بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين. قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب الدعاء الى شهادة ان لا لا اله الا الله وقول الله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال له انك تأتي قوما من اهل فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله. وفي رواية الى ان يوحدوا الله. فانهم اطاعوا لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة. فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم فانهم اطاعوك لذلك فاياك وكرائم اموال واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب. اخرجاه. وله ما عن سهل ابن سعد رضي الله تعالى عنه وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه. فبات الناس يذوقون ليلتهم ايهم يعطاها. فلما اصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها فقال اين علي بن ابي طالب؟ فقيل هو يشتكي عينيه فارسلوا اليه فاوتي به فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع فاعطاه الراية فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحة ثم ثم دعوهم الى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه. فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. يذوقون ان يخوضون. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه اما بعد يقول المؤلف رحمه الله باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله بعد ان ذكر المؤلف رحمه الله معنى التوحيد وفضله وفضل تحقيقه والخوف من ضده كأن النفوس قد استعدت وعرفت قيمة هذا التوحيد وقيمة ضده فجاء وقت الدعوة اليه ولا شك ان الدعوة الى شهادة التوحيد والدعوة الى العقيدة من مهمات الامور الدعوة في اصلها من اعظم الاعمال الصالحة والله عز وجل يقول ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وهذا الاستفهام تفيد النفي المتقرر يعني لا احد احسن قولا ممن هذا شأنه ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اعظم الطاعات نصيحة الخلق وقد جمع الله عز وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم الدين في النصيحة فقال الدين النصيحة ولذلك فان اولئك الذين حملوا انفسهم وسعوا في تكميل غيرهم قد حصلت لهم الوراثة التامة للرسل هذه وظيفة الانبياء ووظيفة الرسل القائمون بذلك قائمون بوظيفة انبياء الله ورسله سيمر معنا في الاية قل هذه سبيلي ادعو الى الله فسبيل النبي صلى الله عليه وسلم ونهجه وطريقه الدعوة الى الله سبحانه وتعالى وقد جاء الامر بالدعوة في نصوص عدة وادعوا الى ربك والامر الاصل فيه انه يقتضي الوجوب وآآ لا شك ان القيام بهذا الواجب فرض كفائي وقام به من يكفي والا فان الجميع اثم واذا كانت الدعوة الى هذا الدين بجميع اقسامه شيئا له اهميته اداما واخلاقا او عبادات او معاملات فان الامر في شأن التوحيد اعظم واعظم والدعوة الى التوحيد والى شهادة ان لا اله الا الله من اهم المهمات وهي مفتتح دعوة الرسل وخاتمتها وهي لبها واعظم ما فيها جميع الانبياء كانت دعوتهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره كانوا يعيشون مشكلات اجتماعية ومشكلات اقتصادية ومشكلات سياسية لكن القضية الاهم الدعوة الى التوحيد ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت واذا كانت الدعوة الى التوحيد مهمة في كل عصر وفي كل زمان فانها في هذا الزمان تتأكد اهميتها ويعظم وجوبها وهذا الموضوع ينبغي ان يتواصى به طلبة العلم ونحن بمثل هذا المجلس والحاضرون من بقاع مختلفة ينبغي ان يكون لنا عناية بتدارس هذه القضية التواصي بشحذ الهمة للدعوة الى التوحيد اقول اذا كانت الدعوة الى التوحيد في كل زمان مهمة فهي في هذا الزمان اهم واكد ويظهر لك ذلك من وجوه اولا الخلل العقدي المنتشر في العالم الاسلامي وهذه قضية لا اظن انها تحتاج الى اطناب كل ذي عينين تظهر له جليا كم الذين هم في طول العالم الاسلامي وعرضه يدعون غير الله ويلوذون بالاموات ويطوفون بالقبور ويتذللون عندها. ويتبركون وتنحني رؤوسهم وتخضع نفوسهم كم الذين يدعون علم الغيب او يرومون معرفة المغيبات وهؤلاء لهم طرائق شتى من قراءة في فنجان او في ضرب بالحصى او في متابعة ما ينشر في بعض المجلات الهابطة من ابراج يذكر فيها السعود والنحوس كم اولئك الذين يأمون السحرة والكهان غرض من الاغراض كربط او فك او وغير ذلك من الامور كم اولئك الذين يقعون في امور عظيمة من الاستهزاء بدين الله عز وجل او سب او سب نبيه عليه الصلاة والسلام. او الغمز واللمز في شريعته او ادعاء انها قاصرة عن استيعاب الحياة الحديثة كم اولئك الذين يقعون في تبرك ممنوع. كم الذين يعلقون التمائم على الاعناق والسوائل والسواعد وفي البيوت والدكاكين فمن الذين يتوسلون توسلا ممنوعا والذين يقيمون احتفالات بدعية ويحلفون بغير الله عز وجل كم وكم في سلسلة طويلة يصعب حصر افرادها اذا هذه الامور ينبغي ان يستشعر طالب العلم الموحد اذا اطلع عليها ينبغي ان يستشعر اهمية الامر فالمسلم الصادق عنده غيرة على محارم الله يغضب اذا انتهكت محارم الله عنده تعظيم لله عز وجل ان ينتهك حقه وهو بارد لا يحرك ساكنه نتمنى بل لو يفتدي بنفسه وماله وان لا يعصى الله عز وجل السبب الثاني الذي يدعونا الى ان نهتم بقضية الدعوة الى التوحيد في هذا العصر نشاط من الكفر على اختلاف اديانهم في الدعوة الى كفرهم وباطلهم وهذا ايضا من اوضح ما يكون فما نشط اعداء الله في اتخاذ الاسباب التي تصرف الناس عن دين الله عز وجل كهذا الزمان ولهم في هذا طريقان تشكيك الناس في دينهم والسعي في ابعادهم عنه و تغيير مفاهيم اسلامية في نفوسهم فما عاد الطريق الاول كما كان سابقا هو المسلوك فقط بل اصبحوا يسلكون مسلكا اخر وهو ان يغيروا مفاهيم الاسلام في نفوس اتباعه حتى يخرج مسلم آآ ذو عقيدة باهتة ليس فيها تعلق بالله عز وجل ليس فيها ولاء وليس فيها براء في ذات الله سبحانه وتعالى السبب الثالث ايضا نشاط اهل البدع والضلال في نشر باطلهم فهم جادون على قدم وساق في نشر بدعهم وانحرافاتهم والعالم الاسلامي مع كل اسف يعج ب اسباب انتشار البدع اهل البدع اتخذوا اسباب كثيرة ثمة فضائيات تبث السم الزعاف ومواقع على الشبكة ومراكز بحثية وكتب ومجلات وانشطة تعج بها دول كثيرة من العالم الاسلامي بل اصبح لهم انشطة في دول لم يكن لهم في السابق فيها موطئ قدم ايضا من الاسباب هو السبب الرابع الغزو العقدي عن طريق وسائل الاعلام الفضاء اليوم يعج بالفضائيات التي تمطر المسلمين بوابل من الشر هذه قنوات الحادية وهذه قنوات تحسن في نفوس فالشباب الناشئة دين الكفار وتلك تشكك في احكام الشرع او تطعن في معتقد اهل السنة او تقدح في رموز اهل السنة او تنشر وتبش وتبث الشبه او تتخصص في الشعوذة وما الى ذلك وان فتحت باب الكلام عن الشبكة العالمية التي يرتادها ملايين من المسلمين فحدث ولا حرج ملايين من الصفحات التي تعج بها الشبكة تنشر كفرا وضلالا وبدعة وانحلالا ناهيك عن وسائل الاعلام التقليدية التي تنتشر والتي غزت كل بيت تقريبا ووصلت الى جميع فئات المجتمع رجالا ونساء صغارا وكبارا واصبحت الموجه الاكبر ل آآ الناس لا سيما الشباب والناشئة نشأت اظف سببا خامسا وهو حري ان يذكر وهو انه مع هذا الواقع المؤسف ومع كثرة الجهود التي تنسب الى الدعوة الاسلامية الا ان مما اه يأسى له طالب العلم ان تلك الجهود الدعوية التي يقوم بها فئام من الدعاة والجماعات لديها تقصير عظيم في الدعوة الى توحيد الله عز وجل وربما يدعو بعضها ولكنك تجدها دعوة مجملة لا تفصيل فيها تجد التحاشي من تفصيل مسائل التوحيد وضده خشية من شق الصف كما يزعمون هذا ان سلموا من التهوين من قضية التوحيد والدعوة اليها فربما تجد منهم تصريحا بان الدعوة الى التوحيد دعوة تفرق ونحن في زمان نحتاج فيه ان نجتمع هذه دعاوى تسمع مع الاسف الشديد كيف وبعضهم هو نفسه ما فهم التوحيد. مفهومه للتوحيد مغلوط ويحمل في علمه وفي دعوته مغالطات عدة تتعلق بالتوحيد اذا تأملت في هذه الامور وغيرها فانك تجد ان قضية الدعوة الى التوحيد والى شهادة ان لا اله الا الله في هذا الزمان قضية ملحة لا خيار فيها وطالب العلم الموفق الذي عرف اهمية التوحيد وتسلح بالعلم الشرعي ينبغي عليه ان يتنبه الى امور اولا الداعية الى التوحيد عليه اولا ان لتضلع من علم التوحيد فاقد الشيء لا يعطيه الجاهل بالتوحيد كيف يدعو الى التوحيد فابدأ بنفسك يا ايها الداعية الى التوحيد تفقه فيه احرص على استيعاب مسائله. من المعرفة ضده وكيفية الرد على شبهه فانك في زمان قد كثرت فيه الشبه والقلوب تتقلب على الانسان ان يبدأ بنفسه ويتحصن ولو تأملت في بعض النصوص وجدت الارتباط وثيقا بين فالداعية والتوحيد وادعو الى ربك ولا تكونن من المشركين ولاحظ انه ينبغي ان يبدأ الانسان بنفسه اذا دعا الى الله عز وجل يطبق التوحيد في نفسه وان ينأى عن الشرك واهله قل انما امرت ان اعبد الله ولا اشرك به اليه ادعو واليه ما ابى بعد ان عرف التوحيد وتشبع به دعا اليه الامر الثاني ان يكون رحيما في دعوته الدعوة الى التوحيد ينبغي ان تنطلق من قلب فيه رحمة بالمدعوين وهذا تتلمسه في هدي النبي صلى الله عليه وسلم دوس القبيلة المعروفة حينما عرض عليها التوحيد اول مرة اعرضت فقال صلى الله عليه وسلم اللهم اهد دوسا وات بهم. والحديث في الصحيحين بل حتى اذا اقتضى المقام الشدة والاغلاط والهجر والنكير فينبغي ان يكون الباعث فينبغي ان يكون الباعث الى ذلك في نفس الداعية هو الرحمة بالمدعوين وهكذا تثمر الدعوة ولذلك اهل السنة في نظرهم الى المخالفين للتوحيد واظن انني قد تكلمت عن هذا سابقا لهم في ذلك نظران فهم من جهة يقومون بما يجب عليهم من الحب والبغض ومقتضيات ذلك لان اوثق عرى الايمان كما في الحديث ماذا الحب في الله والبغض في الله. وهم يبغضون هذا المخالف بحسب مخالفته وربما اذا اقتضت الحكمة الهجر والتشديد عليه قاموا بذلك ونظر اخر هو ما عبر عنه شيخ الاسلام رحمه الله في الحموية انه اذا نظر اليهم بعين القدر والحيرة مستولية عليهم فان الانسان يرحمهم ويرفق بهم اوتوا فهوما وما اوتوا علوما واوتوا ذكاء وما اوتوا ذكاء. اوتوا سمعا وابصارا وافئدة فما اغنت عنهم فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء فيرحمهم تكون رحمته لهم دافعا الى الحرص على هدايتهم ايضا من الوصايا ان يكون حكيمة في دعوته ومن ذلك انه يراعي احوال المدعوين فيعلم ان المدعوين متفاوتون ثمة السهل وسمة القاسي وثمة اه المطاوع وثمة المجادل والمعاند وصاحب الهوى الى غير ذلك فيعامل كلا بالاسلوب المناسب له ايضا من الحكمة في هذا الباب ان يتخذ الاسباب التي تدعو الى الاقبال على التوحيد في عرض التوحيد بصورة مشوقة تقبل عليها النفوس والاسماع فان المقصود هو تقريب الخلق الى الحق واذا سلك في ذلك الاساليب التي لا محظور فيها فانه يكون محمودا على ذلك فينبغي على الداعية الى التوحيد ان يحسن عرض التوحيد لا سيما اذا كان يدعو قوما مخالفين ومن احسن ما يمكن ان يسلكه الداعية في هذا المجال ان يدعو الى التوحيد من خلال الوقوف عند لطائف القرآن ومن ذلك ايضا فالدعوة الى التوحيد من خلال القصص فالنفوس مجبولة على حب القصص ويمكن ان تصل الى الموافق والمخالف من خلال ذلك قصص القرآن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم القصص الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرة الصحابة السلف الصالح هذا كله مجال الرحب لمن وفق لاقتناص اللطائف المتعلقة بالتوحيد وعرضها وعرض التوحيد من خلالها ايضا العناية بالدعوة الى التوحيد من خلال ضرب الامثال. وهذا مسلك قرآني معلوم ايضا العناية بالدعوة للتوحيد من خلال ربوبية الله سبحانه وتعالى فينفذ من خلال توحيد الربوبية الى توحيد الالوهية كذلك من خلال اسماء الله وصفاته وعظمته ونعوت جلاله وجماله ينفذ من خلالك من خلال ذلك الى التوحيد والتحذير من الشرك وهذا كله كما تعلمون مسلك قرآني معلوم المقصود ان من كانت قضية التوحيد همه فانه فيوفق الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا فيوفقه الله عز وجل الى الدعوة للتوحيد ولو كان يتكلم عن اداب الخلاء ولو كان يتكلم في الاخلاق ولو كان يتكلم في الاقتصاد يجد المداخل التي من خلالها يدعو الى التوحيد وايضا مما ينبغي ان يلاحظه والداعية الى التوحيد بل مما ينبغي ان يضعه نصب عينه ان الدعوة المثمرة تحتاج الى بذل الداعية الصادق هو الذي يعطي الدعوة اصول وقته واصول اهتماماته ويصبح ويمسي وهو يفكر في الدعوة الى التوحيد اما الذي يعطي الدعوة فضول وقته واهتماماته وعلى وقت فراغه يدعو فهذا ان نفعت دعوته فنفعها قليل ايضا من الوصايا التي ينبغي ان يعتني بها الدعاة الى الله عز وجل الحرص على الاجتماع والالفة فيما بينهم والله عز وجل حذر من الشقاق والاختلاف ولا تنازعوا فتفشلوا تذهب ريحكم والنبي صلى الله عليه وسلم لما بعث الدعاة الى التوحيد امرهم بالاتفاق لما بعث معاذا وابا موسى الى اليمن قال يسر ولا تعسره وبشره ولا تنفره وتطاوعا ولا تختلفا فكل اختلاف بين الدعاة الذين هم سالكون على نهج السلف الصالح فان هذا يعني مزيدا من نشاط مخالفيهم وظعفا في دعوتهم فينبغي ان يتناسى الدعاة الى التوحيد حظوظ النفوس وان يجتهدوا في جمع الكلمة على الكتاب والسنة ومهما يكن من شيء فان الكلام في هذا الباب كلام آآ واسع وذو سجون كما يقال جزاك الله خير ينبغي ان يستشعر كل واحد منا ممن اعطاه الله عز وجل هذه النعمة نعمة التوحيد ان هذه النعمة تحتاج الى شكر ينبغي ان يعرف الانسان قدر هذه النعمة فيشكرها ثم لتسألن يومئذ عن النعيم واي نعيم اعظم من هذا النعيم ان يوفق الانسان الى التوحيد والى السنة الدعوة تحتاج الى رجال تحتاج الى صادقين تحتاج الى مخلصين. تحتاج الى اهل نشاط وهمة تحتاج الى اهل ثبات مهما عصفت رياح الفتن ثابتون واثقون من انهم على الحق وادعوا الى ربك انك لعلى هدى مستقيم ثق انك على الحق وانطلق في دعوتك ومن خلال هذه القناعة متوكلا على الله سبحانه وتعالى وابشر انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد واذا كان الله عز وجل قد قال لرسوليه موسى وهارون انني معكما اسمع وارى فان كل من سلك طريق الانبياء والرسل في الدعوة الى الله ان له حظا من هذه المعية التي تقتضي النصرة والتأييد ولا ينبغي ان يتسلل الى نفس الداعية اليأس نسي لا سيما اذا رأى هذا النشاط لاعداء الله عز وجل. واذا رأى عزوفا من الناس عن الاقبال على التوحيد. بل ينبغي ان يكون هذا حافزا له الى مزيد من النشاط في ذلك فما عليه ان يحذر من تلبيس ابليس ان بعض الناس ربما لبس عليه الشيطان فاحتقر نفسه وقال من انا وماذا عندي؟ وماذا يمكن ان اقدم والوضع كما ترون وانا ضعيف في التحصيل وهكذا في سلسلة من الاعذار الدعوة الى الله يا اخواني ليست مقام استاء الدعوة شيء والافتاء شيء اخر المطلوب ان تدعو بما علمت. وبما بلغك من دين الله عز وجل وانت طالب للعلم قد علمت حظ الوافر لو ما علمت الا التوحيد لا اله الا الله ومعناها وما يضادها والله ان هذا لخير عظيم ولو لم توصل الا هذا فهذا خير ويكفيك ان شاء الله آآ ان من الخذلان والله ان تلتحم صفوف اهل الحق والباطل وتتنادى الاقران ويحمل وطيس وتجد بعض طلبة العلم معتزلا ليتفرج هذا خذلان اين نصرتك لله ولدين الله الله عز وجل امر ان يكون الدين كله لله وعلينا ان نسعى في تحقيق هذا الامر هذا من مهماتك يا ايها المسلم ان يكون الدين كله لله هذه نبذة في هذا الموضوع هو وصية اه دفع اليها هذا الباب الذي نحن فيه وهو باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله آآ اسأل الله عز وجل ان يجعلني واياكم من انصار دينه من الداعين الصادقين اليه يقول المؤلف رحمه الله باب الدعاء الدعاء يعني الدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله وشهادة ان لا اله الا الله معناها ومقتضاها توحيد الله سبحانه وتعالى وكما قدمت فان هذا التبويب بهذا الترتيب من احسن ما يكون فان من تمام آآ او من كمال تحقيق التوحيد ان يسعى الانسان بالدعوة اليه فانه عرف عظمته واهميته وجوب بلاغه لذلك فانه ينشط في الدعوة اليه اورد المؤلف رحمه الله في هذا الباب اية وحديثين اما الاية فهي في اواخر سورة يوسف قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين امر للنبي صلى الله عليه وسلم قل يا رسولنا هذه سبيلي يعني طريقي ونهجي حقيقة ذلك انه يدعو الى الله ولاهل العلم آآ مسلكان في معنى هذه الاية قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. اي انا ومن اتبعني سبيلنا وطريقنا الدعوة الى الله على بصيرة والمسلك الثاني قل هذه سبيلي ادعو الى الله ثم تنتهي هذه الجملة ويستأنف بعدها آآ الجملة التي تليها على بصيرة انا ومن اتبعني وقال بكل طائفة من اهل العلم والصواب هو الجمع بين بين المعنيين النبي صلى الله عليه وسلم سبيله الدعوة الى الله واتباعه كذلك وهو واتباعه على بصيرة وتنوعت عبارات اهل العلم في تعريف البصيرة فقيل ان البصيرة هي المعرفة التي يميز بها بين الحق والباطل وقيل انها اعلى العلوم بمعنى ان نسبة المعلوم فيها الى القلب كنسبة في الضوء الى البصر وقيل ان البصيرة هي الثبات واليقين على بصيرة يعني على ثبات وعلى يقين وقيل ان البصيرة هي العلم وكل تلك اقوال اذا تأملتها وجدتها متقاربة ومن لطيف ما في هذه الاية انها جمعت بين شرطي قبول العمل فشطرها الاول دال على الاخلاص. ادعو الى الله وشطرها الثاني دال على المتابعة على بصيرة قضية الاخلاص في الدعوة الى الله عز وجل قضية آآ اساس في الدعوة الى الله وقد نبه المؤلف رحمه الله في مسائله على ذلك وان الداعية مطالب بالاخلاص لله عز وجل تكون دعوته لله. فان من الناس من يدعو لكن الى نفسه ولذلك اذا خولف يغضب واذا انتهكت محارم الله التي لم يأمر بها فانه قد لا يحرك ساكنا هذا في الحقيقة في اخلاصه خدش الواجب ان يكون الانسان داعية الى الله لا الى نفسه فلا يهتم بالكثرة ولا يغتر بها ولا يحرص على ما يسمونه كسب الجماهير او ارتفاع الرصيد الجماهيري كما يقولون وهذا من اعز ما يكون تحقيق الاخلاص في الدعوة امر عزيز. والموفق من وفق اليه جاء عن بعض السلف انه قال اي احمق ذاك الذي يقول انه اذا استمع اليه عشرة نفر لا يحب ان يجود كلامه لهم والله المستعان فهذا تنبيه على جانب بالغ من الاهمية. وهو ان يلاحظ الانسان الاخلاص في دعوته مقصوده ان يصل الناس الى الحق وان يبتعدوا عن الباطل لا ان يستمعوا اليه ولا ان ينسب اليه شيء ادعو الى الله هذه الاية تدل على ان المتبعين الصادقين للنبي صلى الله عليه وسلم هم الدعاة الى الله على بصيرة وكلما كان الانسان اكثر اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم كلما كان اكثر همة وحرصا على الدعوة الى الله سبحانه وتعالى ثم جاء تسبيح الله عز وجل وسبحان الله التسبيح هو التنزيه تنزيه الله عما لا يليق به وما انا من المشركين نفي فيه نفي ان يكون صلى الله عليه وسلم من المشركين. في حال من الاحوال لا في قول ولا في عمل ولا في مخالطة ليس منهم في اي حال من الاحوال. وهكذا اتباعه الصادقون وهذا يدلك على ان البراءة من المشركين من اسس الدعوة الى الله عز وجل بعكس حال بعض الدعاة اليوم الذين تجدهم يطلقون عبارات مشتبهة فيها التهوين من قضية البراءة من المشركين وهذا من الخلل العقدي بالمنهج الدعوي لبعض اولئك ثم ذكر المؤلف بعد ذلك حديث ابن عباس وقد خرجه الشيخان بل قد خرجه الجماعة في قصتي بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا الى اليمن وبعثه صلى الله عليه وسلم معاذا الى اليمن كان في السنة العاشرة وقيل في التاسعة وقيل في الثامنة والصحيح الاول مع اتفاق العلماء على انه ما عاد الى المدينة الا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في عهد ابي بكر وقد كان البعث له وايضا لابي موسى الاشعري رضي الله عنهما احدهما وهو معاذ قد بعث الى صنعاء وما حولها وابو موسى بعث الى عدم الى عدن وما حولها وهل بعث معاذ كان لولاية او قضاء والاقرب انه كان لكليهما وقد كان قاضيا وكان ايضا واليا النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث هذا الداعية الجليل والصحابي الكريم معاذ رضي الله عنه اوصاه وصية عظيمة لتكون له منهجا يسلكه في دعوته قال انك تأتي قوما من اهل الكتاب في هذا ما يدل على اهمية ان يعرف الداعية حال المدعوين انك تأتي قوما من اهل الكتاب فتنبه لذلك وخذ لذلك اهبته وعدته هؤلاء اهل كتاب ليسوا كغيرهم من المشركين الاميين عندهم علوم تحتاج ان يستعد لهم ولشبهاتهم وهذا ايضا يفيد طالب العلم الى ضرورة الحذر من شبهات المخالفين وان لا يسمح لان تصل اليه وهو غير متسلح بالعلم الشرعي انك تأتي قوما من اهل الكتاب واليمن كان يغلب فيها في ذلك الوقت اهل الكتاب دخلت اليهودية اليها عن طريق من يطلق عليه تبع الصغير ثم دخلت النصرانية اليها عن طريق الاحباش اصبح دين اهل الكتاب لليهودية والنصرانية غالبا هنالك مع وجود مشركين لكن الغالب اولئك انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله ولك ان تعكس فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله. كل ذلك صحيح وقد بحثت في الصحيحين فما وقفت على هذه الرواية بهذا اللفظ فليكن اول ما تدعوهم اليه. شهادة ان لا اله الا الله لم اقف عليها انما في الصحيحين فليكن اول ما تدعوهم الى ان يوحدوا الله. واشار المؤلف الى هذه الرواية رواية عند البخاري وجاء ايضا فليكن اول ما تدعوهم اليه عبادة الله وجاء فادعهم الى شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله. وفي رواية وان محمدا رسول الله هذه الثلاثة الفاظ فالاولية جاءت في ان يوحدوا الاولية في الدعوة ان يوحدوا الله والى عبادة الله هذا الاختلاف في الالفاظ يدلك على ان السلف اما اه الصحابي وابن عباس او من دونه من الرواة كانوا يعبرون بما يدل على المعنى فشهادة ان لا اله الا الله تعني التوحيد. والتوحيد يعني عبادة الله وحده لا شريك له فهذا هو حقيقة التوحيد وهذا هو حقيقة شهادة ان لا اله الا الله لا كما يقول المخالفون من اهل البدع. هكذا فهم السلف ان شهادة ان لا اله الا الله تعني التوحيد والتوحيد يعني عبادة الله وحده لا شريك له وسيأتي اه في الباب القادم ان شاء الله الكلام عن معنى شهادة ان لا اله الا الله ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم ان المسلك المرعية في الدعوة انما هو الدعوة بالتدريج الاهم فالمهم فان هم اطاعوك لذلك وفي رواية فانهم اطاعوا لك بذلك وهذا يفيد مع ان الطاعة تتعدى يعني كلمة اطاعت تتعدى بنفسها لكن هنا عداها باللام اطاعوا لك بذلك. وهذا يفيد معنى الانقياد. اذا سلموا واذعنوا وانقادوا تقل الى الامر الثاني وهو ان الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة والصلاة اعظم العبادات على الاطلاق بعد التوحيد فانهم اطاعوا قطعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ تؤخذ من اغنيائهم فترد الى فقرائهم هذه الزكاة ويطرح اهل العلم سؤالا عند شرح هذا الحديث لماذا كان الاقتصار على شهادة التوحيد والصلاة والزكاة ولم يرد ذكر تتمة الاركان الخمسة الصيام والحج فمن اهل العلم من قال ان ذلك قد كان لانه لم يفرض ذلك بعده ولكن هذا ضعيف فان بعث معاذا الى اليمن كان متأخرا في السنة العاشرة وقيل انما لم يذكر الصيام لانه عبادة خفية وامر بالعبادة الظاهرة الصلاة والزكاة عبادات ظاهرة واما الحج فانه لا يجب على كل احد ولكن في هذا ما فيه فان الزكاة ايضا لا تجب على كل احد. اليس كذلك؟ انما هي تجب على الغني بشروطها المعروفة والاقرب والله اعلم ان يقال ان الاقتصار على الشهادتين والصلاة والزكاة انما كان لان هذه الثلاثة هي اعظم الواجبات ومن اعظم قواعد الدين واصوله الظاهرة ومن اذعن لها فانه اه سيدعن لغيرها غالبا لا اله الا الله ثقيلة على نفوس الكفار انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله ماذا يستكبرون والصلاة كبيرة الا على الخاشعين. قضية تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات والزكاة ثقيلة على نفوس من لم يقوى ايمانه. فان المال محبوب جدا الى النفوس فكون المسلم تطيب نفسه باعطاء حر ما له لغيره هذه قضية ثقيلة على كثير من النفوس فاذا اطاع في هذه الامور وطابت نفسه بذلك فانه لما سوى ذلك اطوع هذا الجواب اقرب ما يقال في هذا المقام وبعض اهل العلم ذكر جوابا اخر وهو ان الاقتصار الا ذلك انما كان لان بعث معاذ كان في شهر ربيع الاول وقد بقي على رمظان نحو خمسة شهور والحج بعد ذلك اراد ان يؤخر الامر بذلك الى ان يقرب الوقت ويكون الايمان ويكون الايمان قد ترسخ في النفوس وهذا الحديث من فوائده فالدلالة على ان قول اهل السنة والجماعة هو الحق في ان اول واجب على المكلف هو شهادة ان لا اله الا الله لا كما يقول اهل الكلام الشك او القصد الى النظر او النظر او المعرفة في اقوال عند المتكلمين مختلفة وان كانت عند التحقيق ترجع الى معنى قريب هذا كله غلط. بل المعلوم بالاضطرار من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسنته انه اول ما يأمر بالشهادتين بتوحيد الله سبحانه وتعالى ثم انتقل المؤلف بعد ذلك الى حديث سهل بن سعد بن مالك الساعدي الانصاري وهو صحابي مشهور من صغار الصحابة وابوه ايضا صحابي وهذا الحديث يتعلق ب قصتي اعطاء النبي صلى الله عليه وسلم اللواء اللواء او الراية يوم خيبر لعلي رضي الله عنه فان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال لاعطين غدا لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وفي هذا اثبات المحبة من جانبيها لله عز وجل. فالله يحب والله عز وجل يحب لكن ما تقول الجهمية بنفي المحبة من جانبيها ولا كما يقول الاشاعرة بنفي ان يحب الله عز وجل واثبات ان يحب هذا كله غلط وتحريف ومخالفة للحق بل الله عز وجل يحب وهو سبحانه وتعالى يحب يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه وهذا يدلك على ان صدق الايمان وصدقه وان الصدق محبة الله من اعظم اسباب النصر وتحقيق الفتوح وان من قام بهذا الامر فليبشر بالنصر والتمكين فبات الناس وهم يخوضون يتكلمون في هذه القضية وهذه دلالة على حرص الصحابة على الخيط. هذه البشارة اشغلتهم عن البشارة الاخرى بالفتح يفتح الله على يديه البشارة ان هذا الشخص يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وكل واحد يطمع ويرجو ان يكون هو اشغلتهم عن البشارة بالفتح وقد استعصت عليهم حصون خيبر خيبر فيها عدة حصون منيعة والنبي صلى الله عليه واله وسلم كان في معسكره دون خيبر واراد ان يعطي الراية لامير من امرائه ومعه من الصحابة من يسعون في فتح احد هذه الفصول وقد كان فبات الناس يذوقون ليلتهم يخوضون ويتكلمون ثم انهم بكروا الى النبي صلى الله عليه وسلم آآ كلهم يرجو ان يعطاها وجاء في حديث مسلم من حديث ابي هريرة ان عمر رضي الله عنه قال فتطاولت اليه عليه الصلاة والسلام يومئذ كان يحرص على ان يظهر امام النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينساه لعله ان يكون هو وقال ايضا في هذا الحديث او في هذه الرواية قال فما حرصت على الامارة الا يومئذ يريد ان يكون هو الذي بشر بهذه البشارة العظيمة وهو انه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم اين علي؟ سأل عن علي وعلي رضي الله عنه كان يشتكي عينيه وجاء في مسلم انه كان ارمد. الرمد مرض معروف يصيب العين فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم وارسل من يأتي به كما جاء في رواية انه سلمة بن الاكوع جاء به يقوده. ده دليل على شدة الالم الذي كان في عينيه. جاء يقاد احتفل النبي صلى الله عليه وسلم في عينه ودعا له وهذا من اعلام نبوته عليه الصلاة والسلام كما ذكر المؤلف في المسائل فالنبي صلى الله عليه وسلم مبارك بركة ذاتية يتعدى اثرها فببركة بساطه عليه الصلاة والسلام شفاه الله حتى كأن لم يكن به وجع بل جاء في خارج الصحيحين انه ما اشتكى عينيه بعد ذلك البتة ثم اعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الراية. والراية العلم كان من عادة الجيوش في ذلك الوقت ان يكون للجيش علم ويكون في موضع امير الجيش حتى يعلم مكانه ويلتف حوله ويلتف حوله وقد يكون هذا الامير هو الذي يحمل هذا اللواء او الراية وقد يعطيه الى اه واحد من مقدمي عسكره آآ اهل اللغة كثير منهم يقول ترادف اللواء والراية. الراية واللواء بمعنى واحد وبعضهم يفرق بينهما لان الراية العلم المنشور واما اللواء العلم الذي نوي اما لوي اعلاه او لوي كله وبعضهم يذكر غير هذا الفرق. المقصود ان اعطاء هذه الراية لعلي رضي الله عنه دليل على انه هو الامير وهو الذي سيفتح الله عز وجل عليه وثبتت في حقه هذه الفظيلة العظيمة وهذا كما يقول اهل العلم من اصح ما ثبت في فضل علي رضي الله عنه وارضاه ثم اوصاه النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء في رواية انه قال اقاتلهم على ان يكونوا مثلنا فجاء التوجيه من النبي صلى الله عليه وسلم قال انفث على رسلك يعني امضي على هونج على هينتك واذا نسلت او اذا نزلت بساحتهم فادعهم الى الاسلام وهذا هو الشاهد من الحديث وهو سبب ارادي هذه او ايراد هذا الحديث تحت هذه الترجمة مع ما سيأتي فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا. ايضا هذا شاهد اخر في هذا الحديث واخبرهم بما يجب عليهم من حق الاسلام الدعوة تكون الى هذا الدين باصوله وفروعه ولكن ينبغي ان يسلك الانسان في ذلك مسلك التدريج كما مر معنا في حديث معاذ وجاء في رواية ابي هريرة عند مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اعطاه الراية قال له امشي ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك يقول ابو هريرة فمشى علي شيئا ثم وقف فصرخ ولم يلتفت يا رسول الله على ماذا اقاتله انظر الدقة في الاتباع النبي صلى الله عليه وسلم ماذا قال له لا تلتفت فلم يلتفت حتى لما كان يريد ماذا ان يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا الاتباع الصادق فقال قاتلهم على ان يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله فاذا فعلوا ذلك عصموا منك دماءهم واموالهم الا بحقها فهذا هو الاسلام شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولوازم ذلك من عبادات الاسلام ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم له ما يحفزه على ان ينشط ويجتهد في الدعوة الى الله عز وجل وفي بيان الحق فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم حمر النعم يعني الابل الحمراء وهذه كانت تعد عند العرب انفس الاموال وقال بعض اهل اللغة النعم الابل خاصة والانعام الابل والبقر والغنم وبعضهم قال لا فرق النعم والانعام كلا هذا هذين اللفظين يطلق على الاصناف الثلاثة وهذا القول هو الصحيح فجزاء مثل ما قتل من النعم ويشمل هذا الابل والبقر والغنم لكن المقصود في هذا الحديث الابل خاصة الابل التي لونها احمر وهذه انفس من غيرها واحب الى اهلها وقد حصل كما تعلمون في اه السيرة ان فتح الله عز وجل عليه احد هذه الحصون وهو حصن ناعم قيل ان اسمه غيره. فتح الله عز وجل عليه هذا الحصن. ثم توالى بعد ذلك اه فتح بقية الحصون وقتل من قتل من اليهود آآ حتى صالح النبي صلى الله عليه عليه وسلم اهل خيبر على ان يكونوا عمالا في اه الزراعة ولهم شطر ما تخرج الارض وللنبي صلى الله عليه وسلم شطر ذلك هذا اه باختصار ما يتعلق بهذا الباب والله عز وجل اسأل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان