بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله ومن صحبه ومن تبع هداه اما بعد قال الامام شيخ الاسلام محمد ابن الوهاب رحمه الله باب بيان شيء من انواع السحر. قال احمد حدثنا الحمد لله العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله اله واصحابه واتباعه باحسان. اما بعد يقول المؤلف رحمه الله باب بيان شيء من انواع السحر. وتبويب المؤلف رحمه الله هذا الباب مراده منه انه بعد قد بين رحمه الله في الباب الماظي حقيقة السحر وحكمه وحده اراد ان يبين ان ثمة اشياء تدفنوا تحت مسمى السحر ولكنها ليست هي السحر بحقيقته الشرعية الخاصة التي مضت فينبغي على طالب العلم ان يفرق بين هذا وهذا. وعليه فانه يقال ان السحر يطلق باطلاق خاص وهو ما مضى بيانه من ذاك السحر الذي هو شرك لا يكون الا في التقرب للشياطين. وثمة اطلاق عام يدخل فيه انواع يجمعها انها اشياء فيها تخييل وخداع او فيها تأثير خفيف هذه الاشياء التي يطلق عليها انها سحر وليست بمعنى السحر الخاص كما سيأتي معنا انها تشتمل على ما فيه تخييل وخداع او على ما فيه تأثير خفي على النفوس. وهذا هو الرابط الذي يربطها وهو الذي يدخلها في مفهوم السحر العام. فمفهوم السحر السحر العام فيه تخييل كما مر معنا ان من انواع الستر ما هو تخليل؟ وفيه تأثير على النفوس كما مر معنا وكما سيمر ان شاء الله وبناء عليه فانه لا ينبغي ان يطلق الحكم في الواقعة المعينة. او على الشخص المعين بانه مواقع للسحر او انه يستحق الحد الذي مر معنا فيما مضى وهو اضطر بالسيف اقول لا ينبغي ان يبادر الى ذلك حتى يعرف ما هو هذا السحر الذي وقع؟ فاذا كان هو السحر الذي اه حكمه الشرك بالله تبارك وتعالى ترتب عليه ما ترتب من الحد السابق والا فان كل حالة لها حكمها الذي يخصها شرعا. فهذا من الامور التي ينبغي التنبه لها قد بين اهل العلم هذه الانواع ونبهوا على هذا التنبيه وهو سورة التفريق بينما يطلق عليه انه سحر. انه يدخل انواع منها ما هو شرك وكفر ومنها ما هو معصية لا تبلغ الى هذا الحد؟ نعم. قال احمد حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عوف عن حيان بن العلاء قال حدثنا قطر بن قبيصة عن ابيه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العياذ والطرق والطيرة من الجبت. قال عوف العيافة هذا الحديث الاول من الاحاديث الخمسة التي اوردها المؤلف رحمه الله في هذا الباب. حديث الاول هو حديث قبيصة ابن مخالب. رضي الله عنه. بعض اهل العلم اثروا لاجل بعض الميم الذي في احد رواته وهو حيان بن العلاء فان فيه بعض الضعف لكن كثير من من اهل العلم اثبته فقد اه صححه المنذري وحسنه شيخ الاسلام وكذلك النووي وجود اسناده ابن مفلح وكذلك الشوكاني وغيرهم من اهل العلم الذين هذا الحديث وعوف احد الرواة وهو ثقة روى له الجماعة من اتباع التابعين فسر ما جاء في هذا الحديث نعم قال عوف العيافة زجر الطير. والطرق الخط يخط بالارض. والجبت قال الحسن رن الشيطان اسناده جيد. نعم. هذا الحديث فيه ذكر انواع مما يسمى سحر قوله صلى الله عليه وسلم من الجبت الجبت هنا على تفسير كثير من اهل العلم هو السحر. ومن اما ان تكون تبعيضية يعني من انواع السحر العياقة والطرق والطيرة او ان تكون من ابتداء الغاية بمعنى ان هذه الاشياء مبدأها ومنشأها من السحر والعياقة هي زجر الطير والمقصود بالزجر ان يصاح به حتى يثار عن مكانه. وينبني على هذا اما التشاؤم او التفاؤل بممر هذا الطير او زعم معرفة المغيب بسبب هذا الزجر. فاذا زجر واثير وفرج عن محله فان العرب كانت تنظر الى المحل الذي يذهب اليه يتفاءلون كونه يأخذ ذات اليمين ويتشائمون اذا يأخذ ذات الشمال وقد يبنون على هذا معرفة او ادعاء معرفة شيء ويزعمون انه لما يتأملون ممر ومطيرة يزعمون انه سيكون كذا كذا وهذا كما سيأتي ان شاء الله ضرب من الكهانة يعني ادعاء علم الغيب وبهذا يعلم ان بين العياقة التي هي كما اسلفت زجر الطير والتشاؤم او التفاؤل بممرها او ادعاء معرفة الغيب بسبب ذلك بينها وبين الطيرة عموم وخصوص من وجه وكل منهما اعم من الاخر من وجه. الطيرة هي كما سيأتي في باب كامل يمر معنا ان شاء الله اصلها التشاؤم التشاؤم بالشيء فاقول بينها وبين العياقة عموما وخصوصا من وجه فان العياقة مختصة بزجر الطير. ولكنها اعم من حيث كونها يتعلق بها التفاؤل والتشاؤم وايضا يتعلق بها ادعاء معرفة المغير. اما الطيرة فانها تختص ما يتعلق بالتشاؤم هذا هو الغالب فيها ان تستعمل في المكروه يعني فيما يتشائم به وهي اعم من جهة ما يتطير به فقد يتطير بالطير وقد يتطير بالوحش وقد يتطير الاسماء قد يتطير بالارقام وقد يتطير بالازمنة وقد يتطير بالامكنة الى غير ذلك مما سيأتي البحث فيه ان شاء الله. فهذا وجه العلاقة بين العياقة الطيرة. وهي وثيقة ووجه اطلاق السحر على العياقة هو ما للعيافة من تأثير خفي على النفس. فان هذه العياقة يترتب عليها في نفس من يتقبلها ويتعاطاها تأثير في نفسه فيقدم بناء عليها الى حاجته او يقدم فلاجل هذا وصفت العياقة بانها من الستر. واما الطرق فقد اسره عوف رحمه الله بانه الخط في الارض وهذا احد التفسيرين عند اهل اولهما الخط في الارض وهذه طريقة مشهورة عند العرب وبعض القبائل لهم اختصاص بها فان هذه الانواع كان لبعض القبائل اختصاص بها واشتهار بها. وكان ابناء هذه القبائل اه مشهورون بين سائر العرب بها. ولذلك يرجع الاخرون اليهم. في العياقة معروفة عند الجميع لكن آآ قبيلة لكن قبيلة معينة مختصة بها اكثر وهي قبيلة قبيلة من الازهر. واما الطرق ان قبيلة اسد ابن خزيمة كانت مشهورة بها اكثر من غيرها. المقصود ان كيفية ذلك الكيفية المشهورة عندهم هي ان الطالب ووجه العلاقة بين كلمة الطرف سقط في الارض انه يجعل في الارض خطوطا كانها طرقا فهذا وجه تسميتها بالطرق هذا الطالب يجعل خطوطا باصبعه او بشيء مع ينكث به في الارض يجعل خطوطا كثيرة وبحركة سريعة بحيث لا يحيط بها العبد. حركة عشوائية يخطط في الارض خطوطا كثيرة ثم يأتي على مهل ويمسح خطين خطين خطين حتى ينظر ماذا يبقى فان خطاني فهذه علامة النجاح. وان بقي خط واحد فهذه علامة صلبة. هذه طريقة القول بما يسمى بالخط في الارض. وهذا كما ترى نوع من الكهابة والتفسير الثاني ان الطرق هو الضرب بالحصى. وهذا ما كان يشتهر في القديم ويشتهر ايضا في الحديث عند بعض النساء من ان يضرب بالكف على مجموعة من الحصى او على غير الحصى كالودع الذي مر معنا سابقا ثم آآ نتأمل هذا الذي ضرب ويذكر شيء من الامور المغيبة انه سيكون كذا او سيموت فلان او سيحيا او ينجح في تجارته الى اخره. وكل ذلك من انواع اه ادعاء علم الغيب ايا ما كان تفسيره فهو من جملة الكهانة التي هي ادعاء للغيب وسيأتي ان شاء الله كلام عندنا في باب مستقل الطيرة اه سيأتي لها باب ان شاء الله ويوعد الكلام فيه ان شاء الله تعالى او يستوعب الكلام فيه ان شاء الله عنها لكن في الجملة كما اسلفت الطيرة اصلها التشاؤم فاذا عظمت النفس حتى الانسان عن حاجته فانها تكون شرك واكثر ما يتطير اهل الجاهلية بامرين. بالطير او بالوحش والحيوانات كالضباء فيتطيرون ويتشائمون باسمائها فاذا مر العقاة اه يتوهمون ان عقابا سينزل اذا مر الغراب يدعون ان غربة ستقع وما شكل ذلك. او بممرها اين تذهب؟ او باصوات وما شاكل ذلك؟ فهذا كله من التطير الذي جاء النهي عنه و وصف ذلك بانه من الجبث اي من السحر هو لكون هذه اه الامور يحصل بها تأثير خفي في النفس وهذا مشابه للسحر فاعطي اسمه بناء على ذلك نعم اعاهد قراءة كلام عوف قال عوف العيافة زجر الطير والطرق الخط يخط ارض والجبت قال الحسن رنة الشيطان. اسناده جيد. نعم. بقي الكلام عن قول الحسن رحمه الله ذكره المؤلف وهو ان الجد ظنة الشيطان. كما ذكرت لك اه كثير من اهل العلم او اكثرهم يفسرون الجدة ها هنا بانه السحر. وقد مضى الكلام على الجب اكثر من مرة. وقلت ان الاصل في اه معناها ما لا خير فيه. ويطلق عند السلف على اشياء. منها الشيطان والسحر والشرك والاصنام وما الى ذلك. وهذا الموضع بالذات الاقرب في تفسير الجد فيه انه السحر. واما تفسيره برنة الشيطان هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله ولعله تابع في ذلك ابن كثير في تفسيره. والا هذه الرواية في مسند احمد بدون كلمة رملة قال الجن الشيطان وآآ اذا كانت الرواية هي الشيطان فالامر واضح. اي ان هذه الامور العياقة والطرق الطيرة من الشيطان لانه هو الذي يزينها وهو الذي يدعو اليها فمن هنا لابتداء الغاية هو منشأها هو سبب حصول هذه الاشياء. ولا شك في ان هذا الصحيح فهو مبدأ ومنفع كل شهر فان هذا الشيطان الرجيم قد تعهد ان يضل بني ادم وهذا من اطلاقه واما ان كانت الرواية الاخرى صحيحة وهي رنة الشيطان فالرملة في اللغة هي الصوت الحاد. وقد تفاوت كلام اهل العلم في تفسير المقصود برنة الشيطان. فمنهم من توقف في ذلك. فالشيخ سليمان رحمه الله ما بده يصير. فانه ذكر انه لم يجد فيه كلاما وبعض الصراخ اجتهد ببيان المقصود حتى قال بعضهم ان المقصود برنة برنة الشيطان امران الاول صوت النائحة والثاني الغناء فهذا وذاك يسمى رنة الشيطان. لكن هذا التوجيه فيه نظر. فما العلاقة بين صوت النائحة او الغناء وهذه الامور الثلاثة المذكورة في هذا الحديث لا وجه للعلاقة بين هذه الثلاثة هو ما ذكر اقرب والله اعلم ان يقال ان رنة الشيطان هي دعوته للمعاصي. ومعلوم ان الشيطان يدعو ويوسوس للعاصي ليعصي الله تبارك وتعالى وبناء على هذا التفسير فلا فرق كبيرا بين اقول ان الحسن قال الشيطان او رنة الشيطان. فالمقصود واحد. المقصود رنة الشيطان يعني دعوته وسطه للمعاصي ومن ذلك هذه الامور الثلاثة التي جاءت في هذا الحديث والله تعالى اعلم. نعم ولابي داوود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه. نعم. كما ذكر الشيخ رحمه الله ان لابي داود وابن حبان المسند يعني المرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم مما ذكر يعني دون ما جاء من قول عوض او الحسن نعم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد. رواه ابو داوود واسناده صحيح. هذا الحديث الثاني حديث ابن عباس من اقتبس شعبة من السحر الشعبة من اقتبس شعبة من النجوم. الشعبة هي الجزء. الايمان بضع وسبعون شعبة يعني جزء وقطعة واقتبس بمعنى حصل وتعلم شعبة من النجوم يعني من علم النجوم. وهذا الحديث يتعلق بموضوع التنجيم وهذا له باب خاص بوبه المؤلف رحمه الله بمعنى قريبا ان شاء الله فيؤجل تفصيل الكلام في ذلك الى محله. لكن يذكر على اختصار ان الشعبة المقصودة او ان عفوا العلم المقصود بعلم النجوم هنا هو نوع من نوعين. وهو علم التأثير لا علم التسيير وهو ما كان يعتقده العرب من ان حركات الكواكب واجتماعها واختراقها اثرا في معرفة الغيب فيستدل بهذه الحركة على ما سيقع في الارض. او وهو اعظم ان يستدل بهذا او ان يعتقد من هذا التأثير على مجريات ما يكون في الكون بمعنى ان علم التأثير يراد به الاستدلال بالاحوال الفلكية على الاحوال الارضية بمعرفة المغيبات فسيكون في المستقبل كذا وكذا بناء على اه طلوع نجم او اجتماعه مع اخر او ما شاكل ذلك واعظم من ذلك ما يعتقده بعض جهلة المشركين من ان لهذه الحركة تأثيرا. وان لحركة النجوم او ان لهذه النجوم والافلاك قدرة وسيطرة وتأثيرا على ما سيكون في الارض. فيحصل الضر والنفع منها وكل هذا ولا شك آآ شرك بالله تبارك وتعالى وسيأتي تفصيل لمحله ان شاء الله. اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من اقتبس شيئا من هذا العلم فقد اقتبس وحصل شيئا من السحر زاد ما زاد اي كلما اول في تعلم هذا العلم كلما ازداد اثما في ذلك كلما زاد من زاد اثنان ووجه العلاقة بين علم التنجيم والسحر ولاجله اطلق عليه بانه من السحر هو ان هذا الاعتقاد بان للنجوم اثرا على ما سيكون في الارض ما هو الا ضرب من التخييل لا حقيقة له. وكذلك السحر منه ما هو تخييل لا حقيقة له. فهذا وجه المشابهة بين التنجيم والسحر وهذا الحديث كما ذكر المؤلف رحمه الله و حديث صحيح صححه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وكذلك صححه النووي وكذلك صححه وغيرهم من اهل العلم فهو حديث صحيح ثابت. نعم. وللنسائي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر. ومن سحر فقد اشرك ومن تعلق شيئا وكل اليه. نعم وعن ابن مسعود رضي الله عنه هذا الحديث من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد اشرك. هذا الحديث فيه بحث من جهة ثبوت الذهبي رحمه الله في الميزان ضعفه لعلتين الاولى لين احد رواة وهو عباس ابن ميسرة. والعلة الثانية التي ذكرها الانقطاع بين الحسن وابي هريرة قد مضى الكلام سابقا في مسألة الانقطاع مسألة سماع الحسن بن ابي هريرة فليجري هذا ضعف الذهبي قلنا المعاصرين الشيخ ناصر رحمه الله هذا الحديث لكن حسنه من حسنه من اهل علم من اهل العلم كابن مفلح رحمه الله فان اصدرت على الذهب بان اه الحديث اه اشبه ان يكون حسنا. وعلى كل حال دل على ما دل عليه هذا الحديث قول الله تبارك وتعالى ومن شر النفاثات في العقد. المقصود بالنفاثات في العقد السواحر. اللاتي يعقدنا وينفثنا في عقدهن الحديث انما جاء فيه ما جاء في كلام الله تبارك وتعالى واما قوله من تعلق شيئا وكل اليه فيشهد له حديث عبد الله بن عقيل وقد مر معنا في اه هذا الكتاب سابقا فهذا اللفظ يتقوى بذاك الحديث السابق هذا الحديث الذي اورده المؤلف يتعلق بالسحر الذي هو سحر بالمفهوم الخاص او بالمعنى الخاص او بالحقيقة الشرعية الخاصة التي هي فمن انواع ذلك بل لعل هذا النوع من اكثر ما يقع من السحر كما ترى هذا بعضهم هو ما يقع من اه النفاثين او النفاثات في العقد فان هؤلاء يعقدون عقدة وهذه العقدة يرومون بها تثبيت السحر وعدم انحلاله وهم مع ذلك يتلون رقا شركية. يستجلبون بها الشياطين تعينون بهم على تحقيق هذا السحر. ويمكثون في هذه العقدة وهذا النفس يتكيف معه ما فيه من الارواح الخبيثة ويتحد مع ذلك ما يكون من ارواح الشياطين الخبيثة بكيفية يعلمه الله تبارك وتعالى فيحصل بسبب ذلك السحر للمستور باذن الله الكوني وتعالى فليس اذا كل عقد يكون داخلا هذا الحديث بل هو عبد خاص يفعله السحرة ويذكرون عزائم ورقى شركية ويتعاون معهم في هذا الشياطين ويمكثون نفسا يكون له اثر اتحاده مع هذه الارواح الخبيثة وهي الشياطين فيحصل السحر باذن الله تبارك وتعالى وهذا ولا شك شرك بالله تبارك وتعالى لانه لا يكون الا بالشرك ولا الا هؤلاء السحرة الخبثاء الذين يشركون بالله تبارك وتعالى. و قوله صلى الله عليه وسلم ومن سحر فقد اشرك يعني هذا السحر الشركي وهذا لا شك فيه ولا ريب وقد مضت الادلة على هذا تفصيلا. واما قوله من تعلق شيئا وكل اليه فمضى الكلام فيه. من تعلق بالله تبارك وتعالى واعتمد عليه توكل عليه الامر اليه فان الله عز وجل حسبه وكافيه. ومن يتوكل على الله فهو حسبه. اليس الله بكاف عبده فليبشر هذا الذي اعتمد على الله عز وجل وفوض الامر اليه بكل خير. واما من تعلق سحر وبالشياطين. وبامثال هذه الشعوذات فان الله عز وجل يكله الى هذا ويتخلى عنه. فلا يحصل له الا الشر. ولا تحصل له الا الخيبة. ولا يحصل له الا من الضلال اي نجاح واي فلاح؟ لمن يتخلى الله عز وجل ويكله الى هؤلاء الارجاس الانجاس. ولا شك ان هذا فيه اعظم تحذير للمسلم ان يتعلق قلبه بغير الله تبارك وتعالى. حتى ولو كان من امور مباحة فكيف اذا تعلق الانسان بالشرك واهل الشرك؟ نسأل الله السلامة والعافية. نعم وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا هل انبئكم ما العطف هي النميمة القالة بين الناس رواه مسلم. هذا الحديث حديث مسلم. فيه ان العضه فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالنميمة من السحر العض على وزن الوجه وهو الاشهر وعلى وزن العدة العظة وهذا وجه اخر وقال به جمع من اللغويين لكن الاول هو الاشهر عند اهل الحديث انه العرض على وزن الوجه. واختلفوا في تفسيره. لغة. فذكر كثير من اهل اللغة ان العض هو الكذب والبهتان. وفسر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بالنميمة القالة بين الناس لان النميمة لا ينفك عنها الكذب غالبا فغالبا ما يكون في كلام النمام شيء من الكذب. فلاجل هذا وصفت النميمة بانها من العظم. والتوجيه او المعنى الثاني هو ان العطف بمعنى السحر. العضو بمعنى السحر قال ابن قتيبة رحمه الله في تأويل مختلف الحديث كانت قريش تسمي السحر عضهاء. واذا الاسمر من اه اسماء السحر وبناء على هذا فسر عكرمة رحمه الله قول الله عز وجل الذين جعلوا القرآن عضين. فهو فسره بناء على هذا. ان عظين من العض وهو السحر. ويشهد لهذا اثار عن السلف من ذلك ما خرج الطحاوي وغيره في اه مشكله عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال كنا نعد العضة او العضاة في الجاهلية السحر. واراها فيكم اليوم يعني النميمة التي تمشي بين الناس ويتناقلها الناس ويحكيها بعضهم لبعض هذا المقصود قال القالب بين الناس يعني التي تفشو بينهم ويحكونها فيما بينهم ويقولها بعضهم لبعض يحصل بسببها اضطراب بين الناس فهذا هو التوجيه الثاني واراء ان المؤلف رحمه الله انما قصدها هذا واراده. وهذا ما استظهره الشارح الشيخ سليمان رحمه الله. فالعطف عند المؤلف رحمه الله هو السحر. ولاجل هذا اورد هذا الحديث. وعلى هذا يكون هذا الحديث شبيها في طريقة البيان ايضاح بما ثبت في صحيح مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم اتدرون ما المفلس؟ اتدرون من المفلس قالوا مفلس ما لا دينار له ولا درهم قال الذي يأتي يوم القيامة وقد ضرب هذا وشتم هذا الى اخر آآ الحديث فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يرد ان ان ما الذي نرى له ولا درهم؟ لا يسمى مفلسا لكنه اراد ان يبين ان من الافلاس افلاس الانسان يوم القيامة من الحسنات. كذلك هنا لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم ان السحر ليس تعظهن وانما اراد ان يبين انه يشبهه في طريقته وتأثيره النميمة. ووجه الشباب والعلاقة بين النميمة والسحر من جهتين. الاولى ان النميمة والنميمة معروفة وهي الكلام بين الناس على جهة الافساد او هي كما قال بعضهم افشاء السر الذي يترتب على افشائه قطيعة واضطراب بين الناس. والمقصود ان النميمة معروف فالعلاقة بينهما اولا من جهة ان السحر يحصل بمكر خفي. وكذلك النميمة. انما تكون بمكر خفي فيأتي هذا صفية آآ يأتي النمام الى هذا خفية ينقل له الكلام الذي من القائل فيحصل بهذا قطيعة ونزاع وشحناء. والوجه الاخر هو من جهة الاثر فان السحر يترتب عليه تفريق قطيعة كما قال الله جل وعلا فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه. وكذلك النبي يترتب عليها القطيعة والتفرق بين الناس. بل قد يقال ان النميمة اثرها في هذا ابلغ. حتى قال يحيى ابن ابي كثير رحمه الله يفسد النمام في ساعة اكثر مما يفسد الساحر في سنة وجاء في رواية في شهر فلاجل هذا كان اثر النميمة كاثر السحر او ابلغ ولاجل هذا وصفت بهذا الوصف بهذا الوصف القبيح وهذا الاسم الا وهو السحر ففي الحديث ابلغ نهي وزجر عن هذا الفعل او عن هذه الصفة الخبيثة الا وهي النميمة. وهذا من الامور المعلومة شرعا وعقلا النميمة من اقبح ما يكون من الاخلاق. ويكفي زجرا عنها ان صاحبها متوعد بعدم دخول الجنة. لا يدخل الجنة قتات. يعني نمام وهي خلق مرزول يترفع عنه اهل المروءة. ولذلك قالت العرب النميمة مرعى اللئام. الذي يرعى في هذا المرعى الوصيد هم اللئام اما اهل النفوس الشريفة انهم ابعد ما يكونون عن هذا الخلق. ويكفي النمامة قبحا ان الصدق ممدوح الا منه. الصدق في كل الاحوال الا من هذا النمام. فانه يعتبر الصدق منه مذموما. بل هو اقبح ما يكون اذا كان اكثر صدقا. لان المفسد المترتب على ذلك عظيمة واذا كان النمام مذموما فان من يستمع النميمة وآآ يستقبلها هو ايضا مذموم. العاقل ينبغي ان يعلم ان مبلغه السوء كباغيه اليه. كما قالوا نبلغ السوء كباغين من جعل النمام عينا هلك يبلغك السوء فباغيني لك. ينبغي على الانسان ان نعرض عن النمام اذا جاءه ينقل له الكلام. الذي يزعم انه سمعه من اخيه فيه مما يقبح ايصاله مما يؤثر الشحناء بينه وبين اخيه. ينبغي عليه ان هذا الانسان ويخبره انه بين اثم الكذب والبهتان اذا كان كاذب او اثم النميمة ان كان صادقا فهو لا يخلو من الاثم والذم والعياذ بالله. نعم قال رحمه الله ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من البيان لسحرا قال الشيخ رحمه الله وله ما عن ابن عمر هذا والله اعلم وهم من المؤلف رحمه الله عند الحديث اه عن ابن عمر انما رواه البخاري رحمه الله فقط لكن مسلم رحمه الله روى حديثا اخر فيه هذا اللفظ ان من البيان لسحرا عن عمار بن ياسر رضي الله عنه اذا هذا اللفظ ان من البيان لسحرا في البخاري عن ابن عمر وفي عن عمار رضي الله تعالى عن الجميع. وجه تسمية البيان والبيان هو الفصاحة والبلاغة. هذا المقصود بالبيان يعني الفصاحة والبلاغة وجه وصف البيان بالسحر او وصف بعض للبيان بالسحر فان من هنا تبعيضية. هو ان تأثير البيان في امانة القلوب كتأثير السفر. بمعنى ان للبيان والفصاحة اثرا خفيا في التأثير على القلوب وتغيير مواقفها فبسبب البيان وبسبب الفصاحة ينقلب في نظر السامع الحق باطلا والباطل حقا هذا التأثير في القلوب يشبه تأثير السحر فلذا سمى النبي صلى الله عليه وسلم بعض البيان وهو الذي بلغ الغاية في الفصاحة والبلاغة سماه سحرا لانه يميل القلوب ويؤثر فيها كتأثير السحر. وهل هذا الحديث جاء على سبيل المدح او على سبيل الذنب. اكثر العلماء على ان هذا الحديث جرى مجرى المدح الطائفة من اهل العلم الى ان هذا الحديث انما هو مسوق مساق الذنب لما في هذا البيان من التكلف اختيار العبارة والصياغة والتكلف في الجملة مكروه. وما انا من المتكلفين. ثم ايضا ما يكون من البلاغة والبيان من اثر في تغيير وجه الحقيقة وقلبي الحال حتى يكون المحق مبطلا والمبطل محقا والاقرب والله تعالى اعلم ان يقال ان جنس البيان ممدوح والله عز وجل قد امتن على عباده بذلك. فقال علم القرآن خلق الانسان علمه البيان. فجنس البيان وهو الافصاح واخراج الشيء من حيز الخفاء الى ان يكون جليا كما ذكر بعضهم في تعريف البيان هذا من حيث هو ممدوح. اما هذا الحديث وهو قوله ان من من البيان الى السحرة فالاقرب والله اعلم انه لبيان الواقع البيان يؤثر هذا التأثير الذي يشبه تأثير السحر اما كونه مذموما او ممدوحا فهذا بحسب حال المبين. هل قصد الخير؟ هل قصد نصرة الحق هل اراد ان ينصر مظلوما؟ فجعل البيان سلاحه وسيلته لا شك ان هذا ممدوح او اراد العكس جعل كونه الحن بالحجة واقدر في الكلام وابرع في البلاغة وسيلة الى ان يكون الظالم مظلوما وان يكون المحق مبطلا او انه ينصر الشر ينصر الشرك ينصر البدعة وينشر الفواحش بين الناس ويؤثر في قلوبهم بما له من البلاغة. فلا شك ان هذا مذموم وكل قد وقع وحصل في حال الناس ودنياهم فان البيان والفصاحة والبلاغة كان لها اثر عظيم في القديم والحديث لنصرة الحق وايصاله ودعوة الناس اليه. والعكس بالعكس. فان كثيرا من الباطل والبدع والمذاهب المنحرفة انما انتشرت بزخرفة القول وحسن البلاغة التي تنطلي على الجهال والاغماء فتؤثر في قلوبهم فتجعلهم يتبعون هذا الباطل هذا الذي يظهر في هذا الحديث وهذا وجه وصف النبي صلى الله عليه وسلم للبيان بانه سحر الله عز وجل اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد