بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا شيخنا وللحاضرين والمسلمين قال الامام شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب ما جاء في السحر الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد. قال المؤلف رحمه الله باب ما جاء في السحر هذا الباب امتداد لما سار عليه المؤلف رحمه الله في هذا الباب من بيان نواقض وقوادح التوحيد. السحر اللغة هو ما خفي ولطف ودق سببه ولاجل هذا تقول العرب في الشيء الخفي اخفى من السحر ويقول نور عن اخر الليل سحر لان الامور فيه تكون خفية واما السحر في الاصطلاح فان النظر في كلام اهل العلم فيه نجد بينهم اختلافا بينا في حده وتعريفه. والذين عرفوا السحر لهم في الجملة ثلاث طرائق تارة يتوقفون عن حده نظرا لكثرة والتي تدخل كهفه وليس بينها قدر يشترك او تشترك فيه هذه الانواع بحيث يكون التعريف جامعا مانعا ومن هؤلاء رحمه الله في كتابه الام فانه عرف السحر بانه اسم جامع لانواع متنوعة اوصيكم من اهل العلم عرف السحر بتعريف عام فقال هو مزاولة النفس الخبيثة لاقوال وافعال يترتب عليها احوال خارقة للعادة وصنف ثابت من اهل العلم من عرف السحر بذكر الامثلة الشائعة او المشتهرة له فيقولون هو عزائم وعقد ورقى تؤثر في القلوب والابدان. فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه. فهذه في الجملة مسائل اهل العلم في تعريف السحر وقد ذهبت المعتزلة ووافقهم على هذا قلة من اهل العلم كابن حزم والجصاص الحنفي. وغيرهم من اهل العلم. ذهبوا الى ان السحر لا حقيقة له وانما هو تخييل ومعنى تخييل اي ان السحر يؤثر في الابصار فترى الاشياء على غير حقيقتها والذي عليه اهل السنة والجماعة بل الذي عليه عامة الامم ان السحر منه ما يكون حقيقة فيؤثر وحقيقة على النفوس وتصاب بالضيق او الحزن او على العقول حتى ان هذا التأثير قد يصل الى الجنون او يكون التأثير على الابدان فيصاب الانسان بالامراض حتى انه قد يموت بسبب وبذلك وكل ذلك واقع باذن الله عز وجل الكوني وما هم بضارين ما به من احد الا باذن الله. وهذا هو الاذن الكوني وادلتهم على ان من السحر ما يكون حقيقة كثيرة. من ذلك قول الله عز وجل فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه. اذا السحر حقيقة موجودة تؤدي الى هذا التأثير. وهو ان يفرق بين الرجل. وزوجه ومن ذلك قول الله جل وعلا ومن شر النفاثات في العقد. فلم يأمر الله عز وجل بالاستعاذة من شر النفاثات في العقد الا و السحر له حقيقة والنفاثات في العقد هن السواحر اللاتي يسحرن في العقد فيحصل السحر بسبب ذلك باذن الله عز وجل الكونية ومن تلك الادلة ايضا ما ثبت في الصحيحين من ان النبي صلى الله عليه وسلم سحر حتى انه كان كان يخيل اليه انه يأتي الشيء ولا يأتيه. وكان هذا في شيء مخصوص كما دل على هذا الرواية في الصحيح وهو ما يتعلق بامر النساء. يعني يخيل اليه انه قد اتى اهله والواقع انه ما اتاهم فهذا الحديث فيه اصول ضرر على النبي عليه الصلاة والسلام فهو اذا شيء له حقيقة واستخرج هذا السحر الذي كان في مشطه ومشاطة طلعة ذكر في بئر ذروان او ذي اروان فاستخرج اذا هو شيء له حقيقة. ودخن فرجع النبي عليه الصلاة والسلام. كما كان عليهم في السابق من نشاط اذا هو شيء حقيقي موجود ومن الادلة على ذلك ايضا ما ثبت في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم من تصبر بسبع ثمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم صم سحر ولا سم فاثبت النبي صلى الله عليه وسلم اولا ان للسحر ضررا وثانيا حث على الوقاية منه. وثالثا قرنه بالسم الذي له ضرر حقيقي لا ينكر. اذا السحر له حقيقة وله وجود ومن الادلة ايضا الامر الواقع المشاهد الذي لا يمكن جحده فقد تواتر واستفاض جدا حتى ان هذا الامر لا يجحده الا مكابر ان اصيب اناسا بالسحر حتى ان احدهم لا يستطيع ان يأتي اهله مثلا فاذا اتلف ما فحصل فيه السحر عاد هذا الانسان الى ما كان عليه وقدر على ما عجز عنه فهذا دليل على ان السحر موجود وله حقيقة. وصدق الخطابي رحمه الله حينما قال ان نفي حقيقة السحر جهل. نفي حقيقة السحر جهل لان فيه مكابرة للادلة وللامر الواقعي المشاهد في دنيا الناس اما ما استدل به المعتزلة ومن وافقهم فهو ما اخبر الله عز وجل عن سحرة فرعون حيث قال الله عز وجل عنهم سحروا اعين الناس. وقال تعالى يخيل اليه من سحرهم انها تسعى والجواب عن ذلك ان يقال ان هذه الايات التي استدل بها ليس فيها حصر لانواع صفر وانما فيها بيان ان سحر سحرة فرعون كان تخيلا ولا يمنع ذلك ولا يمنع ذلك ان يكون هناك نوع اخر كما دل على ذلك النصوص الاخرى والواقع المشاهد ثم يقال ثانيا اذا ثبت ان للسحر تأثيرا على العين فما المانع؟ ان يكون له تأثير على الاعضاء الاخرى لما لا يكون له تأثير على الدماغ؟ او على القلب او على الاعضاء الاخرى بما انه قد ثبت ان له تأثيرا على العين وقد بحث اهل العلم واطالوا البحث في مسألة حكم السحر والناظر في كلام اهل العلم في هذه المسألة يجد انهم على ضربين. فمنهم من يطلق ان السحر كفر وهؤلاء جمهور اهل العلم. يقولون ان السحر كفر بالله تبارك وتعالى والصنف الاخر من يفصل فيقول من السحر ما هو كفر ومنه ما هو معصية وفسق وظلم ولا يصل الى حد الكفر. والواقع انه لا خلافة بين هذين الرأيين. فاما الذين اطلقوا ان السحر كفر فمراد السحر الذي جاءت فيه جملة النصوص في الكتاب والسنة كما سيأتي في الادلة ان شاء الله فهذا السحر لا الا كفرا. واما الذين فرطوا فقالوا منه ما يكون كفرا ومنه ما لا يكون كفرا فانهم نظروا الى الواقع. اي الى واقع من تعاطى السحر فان منه من يكون سحره عن طريق الشياطين وهذا لا يكون الا كفرا ومنه ما لا علاقة له بالشياطين وانما يكون عن طريق استعمال الادوية والعقاقير او خواص الاشياء كالادخنة والدهانات وما شاكل ذلك فهذا لا يخص لا يصل الى حد الكفر وهذا النوع لا ينكر اولون انه ليس بكفر لكنهم يقولون ان استعماله او ان استعمال آآ اسم السحر فيه انما هو على سبيل التجوز. اذا الخلاصة ان السحر الذي هو سحر وجاءت فيه غالب الادلة وهو الذي انما يكون عن طريق الشياطين فهذا لا يكون الا كفرا. واما ما سواه مما يسمى سحرا فانه لا يصل الى حد الكفر. اما لما كان السحر كفرا؟ في هذا النوع الذي ذكرته قبل قليل فالجواب يتضح من خلال مقدمتين المقدمة الاولى ان السحر لا يكون الا عن طريق الشياطين. فالشيطان يخدم الساحر ويعينه ويساعده نظرا لان نفس الساحر نفس خبيثة تناسب نفس الشيطان الخبيثة فيحصل بينهما تعاون وتظام والمقدمة الثانية ان الشيطان لا يعين الساحر ولا يخدمه الا اذا كفر بالله تبارك وتعالى. فلم يكن الشيطان الملعون ليخدم الساحر الا لاجل انه يشرك بالله تبارك وتعالى وهذه هي الغاية التي يسعى لها الشيطان. اغواء بني ادم واظلاله. فاذا يتحصل من هذا وذاك ان السحر لا يكون الا بالكفر بالله تبارك وتعالى. لانه لا الا عن طريق الشياطين والشياطين لا تعين ولا تخدم الا اذا حصل الكفر بالله تبارك وتعالى وهذا الكفر يكون كفرا اعتقاديا وكفرا قوليا وكفرا عمليا اما بالاعتقاد فبان يعتقد الساحر ان للشياطين او للكواكب وهذا ما يسميه السحرة الارواح الارضية الارواح العلوية يريدون بالارواح العلوية ارواح الكواكب. وان لها تأثيرا على مجريات الكون والارواح الارضية هي الشياطين. والواقع ان كل ذلك راجع الى الشياطين فليس للكواكب اي علاقة بهذا الامر. انما هو شيء يتوهمه السحرة. فلم يجعل الله عز بهذه الكواكب تأثيرا على شيء في هذه الارض بحيث يحصل نفع واضرار ذاتي منها. والمقصود ان الساحر يشرك بالله تبارك وتعالى في اعتقاده فيعتقد ان لهذه الشياطين او للكواكب تأثير مستقلا دون الله عز وجل. او ان يكون الشرك عن طريق بان يستغيث الساحر بالشياطين. ويلجأ اليها ويدعوها. او يقع منه انواع من الكفر اخرى. كسب الله عز وجل او سب رسوله صلى الله عليه وسلم او سب دينه او ما الى ذلك او يقع منه الشرك الفعلي. كان يهين المصحف او يكتبه بالدم وما شاكل ذلك؟ وهذا امر معروف اه لا يجحده عالم بواقع السحرة. والخلاصة ان السحر كفر لانه لا يكون الا بالكفر. والادلة على ان السحر كفر بالله عز وجل اذا كان عن طريق الشياطين عدة من ذلك ما جاء في سورة البقرة من قول الله جل وعلا واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر الى اخر ما جاء في هذا السياق. ووجه الاستدلال من ذلك بما اولا في قول الله عز وجل وما كفر سليمان ووجه الدلالة ان اليهود نسبوا سليمان عليه السلام للسحر الله عز وجل عنه الكفر لان نسبة السحر اليه تعني نسبة الكفر اليه وقال الله عز وجل وما كفر سليمان يعني وما سحر سليمان فدل هذا على ان السحر كفر. والوجه الثاني بقول الله عز وجل ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر. فكفر الله عز وجل الشياطين وذكر علة تكفيرهم وهي انهم يعلمون الناس صفر والقاعدة عند اهل العلم ان ذكر بعد الحكم يشعر بالعلمية. يعني ان الوصفة المذكورة بعد الحكم هو علة هذا الحكم فهم انما كفروا لانهم يعلمون الناس الصفر. ولا يكونوا تعليم الشيء كفرا الا اذا كان هذا الشيء كفرا. وهذا من اوضح ما يكون. الوجه الثالث في قوله جل وعلا وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فهذان الملكان لم يكونا آآ يعلمان احدا هذا السحر حتى يحذران وينذران. هذا الفعل الذي هو سحر من فعله فقد كفر انما نحن فتنة فلا تكفر. فدل هذا على ان اه السحر وتعاطيه كفر بالله عز وجل. كما هو نص هذه الاية. ولذلك روى ابن باسناد صنيع ابن جرير عند عن ابن جريج عند هذه الاية انه قال لا يشترئ على السحر الا كافر لا يجترئ على السحر الا كافر انما نحن فتنة فلا تكفر ووجه رابع يؤيد ما سبق ويؤيده ما سبق وهو في قول الله جل وعلا ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق. اي حظ ونصيب. وهذا وعيد يدل على ان السحر كفر ووجه خامس يؤيد ايضا ما مضى ويؤيده ايضا ما سبق. وهو في قول الله جل وعلا ولو انهم امنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير. وهذا الاستعمال لا لا يقال في حق من هو مسلم لو انه امن واتقى انما يقال في من كفر بالله عز وجل. يقال في حقه ولو انه امن واتقى. لكان خيرا له تحصل اذا ان هذه الاية فيها او ان هذا السياق ثلاثة اوجه صريحة في بيان ان السحر كفر وان الساحر كافر ووجهان الظاهر منهما ذلك ايضا فا هي اذا خمسة اوجه. الدليل الثاني قول الله عز وجل ولا يفلح حيث اتى والغالب استعمال القرآن ان نسي الفلاح انما يكون فيما هو كفر كما قال الله جل وعلا ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. متاع في الدنيا ثم الينا مرجعهم. ثم نذيقهم العذاب الشديد اذا بما كانوا يكفرون. ويؤيدوا ان نفي الفلاح ها هنا هو دليل على الكفر ما سبق من الاوجه الماضية لا سيما وان الله عز وجل قد اكد نفي الفلاح بتعميم الامكنة ولا يفلح الساحر حيث اتى حيث كان يؤيد هذا الحكم ايضا ما ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال من اتى كاهنا او سافرا او عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهذا الاثر جود اسناده المنذري والحافظ ابن حجر وقال ومثله لا يقال بالرأي. قال فيه ابن كثير اسناده صحيح ويكفي في هذا الحكم ان يعلم حقيقة الستر فاذا كان السحر لا يكون الا بالكفر بالله عز وجل فهو بالضرورة كفر وهذا بين لا اشكال فيه. وآآ يتعلق موضوع السحر تفاصيله كثيرة ومباحث شتى ولعله يشار الى بعضها بما يأتي ان شاء الله من كلام المؤلف او فيما ساقه المؤلف رحمه الله. نعم. والمؤلف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى ولقد علموا من اشتراه ما له في الاخرة من خلاق. هذه الاية في اليهود ولقد علموا اي الذين استبدلوا بالسحر عن الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم واتباعه. ما له في الاخرة من خلاق اي حظ ونصيب. وقد سبق انه قد استدل بهذه الاية على ان السحر كفر بالله تبارك وتعالى. وفي هذا ابلغ زاجر ومحذر عن هذا الفعل القبيح نعم. وقوله يؤمنون بالجبت والطاغوت يؤمنون بالجبت والطاغوت. هذا قد مضى معنا في الدرس الماظي وان هؤلاء الذين اوتوا نصيبا من الكتاب وهم بعض اليهود كما مر شرطه في الدرس الماضي يؤمنون بالجبت والطاغوت. كما قال عمر رضي الله عنه وجمع من السلف قد مضى معنا عمر رضي الله عنه يقول فيما علقه البخاري في صحيحه ووصله غيره باسناد قوي كما قال ابن حجر الجبت هو السحر والطاغوت هو الشيطان. وهذا ماض على طريقة السلف في تعريف الشيء بمثال له المقصود ان السحر من شأن اليهود فهم اكثر الناس ولوعا به وحرصا عليه يؤمنون بالجبت والطاغوت. وليس ذلك من شأن اهل الاسلام والتوحيد. نعم قال عمر رضي الله عنه الجبت السحر والطاغوت الشيطان. نعم. وقال جابر رضي الله عنهما الطواغيت كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد. هذا ايضا تفسير الشيء بمثال له وما يتعلق بالكهان سيأتي الحديث عنه ان شاء الله في الباب بعد كالقادم نعم. وعن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف. وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات. هذا حديث المخرج في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم الشاهد فيه قوله عليه الصلاة والسلام اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر ويجوز ان تقول الشرك بالله والسحر اما على تقدير هن الشرك بالله والسحر او اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحراء. والصواب كما اتضح لك من البيان ان عطف الستر على الشرك هو من باب عطف الخاص على العام فالسحر نوع من انواع الشرك بالله عز وجل. وهذا الحديث اخرجه البخاري رحمه الله في موضع في الصحيح بلفظ اجتنبوا الموبقات الموبقات يعني المهلكات. قال يعني ساق باسناده عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال اجتنبوا الموبقات الشرك بالله والسحر. فقط لم يذكر الا هذين وهل هذا هو لفظ النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيكون لفظا اخر او هو اختصار للبخاري رحمه الله اختصر به اللفظ الذي جاء فيه سياق هذه الموبقات السبع استظهر الحافظ رحمه الله في الفتح ان هذا اختصار من المؤلف رحمه الله وهذا الاختصار بين ان مراده منه رحمه الله انها هذين اكد تلك الموبقات الشرك والسحر اكد تلك الموبقات. وقد بوب على هذه الرواية بقوله باب من الموبقات الشرك والسحر. المقصود ان هذا الحديث فيه بيان شناعة شأن السحر وانه من الامور العظيمة التي تهلك الانسان والعياذ بالله ففيه انذار وتحذير شديد عن هذا الفعل القبيح. نعم عن جندب رضي الله عنه مرفوعا حد الساحر ضربة بالسيف. رواه الترمذي وقال الصحيح انه موقوف. نعم حد الساحر ضربة بالسيف جنده رضي الله عنه الوارد في هذا الحديث والصحيح انه موقوف عليه وليس مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم هو جندب الخير وهو جنده ابن كعب وقيل ابن زهير ابن عبد الله ابو عبد الله الغامدي الازدي صحابي جليل رضي الله عنه وقد وهم بعضهم انه جندب بن عبدالله البجري. والصواب انه جند ابن كعب او ابن زهير الازدي رضي الله عن الجميع لهذا الاثر قصة وهي ان جندبا وقف على رجل من السحرة يقطع رأس رجل ثم يعيده اليه. وكان يفعل هذا امام بعض الامراء فاختلط سيفه رضي الله عنه فقتله وهذا الحديث اه فيه بحث من جهة قوله حد ضربة بالسيف او ضربه بالسيف. بكل قرأ الحديث. حد الساحر ضربة بالسيف او حد الساحر ضربه بالسيف يعني بالتاء او بالهاء. اذا كان السحر اه ليس عن طريق الشياطين اي لم يكن كفرا فلا اشكال في كون حد في كون حده هو القتل لان الساحر الذي يؤذي وقد يقتل وقد يفرق بين المرء وزوجه وقد يصيب الانسان في بدنه بالوهن والمرض هذا في حكم الصائم وفي حكم الباغي الذي يدفع يدفع ضرره عن المجتمع بقتله. اما اذا كان السحر عن طريق الشياطين فان الذي يوجه به قوله حد الساحر ان يقال ان الحد ها هنا ليس بمعنى الحد الاصطلاحي لان الحد الاصطلاحي انما هو في شأن بعض الكبائر ويترتب على ذلك امور منها ان الحدود كفارات لاصحابها لكن هذا في هذا الموضع غير مراد. وانما يكون الحد ها هنا بمعنى العقوبة. يعني عقوبة الساحر ظربة بالسيف. فيكون قتله عن الردة مرتد ويقتل ردة وهذا ظاهر فعل الصحابة رضي الله عنهم كما سيأتي والله اعلم. نعم. قال رحمه الله تعالى وفي صحيح البخاري عن مجالة ابن عبدة انه قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان اقتلوا كل ساحر وساحرة. قال فقتلنا ثلاث سواحر هذا الاثر عن عمر رضي الله عنه عزاه المصنف الى البخاري الصواب ان هذا اللفظ ليس في البخاري. انما هو عند احمد وابي داوود وعند ابن ابي شيبة ايضا وغيرهم من اهل العلم. وليس في البخاري. في البخاري اصل هذا الاثر وهو مكاسبة اه مكاتبة عمر رضي الله عنه لعماله لكن بان يفرقوا في المجوس بين الرجل ومن من محارمه. المجوس لا يتورعون عن نكاح المحارم والعياذ بالله. هذا الذي في صحيح البخاري اما الامر بقتل كل ساحر وساحرة فهذا ثبت في غير الصحيح باسناد صحيح عن عمر رضي الله عنه قال الموفق بن قدامة رحمه الله في المغني ومثل هذا اشتهر ولم ينكر فكان مع قتل عمر رضي الله عنه او امره بقتل كل ساحر وساحرة آآ دون استفسار فيه دليل ايضا او استدل به ايضا على ان السحر كفر لان الساحر ليس بقاتل ولا زان فما بقي الا انه مرتد. بهذه الثلاث آآ يستباح دم المسلم نعم. قال رحمه الله تعالى وصحح عن حفصة رضي الله عنها انها امرت بقتل لجارية لها سحرتها فقتلت. هذا الذي روي عن حفصة رضي الله عنها هو عند مالك في الموطأ بلاغا وواصله عبد الرزاق وغيره عنها رضي الله عنها فجارية لها سحرتها فامرت بها فقتلت. وهذا الحكم السابق عن عمر رضي الله عنه بقتل السحرة وظاهر ذلك عدم استفادتهن. عدم استجابتهن او استتابتهن. اه سحرة او سواحر وانما القتل يكون بلا استتابة. وهذه المسألة فيها خلاف بين اهل العلم. والاقوال في ذلك ثلاثة الاول ان الساحر يقتل بلا استتابة وعلى هذا جمهور واهل العلم والقول الثاني انه يستتاب فان تاب والا فيقتل وعلى هذا الشافعي رحمه الله وبعض اهل العلم. والقول الثالث انه في حكم الزنديق الذي يرجع في شأن قتله الى رأي الحاكم المسلم الذي يراعي المقاصد الشرعية ان تحققت المصلحة بقتله قتل دون استتابة والا فانه يستتاب فان تاب والا فيقتل. والله اعلم نعم. قال وكذا صح عن جندب رضي الله عنه. جندب الازدي كما سبق. نعم. قال رحمه الله تعالى عن ثلاثة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اي صح عن ثلاثة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عمر وحفصة وجندب الخير رضي الله عنهم. والصواب ان ذلك ايضا وارد عن ثلاثة اخرين من الصحابة. وهم عثمان وابن عمر وقيس ابن سعد ابن عبادة رضي الله عنه اذا ورد قتل السحرة عن ستة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم عمر وعثمان وحفصة ابن عمر وجندب الخير وقيس ابن سعد ابن عبادة رضي الله تعالى عن الجميع. ولا يشكل على هذا الحكم. ما روى البيهقي واحمد عن عائشة رضي الله عنها انها قد سحرتها جارية مدبرة لها فباعتها ولم تقتلها. اقول هذا لا يثقل على ما سبق من اثار الصحابة رضي الله عنهم وتوجيه ذلك كما قال الشافعي في الام ان عائشة رضي الله عنها لم يتبين لها ان سحر هذه الجارية كان بما هو كفر ولو ثبت ذلك عنها ولو ثبت ذلك عندها ما كانت لتتركها دون ان تقتلها او ان ترفع امرها الى الامام ليقتلها. وهذا هو الاوفق وهو الذي اه يتناسب مع الادلة ومع اثار من سبق من الصحابة رضي الله عنهم هو ان يقال ان هذا منها محمول على ان سحر هذه الجارية انما كان بغير الكفر يعني عن طريق الادوية والدهانات والتدخينات وما شكل ذلك او انه لم يتبين لها ذلك. يعني لم يتبين لها هل هو من هذا او من هذا؟ وبعض اهل العلم احتمل احتمالا ثالثا وهو ان لا تكون الجارية هي التي فعلت السحر وانما امرت به وجهل من هو الساحر وهذا اه لم ترى فيه عائشة رضي الله عنها عنها انهم انه موجب لقتل تلك الجارية فاكتفت ببيعها. هذا الذي يظهر والله تعالى اعلم وصلى الله المبارك على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين