بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين قال الامام قال امام الدعوة شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب ما جاء في التنجيم. الحمد لله رب العالمين. احمد سبحانك. اثني عليك. واصلي واسلم على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وازواجه وذريته اما بعد قال الشيخ رحمه الله باب ما جاء في التنجيد تنجيد مصدر بالفعل نجم وهو في الاصطلاح تعاطي علم النجوم التنجيم هو تعاطي علم النجوم وقد عرفه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بقوله هو الاستدلال بالاحوال الفلكية على الحوادث الارضية. وعلم النجوم على وجه التفصيل ينقسم الى علم التأثير وعلم التسيير اما علم التأثير فينقسم الى ما يأتي اولا اعتقاد ان النجوم والكواكب مدبرة لهذا العالم اي انها هي المؤثرة في حركاته خنادق فجميع ما يقع في هذا الكون في زعمهم هو انفعال قالوا لفعل هذه النجوم والكواكب. وهذا هو مذهب طائفة من المشركين فالصائبة الذين كانوا عهد ابراهيم عليه السلام كان تعلقهم بالنجوم سببا من اسباب عبادة الاصنام. فانهم جعلوا لكل نجم او كوكب صنم او صنما يعبر عنه ويتقربون الى هذه الهياكل انسان بالعبادة لانها مثال للكوكب وهؤلاء لم تزل منهم بقية الى هذا العصر وهم في بعض البلدان قلة لا يزالون على هذا المعتقد اعني الصابئة. النوع الثاني وبالتأكيد ان هذا النوع الاول هو شرك اكبر لله جل وعلا شرك في الربوبية كما هو بين وواضح. اما النوع الثاني فهو اعتقاد ان لحركات الاخلاق والكواكب والنجوم وطلوعها وغروبها واجتماعها وافتراقها اثرا في معرفة الغيب المستقبل. فيستدل على معرفة ما يكون في المستقبل بحركات الافلاك واجتماعها وافتراقها وما الى ذلك وهذا هو النوع العلمي والاول هو النوع العملي كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ولا شك ان متعاطي التنجيم. على هذا النحو مدع للغيب من مدع لعلم الغيب وهذا فيه اشراك مع الله عز وجل فيما اختص به قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله. فالغيب مرجعه الى الله تبارك وتعالى وفي صحيح البخاري يقول صلى الله عليه وسلم مفاتح غيب خمس لا يعلمهن الا الله لا يعلم ما في غد الا الله. الى اخر الحديث. فالله عز وجل وحده هو الذي اختص بمعرفة ما يكون في المستقبل. ولاجل هذا فلا شك في كفر من ادعى علم الغيب عن طريق حركات الافلاك. ان هذا من الباطل الذي لا شك فيه ان من نسب علم الغيب اليه يعني الى هذه الحركات الى هذا العلم لا شك انه ادعاء للشيء الذي اختص الله عز وجل به وهو علم الغيب وهذا كفر دون شك نوع ثالث هو الاستدلال الاخلاق والنجوم على ان لها تأثيرا بعد حصول الشيء من جهة السببية بمعنى انه اذا حصل شيء ما فانه ينسب سبب ذلك الى النجوم والافلاك. والى حركاتها واجتماعها مع اعتقاد ان الله عز وجل هو الذي يدبر ذلك. وهذا كما يحصل من بعض العامة الذين يعتقدون ان من ولد في البرج الفلاني فانه يكون هادئا. واذا ولد في البرج الاخر يكون انفعاليا. واذا ولد في الاخر يكون كذا وكذا. فهذا اعتقد ان هذه الافلاك وان هذه البروج وان هذه النجوم سبب في حصول الاشياء. والله عز وجل هو المدبر المؤثر فيها وهذا في حقيقته جعل سبب لم يجعله الله عز وجل سببا لا شرعا ولا قدرا على هذا النحو شركا اصغر. وهذا مما ينبغي التنبيه عليه. فانه قد يتوهم كثير من العامة ان مثل هذا الاعتقاد لا شيء فيه. ولا شك ان هذا باطل الله عز وجل لم يجعل للنجوم اثرا او تسببا نصوم الاشياء ولاجل هذا ينبغي ان ننبه وان نحذر عنه. وآآ لا شك ان التنجيم من الامور التي عمت بها البلية وطمت واصبحت شيئا رائجا في العصر الحديث كما كانت كذلك في العصر السابق ثمة اناس قد تخصصوا في هذه التي ذكرت لكم لا سيما ما يتعلق بالاستدلال على المستقبلات اه النجوم هذا الامر قد فشى وانتشر مع الاسف الشديد. واه من امثلته تطالعه في بعض المجلات الساقطة التي تضع ما يسمونه بالبروج قد يقولون حظك والبروج وامثال ذلك او يقولون حظك اليوم ويزعمون ان الشخص الذي ولد في البرج الفلاني في برج الجدي او في برج الحوت او في برج الثور وما شاكل ذلك يقولون هذا سيحصل له في خلال هذا الاسبوع كذا وكذا. سيتعرف على صديق جديد وننصحه بان لا يدخل في معاملة تجارية لانه سيخسر. وامثال ذلك من هذه الادعاءات الغيبية الباطلة. ولا شك ان هذا من ادعاء علم الغيب. الذي من صدق به فقد اعتقد ان غير الله عز وجل يعلم الغيب وهذا ولا شك امر عظيم فينبغي على الانسان ان يحذر وينبه ويجب ان تحارب مثل هذه المجلات بعض اهل الغيرة يشتد انكاره على ما تحتويه هذه المجلات من صور محرمة لا تجوز مع غفلته على احتوائها ما هو اشد ما هو اشد منها. وهو هذه الشركيات التي لو تصدق بها فقد بخس حظه واضاع نصيبه من الايمان فواجب على اهل العلم وطلبته التحذير من ذلك والتنبيه وان الذي يقرأ مثل هذه الامور ويصدق بها قد عرض ايمانه للزواج. كذلك انتشرت صناعة التنجيم عن طريق وسائل الاعلام. ثمة قنوات متخصصة في هذا الامر ويزعم اربابها انهم ينظرون في النجوم ويعرفون من خلال ذلك الامور المستقبلة قد يوجد من الاغمار والجهال من يتعلق بمثل هذه الترهات. كذلك هناك مواقع في الشبكة العالمية متخصصة في هذا الامر هناك كتب تطبع وتباع حظك معك وامثال ذلك من هذه الكتب تباع ومع الاسف تشترى من قبل بعض المسلمين. يقرأون وينظرون. وربما ان نقول كذلك هناك معاهد متخصصة يسمونها معاهد الروحانيين يتعلمون وفيها صناعة التنجيد. المقصود ان هذا كله ان هذا كله من البلاء. الذي عم ويحتاج من اهل التوحيد ان ينشطوا في البيان والتحذير فانه ما اقل من ينكر هذا الامر ما اقل من يحذر عنه. والله المستعان. النوع الثاني من علم النجوم هو علم التسيير وهو في الجملة نوعان. نوع يتعرف به على الامكنة ونوع يتعرف به على الازمنة. يتعلم في هذا العلم النجوم ومواقعها وازمنة طلوعها وغروبها وما الى ذلك فيستدل من هذا على الامكنة يستدل على الجهاد مثلا فالقطب مثلا دائما يكون في جهة الشمال وقريب منه النجم الفلاني او ان البلد الفلاني من اراد الوصول اليها في الشهر الفلاني فليجعل النجم الفلاني في وجهه ويمضي فانه يصل الى البلد. وامثال ذلك وهذا مما كانت الحاجة تشتد اليه في السابق والان ضعف ذلك مع وجود الالات الحديثة او يستدل على ذلك الازمنة فيعرف من خلال ظهور النجم الفلاني ان فصل الشتاء قد دخل وبالتالي فهو فصل بارد او لا يصمت مثلا ان يزرع فيه وانه اذا خرج النجم الفلاني فهذا وقت زراعة اه الشيء الفلاني وما الى ذلك فيستدل من ذلك على الازمنة وما يتعلق بذلك من من المصالح قد تكون هذه المصالح دينية فيستدل علم النجوم على قبلة وقد تسلب قد تكون مصالح دنيوية ان يستفاد منها في معرفة آآ مواسم الزراعة والحصاد وما الى ذلك. والمقصود ان هذا العلم كما سيأتي الكلام عنه ان شاء الله جماهير اهل العلم على وهو الصواب اه كما سيأتي الاستدلال عليه ان شاء الله عز وجل. وكلام الشيخ رحمه الله في هذا الباب اراد فيه ان يبين ما جاء في التنجيم من حيث حكمه. ومن حيث انواعه. وان منه ما يجوز ومنه ما لا يجوز على ما سيأتي الكلام فيه ان شاء الله. بقي ان الى ان عقد المؤلف رحمه الله هذا الباب في هذا الموضع مناسب ايضا لان علم التنجيم منه ما يسمى سحر وهو العلم المذموم منه. قد مر معنا في باب ما جاء في انواع من السحر قوله صلى الله عليه وسلم فيما اخرجه احمد وابو داوود من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد وزارة ذلك ان السحر هو ما خفي ولطف سببه وكان له تأثير دقيق على النفوس وهذا مما يشترك علم علم النجوم المذموم مع السحر فيه ولذلك سمي سحرا لانه شبيه به او يدخل في معناه العام. و ادخال المؤلف رحمه الله هذا الباب في كتاب التوحيد مناسبته ان علم التنجيم قد يكون منافيا لاصل التوحيد وقد يكون منافيا لكماله. نعم. قال رحمه الله تعالى قال البخاري في صحيحه قال قتادة خلق الله هذه النجوم لثلاث زينة للسماء ورجوما للشياطين للشياطين وعلامات يهتدى بها. فمن تأول فيها غير ذلك اخطأ وضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به. انتهى. هذا الاثر كما ترى علقه البخاري رحمه الله وفي صحيحه ووصله غيره. كعبد الرزاق وعبد ابن حميد وغيرهم باسناد عن قتادة رحمه الله والمؤلف رحمه الله ذكر طرفا من الاثر والا فهو آآ اطول من هذا وفيه بيان الحكمة التي لاجلها خلق الله عز وجل النجوم فيما علمنا وفيما اخبر الله عز وجل به والا فقد يكون هناك اشياء من الحكم لا نعلمها لكن ما علمناه وما جاء التنصيص عليه في كتاب الله هو هذه الحكم الثلاث الله عز وجل خلق النجوم لثلاث اللام لام التعذيب ثلاث يعني ثلاث حكم. الحكمة الاولى ان النجوم زينة للسماء. والحكمة الثانية انها رجوم للشياطين. وقد جمع بين هاتين الحكمتين في قول الله جل وعلا ولقد زينا ماء الدنيا بمصابير وجعلناها رجوما للشياطين. والحكمة الثالثة هي ان هذه النجوم علامات يهتدى بها. كما قال الله جل وعلا وعلامات وبالنجم هم يهتدون النجوم يهتدى بها وقوله جل وعلا وعلامات هل المقصود هي النجوم نفسها؟ يعني هي العلامات او المقصود ان العلامات هنا هي العلامات الارضية وبالنجم هم يهتدون فتكون النجوم هي العلامات السماوية قوله وبالنجم هم يهتدون واضح فيه الاستدلال لكن في قوله وعلامات المقصود بها النجوم ايضا او المقصود انها تابعة لما قبله والقى في الارض رواسي ان تميل بكم وانهارا وسبلا لعلهم وعلامات فهي العلامات الارضية كالجبال والهضاب والتلال ومشاكل ذلك فهي علامات ارضية يستدل بها على الطرق وعلى الامثلة قولان لاهل التفسير في الاية. المقصود ان الله عز وجل جعل النجوم ليهتدى بها في ظلمات البر والبحر فتعلم بها الامكنة والاتجاهات وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى الناس في اه حال كونهم يركبون البحر في اذا اظلمت عليهم الدنيا فليس عندهم من سبب يتعرفون به على الاتجاهات الا النجوم وكذلك في كون الانسان يمشي في البر اذا اظلمت الدنيا فانه لا يستطيع ان يستدل بما يكون على وجه الارض لا سيما في السابق فيستدل عن طريق هذه النجوم على وجهته هذا يكفيكم الثلاث هي التي ينبغي ان تلاحظ في النجوم واما من توسعت الامر ونسب الى هذه النجوم ما زاد على ذلك فهذا قد اخطأ خالف الصواب وجالب الحق واضاع نصيبه لانه عمره فيما لا فائدة فيه. بل هو امر وهمي لا حقيقة له وقد يكون ايضا قد ضيع نصيبه من الايمان والعياذ بالله. اذا وصل الحد علم علم النجوم الى حد الكفر بالله عز وجل واعتقاد الشركة مع الله تبارك وتعالى اما في الربوبية واما في الصفات فلا شك انه اضاع نصيبه من الايمان ايضا وكذلك هو قد تكلف ما لا علم له به. ولا شك ان قول الانسان بغير علم مذموم بكل حال. فلاجل هذا كان آآ الاعتقاد في النجوم النسبة اليها بغير هذه الامور لا شك انها امر مذموم في الجملة. ويختلف الحكم في ذلك. بحسب ما مر في التفصيل الذي مضى. نعم قال رحمه الله تعالى وكره قتادة تعلم منازل القمر ولم يرخص ابن عيينة فيه ذكره حرب عنهما ورخص في تعلم المنازل احمد واسحاق. منازل النجوم هي المنازل التي يعرفها اهل علم التسيير ليقولون ان للنجم آآ ثمانية وعشرين منزلة ينزل كل ليلة منزلة منها اما التاسع والعشرين والمنزلة الثلاثين فانه لا يظهر فيها غالبا. وهي منازل معروفة عند اهل يعتقدون ان او اه يجعلون لكل قمر منزلة يعني محل معين من السماء يكون فيه القمر في كل ليلة هذه الليلة يكون المنزلة الفلانية الليلة التي تليها يكون في المنزلة الفلانية وهكذا. والله عز وجل قد بين ان القمر له منازل. فقال جل وعلا والقمر نورا منازل لتعلموا عدد السنين والحساب. فالقمر له منازل معلومة ومعروفة. وآآ اهل العلم منهم من كره تعلم هذه المنازل. كما ذكر المؤلف رحمه الله عن قتادة وعن سفيان ابن عيينة رحمة الله عليهما حيث كره تعلم ذلك وجمهور اهل العلم على ان هذا جائز لا حرج فيه. ومن اولئك من ذكر المؤلف رحمه الله وهما احمد واسحاق وكذلك نص على هذا مجاهد والنخعي وغيرهم من اهل العلم. ذكر ابن رجب ان هذا هو مذهب جمهور اهل العلم. ولا شك ان الصواب ان هذا الامر جائز. وذلك ان الله عز وجل قد امتن على عباده هذه المنازل التي يتعلم منها المقادير مقادير الازمنة حساب لتعلموا عدد السنين والحساب. وهذا الامتنان دليل على ان هذا الامر جالس ولا حرج فيه. وبالتالي فتعلم منازل القمر انتفاع من ذلك في مصالح الدنيا او الدين جالس لا حرج فيه. وقد يمكن ان يحمل لا كلام من كره ذلك من السلف على تعلم ما لا فائدة فيه. تعلم الانسان شيء لا ينتفع منه ولا يستفيد منه في مصلحة دينية ولا دنيوية. او يكون كراهة ذلك راجعة الى ان ينشغل الانسان بذلك عما هو افضل. ومن المعلوم ان انشغال الانسان بالمفضول عن الفاضل مكروه وبخس في حقه و اه نقص في منزلته. وهذا من مداخل الشيطان على ابن ادم. اذا لم يستطع ان يصرفه عن الحق الى الباطن فانه يصرفه عن الفاضل الى المفضول. فقد يكون كراهة من كره هذا الامر من السلف محمولة او محمولة على ذلك والله عز وجل اعلم. والحاصل ان تعلم المنازل وتعلم البروج وما يدخل في علم الفلك مما يختص بعلم التسيير الصواب في ذلك ان الاصل فيه واسع وقد يكون امرا مستحبا وربما يكون واجبا اذا ترتب عليه امر واجب اذا كان مثلا شخص لا يمكن ان يتعلم اوقات الصلوات مثلا الا من خلال النظر في اه آآ طريقة او كيفية الزواج ونحو ذلك مما يدخل في علم الفلك فانه حينئذ يتحقق اه في شأنه القاعدة ان ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب. وقد تكون هذه المصلحة مستحبة وقد تكون امرا جائزا. نعم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي موسى رضي الله تعالى عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر. رواه احمد وابن حبان في صحيحه حديث ابي موسى هذا حسنه غير واحد من اهل العلم كالمنذر وغيره و فيه اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بان هؤلاء الثلاثة وهم مدمنوا الخمر الذي لا ينفك عن شرب الخمر وهو يداوم على شربها والعياذ بالله وقاطع الرحم يعني قاطع قرابته ومصدق بالسحر هؤلاء الثلاثة جاء الوعيد عليهم بانهم لا يدخلون الجنة هذا الحديث ينبغي ان يتنبهوا ان يتنبه فيه الى امور اولا ان اجتماع عدة محرمات في نص واحد لا على استواء هذه المحرمات في الحكم. وهذا الامر قد سبق التنبيه عليه. فمثل قوله صلى الله عليه وسلم اجتنبوا السبع الموبقات لا يدل هذا على ان هذه الموبقات مستوية في الحكم بل هي متفاوتة اشتركت في شيء عام كونها موبقة وكونها آآ مهلكة لكنها ليست مستوية الحكم فالشرك ليس كقذف محصنة الغافل. كذلك هنا التصديق بالسحر قد يكون كفرا اكبر اذا ترتب على هذا التصديق ما هو كفر؟ كاعتقاد الشركة مع الله عز وجل وقد لا يصل الامر الى هذا الحد اذا كان المصدق بالسحر اعتقد ان للسحر تأثيره وان للسحر آآ اثرا في المسحور فان هذا لا يكون تصديقه آآ كفرا مخرجا من الملة. فيكون من جنس الكبائر. كقطيعة الرحم وكادمان الخمر فان هذين الذنبين لا شك انهما من الكبائر وليس من الامور المكفرة. يتنبه ايضا في هذا الحديث الى امر اخر. وهو من المقصود بنفي دخول الجنة لمن فعل شيئا من هذه الامور الثلاثة بعض اهل العلم يرى السكوت عن تفسير هذا الحديث وامثاله يقول يمر كما جاء دون تفسير. وهذا ينبغي ان يعلم انه ليس مذهبا بمعنى ليس المقصود هو ان يبقى الانسان من غير عالم بمعنى ما يخبر به النبي صلى الله عليه وسلم انما هو مسلك في التحذير فان السكوت واطلاق الكلام كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ابلغ في النفوس واقوى في التحذير من اهل العلم من يحمل هذا الحديث على الاستحلال. فيقول من استحل هذه الامور فانه لا يدخل الجنة بل يكون خالدا في النار. وهذا المسلك ضعيفا. فان هذه الامور بل ان غيرها من سائر المعاصي التي ثبت في النصوص النهي عنها من اعتقد انها حلال كفر. لانه قد كذب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولو لم لو انه لم يدمن الخبر لكن اعتقد ان ادمان الخمر جائز وهو ما ذاق منها قطرة نقول كثر وكذلك ان لم يقطع الرحم بل اعتقد انه يجوز ان يقطع رحمه التي يجب عليها يصلها شرعا ونقول ايضا قد آآ وقعت الكفر وان كان لم يقطعها هذا المسلك ضعيف ونبه على ضعف الامام احمد وغيره من اهل العلم في مثل احاديث او نصوص الوعيد هذه والاقرب في هذا ان يقال ينبغي ان نلاحظ امرين في هذا الحديث وامثاله مما جاء فيه نفي دخول الجنة. انتبه. الامر الاول ما معنى الحديث والامر الثاني ضم الحديث الى غيره بحيث لا يفهم هذا النص وحده بل بضميمة النصوص الاخرى وبناء عليه فيقال في الامر الاول ان نفي الدخول ها هنا نوعان او نقول نفي الدخول في نصوص الوعيد نوعان. الاول هو نفو الدخول المطلق. والثاني نفي مطلق الدخول. الاول نفي الدخول المطلق والثاني نفي مطلق الدخول. اما الاول وهو الدخول المطلق. يعني الدخول الكامل بمعنى الدخول مع اول الداخلين. فاذا جاء نفي الدخول في حق من فعل شيئا من المعاصي فنقول ان المنفي ها هنا الدخول المطلق وليس مطلق الدخول. بمعنى ان هذا الانسان متوعد بانه لا يدخل الجنة مع اول الداخلين. وانما هو متوعد بدخول النار دخول واقت وعليه. فيكون معنى قوله لا يدخل الجنة بقوة ما لو قال انه داخل النار لا يدخل الجنة يعني يدخل النار. ومعلوم ان اهل التوحيد دخولهم النار دخول ماذا؟ مؤقت لا دخول لا دخول ابدا. اذا لا يدخل الجنة. قاطع قاطع رحم ومدمن نقول هذه المعاصي ونفي الدخول فيها هو نفي للدخول المطلق فلا يدخل الجنة مع الداخلي. طيب اين يبصار به؟ الى النار. اذا هو وعيد بماذا؟ بدخول النار يعني لابد ان يعني هو متوعد بان تسبق له ماذا؟ سابقة العذاب في النار واما نفي مطلق الدخول فهو نفي للدخول بالكلية. بمعنى لا يدخل الجنة البتة. وهذا يكون في حق من كفر بالله جل وعلا وهذا امر قد تواترت به النصوص واجمعت عليه الامة ان الكافر لا سبيل البتة الى دخوله الجنة فهو ايس من رحمة الله تبارك وتعالى لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سمن الخياط اذا ينبغي ان تنظر وان تتنبه اذا مرت بك مثل هذه النصوص من الامر الممنوع او ما هو الامر المحرم؟ الذي ورد في هذا الحديث ان كان معصية من المعاصي فنفي الدخول هنا هو نفي للدخول المطلق لا لمطلق الدخول وان كان كفرا فانه يكون نفيا لمطلق الدخول وعليه فنفي آآ دخول مدمن الخمر وقاطع الرحم ليس هو اه نفيا لمطلق الدخول بل للدخول المطلق فهو وعيد بانه سيدخل النار ثم بعد ذلك يخرج كما تدل عليه النصوص اخرى. يبقى التنبه الى الامر الثاني. وهو ان تفهم الحديث في ضوء النصوص الاخرى وهذا امر مهم واصل اصيل عند اهل السنة والجماعة. الا وهو انهم يفهمون النصوص كنص واحد. بمعنى انهم يجمعون يؤلفون بين النصوص ولا يفهمون نصا ويدعون اخر بل هم يأخذون بالكتاب والسنة جميعا فيجمعون بين الادلة ويؤلفون بينها ويخرجون بعد ذلك بحكم مستفاد من جميع النصوص وبناء على هذا نرجع الى المعنى الاول. نفي آآ الدخول المطلق. هل هو امر متحتم بمعنى كل قاطع للرحم ولابد لن يدخل الجنة الدخول بل لا بد من ان يسبق له دخول الى النار نعم لا ماذا نقول لوجود ماذا؟ ادلة اخرى قيدت هذا الوعيد. وعليه فنصوص الوعيد منها ما هو مطلق قد ايد في نصوص اخرى. فما هو المطلق؟ وما هو المقيد المطلق هذا النص وامثاله. ما المقيد؟ المقيد لذلك قول الله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وامثال ذلك من الاحاديث. فحديث عبادة رضي الله عنه فهو الى الله ان شاء عذبه وان شاء عفا عنه. اذا هذا الحديث نفهمه على انه نص مطلق وهناك نص اخر قد قيده وهو قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وبالتالي فاذا جاء عندك لا يدخل الجنة وهذه المعصية او هذا الذنب كبيرة وليس كفرا انك تقول ماذا؟ لا يدخل الجنة الا الا ان يشاء الله. لا يدخل الجنة نحن قد فهمنا الحديث الان لا يدخل الجنة ما المقصود؟ هذه النقطة الاولى لا يدخل الجنة فهم الحديث معنى الحديث لا يدخل الدخول المطلق. طيب هل هذا متحتم؟ لا نرجع ونقول القاعدة الثانية نضم النصوص بعضها الى بعض وبالتالي لا يدخل الجنة الا ان يشاء الله. واضح يا اخواني؟ اذا كل وعيد جاء في النصوص يجب ان تستحضر في ذهنك هذه القاعدة فيه. من فعلك دخل النار تقول مباشرة الا ان يشاء الله لم؟ لان الله عز وجل قال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وهذه القاعدة مفيدة ونافعة من فهمها واستوعبها في فهم كثير من النصوص التي تستشكل. فان النصوص كما اسلفت يجب ان تكون مجموعة الى بعضها ومؤلفة الى بعضها فليس بين النصوص تناقض. وليس بين النصوص تنافر. بل ان النصوص مؤلفة بينها وبين بعضها كلها خارجة من مشكاة واحدة ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا فالذي آآ جاء في النص حق الاول والذي جاء في النص الثاني حق لكن القضية انها يحتاج الى من يكون من اهل العلم فيجمع ويؤلف. فليس ورود الحديث مطلقا. اه وورود النص اخر نص اخر مقيدا لهذا المطلق او ورود حديث عام وورود نص اخر خاص يدل على ان هذا الامر ماذا متعارض كلا هذا دليل على ضعف علم هذا الانسان او ضعف قصده. اما اهل العلم والايمان الذين حسنت مقاصدهم وصحت عيوبهم فانهم يعلمون ان هذه النصوص لا يمكن ان تتعارض بل انها آآ يمكن ان يؤلف بينها بما هو بين وواضح ولله الحمد ولا تكلف فيه. فحينما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة يعلم ان الذين يسمعون هذا الكلام من اهل الايمان يعلمون قول الله جل وعلا ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اذا كل نصوص الوعي تستطيع ان تجعل هذه قاعدة كل نصوص الوعيد مقيدة بقوله تبارك وتعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. الذين ما فهموا هذه القاعدة؟ ضربوا نصوص الشرع بعضها ببعض. فتخبطوا وانحرفوا كالخوارج اخذوا طائفة من اللصوص استعملوا نصوص الوعيد ولم يضموا اليها النصوص التي قيدتها وبينتها فلذلك ظنوا كذلك الشأن في اهل اه الارجاء فانهم قد اه اه اخذوا بنصوص الوعد دون ان يضموا لها النصوص الاخرى التي تدل على تقييد هذه النصوص وبالتالي انحرفوا. والحق هدى اه بين ضلالتين وهو ما هدى الله عز وجل اهل السنة والجماعة اليه. وفقني الله واياكم وثبتني واياكم على هذا الحق وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد