بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين قال امام شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل الى الشرك. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد عقد المؤلف رحمه الله هذا الباب تتميما وتكميلا للابواب التي سبقت قريبا اذ كلها تشتمل على هذا المعنى الا وهو حماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل الى الشرك. فهذه خاتمة جامعة لهذا المعنى وفيها تنبيه على امر هو من اشد واكثر الذرائع الموصلة الى الشرك انا وهو ما يتعلق بذاته الشريفة عليه الصلاة والسلام وقبره وما الى ذلك. اذ ان هذا الامر من اعظم الوسائل والذرائع التي اوصلت الى الشرك اعني من جهتي عدم مراعاة الامر الشرعي فيها. حماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد. قال رحمه الله ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم المصطفى هو المصفى من غيره. وهو خلاصة الشيء وصفوته ودليل اطلاق المصطفى عليه عليه الصلاة والسلام دليله حديث واثلة رضي الله عنه في مسلم وهو قوله صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفى كنانة من ولد اسماعيل. واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم وصفتان من بني هاشم اذا هو مصطفى عليه الصلاة والسلام. والجناب هو يقال جناب الدار يعني فناؤها الذي يكون حولها من جميع جوانبها. والمقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد من جميع جوانبه ونواحيه كل طريق تكدر صفوة بنقده بنقضه او القدح فيه وهذا الامر قاعدة مستقرة في الشريعة شريعة الاسلام التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم اعتنت عناية العظيمة بهذا الامر. حتى قال اهل العلم ان الاسلام اشد ما يكون في شأن التوحيد والابعاد عن الشرك. واسهل ما يكون في العمل في العمل والعبادة هي شريعة سمحة سهلة لكن ثمة تأكيد وتشديد على ما يتعلق بالشرك وذرائعه. المقصود ان شريعة محمد صلى الله عليه وسلم جاء فيها التأكيد العظيم على الابعاد ذرائع الشرك وصد كل منفذ وذريعة قد توصل اليه والناظر في النصوص الشرعية يجد على هذا ادلة كثيرة فهو صلى الله عليه وسلم قد نهى عن اطرائه. وعن مجاوزة الحد في مدحه سدا لذريعة الشرك نهى عن الغلو مطلقا. سدا لذريعة الشرك. ونهى عن الغلو في القبور. نهى عن تجسيصها. نهى عن البناء عليها. نهى عن ان تكون مشرفة ومرتفعة نهى عن الصلاة عندها واليها كل ذلك سدا لذريعة الشركة نهى صلى الله عليه وسلم عن التشبه عن التشبه بالكفار. ونهى عن الصلاة في اوقات المنهي عنها سدا لذريعة الشرك الذي قد يوصل اليه التشبه بهم راعى النبي صلى الله عليه وسلم الالفاظ ونهى عن جملة منها مراعاة في هذا الاصل فقال لمن قال لمن استغاثوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فيما يقدر عليه انه لا يستغاث به. وانما يستغاث بالله. مع انه قادر عليه الصلاة والسلام على اغاثتهم ولكن تأدب مع الله عز وجل وسد لذريعة الشرك. نهى عن ان يقال وامتي سدا لذريعة الشرك. نهى عن ان يقال ما شاء الله وشئت. سدا ايضا لذريعة الشرك الباب في هذا طويل والنظر في هذا يجد جملة كبيرة من النصوص فيها تقعيد وتقرير لهذا الاصل العظيم. وهذا هو المنطلق الذي انطلق منه اهل السنة والجماعة وعلماء التوحيد فيما يتعلق بتقرير الشرك اه تقعيد مسائله فانهم ساروا على هدي النبي عليه الصلاة والسلام في سد منافذ الشرك. وانت اذا نظرت الى حال المخالفين من القبوريين من الجهال الذين يسيرون في اذنابهم ومن غيرهم تجد عندهم آآ حرصا على هدم في هذه القاعدة وتجد انهم يشددون النكير على اهل السنة وعلى اهل التوحيد لاجل انهم منعوا من اشياء سدا لذريعة الشرك. لانهم يعلمون انه لو مدحوا في هذه القاعدة فانه سيسهل لهم او سيسهل آآ عليهم بثوا امور البدع والشركيات في الامة. ولذلك انظر الى ما يقولونه في القديم ويقولونه في الحديث ايضا. خذ مثلا مسألة العناية بالاثار النبوية تجد ان طريقة اهل العلم وطريقة آآ اهل السنة في التعامل معها متسقة مع هذه القاعدة الشرعية العظيمة. تجد انهم يسدون الذرائع الى الشرك والعناية بهذه الاثار من هذا الجانب. وهم في هذا متبعون لا مبتدعون. عمر رضي الله عنه قطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الناس تنتابها اذا هذا هو منهاج السلف. وهذا هو هدي محمد صلى الله عليه وسلم. واما المخالفون لهم فانهم لجهلهم او سوء قصدهم ينكرون عليهم ذلك ويقولون انتم ضيقتم الخناق على المسلمين وانتم تظنون ظن السوء بالمسلمين. ولذلك تمنعون مساحة كبيرة من المباح لاجل ما تزعمون من سد الذريعة الى الشرك. ويا لله من عجب! اذا نظرت الى هديه عليه الصلاة والسلام تجد ان امورا ربما لا تخطر على ذهن الانسان قول الانسان يصلي في وقت النهي فا لا يكاد يخطر على بالي المصلي المسلم انه يشابه المشركين في فعلهم وشركهم. ومع ذلك جاء النهي على ذلك جاء النهي عن ذلك تأكيدا لهذا الامر. لربما لم يخطر بباله الان ولا بعد آآ مدة قريبة بل ربما ولا بعد مدة طويلة لكن اذا طال المقام على الناس لربما دخلت ذريعة الشرك على الناس ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام في جملة من النصوص نهى عن التصوير يأتي قائل منهم اليوم ويقول سبحان الله نمنع التصوير لاجل الا يقع الناس في الشرك والناس الان واعية ومتعلمة قل يا الله العجب! كيف دخل الشرك على الناس الا من قبل ماذا؟ من قبل التصوير. ولم يكن هذا بعد يوم او يومين او سنة او سنتين كان بعد ذلك. والناس فيهم جهل بالتوحيد بل لن تقوم الساعة حتى تعبد الاصنام. وحتى تلحق فئام من امة محمد صلى الله عليه وسلم بالمشركين. اذا ينبغي على طلاب العلم وعلى دعاة التوحيد ان يلحظوا هذه القضية بالغة الاهمية لا سيما في هذا الزمان المتأخر ولا سيما في هذا الوقت المعاصر لكثرة آآ الكلام الذي هو من قبل المخالفين لاهل السنة في القتل في هذه القاعدة فلا يوهننكم يا طلبة العلم ويا دعاة التوحيد ولا يكتن هذا في عضدك فان النبي عليه الصلاة والسلام كان له عناية عظيمة في هذا الامر. فكان يبدي ويعيد ويخص فيه ويعمم ويكرر ويؤكد و تجد انواعا من النصوص قولية وفعلية تجد الترغيب وتجد الترهيب كل ذلك حماية الجناب التوحيد وحرصا عليه. اغلى ما عند الانسان عقيدته وتوحيده. فاذا ذهب ذلك ماذا بقي له؟ انها والله للخسارة العظيمة. لاجل هذا نبه رحمه الله قد احسن ما شاء الله ان يحسن في عقده هذا الباب العظيم وفي وصف حروف هذا الباب المهم. فان هذا الباب الذي عقده وهذا العنوان الذي وظعه لقاعدة عظيمة تنبه المسلم الى اصل من الاصول الشريفة التي ينبغي الا تضيع ينبغي الا لا تغيب عن اذهان اهل العلم. نعم. قال المؤلف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم هذه الاية التي اوردها المؤلف فيها ان النبي عليه الصلاة والسلام لحرصه على هذه الامة ولانه عزيز عليه ما عنتت ان يشد عليه او يشتد عليه جدا دخول العنت على المسلمين واعظم العنت الشرك والكفر وما يؤدي الى ذلك فهذا الامر كان عظيما عند النبي عليه الصلاة والسلام. وكان حريصا على هذه الامة. ان يدخل يدخل عليها الشر في شأن دينها ودنياها. واعظم ذلك هو ارفعه جناب التوحيد وهو الرؤوف الرحيم بامته. وهذه الرأفة والرحمة دعته الى ان يؤكد على هذا الامر وان يشدد فيه من اول بعثته عليه الصلاة والسلام والى اللحظات الاخيرة من حياته. لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. تأكيد على مسألة توحيد وهذه هي الرأفة الحقيقية وهذه هي الرحمة الحقيقية ان تسعى في ابعاد من ترحمه ومن ترأف به عن عذاب الله ومساخطه. فكيف اذا كانت هذه المساخط؟ تورد دار البوار وتخلد فيها والعياذ بالله. والمقصود ان اراد المؤلف رحمه الله هذه الاية يؤكد هذا المعنى وهو حماية النبي عليه الصلاة والسلام لجناب التوحيد وسده كل طريق يوصل الى الشرك لانه عزيز عليه ما ما عنتت الامة وحريص عليها وهو بها رؤوف رحيم. نعم. عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فان تبلغني حيث كنتم. رواه ابو داوود باسناد حسن رواته ثقات. حديث ابي هريرة هذا حديث حسن و له شواهد يرتقي بها الى الصحة كما نص غير واحد من اهل العلم كابن عبد الهادي في الصارم وغيره من اهل العلم وهذا الحديث فيه آآ بيان لثلاث مسائل المسألة الاولى في قوله لا تجعلوا بيوتكم قبورا وهذا حث على العبادة كنوافل الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء في البيوت. ويتضمن هذا عدم فعل هذه الاشياء في القبور. فانه من المتقرر عندهم ان المقابر لا يصلح فيها شيء من ذلك. فلا يصلى فيها ولا تتخذ آآ ولا تتخذ امكنة ومحلا للعبادة. فلما تقرب هذا في انفسهم قال لهم لا تجعلوا بيوتكم قبورا. فلا تجعلوها للطاعة والعبادة. وهذا فيه تأكيد على ما سبق ذكره وايراد الادلة عليه من النهي عن الصلاة في القبور او على القبور او اليها وهذا ما سبق فيه البحث تفصيلا. المسألة الثانية النهي عن اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيدا. وهذا الامر قد جاءت فيه جملة من الاحاديث النهي عن اتخاذ قبره عليه الصلاة والسلام عيدا هو من جملة النصوص التي تؤكد القاعدة السابقة. حماية جناب التوحيد وسد الذرائع الى الشرك. العيد هو ما يعتاد مجيئه والاتيان اليه من زمان او مكان. و نص اهل العلم على انه يدخل في جعل قبره عليه الصلاة والسلام عيدا عدة صور منها ان تعتاد زيارة قبره على وجه مخصوص وهيئة معهودة والامر الثاني تكرار زيارة قبره عليه الصلاة والسلام وانتياب قبره عليه الصلاة والسلام بهيئة دائمة متكررة. فالعيد فيه تكرار فيه معاودة الشخص الذي يكرر ويكثر ويعتاد زيارة قبره عليه الصلاة والسلام فانه قد وقع في جعل قبره عليه الصلاة والسلام عيدا. ومن تقرير السلف رحمهم الله لذلك ما روى جمع من المالكية عن مالك في المقصود انه رحمه الله قيل له ان اناسا من اهل المدينة لا يريدون سفرا ولم يقدموا من سفر كلما دخلوا مسجدهم عليه الصلاة والسلام اتوا قطره. فقال رحمه الله لم يبلغني ذلك عن اهل الفقه في بلدنا ولا يصلح او ولا يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها اكره ذلك الا لمن قدم من سفر او اراد سفرا وفي مصنف عبد الرزاق عن الحسن ابن الحسن ابن علي ابن ابي طالب رضي الله وعنهم انه رأى اناسا قد اجتمعوا عند قبر النبي عليه الصلاة والسلام فنهاهم وحدثهم بقوله عليه الصلاة والسلام لا تجعلوا قبري عيدا ايضا مما ذكر اهل العلم انه يدخل في هذا المعنى آآ اتيان قبره عليه الصلاة والسلام للدعاء عنده. ومما ذكروه ايضا الرحل الى قبره عليه الصلاة والسلام وهو القائل لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد فلا يسافر ولا يشد الرحل الى بقعة للتعبد عندها بخصوصها الا هذه المساجد. والمقصود ان النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن هذا الامر واكد في عدة احاديث على معناه سدا لذريعة الشرك. واذا نهي هذا او واذا نهي عنه هذا في قبره فغيره من القبور من باب اولى. وقد حرف بعضهم معنى الحديث واولوه بتأويل مستكره من ذلك ما نقله السبكي عن الزكي المنذري انه قال ان معنى الحديث على الاكثار من زيارة قبره عليه الصلاة والسلام وان لا يهمل ولا يزار الا في النادر ما هو حال العيد؟ الذي لا يأتي في السنة الا مرة. وهذا في الحقيقة تأويل بعيد مستكره ولو كانت الشريعة تأتي في تقريرها للاحكام بمثل هذه الاساليب لكانت شريعة الغزاء تريد اضلال الناس لا هدايتهم. النبي عليه الصلاة والسلام يريد ان الناس يكثرون المجيء الى قبره فيقول لهم لا تجعلوا قبري عيدا. يا الله العجب. لو اراد النبي عليه الصلاة والسلام هذا المعنى لبينه بيانا واضحا. كما في نظائره. تابعوا بين الحج والعمرة بشر المشائين في الظلم الى المساجد. من غدى الى المسجد او راح؟ اعد الله له نزلا من الجنة كلما غدا او راح اساليب واضحة فيها الحد على التكرار والاكثار بدون ادنى لبس. فكيف واخر الحديث ينقض هذا التأويل البعيد البغيض يريد النبي عليه الصلاة والسلام ان نكثر من المجيء اليه ثم يقول وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيثما كنتم النبي عليه الصلاة والسلام وكل من يفهم العربية يدرك هذا المعنى اراد ان يبين لامته ان ما يحصل له من سلام امته عليه وصلاتهم عليه يبلغه ويحصل له في كل مكان فلا حاجة الى امتياب قبره عليه الصلاة والسلام اليه. ثم يقال ايضا اين السلف الصالح؟ عن هذا الفضل العظيم الذي فهمه من قال هذا القول. اين تكرار مجيئهم الى القبر واين عكوفهم عنده؟ واين كثرة زيارته؟ لا نجد شيئا من ذلك البتة. ابن عمر رضي الله عنهما كان يأتي الى قبر النبي عليه الصلاة والسلام اذا قدم من سفر كما سيأتي بعد قليل ان شاء الله. يقول عبيد الله ابن عمر ابن حفص الذي هو ابن ابن ابن اخيه. وما بلغنا عن احد من اصحاب النبي صلى الله عليه سلم انه فعل ذلك. وهذا علي ابن الحسين كما سيأتي بعد قليل ان شاء الله الذي هو من اقرب الناس الى النبي عليه الصلاة والسلام نسبا ومن اعظمهم تعظيما له عليه الصلاة والسلام وقياما حقق ومع ذلك ينهى رجلا ينتاب فرجة عند قبر النبي عليه الصلاة والسلام يدعو الله عندهم. وهذا الحسن بن الحسن بن علي الذي هو ابن عمه. يفعل نفسك كما سيأتي ان شاء الله. فان فقه السلف واين حرصهم على هذا الامر فلا شك ان هذا التأويل المذكور تأويل باطل فأباه لغة العرب النصوص وتأباه طريقة السلف ومنهجهم تبقى مسألة وهي السلام على النبي عليه الصلاة والسلام عند قبره هذه المسألة فيها بحث طويل عند اهل العلم الاصل آآ من فعل السلف لهذا الامر هو ما ثبت عن ابن عمر ويقول ابن عبد الهادي في الصالم انه متفق على صحته عنهم. رجو عنه مالك والبيهقي وغيرهما صحيح عن انه كان اذا قدم من سفر اتى الى قبر النبي عليه الصلاة والسلام فسلم قال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابا بكر السلام عليك يا ابتي ثم ينصرف كما سبق لم يفعل هذا الامر سواه. انه اذا قدم من سفر ووقع عند ابن ابي شيبة في المصلى او اراد سفرا اذا قدم من سفر او اراد سفرا وقد بنى جماعة من اهل العلم الترخيص في هذا الامر على فعله رضي الله عنه. فالامام احمد وقبله مالك وابو داوود وابن حبيب وغيرهم من اهل العلم نصوا على انه لا بأس ان يأتي الانسان الى قبره صلى الله عليه وسلم مسلما. ومعتمده ومعتمده اعتمدهم في هذا على هذا الاثر وايضا على حديث عنه صلى الله عليه وسلم وخرج عند ابي داود ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ما من احد يسلم علي الا رد الله علي روحي فارد عليه السلام. فهذان هما اقوى ما يستدل بهما على هذه المسألة. وهذا الحديث فيه بحث حسنه بعض اهل العلم ونازع في صحته اخرون. كابن عبد الهادي في الصارم انه قال اه وفي الاستدلال او ونوزع في بدلالة هذا الحديث وفي ثبوته اما من جهة المنازعة في دلالة الحديث فان المستدلين بهذا الحديث يذكرون ان الحديث دليل على ان النبي عليه الصلاة والسلام يسمع سلام القريب فيرد عليه. واما فيبلغ كما عند النسائي وغيره باسناد صحيح انه صلى الله عليه وسلم انه قال ان لله ملائكة سياحين في الارض يبلغونني عن امتي السلام وهو يبلغ سلام البعيد ويسمع سلام القريب منازع في الاستدلال من جهة الدلالة يعني يقول ليس في الحديث سماعه للسلام. وانما فيه رد روحه لرد السلام وواضح ان رد الروح هنا هو رد خاص. وان روحه عليه الصلاة والسلام ترد اليه بكيفية لا نعلمها. لكن نقطع انها ليست الحياة او الروح حينما تحل في او ترد اليه لا يكون حيا الحياة الدنيوية التي كان عليها قبل موته عليه الصلاة والسلام وهذا باجماع اهل العلم. المقصود ان المنازع يقول ليس في هذا الحديث اكثر من اثبات رد روحي لرد السلام. اما قضية السماع فهذه اه لم ترد في الحديث ونبقى فيها على الاصل. وهي انه يبلغ سلام البعيد. لا سيما وان هذا الحديث الاخر فيه عموم. ما من احد يسلم عليه ولم يخص ذلك بالبعيد. على كل حال البحث في هذه المسألة يطول ومن اهل العلم من استدل بهذا ومنهم من لم يستدل لكن على كل حال فعل ابن عمر دليل على هذا الامر هذا الحديث على البحث في دلالته وآآ عموم الادب التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة المقابر تشهد لذلك لكن اهل العلم يبحثون مسألة ادق من ذلك هنا يعني عندنا مسألة زيارة للقبر او السلام وعندنا مسألة السلام عليه من عند الحجرة فانه لا يخلص الان الى القبر هل هي مشروعة او لا؟ ذكر شيخ الاسلام رحمه والله في المسألة ثلاثة اقوال. يشرع ولا يشرع. ويشرع للغريب لا لمن كان من اهل المدينة والله عز وجل اعلم. وهذه هي المسألة الثالثة التي تناولها هذا الحديث وهي ان النبي عليه الصلاة والسلام يبلغ الصلاة عليه وفي الحديث الاتي حديث علي ابن الحسين انه يبلغ السلام عليه عليه الصلاة والسلام نعم وعن علي بن الحسين انه رأى رجلا يجيء الى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه فيدخل فيها فيدعو فنهاه وقال الا احدثكم حديثا سمعته من ابي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي فان تسليمكم يبلغني اين كنتم رواه في المختارة. هذا الحديث حديث حسن ايضا الدلالة فيه كالدلالة السابقة فان المسائل التي اشتمل عليها هي التي اشتمل عليها حديث ابي هريرة السابق باستثناء هذا الفارق في مسألة ابلاغ الصلاة وابلاغ السلام. فهو عليه الصلاة والسلام يبلغ الصلاة ويبلغ السلام. صلى الله عليه وسلم علي ابن الحسين وهو المشهور بزين العابدين وهو من افاضل اهل بيت النبوة حتى قيل انه افضل قريش رأى رجلا يأتي الى فرجة يعني قوة او شق في جدار عند قبر النبي عليه الصلاة والسلام فيدعو فلما رأى رحمه الله ورضي عنه نهاه عن ذلك. نهيه واستدلاله بهذا الحديث الذي حدث به عن ابيه الحسين عن جده علي عن جده اعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيه دليل على ان قصد قبر النبي عليه الصلاة والسلام الدعاء عنده من اتخاذ القبر عيدا. وهذا ما سبق التنبيه عليه الاتيان الى عند قبره عليه الصلاة والسلام للدعاء فهذا لا شك كانه مشهور غير مشروع ومخالف هذا الحديث الثابت عنه صلى الله عليه وسلم ان لا يتخذ قبره عيدا. وما يفعله كثير من الناس اليوم مخالف لهذا الهدي النبوي وربما وجدت في كثير من الكتب لا سيما اذا تعرضت لمسألة المناسك وما يكون بعد اجر زيارة المدينة ومسجدي عليه الصلاة والسلام والاتيان الى قبره. فانهم ينصون على الدعاء بعد السلام وهذا الامر له اوجه منها ان يتوجه الانسان الى فيدعو وهذا ولا شك آآ مناقض للنصوص الشرعية قطعا ولا يخالف في هذا احد من اهل العلم. فاذا انضاف الى ذلك سؤاله صلى الله عليه وسلم او طلب الشفاعة فهذه هي الطامة الكبرى. ووجه اخر يحصل من بعضهم وهو انه اذا سلم يتجه الى جهة فيدعو وهذا الامر فيه محذور من جهتين الاولى اعتقاد ان الدعاء في هذا المكان له خاصية وله ميزة وانه الاجابة وهذا كما هو معلوم لا يثبت الا بدليل شرعي ولا دليل على ذلك اذا هو احداث في دين الله. والامر الثاني انه مخالف لهدي النبي عليه الصلاة والسلام فله فلم يكن النبي عليه الصلاة والسلام اذا اراد ان يدعو اتى الى قبر من القبور فدعا وهكذا اصحابه رضي الله عنهم قاطبة. لم يثبت عن واحد منهم قط ولا عن ائمة السلف من بعدهم ذلك انهم اتوا الى قبره عليه الصلاة والسلام او قبر غيره. وخصوه بالدعاء اذا هذا الامر لا شك انه امر محدث مبتدع. والعجيب ان بعض من يقرر ذلك نستدل بفعل ابن عمر رضي الله عنهما. وابن عمر لم يكن يقف فيدعوه. انما كان يسلم فينصرف فان كنت فاعلا فافعل كما فعلت. وآآ يؤيد هذا الاثر عن علي ابن الحسين في نهيه عن اتخاذ قاضي قبره صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم عيدا. وتخصيصه بالدعاء. الاثر الاخر الذي جاء عن ابن عمه وهو الحسن ابن الحسن ابن علي ابن ابي طالب. رضي الله عنهم فانه قد اخرج اسماعيل القاضي وغيره انه كان يتعشى في بيت فاطمة رضي الله عنها. فرأى رجلا هو سهيل ابن ابي سهيل. عند قبر النبي عليه الصلاة والسلام. فناداه وقال هلم الى العشاء. فقال لا اريده. قال ماذا كنت ماذا كنت تصنع عند قبر النبي عليه الصلاة والسلام؟ قال جئت مسلما عليه. فقال قال الحسن ابن الحسن اذا دخلت المسجد فسلم عليه. هذا الذي امر به عليه الصلاة والسلام وهذا هديه. ان تسلم على النبي عليه الصلاة والسلام. اذا دخلت الى مسجده او غيره من المساجد ثم روى عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله لا تجعلوا قبري عيدا بيوتكم قبورا لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. وصلوا علي حيثما كنتم. تلاحظ ان هذا الاثر يؤيد اثر زين العابدين في النهي عن ذلك. وتأمل حكمة الله في ان مثل هذه القضية تجيء عن عدد من ال بيت النبي عليه الصلاة والسلام الذين هم من اخص الناس به. لقربهم منه نسبا ودارا. فكونهم ينبهون على هذا الامر. وآآ ينهون عن اعتياد المجيء الى قبره عليه الصلاة والسلام او الدعاء عنده هذا دليل على ان هذا الامر من الاهمية البالغة التي ينبغي ان يعتنى بها. وهذا الحديث الذي ذكرته قبل قليل هو مرسل لان الحسن ابن الحسن روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة لكن المقصود هو الاستدلال بفعله رحمه الله ورضي عنه واما القطعة المعروفة المرفوعة فانها ثابتة في غير هذا الحديث كما سبق. وجاء ايضا عنه في مصنف عبد الرازق مصنف عبد الرزاق انه رأى قوما مجتمعين عند قبر النبي عليه الصلاة والسلام فنهاهم عن ذلك وحدثهم بحديث عليه الصلاة والسلام لا تجعلوا قبري عيدا. كل ذلك من سد ذرائع الشرك وحماية جناب التوحيد والله المستعان. بقي على مسألة وهي من المسائل التي اوردها الشيخ وهي المسألة التاسعة كونه اعمال النبي عليه الصلاة والسلام اه كون اعمال امته تعرض عليه في الصلاة والسلام عليه وهذه مسألة آآ مهمة وهي مسألة عرض اعمال الاحياء عليه عليه الصلاة والسلام او على غيره من الاموات. فانها هذه شبهة من الشبه التي يستدل بها القبوريون. على جوازي الاستغاثة وطلب الشفاعة او على التوسل به عليه الصلاة والسلام يستدلون بهذا الامر على هذا وذاك على مسألة الاستغاثة وطلب الشفاعة وعلى مسألة التوسل به عليه الصلاة والسلام وهو التوسل البدعي المعروف ويستدلون على هذا بما روي عنه صلى الله عليه وسلم انه قال حياتي خير لكم ومماتي خير لكم. تحدثون ويحدث لكم تعرض اعمالكم علي فما وجدت من خير حمدت الله وما وجدت من شر استغفرت لكم. وهذا موضع الشاهد عند هؤلاء وهو ان النبي عليه الصلاة والسلام يستغفر للمسيء فنحن نطلب منه هذا الامر او نتوسل به لاجل ان يستغفر الله لنا ولربما وجدتهم ينزعون في الاستدلال على هذا الامر بقول الله جل وعلا وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله. وهذا من ابعد الاستدلالات واظعفها فانه لا علاقة البتة بين هذا وذاك. فالاية الضمائر فيها تعود الى المنافقين يعتذرون اليكم اذا رجعتم اليهم الى اخره. والسياق سياق تهديد ووعيد. فاين هذا من اما بالنسبة لهذا الحديث فالجواب عنه من عدة اوجه اولا انه ليس بصحيح. قد اخرجه اسماعيل القاضي باسناده عن بكر ابن عبد الله المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا كما ترى مرسل والمرسل لا يحتج به. والامر الثاني ان هذا الحديث ننصح فانه انما يدل على عرض اعمال الامة عن النبي صلى الله عليه وسلم واستغفاره لها. وليس فيه طلب الدعاء والاستغفار منه صلى الله عليه وسلم. تنبه الحديث فيه بيان ان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل شيئا. وهم يستدلون على شيء اخر لم يرد في الحديث فهم بحاجة الى دليل على هذه القضية. اما كونه يفعل هو عليه الصلاة والسلام ذلك فهذا انصح الحديث ولم يصح فيه دلالة عليه لكن كونه يسأل عليه الصلاة والسلام او يتوسل به هذا لا دليل فيه وبالتالي فالاستدلال به لا محل له. ووجه اخر ان ما يحصل في البرزخ هو من قبيل للامر الكوني للامر الشرعي. وبالتالي فلا تأثير لسؤال السائلين فيه يعني ليس هناك تأثير لسؤال الناس ليس سؤال الناس النبي صلى الله الله عليه وسلم ان يستغفر له مؤثرا في حصول استغفاره. نعم لو كان هذا في حياته فانه يشرع اجابة السائل. لكن التكليف منقطع في حال البرزخ. اذا فلا وجه لسؤاله عليه الصلاة والسلام هذا الامر لانه لا يؤثر فيه. ووجه اخر وهو اطباق السلف الصالح واجماعهم على عدم سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ان يستغفر لهم او ان يشفع لهم وهم احرص الناس على اسباب التكفير والمغفرة ولو كان هذا الامر مشروعا لسابقوا اليه. ولا يستطيع هؤلاء ان يظفروا باثرهم واحد فقط ثابت عن احد من اهل القرون الثلاثة المفضلة. ووجه اخر ان عرض الاعمال انما ثبتت النصوص الثابتة اه اقول ان ما ثبت عرضه او عرض الاعمال على الله عز وجل لا على رسوله عليه الصلاة هذا الثابت كما في صحيح مسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام اخبر ان آآ الاعمال تعرض على الله عز وجل في كل اثنين وخميس. فهذا الذي ثبت ان الاعمال تعرض على الله عز وجل حتى اعماله هو عليه الصلاة والسلام. ووجه اخر ان عرض الاعمال على النبي عليه الصلاة والسلام يقتضي علمه بها فيكون النبي عليه الصلاة والسلام عالما علما عاما بكل ما تعمل امته. من حسن او قبيح وهذا الامر ترده النصوص المحكمة الكثيرة. الانبياء لا علم بذلك يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم؟ قالوا ماذا؟ لا علم لنا فلو كانت تعرض عليهم لعلموا. وعيسى عليه السلام يقول وكنت عليهم شهيدا ماذا؟ ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم. بل النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح حينما يزاد عن حوضه بعض امته ماذا يقال له انك لا تدري ما احدثوا بعدك. فلو كان على اطلاع بما عملوا لما صح هذا الحديث ولو كان يدري عليه الصلاة والسلام ثم انه معارض ايضا ستر الله عز وجل كما في حديث النجوى انا سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم. فلو كانت معروضة على النبي عليه الصلاة والسلام لكان مفضوحا. الانسان في اعماله التي عملها في السر ولم يكن مستورا عليه. اذا الخلاصة ان مسألة عرظ الاعمال على النبي عليه الصلاة والسلام غير ثابتة وكذلك عرض الاعمال على الاقارب اقارب الانسان من الموتى ايضا جاءت فيه بعض الاحاديث والاثار ولم صح منها شيء فيما اعلم اذا هي قضية غير صحيحة ولو صحت فلا وجه البث آآ للاستدلال بها على مسألة الشرك او على مسألة التوسل. اللهم الا الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم كما نص على ذلك المؤلف. اذا تعرض الاعمال على النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة والسلام عليه خاصة. واما سائر الاعمال فهذا ما لم يصح. وما بني عليه لو صح فلا وجه له والله عز وجل اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه