بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين. قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب ما جاء في الاقسام على الله الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد ب هذا اليوم الاحد شهر ربيع الاخر من السنة الثانية والثلاثين بعد الاربع مئة والالف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم يعقد هذا المجلس الذي يتمم فيه بعون الله سبحانه الكلام عن شرح هذا الكتاب العظيم كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد قال المؤلف رحمه الله في سقف هذا التمويل المنبئ عن النهي عن الاقسام على الله عز وجل. والاقسام على الله سبحانه كما ذكر اهل العلم ينقسم الى ثلاثة اقسام. الاول ان يقسم المرء على ما اخبر الله كان يقول والله لا يدخلن الله اهل الايمان يوم القيامة او ليعذبن الكفار وما الى ذلك مما اخبر به او اخبر به نبيه صلى الله عليه وسلم. فهذا لا حرج فيه والنوع الثاني ان يقسم على الله عن حسن ظن بربه. وقوة في رجائه وهذا لا بأس به ايضا وعليه جاءت عدة احاديث كما في الصحيح من قصة من قصة انس بن النظر رضي الله عنه حينما قال والله يا رسول الله لا تكسه ثنية الربيع ومن ذلك ايضا ما ثبت في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم رب اشعث اغبر مدفوع بالابواب لو اقسم على الله لابره والنوع الثالث وهو الذي من اجله عقد المؤلف رحمه الله هذا الباب ان يكون الاقسام على الله عن سوء ظن بالله او حكم عليه او اعجاب بالنفس واحتقار للغير وهذا قاذف في كمال التوحيد الواجب وقد يكون ناقضا لاصل التوحيد كما سيأتي الكلام عن ذلك ان شاء الله والمقصود ان المؤلف رحمه الله لا يزال يبوب الابواب ويعقدها في التنبيه على الالفاظ التي يتعين تركها صيانة للتوحيد مما يخدشه نعم. قال رحمه الله تعالى عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل والله لا يغفر الله لفلان. فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان اني قد غفرت له واحبطت عملك. رواه مسلم هذا الحديث حديث جندب رضي الله عنه فيه دليل على ما عقد عليه المؤلف رحمه الله هذا الباب. وذلك ان رجلا ممن كان قبلنا قال في حق اخر مسرف على نفسه والله لا يغفر الله لفلان فكان هذا سببا عياذا بالله لهلكته اذ قال الله سبحانه من ذا الذي يتألى علي يتألى يعني يحلف من الالية وهي اليمين والقسم الا اغفر لفلان قد غفرت له واحببت عملك وشراح الحديث حاولوا توجيه هذا الحديث فمما ذكروا ان هذا الرجل قد وقع منه امر اخر مصاحب لهذا القول اقتضى كفره المقتضي لحبوط عمله وقال اخرون انما كان هذا حكم قائل هذه الكلمة في شرع من قبلنا يعني انه يكفر ويحبط عمله في شرع من قبلنا لا في شرعنا وقال طائفة ثالثة ان هذا الشخص انما كفر وحبط عمله لانه قال هذه الكلمة مستحلا وظاهر لك ان هذه التوجيهات بينة البعد والتكلف والذي يظهر والله اعلم ان هذا الرجل ان كان ما صدر منه من هذا التعلي على الله انما كان عن حكم منه على الله. لما يعتقده في نفسه من مكانة وحظ ورفعة فلا شك ان هذا كفر مقتض لحبوط الاعمال الصالحة بالكلية وان كان ما صدر منه انما كان عن سوء ظن بربه او اعجاب بنفسه وتحقير لغيره فهذا معصية عظيمة وكبيرة ولكنها لا تصل الى حد الكفر ويبقى بعد ذلك ان الحبوط الواردة في الحديث تبوط جزئي لا حبوط كلي. فان المتقرر عند اهل السنة والجماعة ان هبوط الحسنات على نوعين الاول الحبوب الكلي. بمعنى ان تحبط كل الحسنات وهذا لا يكون الا بالكفر. والنوع الثاني الحبوط الجزئي. بمعنى ان تحبط الحسنات لا كلهم. وهذا قد دلت عليه طائفة من ادلة الكتاب والسنة كقوله جل وعلا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى وكقوله سبحانه ولا تبطلوا اعمالكم فان السلف الصالح رحمهم الله قد فسروا هذه الاية بان بانها هذا الابطال انما هو بفعل المعاصي من ذلك ايضا قوله صلى الله عليه وسلم من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله ان قيل بان ترك صلاة واحدة لا يكفر به صاحبه الى غير ذلك من الادلة وفي الباب اثار عن الصحابة فمن بعدهم من السلف الصالح وعليه فيقال ان قوله صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا واحبطت عملك المقصود بذلك مطلق العمل لا العمل المطلق. ويحمل اما على للجوارح فان من اهل العلم من نص على ان الاعمال اذا اطلقت في النصوص ان من صرفت او انما تنصرف الى اعمال الجوارح. كما نص على هذا ابن رجب رحمه الله في فتح الباري او يقال واحببت عمله اي العمل الذي كان معجبا به والله عز وجل اعلم نعم. قال رحمه الله تعالى وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان القائد رجل عابد قال ابو هريرة تكلم بكلمة اوبقت دنياه واخرته المؤلف رحمه الله يميل الى ان حديث ابي هريرة هو بمعنى حديث جندب وان القصة واحدة والامر محتمل قد تكون قصة واحدة وقد يكون هذا شخصا اخر لان الذي جاء في حديث ابي هريرة ان الله عز وجل امر بهذا القائل ان يذهب به الى النار وذاك الى الجنة. الوعد والوعيد ها هنا مختلف وان كانت المحصلة واحدة والمقصود ان هذا الحديث به بيان خطر اللسان. وان كلمة واحدة قد تكون سببا في هلاك العبد رب كلمة لا يلقي لها العبد بالا يهوي بها في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب كما صح هذا في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم وفي هذا ايضا قرب الجنة والنار من العبد. يعني قرب اسبابهما. كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام ان الجنة اقرب الى احدنا من شراك نعله والنار مثل ذلك فالله الله بحفظ اللسان عن اطلاقه في كل كلام فلربما كان هلاك الانسان بسبب كلمة واحدة عياذا بالله. نعم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب لا يستشفع بالله على خلقه لا يستشفع بالله على خلقه المراد بذلك الا يجعل الله شفيعا للانتفاع من احد الخلق. بمعنى ان يكون الله عز وجل وسيلة للعبد الى غيره. وذلك ان شأن الله اعظم الله جل وعلا هو الذي يشفع اليه. وليس يستشفع به الى غيره. الله عز وجل هو ذو الطور هو الغني. هو ملك الملوك. هو الذي بيده ملكوت كل شيء هو يديره ولا يجار عليه. فكيف يجعله العبد شافعا له عند احد من خلقك والعادة جارية بان الشافعة دون المشروع اليه بالمكانة والمنزلة حق الله عز وجل اعظم وشأن الله اكبر من ان يكون كذلك. وفي هذا الباب تنبيه على وجوب تعظيم الله سبحانه. وان على المسلم ان يقدره قدره تبارك وتعالى كما فيه التنبيه على اجتناب الالفاظ التي تخدش في كمال تعظيم الله جل وعلا وتقدح في كمال التوحيد الواجب. وهي الالفاظ التي فيها رسل لله تبارك وتعالى وهضم لجناب ربوبيته جل وعلا. نعم قال المؤلف رحمه الله تعالى عن جبير ابن مطعم رضي الله عنه انه قال جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله نهكت الانفس وجاع العيال وهلكت الاموال فاستسقي لنا رب فانا نستشفع بالله عليك وبك على الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله سبحان الله فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه اصحابه. ثم قال ويحك اتدري ما الله؟ ان شأن الله اعظم من ذلك. انه لا يستشفع بالله على كاحد من خلقه وذكر الحديث رواه ابو داوود. حديث جبير هذا المخرج عند ابي داوود وغيره قد حسنه غير واحد من اهل العلم كابن القيم رحمه الله ضعفته طائفة اخرى ولكن المعنى الذي دل عليه وارشد اليه صحيح لا شك فيه هذا اعرابي جاء يستسقي رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني يطلب منه ان يستسقي الله عز وجل يطلب السقيا من ربه جل وعلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم فان نستشفع بك على الله فانا نستشفع بالله عليك وبك على الله اما استشفاعه بالنبي صلى الله عليه وسلم على ربه فان مراد ذلك استجلاب دعائهم صلى الله عليه وسلم بمعنى انه يطلب ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم شفيعا عند الله جل وعلا وهذا كما لا يختار خاص بحياته عليه الصلاة والسلام. واما بعد بعد مماته فلا شك ان هذا الطلب ممنوع بل هو شرك. فان جنس الطلب من الاموات شرك. ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم. لم يمكن لم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الجملة على هذا الاعرابي. لكنه انكر الجملة الاخرى. الا وهي انه يستشفع بالله عليك. يعني يجعل الله وسيلة الى النبي صلى الله عليه وسلم حتى يرضى وحتى يقبل هذا الطلب. فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وعرف هذا في وجهه وادرك هذا اصحابه رضي الله عنهم وسبح وكرر التسبيح قال سبحان الله سبحان الله وقد علمت ان هديه عليه الصلاة والسلام انه يسبح او يكبر اذا حصل شيء يستعظمه صلى الله عليه وسلم. ثم بين ان شأن الله اعظم من ذلك. الله لا به على احد من خلقه كما ذكرت لك سابقا. انبه هنا الى الفرق بين ان يستشفع بالله سبحانه على خلقه وبين ان يسأل الخلق بالله جل وعلا. فان السؤال بالله كما مر معنا ليس فيه بأس اذا كان المقام يناسب ذلك وذلك ان السؤال بالله يقتضي ان لله حقا عظيما على هذا المسؤول ولذا طلب به وسأل به جل وعلا ولم يكن في هذا ما بالاستشفاع بالله على الخلق. فان الشفاعة كما ذكرت لك تقتضي غالبا ان يكون المشفوع عنده ارفع درجة من الشافع الشفاعة تقتضي نوعا من الخضوع المشفوع عنده وهذا لا يليق بالله جل وعلا فشأن الله اعظم من ذلك نعم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك هذا الباب الذي جعله المؤلف رحمه الله في بيان ما جاء بحماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد. وسده طرق الشرك يذكرنا بالباب الذي عقده المؤلف رحمه الله سابقا بعنوان قريب من هذا. اذ قال باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد. وسده كل طريق يوصل او توصل الى الشرك واورد تحت ذاك الباب قوله جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم الاية وحديثين قوله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبور ولا قبري عيدا الى اخره والحديث الاخر لا تتخذوا قبري عيدا الى اخره فهل هو تكرار من المؤلف رحمه الله لان المقام يقتضي مزيد التأكيد والتكرار لكي يترسخ هذا المعنى في نفوس قارئ هذا الكتاب والمقام مقام عظيم والخطر في الغفلة عنهم كبير او ان المؤلف رحمه الله عقد ذاك الباب للتنبيه على ذرائع الشرك الفعلية واعظمها ما يتعلق بالقبور لا سيما قبره هو عليه الصلاة والسلام. وهذا في التنبيه على سد الذرائع القولية واهمها واعظمها الالفاظ التي تتعلق بمدح المعظمين على رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يبدو ان هذا الثاني اقرب والله اعلم. مهما يكن من شيء فلا شك ان سد ان سد الذرائع الى الشر والى المعاصي والى ما حرم الله اصل اصيل في الشريعة وعليه ما لا يكاد يحصى من ادلة الكتاب والسنة ومن المعلوم شرعا انه كلما قربت الذريعة الى المنكر اشتد تحريمه كما ان من المعلوم شرعا انه كلما عظم المحرم فانه يعظم سد الذرائع اليه ولذلك لو تأملت في فاحشة الزنا لوجدت الذرائع الموصدة والمغلقة المفضية اليه كثيرة في الشريعة فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى ان تسافر المرأة بلا محرم والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدخول على النساء والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الخلوة بهن في نصوص كثيرة لا تكاد تحصى الا بكلفة وكل ذلك سد منه صلى الله عليه وسلم لذريعة الفساد ايضا تلحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن بيع الرجل على بيع اخيه وعن خطبة الرجل على خطبة اخيه ونهى عن بيوع كثيرة سدا لذريعة وقوع الشحناء والتباغر بين المسلمين. وهكذا تلحظ انه حرمت بيوع العدة سدا لذريعة الربا فكلما كان المحرم اشنع وافظع كلما كان الاحتياط اكثر. وكانت قاعدة سد الذرائع في هذا المحرم اجلى واوضح. فكيف بالشرك بالله تبارك وتعالى لا شك ان الامر يقتضي احتياطا اعظم وسدا للذريعة اكثر ولذا مر معنا في الباب الذي اشرت اليه سابقا ذكر طائفة من هديه صلى الله عليه وسلم وسنته الدالة على سد الذرائع الموصلة الى الشرك وفي هذا الباب يؤكد المؤلف رحمه الله ذلك لا سيما في الذرائع القولية فان كل قول يفضي الى الغلو الموقع في الشرك فانه يتعين تركه حماية وصيانة لحما التوحيد فالواجب على من اراد نجاة نفسه وتحقيق التوحيد ان يلحظ هذا الامر وان يتنبه لهم ما هذه الابواب المتعاقبة التي عقدها المؤلف رحمه الله الا تنبيه على هذا الامر العظيم. ولذلك كان هذا الكتاب اعظم الكتب المؤلفة بعد كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في بيان هذه الذرائع القولية والفعلية يظهر هذا جليا لمن تأمله بابا بابا. نعم قال المؤلف رحمه الله تعالى عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه انه قال انطلقت في وفد بني عامر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلنا انت سيدنا انت سيدنا. فقال السيد الله تبارك تعالى وقلنا وافضلنا فضلا واعظمنا طولا. فقال قولوا بقولكم او بعض قولكم ولا يستدرينكم الشيطان رواه ابو داوود بسند جيد حديث عبدالله بن رضي الله عنه هو كما ذكر المؤلف انه جيد وصححه غير واحد كما ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري اذ قال رجاله ثقات وصححه غير واحد عبدالله بن الشخير العامري من بني عامر بن صعصعة قبيلة عدمانية مشهورة صحابي جليل من مسلمة الفتح وهو والد مطرف بن عبدالله بن شخير رضي الله عنه ورحمه تابعي المشهور. انطلق كما يحدث عن نفسه مع مفتي بني عامر الى النبي صلى الله عليه وسلم والغالب ان هذا انما كان في عام الوفود في السنة التاسعة من الهجرة فتكلم متكلم مادحا النبي صلى الله عليه وسلم فقال انت سيدنا وقال النبي صلى الله عليه وسلم السيد الله مسألة اطلاق السيد على المخلوق قد مضى الكلام فيها في درس قريب وعلمت الادلة التي تدل على ان الصحيح جواز ذلك اذا امن اصول المفسدة وكان هذا الوصف قد اطلق على من يستحق ولا حاجة الى تكرار الكلام السابق النبي صلى الله عليه وسلم لا شك انه سيد المسلمين وسؤدده صلى الله عليه وسلم انما كان بنبوته رسالته عليه الصلاة والسلام ولما اوجب الله من طاعته الاهتداء بهديه صلى الله عليه وسلم ولذا كان سؤدده وكانت سيادة اعظم من سيادة غيره عليه الصلاة والسلام من الناس لان سيادة الناس انما تكون باجتماع الخصال المحمودة فيهم. لنبينا صلى الله عليه وسلم من ذلك انقذه المعلى بل له ما لا يستمع معه احد فيه من هذه الامة لكن النبي صلى الله عليه وسلم من عظيم تعظيمه لربه وادبه معهم حول هذا المدح والثناء الى من هو اولى منهم وهذا ملحظ لطيف في ادب النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه وسيد الصحابة بل سيد الامة ولا شك عليه الصلاة والسلام بل سيد ولد ادم كما اخبر بذلك هو عليه الصلاة والسلام لكن تعظيمه لربه سبحانه وتعالى. جعله يحول هذا حوثنا الى من هو اولى به. وهو الله جل وعلا. والله عز وجل هو السيد المطلق تبارك وتعالى. الذي له النعوت الجليلة والصفات الجميلة تبارك وتعالى فكأنه قال لاصحابه اجعلوا هذا المدح وهذا الثناء لمن هو اولى به وهو الله تبارك وتعالى ثم قالوا وافضلنا فضلا واطولنا طولا. الطول الغنى والعظمة لله تبارك وتعالى اعظم ما يكون من الطول غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول جل جلاله عند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا بقولكم او بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان. جاء في بعض الروايات لا يستهوينكم الشيطان وهذا الجزء من الحديث اختلف اهل العلم والشراح في توجيهه والذي يظهر الله تبارك وتعالى اعلم والذي به تجتمع اطراف النصوص ان هذا القول فيه اذن وارشاد وتحذير اما الاذن ففي قوله قولوا بقولكم وهذا الامر امر اذن واباحة فدل هذا على ان قولهم لم يكن منكرا ولم يكن من عادته وهديه صلى الله عليه وسلم ان يسكت عن بيان المنكر وقد قيل بحضرته وبين يديك هذا الحديث القريب الذي انكر النبي صلى الله عليه وسلم ما جاء فيه من الاستشفاء بالله على خلقه الذي يظهر والله اعلم ان قوله قولوا بقولكم يعني لا بأس بقولكم. ثم جاء منه ارشاد وهو في قوله او بعض قولكم وهذا ارشاد منه صلى الله عليه وسلم الى الاقتصاد في المدح وعدم المبالغة فيه. واما قوله ولا يستجرينكم الشيطان فانه تحذير تحذير من خطوات الشيطان وتحذير من حبائل الشيطان اي احذروا ان يجركم الشيطان وان يستميلكم الشيطان وان يجذبكم الشيطان فتقول القول المنكر الذي يقدح في جناب التوحيد. اذ من المعلوم ان المبالغة في المدح والاطراء قد توصل الى حد بعيد يوقع صاحبه في امر عظيم بل ربما يهوي به في اسفل سافلين والعياذ بالله وما وقع كثير من الناس في الشرك الا من عدم ملاحظتهم لهذا الامر فالمبادح لا سيما المبادخ النبوية شعرا كانت او نثرا قد اشتملت على شيء كثير وشيء عظيم من انواع الغلو الذي قد يوصل الى الشرك الاكبر عياذا بالله وقد مر معنا في الدروس الفائتة طرف ونماذج لهذه المبالغات وهذا منه صلى الله عليه وسلم لكمال شفقته ولكمال نصحه لامته صلى الله عليه وسلم كما انه دال على كمال تواضعه عليه الصلاة والسلام ولا شك ان الاحاديث الكثيرة والوقائع الجمة تدل على هذا الخلق الكريم على هذا الخلق الكريم منه صلى الله عليه وسلم. لذلك قال عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم في الصحيح لما قيل له يا خير البرية قال ذاك ابراهيم ولا شك ولا ريب ان النبي صلى الله عليه وسلم هو افضل وهو خير الناس. وافضل من ابراهيم عليه السلام وسيد ولد ادم ولا فخر. لكن هذا القول انما قاله صلى الله عليه وسلم تواضعا منه بعدا منه عن الرغبة في المدح ولاحظ في هذا الحديث ان قوله عليه الصلاة والسلام اعني في قول اني ذاك ابراهيم ان منصرف الى اللفظ لا الى المعنى على التحقيق بمعنى ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن ليخبر بخلاف الواقع ولو كان على سبيل التواضع لكن هذا انما كان من حيث اللفظ. يعني يوجه او كأنه يرشد اصحابه الى ان يوجهوا اللفظ الى ابيه ابراهيم تواضع منه صلى الله عليه وسلم عدم رغبة منه على ان يفخر على خليل الرحمن ابيه ابراهيم عليه السلام والا فمكانة النبي صلى الله عليه وسلم اعظم فاجعلوا هذا اللفظ واجعلوا هذا الوصف واجعلوا هذا المدح لابراهيم عليه السلام ولا شك ان ابراهيم البرية بعد محمد صلى الله عليه وسلم. لا شك ان ابراهيم عليه السلام خير البرية بعد محمد صلى الله الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله تعالى وعن انس رضي الله عنه ان ناس قالوا يا رسول الله يا خيرنا وابن وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا. فقال يا ايها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان. انا محمد عبد الله ورسوله ما احب ان ترفعوني فوق منزلتي التي انزلني الله عز وجل. رواه النسائي بسند جيد. حديث انس كما عند المشايخ الكبرى وغيره وهو كما قال حديث ثابت صححه غير واحد من اهل العلم بل قال ابن عبد الهادي الصارم انه على شرط مسلم وهذا الحديث يقرأ في دلالته ومعناه من الحديث السابق فان اناسا قالوا مادحين للنبي صلى الله عليه وسلم يا خيرنا وابن خيرنا. ولا شك ان النبي صلى الله عليه وسلم هو خيرهم بل خير الناس وصفا وحالا ونسبا فهو المصطفى صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفى قريشا من بني كنانة اذ ان الله اصطفى كنانة بولد اسماعيل. واصطفى قريشا من كنانة واصطفى بني هاشم من قريش واصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم من بني هاشم فهو خير الناس وافضل الناس صلى الله عليه وسلم. وهو ابن خيرهم نسبا وابن خيرنا يعني من جهة النسب. ولا شك ان افضل قبائل العرب باجماع المسلمين سوى من شذ من اهل البدع والضلال قريش وافضل قريش بنو عبد مناف وافضلهم بنوا هاشم وافضل اولئك قاطبة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فنسبه اشرف النسب صلى الله عليه وسلم ما كان منه صلى الله عليه وسلم الا ان وجه اصحابه فقال قولوا بقولكم او بعض قولكم ولا يستهين انكم الشيطان انما انا محمد عبد الله ورسوله سمى نفسه صلى الله عليه وسلم ثم وصفها باعظم وصفين يتصف بهما انسان. الا وهما وصف العبودية الخاصة و وصف الرسالة فهذان الوصفان اعظم ما يكون من الخلال والصفات التي يتصف بها انسان وفي قوله صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله فائدتان الاولى ان هذين الوصفين اعظم واحسن ما يوصف به النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يدلك على ضلال اهل الغلو والانحراف فانك اذا وصفت عبد الله ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف لم يقنعوه ورأوا انك لم تعطي النبي صلى الله عليه وسلم حقه وانما كانك تنزل من قدره وقيمته عليه الصلاة والسلام وهذا من جهلهم ولو لاحظت ان المدح والثناء بهذين الوصفين لا يخشى منهما الغلو بخلاف غير ذلك. ولذا ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى استعمال ذلك. اما فيما سوى ذلك يا سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا وفي الحديث السابق لما وصفوا النبي صلى الله عليه وسلم بالسيادة كان هذا اقرارا منه صلى الله عليه وسلم. ولكنه مع ذلك ارشدهم الى عدم المغالاة لان مثل هذه مبادئ ومثل هذه الالفاظ قد توصل الى ما لا اه يجوز اعتقاده فيه صلى الله عليه وسلم. ولذلك في وصف السيادة قال في الحديث السابق انما السيد الله. خشي ان يقع في نفوسهم ان سيادة المطلقة تكون له صلى الله عليه وسلم. والعام كما علمت في اغلب الحال انما هو سنة الوفود وفي الحاضرين كثير مما ممن قالوا حديثي عهد الجاهلية. فكان منه صلى الله عليه وسلم ذلك اه من قبيل سد الذريعة الى الغلو فيه المفضي الى الشرك بالله تبارك وتعالى. اما الوصف بالعبودية والرسالة فانه اعظم في المدح واعظم في الثناء ولا يخشى منه محذور يوصل الى الغلو والشرك بالله عز وجل بسببه ثم بين نعم الفائدة الثانية ان في قوله عبده ورسوله رد على جانبي الانحراف اهلي الغلو واهل الجفاء. فاما اهل الغلو الرد عليهم بقول عبده عبد الله فهو عبد لا يعبد صلى الله عليه وسلم واما اهل الجفاء الذين كذبوه والذين انتقصوه والذين وصفوه بالسحر والشعر والكذب الرد عليهم بقوله ورسوله ثم بين صلى الله عليه وسلم انه لا يحب ان يرفع فوق المنزلة التي انزله الله اياها والخلاصة المستفادة من هذا الحديث اولا تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وثانيا كراهة النبي صلى الله عليه وسلم ان يواجه الممدوح بالمدح. وجاء في هذا عنه صلى الله عليه وسلم عدة احاديث تنهى عن مواجهة الممدوح بالمدح وما ذاك؟ الا لان المدح في الوجه سبب اعجاب الممدوح بنفسه ولا شك ان من وقع في نفسه العجب فانه يقع او قد يقع في مهلكة ومقام العبودية الحقة لا يحصل ممن اعجب بنفسه ورأى نفسه انما ذلك يكون لاهل الخشوع واهل الخضوع واهل الازراء على النفس انما الموحد المحقق من لا يرى نفسه شيئا ولا يعجب بنفسه البتة بل لا يزال مشنعا على نفسه. مستشعرا تقصيره في حق الله تبارك وتعالى معتقدا انه ليس منه شيء ولا اليه شيء ولا يرى الا افضال الله تترى عليه ومن هنا كان منه صلى الله عليه وسلم التحذير من المدح في الوجه والله عز وجل اعلم. نعم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب ما جاء في قول الله تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون هذا الباب العظيم الذي ختم الذي ختم به المؤلف رحمه الله هذا الكتاب العظيم قد احسن فيه المؤلف ما شاء الله ان يحسن فان القارئ او الدارسة لهذا الكتاب اذا وصل الى هذا الباب يكون قد تعلم شيئا عظيما من حق الله تبارك وتعالى عليه ووجوب الاذعان وتحقيق العبودية والتألف له تبارك وتعالى. وكان هذا الباب كالتاج على ناصية هذا الكتاب يذكر به المؤلف رحمه الله القارئ ضرورة ان يكون مستحظرا هذا الامر العظيم. وهو ان الله عز وجل له الصفات الجليلة والنعوت العظيمة وانه الغني من كل من كل وجه. وانه الكبير وانه الواسع القدير تبارك وتعالى وان كل شيء في قبضة الله وتحت سلطانه وقهره وان ناصية العباد جميعا بيده. يصرفها كيف يشاء تبارك وتعالى هذه الخلاصة المستفادة من هذا الكتاب واذا تحقق من ذلك فانه سيشمر عن ساعد الجد. في التعبد لله تبارك وتعالى وفي البعد عن الشرك به جل وعلا في دقيق الامر وجليه كما ان في ذلك تائبة اخرى وهي انه بعد ان تبين حقيقة التوحيد قوادح ونواقضه جاء بما يؤكد ما مضى من الدليل البين والبرهان الواضح على وجوب توحيد الله جل وعلا وذلك ان ثبوت الصفات العظيمة الجليلة لله تبارك وتعالى من اعظم الدلائل والبراهين على وجوب توحيده سبحانه وتعالى في العبادة. وهذا مسلك قرآني معلوم. رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلمون له سمية اذا لم يكن له سمي ولم يكن له كفؤ ولم يكن له مثيل جل وعلا كان حريا ان يعبد وكان حريا ان يتوجه اليه وحده تبارك وتعالى. قد عقد المؤلف رحمه الله الله عدة ابواب سبقت تعلقت بباب توحيد الاسماء والصفات وكان الختم بهذا الباب الدال على انواع التوحيد الثلاثة الربوبية الاسماء والصفات نصا وتوحيد العبادة اللزوم وهذا ما سيتضح من النصوص التي اوردها المؤلف رحمه الله قال باب قول الله تعالى وما قدروا الله حق قدره والمراد بهؤلاء الذين ما قدروا الله حق قدره المشركون الذين عبدوا مع الله غيره وسبب ذلك انهم ما قدروا الله حق قدره اذ لو قدروه حق قدره تبارك وتعالى لما اشركوا به. ولضعف تعظيمهم قال سبحانه جعلوا مع الله الهة اخرى ثم بين طرفا من عظمته. ومن وكبريائه تبارك وتعالى وذلك ببيان ما يكون منه جل وعلا من الامر العظيم يوم القيامة والارض جميعا قبضته يوم القيامة القبضة ما يقبض باليد فا الارض ستكون مقبوضة لله تبارك وتعالى. كما سيأتي معنا فيما اورد المؤلف رحمه الله ان الله جل وعلا يقبض الارض بشماله او بيده الاخرى على ما سيأتي الكلام عنه ان شاء الله والسماوات مطويات بيمينه. كما قال جل وعلا يوم نطوي السماء كطي للكتب يطويها الله سبحانه ويأخذها بيمينه على عظمتها وعلى كبرها هي والارض ولكنها كلا شيء امام عظمة الله سبحانه وتعالى. حتى انه يطويها جل وعلا كطي السجل للكتب كطي الكتاب بما يحويه من المكتوب وهذا دليل على عظمة الله سبحانه وتعالى ولذلك نزه نفسه تبارك وتعالى سبحانه وتعالى عما يشركون. اذا كان الله عز وجل كذلك فان حقه ان يوحد وان الشرك به مما يجب ان ينزه سبحانه وتعالى عنه. نعم قال المؤلف رحمه الله تعالى عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال جاء حبر من الاحبار الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد انا نجد ان الله يجعل السماوات السبع على اصبع والشجرة على اصبع والماء على اصبع والثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع فيقول انا الملك. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة الاية متفق عليه. هذا الحديث حديث ابن مسعود رضي الله عنه فيه بيان عظمة الله جل وعلا وفيه اثبات صفة الاصابع لله سبحانه والاصابع جمع اصبع هذه الكلمة فيها لغات عدة اوصلها بعض اهل اللغة الى عشر لغات وافصحها بكسر الهمز وفتح الباء والله عز وجل متصف بهذه الصفة على ما يليق بالله جل وعلا وعلى ما هي القاعدة عند اهل السنة والجماعة فهي اصابع حقيقة والله عز وجل يضع عليها ما يشاء ومن ذلك ما جاء في هذا الحديث وهو انه يجعل السماوات على اصبع والشجر على اصبع والماء على اصبع وثر على اصبع وسائر الخلق على اصبع وكيفية ذلك موكولة ومفوضة الى العالم بذلك سبحانه وتعالى كما هو الشأن في اثبات اليد وفي اثبات الوجه وفي اثبات الساق الى غير ذلك من صفات الله سبحانه وتعالى والمقصود ان هذا الحبر. ويجوز ان تقول حبر بفتح الحاء وكسرها وهو عالم اليهود جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بما نجده مكتوبا عندهم في كتبهم فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا لذلك. والنبي صلى الله عليه وسلم يضحك ويفرح اذا وجد ما يوافق الحق. فكيف اذا كان ذلك من قبل الد الاعداء وهم اليهود. حيث انطقهم الله حيث انطق الله هذا العالم بهذا الحق الذي دل عليه كتاب الله تبارك وتعالى فقرأ حينئذ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية وما قدروا الله حق قدره الى اخر الاية و من انحراف المتكلمين ومن ضلالهم ما قالوه في تحريف هذا الحديث عن مواضعه الحديث ظاهر بل نص في اقرار النبي صلى الله عليه وسلم على ما قال هذا اليهودي. وذلك من وجوه اولا كونه يضحك عليه الصلاة والسلام المخالفون للحق يقولون انما ضحك صلى الله عليه وسلم لان هذا الكلام في غاية الباطل ويا لله العجب! هل المقام اذا تكلم في الله عز وجل وصفاته بغير الحق مقامه ضحك او مقام غضب لله سبحانه الم تر كيف غضب النبي صلى الله عليه وسلم على ذاك الاعرابي حينما قال ما قال في الحديث السابق لان حق الله جل وعلا عظيم. ويجب ان يغضب حينما تنتهك محارم الله عز وجل وحينما يقال في الله بغير الحق وبغير علم ثم تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم. هي ايضا اقرار منه صلى الله عليه وسلم لما ثبت في هذا الحديث من ان الله يضع ما سبق على اصابعه تبارك وتعالى. فكيف نستشهد بالاية التي تدل على ما قال ذاك الحبر وهو منكر له ثم يقال ثالثا القاعدة المقررة عند اهل العلم قاطبة لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ولم يقرر ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفهم الخاطئ. الذي فهمه الحاضرون ومنهم راوي الحديث على زعمهم فان الذي فهمه ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اقر هذا اليهودي ورضي قوله. فلم اخر النبي صلى الله عليه وسلم بيان الحق في ذلك وهذا الكلام على اقل تقدير موهم للباطل. وحاشاه من ذلك صلى الله عليه وسلم ثم يقال رابعا يا لله العجب من قوم يظنون انهم افهموا واعلم واكثر تعظيما لله من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان ابن مسعود رضي الله عنه قد فهم وهو الصادق فيما قال ان النبي صلى الله عليه وسلم اقر هذا اليهودي على قوله ورضي ما قال وعلى كل حال ما قاله المتكلمون من الاشاعرة وغيرهم بتويل صفة الاصابع يطول الحديث عنه وكله كلام الى هدى وقول على الله عز وجل بلا علم وجرأة منهم على الله سبحانه وتعالى نعم وفي رواية لمسلم والجبال والشجر على اصبع ثم يهزهن فيقول انا الملك وانا الله كما سبق ولاهل العلم بحث طويل في توجيه ما قد يفهم من نوع الاختلاف في الموضوع والمقام يضيق عن تفصيل ذلك والشاهد ان الله عز وجل يهز ذلك هذه صفة فعلية ثابتة لله تبارك وتعالى على ما يليق به ويقول انا الملك. وفي الحديث الاخر يقول انا الملك اين ملوك الارض ولا شك ان انفراده بالملك تبارك وتعالى اجلى ما يكون فداك اليوم لذا ولذا وصف نفسه بسورة الفاتحة بانه ملك يوم الدين. وانه مالك يوم الدين جل وعلا. نعم وفي رواية للبخاري يجعل السماوات على اصبع والماء والثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع اخرجه. نعم ولمسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ ثم يطوي الاراضين السبعة ثم يأخذهن بشماله ثم يقول انا الملك اين الجبار اين المتكبرون حديث ابن عمر رضي الله عنهما هذا المخرج في صحيح مسلم فيه ما يدل على ما سبق الحديث عنه من بيان عظمة الله تبارك وتعالى انه الكبير وانه الواسع وانه الغني سبحانه وتعالى وآآ فيه اثبات اليدين لله جل وعلا وهما صفتان ذاتيتان لله سبحانه في هذا الحديث بحث طويل في وصف اليد الاخرى بالشمال. فان الرواية التي اوردها المؤلف رحمه الله هنا فيها ان الله عز وجل يأخذ الارض بشماله الذي لا شك فيه ولا ريب ان لله سبحانه يدين والذي لا شك فيه ايضا ان احداهما توصف بانها يمين لكن اليد الاخرى هل يصح وصفها بالشمال؟ محل بحث طويل عند اهل العلم وجل مداره على هذه الرواية فانت كما ترى فيها اثبات اه وصف الشمال لهذه اليد الكريمة لله سبحانه وتعالى. وهذا الحديث او عفوا وهذا اللفظ اثبته بعض اهل العلم وبنى عليه صحة وصف يد الله الاخرى بانها شمال ومن اولئك عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله وغيره من اهل العلم ذهبت طائفة من اهل العلم الى تضعيف هذه الرواية التي فيها لفظ الشمال وذلك باعتبارها شاذة فان هذا الحديث جاء من ثلاث طرق عن ابن عمر. هذا اللفظ الشنان جاء من طريق عمر ابن حمزة عن سالم ابن عمر عن ابن عمر وخالفه في ذلك نافع وعبيد الله ابن مقسم فانهما قالا فانهما وصف اليد الاخرى باليد الاخرى ويأخذ الارض بيده الاخرى رواية او وروايتهما مقدمة فتكون هذه اللفظة شاذة وايدوا ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم وكلتا يديه يمين ومن هؤلاء المظاعفين لهذه الرواية والنافين بوصف اليد الاخرى بالشمال ابن خزيمة رحمه الله كما بحث هذا في كتابه التوحيد وكثير من اهل العلم غيره اصحاب القول الاول رأوا ان هذا اللفظ غير شاذ وانه يمكن الجمع بين الروايتين وهي زيادة من ثقة مقبولة فهي يده الاخرى وتوصف بالشمال. وايدوا ذلك برواية او في فنجان في مسند احمد فيه وصف اليد الاخرى باليسار واليسار والشمال بمعنى واحد وحملوا قوله صلى الله عليه وسلم كلتا يديه يمين اي في الفضل والبركة فان من المستقر في نفوس الناس واعرافهم ان الشمال اقل رتبة من اليمين. فحتى لا يتوهم النقص بيد الله جل وعلا الاخرى قال كلتا يديه يمين وعلى كل حال اه ان صحت هذه اللحظة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يتعين الاخذ بها وهذا ما نحى اليه المؤلف الشيخ محمد رحمه الله حيث اختار هذه الرواية المصرحة بهذا اللفظ ونص على هذا ايضا في مسائل فوالله عز وجل اعلم اعد الحديث ولمسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن اليمنى ثم يقول انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون ثم يطوي الاراضين السبع ثم يأخذهن بشماله. ثم يقول اين الملك؟ انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون نعم هذا الاستفهام الواقع في كلام ربنا جل وعلا هنا استفهام انكاري. فانه لا احد اه يتجبروا في ذلك اليوم ولا احد يكون ملكا او مالكا وانما ينفرد الله جل وعلا وهذا دليل على عظمته وكبريائه وجبروته تبارك وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال ما السماوات السبع والاراضون السبع في كف الرحمن الا كخردلة في يد احدكم الخردلة محبة صغيرة جدا من النبات يضرب بها المثل في الصغر. في هذا بيان عظمة الله تبارك وتعالى بيان لصغر المخلوقات مع عظمتها وسعتها امام عظمة الله جل وعلا. فهي بالنسبة لعظمة الله فلا شيء فخردلة بيد احدكم. سبحان الله وبحمده. نعم وقال ابن جرير حدثني يونس قال انبأنا ابن وهب قال قال ابن زيد حدثني ابي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما السماوات السبع في الكرسي الا كداراهم سبعة القيت في ترس هذا الحديث ايضا فيه آآ بيان عظمة الله سبحانه وتعالى. فالسماوات السبع والاراضون بالنسبة بعض مخلوقات الله العظيمة الكرسي موضع قدمي الله تبارك وتعالى. كما قال ذلك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كابن عباس وغيره ومر معنا هذا فيما مضى الا كدراهم سبعة في الكرسي اه الا كدراهم سبعة القيت في جرس يعني النسبة بين السماوات والارض والكرسي لدراهم سبعة الدراهم. معلومة. والترس هو القطعة من الحديد او الفولاذ او الجلد التي يحتمى بها من ضرب السيوف في المعارك وبعض اهل العلم يقول ان الترس انما هو القاع مستديرة من الارض وهذا مناسب للرواية الاتية وعلى كل حال المقصود من هذا الكلام انما هو التنبيه على عظمة الكرسي بالنسبة للسموات والارض وانها صغيرة متناهية في الصغر امامه وعرش الله عز وجل اعظم من الكرسي والله عز وجل اعظم واعظم واكبر. نعم قال وقال ابو ذر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما الكرسي في العرش الا كحلقة من حديد القيت بين ظهري فلاة من الارض نعم وهذا كما سبق حلقة من حديث اذا القيت في فلاة يعني في صحراء. ما النسبة بينها وبينها؟ انها حقا كلا شيء هذه السماوات على سعته. وعلى عظمتها. بالنسبة الى كرسي الرحمن جل وعلا ليست بشيء وعرش الله عز وجل اعظم فكيف بالله سبحانه وتعالى الله المستعان. نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال بين السماء الدنيا والتي تليها خمس مئة عام وبين كل سماء خمس مئة عام وبين السماء السابعة والكرسي خمس مئة عام وبين الكرسي والماء خمسمائة عام والعرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من اعمالكم اخرجه ابن مهدي عن حماد ابن سلمة عن عاصم عن ذر عن عبد الله ورواه بنحوه المسعودي وعن عاصم عن ابي وائل عن عبدالله قاله الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى قال وله طرف هذا الحديث هو من الباب السابق اي نصوص الدالة على عظمة الله تبارك وتعالى. فهذا الكون واسع. وانا لموسعون وبين الارض والسماء الدنيا مسافة هائلة عظيمة كمسيرة خمسمائة عام ثم بين كل سماء وسماء يعني كتف السماء الواحدة خمسمائة عام ثم بين السماء السابعة والكرسي كذلك وعرش الله عز وجل على الماء كما دل على هذا الادلة الكثيرة والله عز وجل فوق العرش. مستو عليه سبحانه وتعالى وهذا فيه اثبات صفتي الفوقية الذاتية واثبات صفة الاستواء على العرش ومع هذه المسافات العظيمة جدا فان الله تبارك وتعالى لا يخفى عليه شيء من اعمال عباده. لا الباطنة ولا الظاهرة فما اعظم الله فانه الذي لا تخفى عليه خافية. وهو السميع وهو البصير وهذا الحديث يجمع ما فيه الاسلام الكريم ان له تبارك وتعالى وهما الظاهر والباطن نعم وعن العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون كم بين السماء والارض؟ قلنا الله ورسوله اعلم. قال بينهما مسيرة خمسمائة خمسمائة سنة وبين كل سماء الى سماء مسيرة خمسمائة سنة وكسف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة وبين السماء السابعة والعرش بحر بين اسفله واعلاه كما بين السماء والارض والله فوق ذلك لا يخفى عليه شيء من اعمال بني ادم رواه ابو داوود وغيره الحديث حديث العباس حديث العباس هذا بمعنى او قريب في المعنى من ابن مسعود السابق وفيه بيان عظمة الله وفيه بيان علو الله وفيه بيان استوائه على عرشه وفيه بيان سعة علمه واطلاعه واحاطته سبحانه وتعالى لكل شيء ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما وهذا الحديث اختصره المؤلف رحمه الله والا فهو في ابي داوود باطول مما ذكر. وفيه بحث طويل وهو الحديث. المشهور المعلوم عند لانه حديث الاوعال. طائفة من اهل العلم ضعفوا هذا الحديث وطائفة من اهل العلم قد صححوه والحقيقة انه من حيث النظر الى موضع الشاهد ليس فيه جديد بل الحديث السابق بل الادلة من الكتاب والسنة متظافرة على اثبات ما جاء فيه لكن يبقى فقط الشيء الذي تفرد به وهو الاوعان الثمانية التي تحمل العرش فان ثبوت ذلك واعتقاده مبني على ثبوت هذا الحديث والله عز وجل اعلم انتهى ما اورد المؤلف رحمه الله في هذا الكتاب الجليل العظيم وفي ختامه اسأل الله تبارك وتعالى ان يجزي عنا وعن المسلمين شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله خير الجزاء. على ما بين لنا من التوحيد. وحقائق ومسائله وقوادفه ونواقضه وجزى الله علماء التوحيد عنا خيرا على ما بينوا لنا من معاني هذا الكتاب ومسائله. كما اسأله تبارك وتعالى ان يبصرنا بهذا الامر العظيم. الذي هو التوحيد. والذي كل خير في الدنيا والاخرة فانه معلق به كما اسأله تبارك وتعالى ان يبلغنا مرتبة تحقيق التوحيد كما اسأله تبارك وتعالى ان يجعلنا من انصار دينه ومن جنده ومن الداعين الى توحيده التوحيد يا ايها الاحبة حقه عظيم ومكانته كبيرة ومن بصره الله به وعلمه اياك وهداؤه وهداه اليه يجب ان يعلم انه اعظم نعمة عليه قال جل وعلا واما بنعمة ربك فحدث قال بعض السلف بالنبوة واعظم ما جاء في رسالات الانبياء انما هو التوحيد. وخطاب الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم خطاب لامته يجب علينا ان نحدث بالوحي الموحى الى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. واعظم ذلك التوحيد سنسأل يا ايها الاحبة عن النعيم ثم لتسألن يومئذ عن النعيم واي نعيم اعظم من التوحيد. التوحيد له حق. التوحيد له واجب وواجبه ان يتحققه الانسان في نفسه اولا ثم ان ينهض بواجب الدعوة اليه. الدعوة الى التوحيد يا ايها الاحبة مطلب ملح وواجب متعين على كل احد. وفي كل وقت لا سيما في هذا الزمان المتأخر الذي نعيشه فمتى يتعلم التوحيد؟ ومتى يتعرف الناس متى يتعلم الناس التوحيد؟ ومتى يتعرف على التوحيد اذا كسلنا واذا تباطأنا واذا ركنا الى الدعة والراحة نتقي الله يا اخواني في انفسنا ولنبذل غاية الجهد بالدعوة الى التوحيد وفي بيانه وفي الحث عليه وفي بيان نواقضه ووالله ان هذا لمن اعظم النعم عليك. انت يا عبد الله بذلك تسلك مسلك الانبياء. قل هذه سبيلي ادعو الى الله. يا من تدعي اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. هذه سبيلي اين التشمير سبيله الدعوة اليه تبارك وتعالى. والدعوة رأسها واشرفها. واهمها الدعوة الى التوحيد. وادعو الى ربك ولا تكونن من المشركين. التصاق. والتئام ووحده بين الدعوة والتوحيد فمن يقوم بهذا الحق يا اهل التوحيد سوى اهل التوحيد كل يدعو الان وكل ينشر وكل يكتب وكل يتكلم داعيا الى عقيدته وداعيا الى ظلاله ايجوز في مقابل ذلك ان نسكت وان نركن وان يتواضع الانسان منا تواضعا باردا يقول انا لا اعرف انا لا احسن والله ان القليل الذي علمته من التوحيد فيه خير كثير فيه بركة لو انك قدمته لو انك بذلت لحصل الخير الكثير بتوفيق الله سبحانه. اني لاجزم واظنكم جميعا تتفقون معي على انه ما كان لهذه المنكرات العقدية ان تفشوا في المجتمعات المسلمة الا بسبب تقصيرنا نحن معشر طلاب العلم المجتمعات المسلمة تعج بالمنكرات العقدية الفادحة كيف يهنأ طالب العلم وكيف يستلذ بعيشه وهو يرى محارم الله تنتهك الموحد المحقق يا ايها الاحبة هو الذي يكون في قلبه تعظيم لله جل وعلا بحيث يعتقد انه يجب ان يذكر فلا ينسى وان يشكر فلا يكفر. الموحد المتحقق بتوحيده. هو الذي يتمنى ان يفتدى بالانفس والاموال والاولاد في سبيل ان لا يعصى الله تبارك وتعالى في ارضه يجب ان يكون عندنا يا اخواني غيرة على محارم الله يجب ان يكون في انفسنا الم يعتصر الافئدة اذا رأينا منكرات لا سيما المنكرات العقدية ولذلك قال بعض السلف وددت ان لحمي قرض بالمقاريض وان الناس ما عصوا الله الموحد المتحقق يا ايها الاحبة هو الذي اذا وقع الناس في الشرك تألم هو الذي اذا استلذ صاحب المنكر بمنكره تألم شأن الموحد الصادق والداعية الصادق شأن عجيب الناس يضحكون وهو يبكي لاجلهم. والناس يستلذون بمعاصيهم وهو يتألم لاجله. وهم يفسدون وهو يتحمل مسؤولية اصلاح افساده. ولكنها والله مرتبة عظيمة منيفة. من وصل اليها فليعلم انه وصل الى خير عظيم ونعمة كبرى لا تماثلها نعمة الله الله يا ايها الاحبة ان نتقي الله في انفسنا وان نجتهد ما استطعنا وان نحرص على ان نتعلم علما مؤصلا يكون ثمرته الدعوة الصادقة الى هذا التوحيد والله عز وجل قسم الاعمال كما قسم الارزاق. وكلا وكل منا يحسن وسيلة او اكثر يتمكن بها من الدعوة الى هذا التوحيد فاياك ان لتسلل اليك اليأس واياك ان يتسلل اليك شيء من تلبيس الشيطان. واياك ان يفت في عضدك انصراف الناس او انشغال كثير من الدعاة والجماعات عن هذا التوحيد بل هذا مما ينبغي ان يشحذ الهمم ويقدح الزناد في انفسنا حتى نجتهد ونعمل. ثم ينبغي يا اخواني على الدعاة الى التوحيد ان ان راموا ان يكون لدعوتهم ثمرة ان يجتمعوا وان يعترفوا وان يتناسوا حظوظ النفس وان يحذروا من مداخل الشيطان. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث ركب الدعوة الى التوحيد لما بعث معاذا وابى موسى قال تطاوعا ولا تختلفا دعوة لايه؟ الى التوحيد حتى تؤتي اكلها تحتاج الى التطور الى التطاوع وتحتاج الى اتفاق تحتاج الى اجتماع على الحق وجل الخلافات التي تقع بين اهل التوحيد ودعاته سببها حظوظ النفس وتلبيسات من الشيطان. والوقت والوضع والحال لا يسمح بان نتشاغل بانفسنا عن الدعوة الى التوحيد. والله ان انشغالنا بانفسنا يعني قوة لاعدائنا ويعني مزيدا من الشر ينتشر فماذا بقي يا ايها الاحبة قليلة من طلبة العلم هم الذين يستشعرون اهمية التوحيد. واهمية الدعوة الى التوحيد وخطر تنكب التوحيد. فمن يدعو اليه ان تقاعس هؤلاء ووصيتي لنفسي اولا وانا الاحوج الى هذه الوصية ثم لاخوانك ان نحرص يا اخواني وان نبذل وان نجتهد وان نسعى الى ان تكون دعوتنا دعوة حكيمة. دعوة تقبل عليها النفوس فان النبي صلى الله عليه وسلم اوصى دعاة التوحيد كما في الصحيح بشر ولا تنفرا الدعوة تحتاج الى الى لباقة تحتاج الى حسن تعامل تحتاج الى حكمة ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا لا سيما في الدعوة الى التوحيد يحتاج الى ان تجعل هذا الموضوع نصب عينيك. وفي بؤرة واس اهتماماتك. وبذلك تثمر اما لو جعلنا التوحيد والاهتمام به وتعلمه وتعليمه والدعوة اليه. من فضول الاشياء عندنا ومن الامور كما يقال الثانوية فدعوتنا ان نفعت ستكون ضعيفة ستكون قاصرة لكن لو كان هذا الموضوع هو الذي يسيطر على تفكيرنا فاننا سنجد الطريق الى الكلام عن التوحيد ولو تكلمنا عن اي شيء. سبحان الله كيف يوفق بعض الناس الذين تشربوا من حب التوحيد ومن الاهتمام به حتى انك لا تجد احد هؤلاء يتكلم عن التوحيد ويدعو اليه ولو كان حديثه عن الطهارة ولو كان حديثه عن الاخلاق ولو كان حديثه عن الاقتصاد يجد المدخل الذي يدخل منه الى الدعوة الى التوحيد وهذا اعتقد انه لا يتيسر الا لمن جاهد نفسه وعكف على مثل هذا الكتاب بالنظر والدراسة والتأمل والطرح بين يدي الله عز وجل ان يوفقهم ان يكون من المحققين للتوحيد ومن الداعين الى التوحيد. والحديث كما يقال ذو سجود ولعلك هذه التذكرة ما يكون سببا ان ننشر وان نجد وان نجتهد في تعلم التوحيد وتعليمه وانبه ختاما الى ان هذا الكتاب حري يا ايها الاحبة ان يعاد النظر فيه وان تكرر الدراسة. ولا تظنن انك اه انتهيت منه ولا حاجة للرجوع اليه لا قراءة ولا حفظا ولا مراجعة ولا دراسة كلا بل لم يزل علماؤنا يكررون النظر في كتاب التوحيد ويتأملونه ويعيدون قراءته مرة بعد اخرى لان النفوس بحاجة. ولان اه الشيطان حريص قد ينسى الانسان وقد يغفل وهو بحاجة الى ان يكرر عليه دائما هذا الامر ادركت الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله ويقرأ عليه هذا الكتاب في الاسبوع الواحد عدة مرات بل ادركته يقرأ عليه في الدرس الواحد وطريقته ان تقرأ عليه كتب عدة في المجلس الواحد يقرأ عليه كتاب التوحيد اكثر من مرة. مرة مع شرح ومرة مجرد عن الشرح. اي اهتمام هذا ولذلك انظر الى طريقة الشيخ رحمه الله اذا تكلم لا يمكن ان يخلي كلمة لا يمكن ان يخلي نصيحة او موعظة ولو قصرت عن التنبيه على التوحيد او الاشارة الى شيء من المسائل اسأل الله عز وجل ان يملأ قلوبنا بحبه والسنتنا بذكره. وان يرزقنا تحقيق توحيده. وان يجعلنا من جنده وانصار دينه الداعين اليه وان يغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها واولها واخرتها واخرها ان ربنا لسمي الدعاء. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه واتباعه