بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله على وكل ما جاء في القرآن او صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمن وجب الايمان بها. وتلقيه من تسليم والفضول وترك التعرض وترك التعرض له بالرب والتحميد والتشبيه والتمثيل. احسنت. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان ثم اما بعد سبق الكلام عن قول المؤلف رحمه الله وكل ما جاء في القرآن او صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمن وجب الايمان به وتلقيه بالتسليم والقبول. ثم قال وترك التعرض وترك التعرض له بالرد والتأويل. والتشبيه والتمثيل. هذه الجملة فيها ذكر لازم الايمان والتسليم بصفات الله عز وجل فان الايمان والتسليم بصفات الله سبحانه يقتضي ويلزم منه تركه للتعرض لهذه الصفات بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل وهذه الجملة فيها ذكر ثلاثة محاذير يجب الحذر والابتعاد عنها في باب الصفات. الرد والتأويل والثالث هو التشبيه والتمثيل. اما الرد فهو الانكار والتعطيل. وهو نوعان رد للنص ورد للمعنى. رد للنص ورد للمعنى لكن عطف التأويل على الرد يدل على ان المؤلف اراد بالرد ها هنا ودوا النص لان رد المعنى انما يكون عن طريق التأويل. فلما قال بالرد والتأويل دل على ان مراده بالرد اي انكار وتعطيل ورد النص وطريقة اهل البدع في ما لا يوافق اهواءهم من صفات الله عز وجل هي انهم يردون النصوص التي يمكن ردها. وهذا انما يكون في اخبار الاحاد وقد آآ مر ذكر الكلام عن اخبار الاحاد في الدرس الماظي او الدرس الفائت بينت ان اهل البدع قعدوا قاعدة هي ان باب الصفات بل وباب العقائد على جهة العموم لا يقبل فيه خبر احاد. وبناء عليه فان الذي يمكن رده من النصوص التي اشتملت على ما لا يوافق اهوائهم مما يمتنعون من اثباته انما يقول في اخبار الاحاد اما الاخبار المتواترة في كتاب الله او في سنة رسوله عليه الصلاة والسلام فان هذه لا يمكنهم ردها ولا تعطيلها. اذا مراد المؤلف رحمه الله من ردها هنا هو وانكار النص وتعطيله. فاذا جاء في حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن انه لم يبلغ حد التواتر اثبات صفة لله عز وجل مما يخالف ما يثبته هؤلاء المتكلمون كزعمهم ان هذه الصفة تقتضي تشبيه الله عز وجل بخلقه فانهم يلجأون مباشرة الى رد هذا الدليل يقال هذا خبر احاد وهو لا يقبل في باب العقائد. الامر الثاني الذي اشتملت عليه هذه الجملة التأويل. والكلام في التأويل كلام طويل ومهم لان التأويل هو المسلك الذي سلكه عامة اهل البدع في باب ومراد المؤلف بالتأويل ها هنا التأويل في اصطلاح المتأخرين وهو حمل اللفظ على غير مدلوله الظاهر منه. حمل اللفظ على غير مدلول الظاهر منه ليس مراده التأويل في اللغة الذي يأتي بمعنى العاقبة او الشيء او العلة الغائية والحكمة المطلوبة وليس مراده التأويل في لسان السلف الذي هو بمعنى التفسير انما مراده التأويل عند المتأخرين. والتأويل الذي نتحدث عنه مركب دلول ركبه كل مبطل في رد وانكار كل ما يوافق هواه. فليس على من اراد انكار شيء. دل عليه النص سوى ان يركب هذا المركب فيلجأ الى التأويل. وقد ذكر عثمان ابن سعيد الدارمي رحمه الله في على بشر انه بلغه ان بشر المريسي قال له اصحابه ماذا نصنع مع هذه الاحاديث الجياد التي يرويها المخالفون لنا التي فيها اثبات الصفات التي ننكرها نحن ونعطلها ماذا نصنع؟ قال غالبوهم بالتأويل. لانكم اذا رددتموه صراحة افتضحتم. فتردونه بلطف اذ لم ينكر رده صراحة. يعني الجأوا الى التأويل فتكونون قد رددتم هذه النصوص بلطف دون ان تكونوا قد رددتموها صراحة فتفتضحون المنهج الذي سلكه المتكلمون في تأويل الصفات هو ما يأتي. اولا قالوا ان ظواهر النصوص التي فيها اثبات الصفات ومن المعلوم ان مرادي بقول الصفات على لسانهم الصفات التي لا يسبتونه. ولهذا تفصيل عندهم. يعني الصفات التي تثبت لله او التي لا تثبت لكن مرادي الان بالصفات التي لا يثبتونها. قالوا ان ظواهر النصوص تقتضي امرا باطلا وهو مشابهة الخالق للمخلوق. اذا ظاهر النص يدل على ما لا يليق بالله وهو مشابهة المخلوق مشابهة الخالق للمخلوق. فاذا قلنا ان الله استوى او ان الله ينزل او ان الله في العلو او ان الله له وجه او ان الله له يد او ان الله يحب او ان الله يرحم او ان الله يغضب يغضب او يبغض. هذه النصوص ظاهرها يدل على ما لا يليق بالله عز وجل. لانها تدل على تشبيه الخالق بالمخلوق. المرحلة الثانية او الامر الثاني قالوا يتعين تأويل هذه النصوص. يتعين تأويل هذه النصوص اذا كان لا يمكن حمل هذه النصوص على ظاهرها فانه يتعين ماذا؟ تأويل هذه النصوص. المرحلة الثالثة انهم عينوا المراد. قالوا ليس المراد كذا انما المراد كذا. ليس المراد بالاستواء الاستواء انما المراد بالاستواء الاستيلاء ليس المراد بالغضب الغضب وانما المراد ارادة الانتقام. وهكذا في سائر ما اولوه. اذا اعتقدوا ان ظواهر النصوص تدل على تدل على ما لا يليق بالله عز وجل. الامر الثاني انهم قالوا يتعين تأويل هذه النصوص الثالث انهم عينوا المراد. الوسيلة التي سلكها المؤولة في تأويل الصفات في الغالب هي المجاز. فغالب ما اوله المؤولة من نصوص الصفات انما استعملوا فيه الة واداة هي المجاز. فغالب ما يؤوله المؤولة يقولون الاية او الحديث يقول كذا وكذا وهذا لا يمكن حمله على ظاهره فيقال انه مجاز عليكم السلام. المراد كيت وكيت. طبعا الناظر فيما يؤوله المؤولة من النصوص يجدهم قد تفننوا فيه تفننا كبيرا تجدهم احيانا يذكرون تأويلا لا تحتمله اللغة اصلا. ولا يمكن ان يقبل في اللغة مطلقا. كمثل مثلا ما قالوا في قول النبي صلى الله عليه وسلم حتى يضع الجبار فيها رجله. يعني النار قالوا ان الرجل جماعة من الناس الرجل جماعة من الناس. هذا تأويل فيه حمل للفضة الرجل على ما لا يصح في اللغة اصلا ولا يمكن ان يثبت في اللغة ان الرجل تأتي بمعنى ماذا؟ الجماعة من الناس هذا باطل واحيانا يأولون تأويلا قد يقبل في الاصل لغة لكن السياق لا يحتاج ذلك كما قالوا في قول الله عز وجل وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة. قالوا ناظرة اي فالنظر يأتي قالوا بمعنى الانتظار. بدليل قول الله جل وعلا انظرونا نبتبس من نوركم لكن هذا لو صح من حيث الاصل من جهة اللغة لكنه لا يصح في هذا السياق. فالسياق يتعين معه حمل النظر على معنى الرؤية لا الانتظار. وذلك انه عد النظر باله. الى ربها ناظرة وهذا لا يمكن معه الحمل على معنى الانتظار. كذلك ان النظر انما حصل من الوجوه وجوه فالنظر اذا كان من الوجه يتعين حمله ماذا؟ على معنى الرؤية ولا يمكن حمله على معنى الانتظار. كذلك ما جاء في الاية من ذكر ثمرة النظر وهو النضرة يدل على ان النظرة ها هنا هو بمعنى الرؤية لا الانتظار اقول ان هؤلاء المؤولة لهم آآ تفنن عجيب في ذكر تأويلات فتارة يذكرون اشياء لا تكتمل من جهة اللغة اصلا وتارة يذكرون اشياء لا تحتمل من جهة السياق والكل قول على الله عز وجل بغير علم. تجد مثلا بعض كبارهم وافاضلهم يقولون في قول الله عز وجل اامنتم من في السماء؟ هذه الاية من اوضح ما يكون في اثبات ماذا؟ علو الله عز وجل تجد مثلا الجويني يؤول هذا النص امنتم من في السماء؟ قال هو ملك من وقيل هو جبريل اتاه الله قدرة على الاهلاك والخسف. اي لشخص ولو بلغ الغاية في الجهل لو تلي عليه قول الله عز وجل اامنتم من في السماء ان يغسل بكم الارض فانه يعتق ان المقصود ماذا؟ الله عز وجل. ويمتلئ قلبه خوفا ورهبة من هذه الاية. انظر الى اي معنى اول هؤلاء المؤولة هذه الاية في اه كلام الجويني الذي ذكرته لكم عليكم السلام كذلك مثلا تجدهم في قول آآ النبي صلى الله عليه وسلم آآ للجارية اين الله؟ فقالت في السماء. قالوا ان معنى في السماء هو انه رفيع القدر. جليل المنزلة. اين الله؟ الجواب رفيع القدر ذليل المنزلة. اولا هل هذا مدلول في السماء؟ وثانيا هل يصح ان يكون جوابا لاين حينما اقول اين فلان؟ تقول لفلان رجل كريم. رجل طيب. هل يستقيم؟ لا يستقيم في كلامي. من هو من اجهل الناس فكيف يقرها النبي صلى الله عليه وسلم على هذا؟ بل و يحكم لها بالايمان اذا الخلاصة ان المتكلمين قد ظربوا في هذا الباب باب التأويل لظروف من التحريف التي يجزم بها او يجزم فيها اهل العلم والايمان بانها من كرة بعيدة عن العلم تنكرها القلوب التي امتلأت حبا وتعظيما عز وجل قبل ان ندخل الى الكلام عن الرد عن هذا المسلك الرد على هذا المسلك يقال لا بد من ذكر قاعدة مشتملة على اصلين. الاصل الاول ان من تكلم بكلام يريد فيه هداية وايضاحة فلابد ان يكون مفهما لمن يخاطب. يعني من تكلم بكلام يريد منه ان يفهم منه هذا الشخص الذي يسمع فلابد ان يتكلم بكلام ماذا؟ مفهوم يمكن ان هذا الشخص الذي يخاطبه. لكن من اراد الالغاز واراد التشغيل او اراد الاعجاز يعجز من يسمعه فانه قد يسلك مسلكا صعب فيه ويعسر فيه على من يسمع فهم كلامه. اذا نظرنا الى كلام الله عز وجل وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام. من اي الجهتين يكونوا؟ هل هو كلام يراد منه الهداية والايضاح والافهام او يراد منه الايغان الالغاز والتعجيز. بالتأكيد ان المراد من كلام الله عز وجل وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام الايضاح والهداية فهو كلام يهدي به الله اه من اتبع رضوانه سبل السلام يهدي الى صراط العزيز الحكيم الحميد كتاب وهداية ونور وبيان وارشاد. وكل نصوص الكتاب تدل على هذا. اذا لا بد ان يكون الكلام ماذا الامر الثاني ان الاصل في الكلام حمله على والظاهر. الاصل في الكلام حمله على الحقيقة هو الظاهر. وهذا باتفاق بين العلماء ان الاصل حمل كلامي على الحقيقة وعلى الظاهر فكل من ادعى خلاف ذلك فانه مطالب بالدليل. وكل من استمسك بحمل الكلام على الحقيقة هو الظاهر فانه مستمسك بالاصل وجانبه ارجح ولا شك. هاتان المسألة فساد او هذان الاصلان من المهم ان تستصحبه ان تستصحبهما معك في مناقشة وجدت اهل التأويل. ندخل الان الى الكلام عن رد هذا المسلك الذي سلكه هؤلاء المؤولة في نصوص صفات الله عز وجل التأويل الذي سلكه هؤلاء المتكلمون تأويل باطل. و مخالف ما عليه سلف هذه الامة من حمل النصوص على ظاهرها ويظهر بطلان التأويل من جهات. اولا من جهة منهج يعني من حيث المنهج. فالمنهج الذي سلكه المؤولة منهج غير صحيح لم؟ لانه ليس ثمة فارق عندهم بين ما يصح تأويله وما لا يصح تأويله المؤولة ليس لهم منهج منضبط يفرق بين ما يصح تأويله وما لا يصح تأويله ولا شك ان الاختلال في هذا المنهج دليل على ضعفه اليس كذلك لانه تحكم والتحكم مردود ومرفوض عند العقلاء. كونك تأتي الى صفة وتحملها على ظاهرها فتأتي الى الصفة الثانية وتحملها على خلاف ظاهرها تؤول. ما الضابط عندك؟ لابد ان يكون هناك ضابط ماذا؟ ضابط مستقيم منضبط يمكن به التفريق بينما يمكن تأويله وما لا يمكن تأويله. قال المتكلمون ان لدينا ضابطا نفرط به بينما يصح تأويله وما لا يصح. ما هو هذا الضابط؟ قالوا الضابط هو ان ما اوهم التشبيه من من نصوص الصفات فانه يتعين تأويله. وما لا يوهم التشبيه فاننا لا نأوله. اذا الضابط عندنا هو ما اوهم التشبيه فانه يؤول وما لم يوهم التشبيه فانه لا يعول. والجواب على هذا ان هذا الضابط غير صحيح. لما؟ الجواب اولا انكم ملزمون في المعنى الذي اولتم نظير ما فررتم منه فيما اولته. يعني انكم اولتم هذا النص الى معنى اليس كذلك يلزمكم في المعنى الذي اولتم اليه نظير ما فررتم منه في النص الذي اولتموه فمثلا اذا كنتم تفرون من اثبات صفة الغضب لله عز وجل باعتبار ان الغضب يوهم او يقتضي تشبيه الخالق بالمخلوق. فانه يقال وكذلك الارادة التي اولتم اليها الغضب قلتم ارادة الانتقام. الغضب هو ماذا؟ ارادة الانتقام. كذلك الارادة توهم التشبيه وتقتضيه. لانه اذا كان الغضب غليان دم القلب كما تقولون وهذا من صفات المخلوقين. فكذلك الارادة تحميل القلب فهي ايضا ماذا؟ من صفات المخلوقين. اذا كل معنى يؤولون اليه الصفة فانهم فيه ماذا؟ هم ملزمون بمثل ما فروا منه. قالوا الاستواء يقتضي تشبيه الخالق بالمخلوق. فنحن نحمله على معنى الاستيلاء. فكذلك نقول الاستيلاء يقتضي لماذا؟ التشبيه. لانكم تقولون نحن لا نعقل من يستوي الا الا ما هو مخلوق فنقول وكذلك نحن لا نعقل من يستولي الا من هو مخلوق. وهكذا في سائر ما قلتم في هذا الباب. الامر الثاني انهم ملزمون في الصفات التي اثبتوها نظير ما فروا منه في الصفات التي اولوها اذا كنا نخاطب قوما يثبتون صفة السمع والبصر والارادة والحياة والكلام مثلا كالاشاعر فاننا نقول لم يا قوم؟ اولتم صفة المحبة مثلا ان قالوا المحبة تقتضي تشبيه الخالق بالمخلوق فنحن ننزه الله عز وجل عن مشابهة المخلوق قال وكذلك انتم اثبتم صفة السمع والبصر والكلام وهذه ماذا؟ بمنطقة تقتضي مشابهة الخالق من مخلوق فيجب ان تنزه الله عز وجل عن هذا فتنفو هذه الصفة اذا كل صفة اول مقتضاها ومدلولها فاننا نلزمه هم فيما اثبتوا من صفات اخرى مثل ذلك. حتى الاشياء اه يعني حتى اذا جئنا الى المعتزلة الذين مثلا اثبتوا صفة القدرة لله عز وجل اثبتوا صفة العلم واول الصفات الاخرى فاننا نقول اذا كنتم فررتم من اثبات تلك الصفات لاجل ما تزعمونه من مشابهة المخلوق فاننا فنقول وكذلك ما اثبتتموه من صفة العلم انتم ملزمون فيه بنظير ذلك. فاذا كان هذا لا يعقل الا في المخلوق وكذلك هذه الصفة لا تعقل الا في المخلوق. واذا قلتم نحن نثبتها على وجه لا يقتضي التشبيه فنحن نقول الصفة التي اولتموها ينبغي عليكم ان تثبتوها على وجه لا يقتضي التشبيه ذكر المؤولة فارقا اخر قالوا الفارق الاخر الذي نفرق به بين ما يمكن اثباته وما لا يمكن اثباته هو دلالة العقل. اذا الفارق الاول ما هو؟ التشبيه يؤول فلا. طيب الفارق الثاني قالوا ان الفارق هو ماذا؟ دلالة العقل فما دل العقل على اثباته لله عز وجل فاننا نثبته. وما لم يدل العقل على اثبات الله عز وجل فاننا يؤوله قلنا بينوا لنا قالوا الفعل دليل القدرة يعني وجود هذه المخلوقات ايجادها خلقها دليل على ماذا على ان من فعل واوجد وخلق ماذا؟ قادر والاتقان دليل العلم الفعل دليل القدرة والاتقان والاحكام دليل على ماذا؟ العلم لانه لا يتقن ويحسن ما خلق الا من يعلم لا من لا من يجهل والتخصيص دليل الارادة. قوله خص هذا بطول وذاك بطول. وهذا بلون وهذا بلون. وهذا بحجم وهذا بحجم. جعل القمر في حجم والشمس في حجم والارض في حجم مع انه يمكن ان تكون اكبر او اصغر. لكنه خص هذا بهذا دليل على ان له ارادة. اذا العقل دل على اثباته صفة الارادة علم القدرة والارادة لا توجد الا في حي اذا نثبت ماذا؟ صفة الحياة والحي لابد ان يكون سميعا بصيرا متكلما. الحي لابد ان يكون ماذا؟ سميعا بصيرا متكلما. اذا اثبتنا الصفات السبع من خلال دلالة العقل. واما ما سوى ذلك فاننا نؤوله ما سوى ذلك فاننا نأوله. والجواب على هذا ان يقال ان هذا المنهج ايضا غير صحيح. لان ما نفيته عن طريق التأويل. يمكن وايضا اثبات كثير منه عن طريق العقل. كثير مما اولتموه معشر المؤولة يمكن اثباته ايضا من خلال العقل فيقال ان رفع البأس ونصرة المظلوم وازالة اه الظلم مثلا هذه تدل على اثبات الرحمة كما يدل الاتقان مثلا على اثبات صفة العلم. تخصيص اولياء بالنصرة والتمكين وانواع اه الخير دليل على ثبوت المحبة كما دل مثلا اه التخصيص على ثبوت صفة الارادة وهكذا في سائر هذه الصفات التي اولتم اليها. كثير مما اثبته عفوا مما اوله هؤلاء يمكن اثباته من طريق العقل. اذا لم يكن ماذا؟ لم يكن هناك فارق منضبط بينما تأويله وما لا يصح تأويله. ويقال ثانيا هبوا ان العقل لم يثبت هذه الصفات اول تمور افترضوا ونحن نسلم لكم جدلا ان العقل لم يثبت او لم يدل فاثبات هذه الصفات التي اولتموها. فانه يقول فاننا نقول انه ايضا لم ينكر. وكون العقل لم يدل على اثبات هذه الصفة لا يقتضي نفيه. لانها قد ثبتت من طريق اخرى. ثبت من خلال دلالة اخرى وهي دلالة النقل. والثقة بما دل عليه النقل اعظم من الثقة التي اه اعظم من الثقة بدلالة دل عليها العقل. اذا انتم غاية ما تقولونه انما هو ان هذا لم يدل عليه دليل معين. وهذا لا يقتضي نفيا المدلول هذا لا يقتضي نفي المدلول. يعني عدم دلالة الدليل. على مدلول لا يقتضي ماذا نفي هذا المدلول يعني نفي هذا المعنى لانه قد يثبت بطريق قد يثبت بطريق اخرى فدل هذا على ان آآ لا لا عطني بس هذا اقول يا معشر الاحبة انه اذا كان دليل معين لم يدل على ثبوت هذه الصفة فان ثمة ماذا؟ دليلا اخر دل على اثبات هذه الصفة الا وهو النقد. وكوننا نعتمد ما دل عليه النقل. اولى واحرى من ان نحتفي ونعتمد على ما دل عليه العقل. لان النقل لا يدل الا على الحق. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. اما العقل فانه قد قد يخطئ. ولاجل هذا فلنعتمد ما دل النقل آآ باحرى مما نعتمد على ما دل عليه العقل قالوا لنا فارق اخر الا وهو ان ما انعقد عليه الاجماع من الصفات فاننا نثبته. وما لم تجمع عليه فاننا ماذا؟ نأوله. اذا الفارق هو ماذا؟ الفارق هو الاجماع. وهذا من اضعف واوهى ما يكون. فاي اجماع تقصدون؟ ان اردتم الاجماع الذي هو حجة اجماع الصحابة ان اردتم اجماع الصحابة اجماع التابعين اجماع خير هذه الامة فانهم قد اثبتوا واجمعوا على اثبات سائر الصفات لله عز وجل. وان اردتم اجماع غيرهم فانه لا حجة فيه ويقال ايضا انه لم يحصل اجماع على ما اثبتموه من الصفات فانكم اذا قلتم نثبت صفة السمع والبصر مثلا لحصول بالاجماع عليها فيقال ان هذا الاجماع منتقض بمخالفة المعتزلة والجهمية. اذا لم يصح ماذا لن يصح هذا الفارق. وعلى كل حال المنهج في الحقيقة الذي سار عليه هؤلاء المتكلمون منهج غير منضبط. وكون المنهج غير منضبط دليل على ظعفه وانه لا يمكن اعتماده. الوجه الثاني الذي يرد به على مسلك التأويل هو من حيث الثمرات التي اثمرها مسلك التأويل. يعني هناك نتائج وثمرات فاسدة هذه الثمرات انما كانت نتاجا لهذا تأويل واذا كانت الثمرة ثمرة سيئة دل على ان الاصل اصل سيء. من تلك الثمرات التي اثمرها مسلك التأويل هو اساءة الظن لله سبحانه وتعالى حيث انزل كلاما بزعمهم ظاهره يقتضي الباطل بل ظاهره يقتضي الكفر. لانه اذا كان ظاهر النصوص يقتضي تشبيه الخالق بالمخلوق فان هذا يعني ان هذا القرآن ظاهره يدل على الكفر لان تشبيه الخالق بالمخلوق ماذا؟ كفر. فانتم اسأتم الظن بالله عز وجل حيث اعتقدتم انه انزل كتابا ظاهره يدل على الكفر. ويدل على الكفر هذا يقتضي ان يكون هذا القرآن يراد منه الاضلال لا الهداية. لانه لو كان المراد ان يكون القرآن هاديا لم يكن ظاهره لم يكن ظاهره يقتضي البطلان والكفر. فكان ترك الناس بلا قرآن اولى واحرى من ان ينزل عليه القرآن ماذا؟ من ان ينزل عليهم قرآن ظاهره يقتضي اطلاله ظاهره تقتضي اضلالهم. وهذا ولا شك يقتضي رفض الثقة نصوص الوحي يعود آآ المطلع والقارئ لهذه النصوص واثقا من ان هذا المعنى الذي يفهمه هذا الذي يقرأ هو المقصود حقا. لانه يقرأ شيئا ويفهم شيئا والمقصود ماذا؟ شيء اخر. فهذا يقتضي ان لا يثق الانسان بهذا الذي يقرأه والا يرجع اليه والا يحكمه بل يتركه لانه يخشى ويخاف ان يقرأ شيئا فيفهم ويعتقد والحقيقة ان المطلوب منه ان يفهم ماذا شيئا اخر. فاذا كان مثلا يقرأ في نصوص كثيرة جدا. تبلغ المئات ان الله عز وجل عال على خلقه وانه فوق خلقه وانه في العلو. والمقصود ان لا تفهم هذا. بل المقصود ان تفهم شيئا اخر خلاف ذلك كما ذكرت لكم في اه المثال الذي ذكرت تقرأ امنتم من في السماء ان تفهم ان المقصود ملك من الملائكة او انه رفيع القدر وعالي المنزلة. او تقرأ مثلا ما فيه اثبات صفة الوجه تفهم ان المراد الذات او تقرأ مثلا ما فيه اثبات صفة الاستواء فتفهم الغلبة والاستيلاء وهكذا في سائر النصوص. اذا لا يعود الانسان واثقا ومطمئنا الى هذا الذي يقرأه. بل هناك وحشة تعتري نفسه تجاه هذا الشيء الذي يقرأه وظاهره يدل على شيء والحقيقة انه آآ يطلب منه فهم شيء اخر بل هذا الظاهر الذي يظهر من هذا النص يقتضي الاطلال ويقتضي الانحراف بل يقتضي الكفر عياذا بالله ومن الثمرات ايضا الفاسدة التي يثمرها وينتجها مسلك التأويل فتح باب الانسلاخ من الدين بالكلية. فتح باب الانسلاخ من الدين بالكلية لانه اذا امكن لهؤلاء المتكلمين تأويل نصوص الصفات فما الذي يمنع الفلاسفة مثلا عن ان يؤولوا نصوص المعاد. اذا جاز لكم يا معشر المتكلمين ان تؤولوا نصوص الصفات فليجز لنا معشر الفلاسفة وانا اتكلم بلسانهم ما الذي يمنعنا من ان نأول نصوص المعاد. ويتطاول ايضا القرامطة فيقولون مخلوق ما الذي يمنعنا ان نأول نصوص الامر والنهي؟ نصوص الاحكام. فالصلاة ليس المراد بها الصلاة المراد بها شيء اخر والصيام ليس المراد به هذا الذي تعنون به الامساك من طلوع الفجر الى غروب الشمس عن اشياء معينة لا اشياء اخرى. الحج ليس هو قصد بيت الله عز وجل لاداء عبادات مخصوصة انما المقصود شيء اخر وهكذا فلنأول نصوص الامر والنهي كما اولتم اذا كان الباب مفتوح فلماذا تدخلون انتم فقط ويمنع غيركم من ويمنع غيركم من الدخول. بل ان تأويل بعض النصوص المتعلقة بالامر النهي او بالميعاد ان كان ولابد فهو اسهل من تأويل بعض نصوص الصفات. اذا كان صفة العلو لله عز وجل التي دل عليها الف دليل بل الفان كما يقول ابن القيم رحمه الله فلا ان يؤول نصوص اه فلانت اول نصوص لصوص لا تبلغ عشر هذا العدد اسهل واحرى اليس كذلك؟ اذا فتح باب التأويل لنصوص الصفات آآ يفتح الباب على مصراعيه للانسلاخ من دين الله عز وجل بالكلية ولا شك ان هذه الثمرة فاسدة تدل على ان الاصل اصل فاسد من الثمرات ايضا التي ينتجها هذا المسلك هو ان يقال او ان يعتقد اتهام السلف الصالح. الذين ما اسر عنهم قط تأويل الصفات فاذا هذا المسلك يقتضي اتهام هؤلاء الاسلاف الصالحون. يقتضي اتهام الاسلاف الصالحين. لان عدم ثبوت التأويل عنهم البتة يدل على انهم وقعوا في احد امرين ولابد. اما انهم اعتقدوا الباطل حيث قرأوا النصوص وحملوها على ظاهرها فيكونون قد شبه الله عز وجل بخلقه. فيكونون واقعين في غاية آآ البطلان وغاية الشرق اعتقدوا تشبيه الخالق مخلوق هكذا يكون حال الصحابة والتابعين واتباعهم بمقتضى هذا الكلام او ان يقال انهم علموا الحق لكنهم كتموه. علموا الحق لكنهم ماذا؟ كتموه. وهذا فيه اعظم اساءة للظن بهم رحمهم الله ورضي الله عنهم. الوجه الثالث الذي يرد به على مسلك التأويل ومنهج التأويل هو من حيث المحاذير التي وقع فيها المؤولة فثمة محاذير لم يؤول من اول الا بعد ان وقع فيها من ذلك انه عطل الله عز وجل عن كماله الواجب له باثبات هذه الصفة فات وكذلك اعتقد ان ظاهر النصوص التشبيه وكذلك حينما اول فعطل الله سبحانه وتعالى بالمعدوم او بالجامد او بالناقص او بالمستحيل النتيجة التي نخلص منها في منهج التأويل هي ان الله عز وجل اما قسم او جامد او معدوم او مستحيل. هذه الحقيقة التي نخلص اليها اذا اه نظرنا في هذا المسلك الذي سلكه هؤلاء المتكلمون بتأويل صفات الله عز وجل والخلاصة ان هذا المسلك مسلك باطل لا من حيث المنهج ولا من حيث الثمرات ولا من حيث المحاذير التي وقعوا فيها لان حقيقة حالهم انه شبهوا ثم عطلوا ثم شبهوا. شبهوا وقع في نفوسهم. اولا التشبيه تشبيه الله بالمصلوب حينما نظروا في هذه النصوص ثم اداهم هذا التشبيه الى التعطيل عطلوا الله عز وجل عن صفاته وعن كماله وادى هذا بهم الى ان شبه الله عز وجل اما بمعدوم او جامد او ناقص او مستحيل هذا باختصار شديد الرد التفصيلي على منهج التأويل وهناك الاجمالي نافع جدا مناقشة هؤلاء المؤولة يمكن لمن لم آآ يمكنه مناقشة المتكلمين على وجه التفصيل ان يسلك معهم هذا المسلك واظن اني قد ذكرته في اه ما مضى لكن لا بأس من ذلكم ان يقال لهذا المؤول يلزمك ان تقول في هذا الذي اولت اليه واولت فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم يعني يلزمك ان اجيب باحد امرين النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم ان الحق فيما اولت اليه او لم الكل يعلم لابد لك من احد جوابين اما ان تقول ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم ان المعنى الحق من صفة المحبة والغضب والبغض والاستواء والعلو وغير ذلك هو ما قلت انت من هذا التأويل الذي ذهبت اليه. اما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم ان الحق فيما قلت او لم يكن ليعلم او او لم يكن يعلم. فان قلت لم يكن يعلم فهذا فيه اعظم قدح في النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول عن نفسه انا اعلمكم بالله واشدكم له خشية. وتكون انت واضرابك من هؤلاء المتتلمذين على فكر ومنطق وفلسفة اليونان اعظم معرفة بالله سبحانه وتعالى من رسول الله عليه الصلاة والسلام وهذا قول خطير ان التزمته ولا يقول بهذا مسلم. او تقول ان النبي صلى الله عليه وسلم علم ان الحق فيما قلت فان قلت قد علم ان الحق فيما قلت فيقال هل كان قادرا الصلاة والسلام على التعبير عن هذا الحق هل كان عنده قدرة على الافصاح والبيان او لم يكن قادرا ان قلت لم يكن قادرا فان هذا يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم عيي وانه لم يبين ما انزل الله عز وجل عليه من ربه حق البيان. مع ان الله يقول يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم غير قادر فيه من العيب والضعف ما يمتنع معه ان يبين ما انزل الله عز وجل الى خلقه وتكونون انتم افصح واقدر بيانا وايظاحا من رسول الله عليه الصلاة والسلام وهذا ما فيقوله مسلم اذا ما بقي عندك الا ان تقول انه كان قادرا على البيان والايضاح. كلما ذكر حديثا كلما تلا اية فانه كان يقدر على ان يقول انتبهوا يا معشر الصحابة لا تفهموا من هذه النصوص التي فيها اثبات العلو والغضب والنزول والانتقاد وامثال ذلك لا تفهموا منها ان المراد اثبات صفات حقيقية الله عز وجل انما المراد اشياء اخرى هي كذا وكذا وكذا. احذروا ان تقعوا في تشبيه الخالق بالمخلوق. فان ظواهر هذا من نصوص يقتضي التشبيه. اذا قلت كان قادرا على البيان والايضاح والتعبير فانك ملزم ان تقول جوابا على هذا السؤال. هل كان النبي صلى الله عليه يريد هدايتنا او لا يريد هدايتنا. اذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قادر على البيان والايضاح فانه يقال له هل كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على هدايتنا؟ يريد الخير لنا او لم يكن كذلك ان قلت لا يريد هدايتنا وليس بحريص علينا كذبت قول الله عز وجل لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم. وهذا ما لا يقوله مسلم فيلزمك ان تقول انه كان حريصا على هدايتنا وان نسلك مسلك الخير والرشاد اذا تمت هذه الاسئلة الثلاثة فانه يقال انه يمتنع تاما مع كمال علمه عليه الصلاة والسلام. وكمال فصاحته وبيانه. وكمال حرصه على يمتنع مع هذه الثلاثة امور ان يسكت النبي صلى الله عليه وسلم عن بيان التأويل الذي سلكتموه يمتنع امتناعا تاما ان لا يقول ولو مرة في حياته اياكم ان تحمل هذه النصوص على على ظاهرها فتكونون قد اعتقدتم تشبيه الله عز وجل بخلقه. وهذا من من اقوى ما يكون في مناقشة هؤلاء المتكلمين واظن اني ذكرت لكم ابيات ابن القيم رحمه الله في ذكر هذه المناظرة حينما قال في النونية فسل المعطل عن ثلاث مسائل تقضي على التعطيل بطلاني ماذا تقول؟ اكان يعرف ربنا هذا الرسول حقيقة العرفان ام لا؟ وهل حاز كلها فاللفظ والمعنى له طوعان ام لا؟ وهل كانت نصيحته لنا؟ كل النصيحة ليس اخواني فاذا انتهت هذه الثلاثة فيه كاملة مبرأة من النقصان فلاي شيء عاش فينا كاتما للنفي والتعطيل في الازمان بل مفصحا بالضد منه حقيقة الافصاح موضحة بكل بيان ولاي شيء لم يصرح بالذي صرحته في ربنا الرحمن. العجزه عن ذاك؟ ام تقصيره في النصح؟ ام لخفاء هذا الشأن بل ذا وصفكم يا امة التعطيل لا المبعوث بالقرآن صلى الله عليه وسلم. هذا باختصار آآ كلام عن المسلك الاول او المحظور الاول وهو آآ عفوا هو المحظور الثاني وهو التأويل وسبقه في درس فائت الكلام عن المحظور الاول وهو رد اخبار الاحاد لعلنا نقف عند هذا الحد في هذا اليوم ونتم ان شاء الله في الاسبوع القادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه