بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد. نسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص فيهما هذا الباب الذي وسمه المؤلف رحمه الله بقوله ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان عقده المؤلف رحمه الله للرب على شبهة من شبه اهل الشرك القبوريون الذين يزينون الشرك للناس يلبسون عليهم بشبهة مفادها ان الشرك لا يقع في امة محمد صلى الله عليه وسلم. وبالتالي فما يقع من هؤلاء من دعاء للاموات والاستغاثة باهل القبور وما شاكل ذلك ليس بشرك. الشرك لا يقع من احد من هذه الامة هؤلاء الذين يثيرون هذه الشبهة يستدلون عليها قوله عليه الصلاة والسلام المخرج في صحيح مسلم ان الشيطان قد ايسر ان يعبده المصلون في جزيرة العرب. اذا الشرك لا يقع من هذه الامة. وهذا الاستدلال المذكور ليس بصحيح والجواب عما ذكروا ان الشيطان ليس بمعصوم في ظنه. فكونه ايس من ان يعبده المصلون في جزيرة العرب لا يعني ان هذا الامر واقع وصحيح فهو ليس بمعصوم وليس بعالم للغيب. وايس من ذلك لكن ما ليس منه لا يلزم ان يكون صحيحا. ويمكن ان يقال ان ان في المصلين هي اه تفيد العموم وتفيد الشمول والاستغراق ويكون المعنى ان يعبده المسلمون جميعا وهذا ولا شك صحيح فالشرك لا يقع ولن يقع من سائر المسلمين. وجواب ثابت ان في المصلين هي العهدية اي هم المصلون حق الذين اقاموا الصلاة كما امر الله عز وجل وهذه الصلاة كما اخبر الله عز وجل تنهى عن الفحشاء والمنكر واعلى الفواحش واعظم المنكرات الشرك بالله عز وجل. فالمصلون حق المقيمون لها صدقا هم اهل التوحيد فهؤلاء لكمال تعظيمهم لله تبارك وتعالى لا يقع منهم الشرك. ولا يعني هذا ان لا يقع من احد من الامة البتة. وقد ذكر في الجواب عن هذا الاستدلال اشياء اخرى لكن ما ذكر هو اقوى ما يمكن ان يجاب به عن هذا الاستدلال. كما استدل هؤلاء بما ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اني لست اخشى عليكم ان تشركوا بعدي الحديث والجواب عن ذلك ان هذا الخطاب موجه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهم المعنيون به. فلا يخشى عليه الصلاة والسلام عليهم ان نشرك به الشرك الاكبر. وان كان قد خشي عليهم الشرك الاصغر كما في حديث اخر اذا هذا الخطاب انما وجه الى اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم المعنيون به وليس عامة الامة والا لتناقضت احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في هذا الباب فان النبي صلى الله عليه وسلم قد صح عنه باصح الاسانيد ان الشرك سيقع في هذه الامة احاديث النبي عليه الصلاة والسلام يجب ان يجمع بينها وان يؤلف بينها ووقوع الشرك من بعض الامة لا يقدح في خيريتها في الجملة. فهذه الامة في الجملة في الجملة خير الامم. وهي اه الامة الوسط. الخيار العدول كما بين ذلك ربنا جل وعلا في كتابه واما وقوع الشرك في بعضها فليس بقادة فيها. والامة لا تجتمع على ضلالة بحمد الله والخير باق فيها ولا تزال طائفة منها على الحق منصورة ظاهرة باب ما جاء في ان بعض هذه الامة يعبد الاصنام. بعض هذه الامة وليس جميعها. يعبدون الاوثان. وقد مضى الكلام عن الاوثان والعلاقة بين الوثن والصنم والمراد بالوثن هنا كل ما عبد من دون الله تبارك وتعالى. انما تعبدون من دون الله او ثانى. اه وهذه العبادة قد وقعت ولو لم يثبت في هذا نصوص من الوحي لكان الواقع كافيا في اثباتها فان الشرك قد وقع والله المستعان من كثير من المنتسبين الى هذه الامة والمقصود بذلك امة الاجابة واما امة الدعوة التي تشمل كل من بعث النبي صلى الله عليه وسلم اليهم ممن اجاب وممن لم يجب فهذا ليس مقصود قطعا لانه معلوم بالبداهة ولا حاجة الى ذكره وبيانه انما المقصود من امة الاجابة التي اه التزمت بالاسلام ونطقت بالشهادتين فمن هؤلاء من ناقض ايمانه ووقع فيما يقدح في اسلامه كما سيأتي ان شاء الله تعالى. نعم. قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت. هذه الاية ثبت عند احمد باسناد صحيح انها نزلت في كعب ابن الاشرف اليهودي حينما قال للمشركين ان انكم اهدى من محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه. وعند ابن حاتم انها نزلت فيه وفي حيي ابن اخطب. حينما قال هذه المقالة والله اعلم والجبت والطاغوت علق البخاري رحمه الله في صحيحه عن عمر رضي الله عنه ان الجبت هو الساحر وان الطاغوت هو الشيطان. ووصله ابن جرير وغيره وقال اسناده قوي والجبت هو في اصل اللغة ما لا خير فيه وعامة كلام السلف يدور على ان الجبت هو الساحر الكاهن والصنم. ومن ذكر هذا من اهل العلم انما هم على طريقة السلف في تفسير اللفظ بمثال له والا فالمعنى اعم من ذلك. والطاغوت مضى الحديث فيه فيما سبق و اكثر كلام السلف في تفسير الطاغوت انه الشيطان. ولا شك انه اعظم وان كل عبادة للطاغوت انما تشمل اول ما تشمل عبادة الشيطان لانه هو الداعي الى عبادة غير الله والمزين لها. وقد ان اضبط حد للطاغوت وما ذكره ابن القيم رحمه الله. ما تجاوز ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاعم. المعبود كالاصنام والاولياء وغيرهم. وهؤلاء طواغيت بالنسبة لعابديهم هو اتخذ طاغوتا. واما بالنسبة للمعبود فلا يطلق ذلك عليهم الا لمن كان راضيا. بالنسبة كونهم معبودون. واما المتبوع والمطاع فهم كالعلماء والامراء. حينما يطاعون في تحليل ما حرم الله او ما احل الله. فكل ذلك تجاوز وطغيان. للحد الذي جعله الله تبارك وتعالى هؤلاء وهذه الاية استفاد منها ان فصول العلم ليس بكاف في العصمة من الخطأ والضلال ان لم يوفق الله عز وجل ويسدد. فمن الناس من اوتي نصيبا من الكتاب عنده علم لكنه لم ينتفع بذلك بل كان وبالا عليه فتأمل كثيرا قوله اوتوا نصيبا من الكتاب وعليه فعلى من كان حريصا على طلب العلم ان يلجأ الى الله تبارك وتعالى. ان يحفظه وان يسدده وان يعصمه من الضلال. والله عز وجل اذا لم الانسان فانه ضال ولا بد. كلكم ضال الا من هديته. فالمعول على توفيق الله تبارك وتعالى ورحمته. ووجه الاستدلال بهذا الاية وادراجها في هذا الباب ان من اهل الكتاب من يؤمن بالجد والطاغوت واخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من هذه الامة من سيتبع سنن الذين من قبلنا اذا الايمان بالجبت والطاغوت سيقع من بعض هذه الامة وهذا ما اراده المؤلف رحمه الله وهو استدلال صحيح وغاية في الفقه. نعم. قال رحمه الله تعالى وقوله تعالى قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله؟ من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت اليهود حينما طعنوا في المسلمين ودينهم واستهزأوا بهم وفضلوا غيرهم عليهم. جاء الرد عليهم بي انهم شر مثوبة وشر حالا ويكفيهم انهم قد لعنهم الله وغضب عليهم وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت. فكيف يتطاولون على المسلمين وهذه يكفيهم خزيا وعارا ام كانوا كذلك وثوبة الغالب في النصوص انها تكون في جزاء الحسنات. وقد في جزاء السيئات كما في هذه الاية. فهؤلاء هم المقصودون بذلك فهم الذين قد لعنهم الله وغضب عليهم وجعل منهم القردة والخرايا والخنازير. كما قال الله جل وعلا في شأن الذين في السبت فقلنا لهم قولوا قردة خاسئين. وقوله جل وعلا وعبد الطاغوت روي في هذا اللفظ قراءات كثيرة اوصلها ابو البقاء الى ثنتي عشرة قراءة بل اوصلها ابو حيان في تفسيره الى اثنتين وعشرين قراءة لكن كلها شاذة الا قرائتان الجمهور قرأوا عبد الطاغوت عبد الطاغوت. فعل ومفعول به. وقرأ خلف وعبد الطاغوت وعبد بضم الباء وهذا الفرق الاول والثاني بكسر التاء. مضاف ومضاف اليه. عبد الطاغوت وعبد قيل انه جمع عبد فهو اسم وليس فعل وهو جمع لعبد. وقيل مفرد بمعنى عابد يعني عابد الطاغوت والمقصود ان من اهل الكتاب من عبد الطاغوت. اي اشرك بالله تبارك وتعالى اذا كان واقعا في اهل الكتاب فانه سيقع في هذه الامة لتتبعن سنن من كان قبلكم وهذا هو وجه ادراج هذه الاية في هذا الباب نعم وقوله تعالى قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا. هذه الاية ضمن سورة الكهف وهي من قصة الفتية الذين امنوا بربهم فانه لما كشف امرهم وعظموا في اعين الناس وبالغوا في احترامهم وتقديرهم فلما توفوا قال الذين غلبوا على امرهم والاقرب من كلام اهل التفسير انهم الامراء واهل النفوذ لنتخذن عليهم مسجدا. فلغلوهم في هؤلاء الصالحين بنوا على قبورهم مسجدا وهذا مما وقع في الامم السابقة هذه الامة ستتبع سنن من كان قبلها اذا سيقع منهم ذلك وهذا ما تحقق وهو مشاهد بالعيان وهذا وجه ادراج هذه الاية في هذا الباب. نعم. وعن ابي سعيد رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو خلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن اخرجاه؟ هذا الحديث حديث ابي سعيد نسأل المؤلف رحمه الله الى الشيخين في صحيحيهما والواقع ان الحديث في الصحيحين بنحو ما اورد المؤلف رحمه الله وليس بلفظه وقد ظهر لي بالتتبع ان المؤلف رحمه الله قد كتب الكتاب او بعضه من حفظه ولذلك قد تروى بعض احاديث النبي صلى الله عليه وسلم فيه بغير اللفظ الذي يخرج منه ومن الذي يسلم من الوهم او الخطأ او النسيان؟ ومن احسن من تتبع ذلك في كتاب التوحيد حفيده الشيخ سليمان رحمه الله فانه كان له عناية خاصة تصويب الالفاظ التي يعزوها المؤلف رحمه الله الى مخرجيها ولا ضرب الشيخ سليمان رحمه الله محدث معروف المقصود ان الحديث في الصحيحين جاء بلفظ هذا اللفظ ولا اعلم هذا اللفظ في حدود ما بحثت مرويا بهذا اللفظ انما الذي جاء في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن او سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع. حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قالوا اليهود والنصارى او اليهود والنصارى قال فمن؟ وجاء عند الحاكم من حديث ابن عباس بنحو هذا اللفظ وفيه زيادة وحتى لو جامع احدهم امرأته على الطريق لفعلتم ذلك. حسنه الشيخ ناصر رحمه الله. وغفر له هذا الحديث اصل في هذا الباب وفي هذا المعنى الذي رمى اليه المؤلف رحمه الله وهو الرد على شبهة القبوريين التي سلفت لتتبعن والخطاب موجه الى مجموع الامة لا الى جميعها. فالامة في الجملة سيقع منهم ذلك. وليس المقصود ان جميع الامة وكل افرادها سيقع منهم ذلك الخطاب موجه الى مجموع الامة انه سيقع في الجملة ذلك. اي بعض الامة ستتبع سنن وكان قبلها لتتبعن سنن او سنن سنن جمع سنة. وهي الطريق. وسنن مفرد بنفس المعنى الطريقة او السبيل. وبكل آآ وقف في الراحة وبينوا ان الحديث مروي بهذا وبهذا. يصح ان تقول سنن وسنن. من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع وهذا كما في رواية الصحيحين في اللفظ الذي ذكره المؤلف رحمه الله حذو بالقدة وجاء هذا المعنى في غير الصحيحين حذو القذة بالقذة لكن اللفظ لا يطابق ما ورد المؤلف رحمه الله. القذة كما ذكروا ريشة السهم والسهم يرتب فيه ريشتان او ثلاث. وباري السهم لا بد ان يقدر هذه الريشة مساوية للريشة الثانية او الثالثة تكون بجوارها تماما لا تختلف عنها حتى لا يحصل تفاوت واختلاف في الرمي اذا هذه الريش او القدد يجب ان تكون متساوية ومتطابقة ايضا والعرب تقول حذو القذة بالقذة ومرادهم ان الشيئين يتطابقان ويتساويان. فمراده عليه الصلاة والسلام ان هذه الامة سيقع منها موافقة ومشابهة لاهل تماما حذو القذة بالقذة. قال حتى لو دخلوا رب لدخلتموه. او فتبعتموهم. وجحر الضب والضب معروف. الحيوان المعروف هو غاره وهو صغير. لا يعقل دخوله بالنسبة للانسان. لكن الحديث جاء سنن كلام العرب في انه يضربون او يذكرون الشيء البعيد او المحال مبالغة في الامر. النبي صلى الله عليه وسلم بين شدة المقاربة والمشابهة التي تكون بين هذه الامة واليهود والنصارى الى هذا القدر. والى هذا الحد. حتى لو قدر دخول احدهم جحر الضغط على صغره لكان من هذه الامة من يفعل ذلك وهذا الحديث من اعلام نبوته عليه الصلاة والسلام. اذ تحقق ما قال عليه الصلاة والسلام دون ادنى فقه. فان في هذه الامة من المشابهة لاهل الكتاب الشيء الكثير في الاعتقاد وفي العبادة وفي العادات والاخلاق. فعبدت في القبور وبني عليها كما كان هذا من اهل الكتاب. وآآ حصل الغلو في الصالحين ورفعوا الى درجة الالوهية كما كان من اولئك. اتخذ احبار والرهبان اربابا من دون الله. كما كان الحال عند اهل الكتاب وحدث ولا حرج عن امور يطول ذكرها في ابواب اخرى من الاعتقاد حصل من اولئك تحريف الكلم عن مواضعه. وحصل من المنتسبين او من بعض المنتسبين الى هذه الامة ذلك حتى عطلت صفات الله تبارك وتعالى و حصل انواع من المعاصي منهم شابهها او شابههم فيها اناس وفي عام من المنتسبين لهذه الامة. اكل الربا واكل السحت. وآآ آآ تحايل على شرع الله تبارك وتعالى او تطبيق الحدود على الضعفاء دون الشرفاء. واذا وصلت الى احوال الناس في عاداتهم واخلاقهم البستهم وما شاكل ذلك فالله المستعان انك اذا سرحت طرفك في شوارع المسلمين وطرقاتهم بل وفي بيوتهم لرأيت من ذلك ما يدمى له القلب والله المستعان. قال الصحابة وقد حصل لهم استغراب بعد ان من الله عز وجل على هذه الامة بهذا الهدى العظيم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. تحصل المشابهة ويحصل التعلق. باليهود والنصارى هم هم فقالوا اليهود والنصارى بالضم. على ان ذلك خبر لمبتدأ المحذوف يعني اهم اليهود والنصارى؟ ويصح ان تقول اليهود والنصارى ويكون ذلك على ان اليهود والنصارى مفعول به لفعل اتعني اليهود والنصارى؟ فقال صلى الله عليه وسلم فمن وهذا استفهام بمعنى تقرير يعني ومن سوى هؤلاء؟ وهذا الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم خبر في معنى النفي اخباره صلى الله عليه وسلم بهذا الذي سيقع ليس من باب تقرير لكن من باب النهي والتحذير فعلى المريب نجاته ان يحذر من ذلك فان اهل الايمان يسألون الله تبارك وتعالى في كل صلاة عدة مرات ان يهديهم صراط الذين انعم عليهم. وهم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون. وان يجنبهم مسلك هؤلاء الكفار المغضوب عليهم والضالين اليهود والنصارى. الله المستعان. نعم قال ولمسلم عن ثوبان رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله الارض فرأيت مشارقها ومغاربها. وان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الذي اخرجه الامام مسلم رحمه الله بين ان الله عز وجل زوى له الارض. الزوي هو الجمع. والمعنى ان الله عز وجل طوى له الارض حتى انه صلى الله عليه وسلم رأى مشارقها ومغاربها والله على كل كل شيء قدير. نعم. وان امتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها وهذا من اعلام نبوته صلى الله عليه وسلم فقد حصل ما اخبر به عليه الصلاة والسلام نعم واعطيت الكنزين الاحمر والابيض؟ الكنزان؟ هما الذهب والفضة الذهب هو الكنز الاحمر والفضة الكنز الابيض. والاول تنزيل قيصر والروم والثاني غالب كنز كسرى والفرس نعم واني سألت ربي لامتي الا يهلكها بسنة عامة الاعطاء الذي يعطيه النبي صلى الله عليه وسلم المقصود به اعطاء امته هو عليه الصلاة والسلام لم يحصل ذلك في عهده تفتح بدائل الروم والفرس و ان يفوز المسلمون بكنوزهما لكن الاعطاء الذي حصل له انما هو اعطاء لامته صلى الله عليه وسلم. نعم. واعطيت الكنزين الاحمر والابيض واني سألت ربي لامتي الا يهلكها بسنة عامة. واني سألت ربي الا يهلك امتي بسنة عامة هكذا في بعض نسخ كتاب التوحيد وفي بعضها وهي نسخ الخطية بعامة. وهكذا ثبت ايضا في مسلم وبعامة وهي عند اهل اللغة زائدة والسنة هي الجذب انقطاع المطر. وعامة اي تعم الامة. فيحصل بسبب لذلك الاف عام للامة نعم والا يسلط عليهم عدوا من سوى فيستبيح بيضتهم. فيستبيح بيضتهم. المعنى اي يستبيح مجموعهم واكثرهم. وهذا كما سيأتي اه في تتمة الحديث اه قد حمى الله عز وجل هذه الامة ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى يقع الشيء الذي علق هذا الوعد به كما سيأتي. نعم وان ربي قال يا محمد اني اذا قضيت قضاء فانه لا يرد. اني اذا قضيت قضاء فانه لا يرد هذا القضاء الذي لا يرد هو القضاء الكوني فيكون بمعنى المشيئة والارادة الكونية. الله عز وجل لا راد لما قضى وهذا له نظائر في النصوص وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين وهذا القضاء لا يلزم ان يكون المقضي فيه محبوب لله تبارك وتعالى فقد يقضي الله يقضي الله عز وجل ما لا يحب لانه يترتب عليه ما يحب. اذا المقضي كونا قد يكون محبوبا لذاته. وقد يكون محبوبا بغيره لا لذاته انما هو مبغوض لذاته. فالفساد الذي قظى الله عز وجل ان هنا من بني اسرائيل ليس محبوبا لذات الله تبارك وتعالى. لكن لانه يترتب على ذلك حكمة يحبها الله عز وجل قضى بهذا الفساد. وثمة قضاء اخر هو القضاء الشرعي وهذا لا يلزم ان يقع فقد يقضي الله عز وجل قضاء شرعيا ولا يقع وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. هذا قظاء شرعي قضاء ديني يحب الله عز وجل المقضي فيه. لكن قد يقع وقد لا يقع. فهو في المعنى مرادف للارادة الشرعية وللابن الشرعي. ومن لم يفرق بين النوعين فحمل كل النصوص الواردة الواردة في القرآن على احد النوعين فانه يضل. تجد مثلا اهل الالحاد من اهل الحلول ووحدة الوجود والاتحاد يتدرعون على كفرهم بمثل قول الله تبارك وتعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. والله عز وجل لا راد لما قضى النتيجة ان كل ما عبد فهو الله. لان القضاء في زعمهم هو القضاء ماذا؟ القضاء في هذه الاية هو القضاء الكوني النتيجة لم يعبد الا الله. فمن عبد الشجر والحجر والصنم الواقع انه لم يعبد الا الا الله وهذا اعظم الكفر. اذ ينبغي ان تتنبه الى هذا الفرقان العظيم. بين هذا اللفظ وامثاله من النصوص التي جاءت منقسمة في النصوص. القضاء ها هنا قد يكون كونيا كما هو معنا في هذا الحديث الله عز وجل اذا قظى قظاء كونيا فلا احد يغالب الله ولا احد يمكن ان يرد قضاء الله تبارك وتعالى. وقد يكون قضاء شرعيا. فيقع او لا يقع بحسب ما يشاء الله عز وجل. نعم. واني اعطيتك لامتك الا اهلكهم لسنة عامة من رحمة الله عز وجل ان استجاب هذا الدعاء. فهذه الامة بحمد الله قد اه حماها الله عز وجل من الهلاك العام بالجد. فلا يقع جذب يهلك الامة عامة. انما قد يقع في بعض الانحاء في مكان دون اخر وعلى بعض الناس دون بعض اما ان يكون لعموم الامة فهذا بحمد الله لم يقع ولا يقع. نعم. والا اسلط وعليهم عدوا من سوى انفسهم فيستبيح بيضتهم. نعم. ولو اجتمع عليهم من باقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا. الله عز وجل اجاب هذا الدعاء اجابة مقيدة بشرط تسليط الاعداء الخارجيين اي الكفار على الامة حتى يستأصلوا شفتها حتى يهلك مجموعها هذا وعد الله عز وجل ان لا يكون الا وقال هنا حتى التي هي الى انتهاء الغاية حتى يكون بعضهم يقتل بعضا ويسبي بعضهم بعضا. اذا تسلط بعض المسلمين على بعض واعمل السيف بينهم ووقع بينهم العداوة والبغضاء حينئذ لم يكونوا موعودين بان لا يسلط عليهم الاعداء الخارجيون وقد يقع عليهم ذلك. ليسوا في مأمن من هذا الوعيد وان يسلط عليهم اعدائهم الخارجيون. وآآ هذا الامر قد وقع. فلما دب بين المسلمين ما دب. من الاحن والفتن وسنة شيوخ بعض المسلمين على بعض تسلط الكفار على مسلمين. ووقعت تلك الفتن الكبرى في قديم الزمان وحديثه. ومن اعظم ذلك ما وقع من التتار. حينما غزوا بغداد وحصلت تلك المحنة العظيمة التي لم يمر على تاريخ المسلمين مثلها. حيث قتلوا في بغداد كما قيل الفي الف انسان. في غضون ايام معدودات اربعين او ستين يوما. سنة ست وخمسين وست مئة. حصلت فتنة عظيمة حتى ان الاموات قد تكونا مكتلان في طرق بغداد. وحتى سالت ما يذكر ابن كثير رحمه الله في البداية ميازيب بغداد دما. الله المستعان فتنة عظيمة. وصار شيء من ذلك ايضا في المغرب الاسلامي في الاندلس حينما تسلط بعض المسلمين على بعض وصلوا السيوف في وجه بعض فسلط النصارى عليهم استحوذوا على بلاد في تلك الانحاء الى اليوم والاندلس في ايديهم. وهكذا في الحملات الصليبية وما حصل فيها وهكذا ما كان مما تعلمون في العصر الحديث تسلط الكفار واستيلائهم على بعض بلاد المسلمين. المسلمون انما اوتوا من انفسهم ولو كانوا مجتمعين على الحق ما تسلط عليهم هؤلاء الاعداء. نعم. ورواه البرقاني في صحيحه وزاد البقالي نعم ورواه البرقاني في صحيحه وزاد وانما اخاف على امتي الائمة المضلين هذه الزيادة التي اوردها المؤلف رحمه الله عن مسند البرقاني او مستخرج البرقاني هي التي فيها الشاهد من الحديث بهذه القطعة من الحديث وهو ايضا مخرج عند ابي داوود واحمد باسناد صحيح ان من اعظم ما خافه النبي صلى الله عليه وسلم على امته الائمة المضلين. والائمة المضلون قد يكونون من ائمة السلطان وقد يكونون من ائمة العلم والدين. يعني الامراء ومن بسط الله يده بالسلطان من ينسب الى العلم ويكون متبوعا من اهل الاسلام فهؤلاء اذا ضلوا واضلوا حصل بسبب ذلك عظيم حتى كان هذا من اعظم ما خافه النبي صلى الله عليه وسلم. وهل افسد الدين الا الملوك؟ واخبار ورهبانها كما قال ابن المبارك رحمه الله فان اضلال هؤلاء يترتب عليهم في ضلال خلق كثير. اذا كان كانت السلطة والقوة امكن حمل الناس على الباطل واذا كان هناك اهل بدع وضلال واهل في المعتقد والمنهج حصل اضلال للناس لان اكثر الناس اغماض ما عندهم بصيرة فيهم جهل كثير. يتبعون كل ناعق وما انتشرت البدع والخرافات بل الشرك بالله تبارك وتعالى الا بسبب ذلك فهؤلاء ممن خافهم النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الاخر ان اخوف ما اخاف عليكم كل منافق عليم اللسان فتجد من هؤلاء من يضلوا الناس من اتباعه فيقول اذا اعيتكم الامور واردتم شيئا من الحاجات فعليكم بقبري. ويقول بئس الرجل الذي يحجزه عن اصحابه شبر من التراب. ويردد القول المكذوب اذا الامور فعليكم باصحاب القبور. زينوا للناس الشرك بالله تبارك وتعالى. وان الاولياء يجيبون من دعاهم وانهم يطلعون على اللوح المحفوظ. فيعلمون اهل الجنة من اهل النار. ويعرف ويعرفون ما يكون من امور الغيب. وهؤلاء اعظم اسباب انتشار الشرك في الامة ولا شك يؤلفون ويكتبون ويخطبون وهذا معلوم قديما وحديثا في كل زمان في كل مكان. بسبب انتشر الشر. انتشر الشرك والضلال. فهم ائمة مضلون وجعلناهم ائمة يدعون الى النار. هناك ائمة ائمة خير وهدى. يهدون امر الله تبارك وتعالى الى الخير. هناك ائمة مضلون والعياذ بالله. فهؤلاء خافهم النبي صلى الله عليه وسلم على امته لعظيم ضررهم. نعم. واذا وقع عليهم السيف لم يرفع الى يوم القيامة صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا وقع السيف في الامة لم يرفع الى يوم القيامة. وهذا حق واقع فمنذ ان وقع السيف الامة حينما قتل عثمان رضي الله تبارك وتعالى عنه والى اليوم والى ما شاء والسيف لم يرفع عن هذه الامة. لم يزل منهم من يسل سيفه على المسلمين الله المستعان نعم ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من امتي بالمشرك وحتى تعبد فئام من امتي الاوثان. هذا هو موضع الشاهد من الحديث لن تقوم الساعة حتى يلحق حي من امته صلى الله عليه وسلم بالمشركين. وحتى تعبد فئام من هذه الامة الاصنام. وهل المقصود بلحوق الحي والحي واحد الاحياء وهم القبائل. حي القبيلة. وجاء عند ابي داود حتى يلحق قبائل من امتي بالمشركين. هل اللحوم الذي يكون من هذا الحي او الاحياء بالمشركين. المراد بهم المراد به اللحوم. حكما او اللحوق واقعا. يعني هل يكونون مشركين ومرتدين؟ وهم في بلادهم. او المقصود ان يلحق بالمشركين فيكونون معهم ويساكنونهم في اراضيهم. او يكون هذا ويرتدون ايضا فيجمع بين الامرين. اقوال لاهل العلم في تفسير هذا الحديث والاقرب والله اعلم ان مجرد الردة والشرك ليس مقصودا في هذه الجملة لانه سيكون في الجملة التي بعده حتى تعبد فؤاد فئام من امتي الاصنام. ويكون تكرارا الاقرب الله اعلم ان المقصود بذلك اما ان يلحقوا بالمشركين فيساكنوهم في بلادهم او يحصل هذا ويحصل مع ذلك الردة والعياذ بالله. وهذا فيه بيان ان سكنى بلاد الكفار على هذا التوجيه مذمومة وقبيحة شرعا شرعا ولا تجوز قال وحتى تعبد فئام من امتي الاصنام. فئام يعني جماعات كثيرة وقد حصل ما اخبر به صلى الله عليه وسلم فكم من الناس من عبد غير الله تبارك وتعالى في امر كثيرة في اقطار شتى من البلاد التي تنتسب الى الاسلام غير الله توجهوا لغير الله دعوا نذروا استغاثوا ذبحوا طافوا الواقع اكبر شاهد على ذلك وثبت في عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لا تقوم الساعة حتى تضطرب الياف نساء دوس حول ذي الخلصة ذو الخلصة طاغية دوس في جنوب الجزيرة العربية والنبي صلى الله عليه وسلم هو الصادق المصدوق لا ينطق عن الهوى. وفي مسلم عن عائشة عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى. يأتي بعد ذلك بعض الجهلة او بعض من طمس الله بصائرهم يقولون الشرك لا يقع في الامة فلا يمكن احد ينتسب الى الاسلام ويقول لا اله الا الله ويقع في الشرك اين هذا عن هذه النصوص الصريحة؟ التي تدل على ان الشرك قد يقع. بل ان اناسا كثر من هذه الامة وهم امة الاجابة الذين انتسبوا الى هذا الدين سيقع منهم فينقضون ايمانهم والعياذ بالله. حتى تعبد اللات والعزى حقا وصدقا. كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الحديث كما ذكر الشيخ سليمان رحمه الله مما يدل على صحة الشهادتين. اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فان كل جملة منه قد وقعت. والله المستعان. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه والرأي والسلام عليكم