السلام عليكم ورحمة الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين. قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب ما جاء في الكهان ونحوهما. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على اله ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد قال رحمه الله باب ما جاء في القرآن ونحن فيه. الكهان جمع كاهن ويجمع على وكأنه والكهانة ويجوز ان تقول الكهانة الضابط لها الذي يجمع سائر ما يكتب تحتها من انواع ادعاء علم الغيب. وما يخبر به الكفار من الامور الغيبية لا يخرج عن ثلاثة امور الاول ان يكون اخبارهم عن الامور المستقبلة عن طريق ما يلقيه عليهم مسترقو السمع من الجن. بمعنى ان لهؤلاء الكهان معاونون من الجن يسترقون السمع مما يقضيه الله عز وجل من الاوامر الكونية وتتناقلها الملائكة فيما بينها فيسمع مصطلح السمع شيئا من ذلك ثم يلقيه الى وليه من الانس وهو الكاهن والثاني ان يكون عن طريق اخبار الجن بالامور الواقعة الغائبة عن الناس. مما الجني عليه قدرة كالاخبار لمحل شيء ضائع ومن شاكل ذلك فالجن له قدرة على الطيران والتجول والتقصي في مثل هذه الامور اكثر من الانس. ويخبرون وليه من الانس بشيء من ذلك؟ الامر الثالث ان يكون اخبارهم لا عن سبب وانما محض الكذب والافك وهذا هو الغالب عليهم. حتى ما كان لهم فيه سبب. من اخبار مسترقي السمع من الجن فانه يخلطون مع ذلك الكذب الكثير. فهم اهل كذب. كما قال الله عز وجل قل هل ننبئكم على من تنزل الشياطين؟ تنزلوا على كل اخفاك اثيم. فهم اهل افك واهل كذب وهذا هو الغالب عليهم. هذا الباب عقده المؤلف بعد ان ذكر ما يتعلق بالستر وآآ شيء من انواعه نظرا المشابهة والمقاربة بين الستر تعالى فان بينهما قرب من جهة الاستعانة للشياطين كلاهما يستخدم الشياطين ولعلكم تذكرون من مر معنا سابقا من حديث ابي هريرة الثابت في البخاري وقوله صلى الله عليه وسلم اذا قضى الله الامر في السماء. وضعت الملائكة اجنحتها صدعانا لما يقول الشاهد في الحديث انه قال فيلقيها الى من تحته ثم يلقيها الاخر الى الساحر او الكاهن. فهذا دليل على ان الشياطين لها ارتباط بالسحرة ولها ارتباط بالكهان. فناسب اذا ان يتكلم المؤلف رحمه الله في هذا الباب بعد السحر عن الكهان والكهانة. ولا شك ان الكافر كافر بالله عز وجل وكفره من جهتين الجهة الاولى انه يدعي علم الغيب. وهذا مما اختص الله عز وجل به قال سبحانه قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله فحينما يدعي الكاهن انه يعلم الغيب فانه يكون مدعيا مشاركة الله عز وجل بما هو من خصائصه ويكون مكذبا لكتاب الله عز وجل وهذا كفر وامر ثالث وهو ان هذا الاخبار من الجن وهذا الخدمة من الشياطين لهؤلاء القرآن انما تكون لاجل ما يتقرب به الكهان اليهم يشار في هذا كالشأن فيما مضى من الكلام عن السحرة. فالشياطين انما من يتقرب اليه. فكلا الطرفين يستمتع بالاخر. وقال اولياؤه من الانس استمتع بعضنا ببعض وبلغنا وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا. قال النار مثواكم لاجل هذا وذاك كان هؤلاء الكفار كفارا وسيأتي بعد قليل ان شاء الله فيما يتعلق بمن يأتي الى الكهان ومن يصدقهم؟ نعم قال رحمه الله تعالى روى مسلم في صحيحه عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة اربعين يوما. هكذا هكذا عندك؟ اي نعم وانتم؟ صدقها هكذا الرواية في سائر النسخ وفي اكثر النسخ المطبوعة. بلغ في جميع شروط كتاب التوحيد. فسأله فصدقه هذا الحديث بهذا اللفظ وقد ازاه المؤلف رحمه الله الى مسلم ليس بدقيق يعني ليس هذا العزو بدقيق. فان رواية فصدقه ثم يقول هذه ليست في صحيح مسلم. وانما هي في مسند احمد. انما الذي في صحيح مسلم السؤال فقط وايضا عندنا في هذا الحديث ذكر ماذا؟ يوما الذي في مسلم اربعين ليلة. وعلى كل حال هذا الامر يسير. المقصود ان الذي في مسلم ترتيب هذا الوعيد على مجرد سؤال الكاهن يأتيه فيسأله لم تقبل له صلاة اربعين ليلة له او اربعين يوما كما ذكر المؤلف. اما رواية تصدقه هذه فيها بحث طويل ينبغي عليها او مما ينبني عليه مسألة حكم اتيانه الكاهن وسؤاله وتصديقه. ابتداء ينبغي ان يقرر بان سؤال المقصود بهذا الحديث وامثاله ممن سيأتي اذا الم يكن لغرض اختبار هذا الكاهن و اظهار اه ظلاله فان هذا لا يدخل في هذا الوعيد ولا فيما سيأتي من فقد كفر بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم. ويدل على هذا ما ثبت في الصحيحين. من سؤال النبي صلى الله عليه نبني صياد حينما قال له امي خبأت لك خبئا فقال فقال اخسأ فلن تعدو قدرك. انما البحث الان فيما اذا سأله لغير هذا الغرض. هذه الرواية التي في مسند احمد فيها السؤال والتصديق وترتيب الوعيد انه لم تقبل له صلاة اربعين يوما ظاهر الاسلام فيها الصحة. فان الامام احمد رحمه الله الله قد اخرج هذا الحديث عن يحيى ابن سعيد عن عبيد الله ابن عمر النافع عن صفية بنت ابي عبيد عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم قوله او وقولها يعني صفية بعظ ازواج النبي صلى الله عليه وسلم الظاهر والله اعلم ان المقصود هي حفصة ام المؤمنين رضي الله عنها وهذا ما ذكره غير واحد من الكفار كان ابن مسعود كذلك نص على هذا الحميدي في الجمع بين الصحيحين واقر هذا ايضا ابن الاخير في جامع الاصول. اقول ظاهر هذا الاسناد الصحة لكن عند جمع الروايات يظهر ان في هذا الحكم نظر فجمع بعض الباحثين ما يتعلق بروايات هذا الحديث وخلاصة ذلك ان الحديث كما اسلفت اخرجه احمد عن يحيى ابن سعيد عن عبيد الله ابن عمر عن نافع صفية عن بعض ازواج النبي صلى الله الله عليه وسلم. وخالف في هذه الرواية اه رواة اخرون ثقات ومحمد ابن المثنى يروي عن يحيى بن سعيد كما في صحيح مسلم. وكذلك صدق ابن الفضل. وكذلك بكر ابن خلات. وكذلك علي ابن المدينة. اربعة يروون هذا الحديث وليس فيه لفظ فصدقه. كذلك عبيد الله ابن عمر شاركه في الرواية عن نافع عبد الله ابن رجاء وعنه بعض الرواة وليس في هذه الرواية ايضا فصدقه وهذا مما يجعل هذه الرواية مخالفة لروايات الثقات. ناهيك عن ان المتن قد جاء ما يخالفه في رواية عدد من الصحابة فان الاتيان والتصديق قد ثبت عن جمع من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في دار فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. كما سيأتي معنا في حديث ابي هريرة. وجاء ايضا من حديث جابر. وجاء ايضا من حديث وعمر ابن حصين وجاء ايضا عن ابن عمر وجاء ايضا عن انس وجاء ايضا من قول ابن مسعود رضي الله عنه وله حكم الرفع وجاء ايضا وان كان الاسلام ضعيف جدا من حديث وافلة كل اولئك يروون فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. اذا هذه الرواية التي هي في مسند احمد صدقه لم تقبل له صلاة اربعين يوما على كل حال فيها وعزم الشيخ محمد رحمه الله لهذه الرواية الى مسلم قد يكون جريا على طريقة بعض اهل العلم وهي انه اذا اذا كان الحديث اصله في الصحيحين او احدهما فانه يعزى اليهما او الى احدهما وان كان ثمة اختلاف في الالفاظ. ثم اني وجدت ابن في جامع الاصول قد عزا هذا اللفظ الى مسلم وكذلك النووي في رياض الصالحين. عزا هذا اللفظ الى مسلم. اقول ولعل الشيخ رحمه الله انما اه نقل عن مسلم بالواسط الواسط ابن الاثير او او غيرهما من اهل العلم والله عز وجل اعلم. المقصود التنبيه على ان هذا اللفظ الذي في كتاب التوحيد وفيه وصدقه نسبته الى مسلم رحمه الله غير صحيحة. وانما الذي في مسلم وسأله لم تقبل له صلاة اربعين ليلة. ونأتي الان الى في حكم من اتى الى الكاهن فسأله فصدقه هذا المبحث اختلف فيه اهل العلم فمنهم من رأى ان تصديق الكاهن فيما يخبر به انما هو كفر اصغر. استدلوا على هذا بالرواية السابقة وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قد رتب على سؤال الكاهن وتصديقه ان لا تقبل له صلاة اربعين يوما. فهذا التحديد دليل على ان فهذا المصدق لم يكفر كفرا اكبر. والا فلو كان كافرا كفرا اكبر لم تقبل له صلاة البتة. حتى يتوب ويرجع الى اسلامه وعليه فهذا او فهذا المقيد اعني تكمل عليه الرواية المطلقة. فسأله فلم تقبل له فسأله لم تقبل له صلاته. هذا المطلق يحمل المقيد في قوله فسأله فصدقه. وعليه فيكون قد اجتمع في حق المصدق عقوبتان. كونه كافرا كفر اصغر. وايضا لم تقبل له صلاة اربعين يوما. وقبل ان استرسل انبه الى ان عدم قبول الصلاة هنا قد فسره اهل العلم اي بانهم لا ثواب له على هذه الصلاة ويجب عليه ان يصلي ولكنه لو صلى فانه لا ثواب له فيها ولا يلزمه ان يعيد هذه الصلاة ونقل الاجماع على هذا النووي رحمه الله في صحيح في شرحه على صحيح مسلم. المقصود ان هذا هو القول الاول في هذه المسألة القول الثاني ذهبوا الى ان من اتى الكاهن بما يخبر به من الامور المستقبلة فانه يكون كافرا كفرا اكبر فهم حملوا الاحاديث على الحالتين. حديث مسلم الذي فيه سؤال وترتيب الوعيد بانه لا تقبل له صلاة اربعين ليلة هذا في حق من سأل فقط ذهب مريدا الاطلاع على ما يقول هذا الكاهن دون ان يكون مصدقا اما اذا صدقه فانه يكون قد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم والذي انزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو الوحي. ومما اوحاه الله على الى محمد صلى الله عليه وسلم قوله قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله. وقوله ذكروا انه اشهر الروايات عن الامام احمد التوقف فيقال انه كفر كما سيأتي في حديث ابي هريرة وغيره. انه كفر ولا يفسر هذا الكفر. فلا يقال كفر اكبر ولا يقال كفر اصغر. الحقيقة ان كان المراد التوقف نظرا لعدم العلم فهذا لا ينبغي ان يعتبر قولا لا ينبغي ان يعتبر قولا في المسألة. ان كان المقصود السكوت عن التكسير. فهذا ليس حكما في المسألة. فان الذي ان يسكت عن تفسير الكفر هنا هو يعتقد انه كفر اكبر او اصغر. ولكنه نسكت للمصلحة. وهذه المصلحة هي ان السكوت عن التفسير لا سيما في حق من يرى انه كفر اصغر اوقع في النفوس. واكثر تشميعا اعظم تحذيرا يمر الانسان ويقول انه كفر كما اخبر بذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى كل حال البحث في هذه المسألة آآ اطول من هذا ولكن الذي يهمني هو ان نعلم ان من اعتقد ان احدا من الناس يعلم الغيب الذي استأثر الله عز وجل به فهذا لا شك انه كافر كفرا اكبر. الله هو عالم الغيب. والله عز وجل قد اخبرنا في كتابه في غير ما اية انه قد استأثر بعلم الغيب. فهذا مما لا ينبغي ان يدخل في النزاع اصلا والذين قالوا ان تصديقه انما هو كفر اصغر لم يريدوا هذا. انما ارادوا ان يأتيه السائل وهذه نقطة مهمة تنبه لها القائلون بان تصديق الكاذب كفر اصغر اذا كان السائل يعتقد ان ما تخبر به الكاهن لا عن علم منه بالغيب المطلق وانما ذلك منه عن طريق رأي الجن يعني عن طريق السمع من الجن. فهو يستمع ويبلغ فلم يكن هذا من علم الغيب الذي استأثر الله به او ان هذا انما يخبر به يخبره به من جني عن طريق ما يشاهده ويلاحظه من الامور الواقعة في الارض كالضائعات ونحو ذلك. اما اذا اعتقد السائل ان هذا الانسان يشارك الله عز وجل في معرفة الغيب فهذا مما اه قد اجمع اجماعا ضروريا على انه كافر بالله سبحانه وتعالى والله عز اعلم سيأتي بعد قليل ان شاء الله تعريف العراف والعلاقة بينه وبين الكاهن في كلام المؤلف ان شاء الله. نعم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم رواه ابو داوود. هذا حديث ابي هريرة. وقد رواه ابو ابو داوود كما ذكر المؤلف رحمه الله بل قد رواه خمسة الاربعة واحمد ايضا وفيه بحث في اسناده فانه جاء من طريق ابي تميمة الهدي عن ابي هريرة وهذا منقطع فلم يسمع منه. لكن يشهد له الحديث الاتي وهو من حديث ابي هريرة ايضا ولكن اه فيه بحث ايضا من جهة الانقطاع ويشهد له ايضا رواية ايات عن عدد من الصحابة مرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم فبمجموع ذلك يكون هذا الحديث ثابتا متنه فهذا المتن لا شك في ثبوته الروايات في هذا متعددة قد مضى الكلام فالمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه نعم وانا والاربعة انحاء وللاربعة والحاكم وقال صحيح انا شرطهما من اتى عرافا او وكاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. آآ والحديث ايضا يبدو ان نسختك هذه غير دقيقة. الحديث في سائر نسخ كتاب التوحيد وكذلك في الشرور قد بيض المؤلف رحمه الله لراوي الحديث فقال عن ثم قال من اتى هذا الراوي قد بيض له المؤلف ادري ما سبب ذلك؟ لكن على كل حال هو ابو هريرة رضي الله عنه. والحديث اخرجه احمد والحاكم ولم يخرجه الاربعة بهذا اللفظ. الفرق بينه وبين سابقه في المتن ان فيه عرافا او كاهنا والحديث اه قواه الذهبي صححه العراقي الشيخ سليمان ابن عبدالله في التيسير وغيرهم من اهل العلم. نعم. قال ولابي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه مثله موقوفا. هذا الاثر عن ابن مسعود مضى معنا غير مرة وقلت انه جعلوا باسناد جيد كما قال الحافظ والمنذري وغيرهما وفيه اضافة ايضا ساحر كاهنا او ساحرا او عرافا. وقلت هذا قلت ان هذا وان كان موقوفا فان له حكم الرفع نعم. وعن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه مرفوعا ليس منا من تطير او تطير له او تكهن او تكهن له او سحر او سحر له. ومن اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم رواه البزار باسناد جيد. نعم حديث عمران هذا اسناده جيد كما قال المؤلف وكذلك قال الحافظ رحمه الله في الفتح و الجزء الاخير من الحديث كالذي سبق والجزء الاول فيه من تطير او ليس منا من تطير او تطير له. او تكفن او تكهن له او سحر او سخر له. الطيرة سيأتي لها باب قادم ان شاء الله يؤخر ويؤخر الكلام عنها الى ذاك الحين. والسحر مضى الحديث قيل والكآلة هي التي بين ايدينا الان. ومعنى تكفل او تكهن له كذلك سحر او سخر له يعني انه قام بالسحر وتعاطاه او قام الكهانة وتعاطاها. اما تكهن له يعني فعلت الكهانة لاجله يعني هو الذي سأل هو الذي طرد ان يتكهن له. ولا فرق من جهة ان هذا الذي طلب هذا الطلب موافق. على ذلك ويريده فهو مستحق لهذه من عقوبة وهي قوله صلى الله عليه وسلم ليس منا وهذه الصيغة معدودة عند اهل العلم من صيغ الوعيد على الكبائر اذا جاء الحديث فيه ليس منا فهذا معدود عند اهل العلم ان هذا الشيء من الكبائر والمقصود بقوله ليس منا يعني ليس من المؤمنين الايمان الواجب فهو لم يأتي بالايمان الذي وجب عليه. ثم بعد ذلك المسألة مختلفة لم يأتي بهذا الحد وان كان قد يكون اتى بما هو اعظم منه وهذه نقطة مهمة ينبغي ان تتنبه لها. وهي ان الحديث اذا جاء فيه الوعيد على امور متعددة لا يلزم من دخولها في الحديث ان تكون مشتركة في الحكم الخاص. بمعنى مر معنا قوله صلى الله عليه وسلم اجتنبوا السبع الموبقات. لاحظ ان هذا وعيد عنه صلى الله الله عليه وسلم حيث اخبر ان هذه الامور توبق صاحبها يعني تهلكه. ومع ذلك هذه الافراد التي دخلت تحت هذا الحديث متفاوتة في الحكم. ليست مشتركة في الحكم الخاص هي كلها موبقة كلها مما لا يجوز لكن بعضها اشد شناعة من بعض ولذلك الشرك ذكر الشرك وذكر السحر وذكر مع ذلك امورا هي من الكبائر كقذف المحصنات او التولي يوم الزحف فهذه كبائر. ومع ذلك الكل صدق عليه انه من الموبقات. كذلك هنا قد مر معنا ان السحر كفر بالله عز وجل. والطيرة لا تصل الى هذا كما سيأتي بل اذا ردت صاحبها وحجزته ومنعته عن العمل كانت شركا اصغر ولا تصل الى حد السحر فاشتراكها اذا في يعني اشتراك هذه الثلاثة في الوعيد بان يكون فاعل ذلك ليس منا يعني ليس من المؤمنين الايمان الواجب لا يدل على ان هذه الامور في درجة واحدة من حيث الحكم الخاص بل بعضها اشد من بعض. ولهذا لا يستشكل آآ ان يعطف على الطيرة الكهانة والسحر مع اللون الشاسع بين تلك وعليك والله عز وجل اعلم. نعم. قال رحمه الله تعالى ورواه الطبراني باسناد حسن من حديث ابن عباس رضي الله عنهما دون قوله ومن اتى كاهنا الى اخره. نعم. قال البغوي العراف الذي يدعي معرفة الامور من مقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك. وقيل هو الكاهن والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وقيل الذي يخبر عما في الضمير. وقال ابو العباس ابن تيمية اكثر. وقال ابو عباس ابن تيمية رحمه الله تعالى العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوه ممن يتكلم في معرفة الامور بهذه الطرق وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوم يكتبون ابا جاد وينظرون هذا الذي نقله المؤلف رحمه الله عن البغوي وابن عباس ابن تيمية وغيرهما وفيما يتعلق بالتفريق بين العراف والكاهن والمسألة هذه طويلة وفيها بحث وخلاف ومن بين اهل العلم واهل اللغة واشهر الاقوال في ذلك ان العراف اعم هذا القول فيدخل في ذلك الكاهن ويكون مخصوصا من يخبر عن طريق آآ السمع ويدخل في ذلك ايضا المنجم وسيأتي باب خاص بالتنجيم ان شاء الله او الرمان الذي يدعي معرفة الامور الغائبة عن طريق الخط في الرمال ونحو ذلك اه فيكون العراف اعم. القول الثاني ان العراف والكاهن بمعنى يعني الفاهم هو العراف والعراف هو الكاهن ولا فرد. والذي يظهر والله اعلم ان النظر في كلام اهل العلم يجد ان هاتين الكلمتين العراف والكاذب اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا. اذا ذكر الكاهن وحده او ذكر العراف وحده يراد كل من يدعي معرفة الغيب او الاخبار بالامور المستقبلة سواء اكان عن طريق اه مستلق السمع او عن طريق اه الخط او عن طريق النظر في النجوم او غير ذلك. كل ذلك اه يسمى كاذبا او يسمى اما اذا جمع في مقام واحد فالاقرب في هذا والله اعلم ما نص عليه الراغب الاصفهاني رحمه الله في كتابه الذريعة وهو ان الكاهن من يخبر عن الامور المستقبلة. والعراف من يخبر عن الامور الماضية الكاهن من يخبر عن الامور المستقبلة والعراف من يخبر عن الامور الماظية. كمثل معرفة مكان شيء ضائع هذا شيء مضى وانقضى فهو يدلنا او فهو عفو يخبر عن هذا الامر الضائع وانه موجود في مكان كذا وكذا او ما شاكل ذلك هذا الاقرب في هذه المسألة والله عز وجل اعلم. وعلى كل حال الامر في ذلك يسير. نعم قال رحمه الله تعالى وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوم يكتبون ابا جاد وينظرون في النجوم ما ارى من فعل ذلك له عند والله من خلاقه. اثر ابن عباس هذا اخرجه عبد الرزاق. وغيره باسناد ثابت عنه كما قال في الفتحة. وروي مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم. في اسناد ضعيف جدا او موضوع قوله ابا جاد المقصود بذلك هي الحروف الابجدية المعروفة. وهي ابجد هوز حطي كذب الساعة الفص قرشت اتخذ ببغضاء هذه الحروف آآ والعشرين هي الحروف الابجدية بعض هؤلاء الكهال يستعملون هذه الحروف فيما يسمى بعلم الحرف فهم من طريقها يدعون معرفة المغيبات المستقبلة وذلك ان القوم يجعلون لكل حرف من هذه الحروف عددا يقابلها معروفا عندهم. فاذا ارادوا معرفة شيء معين من آآ معرفة سنة وفاته لشخص حي او مدة ملك لملك من الملوك او آآ كما يزعمون عمرة الدنيا ومتى تنقضي؟ وما شاكل ذلك من هذه الامور المستقبلة؟ نظروا في هذه الحروف التي تشكل هذه الاسماء جعلوا لكل حرف عددا ثم قاموا بعملية حسابية بجمع وطرح ثم نسبوا هذا الى امر معروف عندهم يتعلق بالبروج البروج السماوية وخلصوا من ذلك الى تحديد هذه الامور او ذكر ما يكون من سعود او نفوس لو سيكون كذا وسيكون كذا. واشهر الذين يتعاطون علم الحرف هم الرافضة. الرافضة قبحهم الله لهم عناية كبيرة بهذه ويفترون اشد الافتراء حينما ينسبون هذا الى بعض ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهم كذبة من ذلك المقصود ان هذا لا يثبت عن كونه من الكهانة التي سبقت وهي ادعاء علم الغير. اما استعمال هذه الحروف الابجدية لغرض فلا حرج في هذا البتة. ان تستعمل هذه الحروف في اه اه تعداد الفقرات يقال باء جيم دال وهكذا او تستعمل في ما يسمى اصحاب الجمل وهي طريقة معروفة عند اهل العلم يؤرخون بها في المنظومات وغيرها او اه يختصرون بعض المعلومات لاجل الحفظ. وطريقتهم في ذلك انهم يجعلون لكل حرف من هذه الحروف عددا يقابلها فالالف الباء اثنان والزين ثلاثة وهكذا الى عشرة ثم الحرف الحادي عشر يكون عشرين والذي بعده ثلاثين الى المئة ثم بعد ذلك مئتين وثلاث مئة واربع مئة الى الالف. الحروف الثمانية والعشرين اه يصل او تصل كمية الحروف بها الى الان. ثم بعد ذلك يأتي الانسان الذي يريد آآ تأريخا معينا يأتي بتأليف كلمة من هذه الحروف فعن طريق معرفتك بكل آآ رقم يساويه هذا الحرف تعرف اذا جمعت الحروف او جمعت الحرف الاول من الكلمات التي تكون منظومة مثلا في البيت فانك تستطيع اذا جمعت ذلك ان تعرف متى تاريخ التاريخ الذي اراده اه الناظم كان يريد يؤرخ مثلا متى انتهى من النبض او يريد ان يؤرخ متى توفي العالم او ما شاكل ذلك. على كل حال مثل هذا الاستعمال لا شك انه غير مقصود. آآ ولا مراد لابن عباس رضي الله عنه ولا لغيره من اهل العلم. اخباره رضي الله عنه انه ليس له من ظاهر هذا انه يرى كفر من يدعي ذلك ولا شك ان هذا واضح ان من يدعي علم الغيب بهذه الاسباب الكاذبة لا شك كأنه كافر بالله سبحانه وتعالى. هذا ما يتعلق بهذا الموضوع. واسأل الله ان واياكم من هذا البلاء وان يعينني واياكم على القيام بالواجب الشرعي لتوعية الناس فما اكثر غفلة الناس عن هذا الامر؟ كم من الناس من يتعاطى مثل هذه الامور ربما تجد من الفتيات او الشباب من ينظر في هذه خروج المذكورة في بعض المجلات التي يذكر فيها الامور الغيبية لزعمهم. انت مولود في الجدي اذا سيحصل لك هذا الاسبوع كيت وكيت لتحصل على مكافأة مادية ستتعرف على صديق جديد وغير ذلك سبحان الله قل لا يعلمه في السماوات والارض الغيب الا الله. ويخشى على من ينظر في هذه البروج مجرد نظر كما يقولون لحب الاستطلاع يخشى عليه ان يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم فلا تقبلوا له صلاة اربعين يوما. وعيد عظيم حري ان يجعل الانسان وجلا خائفا بمثل هذه التصرفات. هذا وصلى الله على محمد واله وصحبه