بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا شيخنا والحاضرين والمسلمين قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء من التغليظ في من عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف اذا عبده؟ الحمد لله رب العالمين. وصلى الله اللهم وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد بعد ان تكلم المؤلف رحمه الله وعقد الابواب السابقة لبيان الشرك اعظم انواعه وان اتخاذ الاصنام الهة من دون الله عز وجل. وبين اصل عبادة الاصنام ومنشأ ذلك في كثير من احوالها الا وهو جعل الاصنام على صورة الانبياء والصالحين انتقل المؤلف بعد ذلك الى سبب اخر من اسباب وقوع الشرك الا وهو الفتنة بالقبور واهلها فانه اذا كان التعلق بالاصنام التي صورت على صور الموت فتنة مضلة كما قال الله عز وجل ربي انهن اضللن كثيرا من الناس فان الفتنة في القبور مباشرة اعظم ولا شك والواقع اكبر برهان على ذلك. فان فتنة كثير من الناس قبور كانت عظيمة. واراد المؤلف رحمه الله في هذا الباب ان يبين امرين الاول سد الذريعة الموصلة الى عبادة القبور والمقبورين. فانه قد اورد من الاحاديث ما يبين ان هذا من اعظم المحرمات وان من فعل كان من كان من شرار الخلق وكان مستحقا للعنة الله عز وجل والامر الثاني بيان ان عبادة صاحب القبر اشد واعظم لان ذلك شرك اكبر اذا كان غلظ في شأن من عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف اذا عبده لا شك ان الامر اعظم واشد خطورة لانه اذا كان عبادة الله عز وجل عند القبر وسيلة وذريعة الى عبادة صاحب القبر وهذا القدر مستوجب للعنة الله هذا الوصف العظيم وهو ان يكون ذلك الانسان من شرار الخلق فكيف اذا توجه بالعبادة لغير الله عز وجل؟ فلا شك انه وقع في الامر العظيم الذي ليس بعده شيء في الفداحة والخطورة. وكلام المؤلف رحمه الله هنا في هذا التبويب في غاية المناسبة وآآ تشدة في عنايته رحمه الله بهذا الامر العظيم فقد كرر الكلام فيه ونوعه واتى فيه باساليب مختلفة كما تجده في هذا الباب والباب الذي يليه. ويدخل في ذلك في الجملة ايضا الباب الذي بعده فان الباب كله باب واحد. وهذا من فقه الامام رحمه الله وحرصه على القيام بواجب النصيحة. النبي عليه الصلاة والسلام كرر في شأن القبور وخطورة التعلق بها وكون ذلك من ذرائع الشرك. كان يكرر عليه الصلاة والسلام هذا الامر. ويعيد زيدوا ويبين باساليب مختلفة. كان ينهى عن ذلك في حياته. ونهى عن ذلك اه قبل وفاته بخمس ليال ثم وهو في السياق عليه الصلاة والسلام كان ايظا يشدد على هذا الامر العظيم ويحذر عنه. وما ذلك الا لخطورته التغليظ الذي جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام كما سيأتي في الاحاديث هو في شأن شخص يقصد قبرا ليعبد الله عز وجل عنده اعتقادا افضلية هذا المكان او رغبة في حصول البركة له وهذا القدر كونه يتوجه الى الله عز وجل بالعبادة هنا هذا القبر هذا القدر ليس كفرا. وليس شركا اكبر ومع ذلك جاء التغليظ في لانه فصيلة وذريعة لما هو اعظم واكبر. تلاحظ ان المؤلف رحمه الله اشار في تبويب الباب الى العبادة. مع ان الاحاديث التي اوردها تتعلق بالصلاة وذلك ان العلة واحدة والحكم يدور مع علته وجودا وعدم اذا كان اتخاذ القبور مساجد بمعنى انه يتعبد الله عز وجل بالصلاة عليها واليها وعندها وكان هذا مستوجبا لما سيأتي من الوعيد. فان من فعل غير ذلك من انواع العبادة كان مستحقا لذلك ايضا لان العلة في كل واحدة. نعم. قالوا رحمه الله تعالى في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ان ام سلمة رضي الله عنها ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بارض الحبشة وما فيها من الصور فقال اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح او العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور اولئك شرار الخلق عند الله. في الصحيح يعني في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ومن رحمة الله كما يقول شيخ الاسلام رحمه الله من رحمة الله ان عائشة رضي الله عنها روت هذا الحديث وامثاله. لانها هي صاحبة الحجرة. التي دفن فيها النبي عليه الصلاة والسلام. ام سلمة زوجة النبي عليه الصلاة والسلام وهي هند بنت ابي امية المخزومي وجه النبي عليه الصلاة والسلام بعد ابي سلمة كانت تحدث النبي عليه الصلاة والسلام وهو وفي مرض موته عن كنيسة شاهدتها في ارض الحبشة. واهلها نصارى وجاء في الصحيح ان اسمها ماريا. يعني الكنيسة. وجاء في الصحيح ايضا ان ام سلمة وام حدثتا النبي عليه الصلاة والسلام بذلك. ذكرت للنبي عليه الصلاة والسلام كنيسة رأتها في الحبشة وذكرت ما فيها من التصاوير فان من شأن اهل الكتاب اليهود والنصارى بعد انحرافهم ان يصوروا صورا لمعظميهم من انبيائهم وصالحيهم سواء اكانت صورا مجسمة او غير مجسمة وتعلق في تلك الكنائس وهذا من تعظيمهم لهؤلاء المعظمين النبي عليه الصلاة والسلام لما سمع ذلك قال اولئك او اولئك اذا كان الخطاب ام سلمة فبالكسر او هو خطاب عام فبالفتح هؤلاء القوم كان اذا مات فيهم العبد الصالح او الرجل الصالح شك من الراوي بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك التصاوير. في هذا استعمال المسجد بمعناه اللغوي العام. ويطلق حتى على الكنيسة. لانه محل للسجود والعبادة. قال عليه الصلاة والسلام اولئك او اولئك شرار الخلق عند الله وصف النبي عليه الصلاة والسلام هؤلاء القوم بانهم شرار الخلق عند الله لمجرد انهم بنوا على قبور الصالحين المساجد وبناء القبور على المساجد و اتخاذ القبور مساجد وهذان اللفظان قد تكاثرت فيهما او بهما احاديث النبي عليه الصلاة والسلام كثرة عظيمة حتى بلغت مبلغ التواتر يدلان على تحريم هذا الامر. ان تبنى المساجد على القبور او ان تتخذ القبور مساجد. وصور ذلك اولا ان يصلى على القبر مباشرة وان يسند عليه وهذا صاحبه قد او فاعله قد اتخذ القبر مسجدا فانه سجد عليه مباشرة ولا شك ان هذا افظع واخطر الصور الصورة الثانية ان يصلى الى المساجد عفوا ان يصلى الى القبور او في وسط القبور. وهذا ايضا من اتخاذ القبور مساجد فان الصلاة الى القبر وآآ الصلاة في وسط القبور يعني عندها وفي محيطها وفي فنائها اتخاذ لها مسجدا وقد دلت النصوص وفهم السلف واثارهم على ان هذه الصورة ايضا من اتخاذ القبور مساجد. فان عمرو بن دينار رحمه الله التابعي الجليل سئل عن الصلاة في وسط القبور فقال ذكر لنا ان النبي ان النبي صلى الله عليه وسلم اه نهى ان تتخذ القبور مساجد ولعن من فعل ذلك فلاحظ انه جعل هذه السورة من اتخاذ القبور مساجد. وهذا الذي تتابى عليه اهل العلم من لدن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بعد. علق البخاري رحمه الله في صحيحه ان عمر رضي الله عنه رأى انسا رضي الله عنه يصلي الى قبر فناداه وهو يصلي القبر القبر وهذا الاثر وصله عبد الرزاق وابن ابي شيبة باسناد صحيح فلم يسكت عمر رضي الله عنه عن الانكار على هذا الفعل. بل وما انتظر حتى يفرغ من صلاته. والمظلوم بانس رضي الله عنه ان ما كان يعلم ان هذا قبر او غفل عن ذلك ولم يتقصد ان يصلي الى القبر اعتقادا ومع ذلك ارشدا وامر وانكر عمر رضي الله عنه عليه. اولى من ذلك ما بمسلم من حديث ابي مرتب رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال لا تصلوا الى القبور فالصلاة الى القبور بمعنى ان تجعلها امامك وفي قبلتك امر محرم لا يجوز. وهو من جملة اتخاذ القبور مساجد. وهو ذريعة للشرك بالله عز وجل وتعظيم هذا القبر وصاحبه. والتوجه له بالعبادة وفي هذا المعنى ايضا الصلاة داخل المقبرة. وفي محيطها فان هذا امر محرم اجماع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نقل الاجماع ابن حزم وشيخ الاسلام وغيرهما. ويدل عليه قوله عليه الصلاة والسلام في اخرجه الخمسة الا النسائي قال كل الارض مسجد الا المقبرة والحمام وفي البخاري يقول عليه الصلاة والسلام اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا لا تتخذوها قبورا. ومعنى قوله لا تتخذوها قبورا يعني لا يصلى اليها عفوا لا يصلى فيها وهذا بين في الدلالة على ان المعهود عند السامعين ان القبور الصلاة فيها وما ذلك الا سدا لذريعة الشرك بالله تبارك وتعالى ولا يشك من شم للعلم رائحة ان فهذه هي العلة من ذلك. بخلاف قول من اخطأ في هذه المسألة وزعم ان العلة من ذلك انما هي النجاسة. قالوا المقبرة يقبر فيها الموتى والموتى يخرج منهم صديد نجس تنجس التربة لاجل هذا نهي عن الصلاة في القبور اه نهي عن الصلاة في المقابر وهذا غلط. ليس بصحيح. النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن اتخاذ قبور الانبياء مساجد كما الانبياء لا تنبش قبورهم بالتالي فان العلة المذكورة وهي انه اذا نبشت القبور فانه آآ يعني يكثر حصول الصديد في هذا التراب. يعني ينتشر هذا الصديد في التراب فتتنجس هذه الاتربة ونقول الانبياء الارض لا تأكل اجسادهم فلا تنبش قبورهم ثم من الذي قال ان المصلي ولابد سيباشر تراب قال قد تلطخ او اتصل بالصديق. ثم يقال ايضا لا يسلم ان هذا الصديد نجس. ثم يقال ايضا مسجده عليه الصلاة والسلام كان قبل بناءه مقبرة للمشركين. فنبشت القبور ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم انه امر نقل التراب والمجيء بتراب اه جديد. ثمان حمل احاديثه عليه الصلاة والسلام على هذه الصورة النادرة مما يبعد في الفقه بل الذي لا شك فيه ولا ريب ان النبي عليه الصلاة والسلام انما نهى عن الصلاة القبور لاجل هذا الامر العظيم الا وهو سد الذريعة الى الشرك بالله عز وجل تعضده الاحاديث الكثيرة في هذا الباب. من النهي عن اتخاذ القبور مساجد دعا عليه الصلاة والسلام الا يجعل الله قبره وثنا يعبد واخبر انه اشتد غضب الله على قوم على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. الشاهد ان التعليل الصحيح الذي لا شك فيه هو لاجل هذا الامر. فيكون الصلاة او فتكون الصلاة في داخل القبور محرمة لا تجوز. ومن هذا تعلم ان الصلاة في المسجد الذي فيه قبر لا تجوز. والصحيح ان الصلاة باطلة والصحيح من كلام اهل العلم ان المقبرة تكون مقبرة بوجود قبر واحد فيها فمتى ما وجد في هذا المكان المحاط وهذا المسجد قبر فانها حينئذ تصبح مقبرة على الصحيح من كلام اهل العلم وهو اختيار المحققين من اهل العلم. كشيخ الاسلام وغيره بخلاف قول من قال انها لا تكون مقبرة الا بوجود ثلاثة قبور فاكثر. هذا لا دليل عليه والعلة المحظورة في الثلاثة قبور موجودة في ماذا؟ في القبر الواحد فلاجل هذا اذا بني المسجد على القبر كما سيأتي الكلام عن ذلك فواجب هدمه. واذا ادخل القبر في المسجد فواجب نبشه واخراجه. وهذا الذي عليه علماء اهل التوحيد قاطبة الصورة الثالثة لاتخاذ القبور مساجد ان يبنى عليها بمعنى ان يجعل على هذا القبر بناء يتخذ او يجعل مسجدا كما هو الحال في كثير من البقاع حيث انه يبنى على هذا المسجد اه يبنى على هذا القبر بناء يكون مسجدا يتخذ محلا للعبادة وهذا لا شك انه من الامور المنكرة بل المحادة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانه قد نهى في غير ما حديث عن البناء على القبور. وهذا من الامور المعلومة قطعا في الشريعة ويا لله العجب من حال اناس يزعمون محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام ويتهمون غيره ويتهمون غيرهم بالتقصير محبته ومع ذلك يضادون اوامره اعظم المضادة احاديث متكاثرة ومروية في اصح الكتب. في الصحيحين ثم ما بعدها من الكتب. كلها على معنى واحد ومع ذلك يأتي فئام من الناس ويزعمون جواز بناء المساجد على القبور وبناء القباب وامثال ذلك بل واستحباب ذلك. كما تجده عند بعضهم حينما الف احد متأخريهم احياء المقبور بادلة استحباب بناء القباب والمساجد على القبور يا لله العجب! انظر الى المحادة والمضادة البينة. ليس جواز بل استحباب ان تبنى القباب والمساجد على القبور. ولا حول ولا قوة الا بالله. فالفتنة بهذا الامر لا شك انها فتنة عظيمة. لوجود امثال هؤلاء الذين يزينون الباطل والمنكر. يجعلون اه مثل هذه المنكرات من الامور السائغة بل المستحبة والله المستعان يشغب بعض اهل البدع على هذا الحكم البين الواضح ببعض الشبه من اشهرها ثلاث شبه ثلاث شبه تنبه لجواب الشبهة الاولى زعمهم وجود قبور في المسجد الحرام من قبور الانبياء قالوا والصلاة في المسجد الحرام مشروعة بالاجماع اذا لا حرج من الصلاة في المقابر او في المساجد التي فيها قبور ولا شك ان هذا امر باطل ولا يحتاج المقام الى آآ جهد في ابطاله فان هذا من الامور المكذوبة التي لا يشك عالم ولا طالب علم في بطلانها فلم يصح قط وجود قبور مدفونة في المسجد الحرام لا للانبياء ولا لغيرهم. الشبهة الثانية استدلالهم ما حصل من دفن النبي عليه الصلاة والسلام عائشة رضي الله عنها وانها كانت تصلي في هذه الحجرة. وبالتالي فلا حرج من الصلاة في القبور او في المساجد التي فيها قبور. قالوا حجرة عائشة رضي الله عنها حجرة ضيقة وفيها ثلاثة قبور. قبره عليه الصلاة والسلام وقبر صاحبيه فاين كانت تصلي الا في هذا المكان الباقي الذي كانت تجلس فيه. فدل هذا على جواز هذا الامر الذي تزعمون بطلانه. والجواب عن هذه الشبهة ان ما ذكر غير صحيح. فلم تكن حجرة عائشة رضي الله عنها او بيتها بهذه الصورة التي يصورها هؤلاء بل كان بيت عائشة رضي الله عنها بيتا فيه متسع فانها اخبرت رضي الله عنها ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي في الحجرة ويفصل بين الشفع والوتر فتسمع تسليمه وهو في البيت وهي في البيت. وجاء نحوه ايضا عن ابن عباس رضي الله عنهما وكان للنبي عليه الصلاة والسلام في بيت عائشة مشربة وهي غرفة يصعد اليها كما هو ثابت في الصحيح حينما ال النبي عليه الصلاة والسلام من نسائه ويقرب هناك الامر ما ثبت عن ما لك رحمه الله عند ابن سعد في الطبقات باسناد صحيح عنه انه قال قسم بيت عائشة باثنين وجعل بينهما حائط. فقسم فيه قبره صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه وقسم فيه عائشة رضي الله عنها. فالذي فيه قبره عليه الصلاة والسلام هو جزء من البيت محاط ومنفصل. وعائشة رضي الله عنها في مكان اخر من البيت منفصل. ويشهد لهذا ايضا سؤال القاسم ابن محمد ابن ابي بكر رضي الله عنه رحم القاسم حينما قال لعائشة رضي الله عنها اكشفي لي عن قبر النبي عليه الصلاة والسلام. فكشفت له الستر فرأى قبره عليه الصلاة والسلام. والذي يظهر والله اعلم ان هذا الستر كان قبل ان تبني الحائط. فهو مكان مستقل. ولذلك يبعد ان وهو ابن اخيها الا يزورها. بل كان بالتأكيد يزورها ويتكرر عليها ويصل رحمه من قبلها ومع ذلك مع تردده ودخوله الى البيت ما كان يرى قبر النبي عليه الصلاة والسلام حتى طلب ان يراه دل هذا على ان المكان الذي كانت تسكنه وتجلس فيه رضي الله عنها ليس هو المكان الذي كان فيه قبره عليه الصلاة والسلام و قبر صاحبيه. اتضح بهذا ان هذه الشبهة باطلة وعائشة رضي الله عنها اكثر تعظيما لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من ان تخالف هديه فتصلي حيث نهى النبي صلى الله عليه وسلم الشبهة الثالثة وهي اشهر الشبهات في هذا الباب وقد تشكل على بعض الناس وهي وجود او هي ما يظن من وجود قبره عليه الصلاة والسلام في مسجده مع مشروعية الصلاة في مسجده والجواب عن هذه الشبهة من وجوه اولا ينبغي ان نعرف ما الذي حصل في اه هذا الامر حتى علينا تصوروا الجواب جدد او وسع المسجد النبوي مرتين في عهد عمر وفي عهد عثمان ولم يمس شيء من حجر عليه الصلاة والسلام فيهما البتة. حتى كان آآ او حتى كان خلافة الوليد ابن عبد الملك بعد ان بنى مسجد دمشق فخطر على ذهنه ان نوسع مسجد النبي عليه الصلاة والسلام. فارسل الى امير المدينة وعامله عليها وهو عمر ابن عبد العزيز ان يوسع المسجد وان يدخل فيه حجر النبي عليه الصلاة والسلام واختلفوا متى كان هذا فقيل في سنة ست وثمانين وقيل في سبع وقيل في ثمان والاقرب والله اعلم انه بعد ذلك وانه في سنة احدى وتسعين وانتهى البناء في ثلاثا وتسعين يعني استمر البناء في حدود ثلاث سنوات و لما حصل هذا الامر لم يكن في المدينة احد من الصحابة الذين عاشوا مع النبي عليه الصلاة والسلام وعرفوا هديه وتلقوا سنته. فاخر من مات في المدينة على المشهور. جابر رضي الله عنه وعلى الاشهر ان هذا كانت السنة كان سنة سبع وثمانين الذي حصل لم يكن بمشورة الصحابة. ولم يكن عن اذنهم. ولم يكن برضا منهم اما التابعون فالذي روي عنهم انكار ذلك روي عن سعيد ابن المسيب وعن عروة ابن الزبير وعن خبيب ابن عبد الله ابن الزبير انكار هذا الامر وحتى لو لم يروى ذلك فلا يشك من عرف سيرتهم وهديهم انهم ما كانوا ليسكتوا عن هذا الامر. لان فيه ذريعة لحصول الامر الذي تكاثر من النبي عليه الصلاة والسلام التحذير عنه. ولكن شاء الله وقدر حصول هذا الامر هذا اذا تمهد لك فانه لا يصح حينئذ ان يقال ان وجود هذه الصورة انعقد الاجماع على جوازه. لم يكن الامر كذلك بل حصل انكاره من ابتداء الامر. ثم يقال في عن هذه الشبهة عن هذه الشبهة. ان قبر النبي عليه الصلاة والسلام لم يدخل في المسجد. بل البيت لم يدخل في المسجد انما الصورة التي تشتبه على الناس هو هذا الامر لكن الحقيقة خلاف ذلك تقريب الامر هو بان تصور ارضا صغيرة لشخص ما وبجواره شخص عنده قطعة ارض ثم توسع فاخذ ما هو في شمالها وجنوبها وشرقها اذا قلنا هو في غربها فاتسعت الارض او اتسعت ارض جاره حتى شملت ما حول هذه الارض اصبحت بقعة في وسط بقعة اكبر منها. ولا يصح هنا ان يقال ان هذه البقعة الصغيرة قد اصبحت جزءا من البقعة الكبيرة. هكذا الشأن فيما حصل في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام. المسجد توسع. اصبح بيته عليه الصلاة والسلام داخلا من حيث الصورة وان لم يكن داخلا من حيث الحكم فبيته باق على ما هو عليه. ولم يكن جزءا من المسجد. بمعنى لو تصور عدم وجود قبر في البيت. يعني ليست القبور الثلاثة موجودة. وامكن لانسان ان صلي في داخل هذا البيت فانه لا يحصل على تضعيف آآ الصلاة الحاصل للمسجد النبوي. لان هذه بقعة مستقلة ليست من مسجد النبي عليه الصلاة والسلام. وانما توسع المسجد الى ما حول البيت هذه صورة المسألة وبالتالي فلم يكن قبره عليه الصلاة سلام في المسجد ولم يبنى المسجد على القبر ولم يدخل المسجد في القبر قد يقول قائل فما انكار السلف اذا على هذا الذي حصل الجواب الانكار كان لان الامر سيفتح الذريعة وآآ سيتحصل هذا لبس على الناس ولا شك ان هذه الابواب ينبغي الذريعة فيها الوجه الثاني وهو ما ذهب اليه بعض اهل العلم ان ان البيت النبوي الذي قبر فيه النبي عليه الصلاة والسلام لم اه يكن داخل المسجد وانما كان في حد المسجد بمعنى ان توسع المسجد من جهة الشرق انتهى الى حد البيت. وما بعد ذلك يعني البيت فما بعده هذا ليس من المسجد. انما من هذه الجهة ينتهي او تنتهي التوسعة عند جدار البيت. ويكون قد توسع ما هو امامه وتوسع ما هو خلفه اما من الجهة الشرقية فالحد هو الجدار الشرقي لبيت النبي عليه الصلاة والسلام. وغاية الامر ان يكون البيت قد اتصل بالمسجد وقرب منه اكثر مما كان في السابق يعني كان في السابق هناك حد فاصل المسجد مسجد والبيت بيت الان ازيل هذا الحد ووصل المسجد الى ادي الجدار الذي هو الجدار الشرقي لبيت النبي عليه الصلاة والسلام. فصار متاخما وصار اه محادا لمسجد النبي عليه الصلاة والسلام لا اكثر. واما الجهة الموجودة في اه شرق البيت يعني الجهة اه ذات المسافة او العرض اه قصير كما تراها الان فهذه انما حصلت وادخلت بعد ذلك ولم في هذه التوسعة وبالتالي فلا عبرة بها وهذا المكان ليس معدودا من المسجد وهكذا كان الامر في اه عهد الدولة السعودية الاولى كان هذا المكان مفصول ولا احد يصل اليه. المقصود ان آآ هذا به يتضح لك ان قبر النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن داخلا في المسجد وانما كان متاخما للمسجد الجواب الثالث ان يقال سلمنا جدلا ان القبر ادخل في المسجد فان هذه الصورة يمتنع الحاق غيرها بها ووجه ذلك ان المسجد لم يبنى على القبر والقبر لم يدخل لاجل المسجد. وهذان وصفان مؤثران في الحكم لا تتكرران في اي صورة اخرى فيها مسجد بني على قبر او فيها قبر ادخل من اجل تنبه الى هذا الامر لا القبر ادخل من اجل المسجد ولاجل فضيلة المسجد ادخل القبر فيه. هذا لم يكن. والقبر لم يبنى عليه مسجد القبر موجود قبل هذه التوسعة والمسجد موجود قبل وجود هذا القبر. وهذان الامران لا يتكرران ابدا في غير هذه الصورة المتعلقة بمسجد النبي عليه الصلاة والسلام. وبالتالي فكل صورة غيرها تجدها اما ان القبر ادخل من اجل المسجد وطلبا لفضيلة المسجد او ان مسجد بني لاجل القبر وعلى القبر. وهذا الامر او وهذان الامران لا يتحققان وهما وصفان مؤثران الحكم لا يتحققان في مسجده عليه الصلاة والسلام. الجواب الرابع سلمنا جدلا ان القبر ادخل في المسجد فان الاجماع قد انعقد على مشروعية الصلاة فيه. والاجماع دليل معتبر. فيكون هذا او فتكون هذه الصورة مخصوصة عن النهي الوارد عن الصلاة في القبور او البناء على القبور او اتخاذ المساجد قبورا. ووجه ذلك ان المسجد محله توقيفي قد بناه اشرف الخلق صلى الله عليه وسلم. فلا يمكن لاحد ان يغير هذا المحل التوقيفي. والقبر محله توقيفي فان الانبياء يدفنون حيث يقبضون. فلا يمكن بحال ان قال ينبش قبره عليه الصلاة والسلام وينقل الى موضع اخر. فاذا كان الامر كذلك المسجد توقيفي ولا يمكن تحويل مكانه والقبر توقيفي فان الاجماع منعقد اذا على مشروعية الصلاة فيه. وبقية المساجد التي فيها القبور بقية على الاصل وهو النهي. فالنهي يشملها ان تتخذ المساجد قبورا او ان تبنى او ان تبنى المساجد على القبور. فتنبه الى هذه الشبهة وجوابها من هذه الوجوه الاربعة فتنكشف لك باذن الله عز وجل نعم قال المصنف رحمه الله تعالى فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين فتنة القبور وفتنة التماثيل هذا الكلام ذكر شراح كتاب التوحيد انه من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقريب منه جدا قد وقفت عليه في اغاثة اللهفان لابن القيم رحمه الله. هؤلاء جمعوا بين الامرين وهما السببان العظيم ان حصول الشرك الاكبر تعظيم القبور تصوير الصور والتماثيل والتعلق به اعظم اسباب حصول الشيخ وقد حصل هذا اهل الكتاب الذين اه كان سبب هذا الحديث هم ولا شك ان اخبار النبي عليه الصلاة والسلام بهذا يتضمن التحذير لهذه الامة ان تفعل فعلهم ومن فعل فعلهم كان من شرار الخلق. نعم. قال رحمه الله تعالى ولهما عنها رضي الله عنها انها قالت لما لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم رفق يطرح خميصة له على وجهه فاذا تم بها كشفها فقال وهو كذلك لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا لهما يعني لشيخين البخاري ومسلم. عن منها عن عائشة رضي الله عنها انه صلى الله عليه وسلم لما نزل به او لما نزل به يعني لما كان في لحظات قبض الروح ونزل به يعني نزلت الملأ نزل ملك الموت لقبض روحه. يعني كان في السياق كان في النزع. في هذه اللحظات الحرجة التي كانت عظيمة الوطء. عليه صلى الله عليه وسلم. فانه قد اصابته شدة عظيمة عليه الصلاة والسلام. في ذلك المقام حتى انه كان يطرح خميصة يعني كساء مربع له اعلام. على وجهه حتى اذا تغتم وضاقت نفسه بذلك كشف عن وجهه. في هذه اللحظات الحرجة وهي اخر لحظاته عليه الصلاة والسلام في هذه الحياة كان عليه الصلاة والسلام يحذر من هذا الامر العظيم وهذا يدلك على عظيم قضية التوحيد. وان الاهتمام بها من اوجب الواجبات فمنذ ان افتتح عليه الصلاة والسلام دعوته وهو يدعو الى التوحيد ويحذر من ضده. والى ختام حياته المباركة عليه الصلاة والسلام ولا تزال هذه القضية الشغلة الشاغل لها قال عليه الصلاة والسلام لعنة الله على اليهود والنصارى اللعن الطرد والابعاد عن رحمة الله. وهو اخبار منه عليه الصلاة والسلام او هو انشاء يعني دعاء في سورة الاخبار. وعلة ذلك ما جاء بعد ذلك اتخذوا قبور انبيائهم مساجد فدل هذا على ان هذا الامر ان هذا الامر العظيم منكر. ليس ان يعبد هؤلاء من الانبياء والصالحين. وانما مجرد ان تتخذ قبورهم مساجد في عبد الله عز وجل عندها. هذا مقتض للعنة. فكيف اذا عبد هؤلاء الانبياء والصالحون لا شك ان الامر اعظم واعظم فحذر عليه الصلاة والسلام واكد وهو الرحيم الحريص على امته عليه الصلاة تنام من هذا الامر ومن فعل فعل اهل الكتاب كان حريا ان يكون له نصيب من هذا الوعيد. وهو تنزل لعنة الله عز وجل عليه. نعم. اعد الحديث. قال اه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت ما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه. فاذا اغتم بها كشفها فقال وهو كذلك لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا ولولا ذلك ابرز قبره غير ان انه خشي ان يتخذ ان يتخذ مسجدا اخرجه. تنبه عائشة رضي الله عنها ها على السبب الذي من اجله قال عليه الصلاة والسلام هذا القول يحذر ما صنعوا يعني يحذر امته من ان تقع فيما وقع فيه اهل الكتاب ثم قالت ولولا ذلك لابرز قبره. ابرز من الابراز يعني الظهور يعني لولا ذلك لجعل قبره بارزا خارجا في البقيع ونحوه مثل بقية القبور. لكنه خشي او خشي. خشي هو عليه الصلاة والسلام ان يتخذ مسجدا او خشي يعني خشي الصحابة رضي الله عنهم من ذلك فقبر عليه الصلاة والسلام في بيتها حذرا من وقوع هذا الامر ان يتخذ قبره مسجدا اقباله عليه الصلاة والسلام في بيته له سببان الاول هذا الذي جاء في هذا الحديث. وهو خشية ان يتخذ مسجد والثاني اخباره عليه الصلاة والسلام كما حدث بذلك الصديق رضي الله عنه ان الانبياء يدفن حيث يقبض ولا مانع من تعديل الحكم بعلتين. وكلاهما سبب لهذا الامر الخاص وهو قبره عليه الصلاة والسلام في بيته. وبيته مبني. و القبور لا لا يصح ان تكون مبنية لكن هذه الحال مخصوصة لاجل هذين الامرين فالمفسدة من بروز قبره وكونه متاحا ان يوصل اليه. وان يتخذ مسجدا. مفسدة اعظم من ان يدفن في بيته والامر الاخر ان الانبياء انما يدفنون حيث ماتوا لاجل هذين الامرين دفن عليه الصلاة والسلام في بيته. وقد تحقق ما رغب فيه النبي عليه الصلاة والسلام استجاب الله دعاءه حيث انه دعا الله الا يجعل قبره وثنا يعبد. اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. حمى الله عز وجل قبره ان يكون وثنا يعبد فلم يكن كذلك البثة. قبر عليه الصلاة والسلام في بيته. وكان في مكان منفصل في بيته لا يصل اليه احد. ثم بعد موت عائشة رضي الله عنها اغلق هذا البيت فلم يكن احد يدخل الى هذا البيت. ثم بعد ذلك لما كانت التوسعة في عهد الوليد بنى عمر رضي الله عنه ورحمه ابن عبد العزيز الجدار المسنن الذي على شكل مثلث ركنه من الجهة الشمالية بعكس القبلة خشية ان تكون الصورة لمن يصلي خلف البيت صورة من يصلي الى القبر. فيظن الجهال مشروعية ذلك فجعل هذا الجدار المنحرف الذي هو على صورة مثلثة ركنها من الجهة الشمالية وبالتالي فاذا صلى المصلي خلف القبر فلا تكون صورته صورة من صلى الى قبر لوجود هذا الجدار المثلث. ثم بعد ذلك بمدة بني هذا البناء الطويل العظيم الذي ليس له منفذ البتة. وتتصل به القبة من فوق فصار جدارا ثالثا وهو الذي عليه الستور التي تراها الان اذا نظرت من خلال السياج وكان ما آآ عبر عنه ابن القيم رحمه الله بالثلاثة الجدران في نونيته. فقال ودعا بالا يجعل القبر الذي قد ضمه وثنا من الاوثان. فاجاب رب العالمين دعاءه. واحاطه الجدران حتى اغتدت ارجاءه بدعائه في عزة وحياء وحماية وصيان لم يحصل قط ان قبر النبي عليه الصلاة والسلام اتخذ مسجدا. فسجد عليه ساجد او تمسح به متمسح او غير ذلك مما يكون. ثم بعد ذلك في القرون المتأخرة كان هذا الجدار الرابع وهو الذي تراه الان وهو هذا السياج اه المحيط بالبيت. تجد هذا الاهتمام البالغ في التصون والحماية لقبره عليه الصلاة والسلام سدا لذريعة الشرك تلاحظ انه لما حصلت التوسعة وآآ ما بعد اتخذت هذه التدابير هذا الجدار المسنن ثم بعد ذلك الجدار الذي وراءه ولاحظ انه قد اخذ جزء من الروضة التي هي روضة من رياض الجنة حرصا على سد ذريعة الشرك اتخذت مسافة من جدار بيت عائشة رضي الله عنها الى هذا الجدار آآ كان جزءا ولا شك من الروضة. ومع ذلك اه فعل هذا. واخذت قطعة من الروضة لاجل حماية قبره عليه الصلاة والسلام فلا يتخذ آآ فلا يتخذ قبره مسجدا ولا اتخذوا اه قبره او ولا يتخذ قبره وثنى. قد يقول قائل قد تحصل اشياء من المنكرات العقدية الجواب نعم يحصل هذا في المسجد لا عند القبر يعني القبر محفوظ. ولم يتخذ وثناء. ولم يحصل عنده شيء من هذه المنكرات بل بين هذا الذي يفعل هذا الفعل وبين القبر حواجز متتالية. فلا يمكنه ابدا ان الى قبره عليه الصلاة والسلام. نعم. قال رحمه الله تعالى ولمسلم عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه انه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بخمس وهو يقول اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل فان الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا. ولو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا الا وان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم مساجد نعم لحظة هذا حديث رضي الله عنه وهو مخرج في صحيح مسلم وهو مشتمل على امرين الامر الاول يتعلق بالصفات والامر الثاني او الامر الثاني يتعلق بباب الالوهية. تبرأ عليه الصلاة السلام ان يكون له خليل من احد من البشر خليل فعيل كصديق من الخلة والخلة ارفع درجات المحبة واعلاها. وسميت خلة لان المحبة تتخلل في قلب الانسان. كما قال بشار قد تخللت مسلك الروح مني وبذا سمي الخليل خليلا. اعلى درجات المحبة كانت منه صلى الله عليه وسلم لربه والله عز وجل قد اتخذه خليلا. فثبتت الخلة من الطرفين الله عز وجل اتخذ محمدا صلى الله عليه وسلم خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم كانت خلته يعني اعلى درجات محبته هي لربه تبارك وتعالى والله عز وجل متصف بصفة المحبة في نصوص كثيرة والمحبة ثابتة له عليه الصلاة والسلام صفة كما انه ثبت انه يحب. فالمحبة اذا ثابتة من طرفيها. فسوف يأتي الله بقوم يحبهم يحبونه وهذا الذي عليه اهل الحق اهل السنة والجماعة ان الله عز وجل يحب كما انه والجهمية والمعتزلة وبعض الاشاعرة انكروا المحبة من جهتيها. الله عز وجل عندهم لا يحب كما انه لا يحب. انما تتعلق محبة العبد مخلوقاته. فمحبة ثوابه وانعامه وجنته وما اكل ذلك. اما هو فلا يحب عنده. الله المستعان. وذهب بعض الاشاعرة الى ثبوت المحبة من احد طرفيها. وهو محبة العباد لربهم لا العكس. فالله عندهم يحب ولا يحب. واول عليه الصلاة والسلام بصنوف من التأويلات. اما بالمدح والثناء او بالثواب او بالارادة. والمقصود ان هذا كله باطل من القول. والصواب ثبوت المحبة على حد قوله جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. الله عز وجل من صفاته الاختيارية انه يحب ولا تشبه محبته محبة المخلوقين وثبت ايضا في النصوص درجتان من درجات المحبة صفة له جل وعلا وهي الود والخلة. دون بقية الدرجات والمراتب للمحبة. المحبة معنى عام ولها مراتب. والثابت لله عز وجل من ذلك هو الود. وهو ولب المحبة وخالصها والله عز وجل من اسمائه الودود و التحقيق ان الودود في اسمائه فعيل بمعنى مفعول وفعيل بمعنى كلاهما صحيح فهو ودود يود وودود يود والمرتبة الثانية الثابتة له جل وعلا الخلة وهذه الصفة لا يعلم في النصوص ثبوتها في حق احد سوى الخليلين ابراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام. بهذا تعرف خطأ بعض الجهلة حينما يقولون ابراهيم خليل الله ومحمد حبيب الله هؤلاء جهلة بقدره عليه الصلاة والسلام. وجهله بما يتصف الله عز وجل به وقولهم هذا يقتضي ان إبراهيم له درجة ارفع من محمد عليه الصلاة والسلام. وهذا غلط فمقام نبينا عليه الصلاة والسلام ولا شك ارفع من إبراهيم ومن سائر الخلق. ويأتي بعده ابراهيم عليه السلام فالنبي عليه الصلاة والسلام خليل الله كما ان ابراهيم عليه السلام خليل الله وآآ هذا الحديث كما قال المؤلف رحمه والله في مسائل الباب فيه رد على الفرقتين الضالتين اللتين اخرجهما كثير من اهل العلم من الثنتين اي فرقة؟ وهما الجهمية والرافضة. اما الرد على الجهمية ففي هذا الشق اه من الحديث. وهو الخلة ردا على الجهمية واذنابهم الذين انكروها. واول من انكر ذلك الجعد انه انكر ان يكون الله عز وجل اتخذ ابراهيم خليلا وموسى كليما. فيما تعلمون من حال هذا الرجل وبدعته التي انتشرت لمن سار في ركبه. والشق الثاني في الرد على الرافضة الذين هم اول من انتشر الشرك بسببهم وهم اول من اتخذ القبور مساجد كما نص على هذا الشيخ رحمه الله في المسائل وهذا هو الشاهد من ايراد هذا الحديث الشق الثاني الذي سيأتي نعم قال صلى الله عليه وسلم الاوان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم مساجد. الا فلا تتخذوا القبور مساجد اني انهاكم عن ذلك اخبر النبي عليه الصلاة والسلام عما كان في الامم السابقة من اتخاذ القبور قبور الانبياء مساجد. ثم عطف على هذا عليه الصلاة والسلام تحذيره ونهيه هذه الامة الا فلا تتخذوا القبور مساجد ولاحظ ان هذا اسلوب نهي تبعه اسلوب اخر. فاني انهاكم عن ذلك لا تتخذوا نهي واني انهاكم عن ذلك نهي وما ذلك الا تأكيد لهذا الامر العظيم ومزيد تحذير عنه. نعم. قال المصنف رحمه الله فقد نهى عنه في اخر حياته ثم انه لعن وهو في السياق من فعله. نعم وهذا ايضا من كلام شيخ الاسلام رحمه الله. ويضاف الى هذا انه في غير ذلك كما في حديث عائشة الاول. وكما سيأتي ايضا هذا كان قبل ذلك ايضا كان عليه الصلاة والسلام ويحذر ثم قبل وفاته بخمس ثم هو في السياق. وهذا يدلك على عظيم الامر الذي خلفته كثير من امة خالفه كثير من الامة والله المستعان. نعم. قال قال رحمه الله تعالى والصلاة عندها من ذلك وان لم يبنى مسجد وهو معنى قولها خشي ان يتخذ ان يتخذ مسجدا. فان الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدا. وكل وان قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدا بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا. هذا تتمة الشيخ شيخ الاسلام رحمه الله ومراده رحمه الله ان يبين ان النهي عن اتخاذ القبور مساجد في هذا الحديث آآ هو ان يصلى الى القبر او يصلى عند القبر. دون ما هو اعظم من ذلك وهو ان يبنى مسجد على القبر. فهذا الامر لا يتصور حصوله من الصحابة. الان الخطاب اتجه الى الصحابة والصحابة لا يتصور ان يفعلوا ذلك. يعني لا يتصور ان يبنوا مسجدا على قبره بجوار مسجده عليه الصلاة والسلام. هذا غير متصور. اذا ما الذي يحمل عليه؟ قوله اه اه او نهيه عن اتخاذ القبور مساجد هو ان يصلى اليها او يصلى عندها. قد يقول قائل ان الصلاة عند القبور او اليها لا يجعل ذلك مسجدا. الجواب بينه الشيخ رحمه الله وهو ان كل مكان يصلى فيه ويسند فيه يصح تسميته مسجدا. ويشهد لهذا قوله عليه الصلاة والسلام وجعلت وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا يعني مكانا للصلاة. دل هذا على ان اتخاذ قبور مساجد لا ينحصر فقط في البناء عليها وجعل مسجد على هذا القبر انما يشمل ايضا ان يصلى الى القبور او يصلى عند القبور. وهذا الذي اه سياق الحديث يدل عليه ومن باب اولى ان يبنى مسجد على هذا القبر فانه اغلظ في التحريم ولا شك نعم قال رحمه الله بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا كما قال صلى الله عليه وسلم جعلت لي الارض مسجدا وطهورا. نعم. قال المصنف رحمه الله ولاحمد بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا. ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء والذين يتخذون القبور مساجد. رواه ابو حاتم ابن حبان في صحيحه. لا يزال الشيخ رحمه الله يحشد النصوص تلو النصوص في التأكيد على هذا الامر العظيم الذي صار غريبا في اوساط كثير من الناس في هذه العصور المتأخرة من شرار الخلق الذين تدركهم الساعة يعني الذين تقوم عليهم الساعة الذين يوفق الصور او ينفخ في الصور وهم احياء. ولا شك ان هذا المعنى ظاهر وواضح ودلت عليه النصوص الاخرى. فان النبي عليه الصلاة والسلام اخبر انه قبيل قيام الساعة يرسل الله عز وجل ريحا تأخذ ارواح المؤمنين. فلا يبقى الا شرار الخلق. حتى لا يعبد الله في ذلك الوقت في الارض لا يوجد من يقول الله الله او لا اله الا الله فهؤلاء هم شرار الخلق الصنف الثاني الذين يتخذون القبور مساجد. ولاحظ هذه المقارنة وهذا الاقتران بين الاولين والاخرين بين الصنف الاول والثاني كيف انه قرن هؤلاء بهؤلاء؟ وذلك يرشدك ويبين لك ان هذا الامر امر عظيم وانه منكر فادح ان تتخذ القبور مساجد والله المستعان ولعل في هذا القدر كفاية وصلى الله وسلم مبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. عليكم السلام عليكم