بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين. قال شيخ الاسلام امام الدعوة محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا الحمد لله رب العالمين. اللهم صلي على نبينا محمد وسلم تسليما كثيرا. وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الشيخ رحمه الله باب من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا من الشرك يعني من ابعاد الشرك ومن انواعه وهو على وجه الدقة نوع من انواع الشرك الاصغر ارادة الانسان وارادة الانسان بعمله الدنيا يعني بعمله الاخروي. الاعمال الصالحة التي انما بها وجه الله يعملها هذا العامل لاجل الحصول على شيء من الدنيا وبهذا يظهر الفرق بين هذا الباب وما قبله. فان ارادة الانسان بعمله الدنيا بان يقصد العامل في قيامه بي حسنة من الحسنات عرضا من اعراض الدنيا واما المرائي فانه لا يلتفت الى تحصيل شيء من الدنيا وانما قصده متوجه الى حصول الثناء والتعظيم من الخلق. الاول لا التفات له الى هذا. لا امدحه الناس او ذموه؟ وانما هو يريد نيل شيء دنيوي. فهذا الفرق بين هذا الباب وما قبله وان كان يعني الرياء وارادة اللسان بعمله الدنيا يشتركان في كونهما من موارد الشرك الاصغر وفي كونهما من اسباب الحبوب والخسران نعوذ بالله من الخسران وارادة الانسان بعمله الدنيا لها احوال ويمكن ان في حالين يتفرع عنها او يتفرع عنهما صور. الحالة الاولى ان تتمحض ارادة العامل للدنيا. فليس له التفات ولا همة الى الله والدار الاخرة. لا يقصد رضا الله عز وجل ولا ما اعده الله للمؤمنين. وهذا مما لا يشك مسلم انه حاضر وهو ايضا مما يبعد صدوره من المسلم. ان يؤدي عبادة من العبادات صلاة او صياما او حجا وهنا يريد ولا يرغب البتة ان يغفر الله له او ان يحصل على نعيمه في الجنة او ما شاكل ذلك فهذا العمل لا شك انه حابط ويدل عليه جميع النصوص التي دلت على وجوب اخلاص وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. وامثال ذلك من النصوص ويدل عليه ايضا قول الله جل وعلا في سورة هود وهي الاية التي اوردها المؤلف رحمه الله في هذا الباب من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار. وحبط ما صنعوا فيها. وباطن ما كانوا يعملون هذه الاية اختلف المفسرون فيها الى اقوال منها انها نازلة في الكفار. ومنها انها في اهل القبلة. وان منها انها في جميع الخلق. وهذا ما عليه اكثر المفسرين. ومهما يكن من شيء فحتى ولو كانت هذه الاية في الكفار فلا شك ان من شاركهم في بعض اعمالهم كان له نصيب منها. ويدل على هذا ايضا قوله جل وعلا في سورة الشورى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما لمن يريد. عفوا من كان يريد حرق الاخرة نزد له في حرقه. ومن كان يريد حرق الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة من نصيب. وكذلك الاية السبع الثالثة في سورة الاسراء من كان يريد العاجلة جنى له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا. اذا هذه ثلاث ايات يصدق بعضها بعضا وهي متفقة على معنى واحد وهو ان من كان قصده الدنيا ولها يعمل وهي غاية سعيه فليس له في الاخرة من نصيب. واما من كانت الاخرة همه وهي غاية سعيه فان عمله مقبول وهو مأجور عند الله سبحانه وتعالى ومما يدل على هذا الحكم ايضا قوله صلى الله عليه وسلم لما خرجه الامام احمد وغيره بشر هذه الامة بالثناء والرفعة والنصر والتمكين فمن عمل منهم عمل الاخرة للدنيا لم يكن له في الاخرة نصيب. ومن عمل منه عمل الاخرة بالدنيا لم يكن له في الاخرة نصيب. والدلالة هذا الحديث ظاهرة على ان من كانت همته منصرفة الى الدنيا وجعل الدين فان عمله حاضر وليس له ثواب يجازى به في الاخرة هذه هي الحال الاولى اما الحال الثانية فهي تشريك النيتين الدينية والدنيوية. وقبل ان استرسل في بيان هذه الحال انبه على ان هذه الحال لا يدخل فيها تشريك بين نيتين دينيتين بمعنى انه اذا امكن ان يشرك بين نيتين لعبادتين في عمل واحد فان هذا غير داخل فيما نبحث فيه. مثال ذلك ان ينوي المسلم في ذهابه الى المسجد ان يصلي جماعة وايضا ان يكف نفسه عن اذية الناس. او عن اللغو او النظر المحرم وما شاكل ذلك. او انه يصوم بنية الفرض او النفل وينوي مع ذلك اعفاف نفسه وكبح جماح شهوته. فلا شك انه قد عمل عملا حسنا بل قد قام بعبادتين او اكثر بحسب نيته والعمل واحد وهذا كما يقول ابن القيم رحمه الله باب عزيز شريف انما يدخل اليه من كان متطلعا في العلم. عالي الهمة بحيث يخرج من عمل واحد بعدة عبادات. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء واعود الى مسألتنا وهي ان ينوي الانسان في عبادة من العبادات النية الاخروية والدنيوية معا. وهذه فيها بحث طويل. وخلاف ممتد بين اهل العلم. فمن اهل العلم من رأى ان ورود النية الدنيوية للعمل الصالح مبطن للاجر ولو كانت هذه النية متبوعة لا تابعة. بمعنى ورود ادنى طرف من هذه النية الدنيوية مفسد للعمل. وهذا ما نحى اليه ابن حزم وطائفة من اهل العلم. حتى ان ابن حزم رحمه الله وعفا عنه في المحلى نص على ان من قصد في وضوءه التبرج فان انه لا يجوز له ان يصلي بهذا الوضوء لانه باطل. واستدل اصحاب هذا القول من ادلة الدالة على وجوب الاخلاص في الاعمال. ومن قصد شيئا من الدنيا ولو قل هذا القصد وصبر فانه لم يكن مخلصا القول الثاني ان تشريك النية الدنيوية مع النية الاخروية العمل الصالح لا تضر. سواء اكانت النية الغالبة. للدنيا او كانت الغالبة للاخرة. وهذا ما انتصر له القرافي رحمه الله وغيره من اهل العلم استدل على هذا بالنصوص التي جاء فيها الترخيص بقصد امر دنيوي في العمل الصالح. لقوله جل وعلا ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم. هذه الاية عند اهل العلم هي في قصد التجارة اثناء الحج واستدل على هذا ايضا لقوله عليه الصلاة والسلام يا معشر الشباب من استطاع منكم فليتزوج ثم قال في اخر الحديث ومن لم يستطع فعليه بالصوم. فانه له وجاء فبين ان الصيام قد قصدت به نية اخرى لا شك ان هذا الاستدلال فيه نظر اعني لهذا الحديث فان قصد العفاف فهو غير داخل فيما نحن بصدد البحث فيه. وانما هو تشريك بين نيتين القول الثالث وذهب اليه اكثر اهل العلم وهو ان المعول على الباعث على العمل والقصد الغالب فيه ومتى ما كانت النية الاخروية هي الغالبة فالعمل صحيح مثاب عليه والعكس بالعكس. والتحقيق في هذه المسألة ان المقام يحتاج الى تفصيل. وقبل ان اذكر هذا انبه على ان ثمة اصولا محكمات ينبغي للناظر في هذه المسألة ان يستصحبها وان يستذكرها. وهي ان الاخلاص اساس قبول الاعمال وان القاعدة النبوية هي ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه. ان من كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه هذه اصول محكمات مقررات في شرعها ينبغي ان تستصحب حين النظر في هذه المسألة اما تحقيق القول في هذه الحال وهي تشريك نيتين دينية الامر فيها فيما يظهر ليس على نمط واحد بل هذا التشريك متنوع. ويمكن ان يرجع الى ما يأتي. الصورة قصد ما هو من ضرورات العبادة. بمعنى ان يقصد ما هو واقع قصدته او لم تقصده مثال ذلك ان ينوي المتوضئ رفع الحدث وهذه نية تعبدية وينوي مع ذلك التبرد او التنظف. ومن ذلك ايضا ان يصوم نيته فرض او نفل ومع ذلك يقصد تحصيل الحمية والعلاج. هذه الصورة النظر الصحيح يقتضي انها غير مؤثرة في الاخلاص. وانها غير مؤثرة في الاثابة. فاي في ان تقصد العبادة بضروراتها. وان تنوى بحسب وقوعها الذي يظهر والله اعلم ان هذه الصورة لا حرج فيها. لان هذا الامر المقصود واقع شئت ام ابيت. الحالة او الصورة الثانية قصد ما اذن الشرع صراحة او استنباطا بقصده بمعنى ان يقصد العامل في عبادته القصد الاخروي وايضا قصدا دنيويا اذن الشرع في قصده فان هذه الصورة اذا كانت النية الاخروية هي الغالبة والنية الدنيوية تابعة غير متبوعة فان هذه الصورة لا حرج فيها وهي غير محبطة للعمل مثال ذلك ان يقصد الانسان في حجه ان يحج وان يتجر اثناء ذلك. والقصد الغالب له انما هو الحج. فهذه نية قد جاء الابن فيها في الشرع. قال الله سبحانه ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم ومن امثلتها ايضا قوله صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا فله سلبه هذا الحديث من ضرورات العلم به ان يقصد تحصيل اثناء القتال. ولم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث الا وهو يريد من سامعه ان يقصده. ومن ذلك ايضا اخرجه مسلم في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم من خير معاش الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله. فمن ضرورات العلم بهذا الحديث ان الصدى تحصين الغنيمة في الجهاد. فمثل هذا لا حرج فيه والشرع قد اذن في قصره. وهكذا في نظائر مثل ان يقصد الانسان صلة رحمه فعل الامر الذي اوجبه الله عليه وهو صلة الرحم كونه يبسط له في رزقه وينسأ وينسأ له في اثره. ونحو ذلك مما جاء في هذه النصوص والذي يتأمل بمثل هذه النصوص يجد او يلحق ان ثمة حكمة قد روعيت في الترخيص بالقصد الدنيوي ضمن القصد الاخروي. الجهاد مثلا فيه من المشقة الشيء العظيم. ومصلحته مصلحة عامة فناسب ان يكون هناك حث للناس وترغيب لهم في الجهاد بتحصين الغنيمة لا سيما في حق من قد تفرغ او جعل جل همته الجهاد في سبيل الله عز وجل. ممسك بعنان فرسه في سبيل الله. فهذا من خير معاشه ان يتحصل على الغنيمة والحج فيه من المشقة ما فيه. ثم ايضا يلاحظ ان القصد ها هنا اعني القصد الدنيوي لم يكن راجعا الى المناسك وانما هو لامر مصاحب للعبادة. وليس فيها. ففرق بين من يحج ويتجر اثناء حجه ومن يحج عن غير بقصد الارتزاق بهذا الحج. وهذا ما سيأتي الكلام عنه في سورة الكارثة الصورة الثالثة قصد اه او القصد الدنيوي الذي لم يأذن الشرع فيه. يقصد العامل امرا دنيويا لم يرد في الشرع دليل على الترخيص في قصده. والذي يظهر والله اعلم من الادلة ان هذا النوع مؤثر في الاخلاص متسبب في الحبوط ومن امثلة ذلك والامثلة كثيرة والبلية بهذا الامر قد عظمت بهذه العصور المتأخرة ان يقصد الانسان مثلا التعلم الشرعي يعني تعلم العلم الشرعي بقصد الحصول على الارزاق التي تعطى من بيت المال او مكافأة التي تعطى للطالب. او يعلم المعلم وقصده الحصول على مرتب الوظيفة او يؤم الامام قصده الحصول على المكافأة او الفصول على المسكن. وهكذا في المؤذن وامثال ذلك. فان هذه اعمال نصخروية والاصل فيها ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا ابتغي به وجهه ومن اراد الدنيا فقد خدش هذا الاخلاص ولذلك نقل شيخ الاسلام رحمه الله عن الامام احمد انه قال لا اعلم احدا من السلف كان يحج عن غيره بشيء يأخذه. وليس الارتزاق بالاعمال الصالحة من شأن الصالحين مثل هذا الامر قد جاءت في الدلالة عليه جملة من الادلة من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم كما عند احمد باسناد حسن واتخذ مؤذنا لا يأخذ على اذانه اجرا. وايضا في مسند احمد باسناد قوي. ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اقرأوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تزفوا عنه ولا تأكلوا به ولا فاستغفروا به. ومن ذلك ايضا قوله عليه الصلاة والسلام وهو ايضا عند احمد باسناد لا بأس به من تقلد قوسا على تعليم القرآن قلده الله قوسا من نار يوم القيامة. ومن ذلك ايضا قوله عليه الصلاة والسلام وهذا الذي السلف هو عند البيهقي. ومن ذلك ايضا قوله عليه الصلاة والسلام من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا الا ان يصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة. الى غير ذلك من النصوص التي جاءت في هذا الباب وهذا النظر وهذا التقسيم هو الذي تجتمع به النصوص والله تعالى اعلم. بقيت سورة رابعة وهي ان يجعل الانسان الدنيا وسيلة لتحصيل الاخرة بمعنى انه يقصد حصول شيء دنيوي من ما لك ومكافأة ومسكن وما شاكل ذلك لاجل ان يكون هذا وسيلة له معينة على تحصيل العبادة. فمثل هذا لا حرج فيه في هذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والمستحب ان يأخذ لي حجة لا ان يحج ليأخذ وهذه قاعدة حسنة تمهد لك فهم هذا الموضوع. شتان كان بين من يأخذ ليحج يعني يأخذ المال ليحج عن غيره وقصده ان يكون هذا المال سببا ومعينا على ان يذهب الى تلك البقاع المشرفة وان يتمكن من دعاء الله عز وجل والطواف بالبيت وما شاكل ذلك فالمال وسيلة فهو قد اخذ ليحج شتان بين هذا وبين من حج ليأخذ. قصده ان يجعل الحج وسيلة تكسر ان يجعل الامامة وسيلة للتكسر. ان يجعل تعلم العلم الشرعي او تعليمه او القرآن وسيلة للتكسب والارتزاق. قال شيخ الاسلام رحمه الله فان هذا الاشبه انه ليس له في الاخرة من خلاق. فعلى الانسان الذي آآ عشرة اخذ شيء من هذه الارزاق التي تعطى من بيت المال ونحوه ان يصلح نيته ويحسن قصده فيكون قصده هو ان اخذه هذا المال وسيلة له للتفرغ لطلب العلم او تعليمه او التأمين او ما شاكل ذلك. لا ان يجعل الدين وسيلة اه اه سببا التكسب الدنيوي والله عز وجل اعلم. هذه خلاصة ما يتعلق بهذا الموضوع نعم. قال رحمه الله تعالى قول الله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. مضى الحديث عما يتعلق بهذه الاية ويبقى التنبيه على انه قد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ان هذه الاية قد نسفتها اية اه الشورى اية الاسراء من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد. ومراده كما نبه اهل العلم. ان هذه الاية في الاسراء خصصت الاية آآ او عفوا قيدت الاية التي في هود لان تلك الاية التي في هود من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها ولم يقيد ذلك بالمشيئة. اما اية الاسراء فقيد ذلك بالمشيئة له فيها ما نشاء لمن نريد. فليس بلازم وليس من الضروري ان كل من قصد الدنيا يا انه يحصلها بل قد يقصد الدنيا ويفوز بالحسرة والخسارة. فلا هو بالذي حصل الاخرة ولا هو بالذي حصل الدنيا والله المستعان. نعم. قال رحمه الله تعالى في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة ان اعطي رضي وان لم يعط سخط وانتكس واذا شيك فلا انتقش. طوبى لعبد اخذ بعنان فرسي في سبيل الله. اشعث رأسه مغبرة قد عندما ان كان في الحراسة كان في الحراسة وان كان في الساقة كان في الساقة استأذن لم يؤذن له وان شفع لم يشفع هذا الحديث اخرجه البخاري رحمه الله في صحيحه وهو دليل على ان من كانت همته منصرفة الى الدنيا فانه حري ان يفوز بالخيبة وقد دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الدعوات الثلاث تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش. اخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن حال هذا الانسان الذي هو عبد للدنيا اما اثمانها واما الى واما لاثاثها. تعس عبد الدينار تعيس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة الخميصة ثوب اسود او احمر له اعلام. معروف عند العرب. والخميلة القطيفة اما ان تكون ثوبا يلبس واما ان تكون آآ مما يجلس عليه وصفة هذا العبد او علة عبوديته لهذه الدنيا هي انه ان اعطي من الدنيا رضي وان لم يعطى سخط رضي وحصل له السرور في حال العطاء وفي حال واما اذا قدر عليه واما اذا منع فانه يسخط على ربه ويسخط على قدره. فهذه حال العبد بهذه الامور وواقع في رقها وجه ذلك انه يرضيه وجودها ويسخطه فقدها. وهذا نوع من العبودية ولا شك ان هذه العبودية قد تكون شركا اصغر وقد تكون شركا اكبر تكون شركا اصغر في حق مسلم معه اصل التوحيد. ولكن فيه شعبة من العبودية للدنيا وضابط ذلك انه كما قال اهل العلم يرضيه وجودها ويسخطه فقدها. وهذه حال كثير من الناس او اكثرهم واما الكفار فان عبوديتهم للدنيا لا شك انها شرك اكبر فان الدنيا هي غاية قصدهم. ومنتهى امله. وهي المزينة في زين للذين كفروا الحياة الدنيا وهؤلاء ان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون. كما اخبر الله عز وجل في شأن المنافقين. ومنهم من يلمزك بالصدقات اي نعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون. فهؤلاء للدنيا لا شك انها شرك اكبر. والمقصود ان هذا الحديث فيه تحذير بالغ من ان تكون الدنيا هي المقصودة للمسلم ويشتد هذا ويعظم اذا كانت هي المنوية بالاعمال الصالحة وهذا هو الذي بوب عليه الشيخ رحمه الله هذا الباب. قال تعس. ويجوز ان تقول تعسة لكن الاقرب او الاكثر عفوا بالكسر. تعس من التعاسة الشقاء والهلاك وانتكس رجع على عقبيه واضطربت عليه الامور واذا يعني اصابته شوكة. دخلت فيه شوكة. فلا انتقش. الانتقاص اخراج المنقاش المنقاش الالة التي يستخرج الشوك بها دعا عليه النبي عليه الصلاة الا يوفق. وان يجازى بحرمانه من مقصوده. تعس وانتكس واذا فيك فلا انتقش ثم بين حال المخلص عليه الصلاة والسلام فقال طوبى وطوبى قيل هي الجنة وقيل شجرة في الجنة. والاقرب والله اعلم انها تشمل ما هو اعم من ذلك. اذ طوبى مؤنث اطيب. فهي اطيب الاحوال اطيب الاحوال هي حال هذا المخلص. وهو الذي يجاهد في سبيل الله عز وجل غير بالدنيا نظرا لان همه ارضاء الله عز وجل ولذلك رأسه اشعب وقدمه مغبرة ولا يبالي في شأن نفسه كونه متقدما وكونه في القوم او في مؤخرتهم. فالامر عنده صيام لان مقصوده رضا الله عز وجل. ان كان في كان في الحراسة وان كان في الساقة يعني في مؤخرة الجيش كان في الساقة ولم يبن وادى الواجب عليه على اكمل وجه. حتى انه لعدم تعرضه للدنيا واهلها غير معروف ولذلك اذا تقدم الى اهلها فانه لا يجب ترحيبا له. حتى انه اذا شفع لا يشفع. وهذه صفة من لم للدنيا في قلبه حظ ونصيب. وهكذا اهل الاخلاص جعلني الله واياكم من ولعل في هذا القدر كفاية والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد