السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين. قال المصنف رحمه الله تعالى باب قولي اللهم اغفر لي ان شئت الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين اما بعد. هذا الباب تشاء به تشان من ابواب اخرى التي ننبه فيها المؤلف رحمه الله على وجوب مراعاة الادب مع الله في الالفاظ ومن هذا ان يقول الداعي اللهم اغفر لي ان شئت فان هذا القول اعني الدعاء بالمشيئة قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم لانه يتنافى ومراعاة الادب مع الله عز وجل ويظهر وجه ذلك من خلال امور. اولا ان قول داعي اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارزقني ان شئت وامثال ذلك مشعر باستغناء الداعي عن الله سبحانه وان هذا الدعاء ليس بذاك الشيء المهم عنده فالتعليق بالمشيئة يلحظ فيه فتور الطالب وعدم الرغبة العظيمة فيما عند الله سبحانه وتعالى وليس هذا حال المؤمن في دعائه ولجوءه الى الله عز وجل المؤمن اذا سأل ربه فانه يسأله سؤال الفقير المحتاج المضطر الى الله غاية الاضطرار. قال الله جل وعلا امن يجيب المضطر اذا دعاه. اما اذا قال اللهم اغفر لي ان شئت. فكأنه يقول ان شئت فاجب وان شئت فلا تجب فان الامر لا يهمني ووجه ثان وهو ان التعليق بالمشيئة انما يتأتى في حق من قد يفعل بلا مشيئة. وانما يكره على الفعل يقولوا اللهم اغفر لي ان شئت قد يوهم قوله هذا ان الله عز وجل قد يفعل بلا مشيئة بل باكراه كانه يقول اللهم اني اسألك ان تعطيني بمشيئتك ولست مكرها لك ولا شك ان هذا لا يجوز ان يعتقد في حق الله عز وجل. وهذا ما جاء التنبيه في قوله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي فان الله لا مكره له وامر ثالث وهو ان قول القائل اللهم اغفر لي ان شئت قول لا فائدة منه لانه من المعلوم المتيقن ان الله عز وجل انما يجيب بمشيئته. وانما يفعل بمشيئته كما قال جل وعلا فيكشف ما تدعون اليه ان شاء. فلا حاجة اذا الى هذا التعليق بالمشيئة لانه تحصيل حاصل ووجه الرابع وهو ان هذا اللفظ مشعر بان سؤال الله قد يكون فيه شيء يعظم على الله وكأن الداعي يهون الامر. ويقول انا لا اريد ان اثقل عليك. فاسألك شيئا عظيما الامر اليه ان شئت فاجب وان شئت فلا كما لو سأل الانسان اخر سؤالا عظيما سأله مبلغا ضخما من المال فانه يهون عليه الامر حتى يسهل عليه الاعتذار اذا لم يكن مستطيعا فيقول له اعطني ان شئت وهذا لا يجوز ان يعتقد في حق الله عز وجل فان الله لا يتعاظمه شيء اعطاه كما جاء في الحديث وجاء الحث على ان يعظم الانسان المسألة. وان يعظم الرغبة فالله عز وجل لو اجتمع الخلائق اجمعون اولهم واخرهم انسهم وجنهم لو اجتمعوا في صعيد واحد فسأل كل انسان مسألته واجتهد في ان يسأل كل شيء يريده ويرغب فيه فاعطى الله كل انسان مسألته ما نقص هذا في ملك الله شيئا. كما جاء هذا في حديث مسلم اذا بهذه الاوجه الاربعة التي تتنافى مقام الادب مع الله عز وجل جاء النهي عن ان يعلق الانسان الدعاء بالمشيئة حتى لو لم يكن قاصدا لشيء من ذلك فان ترك اللفظ الموهب من الامور المطلوبة من المسلم. نعم قال رحمه الله تعالى في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقل احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت ليعزم المسألة فان الله لا مكره له. ولمسلم وليعظم الرغبة عمله ولمسلم وليعظم الرغبة فان الله لا يتعاظمه شيء اعطاه. نعم كما سبق الله عز وجل لا مكره له والله عز وجل لا يتعاظمه شيء. والحديث كما ذكر الصليب يعني في الجنس في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم وهذه القضية مما ينبغي ان ننبه عليه فانه يكثر على السنة الناس تعليق الدعاء بالمشيئة يقولون الله يجزيك خير ان شاء الله. اللهم يبارك فيك ان شاء الله. وامثال هذه الكلمات فهذا مما ينبغي ان ينبه عليه ولا يرد على هذا التقرير ما جاء في البخاري عنه صلى الله عليه وسلم انه كان اذا عاد مريضا قال لا بأس طهور ان شاء الله. فان الصواب في التوجيه هذا القول انه اخبار على طريق البشارة وليس دعاء طهور يعني هذا طهور ان شاء الله التعليق بالمشيئة هنا ليس تعليقا لدعاء بالمشيئة. وانما هو تعليق للخبر بالمشيئة على جهة الرجاء والتفاؤل وظاهر الحديث يفيد التحريم وانه لا يجوز تعليق الدعاء بالمشيئة وهذا ما جزم به غير واحد من اهل العلم ابن عبد البر وغيره وبعض اهل العلم ذهب الى ان هذا النهي انما هو للكراهة التنزيهية وصرف ذلك بحديث الاستخارة حيث جاء فيه تعليق الدعاء. ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في في ديني ومعاشي وعاقبة امري الى اخره وهذا مال اليه النووي وكذلك الحافظ ابن حجر رحم الله الجميع وهذا القول ليس بوجيه فشتان ما بين التعليق بالمشيئة والتعليق بالعلم الذي في حديث الباب التعليق بالمشيئة والذي في حديث الاستخارة انما هو التعليق بالعلم نظرا لكون الانسان لا يدري هل هذا الشيء الذي استخار من اجله سيكون خيرا له في دينه ودنياه واخرته ام لا فلاجل هذا علق الامر بعلم الحكيم الرحيم سبحانه وتعالى فاذا لا وجه اه لا وجه فيه ان يقال ان حديث الاستخارة صارف للنهي الوارد في حديث الباب من التحريم الى الكرامة لان هذا في شيء وذاك في شيء اخر. والله عز وجل اعلم قال رحمه الله تعالى باب لا يقول عبدي وامتي باب لا يقول عبدي وامتي. ولم يزل الشيخ يعقد يعقد ابواب في التنبغيه على الالفاظ التي تركها في تصديق لي كمال التوحيد. ومن هذا ان يقول السيد من تحت يده من العبيد والامام عبدي وامتي. فان هذا الترك فيه ادب مع جنازة الربوبية وفيه ايضا حماية لجناب توحيد الالوهية واورد تحته ما ستسمعه من نهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك وهذا الحديث مشتمل على مسائل سنأخذ منها ما يتيسر بعون الله. نعم. قال رحمه الله تعالى في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول في الصحيحين. نعم. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقل احدكم اطعم ربك وضأ ربك وليقل قل سيدي ومولاي. هذه المسألة الاولى. وهي نهيه صلى الله عليه وسلم عن ان يقول الرجل اطعم ربك وظأ ربك وفي الصحيح اسق ربك ثم ارشد عليه الصلاة والسلام الى انكم المناسب. وهو ان يقول سيدي ومولاي وهذا النهي محمول على ان يقول القائل عبدي غيره اطعم ربك ويمكن ان يكون ويمكن ان يكون المراد ان يتكلم السيد عن نفسه متعاليا متعاظما. يقول اطعم ربك يريد نفسه فمثل هذا لفظ لا يليق ولا اه يناسب ان يقوله المسلم في حق من تحت يده ووجه هذا النهي النذر عن التطاول والامر بالتواضع وتلاحظ هنا ان النهي جاء بلفظ الخطاب وان الارشاد جاء بلفظ المتكلم ووجه ذلك على ما ذكر بعض اهل العلم انه اذا نغي الغير عن هذا القول العبد من جهة اولى ان يقول ربي لكان في حق الغير نهي عن ان يقول هذا القول العبد من باب اولى والصواب بهذا الباب ان يقال ان النهي الذي جاء في هذا الحديث هو عن ان يكون هناك مواجهة بهذا اللفظ. اما اذا لم يكن في ذلك مواجهة فالامر في ذلك يختلف وتحقيق المقام هنا ان لفظ الرب فيه تفصيل من حيث حكم آآ قوله في حق المخلوق وذلك على النحو الاتي اولا ان يقال هذا اللفظ محلا بالرب. فهذا لا يجوز ان يستعمل الا في حق الله سبحانه كما في صحيح مسلم اما الركوع فعظموا فيه الرب. فالرب هنا باطلاق ليس الا الله عز وجل الوجه او المقام الثاني ان يقال هذا اللفظ مضافا الى ما لا يعقل كذاب والدابة وامثالها. يقال رب الدار ويقال رب الدابة وما شاكل ذلك فهذا لا حرج فيه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حتى يلقاها ربه في شأن ضالة الابل ويبقى بعد ذلك الى لم يكن محلا بال اضيف الى الناس ليس الى ما لا يعقل وانما اضيف الى الناس. هل يجوز ان يستعمل او لا يجوز هذا فيه بحث وخلاف طويل بين اهل العلم فمن اهل العلم من رأى جواز ذلك اخذا بقوله سبحانه وتعالى اذكرني عند ربك وكذلك على قول كثير من المفسرين في تفسير قول الله جل وعلا قال معاذ الله انه ربي وامثال ذلك من هذه النصوص ورأى طائفة من اهل العلم المنع من ذلك ووجهوا هذه النصوص بانها من شرع من قبلنا وشرع من قبلنا ليس شرعا لنا اذا جاء شرعنا بخلافه. وها هنا قد جاء النهي عن ذلك في في هذا الحديث وهو الا يقول وهو نهيه صلى الله عليه وسلم عن ان يقول القائل اطعم ربك واسق ربك ووضئ ربك وامثال وان كان ذلك من هذه الالفاظ وطالبة من اهل العلم رأت ان النهي الذي جاء في حديث الباب مطلوب على الكراهة والصالح تلك النصوص التي اسلفت. وطائفة من اهل العلم رأت انه يجوز استعمال هذا اللفظ الا اذا اظحى لفظا شائعا يعني اذا ذكر على ندرة فجائز اخذا بالنصوص المبيحة. واذا استعمل عادة فلا يجوز اخذا بالنهي الوارد. ومهما يكن من شيء فالذي يظهر والله اعلم ان هذا اللفظ لا يجوز استعماله في حق المتكلم او المخاطب اذا كان العبد حاضرا. بان يقول العبد مثلا هذا ربي او اذا كان حاضرا في ان يقال اطعم ربك اخذا بهذا الحديث واما اذا كان ذلك بخلاف هذا الامر كان يكون في حال الغيبة بان يقال وبان يقول قائل فلان آآ رب فلان فاذا كان سياط الكلام يتضح منه انه اراد الرق وان هذا المولى والسيد له وليس انه الرب المتصرف في شأنه والذي له صفات الربوبية فان هذا والله اعلم مما قد يقال من قد يقال بجواز اخذا بما جاء في قوله سبحانه وتعالى قال اذكرني عند ربك واما القول بان هذا من شرع من قبلنا فينبغي ان نلاحظ في ان القائل في هذا القول انما هو نبي ورسول كريم والانبياء والرسل لا شك انهم ممن يحتاطون غاية الاحتياط في مراعاة الالفاظ التي تتنافى مقام الادب مع الله او ان يكون فيها شيء من الخدش في التوحيد والله عز وجل اعلم ارشد النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان نهى عن هذا اللفظ الى استعمال اللفظ المباح. وهو ان يقول سيدي ومولاي ولفظ السير فيه بحث ايضا. وهذا الحديث دليل على جواز استعماله في حق المخلوق. وهذا ما دلت عليه نصوص كثيرة في الكتاب والسنة كما قال جل وعلا وسيدا وحصورا والف يا سيدا هذا الباب وقال عليه الصلاة والسلام في شهر الحسن والحسين انهما سيدا شباب اهل الجنة وقال في حق ابي بكر وعمر انهما صداقه لاهل الجنة. من قال في حق نفسه هو عليه الصلاة والسلام انه ولد ادم وقال في حقه سعد ابن معاذ رضي الله عنه قوموا الى سيدكم وقال بحق سعد ابن عبادة الا تسمعون الى ما يقول سيدكم في نصوص كثيرة تدل على جواز استعمال هذا اللفظ في حق المخلوق. وذهب من اهل العلم الى منع هذا الاستعمال. اخذا بحديث عبد الله ابن رضي الله عنه انه لما جاء وفد بني عامر قام خطيبه فقال انت سيدنا. فقال عليه الصلاة والسلام السيد الله. قالوا هذا الحديث ناسخ لتلك النصوص المبيحة نظرا لكونه في عام الوفود في السنة التاسعة فهو متأخر فيكون ناسخا لها وهذا القول متعقم فان الجزم بالنسخ انما يكون عند تحقق المعرفة بالتاريخ وما يدري هذا القائل عن ان بعض تلك الاحاديث انما كانت بعد ذلك الذي يظهر والله اعلم ان الصواب هو جواز رحمك الله. جواز استعمال لفظ السيد في حق المخلوق بمراعاة الروح. اولا ان يكون الموصوف بهذا الوصف مستحقا لذلك. لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لا تقولوا للمنافق سيد فانه ان يك سيدا فقد اغضبتم ربكم و يقال ثانيا او امر ثان ينبغي ان يراعى وهو ان لا يكون ثمة اشعار بالغلو في هذا الوصف واذا كان ثمة اشعار بالغلو في هذا الوصف فانه يمنع وهذا الذي يوجه به حديث عبدالله بن الشخير السابق ويؤيدهما عند النسا ما عند المسائل وهو ان القائل قد قال انت سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا فارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى ترك ذلك. وقال قولوا بقولكم او بعض قولكم ولا لاستجرينكم الشيطان ولاحظ انه جاء في هذا اللفظ سيدنا وخيرنا ولاحظ ان مثل لفظ خيرنا ليس مما جاء النهي عن الوصف فيه اي عن الوصف به. لكن لما كان المقام مشعرا بشيء من الغلو والعام كما علمت عام وفود وحدثاء العهد بالكفر كثر في ذلك المقام ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى ما يقطع اسباب الشر ويسد الذريعة الى الغلو فهذا الذي يظهر والله تعالى اعلم انه لا بأس بقول او باستعمال لفظ السيء قال ومولاي المولى يطلق في اللغة على عدة معاني ذكر النووي رحمه الله انها تبلغ ستة عشر معنى منها الناصر ومنها المالك ومنها السيد ومنها المولى المعتق ومنها المولى المعتق الى غير ذلك مما هو جار في الفاظ النصوص وفي كلام العرب. والله عز وجل هو المولى المطلق كما قال جل وعلا فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين هذا اللفظ يستعمل في حق الله عز وجل على ما لا على ما يليق وبه ويستعمل في حق المخلوق على ما يليق به كما في الاية السابقة. نعم قال صلى الله عليه وسلم ولا يقل احدكم عبدي وامتي وليقل فتاي وفتاتي وغلامي. هذا هو اللفظ الشاهد من الباب الذي عقد المؤلف الباب لاجله وهو انه فيقول عبدي وامتي وهذا كما سبق فيه مراعاة للادب مع الله عز وجل وفيه نهي عن التطاول الكبر وامر بالتواضع والخضوع فان هذا اللفظ حينما يقول السيد عبدي وامتي فيه ما فيه من اشعار الترفع والتطاول ولذلك جاء في رواية مسلم بهذا الحديث لا يقل عبدي وامتي فكلكم عبيد الله ونسائكم اماء الله تحقيق المقام هنا ان يقال انه لا يجوز ان يقال هذا اللفظ في حق آآ المتكلم وانما يجوز في حق الغائب كما دل على هذا قول الله عز وجل وانكثوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم. يعني في غير لفظ المتكلم. اما المتكلم فلا يقول عبدي امل واما في حق الغير فجائز. كما في هذه الاية وكما في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم ليس على المسلم في عبده وفرسه صدقة. والله عز وجل اعلم. نعم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب لا يرد من سأل بالله قال الشيخ رحمه الله باب لا يرد من سأل بالله وهذا من كمال تحقيق التوحيد ومن عظيم مراعاة الادب مع الله عز وجل. لان السائل اذا سأل بالله وقد سأل بعظيم ومن تعظيم هذا العظيم جل وعلا ان يجاب هذا السائل ان يجاب هذا السائل الى سننه. نعم قال المصنف رحمه الله تعالى عن عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استعاذ بالله فاعيدوه. من استعاذ بالله فاعيذوه كان يقول اعوذ بالله منك فانه يجب ان يعادي لانه استعاذ بعظيم فيجب ان يعاد كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام حينما قالت المرأة التي تزوجها ودخل عليها اعوذ بالله منك الجونية وقال عليه الصلاة والسلام عذتي بمعالي في رواية بعظيم الحقي باهلك. اعادها النبي صلى الله عليه وسلم وامرها ان تلحق باهلها ويستثنى من ذلك ان يستعيذ المستعيذ بشأن امر واجب كأن يراد اقامة الحد عليه او ان يعزر التعزير الشرعي او ان يؤخذ الحق منه فيستعيذ بالله فانه لا يجاب فانه لا يجاب في هذه الحال لا يجاب في هذه الحالة. اما اذا كان مستعيذا بالله في شأن اخر فانه يجب ان يعاد معه. ومن سأل بالله فاعطوه فهو الشاهد من ايراد الحديث. ومن سأل بالله فاعطوه. وآآ محل ذلك فيما اذا سأل محل ذلك فيه تفصيل. اولا اذا سأل ما له فيه حق. كان يسأل ما لهم فيه حق من بيت المال او يسأل دينه من المدين وما شاكل ذلك فانه لا اشكال وجوب المجاب الى سؤاله. والحالة الثانية ان يسأل بالله شيئا فيه اثم. او قطيعة رحم. فانه لا ان يجاب في هذه الحال لو قال يا فلان اسألك بالله ان تعطيني خمرا او دخانا او ما شاكل ذلك فانه لا يجاب. لان سؤاله في اصله غير جالس. والحالة الثالثة ان يسأل غيره بالله ما يلحق الضرر بالمسئول او يشق عليه في اجابته. ان يسأله مالا هو اليه محتاج اسأله دابته اسأله امثال هذه المسائل التي تشق اجابتها على المسؤول فانه حينئذ لا يجب عليه ان يجيب. لان القاعدة في الشريعة لا ضرر ولا ضرار الحالة الرابعة ان يسأل ما لا اثم فيه ولا يحق او لا تشق الاجابة فيه على المسؤول هذا ما ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى الاجابة في ومن سألكم بالله فاعطوه وجمهور اهل العلم على حمل الامر ها هنا على الاستحباب. بل نقل بل نقل بعض اهل اهل العلم الاجماع عليه والله تعالى اعلم. نعم. ومن دعاكم فاجيبوه. قال ومن دعاكم فاجيبوه. دعاكم الى دعوة يعني الى وليمة فانه من المشروع ومما جاء الحث عليه ان يجاب الى دعوته وهكذا كانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وهكذا كان فعله وهديه فمهما دعي عليه الصلاة والسلام اجاب ولو قل الشيء الذي دعي اليه وهل وجوب الاجابة مختص وليمة العرس ومستحب فيما سوى ذلك او واجب في جميع الاحوال خلاف بين اهل العلم والجمهور على الاول ومحل البحث في هذه المسألة كتب الفقه. نعم ومن صنع اليكم معروفا فكافئوه فان لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا انكم قد كافأتموه. رواه وابو داوود والنسائي بسند صحيح امر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الارشاد الرابع ان يكافئ من صنع الينا معروفا وهذا فيه ملحظ لطيف يتعلق بالتوحيد الا وهو ان من كافأ على المعروف الذي صنع له فقد تخلص من نوع الذل الذي وقع له للمخلوق وهكذا ينبغي على الموحد المحقق لتوحيده ان يتخلص ما استطاع من ملاحظة منة المخلوق. ومن الذل لهم وان نجرد ذله وخضوعه لله عز وجل. وان لا يرى ملة لاحد عليه سواه تبارك وتعالى فاذا ما قدم اليك اخر معروفا واهدى اليك هدية فان من المشروع في حقه في حقك ومما حثت عليه الشريعة ان تبادره بالمكافأة ملاحظة لهذا الامر الدقيق. فان لم يجد الانسان ما يكافئ به فليعوض ذلك بالاجتهاد له في الدعاء حتى يشعر من نفسه انه قد كافأه على ما قدم اليه من معروف واحسان والله اعلم. نعم قال رحمه الله تعالى باب لا يسأل بوجه الله الا الجنة نعم. عن جابر رضي الله عنه عن جابر رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل بوجه الله الا الجنة. رواه ابو داوود. حديث جابر هذا فيه بحث من جهة اسناده والاقرب والله اعلم انه حديث ضعيف لانه او لان مداره على رجل اسمه سليمان ابن معاذ وهو ضعيف. الحديث الاقرب والله اعلم انه ضعيف وقد ضعفه جماعة من اهل العلم تعدي الحق وابن القطاس اشار الشارع الشيخ سليمان ايضا الى ضعفه ومن المعاصرين الشيخ الالباني رحمه الله وغيره من اهل العلم اشاروا الى ضعف هذا الحديث وان كان من اهل العلم من قواه المقدسي اورده المختارة فهو قوي عنده وهكذا المنذري وغيرهم من اهل العلم لكن الاقرب والله اعلم انه ضعيف. وعلى كل حال على فرض صحته فان هذا الحديث يدل على امرين الاول انه لا يجوز ان يسأل مخلوق لوجه الله مر معنا ان يسأل او ان يسأل بالله لكن هنا البحث اخص وهو ان يسأل السائل بوجه الله ووجه النهي المستفاد من هذا الحديث كونه صلى الله عليه وسلم اخبر انه لا يسأل بوجه الله الا الجنة. والمخلوق ليس بيده شأن اذا لا يجوز ان يسأل المخلوق بوجه الله والثاني انه لا يسأل الله شيئا بوجهه الا الجنة وذلك ان المتوسل الى الله بهذه الصفة العظيمة قد توسل بشيء عظيم. فلا يناسب هذا التوسل الا ان يسأل اشرف الامور واعظمها. وهو الجنة ويلتحق بذلك سبب دخولها او لازم دخولها كالنجاة من النار وما اليه وبعض اهل العلم يقصر معنى الحديث على احد الوجهين يرجح احد الوجهين على الاخر والاقرب انه انصح يشمل ويحتمل الامرين قد جاء ما يؤيد معنى هذا الحديث وهو ما خرجه الطبراني من حديث ابي موسى رضي الله عنه من حديث غيره ايضا ملعون من سأل لوجه الله وملعون من سئل بوجه الله فلم يعطي ولكن هذا الحديث فيه نظر ايضا من جهة اسناده وقد ضعفه ابن منده وغيره من اهل العلم منهم من حسنه كالعراقي ايضا الشيخ الالباني رحمة الله على الجميع وعلى كل حال ان صح الحديث فان التوجيه في حق السائل ان يسأل حقيرا ملعون بسأل من سأل بوجه الله يعني شيئا حقيرا لا يستحق هذا اللفظ هو ان يسأل بوجه الله وآآ المسؤول الذي لم يعطى اه عفوا الذي لم يعطي محمول في حق من كان عنده قدرة على الاجابة ولا يشق عليه ذلك. او كان للسائل حق في هذا الذي سأل آآ به وتوسل بوجه الله تبارك وتعالى على كل حال كل ما جاء في النهي عن السؤال لوجه الله الا الجنة فيه نظر ويحتاج الى مزيد تحليل وتأمل فانك لو تأملت ما جاء في البخاري وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل قوله جل وعلا قل هو القادر على ان يبعث على عليكم عذابا من فوقكم. قال اعوذ بوجهك ولما قال او من تحت ارجلكم قال اعوذ بوجهك. فلما نزل او يلبسكم شيعا ويذيق بعض بأس بعد بأس بعض قال هذا اهون تلاحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ بوجه في شأن عذاب دنيوي. وهو ان ينزل على المسلمين عذاب من فوقهم او من تحت بارجله. فهذا مما اه يقوي القول بان ما جاء في هذا الباب فيه نظر من جهة بوته ثم انه على فرض ثبوته لاهل العلم هنا بحث هل يختص هذا النهي عن ان يسأل الله آآ بوجهه الا الجنة هل هذا مختص التوسل بصفة الوجه او يعم التوسل بسائر الصفات والاقرب ان صح الحديث الوقوف مع النص وان هذا خاص بالسؤال لوجه الله جل وعلا فحسب هذا الحديث كما ذكر الشراح لا يسأل بوجه الله الا الجنة بعضهم اقول كما ذكر الشراح وجهه النفي والنهي ولفظ الغيبة بلفظ المخاطبة اه عفوا بالمبني للمجهول وبالمبني للمعلوم. لا يسأل لا اسأل وبالنفي لا يسأل وبالنهي لا يسأل اربعة اجر اوجه ذكرت في توجيه الحديث انصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولعل في هذا بقدر كفاية والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه