استعملوه. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين. قال الامام قال الامام المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله الحمد لله رب العالمين. اللهم صلي على نبينا محمد. واله وصحبه. اما بعد انتقل المؤلف رحمه الله في هذا الباب وما بعده الى الكلام عن بعض العبادات القلبية وبيان ان الشرك فيها مناقض للتوحيد وبدر رحمه الله هذه العبادات للمحبة التي هي لب العبودية وروح الايمان هي المحركة لطاعة الله تبارك وتعالى. بل اصل العبادة هي المحبة فالعبد يأله الله جل وعلا فهو اله اي مألوه واله اله اله الهة اي خضع محبة وذلا وتعظيما. فالمحبة اذا هي الاصل وعنها نشأت سائر انواع العبوديات قلبية او بدنية والمحبة لا تحتاج الى تعريف لان من المعاني الكلية المدركة بالبداهة والمحبة في الجملة تنقسم الى قسمين. محبة مشتركة. ومحبة خاصة اما المحبة المشتركة فيمكن ان تقسم في الجملة الى ثلاثة اقسام والقسم الاول المحبة الطبيعية وذلك كحب الانسان مطعوما او مشروبا وما الى ذلك كان عليه الصلاة والسلام يحب الحلوى والعسل. وقال حبب الي من دنياكم الطيب والنساء والنوع الثاني محبة اشفاق واجلال محبة اشفاق فمحبة الوالد لولده ومحبة اجلال كمحبة الولد لوالده. والنوع الثالث محبة الف ومؤانسة وذلك كمحبة الاصدقاء والزملاء في عمل او في جوار وما شكل ذلك. وهذه المحبة تركه تعتورها الاحكام الثلاثة. الاستحباب والاباحة والتحريم. فهذه المحبة الاصل فيها انها مباحة شرط ذلك ان تكون مأذونا فيها وان لا تبلغ بالعبد الى ان تكون احب اليه من الله ورسوله او طاعة الله ورسوله فاذا ادت هذه المحبة الى عصيان الله ورسوله او كانت فيما لم يأذن الله عز وجل به كمحبة المعاصي فانها حينئذ تكون معصية لله جل وعلا واما اذا جعل الانسان هذه المحبوبات لاجل الله تبارك وتعالى كانت حينئذ مستحبة ويؤجر الانسان عليها لهذا من كمال الايمان كما سيأتي ان يحب الانسان محبوبه لله تبارك تعالى اذا هذه المحبة المشتركة الاصل فيها ان تكون مباحة اذا كانت باذنه ولا تبلغ الى ان تكون احب الى الانسان من الله ورسوله او سببا في معصية الله تبارك وتعالى. فاذا كانت لاجله مستحبة النوع الثاني المحبة الخاصة وهذه هي محبة العبودية. وضابطها انها المحبة التي تقتضي تمام الذل والخضوع وكمال الطاعة والتقديم على الغير. فهذه المحبة حق خالص لله جل وعلا. فمن صرف هذه المحبة لغير الله جل وعلا فقد اشرك به سبحانه وتعالى. هذا هو الذي قدمته قبل قليل بان هذا النوع هو لب العبودية وهو رح الايمان. وهو اعلى الاحسان ومن فقد هذه المحبة فانه لا ايمان له ولا البتة وهذه المحبة قد ظن فيها في من الناس من اولئك من نفى هذه المحبة طوائف من اهل البدع كالجهمية وبعض الاشاعرة نفوا ان يكونوا الله عز وجل محبوبا. وانما المحبة في زعمهم تتعلق بثوابه بجنته بنعمه وما الى ذلك. واول بهذه التأويلات المستكرهة كل النصوص التي جاء فيها التنصيص على ان الله عز وجل محبوب من عباده. فهؤلاء قد حرموا بضلالهم وبدعتهم واحترامهم بضلالهم وانحرافهم حرموا اعظم لذة يشعر بها المؤمن في الدنيا ويا لله العجب اي عبودية هذه؟ التي لا يحب فيها العبد معبودة بهذه المناسبة اشير الى ان الناس في هذا المقام على ثلاثة انحاء منهم من اثبت المحبة من طرفيها. وهم اهل السنة والجماعة والله اعلم عز وجل عند اهل السنة يحب ويحب فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. وهذا هو الحق الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وصنف من الناس من نفوا المحبة من طرفيها. فالله عندهم وتعالى عما يقولون لا يحب ولا يحب وهؤلاء هم الجهمية وبعض الاشاعرة والصنف الثالث من اثبت المحبة من طرف ونفاها من طرف اخر. فاثبت محبة العبد لا ونفى محبة الله جل وعلا. وهؤلاء هم كثير من الاشاعرة ولا شك ان هذا المذهب باطل وظلال وان كان المذهب الذي قبل اشد ضلالا وانخرافا. ومن الطوائف التي ظلت بمحبة الله تبارك وتعالى بعض ضمان الصوفية الذين ادعوا في المحبة دعاوى اخرجتهم الى رعونة تنافي العبودية فان منهم من زعى انه لمحبته لله جل وعلا فلا تضره الذنوب. او انه مهما فعل فانه غير متوعد بعقاب ولا شك ان هذا ضلال وانفراد وصنف ثالث طلوا من جهة الاشراك. وهؤلاء هم الذين بوب المؤلف رحمه الله بالاية التي تعنيهم او لا هم الذين اشركوا مع الله عز وجل في محبة العبودية وهؤلاء هم كل المشركون بالله هم كل المشركين بالله جل وعلا. فما اشركوا بالله سبحانه معبوداتهم الا لانهم احبوا هذه المعبودات كحب الله تبارك تعالى بل ربما احبوا معبوداتهم اكثر من حب الله جل وعلا. ولهذا عندهم او ولهذا امارات في حالهم. من ذلك ان احد هؤلاء يغار على معبوده ان تنتهك حرمته ويفزع لذلك اكثر مما يغضب لو انتهكت محارم الله جل وعلا. ومن ذلك انه يسهل عليه ان يحلف بالله عز وجل كاذبا ويشق عليه جدا ان يحلف بمعبوده الذي يتوجه له دون الله جل وعلا كاذبا فهذه دلائل وامارات على ان هذا المشرك يحب هذا المعبود اكثر من بالله جل وعلا وهؤلاء كما اسلفت هم المشركون قديما وحديثة كما ان طوائف ممن تعلقت قلوبهم آآ محبوبات من المخلوقين وقعوا في هذا الشرك وان لم تكن صورة الشرك ظاهرة. فكثير ممن ابتلي بالعشق و محبة الصور خرج الى حد الاشراك بالله تبارك وتعالى و تعلقت المحبة محبة التعبد بهذا المحبوب عنده لو تصفحت بفعل كثير من الشعراء لوجدت هذا النوع او ما يقرب منه لذلك قوله امرؤ القيس في معلقته المشهورة نبكي قال فاطم مهلا بعض التذلل وان كنت قد ازمعت صرني فاجملي اغرك مني ان حبك قاتلي وانك مهما تأمل القلب افعل صرف حبه كله الحب الذي يقتضي كمال الخضوع وتمام الطاعة لمحبوبه هذا فاضاع حظه من محبة الله تبارك تعالى وخرج الى الاشراك بالله عز وجل ولهذا نماذج كثيرة في حال هؤلاء والمقصود ان المؤلف رحمه الله بوب على هذا الباب هذه الاية وهي قول الله جل وعلا ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله. هؤلاء هم المشركون ومن الناس يعني المشركون. اتخذوا من دون الله اندادا شركاء. يحبونهم كحب الله باهل العلم بالتفسير في هذه الاية قولان. يحبونهم كحب الله يعني يحب المشركون اندادهم كما يحبون الله والقول الثاني يحبون اندادهم كما يحب المؤمنون الله والقول الاول اظهر فهؤلاء كانوا يحبون الله ولكنهم اشركوا مع الله عز وجل في هذه المحبة. ثم قال الله عز وجل بعد ذلك والذين امنوا اشد حبا لله. وهذه ايضا فيها قولان مترتبان على القولين السابقين والذين امنوا اشد حبا لله من محبة هؤلاء المشركين لله ومحبة اهل الايمان محبة خالصة واما محبة المشركين فانه قد دخلها الشرك. فذهب بحصة منها فكانت اضعف من محبة اهل الايمان. القول الثاني والذين امنوا اشد حبا لله من محبة المشركين لاندادهم. وهذا فيه بعد. فان والاية ومن الناس من يتخذوا من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. فاثبت اولا على التفسير الثاني ان محبة المشركين لامدادهم كمحبة الله. والكاف ها هنا تقتضي المساواة ثم قال بعد ذلك والذين امنوا اشد حبا لله من محبة المشركين لاندادهم فصار في هذا الجزء من الاية اثبات ان محبة المشركين اضعف من محبة المؤمنين لله وهذا يتناثر مع المعنى الاول ولذلك الصحيح هو التفسير الاول ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله يعني يحبون اندادهم كما يحبون الله عز وجل والذين امنوا اشد حبا لله من محبة هؤلاء المشركين لله كما اسلفت هذه المحبة حق خالص لله تبارك وتعالى فمن صرف لله لغير الله جل وعلا فقد وقع في الشرك الاكبر. وصار له نصيب من هذه الاية نعم قال رحمه الله تعالى وقوله قل ان كان اباؤكم وابناؤكم الى قوله احب اليكم من الله ورسوله الاية. هذه الاية اية محنة كما كان قول الله او كما كانت الاية الاخرى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله اية محنة هذه الاية نزلت في المسلمين الذين لم يهاجروا امروا بالهجرة فلم يهاجروا وآآ تعذروا في هذا بهذه الاسباب التي ذكرها الله جل وعلا الاباء والابناء والعشيرة والاخوان والمساكن والتجارة الى اخره. حجزتهم جعلتهم لا يهاجرون. فقدم غير طاعة الله عز وجل على طاعته تبارك وتعالى. فجاء هذا الوعيد من الله سبحانه فتربصوا حتى يأتي الله بامره. فمن كان صادقا في حب الله جل وعلا فانه يجب عليه ان يقدم محاب الله على محاب نفسه. وطاعة الله على ما تهواه نفسك. وعلى ما يمليه عليه هواه. فانه ان كان كذلك كانت محبته صادقة. ومن المعلوم لدى جميع العقلاء. ان المحبة الصادقة موافقة المحبوب وطاعته. فمن كان محبا وافق محبوبه فيما يحب. وابغض ما يبغض واطاعه فيما يأمره به. وهذا معلوم عند الناس كافة ان المحب لمن يحب مطيعه ومن لو نهاني من حبه عن عن الماء عطشانا لم اشرب لو امره محبوبه وهو عطشان الا يشرب لم يشرب قالت لطيفي خيال زارني ومضى بالله صف ولا تنقص ولا تزدي فقال خلفته لو مات من ظمأ قلت قف عن ورود الماء لم يردني. هذا الذي يعرفه الناس كافة في شأن المحبة. ان يكون المحب مطيعا لمحبوبه. فالصادق في محبة الله تبارك وتعالى دليل ذلك هو ان يكون مقدما طاعة الله عز وجل على ما تهواه نفسه وعلى ما فيه عليه اهواءه. فمن كان كذلك كان صادقا في محبة الله تبارك وتعالى. ولا شك ان عندنا امرين عندنا وسيلة وعندنا هدف لا شك ان محبة الله عز وجل في ذاتها هدف وغاية ولكنها بنظر اخر وسيلة لهدف او لغاية عظيمة وهو او وهي ان يحبك الله تبارك وتعالى فلن تنال محبة الله سبحانه وتعالى لك الا بان تحبه فمعنى المحبة؟ فليس الشأن كما قال اهل العلم ان تحب انما الشأن ان تحب. فاذا احبك الله تمت سعادته وكمل فوزك وحصل لك الخير الذي لا شر ولا معه والله عز وجل انما يحب العبد اذا كان محبا له محبة صادقة قد علمنا ان المحبة الصادقة هي التي تقتضي الطاعة تقتضي موافقة المحبوب. قال الله عز وجل في الحديث القدسي ولا يزال وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. صدقت المحبة لله جل وعلا. فانبعثت الجوارح وانبعث القلب بالطاعة. فحصل حينئذ محبة الله جل وعلا للعبد. فهذا الذي ينبغي ان يشمر الصادقون في حبهم لله عز وجل اليه. وهو انهم يبذلون غاية جهدهم في سبيل ما يحب سبحانه وتعالى وطاعته جل وعلا. نعم. قال رحمه الله تعالى وعن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين اخرجاه. هذا الحديث حديث انس فيه بيان ان كمال الايمان الواجب لا يحصل الا بان رسول الله صلى الله عليه وسلم احب الى الانسان من ولده ووالده والناس اجمعين بل لا تتم هذه الدرجة الواجبة من الامام الا بان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم احب الى الانسان من نفسه التي بين جنبيه. ويدل على هذا ما ثبت في الصحيح حينما قال عبد الله بن هشام رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم ممسكا بيد عمر فقال له عمر يا رسول الله والله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي فقال والذي نفسي بيده حتى اكون احب اليك من نفسك. فقال لانت الان والله يا رسول الله احب الي من نفسي قال الان يا عمر وهذا منصوص عليه في الحديث حديث انس الذي معنا فان قوله صلى الله عليه وسلم الناس اجمعين فيه عموم من جهتين. لقوله الناس فهل هنا للاستغراق وفيه تأكيد اجمعين والانسان نفسه الداخل في عموم ذلك المقصود انه لا يكون الايمان الواجب الا بمحبة هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام محبة تفوق سائر المحبوبات خلا محبة الله جل وعلا ونبينا صلى الله عليه وسلم لا شك ان بمحبته اسباب كثيرة منها ان الله عز وجل يحبه واذا كان الله يحبه بل الله عز وجل قد اتخذه خليلا والخلة مرتبة ارفع من اصل المحبة. اعلى درجات المحبة. و اذا كان الله يحبه ونحن نحب الله عز وجل اذا فنحن نحب ما يحب. كما اننا نحبه صلى الله عليه وسلم ثانيا طاعة لله عز وجل. لان الله امرنا بحبه. كما اننا نحبه ثالثا لانه قد احسن الينا اعظم الاحسان فان الله عز وجل قد انقذنا به صلى الله عليه وسلم من الضلالة الى الهداية. لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم ايات ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبلنا في ضلال مبين. كما اننا نحبه صلى الله عليه وسلم رابعا لان النبي عليه الصلاة والسلام حصل له الكمال البشري في خلقه وفي خلقه وفي شمائله وسجاياه عليه الصلاة والسلام ومن المعلوم ان النفوس مجبولة على حب الكمال فلهذه الاسباب وغيرها يجب على كل مسلم ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم ليس محبوبا له فقط بل يجب ان يكون له في نفسه محبة تفوق سائر المحبوبات الا الله سبحانه وتعالى ولهذه المحبة امارات وعلامات من ذلك الشوق الى رؤيته عليه الصلاة والسلام ففي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من اشد الناس حبا لي قوم ما رأوني ودوا لو رأوني باهلهم ومالهم. ومن علامات محبته صلى الله عليه وسلم ان يكون الانسان مسارعا الى طاعة النبي صلى الله عليه وسلم ذا حرص شديد ودقة في اتباعه عليه الصلاة والسلام. ومن امارات عليه الصلاة والسلام التسليم التام لسنته صلى الله عليه وسلم وعدم معارضتها بعقل او عادة او ذوق او مذهب ومن علامات محبته صلى الله عليه وسلم الاكتفاء بسنته. وعدم الزيادة عليها وعدم الاحداث في دين الله تبارك وتعالى. ومن امارات محبته وعلاماته وعلاماتها الذود عن سنته والدفاع عن عرضه عليه الصلاة والسلام ومن علامات محبته صلى الله عليه وسلم ايضا نشر سنته والدعوة اليها وحث الناس على اقتفاء هذه السنة الشريفة عنه صلى الله عليه وسلم ومن اماراتي وعلامات محبته عليه الصلاة والسلام الاكثار من الصلاة والسلام عليه عليه الصلاة الصلاة والسلام اذ من المعلوم ان من احب شيئا اكثر من ذكره وهنا لطيفة تتعلق بايراد المؤلف رحمه الله لهذا الحديث في هذا الباب. فان هذا الحديث يتعلق بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والباب على محبة الله جل وعلا. واللطيفة هنا من جهتين اولا لكون محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرعا عن محبة الله جل وعلا وامر اخر وهو انه اذا كان مما يجب على المسلم ان يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة تفوق محبة الولد والوالد والاهل عسيرة والنفس فكيف بمحبة الله جل وعلا؟ لا شك انها يجب ان تكون عند المسلم اعظم من ذلك واعظم. والله عز وجل اعلم. نعم. قال رحمه الله تعالى وله ما عنه رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار. وفي رواية لا يجد احد حلاوة الايمان حتى الى اخره. نعم هذا الحديث ايضا مخرج في الصحيحين. وهذه الرواية الاخيرة لا يجد هي عند البخاري رحمه الله و هذه الرواية ابلغوا في نفي وجدان هذه الحلاوة بفقد هذه الامور الثلاثة. من جهة ان النفي في هذه الرواية هو بالمنطوق. وفي الرواية الاولى بالمفهوم ودلالة المنطوق اقوى من دلالة المفهوم. المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن ثلاثة خصال ثلاث اي ثلاث خصال من حصل هذه الخصال بهن يعني بسببهن حلاوة الايمان. وحلاوة الايمان حلاوة حقيقية لا كما يقول بعضهم انها مجاز. بل هي حلاوة حقيقية. ولكن لا يشعر بها كل احد انما يشعر بها من وصل اليها فللقلب حلاوة يحس بها كما ان للسان حلاوة يحس بها هذه حلاوة للايمان يجدها من حصل هذه قال الثلاث الخصلة الاولى ان يكون الله ورسوله احب اليه مما ما سواهما وهذا قد مضى قد مضى التنبيه عليه وان من واجبات الايمان المؤكدة ان تكون محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم اعظم عند العبد من كل بمحبوب على الاطلاق. وعلامة ذلك هو ان يقدم الانسان طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم على هوى النفس. ومتى كان عند الانسان تقصير في ذلك؟ فهذا دليل على نقص المحبة لو كان الحب كاملا فان الانسان لا يمكن ان يقع في تقديمي ما تهواه نفسه من المعاصي والسيئات على طاعة الله جل وعلا. او وان يقصر في اداء ما اوجب الله جل وعلا عليه. هذا كله ثمرة من ثمرات ضعف هذه المحبة ولاحظ معي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احب اليه مما سواهما فاتى هنا بافعل التفضيل. وهذا دليل على ان محبة الانسان للاشياء التي اذن الله عز وجل بمحبتها ليست مذمومة فثمة اشياء يحبها المؤمن لكن لا يجوز ان تكون هذه المحبوبات اعظم في نفسه من محبة الله تبارك وتعالى. الواجب ان تكون محبة الله ورسوله اعظم قال احب اليه مما سواهما الخصلة الثانية ان يحب المرء لا يحبه الا لله قال اهل العلم كشيخ الاسلام رحمه الله ان تمام المحبة يكون بتكميلها ودفع ضدها. تكميم المحبة ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما تفريعها ان يفرع على هذه المحبة محبة ما يحب الله عز وجل فالله عز وجل يحب الانبياء ويحب الصالحين الله يحب المؤمنين يحب المتقين يحب التوابين والمتطهرين من تمام محبة الله جل وعلا ان يحب الانسان لاجل الله تبارك وتعالى. هذا هو تفريع هذه المحبة. ان يحب المرء لا يحب الا لله. فهذه المحبة التي هي في الله ولله ولاجل الله عبادة عظيمة ودليل على كمال محبة الله عز وجل في النفس. و ثمرة هذه المحبة لا شك انها شيء عظيم. في مسلم يقول الله عز وجل يوم القيامة اين المتحابون في جلالي؟ اليوم اظلهم في ظلي يوم لا ظل الا ظلي محبة الله تبارك وتعالى او المحبة في الله تبارك وتعالى شأنها عظيم. ولا يخفاكم حديث السبع الذين يظلهم الله في ظله ومنهم رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه. فشأن احبتي في الله عز وجل شأن عظيم. والخصلة الثالثة ان يكره ان يعود في الكفر بعد انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار. وهذا هو الامر الثالث دفع الضد. فان الصادقة في حبي ربنا جل وعلا يبغض اشد البغض ما يبغض الله الله سبحانه وتعالى والله عز وجل يبغض الكفر ويبغض اهل الكفر. الصادق في حب يبغض ما يبغض. وهذا الذي وصل الى هذه المرحلة عنده ان يلقى في النار اهون بل احب اليه من ان يكون كافرا بالله جل وعلا وقد انقذه الله من الكفر هذا القدر من الحديث يدل على البراء من الكفار ووجوب بغضهم لان من ابغض خصلة ابغض المتصف بها. فاذا كان هذا الانسان يبغض الكفر ويكره الكفر من لوازم ذلك ان يكره من اتصف بهذه الخصلة البشعة وهي الكفر بالله تبارك وتعالى. فكان في هذا اثباتا عبودية البغض في الله تبارك وتعالى. وعليه. فمن حقق هذين الامرين المحبة في الله والبغض في الله فانه قد بلغ غاية عظيمة في الايمان وفي سنن ابي داوود يقول عليه الصلاة والسلام من احب في الله وابغض في الله واعطى لله ومنعا لله قد استكمل الايمان هذا النوع من العبودية من دلائل حب الله تبارك وتعالى من دلائل صدق العبودية وما الدين الا الحب والبغض والولا كذاك البرا من كل غاو ومعتدي. نعم قال رحمه الله تعالى عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال من احب في الله وابغضه في الله ولا في الله في الله فانما تنال ولاية الله بذلك. ولن يجد عبد طعم الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على امر الدنيا وذلك لا يجدي على اهله شيئا. رواه ابن جرير هذا الاثر جميل الالفاظ جزل المعاني على ضعفه في غير ان المعنى الذي اشتمل عليه صحيح لا شك فيه ويشهد له ما سبق والكلام فيه كالكلام فيما مضى فهو يؤكد رضي الله على اهمية ان تكون محبة الانسان في الله وبغضه في الله وان هذا سبب لنيل ولاية الله. ولاية الله عز وجل محبته وتأييده وتعالى ثم اشار رحمه الله الى انه يكثر في الخلق ان تكون المحبة بينهم ليست لله وانما في الدنيا ولاجل الدنيا وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على امر الدنيا وذلك لا يجدي على اهله شيئا بل هذا سبب من اسباب الضرر على الانسان. والله عز وجل يقول الاخلاء يوم واذن بعضهم لبعض العدو الا المتقين. واذا كان ابن عباس رضي الله عنهما ان صح هذا عنه يذكر هذا في وقته فكيف في هذا الزمان المتأخر لا شك ان الامر قد عظم وفحش اكثر واكثر. فاكثر محاب واكثر الصدقات والعلاقات مع الاسف الشديد انما بنيت لاجل اهل المصالح الدنيوية بل ربما بنيت على معصية الله تبارك وتعالى والاجتماع على ما يبغض تبارك وتعالى ولا شك ان هذا ضرره اكثر من نفعه فعلى اهل المحبة لله جل وعلا ان يتنبهوا لهذا الامر وان يصدقوا في حبهم لله تبارك وتعالى ومن صدقهم في محبة الله جل وعلا ان يطوعوا للخلق لاجل ان تكون لاجله جل وعلا. فهذا هو الذي ينفع الانسان عند الله تبارك وتعالى نعم. قال رحمه الله وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وتقطعت بهم الاسباب قال المودة المودة هي التي فسر بها رضي الله عنه الاسباب التي تقطعت عن المشركين يوم القيامة تقطعت بهم الاسباب. وهذه المودة هي المودة او المودة في معصية الله سبحانه وتعالى. فكلا هاتين المودتين سوف تتقطع وتضمحل يوم القيامة ولن تجدي على اصحاب بها شيئا فان محبة العابدين لمعبوديهم وهي المحبة الشركية ستتقطع وتضمحل يوم القيامة. كذلك المحبة في معصية الله جل وعلا. التي جمعت بين المتحابين على غير هدى تتقطع ولن تكون هناك صلة بينهم بل ستنقلب عداوة الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين. اسأل الله عز وجل ان يمن علينا بحبه وبحب من يحبه وبحب العمل الذي يقربنا الى حبه وصلى الله وسلم وبارك لعبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان