بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في اللوم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. اما بعد قال الشيخ رحمه الله بعض ما جاء في اللون لو من حروف المعاني والغالب ان تأتي لي امتناع الشيء لامتناع غيره. ولذا يسمونها طرح امتناع لامتناع لو زوج بنين لاكرمنا لاكرمتك. امتنع الاكرام لامتناع الزيارة وهذا هو المقصود بالبحث فيه في هذا الباب وقد تأتي لي الحظ. لو زرتنا وقد تأتي للتقليل. فاتقوا النار ولو بشق تمرة وقد تأتي بمعنى ان الشرطية. ولامة مؤمنة خير من مشركة ولو اعجبتكم انواع الاسراء يذكرها اهل اللغة والمقصود ان الشيخ رحمه الله عقد هذا الباب ليبين حكم لو وقد جعل الحكم غير ملزوم به لان الحكم في لوم منقسم فقد تستعمل استعمالا جائزة وقد تستعمل استعمالا ممنوعا. ويلاحظ هنا ان الشيخة ادخل على لون ولو كما علمت من حروف المعاني والحروف لا يدخل عليها التعريف وانما الم ندخل على الاسماء ووجه ذلك ان الشيخ رحمه الله انما استعملها استعمال الاسمية لا الحرف. بمعنى انه اراد ما جاء في حكم هذا اللقب وهو لو وحينئذ ساغ دخول على لون. وهذا قد ورد قد ورد في بعض الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم اعني لهم اللون. والشيخ رحمه الله في هذا التبويب قد مشى على ما مشى عليه الامام البخاري رحمه الله. فانه قد بوب هذا الباب ايضا في صحيحه فقال باب ما جاء في اللون واورد رحمه الله تسعة احاديث تدل على جواز استعمال لو كما سيأتي بيانه ان شاء الله وهذا يدلك على عناية الشيخ رحمه الله الشيخ محمد بصحيح البخاري اهتمامه به وتأثره به والمقصود ان لو قد تستعمل استعمالا مباحا وقد تستعمل استعمالا ممنوعا و مما جاء بجواز استعمال لوم قول النبي صلى الله عليه وسلم لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك انه لوقتها لولا ان اشق على امتي لو كنت راجما احدا بغير بينة لرجمت هذه. واشار الى الملاعنة وقال لو استقبلت من امري ما استكبرت. لما سقت الهدي الى اخره وقال ايضا صلى الله عليه وسلم لولا ان قومك حديث عهدهم بالجاهلية لهدمت الكعبة الى اخره في احاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نقابل ذلك ما اورد الشيخ مما سنقرأه باذن الله من حديث صحيح مسلم وفيه فان اصابك شيء فلا تقل لو كان كذا لكان كذا وكذا. فهذا الحديث يفيد الحث على ترك هذا الاستعمال. ويفيد دم استعمال لون وقد اختلف اهل العلم في الجمع بين النصوص التي جاء فيها الجواز والنصوص التي تفيد المنع. فذهبت طائفة من اهل العلم الى ان المنع انما كان او ان النهي انما كان للكراهة واللصوص المبيحة صارفة للنهي عن التحريم. وذهبت طائفة من اهل العلم الى ان النهي انما هو عن استعمال لوم دون اضمار قولي بمشيئة الله او باذن الله. واما النهي فانه وارد على حال كون المتكلم بلو لم يضمر ذلك وانما اعتقد ان الامر حاصل ولابد دون مشيئة لله عز وجل فكل النصوص التي فكل النصوص التي جاء فيها ذكر نوم انما يقع في اعتقادي المتكلم ان ذلك انما كان بمشيئة الله. والنهي عن ما خلى عن ذلك. وذهبت طائفة اخرى الى ان النهي انما كان فيما استعمل في الماضي يعني فيما حصل في الماضي لا يستعمل لو واما المستقبل فانه يجوز استعمال لو فيه في اقوال اخرى ذكرها اهل العلم والتحقيق في هذا المقام ان يقال ان لو تأتي ممنوعة وضابط ذلك ما يأتي. اولا ان يكون في استعمالها اعتراض على الشرع. وثانيا ان يكون لاستعمالها اعتراض على القدر يمثل لهذين بقول الله جل وعلا عن المنافقين لو اطاعونا ما قتلوا فان قولهم هذا يتضمن الاعتراض على الشرع من جهة ان قتلهم في اعتقادهم وزعمهم انما كان طاعتهم النبي صلى الله عليه وسلم يعني قتل الفريق الذي قتل انما كان بسبب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم لامره في الجهاد ولو انهم تركوا ذلك واطاعونا واتبعوا رأينا المخالف للشرع ما قتلوا. ويتضمن هذا ايضا اعتراضا على القدر من جهة ان ظاهر كلامهم اعتراض على ما قدر الله عز وجل على قتلهم لو اطاعونا ما قتلوا. ويدخل في هذا ايضا ما سيأتي من ما اورد المؤلف رحمه الله وتكون ممنوعة ثالثا اذا كانت تتضمن السر والندم على ما فات فان الندم والتحسر على ما فات فيه ما فيه من سوء الظن بالله عز وجل. وفيه ما فيه من انقباض النفس وعدم انشراحها وما يترتب على ذلك من ضعف القلب وفتوره عن الطاعة والاقبال على عبادة الله عز رجل ومحبته وما يلتحق بذلك ولاجل هذا يكون ممنوعا. وتكون ممنوعة رابعا اذا كانت تتضمن احتجاجا بالقدر على المعاصي كما اخبر الله عز وجل عن قول المشركين لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا فهذا ولا شك امر محرم وتكون ممنوعة خامسا اذا كانت تتضمن تمني الشر والمعاصي كما جاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم بذكر الرجل الذي تمنى ان يكون له مال فيفعل مثل ما فعل فلان الذي انفق ماله في معصية الله فقال لو كان لي مثل ما فلان مثل مال فلان لفعلت مثل ما فعل اذا النفي عن استعمال لوم راجع الى هذا الضابط وهو المشتمل على هذه الاحوال الخمس. وتكون لو في الجهة الاخرى استعمالها جائزا. في حالتين يعني ضابط ذلك حالتان الاولى ان يكون ذلك على سبيل تمني الخير والرغبة فيه. وثانيا ان تكون على سبيل تعليم الحق والارشاد الى الخير وانت اذا تأملت النصوص الماضية وغيرها كثير في الكتاب والسنة لوجدت ذلك لا يخرج عن هذين الامرين ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا الى غير ذلك مما جاء وقد سمعت بعض الاحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما اذا عرفت ذلك اتضح لك بهذا التفصيل تحقيق المقام في شأن استعماله لو والله عز وجل اعلم. اذا مناسبة هذا الباب بكتاب التوحيد من جهة ان مما تستعمل فيه نوم ما يكون متضمنا لما يقدح فيك باب التوحيد الواجب. مما تستعمل فيه لو ما يكون متضمنا لما يقدح تحقيق كمال الواجب فلاجل هذا وجب اجتناب هذا الاستعمال كما ارشد الى هذا النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك ان هذا من شأن المنافقين اعني ما جاء من استعمال لون على محمل الاعتراض على شرع الله وقدره هو المنافقين وشأنهم كما ذمهم الله عز وجل على ذلك في الايتين الاتيتين فهذا مما يجب ان يترفع عنه الموحد وان ينأى بنفسه عنه وان يجتنبه غاية الاجتناب فانه قادح في تحقيق كمال التوحيد الواجب نعم قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلناها هنا. الاية كما سبق. نعم وقوله الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا. الاية كذلك هذه الاية لو اطاعونا ما قتلوا فما سبق كل ذلك راجع الى التفصيل السابق وهذا هو كما اسلفت من اقوال المنافقين وقد حكى الله عز وجل عنه امثال هذه الاقوال في كتابه مما يظهر للمتتبع نعم. في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم الصحيح يعني في صحيح مسلم. نعم. قال صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك. الشيخ اختصر ها هنا من الحديد واقتصر على الشاهدين. منه والا فاول الحديث المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ثم قال احرص احرص على ما ينفعك الحرص يقتضي فعلا الاسباب الممكنة وعدم التقصير في ذلك والسعادة الانسان بان يحرص وان يكون حرصه على ما ينفع فلا بد لسعادة الانسان في دينه ودنياه ان يكون عنده الامران ان يكون عنده حرص وان يوجه هذا الحرص الى ما ينفعه في دينه ودنياه. نعم واستعن بالله ولا تعجزن. امر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعانة بالله جل وعلا والله اذا لم يكن في عون العبد لم يحصل له الا الخيبة والخسارة اذا لم يكن عون من الله للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده ولذلك كان من اهم ما يكون على المسلم ان يسأل الله عز وجل الاعانة كان من دعائه عليه الصلاة والسلام اللهم اعني ولا تعن علي وباجتماع هذين الامرين الحرص على ما ينفع والاستعانة بالله يتحقق التوكل اننا قد علمنا ان حقيقة التوكل مركبة من هذين الامرين. من بذل الاسباب. ومن الاعتمادي على مسببها جل وعلا. والنبي صلى الله عليه وسلم امر في هذين الامرين احرص على ما ينفعك واستعن بالله ثم قال ولا تعجزن. يجوز ان تقول تعجز ويجوز ان قل تعجز بالفتح والكسر. والمقصود بالعجز هو التقصير في فعل الاسباب الممكنة فان من الغبن ومن الخسارة ان يكون حال الانسان حال المتعاجز. الذي يقصر في فعل الاسباب التي ينتج عنها حصول الخير عليه في دينه ودنياه. وليس المقصود بالعجز هنا العجز الذي يكون بغير اختيار الانسان. فان يصاب بافة من الاثار تمنعه عن الحركة او تمنعه عن اتخاذ الاسباب. انما المقصود هنا الكسل والرغبة في الراحة. وعدم البذل. فهذا هو الذي يتوجه الى النهي في قوله عليه الصلاة والسلام ولا تعجزن. نعم وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا لو اني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ان لو تفتح عمل الشيطان للانسان حالتان في الامر الواقع وفي الامر الحالي ينبغي عليه ان لا يعجز عن فعل الاسباب. احرص على ما ينفعه ولا تعجزن اما اذا انتهى الامر ومضى وكان الحديث عن الامر الفائز فان الواجب تجاهه عدم العجز وما احسن ما قال ابن المقطع اذا نزل بك امر مهم فانظر فان كان لك فيه حيلة فلا تعجز وان لم يكن لك فيه حيلة فلا تجزع ان اصابك شيء غلبت على الامر ونزلت بك ما تكره فلا تقل لو كان كذا لكان كذا وكذا فان لو تلقي بالانسان الى مواضع الضرر. كما قال عليه الصلاة والسلام ولكن قل قدر الله وما شاء فعل يعني هذا قدر الله وبعضهم يقول قد قدر الله وما شاء فعل فان له تفتح عمل الشيطان وعمل الشيطان امران كلاهما نتضرع اليه باستعمال لون على ما مضى تفصيله الاول معارضة الله عز وجل فان استعمال نوم اذا كان فيه اعتراض على قدر الله عز وجل او امره كان في هذا وقوعا في عمل الشيطان فانه اول من عارض الله عز وجل بامره فكانت لو مما يفتح عمل الشيطان والامر الثاني ان استعمال نوم يوقعه في الحزن. والحسرة والندم وهذا ايضا من عمل الشيطان انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين امنوا فمن شأنه ومن وظيفته انه يحزن اهل الايمان. يعني يصيبهم بالحزن والاسى والله عز وجل نريد من عباده ان يكونوا اهل انشراح في صدورهم. وسعادة في قلوبهم لان الانسان اذا كان كذلك نشط للعبادة وتوجه لما هو مأمور به بخلاف حال اليائس البائس الذي شأنه الندم والتحسف على ما مضى فان هذا لا يكاد يتوجه الى خير غالبا مع ما في حاله من ظعف العقل والحمق وذلك ان التحسر على الامر الذي نفذ لا ينفع الانسان شيئا ولن يرد امرا خارقا انما هو غن للانسان بوقته الحالي ايضا وكما فات عليه الامر الذي رغبه فيما مضى يفوته بحسب ما اضاع من وقته يفوته من الخير الذي هو متمكن من الوصول اليه اذا كانت لو تفتح عمل الشيطان اذا الخلاصة ان المسلم مأمور في حال وقوعه الشيء الذي يكرهه مأمور بملاحظة قدرة الله عز وجل ومشيئته نافذة لذا كان مأمورا بان استحضر هذا في نفسك قدر الله وما شاء فعل فان هذا مما يكسبه الطمأنينة والسكينة وحسن الظن بالله عز وجل لان الله انما يقدر الخير لعبده المؤمن وتقدير الله لك يا عبد الله خير من تقديرك لنفسك. واختيار الله لك خير من اختيارك لنفسك. ومن احسن من الله حكما بقول يوقنون بخير قال المؤلف رحمه الله تعالى باب النهي عن سب الريح الريح خلق من خلق الله وجند مطيع من جند الله وهو مسخر ومدبر ومصرف ومأمور من خالقه جل وعلا. فليس له من الامر شيء والساب له علاوة على ما في كلامه من ضعف العقل حيث وجه السب الى من لا يستحق اقول يتضمن سلبه ويتطرق سبه ويلزم من سبه سب من يأمر الريح. ومن يصرفها ويسخرها وهو جل وعلا فلاجل ذلك جاء النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الريح فيكون الشأن في النهي عن سب الريح كالشأن في السب في النهي عن سب الدهر الذي مر معنا سابقا ولا شك ان هذا اللازم الذي يلزم عن سب الريح مما يوجب على المسلم ان يتجنب غاية الاجتناب هذا السبب ولو انه خطر في اعتقاد السابق ذلك الامر فلا شك ان هذه صريحة لكن الغالب ان من يسب الريح من اهل الاسلام لا يستحضرون هذا اللازم ومع ذلك واجب عليه ان يتجنبه نعم والمؤلف رحمه الله تعالى عن ابي بن كعب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الريح اذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم انا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما امرت به ونعوذ من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما امرت به. صححه الترمذي. كما قال الشيخ هذا الحديث صححه ودي اذ قال حسن صحيح وهو كما قال وصححه غيره رحمه الله هذا الحديث نهى فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الريح والعلة في ذلك ما علمت ثم ارشد النبي صلى الله عليه وسلم على عادته في التوجيه الى الصواب بعد النهي عن الخطأ الى ما يشرع للمسلم المشروع للمسلم ان يتوجه حين يرى من الريف ما يقرأ من شدة الحرارة او شدة برودة او قوة مؤذية ان يتوجه الى الخالق لها والمدبر لها بالسؤال وهذا السؤال الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم تضمن ثلاثة امور الاول اضافة الخير والشر لها خير هذه الريح وشرها وهذه الاضافة اضافة السببية لا اضافة استقلالية. بمعنى ان هذه الريح قد تكون سببا للخير كما قال سبحانه وارسلنا الرياح لواقح ومن اياته ان يرسل الرياح مبشرات ويجعل الله عز وجل هذه الريح سببا للنصر يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قال نصرت بالصبا واهلكت عاد بالدبور. والصبا والدبور من انواع الرياء وقد تكون سببا الشر على من ارسلت عليه وان كان تقدير الله عز وجل وارساله وتصريفه خيرا. كما ارسل الله عز وجل على من كفر به ريحا صرصرا عاتيا وفي عادة اذ ارسلنا عليهم الريح العقيم فقد يكون للريح خير يعني تكون سببا للخير وقد تكون سببا للشر والامر الثاني انها ظرف ايضا للخير والشر. بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم خير ما ارسلت به. وشر ما ارسلت به. والامر الثالث انها مأمورة وما امرت به ولا شك ان الرياح مأمورة من ربها وخالقها امرا حقيقيا وقد جعل الله عز وجل فيها ادراكا لهذا الامر. ولا شك انها مطيعة لله سبحانه وتعالى لا تعصيه وهذا الشأن بكل ما خلق الله عز وجل كما قال الله عز وجل في السماوات والارض ائت يا طوعا او كرها قال فاتينا طائعين المقصود ان الريحة اذا كانت سببا للخير والشر وظرفا للخير والشر. ومأمورة من الله سبحانه كان الواجب على المؤمن ان يتوجه بالسؤال والاستعاذة الى من يسبب هذا السبب ويصرحه ومن يأمره جل وعلا وهو الله سبحانه وتعالى وهذا الحديث يؤيده ما ثبت في صحيح مسلم من فعله عليه الصلاة والسلام. كما في حديث عائشة ان النبي عليه الصلاة والسلام كان اذا عصفت الريح قال اللهم اني اسألك من خيرها وخير ما فيها وخير ما ارسلت به واعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما ارسلت به. والله عز وجل اعلم. نعم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية. يقولون هل لنا من الامر من شيء قل ان الامر كله لله. الاية. نعم وقوله الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الاية الاولى عقد الشيخ رحمه الله هذا الباب ببيان وجوب احسان الظن بالله سبحانه وتعالى وان هذا من حقيقة التوحيد وكذلك عقده للبيان النهي عن الظن بالله عز وجل خلاف ما يليق به وهذا ما تضمنته هاتان الايتان فالله عز وجل بين ان من شأن الكفار من المشركين والمنافقين ان يظنوا بالله ظن السوء وان يضلوا بالله ظن الجاهلية. وظن الجاهلية هو ظن السوء وضابطه هو الظن في الله خلاف ما يليق به يعني خلاف ما يليق بانفراده بالالوهية وخلاف ما تقتضيه اسماؤه الحسنى صفاته العلى وخلاف ما تقتضيه حكمته وحمله. فما كان كذلك كان من ظن الجاهلية ومن ضمن السوء بالله سبحانه وتعالى. ولا شك ان هذا محرم في كمال التوحيد الواجب وقد يكون قادحا في اصل التوحيد وناقضا له لعل احسن من افاض في بيان وتفسير ظن السوء وظل للجاهلية في الله عز وجل ابن القيم رحمه الله وقد اختصر كلامه المؤلف رحمه الله فيما ساقه بين يديه وقد رأيت ان لا مزيد على ما ذكر رحمه الله ولعلك لا تقف على كلام في تفسير هذا الظن الباطن بالله سبحانه كما عند ابن القيم رحمه الله فلذلك رأيت ان نقرأ ما اورد الشيخ رحمه الله كاملا فان في طيات كلامه من الفوائد والدرر والنفائس ما يحرص كلامه رحمه الله في زاد المعاد في الجزء الثالث نعم قال ابن القيم رحمه الله تعالى وقد فسر هذا الظن الذي لا يليق بالله لانه سبحانه لا ينصر رسوله وان امره وانه يسلمه للقتل. وقد فسر بظنهم ما ذهب اليه كثير من مفسري السلف والعبرة على كل حال بعموم ما يدخل في هذا المعنى وان كان من اول ما يدخل في ذلك نظرا لانبساط الحال وسبب النزول هذا الامر ما وقع في نفوس اولئك من ان الله عز وجل سيسلم نبيه صلى الله عليه وسلم للقتل. وان دينه سيضمحل وان النصر لن يكون له ولدينه واتباعه ولا شك ان هذا يتنافى وحكمة الله عز وجل ويتناقى وعزته وقدرته وقهره جل وعلا والله عز وجل وعد بنصر عباده المؤمنين ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون انا لننصر رسلنا والذين امنوا ولكن قد يسبق ذلك ما يسبقه من ابتلاءات ومحن ولكن العاقبة ولابد للتقوى واهلها. وان طال امد الابتلاء والامتحان تسلط الكفار فالعاقبة ولابد لاهل التقوى. نعم. وقد فسر بظنهم ان ما اصابهم لم يكن بقضائه وقدره ولا حكمة له فيه وفسر بانكار الحكمة وانكار القدر وانكار ان يتم امر رسوله ويظهره على الدين كله. نعم اكثر كلامهم في السرير يدور على هذه الامور الثلاثة نعم ولكن الامر بالنظر الى حقيقة المعنى اوسع من ذلك نعم وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون به سبحانه وتعالى في سورة في سورة الفتح حيث يقول ويعذب المنافقون والمنافقات والمشركين والمشركات الظالين بالله ظن السوء. عليهم دائرة السوء وغضب الله لكن بالفتح اشهر واكثر. حتى ان بعض اهل اللغة يقول لا يكاد يوجد سوء. وهذا ما جاء به القرآن نعم ظن السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا. وانما كان هذا وانما كان هذا ظن السوء وظن اهلية المنسوب الى اهل الجهل وظن غير الحق بانه ظن غير ما يليق لانه ظن غير ما يليق باسمائه الحسنى العليا وذاته المبرأة من كل عيب وسوء. بخلاف ما يليق بحكمته وحمده وتفرده بالربوبية والالهية وما يليق بوعده الصادق الذي لا يخلفه وبكلمته التي سبقت لرسله انه ينصرهم ولا يخذلهم ولجنده بانهم هم فمن ظن بانه لا ينصر رسوله ولا يتم امره ولا يؤيده ويؤيد حزبه ويعليهم ويبصرهم باعدائه ويظهرهم عليهم وانه لا ينصر دينه وكتابه. وانه يدير الشرك على التوحيد على التوحيد والباطل على الحق ادانة مستقرة يضمحل معها التوحيد والحق اضمحلالا لا يقوم بعده ابدا. فقد ظن بالله ظن السوء ونسبه الى خلاف الى خلاف يليق بكماله وجلاله وصفاته ونعوته فان حمده وعزته وحكمته والهيته تأبى ذلك وتأبى ان يذل لحزبه وجنده وان تكون النصرة والمستقرة والظفر الدائم لاعدائه المشركين به. العادلين به. فمن ظن به ذلك فما عرفه ولا عرفه اثناءه ولا عرف صفاته وكماله. وكذلك من انكر ان يكون ذلك بقضائه وقدره فما عرفه. ولا عرف ربوبيته وملكه وعظمته وكذلك من انكر ان يكون قدر ما قدره من ذلك وغيره. ومن ذلك وغيره لحكمة بالغة وغاية حمودة يستحق والحمد عليها وان ذلك ان ما صدر عن مشيئة مجردة عن حكمة وغاية مطلوبة هي احب اليه من فوتها وان ان تلك الاسباب المكروهة المفضية اليها لا يخرج تقديرها عن الحكمة لافضائها الى ما يحب. وان كانت مكروهة له. فما طه صدى ولا انشأها عبثا ولا خلقها باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار واكثر يظنون بالله غير الحق ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم. ولا يأسم عن ذلك الا من عرف الله وعرف اسماء ما هو صفاته؟ وعرف موجب موجب حمده وحكمته. فمن قنط من رحمته وايس من روحه فقد ظن به ظن السوء. ومن جوز عليه ان يعذب اولياءه مع احسانهم واخلاصهم. ويسوي بينهم وبين اعدائه فقد ظن به ظن السوء. ومن ظن به ان يترك خلقه سدى معطلين عن الامر والنهي. ولا يرسل ولا يرسل اليهم رسله ولا ينزل عليهم كتبه. بل يتركهم هملا كالانعام فقد ظن به ومن ظن انه لن يجمع عبيده بعد موتهم للثواب والعقاب في دار يجازي المحسن فيها باحسانه والمسيء باساءته ويبين لخلقه حقيقة ما اختلفوا فيه ويظهر للعالمين كلهم صدقه وصدق رسله وان اعداءه كانوا هم الكاذبين وقد النبي ظن الثوب ومن ظن انه يضيع عليه عمله الصالح الذي عمله خالصا لوجهه الكريم على امتثال امره. ويبطله عليه بلا سبب من العبدي او ان او انه يعاقبه بما لا صنع بما لا صنع فيه ولا اختيار له ولا قدرة ولا ارادة في حصوله بل على فعله وسبحانه به او ظن به انه يجوز عليه ان يؤيد اعداءه الكاذبين عليه بالمعجزات. التي يؤيد بها انبيائه ويجريها على ايديهم يضلون بها عباده وانه يحسن منه كل شيء حت وانه يحسن منه كل شيء حتى تعذيب من افنى عمره في طاعته فيخلده في في الجحيم اسفل السافلين وينعم من استنفذ عمره وينعمه. احسن الله اليك. وينعم من استنفذ عمره في عداوته وعداوة رسله ودينه فيرفعه الى اعلى عليين وكلا امرين عنده في الحسن سواء ولا يعرف امتناع احدهما ووقوع الاخر الا بخبر صادق والا فالعقل لا يقضي بقبح احدهما وحسن اخر فقد ظن به ظن السوء. وهذا كثير من المتكلمين عليه. الذين ينفون اه التحصين والتطبيع يقولون به لا خط عنده بين ان ينعم اولياءه او ينعم الذ اعدائه او ان يعذب اشد الكافرين او ان يعذب انبيائه ورسله كل ذلك من جهة قدر الله عز وجل عندهم سواء وذلك لان الاشياء في ظنه لا حزن فيها ولا قبر وان قدر الله ان قدر الله عز وجل ومشيئته لا تراعى فيها الحكمة وانما الامر راجع الى المشيئة المحضة بخلاف قول اهل السنة الذين يقولون ان الامور راجعة الى مشيئة الله المقرونة بحكمته فهذا فارق مهم بين قول اهل السنة والجماعة وقول هؤلاء المتكلمين اما بالنسبة لتعذيبهم اوليائه وتنعيم الكفار فهذا ممكن على قدرة الله عز وجل. والله على كل شيء قدير ولكنه ممتنع بالنظر الى حكمة الله جل وعلا فهذا لا يليق بحكمة الله سبحانه وتعالى اما عندهم هذا الامر جائز جائز عقلا لكنه لا يقع لان الله عز وجل اخبر انه لا يفعل فقط. والا فهو من حيث العقل والنظر جائز وقولهم هذا راجع الى نفي التعليم بافعال الله عز وجل والادلة في الكتاب والسنة من الكثرة بحيث يصعب آآ حصرها وقد ذكرت لكم غير مرة ان ابن القيم رحمه الله ذكر في شفاء العليل ان آآ ارتباط امر الله الشرعي وخلقه وفعله بالحكمة والعلة اه يزيد على اكثر من عشرة الاف موضع نعم قال رحمه الله تعالى ومن ظن به انه اخبر عن نفسه وصفاته وافعاله بما ظاهره باطل بما ظاهره باطل وتشبيه وتمثيل وترك الحق لم يخبر به وانما رمز اليه رموزا بعيدة واشار اليه شارات ملغزة لم يصرح به. وصرح دائما بالتشبيه والتمثيل سوى الباطل واراد من خلقه ان يتعبوا اذهانهم وقواهم وافكارهم في تحريف كلامه عن مواضعه وتأويله على غير تأويله تتطلب له وجوه الاحتمالات المستكرة والتأويلات التي هي هي بالالغاز والاحادي اشبه منها بالكشف والبيان واحالهم فيما باسمائه وصفاته على عقولهم وارائهم لا على كتابه بل اراد منهم الا يحملوا كلامه على ما يعرفون من خطابهم ولغتهم مع قدرته على ان يصرح لهم بالحق الذي ينبغي التصريح به ويريحهم من الالفاظ التي توقعهم في اعتقاد الباطل فلم يفعل بل بهم خلاف طريق الهدى والهدى والبيان فقد ظن به ظن السوء ما اكثر هؤلاء ولعلك تقرأه كثيرا في كتب الشروع والتفاسير وغيرها انه يقال هذه النصوص من النصوص الموهبة للتشريد. ما فيها من ان الله يحب وما فيها من ان الله يغضب وما فيها من ان الله مستوذ على عرشه وما فيها من ان الله ينزل ويأتي ويجيء وما فيها من ان لله وجها وان لله يدا وان لله عينا الى اخره تجد انهم يصفون هذه النصوص بانها نصوص موهمة للتشبيه وصدقوا هي نصوص مهمة للتشبيه بمرض قلوبنا. والا لو صحت قلوبهم لو عظم لو عظم لو عظم الايمان في قلوبهم لو قدروا الله حق قدره ما قالوا هذا ولا تفوهوا به لو قدروا الله حق قدره لعلموا ان هذه النصوص توجب تعظيم الله وتوجب محبة الله وتوجب الخوف منه ان تكون نصوص الكتاب في اكثر اياتي موهبة للتشبيه كم في كتاب الله من اية تدل على علو الله؟ وكم فيه كتاب الله من اية تدل على محبته وعلى رغبة وعلى غضب وعلى مجيئه واتيانه. وعلى ان له عينا وعلى ان له وجها في نصوص كثيرة اذا هذا القرآن سبب للاظلال لا سبب للهداية سبب لي الانحراف لا سبب للتقوى لم يكن الكتاب اذا هداية ولا نورا ولا بشرى للمسلمين انما كتاب الغاز وكتاب تعجيز وكتاب لو قرأه الانسان واعتقد ما فيه على ظاهره فانه سيوصله الى الكفر ولابد ولا حول ولا قوة الا هذا ما يصرحون به تارة بالسنتهم وتارة بلسان حالهم وهذا ولا شك من اعظم ما يكون من البهتان والكذب والافتراء ليس في نصوص الله وليس في كلام ليس فيهم نصوص الكتاب وليس في كلام الله ولا كلام رسوله صلى الله عليه وسلم شيء البتة يفيد ظاهره التشبيه حاشا وكلا انما هذا الظهور للتشبيه انما في عقولهم الفاسدة وقلوبهم المريضة لا غير الله المستعان نعم فانه ان قال انه غير قادر على التعبير عن الحق باللفظ الصريح الذي عبر به هو وسلفه. فقد ظن بقدرته بقدرته فقد ظن بقدرته العجز وان قال انه قادر ولم يبين وعدل عن البيان وعن التصريح بالحق الى ما يوهم بل في الباطل المحال والاعتقاد الفاسد فقد ظن بحكمته ورحمته ظن السوء. وظن انه هو وسلفه عبروا عن الحق بصريحه الله ورسوله. وان الهدى والحق في كلامهم وعباراتهم. واما كلام الله فانما يؤخذ من من ظاهره التشبيه والتشبيه التمثيل والضلال وظاهر كلام المتهوكين الحياة هو الهدى والحق وهذا من اسوء الظن بالله. فكل هؤلاء من الظنين بالله ظن السوء ومن الظانين به غير الحق. هم القادحين ايضا في نبينا صلى الله عليه وسلم. النبي عليه الصلاة والسلام يحدث بعشرات بل مئات الاحاديث التي توهم في زعمهم التشبيه. يخبر ان ربه جل وعلا ينزل اذا بقي ثلث الليل الاخر. مرات ومكرات يكرر هذا الحديث ولا مرة واحدة قال لاصحابه انتبهوا. اياكم ان تظنوا ان الذي ينزل هو ذاته وانما ينزل امره او تنزل ملائكته ما قال هذا ولا مرة واحدة. ما قال هذا حينما اخبر ان الله عز وجل يضحك ما قال هذا حينما اخبر ان لربه جل وعلا وجهه وان له عينا وان له يدان. ما قال لهم انتبهوا اياكم وداء التشبيه اياكم ان تعتقدوا ان هذه النصوص على ظاهرها وهكذا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. لم يثبت عنهم ولا عن واحد منهم قط وهم قد تواردوا على ذكر هذه الاحاديث وتبليغها للتابعين ما قالوا لهم ولو مرة واحدة انتبهوا اياكم ان تظنوا ان هذه النصوص على ظاهرها؟ كلا بل هذه الاحاديث لها تأويلات مخالفة. اجتهدوا وكدوا اذهانكم وابذلوا الجهد في الوصول اليها وقد تصلون وقد لا تصلوا او قد يكون لها معنى خلاف ما يقتضيه ظاهرها اذا عليكم ان تغلقوا عقولهم وقلوبكم عن التفكير فيها. اتلوها فقط من باب البركة لا غير. وهكذا التابعون لم ما اخبروا بهذا؟ اتباع التابعين الذين حدثوهم بهذه الاحاديث ولا مرة واحدة هذا يدلك على ان القوم ما قدروا الله عز وجل حق قدره وعلى انهم ايضا ما قدروا رسول الله صلى الله عليه وسلم حق قدره انى يكون هذا حال عليه الصلاة والسلام في اخباره بالضلال في زعمهم مع عدم تنبيههم وتحريرهم ولو مرة مرة واحدة هل هذا حال من هو حريص على امته؟ هل هذا حال من هو رحيم؟ وشفيق بامته عليه الصلاة والسلام؟ في ومقتضى كلامهم ولازم قولهم لا ولهذا اتضح لك ان هذا من افضل الباطل وفيه الصاق ما لا يليق بنبينا صلى الله عليه وسلم وان كانوا يزعمون تعظيما. نعم. فكل هؤلاء من الظانين بالله ظن الثوب ومن الظانين به غير الحق ظن الجاهلية ومن ظن به ان يكون في ملكه ما لا يشاء ولا يقدر على ايجاده وتكوينه فقد ظن به ظن السوء. هؤلاء القدريين. نعم. ومن ظن به انه كان معطلا من الازل الى الابد عن ان يفعل ولا يوصف حينئذ بالقدرة على الفعل. ثم صار قادر عليه بعد ان لم يكن قادرا فقد ظن به ظن السوء ومن ظن به انه لا يسمعه ايضا قاتل ولم يفعل هذا ايضا من ظن السوء من فضله انه من الازل يعني من لا بداية لم يفهم. ثم بدأ في الفعل من وقت معين هذا يعني انه مضت عليه مضت الشهور الطويلة التي لا بداية لها دون فعل فاي انتقاص لله عز وجل كهذا الانتقاص. واي تعطيل لله عن كمال كهذا التعطيل. نعم ومن ظن به انه لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم بالموجود ولا يعلم الموجودات ولا عدد السماوات والارض ولا النجوم ولا بني ادم حركاتهم وافعالهم ولا يعلموا شيئا من الموجودات في الاعيان فقد ظن به ظن السوء. ومن ظن انه لا سمع له ولا بصر ولا علم له ولا ارادة ولا كلام يقول به. وانه لم يكلم احدا من الخلق ولا يتكلم ابدا. ولا قال ولا يقول ولا له امر ولا نهي ولا نهي يقوم به فقد ظن به ظن السوء. هؤلاء تهمين. نعم. ومن ظن به انه فوق سماواته على عرشه بائنا من خلقه. وان نسبة ذاته تعالى الى عرشه كنسبتها الى اسفل السافلين. والى الامكنة التي يرغب عن ذكرها وانه اسفل كما انه اعلى. فقد ظن اقبح الظن واسوأه ومن ظن به انه يحب الكفر والفسوق والعصيان ويحب الفساد كما يحب الايمان والبر والطاعة والاصلاح فقد ظن به ظن السوء. نعم لان الحب والبغض عنده ليس هو ليس الا الارادة اذا كانت النتيجة انه كما يحب الايمان فانه اه يحب الفساد لان الكل انما هو ارادة الانعام او ارادة الانتقام. نعم. ومن ظن به انه لا يحب ولا يرضى ولا يغضب ولا يسخط ولا يوالي ولا يعادي ولا يقرب من ولا يقرب من احد من خلقه. ولا يقرب منه احد وان الشياطين في القرب من ذاته كذوات الملائكة المقربين واوليائه المفلحين فقد ظن به ظن السوء ومن ظن انه يسوي بين المتضادين او يفرق بين المتساويين من كل وجه او يحبط طاعات العمر المديد الخالصة بكبيرة واحدة تكون بعدها ويخلد فاعل تلك الطاعات في النار ابد الابدين بتلك الكبيرة ويحبط بها جميع طاعاته ويخلده في العذاب كما يخلد من لا يؤمن به طرفة عين وقد استنفذ ساعات عمره في مساخطه ومعاداة رسل ودينه فقد ظن به ظن السوء. هؤلاء الوعيدين. نعم. وبالجملة فمن ظن به خلاف ما وصف به نفسه ووصفه به رسله او عطل حقائق ما وصف به نفسه ووصفته به رسله لقد ظن به ظن السوء. هذا ظابط مهم. نعم ومن ظن ان ان له ولدا او شريكا او او ان احدا يشفع عنده بدون اذنه او او ان بينه وبين خلقه وسائطا يرفعون حوائجهم اليه او انه نصب العباد لعباده اولياء من دونه يتقربون بهم اليهم بهم اليه. ويتوسلون بهم اليه ويجعلونهم وسائط بينهم وبينهم فيدعونهم ويحبونهم كحبه ويخافونهم ويرجونهم فقد ظن به اقبح الظن واسوأه من ظن به انه ينال ما عنده بمعصيته ومخالفته كما؟ نعم ومن ظن به انه ينال ما عنده انه ينال ما عنده بمعصيته ومخالفته. كما يناله كمال كما يناله ذلك بنفس الموضوع كما يناله بطاعته والتقرب اليه فقد ظن به خلاف حكمته وخلاف موجب اسمائه وصفاته وهو من ظن السوء ومن ظن به انه اذا ترك لاجله شيئا لم يعوضه خيرا منه او من فعل لاجله شيء لم يعطه افضل منه فقد ظن به ظن السوء من ظن به انه يغضب على عبده ويعاقبه ويحرمه بغير جرم ولا ولا سبب من العبد الا بمجرد المشيئة ومحض الارادة فقد ظن به ظن الثوب. ومن ظن به انه اذا صدقه في الرغبة والرهبة وتضرع عليه وسأله واستعان به وتوكل عليه انه يقيبه ولا يعطيه ما سأله فقد ظن به ظن السوء وظن به خلاف ما هو اهله ومن ظن بان ومن ظن به انه يصيبه اذا عصاه بما يثيبه به اذا اطاعه وسأله ذلك في دعائه فقد ظن به خلاف ما تقتضيه وحمده وخلاف ما هو اهله وما لا يفعله. ومن ظن به انه اذا اغضبه واسخطه واوضع في معاصيه ثم اتخذ من دونه وليا. ودعا من دون ملكا او بشرا حيا او ميتا يرجو بذلك ان ينفعه عند ربه ويخلصه من عذابه فقد ظن به ظن السوء وذلك زيادة في بعده من الله وفي عذابه ومن ظن به انه يسلط على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم اعداءه تسليطا مستقرا دائما في حياته وفي مماته. وابتلاه بهم لا يفارقونه فلما مات استبدوا بالامر دون وصية وظلموا اهل بيته وسلبوهم حقهم واذلوهم وكانت العزة والغلبة والقهر واعدائهم دائما من غير جرم ولا ذنب لاولياءه واهل الحق وهو يرى قهرهم لهم وغصبهم اياهم حقهم وتبديل لهم دين نبيهم وهو يقدر على نصرة اوليائه وحزبه وجنده ولا ينصرهم ولا يدلهم بل يدل اعداءهم عليهم ابدا او انه لا يقدر على ذلك بل حصل هذا بغير قدرته ولا مشيئته. ثم جعل المبدلين لدينهم مضاجعيه في حفرته. تسلم امته وعليه وعليهم كل وقت كما تظنه الرافضة فقد ظن به اقبح الظن واسواه. سواء قالوا انه قادر على ان ينصرهم ويجعل لهم الدولة والظفر او انه غير قادر على ذلك فهم قادحون في قدرته او في حكمته وحمده وذلك من ظن السوء به ولا ريب ان الرب الذي الذي فعل هذا بغيض الى من ظن به ذلك غير محمود عندهم. وكان الواجب ان يفعل خلاف ذلك. لكن رفوا هذا الظن لكن رفظوا هذا الظن الفاسد بخرق اعظم منه واستجاروا من الرمظاء بالنار فقالوا لم يكن هذا بمشيئة الله ولا له قدرة على دفعه ونصره اولياءك فانه لا يقدر على افعال عباده ولا هي داخلة تحت قدرته. فظنوا به فظنوا به ظن اخوانهم المجوس. واخوانهم المجوس والثانوية بربهم وكل مبطل وكافر ومبتدع مقهور مستدل فهو يظن بربه هذا الظن. بالنسبة للرافضة الكلام الذي ذكره لا يتأثر مذهب الراقبة واكاذيبه الا اذا امتحنوا في باب القدر وباب الصفات مذهب المعتزل ما يمكن تستقيم اصوله ولا تروج اكاذيبهم الا اذا امتحنوا مذهب المعتزلة ولذلك تجدهم في باب الصفات وباب القدر على مذهب اهل الاعتزال لانه على اصول هؤلاء اه اهم شي وتروج هذه المعتقدات التي يعتقدونها نعم وكل مبطل وكافر ومبتدع مقهور مستذل فهو يظن بربه هذا الظن وانه اولى بالنصر والظفر والعلو من خصومه فاكثر والعلو من خصومه فاكثر الخلق بل كلهم الا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء فان غالب بني ادم يعتقد انه نفوص الحق ناقص الحظ وانه يستحق فوق ما اعطاه الله ولسان حاله يقول ظلمني ربي ومنعني ما استحقه ونفسه تشهد وعليه بذلك وهو بلسانه ينكره ولا يتجاثر على التصريح به. ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك فيها كاملا كمون النار في الزناد. فاقدح زناد من شئت ينبئك ينبئك شراره عما في زناده. ولو فتشت هذا هذا كلامه اقوى الواقع اكبر مشاهدين عليه فاكثر الناس يتجلجلوا في صدورهم ويقولون بلسان حالهم ظلمتني يا رب اذ قدرك ظالم وحكمتك قاصرة ورأيي اجود هذا حال اكثر الناس الا من بصره الله عز وجل ورحمه وانما ينقدح هذا الزناد كما ذكر الشيخ في حال نزول المصائب او في حال ملاحظة ما انعم الله على الاخرين من النعم ولذلك تسمع في اقوال الناس ما يدلك على هذا الشرخ العظيم في الاعتقاد تجده اذا نزلت به النازلة يقول يا رب ماذا فعلت انت تفعل بي كذا وكذا او تجده اذا نظر الى غيره من المصابين فلان ما يستاهل او تجدهم يقولون كلاما ربكم حتى سار بين الناس مسيرة المثل يعطي الحلق لمن لا اذان له ولا حول ولا قوة الا بالله وما هذا الا نقطة من بحر ما يقع في كلام الناس في امثاله وفي احوالهم وفتش ترى كما قال الشيخ نعم. ولو فتشت من فتشته لرأيت عنده تعتبا على القدر وملامة له. واقتراحا عليه خلاف ما جرى به وانه كان ينبغي ان يكون كذا وكذا ومستقل ومستكثر. وفتش نفسك هل انت سالم من ذلك؟ فان تنجو من تنجو من ذي عظيمة والا فاني لا اخالك ناجية. هذا البيت نسب الى ارزق ونسب الى غيره نسب الى قال له الاسود ابن سريع رضي الله عنه شاعر له صحبة وقيل ان الترزق اخذه منه ونسب الى شاعر اسمه عسعس التميمي ونصب الى ونسب الى غيري. نعم فليعتني اللبيب الناصح لنفسه بهذا الموضع وليتب الى الله تعالى وليستغفره كل وقت من ظنه بربه ظن السوء. وليظن السوء بنفسه التي هي مأوى كل سوء ومنبع كل شر المركبة على الجهل والظلم فهي اولى بظن السوء من احكم الحاكمين واعدل العادلين يا ارحم الراحمين الغني الحميد الذي له الغنى التام والحمد التام والحكمة التامة المنزه عن كل سوء في ذاته وصفاته وافعاله واسماءه وذاته لها الكمال المطلق من كل وجه وصفاته كذلك. وافعاله كذلك. كلها حكمة ومصلحة ورحمة وعدل. واسماء كلها حسنى فلا تظن بربك ظن سوء فان الله اولى بالجميل ولا تظن بنفسك قط خيرا وكيف من جان جهولي وقل يا نفس مأوى كل سوء ايرجى الخير من ميت بخيل وظن بنفسك السوء تجدها وخيرها كالمستحيل وما بك من وما بك من تقى فيها وخير فتلك مواهب الرب الجليل وليس بها ولا منها ولكن من الرحمن فاشكر للدليل بارك الله فيك الله اعلم وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه