بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين. قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه الاية. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد عقد المؤلف رحمه الله هذا الباب الذي افتتحه هذه الاية العظيمة من سورة الاعراف ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون تنبيها على الحق الواجب لله جل وعلا في اسمائه وكتاب التوحيد كما تكرر غير مرة موضوع في جملته بتقرير توحيد الالوهية ولكن الشيخ رحمه الله حل الكتاب بشيء من الكلام عن اسماء الله وصفاته وربوبيته وثمة ملحظ لطيف في ايراد هذا الباب متعلق بتوحيد الالوهية ايضا نبه عليه افيدوا المؤلف وتلميذه الشيخ عبد الرحمن في قرة عيون الموحدين بان الشيخ اراد رحمه الله ان ينبه على خطأ من توسل بالله جل وعلا بذوات الاموات وان الحق ان يتوسل لله عز وجل باسمائه وصفاته قال سبحانه ولله الاسماء الحسنى فهي مما اختص الله عز وجل به فلا يشرك فلا يشركه في اسمائه غيره جل وعلا على الاطلاق ويدل على هذا لام الاستحقاق في قوله ولله واسماء الله عز وجل حسنى بنص كتاب الله جاء هذا في اربعة مواضع في القرآن هذه الاية التي معنا في الاعراب وفي الاسراء وفي طه وفي الحشر كلها تدل على ان اسماء الله عز وجل حسنى وحسنى افعل تفضيل لانها مؤنث احسن فهي افعل تفضيل من حسنة والمعنى انها بالغة بالحسن غايته. ووجه كونها حسنى راجع الى ثلاثة امور الاول انها دالة على اعظم واشرف واقدس مسمى وهو الله جل وعلا. والامر الثاني انها دالة على اشرف واعظم المعاني. والامر الثالث انها منزهة عن كل نقص وعيب صور بلوغ الغاية في الحسن. في اسماء الله جل وعلا متعددة ويتجلى ذلك بوضوح من جهتين الاولى بالنظر الى كل اسم مفرد والثاني بالنظر الى اقتران الاسماء بعضها ببعض فكل اسم قد اشتمل على معنى عظيم هو غاية في الحسن. ولا يتطرق اليه والنقص والشر البتة والله عز وجل الشر ليس اليه. ليس الى ذاته ولا الى اسمائه. ولا الى صفاته جل ربنا وتعالى وتقدس ومن هذه الجهة ايضا يلحظ بلوغ الحسن غايتهم من جهة ان من اسمائه ما يشتمل على اكثر من معنى كلها حق وكلها غاية في الحسن وهذا ممن فردت به اسماء الله تبارك وتعالى عن سائر الاسماء كما تلاحظه باسم الله العزيز وكما تلحظه باسم الله الجبار. وكما تلحظه باسم الله الحكيم بل ربما ذلت على كل معاني الالوهية والربوبية كما في اسم الجلالة الله وكما يتضمن اسمه العظيم وذو الجلال والاكرام معاني عظيمة وكثيرة ترجع اليها نعوت الجمال ونعوت الجلال لله تبارك وتعالى واما من جهة الاقتران وهي الجهة الثانية. فان كل اسم من حيث هو كمال وباقترانه بغيره يتحصل كمال فوق كمال. كما لو تأمل المتأمل العزيز بالحكيم وفي اقتران الغفور بالرحيم وفي اقتران القابض بالباسط. وفي اقتران الاول بالاخر وهكذا في نظائر هذه الاسماء التي اقترن بعضها ببعض والتي يطلق عليها اهل العلم الاسماء المقترنة ويطلقون على طرف منها الاسماء المزدوجة. وعلى كل حال تفاصيل هذه الوسائل مرجعه الى البحث في باب الاسماء والصفات والاحكام المستفادة من كون اسماء الله الحسنى كثيرة من ذلك اعتقاده انها اسماء توقيفية بمعنى ان الله عز وجل لا يسمى الا بما دل عليه الدليل في كتاب الله سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ووجه ذلك اننا قد علمنا ان اسماء الله الحسنى اي بالغة في الحسن غاية وعلم ذلك انما يكون لله تبارك وتعالى لانه هو الذي يثني على نفسه حق الثناء. حتى ان اعلم به من اعلم حتى ان اعلم الناس به وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك اذا اذا كان الله عز وجل لا يحصى ثناء عليه والله انما يثنى عليه باسمائه اذا لا سبيل للعباد الى ان يسموا الله تبارك وتعالى بل الله عز وجل هو الذي يسمي نفسه ويدل على هذا جملة من النصوص الدالة على تحريم القول على الله بغير علم. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. ولا تقف ما ليس لك به علم. وهذا يدلك على خطأي طائفة من اهل البدع الذين قالوا ان الله عز وجل يسمى بمسميات المدح عن طريق الاجتهاد كما هو مذهب المعتزلة ووافقهم عليه بعض الاشاعرة كالباقلان وغيره البحث في مذهب الباقيان في هذه المسألة فيه دقة وتفصيل ولكن هذا هو المشهور عنه. لا شك ان هذا غلط ومن اصرخ ما يدل على غلطه قوله عليه الصلاة والسلام في حديث الهم وهو قوله عليه الصلاة والسلام اسألك بكل اسم سميت به نفسك فالحديث صريح في ان تسمية الله تبارك وتعالى ليست راجعة الى العباد بل الله تبارك وتعالى هو الذي يسمي نفسه فاذا علمنا هذا فان ذلك يدلك على ان الله تبارك وتعالى لا يجوز ان يسمى بغير ما سمى به نفسه ولاجل ذلك فلا يقال في حقه السخي وانما هو الكريم ولا يقال في حقه الجلد. وانما هو القوي. ولا يقال في حقه العاقل. ولا الفقيه وانما هو العليم وهكذا في سائر الاسماء الامر الثاني الذي يستفاد من كون اسماء الله الحسنى دعاؤه بها. وهذا ما رتب الله عز وجل على بيان كونها حسنى اذ قال ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ودعاء الله عز وجل باسمائه يشتمل على دعائه دعاء المسألة وعلى دعائه دعاء العبادة والله عز وجل انما ينادى وانما يدعى باسمائه والله عز وجل انما يتوسل اليه باسمائه. وينبغي على الداعي ان يراعي في ثالثا مناسبة الاسم للحال فاذا كان طالبا للمغفرة دعا بالاسم المناسب لذلك واذا كان طالبا للنصرة دعا بالاسم المناسب لذلك. وهكذا في سائر الاحوال. والامر الثاني دعاؤه دعاء العبادة وذلك بان يتعبد لله تبارك وتعالى باسمائه ومن المعلوم المتقرر عند اهل العلم ان الله عز وجل لكل اسم من اسمائه عبودية تخصه وهذا مما ينفرد بتحقيقه اهل العلم والايمان فان لهم من التأمل والتفكر في اسماء الله عز وجل وعبوديته التي تترتب على ذلك في اسماء شيء عظيم فعبودية الله عز وجل باسمه السميع تختلف عن عبودية الله عز وجل باسمه الرحيم تختلف عن عبوديته تبارك وتعالى باسمه الشكور وهكذا ولا شك ان هذا من اعظم الاسباب الموصلة الى الله تبارك وتعالى وجنته ورحمته والامر كما قال ابن القيم رحمه الله في معنى كلامه الذي ذكره في طريق الهجرتين ان السير الى الله عز وجل من طريق وصفاته شأنه عجب ووقعه عجب وصاحبه قد سيقت له السعادة وهو مستلق على فراشه وترى الجبال تكسبها جامدة وهي تمر مر السحاب. ومثل هذا الموضوع حسب المتكلم فيه ان يشير اليه اشارة والا فان ادراك غوره والفقه فيه بلها تحقيقه والعمل به والقيام بحقه امر عظيم انما يوفق اليه الافراد من اهل العلم والعمل ايضا من الفوائد المستفادة من كون اسماء الله الحسنى اعتقاد انها اعتقاد انها متضمنة ليه؟ الصفات. فليست اسماء الله جل وعلا. اسماء جامدة بل هي متضمنة للنعوت العظيمة والصفات الجليلة ومن القواعد المتكررة عند اهل السنة والجماعة في هذا الباب ان اسماء الله اعلام واوصاف فكل اسم من الاسماء الحسنى يتضمن صفة من الصفات ايضا من الفوائد المستفادة من كونها حسنى اعتقاد سلامتها وتنزهها عن كل عيب وعن كل نقص هذا مما يتعلق بقول الله سبحانه ولله الاسماء الحسنى ثم قال جل وعلا فادعوه بها دعاء الله باسمائه يحتمل امرين وكلاهما حق الاول الدعاء بمعنى النداء كما تقول دعوت زيدا يعني ناديته والله عز وجل انما ينادى وانما يدعى دعاء باسمائه سبحانه وتعالى. وكذلك تحتمل هذه الكلمة فادعوه دعوة يعني سموه والله انما يسمى باسمائه الحسنى كما تقول دعوته كما تقول دعوته زيدا يعني سميته فلا يسمى الله ولا يثنى عليه الا باسمائه الحسنى تبارك وتعالى ثم قال جل وعلا وذروا الذين يلحدون في اسمائهم جمهور اهل العلم على ان هذه الاية محكمة وان قوله وذروا يتضمن امرين الاول اجتناب ما عليه هؤلاء من من الالحاد في اسمائه سبحانه والثاني ان قوله هذا خرج مخرج التهديد. اذا هو شيء متعلق بالمؤمنين من حيث اجتناب. ما عليه هؤلاء من الالحاد وشيء متعلق باولئك الملحدين. من جهة تهديدهم. كما قال جل وعلا ومن خلقت وحيدا ذرهم يأكلوا ويتمتعوا فهذا خرج مخرج التهديد اتركوه تربوا وانتظارا لعقوبة الله تبارك وتعالى عليهم ولا يعني هذا عدم نصحهم وامرهم ونهيهم وارشادهم وانما المقصود بذلك ان يجتنب ما هم عليه كما ان فيه تهديدا لهم وذهب بعض المفسرين كابن زيد رحمه الله الى ان المقصود بقوله وذروا اي اتركوه واعلنوا عنهم وعلى هذا هي عنده منسوخة بايات القتال. والصواب ولا شك مع الجمهور قال وذر الذين يلحدون في اسمائهم. الجمهور قرأوا بضم الياء وقرأ حمزة يلحدونه بفتحها والمعنى على القراءتين واحد والالحاد في اللغة هو الميل عن القصد والاستقامة. ومنه لحد القبر لكونه مائلا عن وسط القبر الى جنبه. اما اما في اسماء الله فانه يراد به العدول عن الواجب فيها وهذا الالحاد في اسماء الله جل وعلا له صور منها ما ذكر ابن القيم رحمه الله في النونية حيث قال وحقيقة الالحاد فيها الميل بالاشراك والتعطيل والنكران. فالملحدون اذا ذات طوائف فعليهم غضب من الرحمن الامر الاول الاشراك وذلك كحال المشركين الذين اشركوا مع الله سبحانه في اسمائهم. حيث سموا اصنامهم باسماء الله. واشتقوا لها من اسمائه اسماء. كما اشتقوا من الله او من الاله على الخلاف وهو احد القولين بتفسير اللاب كما مر معنا غير مرة واشتكوا واشتقوا العزيز اه العزة من العزيز ومناة من المنان وهذا مروي عن جماعة من السلف في تفسير الالحاد باسماء الله ويدخل في ذلك ايضا بل هؤلاء اخبثوا من الاولين اهل الاتحاد الذين جعلوا كل اسم لكل شيء في الدنيا اسما لله تبارك وتعالى وذلك مبني على قولهم ان كل شيء هو الله. تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا الامر الثاني التعطيل وهذا مذهب من عطل اسماء الله عن معانيها وصفاتها. وجعلها جامدة لا تدل على انا كحال المعتزلة واضرابهم من اهل الكلام والامر الثالث النكران يعني انكارها. فانكار اسماء الله داخل في الالحاد لان الواجب اثباتها وهذا كحال المشركين قالوا وما الرحمان؟ وكحال طوائف من اهل البدع الذين انكروا اسماء الله عز وجل بالكلية الجهمية وكما مر معنا ذلك في درس سابق ويضاف الى ذلك امر رابع وهو ادخال ما ليس منها فيها كما مر معنا سابقا فالله عز وجل انما يسمى بما سمى به نفسه فلا يتجاوز القرآن والحديث في هذا الباب فتسمية الله بما لم يسمي به نفسه داخل في الالحاد في اسمائه لانه ميل على او ميل عن الواجب فيها الواجب الوقوف عند الوارد في النص منها. الزيادة على ذلك الحاد فيها وهذا كما سمى النصارى الله ابا وكما سمته الفلاسفة العلة الفاعلة وكما يقع في السن او على السن بعض بعض العامة من تسمية الله بما لم يسمي به نفسه كقولهم يا ابيض الوجه او يا ابا المكارم او يا ديهور او يا سبحان او يا برهان وامثال ذلك من هذه الالفاظ التي لا يجوز ان يسمى الله سبحانه وتعالى بها ولاهل العلم تفاصيل في اه ذكر صور وانواع للالحاد لكن عامة ذلك يرجع الى هذه الانواع الاربعة. نعم قال رحمه الله تعالى ذكر ابن ابي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما يلحدون في اسمائه يشركون نعم هكذا ذكر المؤلف رحمه الله وهذا وهم كما نبه على ذلك حفيد المؤلف الشارح الشيخ سليمان رحمه الله فالذي فسر الاية بقوله يشركون فما عند ابن ابي حاتم كذلك عند ابن جرير وغيرهما هو قتادة رحمه الله وليس ابن عباس وانما ابن عباس روي عنه في هذه الاية انه قال يكذبون وهذا راجع ايضا الى الالحاد كما مضى فالاشراك فيها الحاد والتكذيب بها الحاد ايضا. نعم وعنه سم اللات من الاله والعزى من العزيز يعني عن ابن عباس رضي الله عنه وهذا مشهور روي ايظا عن مجاهد وروي عن غيرهما ان كان هذا الاثر من طريق العوفيين وهو ضعيف لكن هذا التفسير يكاد ان يطبق عليه اهل العلم وان لم يصح عن ابن عباس رضي الله عنهما. نعم وعن الاعمش قال يدخلون فيها ما ليس منها. كما سبق يدخلون فيها ما ليس منها هذا ايضا نوع من الالحاد في اسمائه سبحانه وتعالى. نعم. قال المؤلف رحمه الله تعالى لا يقال السلام على الله قال المؤلف رحمه الله باب لا يقال السلام على الله مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد هو تحقيق كمال التوحيد. بمراعاة الادب مع الله بترك استعمال هذا اللفظ معه فالله عز وجل لا يقال في حقه السلام على الله كما سيأتي بيان علة ذلك وهذا الباب مناسب ايضا الباب الذي قبله لانه متعلق الصفات وذاك متعلق بالاسماء. سيأتي بيان آآ وجه النهي عن تسمية الله او عن قول السلام على الله عند ذكر الحديث الذي نهى فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. نعم قال المؤلف رحمه الله تعالى في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال كنا اذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان وفلان فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقول السلام على الله فان الله هو السلام نعم قال الشيخ رحمه الله في الصحيح يعني الجنس خلاف الحديث في الصحيحين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما يحكي عنهم ابن مسعود رضي الله عنه كانوا يقولون اذا جلسوا في التشهد وهذا يوضح هذه الرواية التي بين ايدينا فمحل هذا القول انما كان اذا جلسوا في التشهد وهذا قد كان قبل ان يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم التشهد المشروع. كما جاء في رواية عند احمد كنا اذا جلسنا في التشهد لا ندري ما نقول فهذا الذي قالوه اجتهاد منهم رضي الله عنهم حتى علمهم النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء التشهد المعروف التحيات لله الى اخره. كانوا اذا جلسوا التشهد قالوا السلام على الله من عباده وفي رواية في الصحيحين من قبل عباده السلام على فلان وفلان في رواية ايضا في الصحيح السلام على جبريل وميكائيل وفلان وفلان. وجاء في رواية خالد الصحيح انهم كانوا يعددون من الملائكة فلما سمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم منهم نهاهم عن ذلك وقال لا تقولوا السلام على الله والسبب ان الله هو السلام. ووجه النهي عن قول السلام على الله راجع الى امور اولا ان السلامة ان قول السلام على فلان او السلام على كذا يتضمن الدعاء بالسلامة من الافات. وهذا انما يصح في بحق من يمكن وقوع الافة عليه. والله عز وجل يتنزه ان تصيبه افة جل ربنا وتعالى عن ذلك. اذا من غير الجائز ان يدعو الانسان لله تبارك وتعالى بالسلامة من الافات. والله عز وجل يتنزه وعن ذلك فكان هذا القول موهما ان الله يجوز ان يناله شيء من الافات لاجل لذلك يدعى له بهذا الدعاء الامر الثاني ان الدعاء لله تبارك وتعالى يوهم العجز والحاجة على الله فان الذي يدعى له انما هو المحتاج والله عز وجل هو المستغني عن كل ما سواه وهو الذي يفتقر اليه كل ما عداه كيف يدعى الله كيف يدعى لله وهو المدعو. وكيف يطلب لله وهو المطلوب اذا هذا القول لا يصح بحال ان يقال في حق الله تبارك وتعالى ووجه ثالث ان هذا الكلام لا معنى له. لان السلام لله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فان الله هو السلام. وكان صلى الله عليه وسلم يقول اذا انتهى من صلاته اللهم انت السلام. وقد نص الله عز وجل على هذا هذا الاسم السلام المؤمن المهيمن اذا القائل السلام على الله كأنه قال الله على الله وهذا كلام لا وجه له ولا محل له ولا يليق ان يقال بحال اذا لاجل هذه الاوجه الثلاثة كان المنع من قول السلام على الله قال النبي صلى الله عليه وسلم فان الله هو السلام السلام في اسماء الله راجعوا الى معنيين الاول انه السالم عن كل نقص وعن كل مشابهة للمخلوقين الله عز وجل يتنزه عن هذين الامرين. فهو يتنزه عن كل عيب وكل نقص لكمال الله عز وجل في ذاته وصفاته. والامر الثاني انه يتنزه في كماله عن ان يشبهه المخلوق في ذلك اذا هو السالم عن كل نقص وعن كل مشابهة للمخلوق والمعنى الثاني انه ذو السلام. يعني المسلم عبادة الذي يسلم عباده من الافات والشر والعيوب انما هو الله تبارك وتعالى وكذلك هو المسلم على عباده سلام قولا من رب رحيم. اذا الى هذين الاسمين الى هذين المعنيين يرجع معنى اسم الله السلام. ثم في تتمة الحديث ولم يذكر هذا المؤلف رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم ارشده بعد ذلك الى التشهد المشروع بان يقولوا التحيات لله والصلوات الى اخر التشهد المشروع وهذا الحديث فيه فوائد منها ضرورة مراعاة الادب في حق الله تبارك وتعالى يعني ان ان يراعي العبد الادب مع الله سبحانه فلا يتكلم بكلام يوهم النقص في حق الله سبحانه ومن فقه خديجة ام المؤمنين رضي الله عنها انها لما جاء جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم والحديث في الصحيح وامره ان يبلغه السلام ان يبلغها يعني ان يبلغ يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها السلامة من ربها ومنه جاء في رواية النسائي في الكبرى وغيره انها رضي الله عنها قالت الله السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام. لاحظ هذا الفقه ولاحظ هذا الادب منها رضي الله عنها لم تسلم على الله لان الله لا يسلم عليه بل هو المسلم لعباده المسلم على عباده فقالت هو السلام ومنه السلام. اما جبريل عليه السلام فانه عبد مخلوق. فيمكن ان يسلم عليه فقالت وعلى جبريل السلام ردت عليه السلام وهذا ما لم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة حينما كانوا يسلمون على الملائكة وانما ارشدهم الى ما هو اعم وما هو اعظم اجرا لها بان يسلموا على عباد الله الصالحين واخبر انهم اذا قالوا ذلك اصابت كل عبد في السماء والارض. الفائدة الثانية ان المنكر يجب ان ينكر حسب الاستطاعة. فالنبي صلى الله عليه وسلم انكر على الصحابة هذا القول وقال لهم لا تقولوا السلام على الله. وهكذا على اهل العلم وطلابه ان ينكروا المنكر. اذا المنكر او رأوا المنكر فلا يترددوا ان كانوا مستطيعين للانكار والارشاد الفائدة الثالثة ان حسن القصد لا يمنع من الانكار فان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المقطوع به انهم ما قصدوا شيئا من تلك الامور الموهمة التي لا تليق بالله تبارك وتعالى انما قصدوا ان يحيوا الله تبارك وتعالى وان يعظموه لكنهم اخطأوا في اللفظ ومع ذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم نبهه ارشدهم الى الخطأ الذي وقعوا فيه ولم يقل استمروا على ما انتم عليه من الخطأ لان قصدكم حسد الفائدة الرابعة ان من انكر منكرا ينبغي عليه ان يرشد الى المعروف قدر الاستطاعة فالنبي عليه الصلاة والسلام لما انكر عليهم هذا القوم ارشدهم الى المشروع وهو انهم يقولون التحيات لله الى اخره فمهما استطعت يا ايها الداعية ويا ايها الطالب للعلم ان توجه الناس وترشدهم الى البديل الشرعي للمنكر الذي يقع يقع فيه الناس فافعل الفائدة الخامسة بمعنى قولي السلام على فلان او السلام عليك او السلام عليكم فان هذا اللفظ السلام عليكم معناه راجعوا الى ما يأتي اولا ان المعنى عليك بركات الله باسمه عليك بركات الله باسمه وبعض اهل العلم يقول عليك بركات السلام باسمائه. فهو اما ان يكون تبركا بسم الله السلام او يكون تبركا بجميع اسماء الله عز وجل وعلى هذا فقول السلام عليكم يتضمن ذكرا وتبركا ودعاء فحينما يتبرك الانسان بذكر اسم الله جل وعلا واسماؤه تحل بذكرها البركة من اثار ذلك ان يسلم الانسان من الافات والشرور. المعنى الثاني انه دعاء بالسلامة. اذا قال السلام عليكم يعني ادعو الله ان يسلمك او يسلمكم فهو على هذا دعاء الامر الثاني ان يكون اخبارا اذا لقي الانسان اخاه فقال السلام عليك اخبار منه انه سالم من شره. فلا يناله منه اذى يؤمنه ويطمئنه انه لن يناله منه شر وهذا كما قال الله جل وعلا فقالوا سلاما قال سلام فهو فهم يخبرونه بسلامتهم بسلامته منهم فرد عليهم بالمثل هذا كله حق وكله صواب وكله مما ينبغي ان يلاحظه وان يراعيه من القى السلام على اخوانه والله عز وجل اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان