رب العالمين الله تعالى وقد امرنا قال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراصدين المؤمنين من بعدي في قبلها كلام اخر. قال وعلى هذا السلف رضي الله عنه كل القلوب متفقون على ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن سار على نهجه ومن والوالد الى يوم الدين ثم اما بعد خلص المولد في هذه الجملة الى خلاصة مهمة وهي ان السلف مجمعون ومطبقون على الاثبات والامراض والاقرار لنصوص الصفات دون تعرض للتأويل وهذه الجملة قد يتذرع بها اهل التفويض سواء كانت من كلام المؤلف او من كلام بعض السلف والائمة المتقدمين فانهم كانوا ينصون في نصوص الصفات على وجوب بامرارها فتجدهم يقولون امروها كما جاءت وربما اضافوا بلا كيد وكذلك قولهم نقر بها ونحو ذلك. حمل هذه الجملة اهل التفويض على ان الامرار هو مجرد القراءة دون فهم للمعنى وهذا لا شك في بطلانه. المقصود السلف رحمهم الله بقولهم يعني ابقوا دلالتها على ما دلت عليه. فان الكلام الفاظ لها معاني فانت اقر واثبت اه اقر واثبت امن بهذا الكلام الذي جاء في النصوص والذي ليس هو الفاظا ليس لها معاني بل الفاظ لها معاني. فانت امن بهذه الفاظ مع معانيها. هذا هو المراد بالامرار والاقرار والاثبات. يدل على هذا انه لو كان مرادهم امنوا بالفاظ لا معاني لها لكانوا لا يعبرون بهذه العبارة وانما يقولون امروا الفاظها دون الوقوف عند معناها او نحو هذه العبارات. اما وقد قالوا هكذا باطلاق فانهم لا يمكن ان يغرروا بتلاميذهم ومن بعدهم يعني امروها مع كون معانيها باطلة. وان يجب ان ينزه الله عز وجل عن المعنى الذي يظهر منه. لا يمكن ان يقولوا امروها ويسكتوا بمن بعدكم اذا لما قالوا امروها يعني امنوا بها وابقوا دلالتها على ما هي عليه ولا تحركوها ولا تأولوها. وفهم هذه الجملة من الشيء المهم الذي ينبغي التنبه عليه فان بعض الناس قد تنطلي عليه شبهة اهل التفويض مثل هذه العبارات. وقد قلت سابقا ان كلام السلف ينبغي ان يرجع في فهمه الى كلام الائمة الراسخين الذين احاطوا بكلام السلف باطلاقه وتقييده يقول شيخ الاسلام رحمه الله في توجيه مثل هذه العبارة في توجيه مثل هذه العبارة وايضا فقولهم كما جاءت يقتضي ابقاء دلالتها على ما هي عليه. فانها جاءت بالفاء فانها جاءت الفاظ دالة على معاني. يعني وهي الفاظ دالة على معانيها. فلو كانت دلالتها ملتفية لو كانت المعاني اشتملت عليها منتفية عن الله عز وجل قال لكان الواجب ان يقولوا امروا لفظها مع اعتقاد ان المفهوم منها غير مراد او امروا لفظها مع اعتقاد ان الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة. وحينئذ فلا تكون قد كما جاءت الى اخر كلامه رحمه الله وهو كلام نافع متين ذكره رحمه الله في الجزء الخامس في صحيفة احدى وخمسين واثنتين في صحيفة احدى واربعين واثنتين واربعين. ومما يؤكد هذا التوجيه لكلامهم رحمهم الله ان هذه العبارة كانت مستعملة عندهم ايضا حتى في نصوص المعاني. يعني كما انه كانوا اذا جاؤوا الى آآ نصوص الصفات يقولون امروها كما جاءت كذلك كانوا اذا اه تكلموا عن نصوص المعاد التي فيها اثبات الميزان والصراط والحوظ ونحو ذلك يقولون امروها كما جاءت. ويجعلون الجميع من باب واحد. مع انه من المقطوع به ان هذه الحقائق آآ معلومة المعنى في الميزان معلوم من حيث هو ميزان. والحوظ معلوم من حيث هو حوض. وهذا مما يتفق معنا فيه حتى المتكلمون الذين قالوا بالتفويض. فهم اذا جاؤوا الى نصوص المعاد لا يقولون نحن نؤمن بميزان بحوض واصرار اه لا نفهم له معنى بل نعتقد ان ظاهره غير مراد ابدا. بل يقولون الحوظ معروف في اللغة ومن يقرأ هذا النص يفهم معنى الحوض ولكن الحقيقة مختلفة. فهو حوض متصف بصفات اعظم مما عليه احواض الدنيا. كذلك الميزان يقولون الميزان معلوم. ولكن الميزان الاسروي ميزان يختلف من حيث الكيفية فهو ميزان عظيم. كذلك اذا جاءوا الى الصراط فيقولون مثلا الصراط هو الطريق الواضح الى غير ذلك مما هو معلوم في نصوص المعادن. فلاي شيء تحملون كلام السلف بالامراض والاقرار على التفويض في نصوص الصفات فحسب ولا تفعلون فعل نفسه مع نصوص المعادن. اذا هذا مما يدل على ان كلامه لا وجه نعم انطلق المؤلف بعد ذلك للتنبيه على وجوب على وجوب لزوم منهج السلف رحمهم الله ساق على هذا دليلا اثارا نعم قال رسول الله تعالى واخبرنا انها من الضلال قال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراصدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالاوامر واياكم ان كل بدعة وكل بدعة ضلالة. الله نبه المهندس في هذه الجملة على انه مما يجب على الخلف اتباع اثر السلف استدل على هذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما اخرجه احمد والترمذي وابو داوود وغيرهم عنه عليه الصلاة والسلام في قوله فعليكم بسنتي وهو حديث الارباط المشهور وعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول عليه الصلاة والسلام عليكم بسنتي وسنتي الخلفاء الراشدين المهديين من بعده. تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور والنصوص على وجوب اكتفاء اثر السلف الصالح من الصحابة والتابعين واتباعه كثيرة منها هذا الحديث ومنها حديث افتراق الامة وقد جاء في خاتمة احدى رواياته من كان على مثل ما انا اليوم اصحابي وقبل هذا في كتاب الله عز وجل جملة من النصوص السابقون الاولون للمهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان. رضي الله عنهم ورضوا عنه. قال تعالى واتبع سبيل من اناب اليك ويدخل في جملة هؤلاء ولا شك الصحابة والتابعون واتباعه. قال جل وعلا ومن يشار الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين. يولي به ما تولى ونصبه جهنم وساءت مصيره. قال وعلا وكونوا مع الصادقين. وقال جل وعلا فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا الى غير ذلك من النصوص التي تدل على وجوب وتحتم التزام منهج السلف وانها قضية حتمية لا خيار فيها. المؤلف بعد ذلك عقد ببعض ببعض الاثار التي اه دلت على هذا المعنى. نعم رحمه الله تعالى لقد قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه اتبعوا ولا تتبعوا حقكم فيكم. نعم. هذا الاثر خرجه الدارمي وغيره وفيه امر الاتباع اتباع النبي صلى الله عليه وسلم واتباع اصحابه رضي الله عنهم والاكتفاء بالاثر وعدم التجاوز عنهم الى البدع نعم قال رسول الله تعالى وقال عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه كلاما معناه فانهم عن علم وقفوا وببصر داخل الطفوا وهم على حسها كانوا اقوام وبالفضل لو كان فيها احرى حدث بعده صار احدثه الا من خالف عن سنته. ولقد وصفوا منه ما ولقد وصف منه ما يشفي وتكلموا منه بما يكفي. فما هو فهم محسر؟ وما دونه مقصر. لقد قصر عنهم قوموا الجفر وتجاوزه الاخرون فقالوا وانه فيما بين ذلك لعلى خلق مستقيم. هذا الاثر عن عمر ابن عبد العزيز تابع الجليل رضي الله عنه رحمة اخرجه ابو داوود في سننه والاجر في الشريعة و آآ ابن بطة وغيرهم من اهل العلم. واصل ذلك رسالة ارسل بها الى عمر عدي ابن ارضى اسأله فيها عن بالقدر وقد شاع في ناحيته الكلام فيه. فاجابه عمر رضي الله عنه وفيها كلام ابسط من هذا. وجملة ما ذكر رحمه الله يرجع الى وجوب الوقوف عند كلام السلف رحمهم الله وعدم المجاوزة والخوض فيما سكتوا عنه. سواء تعلق هذا في او تعلق به الخوف في القدر والخوض في القدر يراد به اما الخوض في العلل والحكم التي من اجلها فعل جل وعلا وقدر واصل ضلال الخلق من كل فرقة كما يقول شيخ الاسلام واصل ضلال الخلق الخلق من كل فرقة هو الخوض في فعل للاله بعلته فانه لم يفهموا حكمة له فصاروا على نوع من الجاهلية فا من الخوض الباطل الخوض في العلة والحكمة التي من اجلها فعل وقد جل وعلا فان من المقطوع به ان الله عز وجل لا يفعل ولا يحكم ولا يقدر الا لحكمة بالغ والادلة على هذا بالمئات. لكن قد تظهر لنا الحكمة وقد تخفى. وليس من الضروري ان يفهم العبد كل علة لماذا هذا هذا؟ ولماذا اضل هذا؟ ولماذا جعل هذا الكون بهذه سورة ولم يجعلها لم يجعله على صورة اخرى الى غير ذلك. هذه امور اختص الله عز وجل بعلمها ولاجل هذا كان السلف يقولون القدر سر الله فلا تكشفه او فلا نكشفه. ايضا من الخوض الباطل قدر الخوض فيه بالعقل. وعدم الوقوف عند حد النقل. اي تكلم في قدر ومراتبه ومتعلقاته لا بالدليل قال الله او قال رسوله صلى الله عليه وسلم وانما بالعقل فما فعل هذا من فعل من الفرق المخالفة سواء الى مذهب القدر او الى مذهب الجبر. فهذا ايضا من الحوض الباطل في القدر. ايضا من الخوف الباطل في القدر الكلام في العواقب. ما يؤول اليه احوالهم العباد فان هذا ايضا من الامور التي اختص الله عز وجل بعلمها ولم آآ يجعلها معلومة لخلقه. ايضا من الامور التي يجب الوقوف عندها وعدم تجاوز كلام السلف ما يتعلق بمسائل الصفات فان السلف رحمهم الله لم يكونوا خائضين فيما يتعلق بالتكييف او التمثيل. او التأويل. ولو كان هذا خيرا وسبقنا اليه اولئك السلف الصالحون. كذلك ما بحقائق اليوم الاخر فلم يكن السلف يخوضون في ذلك بل كانوا يقفون عند حد الايمان بما ورد مع اثباته واقراره وامرانه. اما الخوض في بعض التفصيلات التي تتعلق بهذه الحقائق وكنهي ما يكون يوم القيامة فان هذا كان مما اعرض عنه السلف رحمهم الله. اذا ينبه عمر ابن عبد العزيز رحمه الله على هذا الامر وان الكلام في باب الاعتقاد يجب ان يكون في حدود ما تكلم به السلف فانهم عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا فلم يسكتوا عن الخوض في هذه التفصيلات من نحو ما ذكرت لك عن جهل او لكونهم كما يعتذر من يعتذر آآ عنهم من المتكلمين انهم لم يكونوا يخوضون في مثل هذه الامور ولم يدخلون في تأويلها ونحو ذلك. لاجل انهم كانوا مشغولين. بالجهاد ولا شك ان هذا طعن مبطن في السلف ومن قال هذا فانه قد غمزهم من قناة فان هذا يقتضي ان السلف كانوا اه الى الجهل والبله اقرب. وكانوا يشتغلون بالقراءة لكتاب الله عز وجل سنة نبيه صلى الله عليه وسلم دون ان يكون منهم فهم وعلم لما يقرأون. وهذا ولا شك من اعظم الطعن فيه اذا لم يسكت السلف عن الخوض في مخاض فيه ان متأخرون عن وعين وانما سكتوا عن علم وببصيرة نافعة لانهم علموا ان هذا من الخوض الذي لا يجوز. هنا جملة ذكرها المؤلف رحمه الله عن عمر رضي الله عنه وهي قوله فما فوقه محسر وما دونه مقصر هكذا ضبطها على الاقرب والله اعلم. وهذه الجملة تحتاج الى توضيح. فانما هنا اما ان تكون موصولة او تكون نافية وهذا السياق الذي ساقه المؤلف يمكن ان يحمل على ان ما فيه موصولة فما فوقهم محشر. يعني الذي فوق السلف لا شك انه محشر. ويكون المراد يعني ما فوقهم محشر من الحسرة يعني الهم والحزن او تعب لا فائدة فيه او انكشاف ثم يقال جندي خاسر يعني لا درع له. فيكون من تجاوز ما عليه السلف مكشوف فلا سلامة له. هذا اذا قلنا ان الكلمة محسر وما موصولة وما دونهم مقصر. يعني ما دون ما عليه السلف تقصير والتقصير لا شك انه شيء قديم. بعضهم طبقها باسم الفاعل. فما فوقهم محسر. وما دونهم مقصر ما فوقهم وهذا يضعفه انه استعمل ماء مع ان آآ العاقل الغالب ان يستعمل فيه من؟ لكن يمكن ان يقال انما قد تستعمل للعافية ان من فوقهم محسر يعني نادم تعب و مكشوف لا سلامة له ومن دونهم فهو مقصر. وآآ على القول بان ما نافية وهذا الذي يفهم من سياق ابي داود فانه جاء انه في السنن والاثر كما آآ كنت سابقا خرجه ابو داوود واسناده صحيح. كما حكم بذلك الشيخ الالباني رحمه الله في صحيحه ابي داود يكون آآ فان ابا داوود ساق الرواية بقوله فما فوقهم من محسر. وما دونهم من مقصر. وبعض يصوخها فما فوقهم آآ عفوا فما فوقهم من محسر وما دون وما دونهم من مقصد وبعضهم يسوقه وهذا ساقه ابن قدامة في غير هذا الكتاب. فانه قد كرر هذه الجملة من الاثار في غير واحد من كتبه في ذم التأويل في تحريم النظر في كتب الكلام وفي المناظرة آآ مع اهل البدع في القرآن كل هذا كرر فيه هذه الاثار. فكان يسوقها احيانا فما فوقهم فما فوقهم محسر ولا دونهم مقصر. وهذا يفيد ان ما هنا نافية وعليه فيكون المعنى فما فوقهم محسر. ويكون المراد كلامهم السياق يدل على انه اراد كلام السلف. فكلام السلف ليس فوقه محسر يعني كشف فلا يمكن لمن تجاوز كلام السلف وتعدى ان يصل الى كشف هذه الحقائق لن يستفيد شيئا يرومه ولا يمكن ان تنكشف له الحقائق. وما دونهم مقصر يعني من لم يتعدى قولهم ولم يتجاوزه لا يكون قد دخل في حيز التقصير وما دونه مقصده. يعني ليس لمن تجاوز كلام السلف تقصير هذا اه محاولة لفهم كلام عمر رضي الله عنه ورحمه والمعنى العام مفهوم بكل حال فانه الله لانها عن الغلو وينهى عن الجفاء ينهى عن ان آآ يجفوا الانسان عنهم آآ ينقطع دون مسلكهم وانهاء ايضا عن الغلو والتجاوز لما وقف عنده السلف رحمهم الله رحمة واسعة. ولا شك ان هذه النصيحة من انفع ما يكون لو التزمها الانسان. نعم رضي الله عنه عليك هذا الاثر اخرجه الاجري والبيهقي باسناد صحيح عنه الاوزاعي عليه رحمة الله. هو كما تقدم والمعنى الذي يدل عليه هذه الاثار متقاربة. عليك باثار من سلف. من الصحابة والتابعين. فانك تسلم وتفلح. ولو تركت ذلك وعدلت عنه الى اراء الرجال واهوائهم ولو حسنوه ولو زخرفوه فانك سوف تظل وتنفرق واياك ورأي الرجال وان زخرفوه بالقول فان الامر ينجلي وانت منه ماذا؟ على صراط مستقيم. الامر في الخاتمة والعاقبة على انك كنت على خير وعلى صراط مستقيم. نعم. ثم قال الاكرمي في بدعة مولاي عباس اليها هل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر ابن عثمان عليه؟ او لم يعلموها؟ قال قال ولا يدعو الناس اليه انما قال خسيتم وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل حلاوة لا يسعن فانقطع الرجل فقال هذا الاثر فيه حكاية مناظرة. جميع النسخ عندكم محمد نعم؟ الصواب انه عبد الله بن محمد الاذرمي وهو من شيوخ ابي داود والنسائي وهو ثقة. هذه القصة رويت يعني قصة المحاورة والمناظرة رويت مطولة وروية مختصرة وهي كما قال ابن حجر في التهذيب في ترجمة عبد الله ابن محمد الاثرمي انها قصة مشهورة. بعض من خرج هذه القصة حكاها عن رجل وبعضهم عين هذا العالم الثقة. خرج هذه القصة الخطيب في تاريخ بغداد واجرني في الشريعة وكذلك ابن الجوزي في مناقب الامام احمد وغيرهم من اهل العلم وان كان في السير اشار الى انها قصة مليحة لولا ان في اسنادها من لم يسمى لكن على كل حال لا يترتب على هذا كبير اشكال فهي قصة آآ تاريخية يستفيد منها اهل العلم والسنة هذا المسلك الذي حاجز به الاثرمي رحمه الله هذا البدعي وهذا الذي حاوره الاذرمي هو كما جاء في قصة احمد بن ابي دؤاد وكانت القصة في حضرة الواثق. يقال انه رجع بسبب هذه القصة كما في بعض ثنايا روايات القصة الشاهد ان اه هذه القصة قصة نافعة جدا وفيها من اه المسلك الحسد في مناظرة اهل البدع ما لا يخفى على الجملة فان منهج المناظرة والجدال الذي سار عليه اهل السنة والجماعة مع اهل البدع والهوى الحقيقة انه مسلك عظيم. جمع فيه اهل السنة النقل الصحيح والعقل الصريح. وكانت حججهم من اقوى ما يكون مقبولة وكانت حججه مقبولة شرعا وعقلا. قد ساق ابن بطة في الابانة في الجزء الذي خصصه للرد على الجهمية جملة من المناظرات مع الجهمية لحضرة الملوك والسلاطين وقد ساق بعض الحكايات والمناظرات قريبة مما اورد المؤلف رحمه الله والخلاصة ان هذا الالزام الذي الزم به الادرمي ابن ابي دؤاد الزام قوي ان ينتفع به في اه ابواب اخرى سوى مسألة خلق القرآن التي دار حولها هذا النقاش هل علم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذي تدعو الناس اليه من خلق القرآن او ما دعا اليه المتكلمون من تأويل الصفات او تمثيلها او الخوض في القدر بالباطل ونحو ذلك ام لا ان قلت لم يعلموها وعلى وجه التحديد لم يعلمها النبي صلى الله عليه وسلم فقد قلت شيئا عظيما لان في هذا معارضة لقول النبي صلى الله عليه وسلم انا اعلمكم بالله واشدكم له خشية لا شك ان من قال هذا القول فقد قال قولا عظيما. ليكون احد من الناس اعلم بالله وبكلامك من رسوله صلى الله عليه وسلم. ولاجل هذا تراجع عن هذا القول لفداحة اللازم الذي يلزمه. فقال لم يعلموا. فقال عفوا علم بعد ان قال لم يعلموا تراجع وقال علي فاذا كانوا نبينا صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر وعثمان وعلي علموا وسكت. لانه لا يستطيع ان يقول الا هذا. لانه لو قال انهم لم يسكتوا هات الدليل والبرهان. من المقطوع به ان الصحابة رضي الله عنهم ما قالوا في خلق القرآن. ولا قالوا بتأويل الصفات. حتى بعض المتكلمين الذين رجعوا عن مذهب التأويل اقروا بهذا. خذعت مثلا على ذلك. ابو المعاز الجويني الف كتابه الارشاد واوجب فيه التأويل بالنصوص التي ظاهرها كما يدعي مشابهة المصدوقين. اوجب ان تعوض. ثم في نهاية المطاف الف العقيدة النظامية وحرم التأويل. ونص في هذه الرسالة على ان المقطوع به ان الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا يأولوا الصفات. ما كانوا يؤولون الصفات. حتى المتكلمون يقرون بهذا الامر اذا ان قلت ان السلف علموا تكلموا بما تكلم به انت وامثالك اهل البدع اثبت هذا ولا سبيل اليه. فما بقي الا ان يقول اعلموا وسكتوا. اذا يسعه ان يسكت ولا يتكلم لما تكلمت انت؟ ولماذا لم يسعك ما وسع السلف من السكوت عن الخوف في مثل هذه الامور. وصدق رحمه الله حينما قال بعد هذا بعد ان حكى هذه المناظرة من لم يسعهما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه فلا وسع الله عليه مثل هذا المسلك في المناظرة مع المخالفين ينبغي ان يعتني به مؤلف ينبغي ان يعتني به طالب العلم كثيرا فانه نافع جدا في الزامه. وقريب من هذه المناظرة تلك المناظرة ناظرت النافعة التي ذكرتها لكم في دروس ماضية وهي مناظرة آآ عبد الله بن تيمية اخي شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهو شيخ ابن القيم وحكاها آآ وساقها رحمه الله في صواعق الجزء الاول فهي نافعة جدا في باب الصفات ويمكن ايضا ان تستعمل في غير باب السداد. وقد ساق مضمونها نظما. ابن الله في الابيات التي ايضا ذكرتها لكم في النونية فسل المعضلة عن ثلاث مسائل تقضي على التعطيل بالبطلان الى اخر ما ذكر رحمه الله نعم قال تعالى هكذا صلى الله عليه وسلم واصحابه والتابعين باحسان. والائمة من بعدهم بتلاوة ايات الصفات فلا وسع الله عليكم. نعم. قال مما جلس يقول الله عز وجل احسنت بعد ان انتهى المؤلف رحمه الله من التقرير والتقعير في مسألة الصفات وذكر المنهج وهو الاثبات والاقرار والامراض اردف المؤلف رحمه الله بذكر نبذة من الصفات. و المنهج الذي سار عليه غالبا هو ذكر الصفة بدليل واحد فقط وقد ساق مجموعة من الصفات تزيد على العشر. اول تلك الصفات صفة فقال قال الله تعالى ويبقى وجه ربك صفة الوجه صفة ثابتة لله جل وعلا في نصوص كثيرة ويبقى وجه ربك قال النبي صلى الله عليه وسلم لما اخرجه ابو داوود بدعاء دخول المسجد اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم. وجاء ايضا في صحيح مسلم حجابهم النور لو لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه سبحات وجهه يعني نوره بهاؤه وعظمته. والوجه في اللغة ما يستقبل به وهو في كل شيء بحسبه. يعني يختلف بحسب ما يضاف اليه فهو بكل فهو في كل بحسبه. و اهل السنة والجماعة يعتقدون ان لله عز وجل وجها هو صفة لكم. متصف بالنور والبهاء والعظمة قوله جل وعلا ويبقى وجه ربك فيه اثبات الوجه وفيه ايضا اثبات بقاء الله جل وعلا وانه سبحانه وتعالى الاخر الذي بعده ليس بعده شيء لانه اذا بقي الوجه فالله باق. اذا بقي الوجه فالله باق سبحانه وتعالى وذكر الوجه ها هنا اوقع في نفس السامع وابلغ مما لو قيل ويبقى الله جل وعلا. وهذا معروف في لغة العرب وكلامها. اهل البدع من المتكلمين. خالفوا في هذه الصفة واول نصوص الوجه اما بالذات واما بالثواب. فتارة نصوص الوجه بالذات ويحملون كل لفظ آآ ويحملون النصوص التي فيها ذكر الوجه بالذات ويبقى وجه ربك يعني ذات او يؤولون بالثواب. وكلا التأويلين باطل. ويظهر هذا من وجوه. اولا ان هذا خلاف الظاهر ولا دليل عليه. ويكفي هذا في رده. ثانيا انه خلاف اجماع السلف فاطمة. ثالثا ان النصوص نفسها تأبى ذلك. فان الله عز وجل فان النبي صلى الله عليه وسلم قد فرق بين الذات والوجه الم نسمع في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم. ففرق صلى الله عليه وسلم بين الذات و والوجه قال اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم. اذا ليس الوجه هو الذات. ايضا لا يمكن ان يقال ان الوجه هو الثواب لان الثواب لا يمكن ان يوصف بما جاء في الحديث. حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه يعني سبحات وثوابت من تأليه بصره من خلقه هذا لا يمكن ان يقال ولا يستقيم البتة هذا من ابطل ما يكون. فاتضح بهذا ان ما اول اليه المؤولون آآ صفة الوجه بالذات او بالثواب باطل وغير صحيح والاوجه في الروض في الرد عليهم اكثر من هذا لكن هذا باختصار وما يتعلق بالرد عليه ابن القيم رحمه الله ساق جملة من الصفات التي اولها المؤولون بدعوى المجاز وهي اه من اهم المواضع التي خالف فيها المبتدعة الجادة جادة السلف ورد عليهم رحمه الله برضود نافعة ليتك ترجع اليها في مختصر الصواعق فانه قد ساق جملة من الصفات ومنها الوجه وذكر تأويل المتكلمين ثم رد عليهم باوجه كثيرة. قد تصل الى عشر وقد تصل الى عشرين تصل الى اكثر. نعم. قوله سبحانه وتعالى. بل يداه مبسوطتان في هذه الاية اثبات صفة اليدين لله جل وعلا و صفة اليد ثابتة لله جل وعلا ويعتقد اهل السنة ان لله عز وجل يديه وهذه الصفة من الصفات الذاتية لله جل وعلا. وقد وردت الصفة في النصوص على ثلاثة انحاء. جاءت مفردة يد الله فوق ايديهم وقالت اليهود يد الله مغلولة وهذا محمول عندهم يعني عند اهل العلم على الجنس كما تقول نعمة الله مقصود جنس النعمة والا فليس نعمة الله وليس نعمة الله واحدة بل هي نعم كثيرة لكن هذا الافراد للجنس. وجاءت مجموعة مما عملت ايدينا. وهذا توجيهه اما على ان الجمع للتعظيم وهو اسلوب مستعمل في لغة العرب او على ان اقل الجمع اثنان او على ان المثنى اذا اضيف الى ضمير جمع او كثرة فانه يثنى او يجمع وهو الابصر كما قال جل وعلا ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما مع انهما قلبان لكن جمع ذلك في هذه الاية. النوع الثالث من اه هذه الانواع جاءت اليدان مثناة لما خلقت بيدي. وهذه التثنية نص بمعناه لانها من اسماء الاعداد. المثنى من اسماء الاعداد وهي نص في دلالتها. الله عز وجل له يدان. المخالفون للحق من مبتدعة واهل الكلام اول اليد اما بالثواب واما بالقدرة. وهذا ايضا من ابطل ما يقال وقد رد عليه ابن القيم رحمه الله اه من نحو عشرين كما تجدها في مختصر الصواعق. من هذه الاوجه ان هذا خلاف الظاهر ولا دليل عليه وثانيا انه خلاف اجماع الصحابة رضي الله عنهم. وثالثا ان النصوص تأبى ذلك فان اليد فان اليد قد جاء وصفها بالقبض والبسط والطي ونحو ذلك مما يمتنع يمتنع معه حمل اليد على غير اليد الحقيقية ويمتنع معه حمل اليد على القدرة او النعمة. من الاوجه ايضا ان الله عز وجل قال لما خلقت بيدي ولا يصح ان يقال لما خلقت بقدرتي فليس لله عز وجل قدرتان. ولا يصح ان يقال لما خلقت بنعمتي ايضا لو قال لو كان ما قالوه حقا لما اصبح ادم عليه السلام ميزة على غيره. فان الله عز وجل قد انكر على ابليس انه لم يسجد لادم الذي خصه الله عز وجل بهذا الاختصاص لما خلقت بيدي ولو كان المقصود بقدرتي لما اصبح لادم على غيره دي ميزة. اذا هذا يدلك على ان هذا التأويل من ابعد ما يكون وافطر. نعم بقوله تعالى عيسى عليه السلام انه قال تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك ذكر المؤلف ما يتعلق بالنفس استدلالا بقول الله جل وعلا تعلم في اتمام في نفسي ولا اعلم ما في نفسك. لكن ينبغي ان تتنبه الى ان النفس هي بمعنى الذات نفس الشيء ذاته وعينه. وليست النفس صفة لله جل وعلا. يعني لا يقال الله عز وجل من صفاته النفس. بل النفس المقصود هو نفسه سبحانه وتعالى هو الله جل وعلا. لا يتوهم متوهم ان هي اه صفة ليست يعني يعني صفة زائدة على الذات بل النفس هي هي الذات والنفس قد جاء اثباتها في نصوص كثيرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله وبحمده سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا ورضا نفسه الى غير ذلك مما ورد. ولشيخ الاسلام رحمه الله تنبيه على هذا الامر الذي ذكرته لك وهو ان النفس بمعنى الذات وليست من الصفات التي هي زائدة عن الذات قال الامام ابن تيمية رحمه الله ويراد بنفس الشيء ذاته كما يقال رأيت زيدا نفسه وعينه. وقد قال تعالى تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسي. وقال كتب ربكم على نفسه قال تعالى ويحذركم الله نفسه. في الحديث الصحيح انه قال لام المؤمنين لقد قلت بعدك اربع كلمات لو وزن بما قلتيه لو وزنا بما قلتيه لوزنتهن. سبحان الله عدد خلقه سبحان الله زنة عرشه. سبحان الله رضا نفسه. سبحان الله مداد كلماته. وفي الحديث الصحيح الالهي عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى انا عند ظن عبدي بي وانا معه حين يذكرني ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملإ ذكرته في ملأ خير منهم. فهذه المواضع المراد فيها بلفظ النفس عند جمهور للعلماء الله نفسه التي هي ذاته المتصفة بصفاته. ليس المراد بها ذاتا منفكة عن الصفات. يعني ليس بالنفس ماذا؟ ذات المنفكة عن الصفات ولا المراد بها صفة للذات. يعني ليس شيئا اخر مغايرا للذات وليس صفة زائدة على الذال وطائفة من الناس يجعلونها من باب الصفات كما يظن طائفة انها الذات المجردة عن الصفات وكلا القولين خطأ. وكلامه لا شك في صوابه رحمه الله. وكلامه هذا يجدونه في الجزء في صحيفة مئتين واثنين اه واثنتين وتسعين. ولعل كلام شيخ الاسلام هذا آآ تكون الوقفة في هذا الدرس نكمل بعون الله عز وجل ان يسر الله في الاسبوع والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد