بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين. قال شيخ الاسلام امام الدعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب ما جاء الرياء الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن سار على نهجه ومنواله اما بعد فيقول الشيخ رحمه الله باب ما جاء في الرياء الرياء مصدر رأى يرائي رياء وامرأة. وهو في الاصطلاح ان يعمل العامل العبادة التي امر الله بفعلها له لغيره او هو ان يقصد العامل بعبادته غير وجه الله سبحانه وتعالى وتوضيح ذلك ان المرائي هو الذي يظهر عمله بقصد ان يراه الناس فيمدحوه ويثنوا عليه ويعظم في اعينهم. وقد تظاهرت ادلة الكتاب والسنة على تقبيح الرياء وبيان عظيم خطره وضرره على العابد فقد جاء في النصوص وصفه بانه الشرك الاصغر وانه الشرك الخفي وانه شرك السرائر وهذا مؤذن بانه غاية في الخطر والضرر. وهذا مما لا يشك فيه مسلم فان الرياء من اعظم غوائل النفوس ومن اعظم الامراض الباطنة التي يعسر التخلص منها وذلك ان الداعي اليه قوي في النفوس فان في النفوس شهوة خفية هي حب المدح والرئاسة فلاجل هذا تميل النفوس الى ان تظهر المحاسن وتظهر الصالح من العمل حتى تمدح وحتى تكون المكانة والرئاسة والتعظيم عند الاخرين. ولذلك هذه البلية العظيمة تعرض للعلماء ولطلاب العلم وللعباد والمشمرين وما اعز من يتخلص منها فهي من اشد الاشياء على الصالحين. ويكفي في بيان قبح الرياء ان جميع النصوص التي ذمت الشرك كان لها او كان ياء قسط منها اذ ان النبي عليه الصلاة والسلام قد سمى الرياء شركا وهو الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام. ويكفي الرياء ايضا خطورة وذما قول اول من تسعر بهم النار يوم القيامة عياذا بالله هم المراءون هذا مجاهد وهذا متعلم وهذا متصدق. اعمال صالحة. هي من اشرف الاعمال او اشرفها ومع ذلك اصحابها كانوا اول من تسعر بهم النار كما بذلك عليه الصلاة والسلام في الحديث المخرج عند مسلم ودل هذا على ان الرياء شأنه عظيم جد عظيم. والنصوص المتكاثرة قد دلت على ان الاخلاص شرط قبول العمل مع المتابعة بحصول طرف من انت في هذا الشرط ترد الاعمال على صاحبها ولا ينتفع منها بشيء ويا ليت ان الامر يقف عند هذا الحد بل انه اثم ومتعرض للعقوبة عياذا بالله. ولاجل هذا قال بعض اهل العلم قل لمن لا يخلص لا يتعب قل لمن لا يخلص لا يتعب لما؟ لان اعماله له هباء فعقد المؤلف رحمه الله هذا الباب فيه التنبيه والتخدير على هذا او للتنبيه عن هذا الخطر العظيم الذي يعصف باعمال المسلم ويجعلها هباء والله المستعان الذي نتحدث عنه انما هو الرياء الاصغر فان الرياء منه اكبر ومنه اصغر. اما الرياء الاكبر فانه رياء المنافقين. وهو الذي يقع في اصل الدين. وفي فروعه. قال الله جل وعلا ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم. واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا. فهذا ولا شك رياء اكبر حكمه حكم الشرك الاكبر. واما الذي نتحدث عنه وهو الذي عقد المؤلف رحمه الله الكلام عنه فهو الرياء الاصغر وهو الذي يقع من المسلم في بعض الطاعات يقصد بها وجه الله عز عز وجل والمدحة من الناس. ولاجل هذا كان بعض اهل العلم اكثر دقة في التعبير عنه. فابن القيم رحمه الله فانه كان اذا خص هذا النوع بالكلام يقول كيسير الرياء اما الرياء الكامل فذاك شرك اكبر وهو رياء المنافقين كما سبق. وآآ يتعلق لموضوع الرياء مسألة هبوط العمل الذي صاحبه وهذا سنتكلم عنه ان شاء الله. في الحديث الذي سيأتينا بعد الاية الاولى نعم قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الى اله واحد. هذه الاية العظيمة يأمر فيها ربنا جل وعلا نبيه عليه الصلاة والسلام ان يقول انما هو بشر لا فرق بينه وبين الناس من هذه الجهة هو بشر مثل الناس. بشر مثلكم. ليس له من الالهية شيء. وليس له من الربوبية شيء غير ان الفرق بينه وبين سائر سوى الانبياء كونه يوحى اليه. فهو نبي ورسول كريم عليه عليه الصلاة والسلام فليس له عليه الصلاة والسلام شيء من التدبير وليس له عليه الصلاة والسلام شيء من الخلق انما هو بشر عليه الصلاة والسلام غير انه يوحى اليه. ثم قال فمن كان يرجو لقاء ربه لقاء الله عز وجل فسره طوائف من السلف والخلف بانه رؤية الله الله جل وعلا ويتضمن هذا الامر نعيما عظيما وحلول رضوان الله جل وعلا. والله جل وعلا قد تواترت النصوص لانه يرى في موضعين في عرصات القيامة وفي الجنة نسأل الله ان لا رؤيته فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. هذا وش؟ هذا هو الشاهد الذي من اجله اورد الشيخ رحمه الله هذه الاية في هذا الباب. فمن كان يرجو لقاء ربه يجتنب الشرك كله. ومن ذلك الرياء. ولهذا فسر سعيد ابن جبير رحمه الله قوله سبحانه ولا يشرك بعبادة ربه احدا قال لا يرى بعبادة ربه احدا. و لا ان هذا هو العمل النافع. هو العمل الذي ينتفع به صاحبه ان يكون عملا صالحا لا يشرك به مع الله جل وعلا احدا. فهو عمل صالح قد اتبعت فيه السنة وخلص من الرياء والشرك كله والعمل الصالح اذا والمقيد بالسنة الخالص من الرياء هذا هو الذي ينفع وضده هباء لا نفع فيه فوائد قوله سبحانه احد الرد على القبوريين الذين يثيرون الشبهة من المعاصرين ومن تقدمهم من ان الدعاء والاستغاثة ونحوها من العبادات انما كانت شركا وكفرا من المشركين الاولين لكونها قد توجه بها الى الاصنام وهذا باطل لان الله عز وجل نفى عاما هذا الشرك في قوله احد فاحد نكرة في سياق النهي فتعم كل الاشياء. لا يشرك مع الله جل وعلا لا نبيا ولا ملكا ولا صنما ولا شجرة ولا اي شيء على الاطلاق فليس الشرك مخصوصا بعبادة الاصنام انما كل ما توجه العبد اليه بالعبادة داخل في هذا النهي. ولا يشرك بعبادة ربه احدا ولاحظ ايضا نكتة لطيفة في هذه الاية وهي ان الله جل وعلا قال ولا يشرك بعبادة ربه وهذا من جملة الادلة التي تدل على ان توحيد الربوبية دليل على توحيد الالوهية. فبما انه ربك اذا هو المستحق للعبادة لا شريك له. فهي في هذا نظيرة الاية الاخرى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم. فلما كان هو الرب جل وعلا وجب ان يكون هو المألوه وحده سبحانه وتعالى والخلاصة ان هذه الاية دليل على النهي عن الرياء وفيها بيان ان الرياء من الشرك فيجب ان يحذر ويجب ان يجتنب؟ نعم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه. رواه مسلم حديث ابي هريرة هذا حديث قدسي. والحديث القدسي لفظه ومعناه من الله جل وعلا. فهو من هذه الجهة لا فرق بينه وبين القرآن وكما ان القرآن لفظه ومعناه من الله جل وعلا فكذلك الحديث القدسي الذي يرويه نبينا صلى الله عليه وسلم عن ربه لفظه ومعناه من الله جل وعلا وانما الفرق بين الحديث القدسي والقرآن من اوجه اخرى من ذلك ان الحديث القدسي تجوز روايته بالمعنى بخلاف القرآن ايضا من جهة الاعجاز والتحدي فالله عز وجل قد تحدى الناس جميعا ان يأتوا بمثل هذا القرآن. او بشيء من وهذا لم يقع في الاحاديث القدسية. ايضا من جهة التعبد فالقرآن متعبد بتلاوته وليس هذا للحديث القدسي. ايضا من حيث الاجر القرآن فيه من الاجر على تلاوته ما ليس للحديث القدسي والمقصود ان النبي عليه الصلاة والسلام يروي عن ربه جل وعلا هذا الحديث العظيم انا اغنى الشركاء عن الشرك. الله عز وجل لكماله المطلق وغناه التام لا يقبل عملا فيه شركة بينه وبين غيره. الله عز وجل لا يقبله ولا يثيب عليه وهذا لكماله وتمام غناه سبحانه وتعالى. قال انا اغنى الشركاء عن الشرك استعمال افعال التفضيل ها هنا لا يلزم منها ان يكون في الشركاء خير. لان افعل التفضيل قد تستعمل وليس ثمة قدر مشترك يقارن فيه بين طرفين كقول الله جل وعلا االله خير؟ اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وليس في حال اهل الشرك خير في النار عياذا بالله. الله عز وجل له الغنى المطلق سبحانه وتعالى ومن اسمائه الغني. انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا يعني مما يتعبد به اشرك فيه معي غيري ايا كان متى كان مقصودا ومتوجها اليه ولو لم يكن على سبيل الاستقرار وانما على سبيل المشاركة بينه وبين الله فان الله عز وجل قد بين جزاء ذلك قال تركته وشركه. ويتضمن هذا انه سبحانه لا يثيب على هذا العمل. بل يكون خابطا وهذه القضية اعني كون سبب لهبوط العمل قضية مجمع عليها في الجملة واما من حيث التفصيل فان للرياء مع العمل احوال الحالة الاولى ان يكون رياء محضا بمعنى لا تعلق للعامل ولا قصد له لله جل وعلا ولا ارادة له للدار الاخرة البتة. وانما هو قاصد مراعاة الناس وطالب جليل المنزلة وحسن الثناء عندهم فهذا لا يشق مسلم انه عمل حابط وهل يتصور وقوعه من مسلم؟ يرى ابن رجب رحمه الله ان هذا النوع قد يقع في بعض الاعمال الظاهرة كالحج والصدقة ولا يتصور من المسلم بنحو الصيام والصلاة. وعلى كل حال هذا النوع في غاية الخطر على صاحبه. وهو ولا شك ذريعة لوقوع الرياء الاكبر والنفاق الاكبر. الحالة الثانية ان يشارك الرياء القصد الاخروي في اصل العمل. بمعنى انه يقوم حين ادائه وقد نوى النية الحسنة وقصد وجه الله عز وجل والدار الاخرة ومع ذلك قصد رياء الناس فهو اراد الامرين معا في اصل العمل ومثل هذا النوع قد اجمع السلف على انه عمل حابط. قال ابن رجب ولا اعلم عن السلف في هذا خلافا وقال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله في الاختيارات ولا ثواب على عمل مشوب اجماعا وان كان عن بعض المتأخرين في هذا خلاف لكنه خلاف محجوج بالاجماع قبله. مردود بالنصوص التي دلت على ان وقوع الرياء في العمل مؤذن برده وحبوطه ويدل على هذا هذا الحديث الذي بين ايدينا من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه. وجاء عند احمد وابن ماجه رواية لهذا الحديث فانا منه وهو للذي عمل فدل هذا على ان هذا العمل حابط. ويدل عليه ايضا ما جاء عند المسائي بسند جيد كما يقول ابن رجب ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال ارأيت رجلا يريد الجهاد ارأيت لرجلا يجاهد يريد الاجر والذكرى. هذا رجل قد اشترك في اصل العمل ارادة وجه الله والرياء يريد الذكر يريد ان يمدح فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا شيء له. اذا ثوابه حابط. وكرر السائل السؤال ثلاث مرات وكرر عليه الصلاة والسلام الجواب مثل ذلك. ثم قال فارقة بينما يقبل وما لا يقبل. قال ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه. قاعدة مطردة حاكمة على سائر الاعمال. ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه. يدل على هذا ايضا سائر النصوص. التي دلت على ان الاخلاص شرط قبول العمل. فالرياء والاخلاص ظدان لا يجتمعان فمتى ما كان رياء لم يكن اخلاص. ولهذا قال بعض السلف واخرجه ابو نعيم في الحلية عن يوسف ابن اسباط رحمه الله قال ان الله لا يقبل من العمل ما كان فيه مثقال ذرة من رياء الحالة الثالثة ان يكون قصد العامل وجه الله. ثم اقرأ الرياء اثناء العمل وهذه الحالة لها صورتان الصورة الاولى ان يكون الذي طرأ خاطر ويذهب. فهذا لا يضره بغير خلاف. يعني ورد عليه وارد الرياء. فجاهد العامل نفسه فطرده. فهذا لا يضره بلا خلاف. الصورة الثانية ان يسترسل العامل يعني يستمر معه الرياء. كان يدخل الى الصلاة مخلصا وفي اثناء ذلك يتنبه الى ان شخصا ما ينظر اليه فيزين صلاته يطيلها ويظهر الخشوع فيها. ويجتهد في تطبيق السنة فيها. لاجل ان يرى ولاجل ان يمدح من هذا الذي ينظر اليه. من هذا الذي ينظر اليه. هذه الصورة اختلف اهل العلم فيها الى اقوال القول الاول ان العمل حاضر وقبل ان استرسل انبه الى ان تحرير محل النزاع انما هو في عمل يرتبط اوله باخره. كما بين ذلك ابن رجب كما عفوا بين ذلك ابن رحمه الله محل النزاع في هذه المسألة انما هو في عمل يرتبط اوله باخره. مثل الصيام والصلاة والحج وامثال ذلك. اما ما لا يرتبط اوله باخره كالتسبيح وقراءة القرآن وما شاكل ذلك فهذا لا يرد فيه الخلاف ان هو في لان هذه الصورة انما هي اعمال متلاحقة فما مضى على الاخلاص فهو مقبول. وما خالطه الرياء فمردود. يعني التسبيحات التي سبحها مقبولا. ومنذ ان دخل عليه الرياء فما بعد فهي تسبيحات هابطة اذا محل النزاع هو في عمل يرتبط اوله باخره. القول الاول ان العمل حابط لانه يرتبط اوله باخره. استدل اصحاب هذا القول بالادلة السابقة التي دلت على ان العمل لا يقبل الا اذا كان خالصا وابتغي به وجه الله عز وجل لا شريك له. القول الثاني ان العمل لا يحبط وانما ينقص الاجر وذلك ان اصله كان لله جل وعلا فلا النية الطارئة في بطلانه. القول الثالث هو ان هذا الانسان يثاب على القدر الذي اخلص فيه فحسب. واما بقية العمل فمردودة والذي يقرب في هذه المسألة والله اعلم هو القول الاول لان القاعدة النبوية واضحة. ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه. وعلى كل حال الامر في هذه المسألة مخوف جدا الحالة الرابعة هي الرياء الذي او هو او هي الرياء اللاحق بعد العمل وهذه الصورة او هذه الحالة يحتاج ان ينبه فيها الى ان ظهور العمل الذي اخلص فيه صاحبه بعد انقضائه له صورتان الاولى ان يظهر دون اظهار من صاحبه بمعنى لا يكون ظهوره للناس بعد انقظائه بسبب من صاحبه. انما او لاخر علم الناس ان فلانا قد عمل كذا وكذا من العمل الصالح. ولا يكون منه اه قصد او حركة لذلك. فيمدح ويثنى عليه وهذه الصورة ان فرح صاحبها واستبشر بفضل الله جل وعلا عليه ولان الله سبحانه وتعالى قد اظهر الحسن من عمله عن الناس قبيحة ويرجو ان يكون الامر كذلك في الاخرة فمثل هذا لا بأس به بل قد سمى النبي صلى الله عليه وسلم او قد وصف ذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسلم لانه عاجل بشرى المسلم. اما الصورة الثانية فهي ان يظهر العامل عمله الذي مضى وانقضى على الاخلاص وهذا ايضا له صورتان. الاولى ان يكون مراده ان يقتدى به وان كسى به فيخبر انه فعل كذا وكذا قصده ونيته والله عز وجل وحده العالم بذلك هو ان السامعين يقتدون به. ومثل هذا اصل حسن ولا بأس به وصاحبه مأجور وان كان المقام مقاما مخوفا ايضا فما اكثر ما يظن العامر انه انما اراد حث الاخرين. واذا تتقلب شعرة او لم يشعر. والنية سريعة التقلب. فعلى الانسان ان يوغل في هذه المسألة برفق والا يتوسع فيها. الصورة الثانية ان يظهر العامل عمله الذي مضى وانقضى رغبة في ان يعظم في اعينهم. وان يقوموا بخدمته. وان يصدر في جالس وما شاكل ذلك. هذه الصورة سماها او اطلق عليها بعض اهل العلم آآ اطلقوا عليها انها رياء. ووسطها طائفة اخرى بانها من التسميع او السمعة ولا تسمى رياء وهذا بحث اه اه دقيق وهو الفرق بين الرياء والسمعة. طائفة من اهل العلم ترى ان الرياء والسمعة بمعنى واحد ولكن الرياء متعلق بما يرى والسمعة متعلقة بما يسمع حينما يصلي لاجل ان يرى هذا رياء. واذا تلا القرآن او خطب او درس او ذكر الذكر المشروع فهذا مسموع وهذه سمعة. فطائفة اخرى وعلى هذا اكثر من وقفت على كلامه من اهل العلم ولعله الاقرب ان الرياء هو المقارن للعمل واما السمعة فما كانت لاحقة بعد انقضائه. يظهر يظهر لسان الخفي من عمله لاجل ان يمدح ويثنى عليه ولعل هذا هو المقصود بقوله عليه الصلاة والسلام فيما خرجه مسلم من راء راء الله به ومن سمع سمع الله به وايظا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث انس عند ابن حبان تعوذ النبي عليه الصلاة والسلام من الرياء والسمعة. والمقصود ان هذه السورة سواء سميت رياء او سمعة قد اختلف اهل العلم فيها هل هي مؤثرة في هبوط العمل ام لا؟ فذهبت طائفة من اهل العلم الى ان ذلك ليس بمحبط للعمل لكنه معصية. وذهبت طائفة الى ان فهذا محبط للعمل وطائفة قالت ان هذا الموضع مخوف واحتمال قبوط العمل بذلك وارد. والذي يظهر والله اعلم ان الرياء والسمعة ليس بينهما كبير فرق اذ انهما يشتركان في جعل العمل الصالح وسيلة لاقتناص الدنيا ولحصول المنزلة والجاه في نفوس الناس. ويدل على ان اقرب الله اعلم هبوط العمل ان النبي عليه الصلاة والسلام توعد الذي يسمع بان يسمع به يوم القيامة كما ذكر الشراح يعني يشهره الله جل وعلا قبيح عمله على رؤوس الاشهاد. ومثل هذا يبعد ان يقال انه يثاب على العمل الذي توعد عليه بهذا يسمع به يوم القيامة ويشهر ومع ذلك يثاب هذا من ما يبعد القول به والله جل وعلا اعلم. هذا الذي يتحصل ويتلخص في مسألة هبوط الاعمال بسبب الرياء والله عز وجل اعلم. نعم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعة. الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا بلى. قال الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل. رواه احمد. حديث ابي سعيد هذا وهو حديث حسن جيد فيه بيان خطر الرياء وانه امر مخوف جدا. حتى انه عليه الصلاة والسلام خافه على كمل اهل الايمان وهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكيف يكون حالهم من بعدهم بل كيف يكون حال الناس في هذه الازمنة المتأخرة؟ لا شك انه شيء غاية الخوف وفي هذا عبرة للمسلم وعظة ان يخاف ويحذر من فصول الرياء فان الرياء كما قال بعض السلف قال الرياء اقرب ما يكون ممن هو امن منه. يعني من يأمن هو اقرب الناس اليه. والذي يخاف منه ويحذره. حري ان ينجو منه. اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بان الرياء هو الشرك الخفي وكما سبق سماه عليه الصلاة والسلام كما في حديث محمود ابن لبيب سماه شرك السرائر. وسماه ايضا في حديث محمود بن لبيب. الشرك الاصغر وكذلك جاء عن شداد ابن اوس باسناد ثابت قال كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الاصغر. فكونه يوصف بهذه الاوصاف بانه شرك وانه الشرك الاصغر وانه شرك السرائر. دليل على عظيم خطره سماه النبي صلى الله عليه وسلم الشرك الخفي نظرا لخفائه. فهو غير ظاهر. وانما هو امر لا يطلع عليه الا الله جل وعلا. وهو ايضا قد يخفى على صاحبه بمعنى ان الرياء لدقة مسالكه ووعورة طرائقه قد يخفى على من هو واقع فيه. ولذلك لا يتنبه له ولا يتنقب لدقائقه الا الصديقون كما يقول اهل العلم. فهو في غاية الخفاء والداعي اليه شديد وعظيم. قال عليه الصلاة والسلام الا اخبركم بما هو اخوف اه عليكم عندي من المسيح الدجال المسيح الدجال مسيح الضلالة الذي ما خلق الله خلقا اكبر منه منذ خلق ادم والى قيام الساعة كما جاء في صحيح مسلم عنه عليه الصلاة والسلام اعظم فتنة على الاطلاق في هذه الدنيا فتنة المسيح الدجال اعاذنا الله واياكم منها قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه استعاذ وانه علم امته وامرهم بالاستعاذة من فتنته في الصلاة في اخرها. نظرا لخطورة الامر في فتنته والمسيح سمي مسيحيا اما لانه يمسح الارض في اربعين يوما وان لان عينه اليمنى ممسوحة وهذا اقرب. انه جاءت رواية عند مسلم قال عليه الصلاة والسلام من العين ودجال لانه عظيم الدجل وهو الكذب والتلبيس هذه الفتنة العظيمة وهذا الامر المخوف جدا الرياء اخوف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصحابة منه الا وهو الشرك الخفي الرياء. ومثل له عليه الصلاة والسلام بهذا المثال وهو ان يقوم المصلي فيصلي فيزين صلاته. يحسنها ويطيلها ويتخشع فيها لما يرى من نظر رجل اليه. فعلى الانسان بل على المسلم الصادق ان يحذر هذا الامر وان يخافه وان يفتش في نفسه لعله ان يكون قد وقع في بحار منه وهو لا اسأل الله عز وجل ان يعيذني واياكم من الشرك كله كبيره وصغيره وجليله ودقيقه ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد