه وجواب خامس ان يقال انه قد جاء في بعض النسخ نسخ كتاب التوحيد آآ ان المؤلف افتتح بعد قوله بسم الله الرحمن الرحيم بقوله الحمد لله والصلاة والسلام على محمد او قال واصلي واسلم على محمد واله وصحبه وذكر هذا الشيخ عبدالرحمن ابن حسن في فتح المجيد قال وقد وقع لي نسخة بخط المؤلف فيها كذا وكذا وهي التي اعتمدها في فتح المجيد فانه ذكر اه هذه النسخة التي فيها البسملة والحمدلة الى اخره واما طبعا هذه الاجوبة قد اجاب بها ايضا ابن حجر رحمه الله في الفتح جل هذه الاجوبة اجاب بها ابن حجر رحمه الله عن عدم افتتاح البخاري رحمه الله في صحيحه بالحمدلة والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اما المقدمة وهو كونه جعل الكتاب خاليا من ذكر المقدمة كما هي عادة اهل العلم فان الجواب عن هذا ان يقال ان الغرض من المقدمة هو بيان حد الكتاب وبيان الغرض من تأليفه وهذا قد حصل بقوله كتاب التوحيد فكل من يقرأ هذه الكلمة كتاب التوحيد فانه يعلم موضوع الكتاب وانه مختص ببيان متعلقات التوحيد وبيان حده وانواعه ومكملاته وما يقدح فيه الى اخره فاستغنى بهذا رحمه الله تغليبا لجانب الايجاز على جانب الاطلاق واجاب بعض اهل العلم بجواب ثان وهو انه رحمه الله انما اراد الا يتقدم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا سيما والكتاب كتاب توحيد فمن تعظيم الله ومراعاة الادب معهم ومع رسوله عليه الصلاة والسلام ان يجعل الافتتاح بكلام الله كما فعل قال كتاب التوحيد ثم عقب على هذا بقوله وقول الله تعالى وقضى ربك وذكر خمسة ايات وذكر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر اثره وهذا الجواب لطيف اجاب به بعض اهل العلم عن صنيع الامام البخاري رحمه الله في كونه لم يجعل آآ حنبلة لكتابه الصحيح وان كان الحافظ رحمه الله قد تعقب ذلك ونظر فيه كما تجده في اول الفتح قال المؤلف رحمه الله كتاب التوحيد كتاب خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا كتاب التوحيد والكتاب مصدر كتب يكتب وهذه المادة يدور معناها على الجمع ومنه قول العرب تكتب بنو فلان اذا اجتمعوا ومنه الكتابة لان فيها اجتماع الحروف والكلمات والمقصود ان الكتاب الذي هو على زنة سعال بمعنى مفعول يعني كتاب مكتوب بساط مبسوط فراش مفروش انه مكتوب فيه التوحيد وبيانه وما يتعلق به وما يتعلق بظده هذا مراده رحمه الله بقوله كتاب واما التوحيد فانه مصدر وحد يوحد وهذه المادة مدارها على الوحدة والانفراد التوحيد مدار هذه المادة على الوحدة والانفراد والمقصود بالتوحيد من جهة اللغة جعلك الشيء واحدا او حكمك على الشيء بانه واحد او نسبة الشيء الى الوحدانية بكل عبر اهل العلم وبعضهم آآ ذكر انه لا يصلح ان يقال في التوحيد اذا نسب الى الله عز وجل جعلك الشيء واحدا كما ذكر هذا السفاريني باللوامع فانه ذكر ان هذا لا يصلح لان الله عز وجل واحد بالذات لا بجعل العباد له واحدة وما ذكره رحمه الله ليس بوجيه لان الجعل يأتي ويراد به الخلق والتصوير الذي جعل لكم الارض فراشة ويأتي كما يقول الراغب الاصفهاني في المفردات ب الحكم بالشيء على الشيء تأتي جعل بمعنى الحكم بالشيء على الشيء وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناث الذين جعلوا القرآن عضين وليس المقصودون انهم صيروهم او خلقوهم وانما المقصود انهم حكموا على الملائكة بانهم اناث الى اخره اما التوحيد في الشرع فانه افراد الله عز وجل بالربوبية والالوهية والاسماء والصفات افراد الله عز وجل بالربوبية والالوهية والاسماء والصفات وعبر شيخ الاسلام رحمه الله في موضع في الفتاوى بعبارة لطيفة فقال هو الا يشركه شيء من الاشياء فيما هو من خصائصه الا يشركه شيء من الاشياء فيما هو من خصائصه وهذا اللفظ التوحيد قد جاء في النصوص في احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواظع ومن ذلك ما خرجه الامام احمد من حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمرو بن العاص اما ابوك فلو كان اقر بالتوحيد وتصدقت عنه وصمت عنه نفعه ذلك وهذا الحديث حسنه الشيخ ناصر رحمه الله وصححه شيخ احمد شاكر ومن المواضع ايضا ما خرجه الترمذي من قوله صلى الله عليه وسلم يدخل قوم من اهل التوحيد النار نسأل الله العافية من اهل التوحيد ويدخلون النار هذا يدلك على خطر المعاصي يدخل قوم من اهل التوحيد النار ثم تدركهم الرحمة فيخرجون ويلقون على ابواب الجنة فيفيض عليهم اهل الجنة الماء. الحديث ومن ذلك ايضا ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر بني الاسلام على خمس جاء في رواية عند البخاري على ان يوحد الله كذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس في بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا الى اليمن جاء في رواية عند مسلم قوله صلى الله عليه وسلم انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه فليكن اول ما تدعوهم الى ان يوحدوا الله ومن ذلك ايضا ما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر في قصة حجة النبي صلى الله عليه وسلم قال فاهل النبي صلى الله عليه وسلم بالتوحيد. لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك وايضا جاء من حديث جابر عند ابي داوود ان النبي صلى الله عليه وسلم لما طاف واتى المقام وقالت من مقام إبراهيم مصلى يقول جابر فقرأ بالتوحيد وقل يا ايها الكافرون. اراد بذلك سورة الاخلاص وايضا من المواضع ما ثبت عند ابن ماجة من حديث ابي هريرة ومن حديث عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا اراد ان يضحي اشترى كبشين عظيمين فذبح احدهم لهما عمن شهد لله بالتوحيد ولنبيه بالبلاغة ممن لم يضحي وذبح الاخر عن محمد وال محمد صلى الله عليه وسلم المقصود ان هذه جملة من المواضع التي جاء فيها لفظ التوحيد ذكرتها لانه قد يقول بعض الجهال وقد قيل ان هذا اللفظ لفظ محدث غير مأثور وهذا دليل على جهل قائله هذا التوحيد قد دل استقراؤه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم انه ينقسم الى قسمين الى توحيد المعرفة والاثبات والى توحيد القصد والطلب هكذا ذكر كثير من اهل العلم. وبعضهم عبر كابن القيم في المدارج وفي اجتماع الجيوش الاسلامية وفي غيرهما عبر بالتوحيد العلمي الخبري الاعتقادي والتوحيد القصد العمل الطلبي الارادي وبعضهم عبر بتعبير ثالث وهو التوحيد العلمي والتوحيد العملي وكل هذه المسميات اه وكل هذه المصطلحات تعود على معنى واحد ومن اهل العلم من جعل القسمة ثلاثية فقال توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات والتقسيمان بمعنى واحد متفقان توحيد المعرفة والاثبات هو توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات وتوحيد القصد والطلب هو توحيد الالوهية وهنا يحصل ان يشار الى ان بعض اهل البدع لم يزالوا يثيرون قضية وهي ان هذا التقسيم تقسيم محدث مبتدع تدع من ابن تيمية وتابعه عليه من بعده الى محمد ابن عبد الوهاب والى تلاميذه من هم على مدرسته الا اليوم وهذا الانكار دال على جهل قائلة وقد نوقشت هذه المسألة من عدد من اهل العلم وانا اذكر فيها قولا مختصرا لعله يكفي في الرد على هؤلاء يقال لهذا المنكر انت بين امرين اما ان تقول انه لا يوجد شيء اسمه توحيد الله بالربوبية وتوحيده بالالوهية مثلا يعني ليس هناك شيء اسمه ان تفرد الله بالربوبية وان تفرده بالالوهية وقائل ذلك اما لا عقل له ولا يدري ما يخرج من رأسه او انه ملحد كافر لا يثبت انفرادا لله عز وجل بالخلق والملك والتدبير ولا يؤمن باستحقاق الله عز وجل بالعبادة ولا يؤديها له وهذا لا كلام لنا معه او هو قائل انه لا فرق بين التوحيدين توحيد الربوبية مثلا هو توحيد الالوهية والتفريق باطل اذا هو يناقش في التفريق وان هذا شيء وهذا شيء ومثل هذا يقال له ماذا تقول في رجل يؤمن بان الله عز وجل وحده هو الخالق الرازق المدبر لكنه يسجد للاصنام ويتعبد لها ان قلت هو مسلم فقد خالفت اجماع المسلمين بل قد كفرت بالله وان قلت هو مشرك فيقال له ماذا تسمي اعتقاده بان الله وحده الخالق الرازق المدبر ان قلت اسميه توحيدا فيقال لك ومن اين اذا جاءه الشرك وقد جاء بالتوحيد ان قلت مشرك يقال لك ماذا تسمي هذا الاعتقاد ان قلت اسميه توحيدا يقال كيف تصفه بالشرك وقد جاء بالتوحيد وان قلت هو جاء بجزء من التوحيد وخالف في جزء اخر فيقال قد فرقت وهدمت قولك ونحن لا ننازعك في الفاظ سمي هذين النوعين جزئين او سميهما ما شئت فالنزاع لك ليست الالفاظ وانما في المعاني فانت قد قلت بالتفريق بين هذين الامرين ولا بد آآ ويقال له ثانيا ان عدم تفريقك بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية جهل منك بلغة العرب وبكتاب الله عز وجل اما من جهة اللغة ما ادري صاحب الجوال هذا يغلقه اما جهلك باللغة فان كلمة رب وكلمة اله مختلفتان مبنى ومعنى اما المبنى فان اله الذي تنسب اليه الالوهية شعال بمعنى مفعول كتاب بمعنى مكتوب بساط بمعنى مبسوط. فراش بمعنى مفروش فاله اذا على زنة ماذا اسم المفعول واما رب فاصلها راب وهي على زنة اسم الفاعل ويا جهل من لا يفرق بين اسم المفعول واسم الفاعل واما من جهة المعنى فان الالوهية التي هي المصدر اله يأله الهة والوهية ليست هي الربوبية الالوهية فالالوهية بمعنى العبادة والتذلل باتفاق اهل اللغة اله يأله اذا ذل وتعبد واما الربوبية فان الرب هو المالك السيد كما جاء في الحديث في ضالة الابل حتى يلقاها ربها ان تلد الامة ربتها فاين معنى المعبود من معنى المالك السيد فكيف يجعلهما كلمتين في معنا واحد هذا جهل منه باللغة واما الجهل بكتاب الله فانه يلزم منه ان قول المسلم الله رب الناس والله اه ان الله رب الناس وان الله اله الناس شيء واحد لا فرق بينهما وهذا جهل بكتاب الله لان الله عز وجل قال قل اعوذ برب الناس ملك الناس ماذا؟ اله الناس وعلى قولك يكون هذا تكرارا لا فائدة منه اليس كذلك؟ وكلام الله ينزه ينزه عن التكرار الذي لا فائدة فيه كما ان في قولك نفيا لبلاغة القرآن لان قولك يقتضي انه يمكن ان يكون معنى السورة يمكن ان تقول قل اعوذ برب الناس ملك الناس رب الناس وهذه آآ لغة لا يقع فيها ابلد الناس فكيف بافصح الكلام وابلغه؟ وهو كلام الله عز وجل اتضح بهذا ان التسوية بين الربوبية والالوهية جهل من قائلها وخطأ عظيم ويقال ايضا في الرد على هذا الشخص اذا قال وما اكثر ما قالوا يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقول لاصحابه اعلموا ان قيد ثلاثة اقسام هكذا يقولون ويقال في الرد عليهم وكذلك لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لاصحابه اعلموا ان التوحيد نوع واحد وانه ولا فرق بين الربوبية والالوهية هذا جواب متجه ولا لا؟ جواب متجه وكل جواب لهم على ما اوردناه هو جوابنا عليهم في قولهم ويقال ثانيا ومن قال لك ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ذلك نعم لم يقله بهذا اللفظ لكنه قاله بالمعنى والعبرة انما هي بالحقائق والمعاني لا بالالفاظ والمباني وادلتنا على ذلك لا تحصى ويقال ثالثا ان قولك يقتضي ان جميع التقسيمات الاستقرائية الشرعية غلط وباطل وضلال وبالتالي فكتب الفقه كتب الاعتقاد وغيرها من كتب العلم التي تقصح بالتقسيمات الشرعية الاستقرائية كلها غلط وانحراف وظلال لانها جميعا لم يأت فيها حديث واحد يقسم فيها النبي صلى الله عليه وسلم المسألة الى اقسام او يعدد شروطا او يذكر اركانا الى غير ذلك فكما تقول ها هنا قل هناك ويقال رابعا ان هذا النقد المتوجه من هذا الانسان في قضية التقسيم الاستقرائي دليل على قلة علم هذا القائد وذلك ان الاستقراء ليس مثبتا شيئا جديدا حتى يقال ما الدليل عليه؟ وهل قال هذا النبي صلى الله الله عليه وسلم ومن سبق هذا من اهل العلم. هذا لا يقال لان الاستقراء لا يثبت شيئا جديدا. وانما يبرز شيئا موجودا الاستقراء لا يوجد شيئا جديدا وانما يبرز شيئا موجودا. وبالتالي سؤال ينبغي ان يكون هل هذا الاستقراء صحيح؟ هل دلت الادلة على مضمون ما ذكر ام لا اما ان يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم نص على هذا او لم ينص عليه وهل سبق الى هذا سابق او لم يسبق؟ هذا في الحقيقة وارد هذا لا يتجه ولا يوجه هذا السؤال في قضية استقرائية شرعية اتضح اذا بهذا الجواب المختصر ان هذا المنكر آآ لا يعرف حقائق ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم او انه معاند مكابر نعود الى اقسام التوحيد فما اسلفت آآ ينقسم التوحيد الى تقسيم ثنائي او تقسيم ثلاثي اما توحيد الالوهية فانه سيأتي البحث فيه ان شاء الله تفصيلا جل كتاب التوحيد انما تناول هذا النوع وتوحيد الاسماء والصفات الذي يعنى به الايمان بما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل هذا النوع سيأتي عنه طرف من الكلام ان شاء الله في باب مستقل وتوحيد الالوهية كما اسلفت التي او الذي يراد به افراد الله بالعبادة سيأتي عنه بحث تفصيلي ان شاء الله اما توحيد الربوبية فانه يعرف بانه افراد الله افعاله وبعض اهل العلم يعبر بعبارة اخرى فيقول افراد الله بالملك والخلق والرزق والتدبير وهذه الامور هي اصول افعال الله عز وجل وهذا النوع من التوحيد قد دل عليه الفطرة والعقل والنقل والحس وهو اول الانواع التي تصل الى القلوب فاول ما يقع في القلب افراد الله عز وجل بالربوبية وانه الخالق المحيي المميت المعطي المانع المدبر وحده لا شريك له ثم يرتقي بعد ذلك الى توحيد الالوهية فيتوجه بقصده وطلبه تذلله وعبادته لله عز وجل. ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله فباب توحيد الالوهية توحيد الربوبية الباب الذي يولد منه او من الابواب التي يولج منها الى توحيد الالوهية توحيد الربوبية هذا النوع كما قال الامام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله مبينا اهميته قال واما توحيد الربوبية فهو الاصل ولا يغلق بالالوهية الا من لم يعطه حقه ولا يغلط في الالوهية الا لمن لم يعطه حقه والا فان من تحقق بتوحيد الربوبية على وجه الكمال فانه فيعظم الله وحده وسيتوجه له بالقصد والعبادة ولن ينصرف في هذا الى غيره هذا التوحيد قد اقر به المشركون على وجه الاجمال لا على وجه الدقة والتفصيل والكمال وهذا موضع مهم تنبه له اقول هذا النوع قد دلت الادلة والواقع على ان المشركين قد اقروا به على وجه الاجمال لا على وجه الدقة والتفصيل والكمال ودل على اقرارهم به جملة انواع من النصوص منها تصريحهم بان الله هو الخالق الرازق المدبر وحده ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ونوع ثان من الادلة وهو كونهم في الشدائد يلجأون الى الله عز وجل وحدة فهذا دليل على انهم يعتقدون ان مصاريف الامور بيد الله عز وجل قال الله سبحانه فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ونوع ثابت من الادلة وهي الادلة التي تدل على ان المشركين انما كانوا يتوجهون بالعبادة لالهتهم لاعتقادهم انها تقربهم الى الله وانها شافعة لها شافعة لهم عند الله عز وجل. ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى وما كانوا يعتقدون انها هي التي تخلق وهي التي تحيي وهي التي تميت ونوع رابع من الادلة وهو قوله سبحانه وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما فيما خرجه ابن جرير في تفسيره قال رضي الله عنه من ايمانهم اذا قيل لهم من خلق السماوات ومن خلق الارض قالوا الله وهم يشركون ومن انواع تلك الادلة وهو النوع الخامس ان الناظر في كتاب الله يجد انه قد جاء فيه الامر بعبادة الله عز وجل. يا ايها الناس اعبدوا ربكم. ولم يأتي فيه يا ايها الناس وحدوا الله في ربوبيته. او اعتقدوا ان الله هو الذي يحيي ويميت وحده. فدل هذا على ان هذا الامر محل تسليم واقرار من المشركين هذه جملة من الادلة التي تدل على موقف المشركين من توحيد الربوبية وكما اسلفت لا يظن انهم مؤمنون بهذا التوحيد كما عليه اهل الاسلام ليس المراد ذلك انما هم في الجملة مقرون بهذا التوحيد. والا فهم كما يقول شيخ الاسلام رحمه الله في موضع مشركون في بعض الربوبية. يعني عندهم خلل في بعض تفاصيل الربوبية. من ذلك مثلا انهم يعتقدون ان ثمة تصرفا الالهة. ان نقول الا اعتراك بعض الهتنا بسوء ومن ذلك ايضا انهم كانوا يسقون بالازلام و هذا منهم صرف نوع من انواع التصرف في هذا الكون لغير الله عز وجل. ايضا انحرافهم في باب القدر لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء لا شك انه خلل منهم في توحيد الربوبية فان باب القدر كما هو معلوم فرع من فروع الربوبية هذه الاوجه تدلك على انهم لم يكونوا مقرين على وجه الكمال بتوحيد الربوبية. لكن القدر الذي اقروا به وهو انهم يقرون بالاجمال بربوبية الله عز وجل وانفراده بذلك لا سيما في اصول الربوبية كالخلق والرزق والاحياء والاماتة الى اخره هذا كاف في الزامهم بتوحيد الالوهية وهكذا كانت طريقة القرآن طريقة القرآن في عرض توحيد الربوبية هي انه يجعل توحيد الربوبية دليلا على توحيد الالوهية. وهذا له نظائر آآ كثيرة في كتاب الله عز وجل كقوله تعالى ان الهكم لواحد رب السماوات والارض وما بينهما ورب المشارق. لما كان الاله واحد؟ الجواب لانه رب السماوات والارض وما بينهما ورب المشارق ومن ذلك ايضا قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم لما؟ كان هناك التفاتا وسؤالا لم الجواب ان العلة في ذلك انه الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ثم قال في ختام السياق فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اذا الادلة كثيرة في كتاب الله دليل دالة على ان توحيد الربوبية دليل على توحيد الالوهية وهذه مسألة ينبغي ان يتنبه اليها طالب العلم. وهي ان القبوريين المشركين حريصون على ان ينفوا عن المشركين اقرارهم بتوحيد الربوبية وان شركهم يعني يريدون ان يثبتوا ان شركهم انما تعلق بماذا؟ بتوحيد ربوبية ولم هذا؟ حتى لا يقال لهم ان النصوص المتعلقة بالتوحيد وان النبي صلى الله عليه وسلم انما جاء اول ما جاء وفي اهم ما جاء به لتقرير توحيد الالوهية ولذلك يريدون ان يصرفوا النصوص المتعلقة باثبات الشرك لمن دعا غير الله من توجه بالعبادة لغير الله يصرفونها الى اعتقاد الاشراك مع الله في الربوبية. وان صرف العبادة وحده لغير الله ليس شركا. هذا الذي يريدون الوصول اليه ولذلك يركزون كثيرا على ان ان المشركين لم يكونوا مقرين بماذا؟ بتوحيد الربوبية. اتضح لكم المقام وهذه قضية ينبغي ان تتنبه لها وان تعرف آآ ان النصوص متكاثرة انما تحصى بنوع صعوبة التي تدل على ان المشركين مقرون بتوحيد الربوبية ولذلك كان الذي يوجه اليه من الامر انما تعلق بالعبادة ليس بتوحيد الربوبية وانه جعل اقرارهم بتوحيد الربوبية دليلا عليه في ماذا؟ في اشراكهم في توحيد الالوهية. على كل حال هذا المقام بما يتعلق في موقف المشركين يحتاج الى تفصيل ولعله يأتي له آآ موضع قادم ان شاء الله. المقصود ان النصوص قد دلت على ان التوحيد ينقسم الى هذين القسمين المعرفة والاثبات والقصد والطلب او الى التقسيم الثلاثي الذي اسلفت وهذه الادلة جاءت على نوعين جاءت اثبات كل نوع على حدة. فادلة دلت على انفراد الله بالربوبية. وادلة دلت على انفراد الله الالوهية وادلة دلت على انفراد الله بالاسماء والصفات. وجاءت ادلة بجمع هذه الانواع في سياق واحد رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سنيا؟ انواع التوحيد الثلاثة في هذه في هذا السياق كذلك في قول الله جل وعلا يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الى ان قال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون بل في فاتحة القرآن وفي خاتم القرآن وهو سورة الناس ما يشير الى هذا التقسيم اذا الادلة في هذا الموضوع متكاثرة وفي الجملة توحيد المعرفة والاثبات وتوحيد القصد والطلب العلاقة بينهما ان توحيد المعرفة والاثبات يلزم منه توحيد القصد والطلاق وتوحيد القصد والطلب يتضمن توحيد المعرفة والاثبات اذا توحيد المعرفة والاثبات يلزم منه توحيد القصد والطلب فمن اقر بانفراد الله عز وجل في الربوبية فانه يلزمه ان يفرد الله عز وجل بالالوهية ومن افرد الله عز وجل بالالوهية فان ذلك منه يقتضي انه قد افرد الله عز وجل في الربوبية لعلنا نكتفي بهذا القدر يتمم ان شاء الله اه او يبتدأ الكلام عن الباب الاول بهذا الكتاب العظيم من الدرس القادم. والله عز وجل اعلم وصلى الله على محمد واله وصحبه