السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين لمين؟ قال الشيخ الاسلام الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب من الشرك النذر لغير الله الحمد لله رب العالمين اللهم صلي على محمد وازواجه وذريته وسلم تسليما كثيرا. وبعد قد عقد المؤلف رحمه الله ولا يزال يسرد اصنافا من الشرك بالله عز وجل والتي يتبين بمعرفتها التوحيد كما بين رحمه الله فيما سبق حينما شرح التوحيد وبينه قال وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الابواب بين الشيخ رحمه الله ان من الشرك النذر لغير الله النذر هو الوعد بخير او بشر نذر ينذر من باب ضرب وعلى لغة من باب قتلة نذر ينظر وهو شرعا ان يوجب المرء على نفسه شيئا لم يوجبه الله عليه وهذا النذر تتعلق به احكام في كتب الفقه وبيانها يتضح به ما ساق المؤلف رحمه الله هذا الباب لاجله فالنذر ينقسم من حيث حكمه الى ما يأتي. اولا النذر المطلق والمقصود بالمطلق هنا هو الذي لم يسمى فيه المنذور. وذلك ان يقول لله علي نذر ولا يسمي شيئا وهذا فيه كفارة يمين. كما جاء في صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم انه قال كفارة النذر كفارة يمين ثانيا ان ينذر نذر اللجاج والغضب. واللجاج بمعنى الخصومة والمماحكة بين الخصمين وهذا النذر غالبا ما يقع بسبب دجاج وخصومة. ودافعه اما الرغبة في الحمل على شيء او المنع منه او التصديق او التكذيب الحمل على الشيء كأن يقول ان لم افعل كذا فالله علي كذا وكذا او المنع كان يقول ان فعلت كذا فلله علي كذا وكذا يريد ان يمنع نفسه او التصديق كأن يقول ان لم يكن هذا الكلام صحيحا فلله علي كذا وكذا. يريد ان يصدقه السامعون او التكذيب كان يقول ان كان هذا الكلام صحيحا فلله علي كذا وكذا مثل هذا النذر الصحيح ان حكمه حكم اليمين وخيروا الناظر بين الفعل وبين ان يكفر كفارة يمين ثالثا ان ينذر امرا مباحا كان يقول لله علي ان افعل كذا وكذا من المباحات كان اذهب الى المكان الفلاني او اركب دابة او ما شاكل ذلك. فهذا يخير فيه ايضا بين الفعل وكفارة اليمين رابعا ان ينذر امرا مكروها. كالطلاق مثلا فانه في الاصل مكروه ومثل هذا يخير ايضا بين الفعل وبين كفارة يمين ويستحب في في حقه ان يكفر ولا يفعل الامر الخامس ان ينذر امرا محرما كأن يقول علي نذر ان اشرب خمرا ومثل هذا لا يحل له ان يوفي بنذره لقوله صلى الله عليه وسلم كما من نذر ان يعصي الله فلا يعصه وهل يلزم بكفارة يمين؟ اختلف اهل العلم في هذه المسألة والصحيح ان عليه كفارة يمين بدليل ما رواه الخمسة عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين وهذا الحديث اختلف في حكمه ولعل الاقرب والله اعلم ثبوته سادسا نذر التبرر والتبرر من البر كالتمسك من النسك. وهو الذي يسمى ايضا نذر الطاعة وهذا النذر ينقسم الى قسمين الاول ان يكون نذرا مطلقا. وهذا ليس الاول الاول الذي قلناه النذر المطلق يعني لم يسمى اما هذا فهو مطلق مقابل المقيد وهذا يسمى ايضا النذر المنجز والمقصود به ان ينذر الانسان دون ان يقيدها بقيد كان يقول لله علي ان اصوم يوما. ولا يعلق ذلك بشيء يحصل مستقبلا واما القسم الثاني من هذا النذر فهو النذر المقيد او المعلق او الذي يسمى ايضا نذر المجازات وذلك ان يعلق النذر بامر يرجو حصوله مستقبلا كان يقول ان نجحت في الامتحان فلله علي ان اتصدق بكذا وكذا ان رد الله ابي من السفر فلله علي ان اصلي ان اصلي ركعتين. وما شاكل ذلك؟ ومثل هذا يجب وعليه ان يوفي بنذره. سواء اكان نذرا منجزا؟ او كان نذرا معلقا ويبحث اهل العلم ودليل هذا كما سيأتي من نذر ان يطيع الله فليطعه. ويبحث اهل العلم ها هنا حكم هذا النذر من جهة ابتدائه. فالنذر له جانبان جانب الابتداء او الانشاء وجانب الوفاء. اما الوفاء فقد اتضح لنا وهو انه يجب عليه ان يوفي بنذره. واما ابتداء النذر ابتداء هذا النذر هل هو مشروع او هو مكروه؟ بعض اهل العلم علم يرى ان هذا النذر اعني النذر الذي آآ هو طاعة سواء اكان نذرا منجزا او على الاقل انه مكروه. لما ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال انه لا يرد شيئا وانما يستخرج به من البخيل وبعض اهل العلم ابن دقيق في شرحه على العمدة يرى ان الذي يكره انما هو النذر المعلق لا المنجس وذلك لان فيه نوع سوء ظن بالله عز وجل. اي انه لا يفعل ان حتى يحصل ما يريد فلا يطيعوا حتى يعطى ما يرغب. وفيه ايضا شيء اخر وهو انه لم يقصد خالص الطاعة وانما اراد حصول امر معنوي فلاجل هذا كان هذا النذر مكروها الذي يظهر والله اعلم ان كلا النوعين مكروه الابتداء اما المعلق فكما تبين لك. واما المنجز فان وجه الكراهة فيه من جهة لان الانسان يلزم نفسه بما لم يلزمه الشرع. ومثل هذا فيه تضييق على الانسان وربما لا يفعل ما ندر وما اكثر ما يحصل ذلك فيتأثم فكان ترك النذر هو المستحب في حق الانسان وبعض اهل العلم يرى ان النذر محرم الابتداء واجب الوفاء. والى هذا ميل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الجمهور على الكراهة على كراهة التنزيه وميل شيخ الاسلام رحمه الله وبعض المحققين يقوي ايضا هذا القول من المعاصرين يرون ان هذا القول فيه قوة ووجاهة لان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه كما في الصحيحين ومهما يكن فالنذر كما قال الخطابي في شرحه على البخاري انه باب غريب في الشريعة. يعني باب فريد لا مثيل له. ان يكون ابتداء الشيء منهيا عنه. ثم يقع واجبا. يعني ينشئ الانسان تكليف نفسه ويكون هذا الانشاء منهيا عنه فاذا وقع وقع واجبا على كل حال النذر سواء اكان نذرا مقيدا او كان نذرا مطلقا عبادة لله سبحانه وتعالى فهو لا يصدر في حال كونه معلقا الا عن قلب يعتقد ان الله عز وجل قادر على ان يفعل ما يريد هذا الانسان. وفي حولك وفي حال كونه مطلقا فهو يحمل نفسه على عبادة يرجو ان يكون فيها رضا الله عز وجل وفي هذا وذاك فيه من تعظيم الله ومن الذلة بين يديه ومن رجاء ما عنده الشيء العظيم فلاجل هذا كان عبادة وقد اثنى الله على المؤمنين الذين يوفون بالنذر كما سيأتي. وهذا يدل على ان الوفاء بالنذر عبادة. واذا كان كذلك كان صرف النذر لغير الله شركا لان القاعدة المجمع عليها ان كل عبادة تصرف لله فصرفها لغيره شرك اكبر وبالتالي فانه يكفي للتدليل على هذا الحكم ان يثبت ان النذر عبادة واذا كان عبادة كان صرفها لغير الله شرك. يكفي ان نستدل بالايات الامرة باخلاص العبادة لله وحده. وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبتحريم الشرك في العبادة. واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. هذا كاف في الدلالة على ان النذر بغير الله شرك وهذا يقع كثيرا من عباد القبور في هذه الامة. فتجدهم ينذرون الاموات والاولياء ويأتي احدهم الضريح ويقول يا سيدي فلان ان رجع غائبي او حصل لي كذا او اه نجحت تجارتي او ما شاكل ذلك فلك علي ان اذبح كذا او ان اتصدق بكذا. او ان مشعل الشموع حول قبرك وما شاكل ذلك وهذا كله شرك اكبر مخرج من الاسلام والعياذ بالله فلاجل هذا لاجل ان النذر لغير الله شرك وهو نوع من انواعه اورد المؤلف رحمه الله هذا الباب. نعم قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى يوفون بالنذر. هذه الاية في مقام مدح اهل الايمان ووجه مناسبة ايرادها في هذا الباب هو ان الله عز وجل اثنى ومدح من يوفي بنذره. وهذا دليل على ان هذا الامر محبوب لله فيكون عبادة تصرف له وحده. وبناء عليه فصرفها لغيره شرك نعم وقوله وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه. هذه الاية وجه الاستدلال فيها او وجه الاستدلال بها كالاية السابقة المراد ان النذر عبادة واذا كان كذلك فانه يجب ان يصرف لله وصرفه لغيره شرك وبيان كون النذر عبادة من هذه الاية يظهر من ثلاثة اوجه اولا من قرنه بالانفاق فالانفاق عبادة لله عظيمة فيكون النذر كذلك. وثانيا من تعظيم الله عز وجل لشأن النذر وهذا السياق بين فيه فانه قد قال فان الله يعلمه فيدل على انه عبادة. وثالثا من جهة اللازم اي فان الله يعلمه فيجازي عليه. لازم علمه بذلك انه يجازي عليه ويثيب عليه فيكون عبادة له تبارك وتعالى وباكثال فصرفه لغيره شرك وفي الصحيح عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نظر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه. حديث عائشة اخرجه البخاري رحمه الله في صحيحه وفيه بيان حكم نذر الطاعة وحكم نذر المعصية. وهذا قد وضح لنا في مقدمة الكلام عن هذا الباب ووجه الاستدلال بهذا الحديث على ما بوب الامام هذا الباب عليه هو اثبات ان النذر طاعة. وبالتالي فانه يجب ان يكون صرفه لله سبحانه وتعالى وصرفه لغيره شرك به. من نذر ان يطيع الله فليطعه. اذا الوفاء بالنذر واجب فهو اذا عبادة فيكون صرفه لغير الله شرك. نعم. قال رحمه الله الله تعالى باب من الشرك الاستعاذة بغير الله. قال رحمه الله باب من الشرك الاستعاذة بغير الله الاستعاذة من عاد يعوذ عوذا وعياذا. فهما مصدران صام يصوم صوما يا من وهذه المادة عادة تدور على معنى الالتجاء والتحرز والتحصن والاعتصام ومعناها في اللغة حينما يقول الانسان استعيذ بكذا الالف والسين والتاء على بابها الذي تستعمل فيه غالبا وهو الطلب الاستعاذة هي ان يطلب الانسان النجاة من امر مخوف. يهرب منه الى ما يمنعه منه ويقابل هذا العياذ او العوذ اللياد فالعياد يستعمل في طلب دفع الشر. واللياذ في طلب جلب الخير. يا من الوذ به فيما اؤمله ومن اعوذ به فيما احاذره فالعياز في طلب دفع الشر واللياذ في طلب جلب الخير. الاستعاذة بالله عز وجل عبادة ومعنى ان الانسان يستعيذ بالله ان يلتجئوا اليه ويعتصم به مما ما يخاف منه واذا كان عبادة فان صرفه لغير الله شرك. فصح ما ذكر المؤلف ان من الشرك ومن هنا تبعيضية يعني من انواع الشرك الاستعاذة بغير الله. وقد دل على ان الاستعاذة عبادة لله نصوص كثيرة فيها الامر بذلك. كقوله تعالى فاستعذ بالله. وقل ربي اعوذ بك من همزات الشياطين. قل اعوذ برب الفلق. قل اعوذ برب الناس الى غير ذلك من النصوص الكثيرة التي تدل على ان الاستعاذة مأمور وبالتالي فهي عبادة صرفها لغير الله شرك اكبر. نعم قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا قا هذه الاية من سورة الجن فيها بيان ان الاستعاذة بغير الله شرك ووجه ذلك ان مسلمي الجن كانوا يخبرون ببعض الافعال التي ببعض الافعال الشركية التي كانت تقع من مشركيهم ومن ذلك هذا الذي اخبر الله عز وجل به وانه كان من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا. اذا هذا فعل شركي تاب منه هؤلاء الجن المسلمون واخبروا بما كان يفعل في جاهليتهم معنى الاية قد بينه ابن عباس ومجاهد غيرهما من السلف رضي الله عنهم انه كان الواحد من المشركين اذا اذا نزل واديا مخوفا فانه يقول اعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه. فكان يستعيذ استعاذة شركية بالجن وهذا لا شك انه شرك اكبر قال الله عز وجل فزادوهم رهقا المقصود في قوله فزادوهم اما ان يكون الضمير في الاية راجعا الى الجن اي فزاد الجن الانس رهقا. اي خوفا وذعرا. وهذا عقوبة لهم على شركهم. فهم يستعيذون بالجن. فيزيدونهم خوفا ورعبا وبعض السلف قال في تفسير قوله رهق اي اثما وهذا ايضا صحيح من جهة ان الجن لما رأوا هؤلاء الانس يخافونهم يلجأون اليهم فانهم زادوا في تخويفهم فزادوهم في اللجوء و الاستعاذة بهؤلاء الجن او بساداتهم فزادوا اثما وضلالا او ان يكون المراد وهو القول الثاني في الاية فزاد الانس الجن رهقا اي ان يكون الضمير الواو فزادوه عائدا الى الانس. اي ان الانس زادوا الجن رهقا اي طغيان. فانهم ازدادوا في التعالي والطغيان وازدادوا في التخويف لانهم رأوا ان الانس يخافونهم والمقصود الاستدلال بالاية على ان الاستعاذة بغير الله شرك اكبر وها هنا مسألة وهي حكم الاستعاذة بغير الله. يطلق كثير من اهل العلم كما اطلقت ان الاستعاذة بغير الله شرك. وكما بوب الامام رحمه الله على هذا الباب وهذا صحيح في الجملة وان كان عند التفصيل يحتاج الى بيان فانك تجد ان من اهل العلم من يذكر ان الاستعاذة بالمخلوق قد تكون جائزة في بعض الاحيان وهذا الامر صحيح وقد دلت عليه بعض النصوص من ذلك ما خرج الامام احمد باسناد حسن ان صفية ارسلت الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت عائشة طبقا من طعام. فاخذت عائشة رعدة من الغيرة فاخذت هذا الطبق وكسرته نظر اليها النبي صلى الله عليه وسلم نظر المغضب فقالت اعوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم ان يلعنني الشاهد انه قد ثبت في الحديث ان عائشة قالت اعوذ برسول الله ويدل على هذا ايضا ما خرجه مسلم في الصحيح في قصة ضرب ابي مسعود البدري لغلامه فانه كان يضربه فقال الغلام اعوذ بالله فلم يزل يضربه فلما ابصر النبي صلى الله عليه وسلم وهذا قد جاء مصرحا به في رواية عبد الرزاق المصنف قال اعوذ برسول الله فكف ابومسعود عن ضربه. والحديث له تتمة. الشاهد منه ان غلام ابن مسعود قد استعاذ برسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا اللفظ آآ قد خرجه مسلم من طريقين. طريق فيه فيه قول اعوذ برسول الله وطريق ليس فيه الا اعوذ بالله. والمقصود انه على ثبوت هذه الرواية فان اه الاستعاذة قد حصلت برسول الله صلى الله عليه وسلم ويدل عليه ايضا ما ثبت في صحيح مسلم من قصة المرأة المخزومية التي سرقت فانه لما جيء بها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم استعاذت بام سلمة. وكانت حاضرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ويدل على هذا ايضا ما ثبت في الصحيحين حينما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الفتن قال في اخر الحديث فمن وجد ملجأ فليعد به فتلاحظ ان هذه الاحاديث فيها اثبات الاستعاذة بغير الله فما وجه ذلك؟ الجواب ان المقام يحتاج الى تفصيل فيقال اولا ان الاستعاذة فيها جانبان جانب هو طلب. يعني ان يسأل لفظا وهذا يكون فيه او انت تكون فيه الاستعاذة من جملة انواع الدعاء وقد نص غير واحد من اهل العلم ان الاستعاذة نوع من الدعاء. وان كان ثمة فارقا ثمة فارق دقيق بين الامرين الاستعاذة تصح بصفات الله عز وجل كما في قوله صلى الله عليه وسلم اعوذ برضاك من سخطك اعوذ برضاك من سخطك وفي قوله في الحديث الاتي اعوذ بكلمات الله التامات واما السؤال والطلب والدعاء للصفة فانه لا يجوز. سيأتي الكلام عن ذلك قريبا ان شاء الله المقصود ان الاستعاذة كما ذكرت فيها جانب طلب. وسؤال ولفظ. وفيها جانب اعتماد واعتصام والتجاء قلبي وعليه فيقال ان كان المستعيذ قد قد استعاذ بقلبه ملتجئا ومعتصما ومفوضا ومتوكلا على هذا المخلوق فانه يكون قد وقع في الشرك الاكبر ولا شك وهذا مما ينزل عليه قول المؤلف رحمه الله من الشرك الاستعاذة بغير الله وينزل عليه اطلاق كثير من اهل العلم ان الاستعاذة بغير الله شرك. الحال الثانية ان يكون او ان تكون الاستعاذة باللفظ فيما لا يقدر عليه الا الله عز وجل او ان يكون او ان تكون الاستعاذة بميت او ان تكون الاستعاذة بغائب فهذه الاحوال الاستعاذة فيها في حكم الدعاء. وذلك شرك اكبر وذلك كأن يقول انسان لاخر او ان يقول مريد لشيخه اعوذ بك من النار اعوذ بك من جهنم نقول هذا سأله ماذا؟ ان يعيذه من شيء لا يقدر عليه الا الله فهو شرك اكبر. او ان يستعيذ من صاحب القبر يا سيدي فلان استعيذ بك او اعوذ بك من العدو الفلاني. هذا شرك الاكبر واذا جمع هذا الى الالتجاء القلبي كان ضلالا فوق ضلال وكفرا فوق كفر او ان يقول مناديا شخصا غائبا بعيدا عنه لا يسمعه يا فلان اعوذ بك من كذا وكذا هذا ايضا شرك اكبر. اما اذا كانت الاستعاذة بمخلوق حي حاضر فيما يقدر عليه فان ذلك جائز وعليه تحمل النصوص السابقة. فعائشة رضي الله الله عنها عاذت برسول الله يعني لجأت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في امر يقدر عليه وهو الا يلعنها. كذلك في قصة غلام ابي مسعود ابصر النبي صلى الله عليه وسلم فقال اعوذ برسول الله اذا رسول الله صلى الله عليه وسلم موجود وحاضر والامر الثالث في اه قصة المخزومية استعاذت بام سلمة وهي حية حاضرة وبالتالي فهي تلجأ اليها ان تشفع لها وان تتوسط لها في ان لا لا يقام عليها الحد والنبي صلى الله عليه وسلم رفض ذلك. المقصود ان الاستعاذة بالمخلوق على الضابط السابق امر جائز ولا حرج فيه وعليه فيحمل اطلاق اهل العلم بان الاستعاذة بغير الله شرك على ما سبق بقي التنبيه على بعض الالفاظ المتعلقة بهذا الموضوع. فاذا قال الانسان في حال كون الاستعاذة بالمخلوق جائزة اعوذ بالله ثم بك كان كلامه صحيحا واذا قال اعوذ بك كان كلامه ايضا صحيحا. واذا قال اعوذ بالله وبك نقول هذا وقع في شرك الالفاظ التي فيها تسوية بين الله وخلقه. وهذا من جملة الشرك الاصغر قول ما شاء الله وشئت وما شاكل ذلك مما سيأتي الكلام عنه لاحقا في هذا الكتاب ان شاء الله فينبغي ان يلاحظ في هذا الباب هذه الاحكام وهذه التفصيلات. نعم. قال رحمه الله تعالى عن خولة بنت حكيم رضي الله تعالى عنها انها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نزل من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك. رواه مسلم هذا الحديث حديث خولة بنت حكيم السلمية وكانت تحت عثمان ابن مظعون رضي الله عنهما وهو مخرج كما ذكر المؤلف عند مسلم في صحيحه هذا الحديث فيه اثبات الاستعاذة بالله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم من نزل منزلا وتلاحظ ان هذا الحديث فيه عموم اي منزل سواء اكان الانسان في حضر او في سفر. فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق الاستعاذة بصفات الله عز وجل استعاذة به في الحقيقة وكلمات الله تنقسم الى قسمين كلمات كونية كما في قوله تعالى ما نفذت كلمات الله انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون فهذه الكلمات كلمات كونية بها يخلق الله عز وجل الاشياء وبها يأمر وينهى قدرا كونيا تبارك وتعالى والنوع الثاني الكلمات الشرعية وهي الكلمات الدينية التي ينزلها على رسله وفيها هداية بعده واعظم ذلك القرآن الكريم وقد استدل السلف كالامام احمد وغيره على ان كلام الله صفة له غير مخلوق بهذا الحديث وامثاله مما فيه الاستعاذة بكلمات الله وذلك انهم ذكروا ان الاستعاذة لا تجوز بالمخلوق فثبت ان كلمات الله صفة له غير مخلوقة وما المراد بكلمات الله في هذا الحديث هل المراد الكلمات الكونية والشرعية قال بهذا بعض اهل العلم او المراد الكلمات الشرعية قال بهذا ايضا طائفة من اهل العلم الكلمات هنا القرآن او المراد الكلمات الكونية وهذا ما قرره بعض المحققين كشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. ولا شك ان هذا اوجه. ذلكم ان التأثير في المخلوقات راجع في الاصل الى كلمات الله الكونية. تكون الاستعاذة بها انما امرنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون. وهي كلمات الله التامات التي لا يجاوزها بر ولا فاجر. اذ كل مخلوق فهو تحت قهر الله عز وجل وسلطانه. وقوله التامات يعني التي لا يلحقها نقص وكذلك هي كلمات الله كونا وشرعا. فهي كاملة من كل وجه لا حقها نقص باي وجه من الوجوه. وهذا الحديث آآ فيه اثبات الاستعاذة بصفات الله عز وجل وهذا كما اسلفت امر مشروع فجاء الاستعاذة بالكلمات وجاء الاستعاذة برضا الله عز وجل من سخطه اعوذ برضاك من سخطك وجاء ايضا الاستعاذة اه غير ذلك من صفات الله عز وجل كما في الحديث الذي فيه ضعف اعوذ بنور وجهك وآآ غير ذلك فمما جاء في الاستعاذة بصفات الله سبحانه وتعالى. وهذا كما اسلفت امر جائز ومشروع الامر كما قال شيخ الاسلام رحمه الله الاستعاذة بصفة الله استعاذة به في الحقيقة وكون الانسان يعتصم ويحترز بصفة لله سبحانه وتعالى جعل فيها الحماية شرع الاحتماء بها هذا امر لا اشكال فيه بلا ريب بعكس الدعاء الذي فيه قصد وتوجه الى من يسمع ويجيب ويقدر وهذا لا يكون الا الموصوف بالصفات وهو الله عز وجل وليس الصفة وبالتالي فالقاعدة ان الاستعاذة بالصفة جائزة كالقسم. واما الدعاء لا يكون الا بالله سبحانه وتعالى من فوائد هذا الحديث انه يشرع للانسان ان يقول اذا نزل منزلا هذا الدعاء ومن قال ذلك بصدق ويقين واخلاص فان وعد الله عز وجل لا يتخلف لن يضره شيء واذا حصل واصاب الانسان شيء وقد قال هذا الدعاء فليرجع الى نفسه فان الخلل انما هو عائد اليها. واما وعد الله عز وجل فانه لا يخلف وقد جاء هذا آآ اللفظ ايضا وهذه الاستعاذة ايضا في موضع اخر وهو في اذكار المساء وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم فيما خرجه احمد وغيره باسناد حسن ان من قال حين يمسي ثلاثا اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره حمة في ليلته تلك. يعني لم يصب سم من ذوات السموم كالحية والعقرب. تلاحظ ان هذا ذكر عند المساء ويقال ثلاث مرات كما في حديث ابي هريرة هذا جاء ايضا في حديث اخر انه يقال مرة واحدة. واما هذا الذي بين ايدينا فهو دعاء للنزول في مكان ما فيقوله الانسان مرة واحدة. ومن فعل ذلك لم يصبه شيء وقوله صلى الله عليه وسلم من شر ما خلق اي من شر كل مخلوق فيه شر. فان من المخلوقات ما هي خير محض كالملائكة والرسل ومنها ما هي شر محض في ذاتها كابليس ومنها ما فيه خير وشر كسائر البشر عدا الانبياء والمقصود بهذا الحديث الاستعاذة من شر كل مخلوق فيه شر. وقوله صلى الله عليه وسلم من شر ما خلق يدل على ان الشر يكون في مخلوق الله عز وجل لا في خلقه اي ان الشر يكون في المفعول لا في الفعل. الله عز وجل الخير اليه والشر ليس اليه الخير بين يديه او في يديه والشر ليس اليه. ففعل الله وصفته القائمة به كالخلق خير محض. حتى اذا خلق الله عز وجل ما فيه شر فان فعله خير وان كان مفعوله ومخلوقه شر واه يتبين لك ذلك بخلق ابليس. فابليس مخلوق لله عز وجل. هو شر واما خلقه يعني فعل الله عز وجل الذي هو خلقه والذي هو صفة له تبارك وتعالى فهذا لا شك انه خير. لان ايجاد ابليس فيه او يترتب عليه مصلحة عظيمة وحكمة عظيمة فكان ايجاده خيرا من عدم ايجاده. وبالتالي فكانت صفة الله عز وجل وكان فعل الله عز وجل خيرا وان كان الشر وان كان الشر في مفعوله ومخلوق وهذا بحث يتعلق باب القدر وقد المحت اليه الماحا والا فالمقام يحتاج الى تفصيل اكثر. لعلنا نقف عند هذا الحد والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. السلام عليكم