بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين قال امام الدعوة شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب ما جاء في الاستسقاء بالانوار. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه. واتباعه باحسان اما بعد قال الشيخ رحمه الله باب ما جاء في الاستسقاء بالانوار. الانواع جمع نوم وهذا المصدر للفعل ما عاينوه اي قام وطلع ناء ينوء اي قام وطلع من هذا حديث الصحيح لما اغمي عن النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه قال ثم ذهب ينوء فاغمي عليه يعني يقوم الانوار كما ذكرت جمع وهو النجم اذا غرق فانه يطلع في مقابله من الجهة الاخرى نجم اخر. فهذا الطلوع بالنجم الاخر اذا غرب رقيبه يسمى نوءاه. فان النجوم لها منازل اذا غرب احدها من جهة المغرب فانه ينوء يعني يطمع رقيب ذلك النجم الذي كانه يراقبه. في الوقت الذي وهذا من جهة المغرب يطلع هذا من جهة المشرق. هذا هو الذي يسمى النوم طلوع الشمس طلوع النجم وقت غروب رقيبه. وكان اهل الجاهلية يستسقون بالانواع يعني ينسبون سقيا المطر الى الى هذه الانواع. والغالب على هؤلاء المشركين انهم ما كانوا يعتقدون ان هذه الانواع او هذه النجوم هي التي تكون منزلة للمطر وانما يعتقدون ان الله عز وجل هو الذي انزلها وهذه الانواع سبب لذلك كما دل على هذا اية سورة العنكبوت ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فاحيا به الارض من بعد موتها ليقولن الله فانزال المطر عندهم يعني عند انما هو من الله جل وعلا. وقد يكون فيهم من يعتقد ان هذه الانوار هي التي تكون منزلة للمطر يعني نفس النجوم التي او تنوب هي التي تنزل المطر. اما بعض الكفار فهم على هذه هذا الاعتقاد دون شك كالصابية كما مر معنا في الدرس الماظي فانزال المطر وغيره مما يكون في هذا الكون هو عندهم انفعال لفعل هذه النجوم فهي المدبرة لهذا الكون. والمقصود ان امام الدعوة رحمه الله بوب هذا الباب بعد ان بوب في سابقه على التنجيم لان الاستسقاء بالانواع نوع من انواع التنجيم. فالباب السابق عام وهذا خاص الاستسقاء بالانواع على اعتقاد ان هذه الانواع هي السبب في انزال المطر امر باق في هذه الامة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ولذا كان شيئا جديرا بان عنه ويحذر وان يذكر ما جاء فيه من الوعيد. وقد المؤلف رحمه الله بوب هذا الباب واورد فيه الاية التي تلي وهي وتجعلون رزقكم انكم تكذبون ثم كرر ذكر هذه الاية لورودها في الحديث الذي سيأتي وهذا نادر عند الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب انه يكرر الدليل الواحد في باب واحد هذا شيء نادر عند الشيخ رحمه الله. نعم. قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. سيأتي الحديث عنها اذا تكلمنا عن عن الحديث في الاخير. نعم وعن ابي مالك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونه الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة. وقال النائحة اذا لم تتب قبل موتها تقاوم يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب. رواه مسلم. نعم هذا حديث ابي ما لك الاشعري وهو الحارث الحادث رضي الله عنه وفي الصحابة ثلاثة كلهم ابو مالك الاشعري اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان هناك اربع خصال من امر الجاهلية يعني من شأن الجاهلية والجاهلية تطلق باعتبارين الجاهلية المطلقة وهذه انتهت بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم. يعني هي ما كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. وسميت جاهلية لان السائد هو الجهل. واعظم ما كانوا فيه من الجهل جهلهم بالله تبارك وتعالى وبحقوقه على عباده سبحانه وثمة جاهلية نسبية وهذه قد تكون بعد او هذه تكون بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الازمنة او في بعض الامثلة او في بعض الاشخاص كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر لما عير بلال رضي الله عنه لامه انك امرؤ فيك جاهلية. المقصود انه هناك بقية من خصال الجاهلية يعني من الخصال التي كانت في عهد الجاهلية الاولى في امة محمد صلى الله عليه وسلم. المقصود بهذه الامة دون شك هي امة الاجابة ومن البين الواضح ان النسبة الى الجاهلية انما هي نسبة عيب فالشيء اذا كان جاهليا فانه يكون دون شك معيبا ومذموما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه الخصال الاربعة او هذه الخصال الاربع التي هي من امر الجاهلية ستبقى في امة محمد صلى الله عليه وسلم. والمقصود انها باقية في مجموع الامة لا في جميعها. يعني ليس المقصود ان كل الامة تفعل هذه لكن سيكون في هذه الامة في الجملة من يتخطى من يتخلق بهذه الاخلاق او يفعل هذه الخصام اذا هذه النسبة الى الامة هي لمجموعها وليس لجميعها. هذه الخصال الاربعة هي اولا الفخر بالاحساب. والاحساب جمع حسب والحسب هو كل ما يفخر به من الشرف والسؤدد الذي يكون للاباء والاجداد. ولا شك ان هذا الفخر مذموم نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث. اذا كان الانسان منهيا عن ان يفخر على غيره بعمل نفسه فكيف اذا كان يفخر في عمل غيره لا شك ان هذا امر مذموم. والنبي صلى الله عليه وسلم ان هذه ان الله عز وجل كما عند احمد وابي داوود وغيره ان الله اذهب عنكم عدية الجاهلية وفخرها الاباء واخبر عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ان الناس اثنان مؤمن تقي او فاجر شقي الفخر الحقيقي الذي ينفع الانسان انما هو بالايمان الصالح هذا هو الشرف وهذا هو السؤدد. ومن كان كذلك فانه لا يتعالى على خلق الله. ولا يفخر وعليه النبي صلى الله عليه وسلم قد اوحى الله اليه ان يأمر عباده ان يتواضعوا حتى لا يفخر احد على احد. فالفخر بعمل الانسان او بما هو له له من الشرف والمكانة له او ما عليه اباؤه او اجداده او نسبه لا شك انه امر مذموم وقبيح وهو من خصال الجاهلية. والثاني في الانساب والطعن في الانساب اما ان يكون القذف فيها تشقيق كانه قال فلان لا ينتسب الى كذا وكذا او اه الاسرة الفلانية لا تنتسب الى القبيلة الفلانية او يكون بذكر المعائب ما يسوء في انساب الناس. ويقول آآ هذا الطاعن ان ال فلان فيهم كذا وكذا او يقول انت اه اسرتك فيها كذا او ابوك فيه كذا وكذا يكون فيه ذكر للطعن والقدح والعيب في انساب الناس ولا شك ان هذا ايضا من الامور المذمومة سواء كان الاول او الثاني طعن في الانساب وكله مذموم وكله من خصال الجاهلية. والامر الثالث هو الاستسقاء بالنجوم. وهذا الذي ذكرته لك سابقا. فان الاستسقاء بالنجوم يعني نسبة المطر الى النجوم لا شك انه من الامور المحرمة وهذه النسبة تنقسم الى قسمين نسبة هي كفر اكبر يعني حكمها انها كفر اكبر ونسبة حكمها انها كفر اصغر. اما كونها كفرا اكبر فاذا كان هذا باعتقاد ان النجوم هي المنزلة للمطر ولا شك ان هذا كفر اكبر وشرك اكبر في الربوبية اما النوع الثاني فهو ان ينسب الانسان هذه النجوم لا على انها هي ينسب الانسان المطر الى النجوم لا على انها هي الفاعلة والمنزلة وانما على انها سبب والله عز وجل هو الذي ينزل هذا المطر. وهذا كفر اصغر ووجه ذلك امران الاول ان الله عز وجل لم يجعل النجوم والانواع سببا لنزول المطر. وليس من اثبت هذا فانه قد اثبت سببا لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا. والامر الثاني ان فيه نسبة النعمة لغير الله تبارك وتعالى. وهذا من كفر النعمة. والواجب ان تنصب النعم الى المنعم بها وهو الله تبارك وتعالى. وهل المقصود في هذا الاول او الثاني. الاقرب والله اعلم انه الثاني. لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان هذه الخصلة باقية في هذه الامة وآآ الذي يقع من المنتسبين الى الاسلام انما هو انما هو الثاني دون الاول لا يكاد يقع من المنتسبين الى الاسلام الا شذوذا من بعضهم. لكن ان الذي يقع كثيرا ولم يزل الى اليوم وسيبقى في هذه الامة انما هو النور الثاني اذا فالاقرب ان المقصود بالحديث انما هو النسبة السببية الى النجوم لا نسبة الايجاد والامر الاخير هو النياحة. والنياحة رفع الصوت بالبكاء على الميت ويصحب ذلك غالبا قول ما لا يحل او فعل ما لا يحل واخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالوعيد على ان اخبر ان النائحة اذا ماتت ولم تتب. ولا شك ان النياحة محرمة من الرجال او من النساء لكن لكونها في النساء اكثر جاءت تنصيص على هنا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه النائحة اذا لم تتب يحصل لها ما ذكر في هذا الحديث من الوعيد وهو على ظاهره. وهو على ظاهره وفي هذا الحديث اشارة الى ان الكبائر تكفر بالتوبة وهذا اجماع من اهل العلم على ان الكبائر فضلا عن الصغائر تكفر بالتوبة لانه قال اذا لم تتب دل هذا على ان الكبائر بل والذنوب والمعاصي عموما بل وحتى الكفر اذا تاب منه صاحبه فانه آآ يكون الحال كان لم يكن هناك ذنب يغفره الله تبارك وتعالى وهل تكفر الكبائر بغير التوبة؟ يعني بالعمل الصالح المسألة فيها بحث وتفصيل والوقت آآ لا يساعد على ذلك لكن الخلاصة انه قد تكفر الكبائر قد تكفر الكبائر بالاعمال الصالحة اذا عظم الاخلاص واليقين في القلب يدل على هذا ما ثبت في الصحيح من حديث البغي من بني اسرائيل التي سقت كلبا فغفر الله عز وجل لها وظاهر الحديث ان مغفرة الذنب انما كانت بهذا العمل الصالح. ووصفها بانها بغي دليل على انها من اهل الكبائر بل ومستمرة على هذا الامر. فغفر الله عز وجل لها ذلك. لانها قامت بهذا العمل مع الصدق ويقين واخلاص عظيم. وقع في قلبها شيء عظيم. اذا الاصل ان الكبائر انما تكفر بالتوبة وقد تكفر بالعمل الصالح اذا عظم في القلب اليقين والاخلاص والله عز الاعلى نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن زيد ابن خالد رضي الله عنه انه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه سلم صلاة الصبح بالحديبية على اثر سماء كانت من الليل فلما انصرف اقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا وهو رسوله اعلم. قال قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب. واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب. حديث زيد ابن خالد رضي الله عنه المخرج في الصحيحين اصل في هذا الباب يقول صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية او الحديبية التشغيل والتشديد. صلى لنا يعني صلى بنا. لانه امام والامام يصلي لنفسه وهو يصلي للمأمومين ايضا. على اثر سماء كانت في الليل؟ سماء يعني مطر والمطر يطلق عليه السماء لانه نازل من جهة العلو. وكل ما الا فهو سماء. صلى عليه الصلاة والسلام بالصحابة صلاة الصبح بالحديبية. وهي منطقة قريبة من مكة وبعضها في الفيلم وبعضها في الحرم. يسمى الان بالشميسي. فلما انصرف يعني من الصلاة واقبل على اصحابه قال له اتدرون ماذا قال ربكم؟ ومعلوم ان الصحابة لا يعلمون لانه لا يوحى اليهم لكن هذا فيه اسلوب من اساليب التعليم وهو طرح الاستفسار لاجل التشويق. قالوا الله ورسوله اعلم وهكذا الانسان لا يتكلف جواب ما لا يعلم انما يحيل العلم الى من يعلمه قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل وهذا دليل على ان ان صفة القول والكلام لله تبارك وتعالى صفة فعلية تتعلق بمشيئة الله تبارك وتعالى فهو يقول اذا شاء متى شاء تبارك وتعالى لا كما يقول اهل البدع لان الكلام قديم. قائم بالذات. ظاهر الحديث ان الله عز وجل قال هذا قول بعد حصول هذا المطر اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته. فذاك مؤمن بي كافر بالكوكب في هذا اثبات صفة الرحمة والفضل لله تبارك وتعالى على ما يليق به جل وعلا واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب وهذا كما مر من ان نسبة المطر الى الانوار والنجوم ان هذه نسبة محرمة ولا تجوز. ومن اهل العلم من قال ان الكفر هنا يشمل ما هو كفر اكبر وما هو كفر فاما من قال هذا القول مطرنا بنوء كذا وكذا مع اعتقاد ان النوم هو الذي او يعني النجم الذي نام هو الذي انزل هذا المطر فهذا كفر اكبر واما اذا قال هذا القول وهو يعتقد ان هذا النجم الذي نام انما هو سبب فهذا قد آآ حصل منه الكفر الاصغر ما الاكبر؟ ومن اهل العلم من قال ان هذا الحديث انما يخص النوع الثاني فقط يعني من قال بنوء كذا الباء هنا للسببية فقط مع اعتقاد ان الله عز وجل هو الذي انزل هذا المطر فيكون كفرا اصغر وهذا هو الاقرب. هذا هو الاقرب والله عز وجل اعلم. ويدل على هذا ان السياق ليس في اه يعني ليس السياق عن اثبات من الذي انزل المطر وانما السياق سياق نسبة الانعام ولذلك الاولون لم يقولوا امطرنا الله عز وجل او انزل الله المطر علينا اليس كذلك؟ انما قالوا مطرنا بفضل الله ورحمته. اذا الكلام عن ماذا؟ عن نسبة النعمة واما اه القسم الثاني من الناس وهو الذي وهم الذين قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا انهم لم ينسبوا هذه النعمة الى المنعم بها. ولو انهم ارادوا ان النوء هو الذي انزل المطر قالوا مطرنا نوء كذا وكذا. فدل هذا على ان الاقرب والله اعلم ان الكفر هنا هو الكفر اصوات وهذا الحديث يتعلق بمن قال هذا القول على جهة السببية فقد وقع في الكفر الكفر الاصغر وهذا يرشدك يرعاك الله الى عظم امر الشرك بالله تبارك وتعالى من جهة دعاء غيره والاستغاثة بغيره. اذا كان مجرد هذا القول يعتقد ان الله عز وجل هو الذي ينزل المطر لكن هذا مجرد سبب ومع ذلك سماه الله كافرا فكيف بالذي يستغيث بغير الله؟ كيف بالذي يصرف لب العبادة وروحها لغير الله تبارك وتعالى فيهتف هذه الانواع. فيقول اغيثينا يا ايتها الانواع او يا ايتها النجوم ولا فرق بين هذا وبين ان يقول يا صاحب القبر وكله دعاء لغير الله وكله اجر واولى ان يكون كفرا من مجرد قول مطرنا بنوء كذا وكذا والمقصود ان هذا الحديث يدل على ان هذا القول وهذه النسبة نسبة محرمة ولا تجوز. وها هنا مسألة وهي ما اذا قال قائل مطرنا بنوء كذا وكذا على ان الباء هنا انما هي ظرفية لا سببية. هل يجوز او لا؟ معلوم ان الباء قد تأتي ظرفية وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل. يعني وفي الليل. فهل يصح ان يقول الانسان مطرنا بنوء كذا وهو يريد الباء الظرفية. من اهل العلم من قد يفهم من كلامه الترخيص في ذلك كالشافعي رحمه الله في الام انه نص على انه لو قال مطرنا بنوء كذا وهو يريد في نوء كذا صرنا في نوئ كذا. قال فلا يدخل في قوله كافر وغيره من الكلام احب الي يعني استعمال هذا اللفظ غير مناسب عند الشافعي رحمه الله لكن لا يكون في حكم من وقع في هذا الكفر والاقرب والله اعلم في هذه المسألة انه لو كان السياق بل فلا شك انه لا يكون كفرا يعني لا يكون كفرا اصلا ولكن يجب ان ينبه هذا الانسان على استعمال اللفظ الذي لا لبس فيه ولا شبهة. سدا لذريعة الالفاظ الكفرية الشركية لكن في مثل هذا السياق كونه يصبح الانسان وقد مطر بالامس فيقول مطرنا كذا وكذا فيبعد ان تكون الباء هنا اه ظرفية لا سببية السياق ظاهر وواضح ان السياق انما هو آآ انما يدل على ان الباء هنا سببية لا ظرفية وعلى كل حال لو ادعى مدع انه اراد هذا اللفظ بهذا المعنى فاننا نقول له آآ قل مطرنا في نوء كذا ولا تقل مطرنا مطرنا بنوء كذا كما هي الحال في نظائر هذا اللفظ من الالفاظ التي فيها اشتباه وفيها معناه باطل او قد يراد بها المعنى الباطن حسما للباب آآ بهذا يتضح لنا ان من قال مطرنا في نوء كذا وكذا انه لا حرج فيه. اذا نسبة الى النجوم اما ان تكون نسبة ايجاد. وهذا كفر اكبر. واما ان تكون نسبة سبب وهذا كفر اصغر. واما ان تكون نسبة ظرفية. وهذا جائز لا حرج فيه والذي ينبغي ان يستعمل في هذا دون شك انما هو اه اللفظ الذي لا لبس فيه ولا ايهام الله عز وجل اعلم نعم قال رحمه الله تعالى ولهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما معناه وفيه قال بعضهم لقد صدق لا كذا وكذا. فانزل الله هذه الايات فلا اقسم بمواقع النجوم. وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون تنزيل من رب للعالمين. افبهذا الحديث انتم مدهنون؟ وتجعلون رزقكم انكم تكذبون قال الشيخ رحمه الله ولهما هذا وهم وهذا الحديث انما هو عند مسلم فقط وليس عند البخاري ذكر انه بمعناه يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم آآ لما مطروا في المدينة قال عليه الصلاة والسلام اصبح من الناس شاكر وكافر. من قال آآ هذه نعمة من الله نعم قال هذه نعمة من الله ومنهم من قال صدق نوء كذا وكذا صدق نوء كذا وكذا هذا ضد الشكر. اما من نسب ذلك الى الله عز وجل فقال هذه نعمة من الله فهذا هو الذي شكر الله عز وجل حيث انه نسب النعمة الى المنعم بها فانزل الله عز وجل هذه الايات من سورة الواقعة. والكلام عن هذه الايات يقول وانما نقتصر كما جرت العادة في هذا الدرس على ما يمت للباب بصلة وقد تذكر بعض فوائد الاخرى لكن في الجملة الكلام عن هذه الاية انما يتعلق بموضع الكلام عن هذه الايات انما يتعلق بموضعين الاول في قوله فلا اقسم بمواقع النجوم. قوله لا اقسم لا هنا فيها بحث طويل واختلاف كبير عند اهل العلم واشهر الاقوال في ذلك ان لا هنا للتوكيد وبعض اهل العلم ذهب الى ان لا هنا نفي ليه؟ ما ادعاه المشركون في كتاب الله عز وجل انه شعر وانه اه كهانة الى غير ذلك فجاء النفي لذلك فلا يعني هذا تعلق بقوله ثم استأنف القسم بمواقع النجوم. والاول اقرب ولا شك. قال فلا اقسم النجوم اختلفوا في مواقع النجوم بناء على اختلافهم في تفسير النجوم اما النجوم فاختلفوا فيها على قولين القول الاول وهو لاكثر اهل العلم ان النجوم انما هي نجوم السماء المعروفة وبناء على ذلك اختلفوا في مواقع النجوم قيل ان مواقع النجوم اي انتثارها يوم القيامة وقيل ان مواقع النجوم منازلها وقيل ان مواقع النجوم يعني غروبها اذا غربت. ثلاثة اقوال لاهل التفسير على ان النجوم هنا هي نجوم السماء. والقول الثاني في النجوم نجوم القرآن يعني اجال نزول القرآن. فان القرآن كما تعلمون نزل منجما لم ينزل دفعة واحدة الى الناس في الدنيا انما جاء منجما وبالتالي فالمقصود هنا نجوم هذا القرآن يعني اجال نزول القرآن الاكثر كما اسلفت ان طبعا هذا قول روي عن ابن عباس رضي الله عنهما والاكثر على الاول انها نجوم السماء فالله عز وجل له ان يقسم بما شاء من خلقه من خلقه وليس المخلوق ان يخلف او ان يقسم الا بالله جل وعلا. الموضع الثاني هو في قوله جل وعلا تجعلون رزقكم انكم تكذبون. هذه هي الاية التي افتتح بها المؤلف رحمه الله هذا الباب وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. اختلف اهل التفسير في هذه الاية قيل ان قوله رزقكم فيه حذف. يعني المحذوف هنا هو المضاف والمعنى وتجعلون شكر رزقكم انكم تكذبون. وتجعلون شكر رزقكم انكم تكذبون. وهذا القول عليه اكثر اهل التفسير. وآآ القول الثاني ان الرزق هنا هو الشكر. فلا حاجة الى تقدير محذوف الشكر هو الرزق عفوا الرزق هو الشكر. روي هذا مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح روي من قول علي رضي الله عنه وكذلك روي عن ابن عباس رضي الله عنهم اجمعين وقيل ان الرزق هنا هو الحظ والنصيب. اتجعلون رزقكم يعني حظكم ونصيبكم والمقصود ان هؤلاء المشركين لما انزل الله عز وجل هذا المطر او انزل الله عز وجل القرآن عدم اختلاف بتفسير الاية جعلوا شكر رزقهم انهم كذبوا اما بان نسب هذه النعمة لغير الله عز وجل. والقول الصدق والحق ان تنسب الى الله جل وعلا. او جعلوا شكر الله عز وجل على نعمة انزال القرآن انهم كذبوا او جعلوا حظ او جعلوا حظهم ونصيبهم من هذه النعمة العظيمة هي التكذيب بهذا القرآن. وبئس الحظ والنصيب ان يكون اه نصيب الانسان وحظه من كتاب الله عز وجل انه يكذب به. وآآ على كل حال الذي يهمنا او الذي يختص بهذا الموضوع في باب ما جاء في الاستسقاء بالانوار هو هذا المعنى الذي ذكرت وهو ان نسبة النجوم او نسبة المطر الى النجوم والانواع نسبة كاذبة سماها الله عز وجل كذبا. فهذا الاعتقاد الذي يعتقد الان من بعض الناس. وان هذه الامطار انما تنزل بسبب ان النجم الفلاني قد طلع او ان النجم الفلاني قد غرق ان هذا امر توهي باطل لا حقيقة قد مر معنا في ما مضى قوله صلى الله عليه وسلم ولا نوء فنفى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاعتقاد الذي كان منتشرا في الجاهلية والذي ايظا يقع في اه هذه الامة يعني من بعض اهل اه هذه او من بعض امة محمد صلى الله عليه وسلم وسيبقى هذا الامر كما اخبر عليه الصلاة والسلام لعل في هذا القدر كفاية والله اعلم وصلى الله على محمد واله وصحبه