الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد فان الامام المجدد رحمه الله بعد ان عقد الباب الاول في بيان حقيقة التوحيد وبيان اهميته ووجوبه كأن النفوس تشوفت الى معرفة فضل هذا التوحيد فعقد لاجل ذلك الامام رحمه الله هذا الباب فقال باب او باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب وجاء في نسخة اعتمدها صاحب الفتح باب بيان فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب ومن طريقة اهل العلم انهم يقسمون كتب العلم المصنفة الى ابواب والى فصول وذلك لانه يسهل به الوصول الى مظان المسألة كما ان في ذلك تنشيطا للنفوس والباب في اللغة هو الموصل الى المقصود والمقصود به في اصطلاح المصنفين هو جملة من العلم تشتمل على فصول ومسائل غالبا قال المؤلف رحمه الله باب فضل التوحيد باب او باب مرفوعة هذه الكلمة مرفوعة على انها خبر لمبتدأ محذوف هذا باب فضل التوحيد وان شئت فقل مرفوعة على انها مبتدأ بخبر محذوف باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب هذا فضل التوحيد شيء عظيم التوحيد احسن الحسنات واكملها وارفعها واعظمها وهو اساس دعوة المرسلين واكمل ما فيها بل ليس في دعوات المرسلين ولا في كتب رب العالمين شيء اعظم من التوحيد وفضائل التوحيد مما يتعذر على الطالب ان يحصيها فقد ذكر المؤلف رحمه الله في هذا الباب جملة من النصوص التي تبين فضل التوحيد ومن فضل التوحيد انه يكفر الذنوب. قال رحمه الله باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب وما ها هنا قيل انها موصولة يعني والذي يكفر من الذنوب. وقيل انها مصدرية وتكفيره باب فضل التوحيد وتكسيره الذنوب. وهذا اولى دفعا للايهام بان من الذنوب ما لا يكفره التوحيد هذا اذا جعلناها موصولة فالاولى ان نجعلها مصدرية. باب فضل التوحيد وتكفيره الذنوب. وعليه فيكون العطف بالواو ها هنا. من باب عطف الخاص بعد العام يعني من فضل التوحيد انه ماذا تكفر الذنوب نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين والمسلمين. قال الشيخ الاسلامي محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى. باب فضل التوحيد وما من الذنوب وقول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون احسنت بدأ المؤلف رحمه الله هذا الباب بذكر هذه الاية وهي في معرض محاجة ابراهيم عليه السلام لقومه يقول الله عز وجل الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اللبس هو الخلق والظلم وضع الشيء في غير موضعه والاصل ان الظلم يشمل اصناف المحرمات جميعا فيشمل الشرك كبيره وصغيره ويشمل الذنوب كبيرها وصغيرها وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن مسعود في الصحيحين الظلم ها هنا بالشرك فان هذه الاية لما لما نزلت شق ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله اينا لم يظلم نفسه تلاحظ هنا انهم حملوا الظلم على ماذا على العموم في سائر اجناس الظلم. فمن الذي سلم من ظلم نفسه بالمعاصي؟ فبين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقال ليس الذي تذهبون اليه الم تسمعوا الى قول العبد الصالح الشرك لظلم عظيم ففسر هذه الاية اعني فسر الظلم في هذه الاية النبي صلى الله عليه وسلم بانه الشرك وهل هذا يعني ان من سلم من الشرك ولكنه اقترف الذنوب والمعاصي فانه يحصل له الامن والاهتداء الجواب ان المقام فيه تفصيف فان النبي صلى الله عليه وسلم انما اراد ان يبين ان الاهتداء التامة والامن التام ينتفي مطلقا عن من لم يحصل الايمان ولم يرد ان من وقع منه ظلم لنفسه لم يفته شيء من الامن والاهتداء بعبارة اخرى هذه الاية مع تفسير النبي صلى الله عليه وسلم دلت على ان الامن التام والاهتداء التام انما يكون لمن كمل في ايمانه ولا يمنع هذا ان يكون من اقترف شيئا من الظلم بمعنى حصل له مطلق الظلم انه يحصل انه يزول عنه شيء من الاهتداء ومن الامن. وعليه آآ اراد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ان يدفع توهم ان العاصي قد ذهب عنه جنس الاهتداء والامن فلا يكون له اهتداء وامن ابدا مطلقا. لم يعني اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يدفع هذا التوهم ولا يمنع هذا ان يكون الامن والاهتداء في حق العاصي ناقصا فمن عنده مطلق الايمان بمعنى ان عنده شيئا ان عنده آآ شيء ان عنده من الظلم لنفسه بالمعاصي انه يزول عنه شيء من الاهتداء والامن فيكون له مطلق الامن والاهتداء والخلاصة ان الامن التام والاهتداء التام يكون لصاحب الايمان المطلق وان مطلق الامن ومطلق الاهتداء يكون لمن معه مطلق الامن الامن والاهتداء فسر من بعض اهل العلم بانه الاهتداء في الدنيا والامن في الاخرة والاقرب والله تعالى اعلم انه يعم الدنيا والاخرة. فالامن في الدنيا وفي الاخرة والاهتداء في الدنيا وفي الاخرة في الدنيا يأمل الانسان بانواع الامن ويأمن في الاخرة من الفزع ويهتدي في الدنيا الى الحق والى صراط الله المستقيم ويكون موفقا في اموره ويهتدي في الاخرة الى الجنة. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم فسر هذا بعض اهل التفسير بانه الاهتداء في الاخرة الى طريق الجنة قال الله عز وجل الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون ووجه ايرادها في هذا الباب بيان فضل التوحيد فان من حصل الايمان الكامل والتوحيد التام فانه يحصل له الامن الاهتداء المطلق وهذا من فضل التوحيد وهل هذه الاية الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. هل هي من كلام ابراهيم عليه السلام في تتمة محاجته لقوله او هي حكم فصل من الله عز وجل بين ابراهيم وبين قومه قولان لاهل العلم في تفسير هذه الاية نعم قال رحمه الله تعالى وعن عبادة ابن الصامت رضي الله تعالى عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد الا لا اله الا الله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله كلمته القاها الى مريم وروح منه. والجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل خوجة هذا الحديث الاول في هذا الباب وهو حديث عبادة المشهور المخرج في الصحيحين وهم من اجمع احاديث العقيدة كما قال هذا بعض اهل العلم هذا الحديث فيه ان من اتى بالتوحيد فانه يدخله الله الجنة على ما كان من العمل والمقصود انه يدخله الجنة على عمله الذي عمله من صالح او فاسد هذا هو جواب الشرط من شهد ادخله وهذه المسألة من المسائل المهمة التي ينبغي ان اه تفهم على وجهها وفق طريقة اهل العلم جاء في نصوص كثيرة متواترة ان من قال لا اله الا الله او شهد ان لا اله الا الله دخل الجنة وسيمر معنا ايضا من حديث عتبان ان من شهد شهادة التوحيد حرمه الله على النار مع انه قد تواترت النصوص ان من اهل التوحيد الذين عصوا الله عز وجل انهم سيدخلون النار وانه سيخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان ومر معنا قوله صلى الله عليه وسلم يخرج قوم من اهل التوحيد من النار فكيف الجمع بين هذه النصوص المقطوع به انه لا تعارض. ولا يمكن ان يقع التعارض بين النصوص والشأن في منهج اهل السنة والجماعة في التلقي وفي الاستدلال الجمع بين النصوص هذه من اهم قواعد ومميزات اهل السنة والجماعة انهم يجمعون النصوص ويؤلفون بينها ويعاملون دونها معاملة النص الواحد. لا كطريقة اهل البدع الذين يؤمنون ببعض ويكفرون او يتركون بعضه وتوظيف المقام ها هنا وهذه المسألة مما تكلم عنها الناس كثيرا وكان لهم فيها اتجاهات متعددة اذكر فيها هذا قولا جامعا مختصرا ان شاء الله هذه النصوص هي من نصوص الوعد الوعد بدخول الجنة تحريم النار على الموحد الى غير ذلك والوعد ها هنا منقسم عند اهل السنة الى قسمين الى الوعد المطلق والى مطلق الوعد. بمعنى الى الوعد الكامل التام والى مطلق الوعد او حصول شيء من الوعد لمن آآ قام بموجب ذلك وكلا هذين الوعدين لهما شروط. يعني هذا له شروط وهذا له شروط. وهذا له اهل وهذا له اهله اما الوعد المطلق فانه يعني الدخول الى الجنة ابتداء وتحريم دخول النار وهذا مشروط عند اهل العلم بشروط ولذلك يقعد اهل العلم قاعدة مهمة ها هنا فيقولون ان هذه النصوص فيها بيان ان لا اله الا الله سبب لدخول الجنة. وكل سبب لا يقتضي مسببه الا اذا استجمع شروطه وانتفت عنه موانعه. هذا مرادنا بقولنا انها قيدت بالقيود الثقال فشرط حصول الوعد المطلق لمن قال لا اله الا الله وشرط تحريم بدخول النار لا يدخلها البتة عند اهل العلم هو انه يأتي بالتوحيد باصله وبكماله الواجب. وهذا يقتضي ان يقوم بلا اله الا الله علما وعملا. فيقولها بصدق ويقين واخلاص ويأتي بالواجبات ويترك الكبائر وهذا الاشتراط مستفاد من النصوص من جهتين الجهة الاولى النصوص التي فيها هذا التقييد في قول لا اله الا الله وذلك انه سيمر معنا في حديث عتبان فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله وسيأتي او جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه يقولها صدقا من قلبه وامثال هذه النصوص فهذه قيود في قولها يعني لابد ان يقولها وقد اه كان مريدا مبتغيا وجه الله والمبتغي لا بد ان يأتي اه اسباب حصول هذه البغية. كذلك الذي فيها بصدق ويقين ويكون غير شاة في ذلك لا بد ان يحصل اثر ذلك على جوارحه فيأتي بالواجبات ويمتنع عن المحرمات لان صلاح القلب يلزم منه صلاح الباطن ولابد الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله. اذا جاءت النصوص مطلقة وجاءت مقيدة. يعني من قال لا اله الا الله وجاء من قال ذلك يبتغي وجه الله صدقا من قلبه الى اخره. اذا هذا المطلق يحمل على ماذا؟ على هذا المقيد ثم نقول ايضا وهذه الجهة الثانية جاءت نصوص فيها قيود اخرى مع قول لا اله الا الا الله. تلك قيود في قول لا اله الا الله وهذه قيود مع قول لا اله الا الله. وان شئت فقل تلك قيود باطنة وهذه قيود ظاهرة. لذلك ما خرجه الامام احمد باسناد جيد ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال من عبد الله لا يشرك به شيئا هذا هو التوحيد هذا هو لا اله الا الله من عبد الله لا به شيئا واقام الصلاة واتى الزكاة وصام رمضان واجتنب الكبائر فله الجنة او قال دخل الجنة تلاحظ هنا انه جاءت ها هنا ماذا؟ قيود زائدة على ماذا؟ على التوحيد يعني فهذا يعني انه لابد من التوحيد ولابد ايضا من الواجبات حتى يحصل الانسان على الوعد بدخول جنة ومن ذلك ايضا ما ثبت في آآ البخاري عنه صلى الله عليه واله وسلم ان رجلا فسأله فقال دلني على عمل يدخلني الجنة فقال عليه الصلاة والسلام تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم. تلاحظون ان النبي صلى الله عليه وسلم امره بالتوحيد ثم امره بمكملات التوحيد وهي الاتيان بالواجبات التي امر الله سبحانه وتعالى بها. وبناء على ذلك تلك النصوص المطلقة مقيدة اما في قولها بان بها على ما ذكرت من الاخلاص والصدق واليقين التام وهذا لا بد ان يظهر له اثر على الجوارح او بالنصوص التي فيها اشتراط اداء الواجبات وترك المحرمات. اذا الذي يأتي بهذا التوحيد التام له وعد المطلق وما هو هذا الوعد المطلق؟ الدخول الى الجنة ابتداء وتحريم ماذا؟ دخول النار يعني امتنع عليه النار او لا تمسه النار البتة وهذا حاصل ل شخصين اما شخص قالها بيقين واخلاص تام واتى بالواجبات وترك الكبائر لان من قالها اصلا بهذا اليقين والاخلاص لا يمكن ان يأتي كبيرة ولا ان يصر على صغيرة واذا حصل منه ذلك كان على ندور يعني كان هذا نادرا منه ثم انه يبادر بالتوبة مباشرة. ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم. قد يقع وقد يزل صاحب التوحيد التام لكنه لا يصر على المعصية. وهذا يكون له الوعد المطلق. او يأتي بالذنوب والمعاصي ويقع منه ما يقع يأتي بالكبائر ويصر على الصغائر لكنه يوفق لقول لا اله الا الله بيقين وصدق واخلاص تام بمعنى يأتي بالتوحيد ويجدد توحيده بيقين واخلاص يعني كامل ثم يموت على ذلك. يوفق الى ذلك قبل موته. فيموت على ذلك. فمثل هذا ايضا من يحصل له الوعد المطلق. اذا اما هو لا يقع منه الكبائر اصلا ويكون اتيا بالواجب عليه. واما ان يقع منه ذلك لكنه يوفق الى هذا التوحيد الكامل قبل موته. فهذا وذاك يحصل لهم الوعد المطلق برحمة الله سبحانه وتعالى اما مطلق الوعد فان المراد بذلك دخول الجنة مآلا وتحريم الخلود في الجنة عليه بمعنى انه قد يعذب في النار لكنه لا يخلد فيها ويكون مآل امره الى الجنة وهذا مقيد بان يأتي باصل التوحيد ويسلم من المكفرات. اذا اتى باصل التوحيد وسلم من المكفرات. وهذا حال اهل للكبائر فهذا له مطلق الوعد. وبناء عليه يفهم قوله صلى الله عليه وسلم دخل الجنة اما الدخول المطلق يعني اما الوعد المطلق بالدخول ابتداء وهذا له اهله الذين لهم التوحيد التام واما يكون له مطلق الوعد بمعنى انه سيدخل الجنة ولابد ولو بعد حين. فيكون له ماذا مطلق الوعد واذا عذب في النار فانه يحرم عليه ماذا الخلود فيها فانه يحرم عليه الخلود فيها. ولابد ايضا من ملاحظة اذا تكلمنا عن هذا الصنف لابد ان نلاحظ اصلا لا ينبغي اغفاله وهو انه قد يشاء الله عز وجل ان يعفو عن اصحاب الصنف الثاني عن اصحاب آآ اصل عن اهل الكبائر قد يعفو الله عز وجل عنهم فلا يدخلون الجنة ويدخلون فلا يدخلون النار ويدخلون الجنة ابتداء هذا يرجع والى اصل اخر ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وعندنا قاعدة ان جميع الوعيد الذي يرد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فانه مقيد بهذه الاية. كل وعيد جاء في النصوص لاهل الملة لاهل التوحيد فانه مقيد بقوله سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الخلاصة ان من فهم هذه النصوص على هذا الوجه فانه يزول عنه اي اشكال لم يرد وتجتمع عنده النصوص وتأتلف. وهذا الذي كان عليه اهل العلم و ذكره او ذكر معناه غير واحد من اهل العلم. قيل للحسن البصري رحمه الله ان قوما يقولون من قال لا اله الا الله دخل الجنة فقال رحمه الله من قال لا اله الا الله وادى حقها وفرضها دخل الجنة وهذا راجع الى ما ذكرناه. وجاء في البخاري عن وهد ابن وهب ابن منبه رحمه الله انه قال انه قيل له ان لا اله الا الله مفتاح الجنة فقال ان لكل مفتاح اسنانا فان جئت بمفتاح له اسنان فتح لك والا لم يفتح لك وهذا كله راجع الى ما ذكرت. فالخلاصة ان من فهم نصوص الوعد على قول لا اله الا الله وفق هذا التوجيه فانه سيكون آآ اخذا باطراف النصوص ومتوسطا بين طرفي الضلال الارجاء ومذهب الوعيدية ومن احسن من حرر هذه المسألة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه تفسير ايات اشكلت فهذا من احسن المواظع التي ظبطت هذا الموضوع. فيحسن اه بطالب العلم ان ينظر في هذا الموضع من هذا هذا الكتاب العظيم نرجع الان الى توضيح هذا الحديث حديث عبادة قال عليه الصلاة والسلام من شهد ان لا اله الا الله شهد بمعنى قال عن علم وعمل فلابد من القول ولابد ان يكون هذا القول عن علم الا من شهد بالحق وهم يعلمون ولا يكفي هذا حتى يعمل بمقتضى هذه الشهادة ومقتضى هذه الشهادة ترك الشرك والاخلاص لله عز وجل من اتى بذلك فقد شهد بالحق شهد ان لا اله ان هنا هي المخففة من الثقيلة. لا يقال ان لا اله وانما يقال ان لا اله مر معنا تفسير كلمة التوحيد لا اله الا الله وانها تشتمل على نفي واثبات نسي الالهية عما سوى الله عز وجل واثباتها اه واثباتها لله عز وجل لا شريك له وسيأتي باب خاص بتفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله ويرجأ التفصيل في ذلك الى موضعه قال رحمه الله قال صلى الله عليه وسلم وحده لا شريك له وحده حال من لفظ الجلالة ويقول اهل العلم كلمة وحده تأكيد للاثبات. تأكيد الله وما بعدها لا شريك له تأكيد للنفي لا اله. تلاحظ انه جاءها هنا مؤكدان. قال الشيخ ابن قاسم رحمه الله تأكيد بعد تأكيد اهتمام بمقام التوحيد. تأكيد بعد تأكيد اهتمام قم بمقام التوحيد قال وان محمدا عبده ورسوله. محمد ابن عبد الله القرشي الهاشمي رسول الله صلى الله عليه وسلم. جاء وصفه في هذا الحديث بانه عبده ورسوله واجتماع هذين الوصفين اجتماع لا على مراتب البشر ان يكون عبدا ورسولا وهؤلاء رسل الله عز وجل هم صفوة البشر واعظمهم تحقيقا لوصف العبودية واداء الرسالة هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو اذا افضل البشر عليه الصلاة والسلام والايمان بنبوته ورسالته عليه الصلاة والسلام شطر شهادة التوحيد فلا تنفع لا اله الا الله الا بضميمة شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر هذين الوصفين كما يقول اهل العلم في فيه رد على طرفي الافراط عبده ورسوله قوله عبده فيه رد على اهل الافراط الذين رفعوه من مقام العبودية الى ان كون الها معبودا. وهؤلاء اهل افراط الرد عليهم بقوله ماذا؟ عبده وصنف حصل عندهم تفريط او تقصير في الايمان برسالته عليه الصلاة والسلام فصار عندهم نقص في اتباعه وفي تقديم الاراء والاهواء على سنته عليه الصلاة والسلام. وهؤلاء اهل تفريط. والرد عليهم بقوله ورسوله وبناء عليه فمحمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله عبد لا يعبد ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع عليه الصلاة والسلام ثم قال وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه عيسى عليه السلام احد افضل الانبياء والرسل بل هو احد اولي العزم من الرسل الذين هم على التحقيق افضل من الانبياء والرسل وعيسى عليه السلام يؤمن المسلمون في حقه بانه عبد الله ورسوله. كالنبي محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله. لكن الاتباع خاص للنبي صلى الله عليه وسلم لا لعيسى عليه السلام. انما يؤمن بانه عبده ورسوله لكن الاتباع انما هو خاص آآ للمسلمين بالنبي صلى الله عليه وسلم قال عبده ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه كلمته يعني انه كان بكلمته كما قال الامام احمد رحمه الله ليس ليس عيسى هو الكلمة وانما كان بالكلمة فكان عيسى بقول كن يعني كان بكن كان بالكلمة وليس هو الكلمة كلام الله عز وجل صفة له. وعيسى عبد مخلوق لله عز وجل عيسى عليه الصلاة والسلام كان بقولكن ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون روح منه يعني ان الله عز وجل بعث جبريل عليه السلام بروح مخلوقة منه سبحانه وتعالى ونفخ جبريل عليه السلام في جيب مريم كان الامر كما قال اهل العلم جبريل نفخ والله خلق بكن جبريل نفخ والله خلق بكن. فهذه الروح قد ضل في فهم المراد منها طوائف من البشر الا وهم النصارى حيث زعموا ان هذه الروح صفة لله عز وجل حلت في عيسى وهذا باطل وضلال. بل هذه الروح روح مخلوقة لله سبحانه وتعالى. واضافتها اليه سبحانه وتعالى بقوله منه وروح منه هي من يعني منها هنا كما يقول اهل العلم لابتداء الغاية منها هنا لابتداء الغاية هذا له نظائق في كتاب الله عز وجل وخلق لكم ما في السماوات والارض جميعا منه يعني خلقا من الله عز وجل مبتدأ منه سبحانه وتعالى خلقا. وليس انه صفة لله سبحانه وتعالى ومعلوم قاعدة اهل العلم في المضاف الى الله عز وجل. وانه ينقسم الى قسمين. منه اضافة في الوصف ومنه اضافة المخلوق او العين القائمة بنفسها. اما اضافة الصفة فهي من اضافة صفة لله عز وجل اليه لانها لا تقوم بنفسها اما المخلوق فان انه يضاف الى الله عز وجل على انه مخلوق لله عز وجل. كما قال ابن القيم رحمه الله في النونية فاظافة الاوصاف ثابتة له آآ كما قال كارادة الرحمن واظافة الاعيان ثابتة له ملكا وخلقا ما هما سيان فانظر الى بيت الاله وعلمه لما اضيف كيف يفترقان فاظافة الاوصاف ثابتة لمن قامت به كارادة الرحمن. واظافة الاعيان ثابتة له ملكا وخلقا ما خماسيان فانظر الى بيت الاله وعلمه لما اضيفا كيف يفترقان؟ واضافة المخلوق الى الله عز وجل جاءت على ظربين اضافة لبيان انها داخلة في عموم مخلوقات الله عز وجل وانها ملك لله سبحانه وهذا آآ كقوله تعالى ان ارضي واسعة وكما يقول القائل المال مال الله مثلا وهناك اضافة تشريف وعباد الرحمن آآ طهر بيتي آآ وامثال ذلك من النصوص ناقة الله هذه من باب اضافة التشريف كلا الاضافتين من اضافة المخلوق الى الخالق والروح هذه التي اضيفت الى الله عز وجل هي من هذا الباب. هي من باب اضافة المخلوق الى خالقه قال والجنة حق والنار حق الجنة والنار يؤمن المؤمنون انها حق وكلاهما موجودتان الان وباقيتان لا تفنيان وان فيهما من انواع الثواب ومن انواع العقاب ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهما شيء اخر لا يخطر على قلب البشر ولا يتصوره انسان الان فهذا مما يؤمن به المسلمون تصديقا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. قال قاله الله الجنة على ما كان من العمل ونرجع الى القاعدة السابقة وبها يتضح المقام. ادخله الله الجنة اما ابتداء واما ما اعلم ادخله الله الجنة على ما كان من العمل اما ابتداء اذا كان من اهل التوحيد التام او ممن شاء الله عز وجل ان يعفو عنه ويغفر. واما اه دخلها مآلا اذا كان من اصحاب الكبائر ولم تدركه رحمة الله سبحانه وتعالى فانه حينئذ يدخل النار لكن سيدخل الجنة ولو بعد حين نعم قال رحمه الله تعالى ولهما من حديث عتبان رضي الله تعالى عنه فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله قال وله ما يعني للشيخين في صحيحيهما عن عتبان. وعتبان هو ابن مالك الانصاري ومن اللطيف ان هذا رابع صحابي يأتي حتى الان في كتاب التوحيد وكلهم بدريون ابن مسعود ومعاذ وعبادة وعتبان كلهم بدريون. فابتدأ المؤلف رحمه الله بذكر اربعة من الصحابة كل بدريون هذا آآ المقطع من الحديث هو الشاهد والمناسب لدخوله في هذا الباب. والحديث طويل وفيه زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لعتبان بناء على طلبه كي يصلي له في بيته بعد ان اه ضعف بصره قال صلى الله عليه وسلم فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله. هذا الحديث ثابت في الصحيحين من حديث محمود بن الربيع عن عتبان وجاء عند مسلم من حديث انس عن عن عتبان بنحوه وجاء في رواية عند احمد عن انس عن يعني ذكر الحديث ثم عقب على هذا انس رضي الله عنه بقوله فما فرح المسلمون فرحا كفرحهم بما قال عليه الصلاة والسلام يومئذ. يعني ان هذا الحديث من المبشرات العظيمة لاهل التوحيد التي اقتضت اقتضت هذا الفرح العظيم من لدن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا مما يدلك على فضل التوحيد وان هذا التوحيد ينجي من النار. كماله ينجي من دخولها وقليله ينجي من الخلود فيها. عياذا بالله منها. وهذا برحمة الله عز وجل وعفوه والتحريم ها هنا كما سبق يعني يمتلئ على النار او تمتنع عليه النار فلا يدخلها ابتداء او انه يحرم عليه الخلود فيها على حسب ما مضى من التفصيل الذي سبق وهذا الحديث فيه قيد كما سبق مهم من جمعه مع النصوص مطلقة تبين له غرور المغرورين كما قال امام الدعوة في احد او في احدى المسائل فان من قال بذلك يبتغي وجه الله فلا بد ان يكون محصلا للاسباب الموصلة لبغيته الا فانه لا يكون يبتغي بذلك وجه الله سبحانه وتعالى هذا الحديث آآ فيه اه كما ذكر المؤلف رحمه الله ان من مسائل هذا الباب اثبات الصفات لله عز وجل ففيه اثبات صفة الوجه بمعنى ايضا اثبات صفة الكلام واثبات علو الله سبحانه وتعالى فقال فيه اثبات الصفات خلافا للاشعرية وجاء في نسخة لكتاب التوحيد خلافا للمعطلة والاشاعرة من المعطلة لكن كلمة المعطلة اعم فتشمل الاشاعرة وغيرهم. وهذا من عناية المؤلف رحمه الله بالنصيحة للمسلمين. تحذيرهم من البدع ومن اهل البدع. نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال قال موسى يا ربي علمني شيئا اذكرك وادعوك به. قال قل يا موسى لا اله الا الله. قال كل عبادك يقولون هذا. قال يا حتى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري والاراضين السبع في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله. رواه ابن حبان والحاكم وصححه هذا حديث ابي سعيد الخدري وهو مخرج اه كما ذكر المؤلف عند ابن حبان والحاكم اخرجه النسائي ايضا آآ عملي اليوم الليلة وغيرهم وهذا الحديث فيه بحث من جهة الاسناد فانه من رواية ابي السمح آآ عن ابي الهيثم في هذه الرواية ضعف بل وفيها مناكير ولاجل هذا ظعف هذا الحديث جمع من اهل العلم وان كان صححه الحافظ ابن حجر في فتح الباب في المجلد الحادي عشر هذا الحديث له اه شاهد عند الامام احمد بسند جيد من حديث عبدالله ابن ابن عمر ابن العاص ولكن ليس فيه اه ذكر الحديث والكلام بين آآ موسى وربه سبحانه وتعالى وانما فيه كلام بين نوح وابنه فان نوحا عليه السلام فيما جاء في هذا الحديث الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم اوصى ابنه عند موته بلا اله الا الله ان السماوات السبع والاراضين السبع لو وضعت في كفة ولا اله الا الله في كفة لرجحت بهن لا اله الا الله تلاحظ ان هذا الحديث يشهد في معناه لحديث ابي سعيد السابق وجاء ايضا من قول كعب الاحبار عند ابن ابي شيبة باسناد صحيح قريب من لفظ حديث ابي سعيد الخدري المقصود ان هذا الحديث فيه بيان عظمة التوحيد وعظمة كلمة التوحيد لا اله الا الله موسى عليه السلام سأل ربه ان يعلمه شيئا يذكره ويدعوه به فامره ربه سبحانه وتعالى بلا اله الا الله. قال يا موسى قل لا اله الا الله ولا اله الا الله ذكر ودعاء معا فهي ذكر وهذا واضح وهي دعاء لان الذاكر يسأل ربه ويطلبه هذا الذكر جنتك جنته ومغفرته الى غير ذلك فهي ذكر ودعاء معه وموسى عليه السلام كان يتشوف الى شيء يختص به والنفوس كما تعلمون مجبولة على الفرح بالشيء الذي تظفر به وحدها وتختص به لان في هذا منقبة ومزية لها. فموسى عليه السلام طلب شيئا يختص به من دون سائر الناس فقال كل عبادك يقولون لا اله الا الله. ليس هذا انتقاصا من قدر هذه الكلمة العظيمة لكنها رغبة منه الى ان يتميز بشيء يخصه ربه به فبين جل وعلا في هذا الحديث ان السماوات السبع وعامرهن يعني من يكون في السماوات غير الله عز وجل وهذا الاستثناء لان الله عز وجل على السماوات وليس داخل السماوات انما الذي هو داخل السماوات هو ملائكة وعامرهن غيري والاراضين السبع في كفة وهذا هو الاشهر في ضبط هذه الكلمة انها بالكسر وبعض اهل اللغة جعلها بالفتح كفة. وبعضهم قال هي من مثلث الكلام. يعني هذه الكلمة كفة وكفة وكفة. لكن الاشهر فيها هو الكسر قال ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله. يعني رجحت بهن لا اله الا الله. وهذا الحديث مما يبين عظيم قدر وفضل هذه الكلمة. وهذا وجه ايراد هذا الحديث في الباب. وهل مقصود بهذا الحديث بيان ان كلمة التوحيد اعظم من كل شيء. اعظم من السماوات واعظم من الارض او بيان ان هذه الكلمة في الميزان الاخروي اعظم من سائر الذنوب يظهر من صنيع الامام في ايراده آآ مسألة في مسائل الباب انه يرى ان هذا الميزان الذي جاء في الحديث هو الميزان الاخروي وان لا اله الا الله لو قوبلت بذنوب كقدر السماوات والارض لكان التوحيد اعظم ولرجحت بتلك الذنوب كلمة التوحيد ومن اهل العلم من رأى ان هذا الحديث لا علاقة له بالميزان الاخروي وانما المقصود تمثيل آآ عظمة كلمة التوحيد وبيان كبير فضلها والله عز وجل اعلم قال رحمه الله تعالى وللترمذي وحسنه عن انس رضي الله تعالى عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقراب وبها مغفرة هذا الحديث حديث انس عند الترمذي وهو حديث قدسي واوله قال الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. وهذا ذكر المؤلف ان الترمذي حسنه وفي النسخة المطبوعة لا يوجد هذا التحصين لكن آآ كما تعلمون هذا الحديث هو اخر حديث في الاربعين النووية والحافظ ابن رجب رحمه الله في شرحه على الاربعين ذكر ان اسناده لا بأس به وصححه كذلك ابن القيم في مدارج السالكين وحسنه الشيخ ناصر رحمه الله هذا الحديث فيه بيان فضل التوحيد وانه مما يكفر الذنوب فيه يقول الله عز وجل يا ابن ادم لو لقيتني لو اتيتني يعني مت ومعك تراب الارض خطايا تراب بالضم على الاشهر وقيل بالكسر يعني ملؤها او ما يقارب ملئها لاتيتك بقرابها مغفرة وهذا يدلك على عظيم فضل التوحيد. وانه من اعظم مكفرات الذنوب بل قال ابن القيم رحمه الله ان التوحيد الذي هو توحيد لاحظ هنا يعني التوحيد الكامل ان التوحيد الذي هو توحيد اعظم تكفيرا للذنوب من التوبة ومعلوم ان التائب من الذنب كمن لا ذنب له وان التوبة تجب ما قبلها. التوحيد الذي هو آآ اكمل ما يكون من التجريد والاخلاص فانه آآ اعظم محوا للذنوب من التوبة هذا الحديث يفهم كما سلف وبيان ذلك انه اذا اتى بقراب الارض خطايا ولقي الله عز وجل بالتوحيد الذي من مضمونه عدم الشرك فان الله عز وجل يغفره له. وليس هذا حاصلا لكل من اتى بالتوحيد او ترك الشرك. وهذا كما اسلفت آآ راجع الى القاعدة الماضية والى الاصل الاصيل ان من اهل التوحيد من سيدخل النار ثم يخرجون منها. فليس كل من جاء بالتوحيد وترك الشرك يحصل له هذا الامر انما هذا بمن اتى بالتوحيد الكامل. فقال لا اله الا الله بصدق يقين واخلاص تام والناس متفاوتون في هذا المقام تفاوتا عظيما ويعجبني في هذا قول لابن القيم رحمه الله في الداء والدواء ذكر فيه ان كلمة التوحيد عند بعض الناس تكون ميتة وعند بعضهم نائمة اذا نبهت انتبهت وعند بعضهم مضطجعة وعند بعضهم الى القيام اقرب كما انها في القلوب بمنزلة الروح للبدن فقلب ميت وقلب مريض الى الموت اقرب وقلب مريض الى الحياة اقرب وقلب حي قائم بمصالح البدن فالناس متفاوتون تفاوتا عظيما في اتيانهم بهذا التوحيد وفي اجتنابهم للشرك صغيره وكبيره ومن المعلوم انه لا يتأتى البتة ان يلقى الانسان الله عز وجل وهو لا يشرك بالله شيئا مع ادمانه على كبيرة او اصراره على صغيرة. فان هذا التوحيد التام يلزم منه ان يتأله القلب لله عز وجل وحده لا شريك له وان يخرج منه كل التفات لغيره. لا التفات الى هوى ولا التفات الى معصية ولا التفات الى حب ما يبغض الله او بغض ما يحب الله عز وجل. هذا التوحيد الذي هو بهذا القدر من اه رزق هذا التوحيد ومضى عليه في حياته فلا يمكن ان يلقى الله عز وجل بذنوب. وان وقع بادر بالتوبة او انه يجدد توحيده ويأتي بهذا التوحيد الكامل فهذه الحسنة تمحو وتحرق ما سبقها من الذنوب فيلقى الانسان الله عز وجل آآ حسنات مجردة عن الذنوب والمعاصي ارأيت لو ان انسانا تاب من ذنوبه قبل موته فلا شك ان هذا يعني بمقتضى النصوص ماذا محو تلك الذنوب لو ان انسانا جدد توحيده ونطق بلا اله الا الله بصدق ويقين واخلاص كانت الحسنة اعظم كانت هذه الحسنة اعظم نفيا للذنوب واحراقا لها من التوبة فحسنة التوحيد اعظم من حسنة التوبة. واذا كانت التوبة من المكفرات العظام ل السيئات فان التوحيد اعظم تكفيرا للسيئات من التوبة وفهم هذا النص بهذا التوجيه يزول معه اشكالات كثيرة ولا يتذرع به اهل الارجاء لانهم قد يتضرعون بهذا النص وامثاله. لكن من فهم هذا النص بضميمة النصوص الاخرى وجمع والف بينها فانه يزول عنده الاشكال وتستقيم عنده الامور ولا يصبح عنده آآ لبس او اشكال في شيء منها لعلنا نكتفي بهذا القدر ونثمم ان شاء الله في اللقاء القادم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله رسول نبينا محمد