بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا لشيخنا والحاضرين والمسلمين قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب من هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد دين الاسلام مبناه على تعظيم الله عز وجل واجلالا واكرامه الله سبحانه ذو الجلال والاكرام المستحق لان يجلى. ويكرم الله يعظم باعظم ما يكون من انواع الاجلال والاكرام. ثم نبيهم صلى الله عليه وسلم يجب على المؤمنين ان يقدروه ويعظموه بما دل عليه الشرع كما قال سبحانه وتعزروه وتوقروه كذلك شرع الله ودينه. وكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما يلتحق بذلك كل هذا واجب على من وحد الله واسلم لله ان يقوم به والله عز وجل يقول ما لكم لا ترجون لله وقارا؟ قال السلف لابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وغيرهما اي عظمة ما لكم لا ترجون لله عظمة يعني تعظيما ويقابل ذلك الاستخفاف والطعن والانتقاص والسخرية والسب من وقع في شيء من ذلك فانه يكون قد نقض دينه ولماذا واسلاما؟ فلا يجتمع قط ايمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم مع الطعن والانتقاص والاستهزاء واشد من ذلك السر في قلب مؤمن البتة لاجل هذا عقد المؤلف رحمه الله هذا الباب من بين انه وقع في ذلك فقد نقض ايمانه وان هذا الاستخفاف والانتقاص ولكن لاصل الايمان والتوفيق وهذه القضية قضية اجماعية ضرورية فانه فانه بالاجماع المعلوم بالاضطرار كفر من استهزأ بالله او برسوله صلى الله عليه وسلم او باي رسول من او باي ملك من الملائكة او بالقرآن او بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم او باي سنة من سننه او باي حكم من احكام شرعية كل ذلك ردة صريحة عن دين الله سبحانه وتعالى وقد نقل الاجماع على ذلك جماعات من اهل العلم من جميع المذاهب. كلهم ينصون على هذا الحكم العظيم والادلة على ذلك متكاثرة. ومبنى الحكم على ان الاستهزاء والسب وتلاحظ يرعاك الله ان اهل العلم يسوقون الكلام عن الاستهزاء والسب مساقا واحدا لان العلة الجامعة بينهما الانتقاص فما كان من انتقاصه واستخفافه بجناب الربوبية او الرسالة وفيه واحد سبا او طعنا او استهزاء وسخرية. اقول معنى ذلك انا ان هذا الطعن منافق لقول القلب الذي هو تصديقه وهناك لعمل القلب فاصول الاعمال القلبية كلها تتنافى وهذا الاستهزاء وهذا السب فمحبة الله وتعظيمه واجلاله والخوف منه تبارك وتعالى لا يمكن ان ان يجتمع بعد انتقاص والاستهزاء والسخرية والسلب بل ان موجب ذلك على القلب والجوارح التوطير والتعظيم والتشريف والاجلال والاكرام. وهذه القضية ما كان يجهلها حتى المشركون الصرحاء ما كان احدهم يتجرأ على سب الله صراحة. او السخرية به تبارك وتعالى. بل كلامه واشعار يطفح او تطفح بتعظيم الله اتى قال شاعره استأثر الله بالحمد والوفاء وولى الملامة رجلا الله له بقلوبه التوقير وان كانوا لم يعظموه من جهة انهم اتخذوا معه انبا لكن ان يكون هناك سب صريح او استهزاء صريح فهذا باطل. حقيقة الالوهية تقتضي تعظيم من يؤله ومن يعبد ولذلك من اشد ما كان على المشركين انتقاص الهتهم وسبها وتحضيرها. فتدل فدل ذلك على ان ما رجع الى هذا الباب من السبت او الاستهزاء مناف تمام المنافاة بقول القلب ولعلمي ولعمل القلب. هذا على كوني الاستهزاء. لذاته والصفة في ذاته الدلة الادلة على انه كفر من حيث هو بغض النظر مما يكون في القلب وهذا الامر كما اسلفت من الوضوء بحيث يستغنى عن الاطالة بالاستدلال لكن من باب الفائدة اسوق بعض الادلة على ذلك من ذلك هذه الاية التي صدر بها المؤلف رحمه الله هذا الباب وسيأتي فيها ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. وهذا نص صريح لا يقبل التأويل البتة. اما من استهزأ الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فقد كفر كفرا صريحا. ومن ذلك ايضا قول الله سبحانه ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن انظر يعني يستمع لكل احد يلقي سمعه لكل احد ويقولون هو اذن قل اذن خير لكم. يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين. ورحمة للذين امنوا منكم والذي اين يغدرون رسول الله لهم عذاب اليم ثم قال بعد اية الم يعلموا انه من يحاسب الله ورسوله فان له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم فدل ذلك على ان انتقاص النبي صلى الله عليه وسلم صفي به ورمي الطعونات تجاهه عليه الصلاة والسلام هو اذن ان ذلك كفر مقتض للخلود في النار والعذاب الاليم والخزي العظيم كذلك قول الله جل وعلا ان الذين يؤتون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا. وهذا الوعيد لم يأتي في الشرع قط على معصية من المعاصي فدل هذا على ان من وقع في ذلك باذية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو كافر بالله سبحانه واي ولية اعظم؟ من السب والاستهزاء والسخرية. كذلك من الادلة على ذلك قول الله سبحانه ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهل بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون فاذا كان رفع صوتي بحضرته عليه الصلاة والسلام. او مخاطبته دون مراعاة توقيري. فان هذا مؤذن بحبوص العمل. ولا شك ان الحبوط الكلية للاعمال لا يكون الا بسبب الكفر الاكبر فكيف بالاستهزاء؟ والسب والانتقاص لا شك انه اولى بهذا الحكم واجدر وجاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم جملة من النصوص الدالة على هذا الحكم لذلك ما خرج ابو داوود باسناد صحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في القصة المعروفة قصة الصحابي الاعمى الذي قتل ام ولده والتي كانت به رفيقة. والتي كان له منها ولد بسبب انها كانت تشتم رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبر النبي صلى الله عليه وسلم دمها فهذه ان كانت مسلمة فقد امتدت استحقت للقتل وان كانت غير مسلمة فان هذا الحكم فان هذا الفعل منها زيادة في الكفر. وغلو في الكفر ومقتض لانتقاض العهد وهذا بالاجماع ان من كان مستعمرا في بلاد المسلمين ووقع في شيء من هذا الباب فانه ينتقد عهده وخرج ابو داوود ايضا من حديث علي رضي الله عنه ان رجل قتل يهودية كادت تسب النبي صلى الله عليه وسلم وتقع في واهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمها. واذا كان هذا في حق يهودية. لم تدخل في الاسلام فكيف بمسلم يدعي الاسلام ويدعي انه يعظم الله ويدعي انه مستسلم لله جل وعلا لا يمكن ان يتأتى هذا قط كذلك من الادلة فمر معنا في الدرس الماظي وهو قوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين بل لكعب ابن الاشرف فانه قد اذى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فانتدب محمد بن مسكنة رضي الله عنه وبعض اصحابه لقتله فدل هذا على ان الوقيعة في رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر مستقل مقتض للقتل بل هو اعظم من الكفر الاصلي الذي كان عليه وهو اليهوديا فلم يقتله النبي صلى الله عليه وسلم علينا. لكن لما وقع في النوع الاخر من الكفر الذي هو اشد امر النبي صلى الله عليه وسلم او حث صلى الله عليه وسلم على قتله. عقوبة على هذا الكفر البريغ وهكذا في نصوصه عدة جمعها والكلام فيها مما يعصر قد افاض اهل العلم في بيان ذلك ومن احسن من تكلم في هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم وكما اسلفت لك الاجماع منعقل وافتح ما شئت من كتب الفقه في اي مذهب تجد التوصيص على هذا الحكم. والمقصود ان هذا الذي بوب عليه المؤلف رحمه الله بعض المهم وعظيم والتنبيه عليه له اهمية لا تخفى وقد نص المؤلف رحمه الله في رسالته التي ذكر فيها اشهر النواطر وهي النواقض العشرة قال السادس من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم او ثوابا او عقابه كفر ثم ختم كلامه عن هذه النواصب بقوله ولا ترتقي هذه بين الهازل والجاد والخائف الا المكره. و هذا الذي لا يرتاب فيه احد من اهل العلم وهو ان حكم المستهزئ او الساق. الذي هو الكفر والردة لا يختلف باختلاف اعتقاد من وقع في ذلك. فلا ترقى بين المستحل او معتقد التحريم او الذاتي عن اعتقاده كما بين ذلك اهل العلم ومن اخص الابتداء في شيخ الاسلام رحمه الله فالكفر ها هنا متعلق بالسب او الاستهزاء الصريح او التعريف الذي لا شك فيه من حيث هو بغض النظر عما يقع في قلب من وقع في ذلك ولذا فان من الخطأ البين ما وقع فيه بعض اهل الكلام او المتأثرون بهم من تعليق الحكم بكفر الساق والمستهزئ على يعني الذي يعتقد قلة ذلك وهذا غلط كبير بل السب من حيث هو والطعن من حيث من حيث هو كفر بالله سبحانه وتعالى واما الاستحلال فناقض وكفر مستقل. ولذا من استحل السب او الاستهزاء بجناب الربوبية او الرسالة كفر ولو لم ينطق بحرف. ولو لم يغمز بعينه. ولو لم يمد لسانه ولو لم يصدر منه اي حرج. بمجرد هذا الاعتقاد كفر والشريعة جاء فيها الحكم معلقا بما صدر من الاستهزاء. لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم انما قال هذا صلى انما قال هذا سبحانه وتعالى لما بين انهم استهزأوا قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون. فهم استهزأوا بلسانهم وليس انهم استحلوا ذلك بقلوبهم لم يقل جل وعلا انكم استحللتم بقلوبكم الاستهزاء فكفرتم بعد ايمانكم انما كان الحكم معلقا بالاستهزاء من حيث هو. والا فاننا لو تركنا قولهم فاننا نقول من او الكعبة كفر بعد ايمانه. بناء على ان من استحل الكذب والغيبة فانه كافر بالله جل وعلا. وهذا لا يكون به احد. فرق بين اهل العلم كافة بين من يستهزئ ومن يكذب وبين من يسب ومن يغتاب. شتان بين هذا وهذا. وهذه القضية راجعة الى تأصيل مسألة الايمان. والفرق بين اهل السنة والجماعة فيها والمرجئة. فاذا السنة والجماعة الكفر عندهم يكون بالاعتقاد ويكون بالقول ويكون بالفعل ويكون بالشك اما المرجئة فالامر عندهم راجع الى التكذيب فحسب. وذلك ان ان الايمان هو التصديق فضده الذي هو الكفر لا يكون الا التكذيب. ولذلك اذا جاءوا الى مثل هذا القضية او الى كل ما يتعلق بالنواقض القولية والفعلية اعادوا المسألة الى ما يقع القلب ولذلك جاء عنه وعن اساطيلهم في كتب المقالات والعقائد قوله من قتل نبيا او لطم نبيا فانه يكفر ظاهرا يعني تجري فيه الاحكام الدنيوية بالكفر تقام عليه الاحكام الدنيوية اهل الكفر ويذكر باطنه ان استحل ذلك فالحكم فالحكم راجع عندهم الى ما قام بالقلب. اما الفعل نفسه من حيث هو لا يتعلق به حكم. انما هو امارة ومجرد دليل لاجراء الاحكام الدنيوية. بمعنى انه يمكن عندهم ان يجتمع هذا الفعل الكفري والايمان في الباطن. وهذا التأصيل لا شك انه باطل وتلزمه نوازل آآ خطيرة تعود على مسائل الايمان آآ الخلل العظيم. اما اهل السنة والجماعة فالقول من حيث هو يكون كفرا. بغض النظر عما يقع في القلب. والفعل من حيث ويتعلق به حكم الكفر بغض النظر عما يقع في القلب. ولذلك بين الله عز وجل ذلك صريحا في في كتابه فقال جل وعلا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم. لم يعلقوا الحكم جل وعلا ما في قلبهم من التكذيب او الاستحلال انما كان الحكم معلقا بكلمة الكفر. ولذلك مما يوضح لك الامر اكثر ان الله عز وجل انما استثنى ممن صدر منه كفر ظاهر بقوله او فعل المكره وقال سبحانه من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. ولاحظ معي ان هذه الاية مخصوصة بالكفر الظاهر او فعلا من كفر بالله يعني كفرا ظاهرا. لماذا؟ لانه استثنى بعد ذلك المكره قال من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره فدل هذا على ان المقصود هو الكفر الظاهر لانه هو الذي يمكن الاكراه عليه واما ما في القلب فلا يمكن الاكراه عليه. لا يمكن احدا ان يكره احدا على ان يكفر بقلبه هذا امر لا يرد. فدل هذا على ان الكفر وقع بشيء ظاهر. وتعلق الحكم به من حيث وبناء على ذلك من نق من نطق بكلمة الاستهزاء بكلمة السخرية من فعل فوضع مصحف او قتل نبيا فان فعله هذا او قوله هذا من حيث هو كفر مخرج من الاسلام بغض النظر عما يقع في قلبه. ولا حاجة للبحث في ذلك من حيث الحكم عليك. فهو عند اهل السنة والجماعة كافر باطل ايضا وظاهرا وهذا اجماع من اهل السنة والجماعة ومع ذلك اهل السنة يجمعون الى هذا قضية التلازم بين الظاهر والباطن. وهذه قضية كذب قد تشكل على بعظ الناس ويظن انها رجول الى مذهب المتكلمين وليس الامر كذلك الحكم الكفري او الحكم بالكفر يتعلق عند اهل السنة والجماعة بالظاهر بالقول او الفعل وايضا يقول اهل السنة والجماعة ثمة تلازم بين الظاهر والباطن. بمعنى لم يصدر هذا الفعل الا لعدم الايمان القلبي. والا لو كان ثمة ايمان قلبي لحجزه عن ذلك ولذا اجتمع في حق هذا الفعل الكفري وهذا القول الكفري وهذا القول الكفري اجتمع فيه الامران اجتمع فيه ان هذا الفعل او القول من حيث هو من حيث هو كفر وتتعلق به الاحكام وايضا ان هذا الظاهر دليل على ان القلب خال من الايمان بالله سبحانه وتعالى اذ لو وجد ذلك لحجبه لحجزه عن الوقوع في هذا الكفر. اما المخالفون فالفعل عندهم من حيث هو لا يتعلق به الحكم. ولذلك قد يجتمع عنده ان يكفر او ان يفعل الفعل الكفري الذي ليس هو كفر والايماني والايمان الباطن لان الامارة قد تصيب لان الامارة قد تصيبه قد تخطئ. وهذا الفعل او القول الظاهر انما هو امارة على ما في الباطل. ولذلك نحن نجري الاحكام الدنيوية عليه بانه لا سبيل لنا الى معرفة ما في وهذا مخالف لما دلت عليه النصوص. الخلاصة ان بعض المتكلمين عرض لهذه وزعم ان كفر من استهزأ بالله عز وجل او رسوله صلى الله عليه وسلم او سب شيئا من الدين فانه لا يكثر الا اذا استحل وهذا كما ذكرت لك مذهب باطل ورجوع الى مذهب اهل بل بمجرد قوله او فعله الذي دل الشرع على انه كفر اكبر فان ينتقض ايمانه بمجرد هذا القول وبمجرد هذا الفعل كما انه لو اعتقد اعتقادا باطلا فانه ينتقد ايمانه بمجرد وبهذا الاعتقاد ولو لم يتكلم او يفعل. هذا باختصار ما يتعلق بتأصيل هذه المسألة. قال رحمه الله من هزل نعم بشيء فيه ذكر الله والقرآن او القرآن او الرسول صلى الله عليه وسلم. الهزل ضد الجد والمراد به هنا المزاح. وما يجري مجراه. كلامه به غط من قدره صلى الله عليه وسلم او استحقاقه بحق الله جل وعلا على سبيل الضحك وعلى سبيل التفقه وعلى سبيل المزاح لشيء فيه ذكر الله عز وجل او شرعه ودينه او الرسول والرسول هنا انا اقرب والله اعلم انه ان الهنا آآ للعهدية يعني للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وفي حكمه كل رسول ونبي فمن استهزأ بغير النبي صلى الله عليه وسلم من الرسل الحكم هو هو ويمكن ان يقال ان الهنا للاستغراق. الرسول يعني اي رسول متى ما ثبتت نبوة ورسالته فان الحكم فيه واحد من استهزأ او من هزل يعني ان حكمه الكفر بالله سبحانه وتعالى. اي فهو كافر اراد الشيخ رحمه الله ان يبين حكم هذه المسألة في هذا الكتاب. نعم قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب. الاية نعم قال رحمه الله عن ابن عمر ومحمد ابن كعب وزيد ابن اسلم وقتادة دخل حديث بعضهم في بعض هذا السبب للنزول الذي سيذكره المؤلف رحمه الله رواه او اورده رحمه الله في كتابه عن اربعة من الرواة عن صحابي وثلاثة من التابعين رواية التابعين لا شك انها مرسلة ورواية ابن عمر رضي الله عنهما جيدة لا بأس بها اسبابها حسن. وتتقوى ايضا بهذه المراسيم التي جاءت الشيخ رحمه الله ضم بعض هذه الروايات الى بعض كما ذكر دخل حديث بعضهم في بعض ويبدو والله اعلم انه انما اخذ هذا عن شيخ الاسلام رحمه الله فان شيخ الاسلام رحمه الله في الصالة نص على هذه العبارة تماما وساق ما ساق الشيخ رحمه الله. فلعله اه نقل هذا عن شيخ الاسلام رحمه الله وهو اعلم نعم قال عن ابن عمر رضي الله عنهما محمد ابن كعب وزيد ابن اسلم وقتادة دخل حديث بعضهم في بعض انه قال رجل في غزوة تبوك ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه القراء. القراء المقصود بذلك الذين يقرأون القرآن ويعلمون معناه يعني انهم العلماء ورأس اولئك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم غمز هؤلاء ولمزوا وطعنوا وسخروا بهم صلى الله على نبينا وسلم ورضي الله عن اصحابه بانهم ارغبوا بطونا اوسع بطونا اشارة الى كثرة الاكل وانهم اكذب اكذب السنا يعني حديثا واجمل عند اللقاء وحاشاهم من ذلك بل هذا وصف اولئك الذين طعنوا كما سيأتي الحديث عنهم. هم اجدر بهذا هذا واليق. وحاشى نبينا صلى الله عليه وسلم ثم اصحابه من ذلك نعم فقال له عوف بن مالك رضي الله عنه كذبت ولكنك منافق لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف الى رسول الله صلى الله عليه هذه العبارة الصحابي الجليل عوف بن مالك رضي الله عنه وقام بانكار هذا المنكر وكذب هذا الكاذب ونستفيد من هذا ان الكذب يرد على صاحبه ويبين مباشرة لم يرتضي رضي الله عنه ما قيل بل انكره اشد الانكار هم وقام وذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرفع اليه هذا الامر وهذا يدل على ان رفع مثل هذه الاخبار الى ولي الامر لدفع الفساد عن دين المؤمنين واذية المنافقين للاسلام والمسلمين ان هذا امر مشروع وليس من النميمة الممنوعة. ففرق بين النصيحة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وامام المسلمين وعامتهم وبين النميمة التي القصد منها الافساد والوقيعة بين الناس نعم قال فذهب عوف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه وجاء ذلك هو العليم جل وعلا وهو السميع البصير. وجد عوف رضي الله عنه ان الوحي قد سبقه وهذا دليل على ان نبينا صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله اذ اوحي اليه بالامر الذي وقع وغاب عنه. نعم. فجاء ذلك رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته وقالوا يا رسول الله انما كنا نخوض ونلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق. اعتذر هذا الرجل بان الكلام الذي صدر لم يكن عن قصد لم يقصدوا حقيقة السخرية استهزاء والطعن انما هو كلام دار على الالسن من باب حديث الركب الذي توسع به الصدور مزح قوم وكلام لا زمام له. لم يكن عن قصد. ولم يكن هذا عن ترصد ولم يكن عن اعتمادا قلبي انما هو حديث الركن نقضي به الوقت نتسلى به كما يقولون نعم قال ابن عمر كاني انظر اليه متعلقا بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني زمام المتعلق هو متعلق بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم وان الحجارة لتنكب رجليه. تضربها وتدميها ولا يشتغل بذلك لانه كان مهتما بالاعتذار الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول انما كنا نخوض ونلعب فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون ما يلتفت اليه ولا عليه امتثل صلى الله عليه وسلم امر ربه انما قال له قل ام الله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتبروا قد كفرتم بعد ايمانكم وامتثل عليه الصلاة والسلام هذا الحكم وتلاحظ يرعاك الله ان الله عز وجل ما اكذبهم في اعتذارهم. وانما بين ان حكم قولهم على ما ذكروا من انه على وجه اللعب والخوف انه كفر فدل هذا على انه لا فرق بين ان يعيب ويسخر ويطعن قاصدا ذلك لما في قلبه من الحقد والكراهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه وشرعه او ان لا يكون كذلك وانما هو عن سبيل اللعن والسخرية والاستهزاء وتغطية الوقت. فلا فرق بين ان هذا وذاك من حيث الحكم. انما بين جل وعلا ان حكم ذلك انه كفر بالله سبحانه وتعالى ويتعلق بهذه الاية مسائل منها ان هؤلاء الذين صدر منهم هذا القول القبيح هل كانوا منافقين او كانوا مسلمين ضعي في الايمان قبل ان يقولوا ما قالوا ثم ارتدوا بقولهم اختار شيخ الاسلام رحمه الله ووافقه جماعة من اهل العلم ومنهم المؤلف رحمه الله. فانه قد نص في كشف الشبهات على ان هؤلاء القائلين كانوا من الصحابة ثم ارتدوا بهذه الكلمة التي قالوها و استظهر قوله رحمه الله وقوى قوله رحمه الله اعلن شيخ الاسلام رحمه الله ان الله عز وجل قال قد كفرتم بعد ايمانكم فاثبت لهم ايمانا قبل ان يقولوا ما قالوا. ولو كانوا منافقين لا يتأتى ان يقال في حقهم بعد ايمانهم انما هم كانوا كفارا من الاصل هذا القول له من الوجاهة والقوة ما له لكن الذي يظهر والله اعلم ان الاقرب في هذا الامر ان الذي تكلم بذلك كان منافقا وحضره منافقون فرضوا بقوله ولم ينكروه. وهذا يفيدنا ان السابع الراضي بحكم المتكلم. وقد بين الله عز وجل ذلك في كتابه فقال وقد نزل عليكم في الكتاب بان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقبلوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم اذن المقصود ان القول بانهم كانوا منافقين اقرب والله اعلم. ويدل على هذا امور اولا الاية التي سبقت هذه الاية التي معنا يحذر المنافقون ان تنزل عليك سورة تنبئهم بما فيه ماذا بما فيه قلوبهم قلوبهم ثم قال قل استهزئوا ان الله مخرج ما تحذرون. ثم بعد ذلك ولئن سألت ليقولن اذا الاية صريحة في ان المقصود بهؤلاء الذين اعتذروا والذين كفروا بعد ايمانهم انما هم من المنافقون لانه قال يحذر المنافقون ويؤيد هذا ان السورة صورة براءة سورة التوبة انما هي في عامتها في ذكر اوساط المنافقين فهؤلاء في الحقيقة كانوا منافقين ويدل على هذا ايضا قول عوف ابن مالك رضي الله عنه انك منافق وصفه بالنفاق ولم يصفه بالردة ولو كان يعلمه قبل ذلك مؤمنا او ان ما صدر عنه انما هو فعل الردة ممن كان مؤمنا في الاصل قال له انك مرتد او قد كفرت بالله. انما قال انك منافق. يعني اظهرت خبيئة ما في نفسك. ومعلوم ان اهل النفاق معروفون بلحن القول ولتعرفنهم في لحن القول والصحابة رضي الله عنهم كانوا يعلمون كثيرا منهم ليس جميعهم لكن كانوا يعرفون كثيرا منهم. ولذلك كانوا يقولون انه لا يتخلف عن صلاة الجماعة الا منافق معلوم النفاق. معروف باقوال وحركات وسكنات انه منافق اكد هذا الامر وعظم وظلم فقال عوف رضي الله عنهما قال ويدل على هذا ثالثا ما جاء في اسباب نزول هذه الاية. فانك لو راجعتها روي ست ست روايات او اكثر. كلها فيها التنصيص على ان القائل او ان الذين خافوا كانوا منافقين ما وقفت على اثر واحد ان الذين خاضوا لم يكونوا من المنافقين او جاء ابهام حكمهم او وصفهم كله كان فيه قال منافق او خاض قال المنافقون كذا وكذا فدل هذا على انهم كانوا منافقين. ويؤيدوا هذا رابعا ان هذا شأنهم وهذا حالهم وهذا ديدنهم المعروف كما تبين معنا في الاية التي ذكرتها سابقا ويقولون هو اذن يسخرون وينتقصون يستهزئون فهذا شأنهم وديدنهم فالاقرب والله اعلم ان المتكلمين او الحاضرين او الخائضين انما كانوا منافقين. ويبقى بعد ذلك الجواب عن كونهم كانوا او الجواب عن قوله جل وعلا قد كفرتم بعد ايمانكم والاقرب في الجواب على او الاقرب توجيه هذه الاية ان يقال. ان المنافقين كانوا مؤمنين حكما يعني من حيث احكام الاسلام من حيث الاحكام الظاهرة تجري عليهم من احكام الاسلام وهذا لا شك فيه. اذا كانوا مؤمنين حكما كافرين حقيقة فلما صدر منهم ما صدر كفروا حكما وتركوا اه التخفي بهذا الكفر بمعنى كأنه قال كفرتم بعد ايمانكم الذي كان محكوما لكم به كفرتم بعد ايمانكم الذي كان محكوما لكم به. اصبحوا كفارا حكما بعد ان كانوا وهم كانوا في القبر من قبل كفارا حقيقة اصبحوا ايضا كفارا حكما بعد ان كانوا مؤمنين حكما. هذا الذي يظهر من توجيه هذه الاية وبكل حال سواء اقول لا ان الاية نزلت في قوله كان عنده ايمان ضعيف فارتدوا او انها نزلت في حق المنافقين فالحكم لا يختلف. الاية نص صريح على ان الاستهزاء بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وما يلتحق بذلك ويتفرع عنه من شريعة وقرآن ودين وملائكة ورسل وما الى ذلك انه كفر بالله جل وعلا. فان كان صابرا عن مسلم وقد ارتد وان كان صادرا عن منافق فقد اظهر كفره وصار حكمه الكفر الصريح والردة الصريحة وكل يستتاب فان تاب وان فانه يقتل بالاجماع. يبقى بعد ذلك مسائل في قضية الاستتابة والاقرب والله تعالى اعلم بشأن من سب او استهزأ بالله جل وعلا انه يستتاب. فان تاب والا فانه يقتل. واما في حق النبي صلى الله عليه وسلم والخلاف بين اهل العلم في هذه المسألة قوي والذي حققه شيخ الاسلام رحمه الله ان من تاب بعد سب النبي صلى الله عليه وسلم او الطعن فيه فان توبته تقتل بينه وبين فان توبته تقبل بينه وبين الله جل وعلا. واما آآ من حيث حكم قتلي فانه يقصر بكل حال يعني يقتل تاب او لم يتب. لكن توبته تنفعه عند الله عز وجل. لان حق النبي صلى الله عليه وسلم ليس لاحد ان يتنازل عنه. وهذا القول فيه من القوة ما فيه ويتفرع عن هذا السؤال لم فقام النبي صلى الله عليه وسلم حكم الردة على هؤلاء والجواب عن هذا اما ان يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم معلوم من سنته انه كان يراعي المصلحة في معاملة المنافقين ولا يخفاكم قوله صلى الله عليه وسلم لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه فمراعته صلى الله عليه وسلم المصلحة العامة للاسلام جعلته لا يقتل هؤلاء المنافقين لا في هذه القضية ولا حتى في غيرها او يقال وهو الجواب الثاني وذكره غير واحد كشيخ الاسلام وغيره ان هذه القصة كانت قبل ان يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاغلاق على المنافقين ومجاهدتهم. جاهدوا الكفار والمنافقين واغلظ عليهم. انما آآ كانت هذه القصة قبل ذلك وكان مأمورا صلى الله عليه وسلم بالكف عنهم والاعراض عنهم فهذا الحكم قد انتهى كما بين ذلك ابن القيم بعد وفاته عليه الصلاة والسلام. الكف عن منافقين انما كان في حياته عليه الصلاة والسلام واما بعد وفاته فانه يجب شرعا ان يستتاب من وقع في ذلك ثم بعد ذلك يبنى الحكم على ذلك وفق ما ذكرت من خلاف اهل العلم في هذه المسألة والفوائد المستفادة من هذا الباب كثيرة دون جملة منها اهل العلم لا سيما في تروح لكتاب التوحيد او في التفاسير التي تناولت هذه الاية. لكن المقصود ان على الدعاة وطلبة العلم ان ينتدب للبيان والتحذير فانه يقع كثيرا مع الاسف الشديد ممن يدعي الاسلام وينتسب اليه الغمس واللمس بشيء من شريعة الاسلام او بشيء يتعلق بجناب النبي صلى الله عليه وسلم ولربما غلب الامر وفحش واصبح اشنع وافظع في حق بعظ الناس حتى سب الله عز وجل صريحا وهذا امر لا ينكر ولا يجحد لا سيما في بعض المجتمعات التي مع الاسف الشديد فشى فيها هذا الامر وقل المنكر ولا حول ولا قوة الا بالله والامر في غاية الشناعة والعظم واني اتأمل في حال بعض المجتمعات واسأل من اين اوتوا من حيث عظم النكبات التي تحل بهم واجد في نفسي ان ايش هو هذا المنكر الفظيع؟ فيهم قد يكون السبب او اهم سبب وقوع هذه المصائب والبلاء والمحن التي تنزل فيهم والعياذ بالله والله عز وجل يقول ان شانئك هو الابتر مقطوع الخير. واذا قطع الخير على الانسان فليس له الا الخيبة والحرمان والشر عياذا بالله من القصص التي فيها عبرة ووقعت في هذا الزمان ويحسن ان تذكر ما ذكره الشيخ احمد شاكر رحمه الله في كتابه كلمة حق اورد قصة عن خطيب لي وجاهة وذي سمعة وذي مكانة اراد ان يتملق الى السلطان الذي كان حاكما في ذلك الوقت وصلى عنده صلاة الجمعة وهذا السلطان قد كرم قبل ذلك احد الادباء العميان والحقيقة ان هذا الاديب الذي كرم اعمى بصر واعمى قلب ايضا المقصود انه من تملقه له قال في خطبة الجمعة لما جاءه الاعمى ما عبس ولا تولى يعرض بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذا كما ترى تعريض لا يصل الى حد الاستهزاء الصريح فلما انتهت بالصلاة قام الشيخ محمد شاكر والد الشيخ احمد وامر الناس ان يعيدوا الصلاة فان امامهم قد كفر شاهدوا من القصة ان الشيخ احمد رحمه الله بعد ذلك عقد بقوله وقد اقسم على ذلك انه رأى هذا الشيخ الوجيه للمكانة والسلطة والحظوة رآه على باب احد المساجد يتلقى نعال المصلين ويحفظها وعليه من الملة والصواب بعد ان كان له الجاه والمنزلة وهذه لعلها عقوبة دنيوية ان لم يكن تاب الى الله سبحانه وتعالى والعياذ بالله وما عند الله عز وجل اشد ان لم يتب المقصود ان مثل هذا الامر يقع لذلك تعج كثير من وسائل الاعلام بالغمز واللمز لبعض السنن والاحكام الشرعية كم تلك الان اقلام المسمومة التي تتندر باللحى وتقصير الثياب. حجاب المرأة تعدد الزوجات وقوامة الرجل على المرأة. وما شاكل ذلك يتنزل يستهزئون ويتندرون ويطعنون باسلوب رمزي تاره باسلوب صريح ثارات وهكذا في قنوات وهكذا في مواقعهم ولا شك ان هذا استوجبوا من اهل الايمان وطلبة العلم ان ينهض بواجب الجهاد في سبيل الله عز وجل. جهاد القلم وجهاد اللسان والحجة. جاهد الكفار والمنافقين واغلق عليهم وكذلك ما يقع من بعض الاغرار والسفهاء الذين ضيعوا حظهم من الخير. تجده ينتشر عند بعض شباب انهم ينكتون ننكت ينكتون ويتندرون بشيء من الاحكام الشرعية والله ان الناظر في كلام الفقهاء في ابواب الردة لا يجد اشياء يقع ما هو افدح منها واعظم من بعض المنتسبين الى الاسلام بما يسمى بالنكات وهذه السخافات التي يتلقونها وما يدري الانسان ان وقوعه في جهنم والعياذ بالله بل ان يكون مؤبدا في جهنم ربما يكون بكلمة واحدة ينطق بها كلمة واحدة توريده الموارد ولذلك قال صلى الله عليه وسلم وان يكبوا الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم الامر يحتاج الى توجيه ويحتاج الى بيان ويحتاج الى تعظيم ويحتاج الى تمثيل. في نفوس الناس ان هذا الامر في غاية الخطورة ليس هذا جعل لعب وليس مجال سخرية وليس مجال استهزاء ونكل جناه الشرع وجناب السنة وجناب كتاب الله عز وجل يجب ان يحفظ ويجب ان يرفع ويجب ان ينزه عن المنال بادنى تعليق. وبادنى غمز وهمزة. ومن هذا ايضا ما نص عليه كثير من العلماء من الطعن في العلماء فان الطعن في العلماء والقدح فيهم ان نال العلم الذي والدين الذي هم عليه فهذا لا شك انه كفر وردة. اما ان تعلق باشخاصهم وذواتهم وطرائق تفكيرهم مثلا. فهذا له حكم امثاله من لكن الواقع مع الاسف الشديد ان الطعن انما هو للدين الذي يحملون. ويوصف هذا الذي يسيرون عليه من النهج من الرجوع الى الكتاب والسنة وتقديم ذلك على كل مصلحة وكل عقل وذوق ومراعاة للاعراف وما الى ذلك يوصف بالرجعية. ويوصف بالظلامية وما الى ذلك. وهذا فقيل منزلق خطير قد يعطي يوجد صاحبه في جهنم والعياذ بالله ايضا مما يستفاد من هذا الحديث انه ليس الرفق واللين هو الحكمة دائما الحكمة وضع الشيء في موضعه اللاحق به ولذلك دليل الحكمة الاغلاق. ومن الحكمة التشريد. ولذلك اغلط النبي صلى الله عليه وسلم على هؤلاء ولم يقبل منهم اعتذارهم وشدد عليهم وذلك ان الامر كما قال الشاعر ووضع الندى في موضع السيف في العلا مضر كوضع السيف في موضع الندم. فاحيانا يقتضي الامر الاغلاق وتشبيه لا سيما مع قداحة الجرم وغلظ وعظد كحال هذا الذي يسخر ويستهزئ فليس من المناسب ان يتناول المنكر هذا الامر باطراف اصابعه آآ نتلطف في الحديث مع قدرته على ان يغلظ الانكار ويشدد فيه بما يتناسب وهذا المنكر الذي وقع فيه هذا الذي وقع اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يحفظني واياكم في اقوالنا واعمالنا وواردات قلوبنا من ان ننحرف او نضل او نخطئ الطريق نسأله سبحانه وتعالى الهداية والسداد والتوفيق لما يحب ويرضى وان يجنبنا مساخطه وما يغضبه ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين