بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه ومن سار على نهج الى يوم الدين ثم اما بعد. هذه الاسئلة التي قدمت للدرس يقول اه كنا في متن قصة مناظرة عبدالله الادرمي نكارة لانك لو سألت المعجزين ادخلت قال هل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول نعم. تقول هل دعا الناس الي؟ يقول نعم. تقول ما الدليل؟ يقول الله خالق كل شيء. فليس هناك بدعة يقول علمها الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يدعو اليه وكلهم يقولون عليه ما ودع الناس الينا. لا ليس بصديد. بل وقوية واستدلال قوي وليس فقط هذه المناظرة يعني هي التي ثبتت في هذا الصدد او هي التي وردت في هذا الصدد بل هناك مناظرات اخرى عدة على هذا المنوال. ولكن يبدو ان الاشكال جاء من جهة عدم التفريق بين الاستدلال والدعوة. والاستدلال شريك والدعوة شيء اخر المعتزلة يستدلون على قوله حلق القرآن بهذه الاية الله خالق كل شيء لكن لم يكن البحث في هذه المناظرة الدليل انما كان البحث هل دعا النبي صلى الله عليه وسلم ام لا؟ ان كان دعا والزم وفتن الناس وقصرهم قصا على هذا الامر فما الدليل ولا دليل؟ اما لو كان البحث في الاستدلال فلاهل السنة نقاش طويل معهم وثمة اه ردود كثيرة لاهل العلم مع المعتزلة حول قضية ماذا؟ الرد على استدلالهم بقوله تعالى الله صادق كل شيء البحث في هذه المناظرة في الدعوة والفتنة والامتحان لا سيما اذا لاحظت ان مراد اهل العلم الذين ناظروا هو رسالة هذه الغمة التي نزلت عليها وهي الحبس والضرب والقتل الذي حصل لبعدهم لبعضهم بسبب ما من ابتلائهم وامتحانهم في قضية حفظ القرآن فهم يريدون دفع فقط ماذا؟ هذه البلية التي بهم ولم يكن المقصود مناظرتهم في ماذا؟ في ادلتهم والرد عليهم ما معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم خلق الله ادم على صورته؟ اظن تكررت الكلام حول هذه المسألة سابقا ولكن على كل حال ان الله عز وجل خلق ادم على صورته او على صورة الرحمن. المقصود بهذا كما قال ابن القيم رحمه الله في مختصر الصواعق او كما في مختصر الصواعق ان المقصود بذلك هو تحقيق صفة الوجه واثبات وصفة السمع والبصر والكلام لله جل وعلا. تحقيق صفة الوجه واثبات السمع والبصر والكلام لله جل وعلا. اكثر الاشكال يرد عند بعض الناس من جهة انه يفهمون من كلمة صورة يعني مثل. وهذا ليس بصحيح. فما الذي من قول النبي صلى الله عليه وسلم اول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر. هل تفهم من هذا ان هؤلاء الزمرة اصبحوا كوكب القمر نفسه او المقصود اشترك هؤلاء الزمرة والقمر في اطلاق اليس كذلك؟ يشترك في وصف يعني من البهاء والحسن ونحو ذلك والوباء وليس المقصود انهم اصبحوا ماذا مثل القمر سواء بسواء فلا يقول به احد. وكذلك هنا حينما نثبت لله عز وجل الصورة فاننا لا نثبت يعني ايلانوس اذا قلنا ان الله خلق ادم على صورة الرحمن لا نثبت ان سورة ادم وسورة الرحمن سيان مماثلا مماثلة لبعضنا لا المقصود ان هذه صورة ومعنى صورة هي جمع للصفات عدة يعني تستطيع ان تقول ان هذه او ان هذا الحديث فيه جمع لماذا؟ جمع اجمالي لصفاته ورد وفي نصوص اخرى فليس المقصود هذا وهذا بل لله عز وجل كلام ولادم كلام لله عز وجل سمعه لادم سمع لله عز وجل بصر ولادم بصر لله عز وجل وجه ولادم وجه لله عز وجل عينان ولادم عينان وليس ما اتصف الله مماثل لما اتصف به ادم بل بينهما كون شاسع كما بين الخالق والمخلوق وكما بين ذات الله عز وجل وذاته وذات ادم. نعم. هل تصدير المصنف للاثرين عن الامامين احمد والشافعي الى انه يرى ان مذهب السلف هو التفويض آآ موقف المؤلف رحمه الله من مسألة التفويض هذه سبق البحث فيها فيمكن للاخرين وراجع يعني كلام اهل العلم فيها والقاعدة والاصل يا اخواني آآ ان الكلام متى امكن على محمل حسن وكلام الائمة والعلماء اذا امكن حمله على كلام على محمل حسن فان هذا الذي ينبغي و موقف اه ابن قدامة رحمه الله من قضية التفويض موقف دقيق جدا واظن اني تكلمت عنه بنوع من التبسيط فيما مضى فيمكن ان ترجع اليه. لو بينتم المعنى لي فما فوقه مأسر وما دونهم مقصر على جعل ما نافلة. ايضا هذا ابتكرناه في الدرس الثاني. فما فوقه المحشر وما دونهم مقصد. قلنا اذا حملنا ما على انها نافية فان النفي ها هنا يعود على الكلام فما فوقهم محشر يعني ليس فوقهم كشف للحقيقة يعني ليس اذا تجاوزت كلامهم الى فانك تصل ماذا؟ الى كشف حقيقة الامر ويكون محسر هنا من الحصر وهو الكشف. يقال كشف عن حسرت المرأة او حسرت الفتاة عن ذراعيها يعني كشفت فليس اذا تجاوزت كلامهم الى ما فوقه وتوغلت فيما لم اه يتكلم فيه تكون قد وصلت الى كشف للحقيقة انت اتعبت نفسك فقط ولن تصل الى شيء وما دونهم وما دونهم مقصر يعني اذا لم تتجاوز سنامهم لم تكن مقصرا اذا لم تتجاوز كلامه ثم لا تكون مقصرا. هذا الذي يظهر والله اعلم هي محاولة لفهم كلامه. هذا سؤال عن كلام شيخ الاسلام رحمه الله. لكن يحتاج الى تأمل ورجوع الى المصدر لعله يوفر الكلام فيه ان شاء الله هنا اللقاء القادم والله اعلم ونبدأ بعون الله عز وجل الدرس بتقرأ يا شيخ طيب بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله سبحانه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان ثم اما بعد. لا يزال كلام المؤلف موصولا بذكر جملة من صفات الله جل وعلا الثابتة في كتابه سبحانه. وفي هاتين الايتين ذكر لصفتيه المجيء والاتيان لله جل وعلا. اتان الصفتان متقاربتان في المعنى وهما من الصفات الاختيارية لله جل وعلا. اي التي يفعلها سبحانه وتعالى اذا شاء. فنعتقد ان الله سبحانه وتعالى يأتي ويزيد واتيانه ومجيئه يليق به سبحانه وتعالى. لا فيه اتيان المسبوقين ومجيئهم. هذه الصفة اولها المتكلمون كعادتهم باتيان امره او اتيان ملك من ملائكة وهذا التأويل ظاهر البطلان فان الله عز وجل حينما اراد ان يبين لنا اتيان امره صرح بذلك فقال اتى امر الله وحينما اراد ان يبين لنا اتيان ملائكته قال هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة فلما اطلق جل وعلا فقال هل ينظرون الا ان يأتيهم الله؟ وجاء ربه دل هذا على ان المجيء والاتيان له هو سبحانه وتعالى. فهذا الاطمار وهذا تأويل ليس له وجه وليس له داعي لا سيما التقسيم الذي جاء في كتاب الله جل وعلا والذي اذا حمل الاتيان فيه على ما ذكروه كان الكلام ظاهر العين فالله عز وجل يقول هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات وعلى قوله تكون الاية او يكون معنى الاية هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي امر ربك او تأتي بعض ايات ربك. وهذا الكلام بعيد عن البلاغة. لا سيما ان الاشكال لا يزال واردا. فالامر صفة لله سبحانه وتعالى. فكيف يجيء امره الله سبحانه اذا كنتم تمنعون ان يأتي الله جل وعلا فكيف تجيزون ان تأتي صفته التي هي صفة الامر. فيقال الامر بمعنى المأمور الامر بمعنى المأمور. فاننا نقول المأمور لا يخلو ان احد امرين اما ان يكون ملكا من الملائكة او يكون ذلك اية من ايات الله جل وعلا. وكلا الامرين قد ورد ذكرهما في الاية. فقال هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض وايات ربك اتضح لنا ان كلامهم بكل حال لا وجه له وهو مخالف اجماع السلف رحمهم الله فهو ظاهر البطلان. نعم قال رسول الله وقوله رضي الله عنه وارضوا عنه في قوله جل وعلا رضي الله وعن اثبات لصفة الرضا لله جل وعلا. ومن المعلوم ان الرضا والمحبة ومثل ذلك البغض والغضب والكراهة والسخط والمقت ونحوها هي من المعاني الكلية التي تعلم بالفطرة ومن الصعوبة بمكان ان تحد بحد اكثر من لفظ بل مثل هذه المعاني الكلية لا يزيدها التعريف والحد الا غموضا كما ذكر نحو هذا ابن القيم رحمه الله في طريق الهجرتين حينما جاء الى كلام الناس في تعريف المحبة وبين ان المحبة لا تعرض باكثر من لفظها. وكل احد يعلم ما معنى محبة وما معنى رضا وما معنى بغض وما معنى غضب كل انسان يفهم من هذه الكلمة المعنى لانها من المعاني الكلية التي تعلم بلفظه لانها اشياء تحس بداخل الانسان ليست شيئا ظاهرا امام الانسان يستطيع ان آآ يصوره ويحده انما هي قضايا نفسية معلومة لكل احد. فلا حاجة لحدها. الله عز وجل متصف بصفة الرضا. وهو جل وعلا يرضى عن العمل ويرضى عن العامل. الله عز وجل يرضى تعلق الرضا قد يكون العمل ان الله يرضى لكم ثلاثا ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناسحوا وان تناصحوا من ولاه الله امركم ويرضى جل وعلا عن العامل كما قال في هذه الاية التي معنا رضي الله عنهم اصل البدع كعادتهم اول هذه الصفة فتوضع عندهم مؤول بارادة الاحسان. وهذا ظاهر البطلان. وسيأتي البحث فيه قريبا حينما نتكلم عن تأويلهم صفة المحبة ان شاء الله. يقابل صفة الرضا صفة الغضب قريب منها صفة السخط او السخط كلها صحيحة. وكذلك صفة الاسف اذا كانت بمعنى الغضب فلما اسفونا يعني اغضبونا انتقمنا منهم وليس للاسف الذي هو الحزن وتولى عنه وقال يا اسفا على يوسف هذا حزن. اما اسف الله عز وجل فهو بمعنى ماذا؟ الغضب هذه الصفات تقابل صفة الربا. مما يقرب من معنى الرضا لكنه ارفع منه كما يقول ابن القيم رحمه الله صفة الفرح وكل ذلك ثابت لله سبحانه وتعالى على ما يليق به جل وعلا. الله عز وجل يرضى ولا يكون رضاه كرضا المصدوقين. ثم بعد ذلك ذكر المؤلف صفة المحبة الله عز وجل يتصف بصفة المحبة والمحبة صفة فعلية لله عز وجل كالرضا الرضا صفة فعلية يعني اختيارية والمحبة كذلك الله عز وجل يرضى اذا شاء لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة. و هاتان الصفتان عند اهل البدع الصفتان قديمتان فالله عز وجل يرضى يعني لم يزل راضيا والله يحب يعني لم يزل محبا فهما صفتان ذاتيتان قديمتان وهذا ليس بصحيح بل هما صفتان اختياريتان فعليتان لله جل وعلا. الله عز وجل موصوف بالمحبة فهو يحب كما انه يحب جل وعلا يحبهم ويحبونه. ومن اسمائهم جل وعلا الودود في موضعين في كتاب الله عز وجل ان ربي رحيم ودود وهو الغفور الودود. والودود فعول بمعنى فاعل على قول اكثر العلماء. غفور بمعنى غافر. شكور بمعنى شاكر وقال بعض المحققين كالبغوي رحمه الله وابن القيم وغيره من اهل العلم ان هذه الكلمة تجمع بين كونها اسما للفاعل واسما للمفعول. فهو وودود بمعنى يود وودود بمعنى انه موجود. بمعنى موجود يعني يحط سبحانه وتعالى. فالله عز وجل يحب كما انه يحب. ومحبته تبارك وتعالى تتعلق بصفات وتتعلق باعمال وتتعلم وتتعلق بذوات وتتعلق ببقاع احب البلاد الى الله عز وجل واحب الاماكن الى الله عز وجل المساجد واحب البقاع الى الله عز وجل مكة وهكذا. وكذلك يحب الله عز وجل ذوات فهو يحب المؤمنين وهو يحب المحسنين وهو يحب المتقين وهو يحب التوابين ويحب المتطهرين. وكذلك يحب الله عز وجل صفاته ان الله جميل يحب الجمال. العفو يحب العفو الى غير ذلك. اهل البدع من الجهمية والمعتزلة وبعض الاشاعرة انكر المحبة من طرفيها. فانكروا ان يحبوا كما انكروا ان يحب. وهي من اقدم الصفات التي انكرت. انكر هذه الصفة الجعد كما تعلمون اول كلما جاء اه في محبة الله عز وجل يعني كونه يحب ارادة الانعام وارادة الاحسان بعضهم اول المحبة بالاحسان نفسه يعني بشيء مخلوق واما ما جاء من ان العباد يحبون الله عز وجل يحبهم ويحبونه فاول ذلك بمحبة جنته ومحبة ثوابه ونحو ذلك. وزعم ان المحبة لا تكون الا لاناس بين المحب والمحبوب. عامة او جمهور الاشاعرة على اثبات المحبة من جهة العبادة. يعني ان الله يحب يعني ان العباد يحبون الله لكنه انكروا ان يكون الله عز وجل محبا للعباد للقوم نفرة شديدة من اثبات صفة المحبة لله جل وعلا. مما يدلك على هذا ان هذا المعالي الجويني لما الف رسالته التي هي العقيدة النظامية نص فيها على تحريم التأويل بعد ان كان ويرى وجوب التأويل وان هذا هو المسلك المتعين فيما اه زعم انه نصوص المشكلة تقتضي التشبيه فيجب اننا نأولها رجع عن ذلك في يعني اقرر هذا في بالارشاد وغيره رجع عن هذا في العقيدة النظامية. لكنه بعد صفحات يسيرة لما جاء الى صفة المحبة عاد فاوله لانها ارادة الانعام. مما يدلك على شدة نفوذ المتكلمين من اثبات صفة المحبة لله جل وعلا فانهم يزعمون ان المحبة ميل القلب الى المحبوب وهذا مما يتنزه الله جل وعلا عنه. فماذا اول محبة بالارادة. وقالوا الارادة آآ فقالوا المحبة ارادة الانعام الثواب وهذا باطل ليس بصحيح بل المحبة ليست هي الارادة والله عز وجل متصل بصفة المحبة ومتصل بصفة الارادة وليست المحبة والارادة شيء واحد واما تأويلهم هذا فانهم ملزمون فيه آآ او ملزمون في الارادة بنظير ما قال في المحبة لانه اذا كانت المحبة ميل القلب الى المحبوب فكذلك الارادة ميل القلب الى ما ينفع ميل القلب الى ما ينفع او الى ما يضر. فاذا كان المحبة مؤولة فلتكن كذلك الارادة مؤولا واذا كان الله لا يقتصر بصدد المحبة فليكن ايضا غير متصف بصفة الارادة وهذا ما لا يقوله بل المحبة كما يقول شيخ الاسلام اصل الارادة المحبة ماذا؟ اصل الارادة فان الارادة لا تكون الا عن ماذا؟ الا عن محبة للشيء المراد. اما لجلب او لدفع فلا يريد المريد الا لانه يسعى الى شيء يحبه او يقصد شيئا يحبه. فاتضح بهذا ان انكار صفة المحبة ايضا انكار الارادة. وكل الاشكال عندهم جاء من جهة قياس الخالق بالمخلوق. وقعوا اولا في التشبيه ثم اداهم الى التعطيل. وماذا عليهم لو انهم اعتقدوا ان الله يحب وان الله يريد وان محبته تليق به جل وعلا كما ان ارادته تليق به جل وعلا. بقي التنبيه على ان المحبة درجات. المحبة معنى عام. وله درجات والله عز وجل انما يتصف من ذلك بما ورد. والذي ورد في صفات الله جل وعلا ثلاثة من ذلك فقط صفة المحبة والخلة والود. المحبة والخلة والوتر والوتر جاء كما ذكرت لك في اسم الله عز وجل الودود وهو كما قالوا في تعريفه صفو المحبة ولبها الود صفو المحبة والخلة كمال المحبة. او كما قالوا المحبة التي لا فيها. وهذه مما خص الله عز وجل به الخليلين ابراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم. ومتعلق بصفة الخلة هو ان الله عز وجل اتخذ ابراهيم ومحمدا صلى الله عليه وسلم خليلين. هذا عن صفة المحبة والبحث فيها بحث طويل كما ذكرت لك. والخلاف فيها من اقدم الخلاف بين اهل السنة والجماعة المتكلمين نعم صفة الغضب على اه النقيض من صفة الرضا والله عز وجل يتصف بها على الوجه اللائق به جل وعلا. اغلب اغلق المكبر فيها على وزان الكلام في صفة الرضا. وهو سبحانه وتعالى متصف بصفتين اخريين قريبتين في المعنى من صفة الغضب وهما صفة السقم او السخط وايضا صفة الاسف والله عز وجل هي الصبر سخط الله عليهم والله عز وجل يأسف بمعنى يغضب فلما انتقمنا منه. والكلام في ذلك كما مضى والمتكلمون اول ذلك بارادة الانتقام وكل هذا كلام لا اثارة عليه من علم ولا دليل عليه وهو مخالف لاجماع اهل العلم وهم ملزمون فيه بنظير ما فروا منه. نعم قال كتاب الله وقوله تدعو الناس الى الله وقوله مضى معنا صفة الكراهة ويليها نعم اقرأ اللي بعدها من صفة السخط والكرامة. صفة السخط قريبة في المعنى كما ذكرنا من صفة نعم. الغضب. وصفة الكرامة هي بمعنى ماذا؟ او قريبة في المعنى منه البعض وهي على النقيض من صفة والكلام فيها اه على وزان ما سبق. نعم النبي صلى الله عليه وسلم احسنت انتقل المؤلف الى ذكر بعض الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ورد فيه اثبات صفات له جل وعلا اول ما ذكر من الاحاديث حديث النزول حديث النزول حديث متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه تسعة وعشرون من الصحابة او اكثر وهو مخرج في الصحيحين وكثير من كتب السنة. وهذا الحديث كما قال عثمان بن سعيد الدارمي فيه نقضه على بشر اغيظ حديث للجهمية هذا الحديث اغيظ حديث للجمهمية. فلا ينظرون ولا يشتد عليهم حديث كما يحصل حينما يذكر لهم هذا الحديث. وذلك لاشتمال هذا الحديث على ثلاثة صفات ام ينكرونها اشد الانكار. صفة النزول والعلو والكلام. وهذه الصفات الثلاث من الصفات التي اه ينفرون اشد النفوذ من اثباتها لله سبحانه ولاجل هذا فانهم غالطوا بالتأويل. وهذا كما اسلفنا سابقا ان القوم يرقبون يركبون مركبا دلولا لرد كل ما لا يوافق اهواءهم. وهو التأويل وعثمان ابن سعيد رحمه الله ذكر في كتابه في نقضه على بشر فائدة وهي ان انه بلغه ان اصحاب بشر المريسي قالوا له ماذا نصنع اذا احتج علينا هؤلاء بالاحاديث التي رويت باسانيد جياد. مما فيه اثبات هذه الصفات. فقال بشر ان الله ما يستحق قال غالطوهم بالتأويل. غالطوهم بالتأويل. فانكم ان فعلتم ذلك رددتموها بلطف اذ لم يمكنكم ردها بعنف. خالقوهم بالتأويل فتكونون ماذا ردتموها بلطف ويقول نعم الله ينزل لكن ما معنى ينزل؟ ينزل يعني ينزل او تنزل رحمته او ينزل ملك من ملائكته. فتجد انه في الحقيقة رد ماذا؟ الصفة التي اتصف الله بها وهي صفة النزول هذه الصفة التي اراد الله منا ان نعلم انه يتصف بها ما اثبتها لله عز وجل. لكنه ما جاء اخبرك صراحة بانه ماذا؟ لانه لا ينزل لانه حين ذلك يفتضح اليس كذلك؟ لكنه جاء وردها وقال انا اقبل الحديث واعتقد ان الله ينزل ولكن معنى نزوله اي كيت وكيت الامر في الحقيقة عند المتكلمين على ما رصد ما رسم لهم امامهم هذا في التعامل مع النصوص التي لا توافق اهوائها وهي انهم يردوها يردوها وهي انهم يردوها بلطف حينما لم يمكنهم ان يردوا بعنف وذلك بمغالطتهم لاهل العلم بالتأويل. صفة النزول لله جل وعلا صفة ثابتة له تبارك وتعالى وهي مجمع عليها بين السلف. بل ان هذه الصفة من اثبتها لله جل وعلا فانك في الغالب تجده يثبت سائر الصفات دونه. لانه اذا انحلت عنده الاشكالات في هذه الصفة فما بعدها ماذا ايسر منها اذا انحلت عنده الاشكالات بصفة النزول فانك تجد انه لا اشكال عنده في سائر الصفات ولا يلزم العكس ربما ان يوافقك على اثبات صفات كثيرة لكن اذا جاء الى صفة النزول فانه ماذا؟ فانه يتوقف ولا اما من وجدته يثبت صفة النزول فانك من باب اولى تجده يثبت سائر النصوص او سائر الصفات الاخرى لله جل وعلا. فالله عز وجل يتصف بصفة النزول. والنزول في النصوص جاء على انواع. من ذلك نزول تبارك وتعالى الى سماء الدنيا اذا جاء وقت ثلث الليل الاخر. ومن ذلك تبارك وتعالى عشية عرفة الى سماء الدنيا. ومن ذلك ايضا نزوله تبارك وتعالى اذا جاء وقت القضاء كما جاءت بذلك الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. الى غير ذلك مما ورد وبعضهم فيه كلام من جهة اسناده. منه مثلا ما جاء في نزوله جل وعلا ليلة النصف من شعبان الى غير ذلك مما ورد فنحن نعتقد ان الله عز وجل ينزل ونزوله لائق به جل وعلا بعض اهل العلم يقول ينزل بذاته وهذا استعمله طوائف من اهل العلم من المتقدمين ومن المتأخرين. ومثل هذا اللفظ لا حرج في استعماله عند الحاجة ومن استعمله فانما استعمله لاجل تحقيق ان هذا النزول له هو جل وعلا وليس كما يقول المبتدعة انه نزول لامره او نزول لملك من ملائكته فمسل هذه الالفاظ القاعدة فيها انها دلت على معنى صحيح ولم يستعملها من يستعملها من اهل العلم الا للحاجة الى ذلك. نظرا لتأويل المخالفين لها فهم يستعملونها تحقيقا للصفة ودفعا للايهاب الذي يقع من مخالفيه هذا له نظائر في قوله مثلا ان الله عز وجل مستو على عرشه بذاته. وانه عال على خلقه بذاته. وانه من خلقه وكما قالوا ايضا في القرآن انه منزل غير مخلوق الى غير ذلك مما جاء في هذه الكلمات التي احتاج السلف الى ذكرها تحقيقا للصفة ودفعا للاهانة الذي اه ربما اوقع فيه المخالفون من لا فقه له في هذا الباب. وعلينا فلا حرج من استعمالها لوجود الحاجة الى ذلك. المخالفون للحق في هذا الباب طوائف منهم من مثل ومنهم من فوض ومنهم من انكر ومنهم من اول والبلية الكبرى هي باهل التأويل. فانهم اولوا نزول الله جل وعلا بنزول امره او نزول ملك من ملائكته. ويا لله العجب! هل اذا نزل الملك او اذا نزل امر الله عز وجل يقول هل من سائل فاعطيه؟ هل من مستغفر فاغفر له هل من تائب فاتوب عليه؟ هل يمكن ان يقول احد هذا الكلام الا الله جل وعلا؟ من الذي يتجرأ ويقول من يستغفرني فاغفر له؟ هذا لا يمكن ان يقوله الا الله تبارك وتعالى. ثم فما الفائدة من اخبارنا ان امر الله جل وعلا ينزل الى السماء الدنيا؟ ما الذي نستفيده اذا كان عمره ينزل الى سماء الدنيا. لا فائدة لنا بذلك. فالله عز وجل امره يتنزل بين السماء والارض في كل وقت فما الفائدة من ذلك؟ وهل امر الله عز وجل مختص بهذا الوقت؟ بثلث الليل الاخر فقط ينزل امر الله جل وعلا كل هذا يدلك على ان قولهم هذا في غاية البطلان هو تخريف للكلم عن مواضعه. وآآ شيخ الاسلام رحمه الله عقد كتابه العظيم وهو شرط حديث النزول وسود فيه كثيرة في نقض كلام هؤلاء. فيا حبذا ان يرجع اليه فانه كتاب مليء بالفوائد. نعم ممكن تاخذ المثل الاخر وقوله قال رسول الله يعزب ربك من الشاب ليست له صبوة. الصبوة هي الميل الى الهوى. وهذا الحديث ذكر الصحابة رحمهم الله في المقاصد الحسنة انه حسن. لكن نقل عن شيخه ابن حجر انه ضعيف لانه من رواية ابن لهيعة والكلام في ابن لهيعة معلوم عندكم. والشيخ الالباني رحمه الله ضعف هذا الحديث في ضعيف الجامع وفي السلسلة الظعيفة ايظا لكنه عاد وصحح الحديث في السلسلة الصحيحة لوجود رواية للحديث عن ابن لهيعة لكن من طريق ابن وهب. وعلى كل حال لسنا بصدد تحقيق الحديث تحقيق كلام في الحديث لكن الذي يهمنا اثبات صفة العجب لله جل وعلا. وهذه الصفة الادلة عليها كثيرة منها ما ثبت في الصحيحين عجب ربكما من من صنيعكما الليلة بضيفكما كذلك عجب ربنا من قوم يدخلون الجنة بالصلاة كما ثبت عند البخاري. بل في كتاب الله جل وعلا في قراءة الخمسة والكسائي وغيرهما بل عجبت ويسخرون. فالعجب صفة صفة فعلية لله سبحانه وتعالى. وعجبه تبارك وتعالى ليس عن جهل كما هو عجب المخلوق. لكنه عجب رحمة. عجب لخروج هذا الامر عن نظائره. فالشاب الغالب انه يقع في انواع من اتباع الهوى يمن الله عز وجل بالهداية على شاب فلا تكون له صبوة فتكون هذه الصورة خرجت عن عن كثير من نظائرها وهذا الذي اقتضى العجب لله سبحانه وتعالى فهو عجب لائق به سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى وقوله يضحك الله الى من كذلك صفة الضحك لله جل وعلا اورد فيها المؤلف هذا الحديث وهو مخرج في الصحيحين يضحك ربك الى رجلين يقتل احدهما الاخر يدخلان وذلك ان يكون الرجل كافرا فيقتل مسلما ثم يسلم فيموت يدخل كلا الرجلين الجنة. والنصوص في اثبات الضحك او الاحاديث في اثبات الضحك لله عز وجل متواترة كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى والمقصود ان الله عز وجل متصف بصفة الضحك وهي صفة فعلية اختيارية له جل وعلا فهو يضحك اذا شاء تبارك وتعالى ضحكا يليق جل وعلا وهو منزه في هذا الضحك عن ما لا يليق به. مما يكون في ضحك المخلوقين من الجهل او العبث او نحو ذلك. الله عز وجل ينزه عن هذا الامر. نعم قال رحمه الله تعالى ولا نعم هذا كما سبق من ان ما صحت النصوص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاننا نعتقد انه متصف تبارك وتعالى به ونتجنب في هذا التشبيه والتحريف. فلا نشبه صفة الله عز وجل ولا نمثلها بالمخلوقين وكذلك فاننا لا نأولها اي نحرفها على غير ظاهرها بل نمرها كما جاءت ونقر ونصبح ونحملها على ظاهرها فيما يفهمه العرب من كلامهم مع اعتقاد انه لا يتصف الله عز وجل آآ بكيفية او بكيفية هو فيها مماثل للمخلوق بل الله عز وجل اعظم واجل من ان يماثل نعم. قال الله تعالى ونعلم ان الله سبحانه وتعالى نعم هذه الجملة الاخيرة كل ما يخيل في الذهن او يخطر بالبال فالله عز وجل بخلافه. مقصود المؤلف رحمه الله منها انه اذا خطر على الذهن صفة كمال يتصف بها المخلوق فالله عز وجل اجل من ذلك واعظم هذه العبارة او هذه الجملة قد استعملها بعض المتكلمين فلو نظرت مثلا فيما الاشعري من مقالة اهل الاعتزال التي اجمعوا عليها تجد مثل هذه العبارة لذلك كثير من الاشاعرة نصوا عليه وهي ان الله عز وجل اه اذا خطر بالمال اه شيء الله عز وجل اجل منه واعظم ولكن آآ قد يكون مراد هؤلاء المتكلمين نفي نفي قد يكون مرادهم نفي القدر المشترك. فهو مصير الى التعطيل. فينبغي الحذر حينما تتعامل مع هذه العبارة اذا اطلقها المتكلمون. اما اذا اطلقها اهل السنة فانها على ما ذكرت لك وهذا الذي يستعملونه تجد مثلا شيخ الاسلام في اخر كلامه عن الاصل الاول اه في كتابه التدميرية يقول حينما تكلم عن القدر المشترك وان الله يتصف بالرحمة والمخلوق يتصل بالرحمة والله عز وجل يتصف بالكرم والمخلوق بالكرم الى اخره تكلم عن القدر المشترك والقدر المشترك هو في المطلق الكلي الذي يكون في الذهن يقول لكن ما يتصف الله عز وجل به اعظم واجل. ولذلك اذا خطر بذهنك شيء فالله عز وجل اعظم واجل منه ولذلك بعض اهل العلم يقولون العبارة الصحيحة لا بد فيها من التفصيل فيقال ما خطر في الذهن ان كان كمالا فالله اعظم واجل منه. وان كان نقصا فالله عز وجل منزه عنه. ما خطر بالذهن ان كان كمالا فالله عز وجل اعظم واجل منه. وان كان نقصا فالله عز وجل منزه عنه. والكلام في هذه الجملة يحتاج الى نص اكثر شيخ الاسلام رحمه الله حمل هذه الجملة على محمل يعني قريب من هذا في بيان تلبيس الجهمية ولكن لعل هذه النبذة فيها كفاية لعلنا نقتصر على هذا المقدار لان عندي موعد والله عز وجل اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده رسول نبينا محمد