بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله على محمد واله وصحبه ومن والاه اما بعد في بعض الاسئلة كانت في الدرس الفائت سائل يقول مسلا انكاره لبعض صفات الله عز وجل. السؤال جيد وارد لماذا اهل البدع ينكرون ما لا من صفات الله جل وعلا. والجواب على ذلك ان سبب ذلك يرجع الى اصول وقواعد اصلوها وقعدوها. طرد هذه القواعد اقتضى نسي ما لا اه يوافق اهواءهم من صفات الله جل وعلا اصل القضية ترجع الى اثبات قدم الصانع وحدوث العالم. المتكلمون من الشاعر والمعتزلة حتى الجهمية ارادوا اثبات وجود الله جل وعلا والرد على الفلاسفة الذين يقولون بقدم العالم. فوجدوا انهم قدم العالم عفو يثبتون حدوث العالم وقدم الصانع عن طريق دليل حدوث الاجسام. دليل حدوث الاجسام وهو الذي يسمى دليل التجسيم. فهم يقولون الاجسام تعرض لها الاعراض والحوادث وتزول وتعرض وتتغير طبعا هناك تفصيل ادق يعني آآ دليل التجسيم هذا له عدة اوجه او له عدة صور او له عدة ادلة لنفس الدليل الاول الدليل الاصلي له ادلة. منها دليل حلول الاعراظ ودليل حدود آآ الحوادث وان كان الاشاعرة لا يعني يتكلمون عن دليل آآ الاعراض وانما فدائما يستدلون بدليل حلول الحوادث. لكن المعتزلة عندهم دليلين عندهم دليلان اه الاعراض وحلول الحوادث قالوا دليلنا على ان الاجسام حادثة انها تعرض لها الاعراض وتحل فيها الحوادث فيكون الجسم ساكنا فيتحرك. دل هذا على ان التحرك حادث لانه كان ساكنا ثم يسكت دل على انه ماذا؟ ايضا حادث. اذا دل هذا على ان الاجسام تحل بها الحوادث وتعرض لها الاعراض. والحادث لا يحل الا في حادث. فثبت ان الاجسام لانهم يقولون الاجسام متساوية الاجسام متساوية فثبت حين ذلك ان هذا العالم ماذا لكل حادث محدث وهو الله عز وجل وعليه ان تكون هذه الحوادث ممكنة والكتب ممكن لابد له من واجب فرح القوم بهذا الدليل وظنوا انهم قد تغلبوا على الفلاسفة الفلاسفة واثبتوا قدم الصانع وحدوث العالم. فوجئوا باعتراض من الفلاسفة يتعلق بصفات الله عز وجل. ماذا تقولون في صفات الله سبحانه وتعالى. ان طردتم دليلكم ارتضى هذا ان يكون الله عز وجل حادثا ولم يكن قديما فينتقد عليكم ما اردتم اثباته. فيقولون لو قلتم ان الله ينزل فالنزول فيكون الله عز وجل محلا للحوادث. جعل الله عن ذلك. حتى يستقيم عندهم دليل حدوث الاجسام وهو الذي بسببه اثبت وجود الله وقدمه واثبتوا صحة الرسالة وصحة القرآن الى اخره قالوا لو ان لو انه انتقض علينا هذا الدليل فان هذا يؤدي الى ماذا؟ يؤدي الى ان تنتقض علينا الشريعة بالكلية. فلا مفر ومن ان لا نثبت هذه الصفات الله جل وعلا واختلفوا الى طرائق في كيفية ذلك من ميل الى تأويل او ميل الى تفويض الى غير ذلك. طبعا هذا الموضوع باختصار شديد وصورة مسهلة والا الموضوع اعمق. هناك ايضا دليل الاختصاص وهناك دليل للتركيب وكلها من الدلائل التي تدل على على حدوث الاجسام واذا اثبتوا حدوث الاجسام اثبتوا حدوث العالم وكان ممكنا والممكن بحاجة آآ يفتقر الى الواجب وهو الله سبحانه وتعالى فثبت عندهم المطلوب. الخلاصة ان هذا الدليل بل مجموع هذه الادلة ادلة باطلة ادلة صعبة جدا وصرخ ائمتهم كالغزالي وغيره ان هذه ادلة صعب وصعب ان نثبت اه اصل الاصول بمثل هذا الدليل عدا ان فيه من المناقشات العقلية ما فيه الحقيقة انهم اتعبوا انفسهم وكدوا اذهانهم في اثبات قضية تثبت باسهل من هذا اه فلا يعني كالذي يريد ان يذهب الى نقطة امامه فيرجع الى الخلف مسافة طويلة ثم يستدير ثم يصل الى هذه النقطة مع انه يمكن ان يصل اليها مباشرة. طريقة القرآن وطريقة الانبياء هي الاستدلال على ان هذا الكون حادث بحدوث الاجسام وكونها توجد بعد ان لم بعد ان لم تكن ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون؟ فاما هم فيستدلون على حدوثها بماذا؟ بحلول الحوادث فيها وهذا في الحقيقة يعني مبني على مقدمات عقلية تحتاج من طالب العلم الى من التأمل والتدبر لما يذكرون وفهم لكثير من المصطلحات حتى يصل الى فهم ما يريدون. فكيف بالعامي؟ مع انهم يقولون انه لابد من اه ان يكون الايمان عن دليل. ويريدون بالدليل مثل هذه الادلة. والا كان ايمانه ايمان تقليد وايمان والتقليد فيه خلاف عندهم منهم من يكفر من امن ايمان التقليد ومنهم من يفسقه ولا يكفره. الشاهد ان هذا السؤال مهم وهو لماذا اهل البدع ذهبوا الى مثل هذه التأويلات؟ هذا اصل القضية عندهم اصل القضية عندهم راجع الى هذه المسألة وهو انهم يريدون الحفاظ على دليل حدوث الاجسام. وبالتالي اثبتوا حدوث العالم وقدم الصالح. فلو انهم اثبتوا هذه الصفات فهو في زعمهم ماذا؟ انتقاض لاصل الدليل وما زعمهم غير صحيح ابدا. وكل القضية عندهم راجعة الى قياس الله عز وجل على على خلقه. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ما حكم الاشاعرة عند اهل السنة والجماعة؟ هذا الموضوع اظن انني تكلمت عنه سابقا آآ ويمكن الرجوع اليه فيما قيل وباختصار الاشاعرة ليسوا من اهل السنة والجماعة قطعا. وانها يكونون كذلك وقد خالفوا معتقد اهل السنة والجماعة في في جوانب كثيرة. فهم في باب الصفات عندهم تجهم. وهم في باب الايمان مرجع. وهم في باب القدر جبرية وله مخالفات في باب النبوات. ولهم بعض المخالفات الدقيقة في باب اليوم الاخر. بل كما قال شيخ الاسلام رحمه الله التسعينية عندهم شعبة من الرفض. لانهم ادعوا تجهيل الصحابة رضي الله تعالى عنهم. وان الصحابة لم اصحاب فقه في هذا الباب العظيم في باب الالهيات. واذا تلطفوا وتأدبوا قالوا انهم كانوا مشغولين عن هذا بالجهاد وهذا ولا شك غمز لهم من قناتي. اذا كان الصحابة هم الجهال في هذا الباب. وانتم يا آآ من تربيتم على آآ قواعد الفلسفة والمنطق اعلم بالله عز وجل منهم هذه والله مصيبة. فعلى كل حال ما يقوله من يقوله ان الاشاعرة من اهل السنة والجماعة الحقيقة ان هذا الامر اه لا يصدر الا ممن اه لا يعلم عقيدة السلف او لا يعلم عقيدة الاشاعرة على وجه الخصوص ويؤسف جدا ان بعض طلبة العلم يردد فقط ان خلاف بيننا وبينهم انما هو في اننا اننا نثبت صفات وهم يثبتون سبع صفات فقط هذا غير صحيح. الخلاف بيننا وبينهم اكبر من ذلك. بل في باب الاستدلال والتلقي في اصل القضية بيننا وبينهم بون شاسع. نحن الاصل عند النقل والاصل عندهم العقل. ليس هذا تجني عليهم بل هذه كتبهم يعني يرشح منها هذا لمن قرأ فيها فالقاعدة الاصلية عندهم والدليل القطعي هو العقل. والنقل ان وافق فالحمد لله. ان لم يوافق فيضطر له. واذا تكلفنا فاننا نلجأ الى التأويل والا فانه يرد ولا اشكال. القاعدة الاصلية عندهم هي العقل النقدي خالفونا في قضية كبرى ايضا وهي ان اخبار الاحاد لا تقبل في باب الاعتقاد. فالخلاف بيننا وبينهم شاسع بل حتى في الصفات التي يزعمون اثباتها بيننا وبينهم ايضا خلاف. صفة الكلام التي يزعمون انهم اثبتوها. هل اثبتوها حقيقة؟ الواقع انهم ما اثبتوا ان الله عز وجل يتكلم بكلام حقيقي بحرف وصوت. اثبتوا شيئا في خيالهم. اثبتوا كلاما واحدا قائما بالذات هو كل شيء هو الخبر هو الاستخبار هو الاستفهام هو كل شيء. هو القرآن هو التوراة هو الانجيل. انما الذي يكون خارج ذات الله عز وجل عبارة عنه او حكاية عنه عبارة كما يقول اشار وحكاية كما يقول ما تريدين. اذا حتى في الصفات التي اثبتوها لله جل وعلا بيننا وبينهم ايضا خلاف في بعضها اذا الخلاف بيننا وبينهم في الحقيقة اكبر من ان يحصر في زاوية معينة واذا تأملت في اصل هذا الاطلاق لماذا اصلا؟ قيل اهل السنة والجماعة الجواب ليتميز اهل الحق المحض عن غيرهم ليتميز اهل الحق المحض عن غيره فهل الاشاعرة من هذه اه في هذه الجهة؟ اه معدودين من اهل الحق المحض حتى يحشروا مع اهل السنة والجماعة لا اعتقد ان هذا يقوله من يدرك حقيقة مذهبه. نعم طيب قلتم بارك الله فيكم ان ان المتكلمين يؤولون صفة النزول النزول بقولهم انه ينزل امر الله. اليس هذا دليلا على ان الله علي وهم لا يثبتون العلوم؟ والسؤال هل ينزل الله هو عرشه؟ يعني الاول ليس سؤال لعله يقصد السؤال الثاني. على كل حال هم يقولون الذي ينزل امر الله عز وجل اما الله ليس في العلو ويعني لا يمكن الزامهم بان يثبتوا ان الله في العلوم يمكن ان يقول اه قائل منهم ان امر الله هو الذي في فينزف وليس الله عز وجل يمكن ان يقال هذا. آآ ولا شك انه ان قيل هذا او لم يقل كل هذا باطل بل الله عز وجل هو الذي في العلو هل ينزل الله هو وعرشه؟ الحقيقة سؤال غريب كيف يقال؟ الله ينزل هو وعرشه فلا اظن احد يعني من العالمين فاه بهذه الكلمة. ان الله ينزل هو وعرشه. لم يكن به احد من العالمين. لكن لعله اشتبه عليه مسألة هل يخلو العرش اذا نزل الله عز وجل او لا يخلو؟ وعلى كل حال هذه المسألة من الدقائق وآآ الذي جمهور اهل السنة والجماعة ان الله عز وجل لا يخلو منه العرش في نزوله. واذا تفهمت هذا فانه تزول عنك كثير من الاشكالات المتعلقة بما يورده اهل البدع في مسألة النزول الى بعض الناس يقولون احسن شيء في تعريف المعاني هو لفظها هل هذا صحيح؟ نعم لمن كان يعرف اللغة من كان يعرف اللغة العربية جيدا فمجرد لفظ الاحاديث عنده اه ولفظ النصوص مطلقا تكفي في اه معانيه لا تحتاج الى ذكر المعاني الا لمن لا يعرف اللغة او آآ ليس من اهلها هذا الذي توضح له والا فان مجرد آآ ذكر هذه الالفاظ ان يعرف اللغة العربية كاف في معناها. هذا قريب من السابق. هل نقول في معنى الصفة كما نقول في معنى المحبة لا نعرف اكثر من لفظها هذه الكلمة مجملة لا نعرف اكثر من لفظها ماذا تريد؟ هل تريد اننا نلفظ بالالفاظ دون فهم هذا باطل او تريد انه لا معنى اكثر مما يفهم من لفظها. ان قيل هذا فصحيح ليس لها معنى زايد اكثر من ماذا؟ من المعنى الذي يفهمه اهل اللغة العربية في كلامهم من هذا اللفظ. فالكلمة على كل حال تحتاج الى تحرير وما معنى صفة قديمة المعنى؟ انا لا اعرف احدا يعني يقول ان هناك معان قديمة يقال صفة قديمة المعنى لكن لعله اراد ان يقول صفة قديمة النوع هذا المقصود به ان صفات فعلية يقول اهل العلم انها قديمة النوع حادثة الاحاد. بمعنى ان الله عز وجل يتصف باحادها بكل صفة منها يعني باحات هذه الصفة يتصف بها بعد ان لم يكن يعني اذا شاء سبحانه وتعالى اما اصل الصفة فالله عز وجل متصف بها. اصل الصفة متصف بها. كصفة الكلام قالوا ان الله عز وجل لم يزل متكلما. لكن احاد كلامه هي التي ماذا؟ تكون حادثة يعني يتكلم بعد ان لم يكن متكلما. يعني تكلم الله بالقرآن بعد ان لم يكن متكلما به وتكلم الله عز وجل بهذه الاية قبل ان يتكلم بماذا؟ بالاية الاخرى وتكلم بالاية الاخرى بعد ان تكلم بالاية التي قبله وهكذا فتلاحظ ان افراد ماذا؟ هذه الصفة هي التي ماذا؟ حادثة وهي التي اه حدثت بعد ان لم تكن. اه اما اصل الصفة فالله عز وجل لم يزل متكلما حتى اقدم لك المعنى فانه يقال لك مثلا انت الان وانت ساكت من صفاتك انك متكلم. لم؟ لانك كما يقول اه المناطق متكلم بالقوة الان. متكلم فاذا بدأت تتكلم قالوا ماذا؟ انت متكلم بالفعل يعني صفة الكلام في الاصل قائمة بك صفة الكلام في الاصل القائمة بك لكن اذا بدأت تتكلم فانه ماذا؟ يصبح متكلما بالفعل وان كانت هذه العبارة لا تقال في حق الله سبحانه وتعالى الحقيقة ان الخط يعني هذا الاخ يسأل عن مسألة عقيدة صاحب صاحب المتن آآ مسألة التفويض ونسبتها اليه وكذا واظن انني قد تكلمت في هذه المسألة بتفصيل. فمن اقتنع بهذا الكلام؟ فالحمد لله والا فالامر يعني راجع الى طالب العلم ويبحث وينظر. انا ذكرت ما توصلت اليه في هذه المسألة والله عز وجل اعلم. نعم بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاكم قال المصلي رحمه الله وغفر لشيخنا حفظه الله ومن ذلك قوله تعالى الرحمن على العرش استوى صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين ثم اما بعد قال المؤلف رحمه الله ومن ذلك يعني من النصوص التي ثبتت في صفات الله في صفات الله عز وجل والتي يجب الايمان بها وتلقيها بالتسليم والقبول وعدم لها بالتمثيل او التخريف. من ذلك ما اخبر الله عز وجل به عن نفسه من قوله على العرش استووا فهو رحمه الله يشير الى ان الله عز وجل متصف بصفة الاستواء وهذا كلام متصل بما قبله من جهة سوق شواهد وامثلة على ما يتصف الله عز وجل من الصفات صفة الاستواء لله عز وجل جاءت في القرآن على جهتين معدات بعلاوة ومعدات باله. فجاء في كتاب الله عز وجل ان الله على العرش استوى. وهذا في سبع مواضع في كتابه. اعراف يونس رعد ثم في طه فرقان السجدة والحديد بها استوى. سبعة مواضع في كتاب الله عز وجل. جاء فيها ان الرحمن على العرش استوى واما تأدية هذا الفعل باله فجاء في موضعين في كتاب الله عز وجل في البقرة وفصلت وهنا او هناك معنى الاستواء هو العلو والارتفاع وكلام اهل العلم في مجموعه يرجع الى هذا المعنى استوى على العرش يعني علا عليه وارتفع. واستوى الى السماء. قصد اليها علوا وارتفاعا كما حكى ابن القيم اجماع السلف على هذا المعنى كما تجده في مختصر الصواعق رصد اليها علوا وارتفاعا. فالله عز وجل من صفاته الفعلية انه استوى على العرش. والكلام حول هذه الصفة في مسائل اولا اولا العرش والكلام في العرش كلام طويل. العرش في اللغة سرير الملك. او سرير الملك والمقصود انه السرير الذي يعتلي عليه الملك ويجلس. وهذا ظاهر في اللغة بل وظاهر في القرآن. ولها عرش عظيم. قال ذكروا لها عرشها ورفع ابويه على العرش والعطش الذي جاءت النصوص بان الله عز وجل مستو عليه هو مخلوق عظيم اختصه الله عز وجل بخصائص منها انه مخصوص باستواء الله جل فالله عز وجل انما استوى عليه كما في النصوص السابقة ثانيا انه اعلى المخلوقات لا يوجد شيء البتة اعلى من هذا العرش من مسلوقات من مخلوقات الله سبحانه وتعالى. وهو كما عبر السلف سقف العالم فهو فوق السماء وفوق العوالم جميعا. الامر الثالث انه اكبر المخلوقات. كما جاء في الحديث وهو كما قال شيخ الاسلام له طرق واعتمده اهل السنة وتناقلوه ان السماوات والارض بالنسبة للكرسي حلقة ملقاة في فلاة. وان الكرسي في العرش كذلك. فالعرش اكبر المخلوقات. واعظمها والله عز وجل قد وصفه بثلاث صفات تفيد ذلك. وصف العرش بانه عظيم وبانه مجيد. وبانه رابعا ان هذا العرش اثقل المخلوقات. و ممن نص على هذا المعنى شيخ الاسلام رحمه الله في الرسالة العرشية استدلالا بحديث مسلم سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسك وزنة عرشك. قال المقام مقام التمثيل باثقل المخلوقات. كما اقتضى التمثيل باكثر الاعداد وعدد خلقك قال فاقتضى قوله فاقتضى قوله وزنة عرشه ان العرش اثقل المخلوقات لان المقام يقتضي ذكر اثقل المخلوقات. عرش الرحمن وعلا جاءت النصوص له صفات منها كما ذكرت انه عظيم ومجيد وكريم وان له قوائد وانه محمول. وهذا الذي دلت عليه النصوص هو الذي اجمع عليه اهل العلم وخالفهم في هذا طوائف من اهل الضلال. منهم من قال ان العرش هو الملك وهذا ذهب اليه الجهمية وبعض المعتزلة وبعض الاشاعرة ولا شك في ان هذا باطن لغة وشرعا. فهل العرش يصح تأويله بالملك في هذه النصوص ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية يعني يحمل ملك الله عز وجل مع ان هؤلاء الملائكة ثمانية من ملك الله سبحانه وتعالى. وان اهتز ملك الله عز وجل كلهم حينما مات سعد وهل موسى حينما انشقت تنشق الارض عن نبينا صلى الله عليه وهو اول من تشق عنه الارظ فيرى موسى باطشا اه قائما من قوائم العرش او بساق العرش كما جاء في رواية هل كان ماسكا وباطشا بساق الملك كله؟ لا شك ان هذا كله من تحريف الكلم عن عن مواضعه وهو من الباطل بمكان واضح. وذهب الفلاسفة كابن سينا وغيره الى ان العرش هو الخلد وخصوه بالفلك التاسع او الفلك الاطلس يقولون الفلك الاطلس الذي لا نجوم فيه وهذا ايضا تخرص وكلام لا دليل عليه البتة بل هو باطل من القول العرش ليس هو الفلك. الفلك مدار النجوم. مدار الاجرام السماوية. كل في فلك يسبحون والفلك استغفر الله انا قلت الفلك هو الفلك. الفلك ليس هو العرش قطعا والشواهد السابقة يمكن ايضا ان تبين بطلان هذا القول. المسألة الثانية ان الاستواء الذي خصه الله عز وجل بالعرش كما ذكرت معناه العلو والارتفاع. كلام اهل العلم كله يدور على هذا المعنى. كما قال ابن القيم رحمه الله النونية فلهم عبارات عليها اربع قد حصلت للفارس الطعام وهي استقل وهي استقر وقد علا وكذلك الذي ما فيه من نكران وكذلك قد صعد الذي هو رابع. فيعتقد اهل السنة والجماعة ان الله عز وجل قد استوى على العرش يعني علا وارتفع اليه. وهذا الاستواء جاء في النصوص متى كان؟ فانه كان بعد خلق السماوات والارض فان الله عز وجل بعد ان ذكر خلق السماوات والارض قال ثم استوى على العرش. عطف استواءه على خلق السماوات ثم التي تفيد الترتيب مع التراخي. المسألة الثالثة كلام المخالفين للحق في هذا الباب. المخالفون للحق في هذا الباب هم المتكلمون فانهم انكروا استواء الله سبحانه وتعالى. وهذه المسألة من كبريات المسائل التي اختلفت وفيها اهل السوء او التي خالف فيها المبطلون الحق وما عليه اهل السنة والجماعة. فانهم قالوا بتأويلات عدة. اشهرها انهم اولوا الاستواء بالاستيلاء قالوا استوى يعني استولى. واستولى بمعنى قهر وغلب واصبح الامر آآ بيد المستولي. وهذا لا شك انه باطل وتحريم للكلم عن مواضع كما قال ابن القيم رحمه الله في المنية امر اليهود بان يقولوا حطة فابوا وقالوا حنطة لهوانه. وكذلك الجهمي قيل له استوى. فابى وزاد الحرف للنقصان. قال استوى استولى. وذا من جهله لغة وعقلا ما هما سيان ثم قال نون اليهود ولام جهمي هما في وحي آآ رب العرش زائدتان او كما قال رحمه الله. الشاهد ان هذا من افضل الباطل. وليس عليهم او ليس لهم عليه دليل. وغاية ما عندهم في هذا بيت يرددونه. يقول قال الشاعر قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مراق. قالوا هذا دليل على ان الاستواء بمعنى الاستيلاء. فان بشرا وهو بشر ابن مروان قد استولى على العراق الحق ان مثل هذه الحجج من اكبر الدلائل على ان القوم انما يعتمدون على اه شبه هشة لا قيمة لها في ميزان آآ البحث العلمي. فاين الاستواء من الاستيلاء؟ اصل مادة الاستواء من سوا والاستواء والاستيلاء من ولي. فاين هذا عن هذا لغة وعقلا ما هما سيان. ثمان هذا البيت الذي استدل به عليه بيت لا يعرف في شعر العرب وهذا تنصيص ائمة اللغة على ذلك. ابن فارس وغيره من اهل العلم. كلهم يقولون هذا البيت لا يعرف له قائم. وبعضهم ينسبه الى الافضل النصراني. كما ذكر هذا ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية وكذلك نص عليه الزبيدي في التاج فانهم نسبوا هذا البيت الى الاخطر وسبحان الله كيف ان اهل البدع استدلوا ببيتين للافضل او عفوا ينسبان الى الاسفل اه في مسألتين من كبريان من كبريات المسائل. فليهنهم الافضل النصراني الذي يعتمدون عليه في مسألة الكلام استدلوا بماذا؟ ببيت نسبوه للاخطر وهو ان الكلام لفي الفؤاد الكلام عنه وفي مسألة الاستواء قالوا قد استوى بشر على العراق. مع ان هذا البيت والبيت الذي يتعلق بالكلام كلاهما غير موجودان في ديوان الاخطاء. وعلى كل حال آآ لا يعرف في لغة العرب ابدا ان السوى تأتي بمعنى استولى. نص على هذا فطاحلة اللغة فالخليل ابن احمد وغيره من اهل العلم. لا يعرف في اللغة اما استوى تأتي بمعنى السولى. وعليه فهذا التأويل طويل باطل واوجه بطلانه كثيرة. منها هذا الوجه الاول ان هذا في اللغة لا يستقيم. والقرآن قال انما جاء بلغة العرب. ثانيا ان هذا خلاف اجماع السلف قاطبة. فلم يقل احد من السلف قط ان الاستواء هو بمعنى الاستيلاء. الامر الثالث ان هذا خطأ قطعا بدلالة النصوص. فالله عز وجل بين انه خلق السماوات والارض ثم استوى على العرش فقولهم يقتضي ان الله عز وجل لم يكن مستوليا على العرش قبل خلق السماوات والارض. وهذا لا شك في بطلانه. فمن الذي كان توليا وقاهرا ومستعليا على العرش. ثم مما يدل على بطلان هذا القول نقول لهم ماذا تقولون في قول الله عز وجل؟ بشأن سفينة نوح واستوت على الجودي. هل يقول عاقل ان هذه السفينة قد قهرت وغلبت الجبل هذا لا يقوله عاقل. اي استيلاء كان من هذه السفينة التي استوت على هذا الجبل. فعلى كل حال الكلام في بطلان هذا التأويل كثير والمسألة من اوضح ما يكون. وابن القيم رحمه الله قد اجاز نقضي هذا التأويل من اثنين واربعين وجها كما تجدها في مختصر الصواعق وهي من النفاسة في مكان. نعم وقال قال النبي صلى الله عليه وسلم لحصين قال سبعة ستة في الارض واحدا في السماء قال من لرحمتك ورحمتك؟ قال الذي في السماء قالت الذي في السماء وانا اعلمك دعوة فاسلم وعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول اللهم الهمني رشدي وقني شر نفسي استمر. وفيما نقل من علامات النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من كتبه من ربنا انهم يسجدون لحظة انا انا ظنيت انني ما سمعت الواقع انك ما قرأت. نسختك هذه يبدو ان فيها صفقة. اعطيه يا شيخ وقوله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمه. وقال للجارية ان الله قالت في السماء قالت اقرأ فانها مؤمنة ابن انس ومسلم وغيرهما من احسنت. انتقل المؤلف بعد ذلك الى ذكر الشواهد وسوق النصوص على اتصاف الله عز وجل بصفة العلو والفوقية. صفة علوي والفوقية صفتان بمعنى وآآ هي اعني صفة العلو من الصفات التي تكاثر في النصوص جدا انصاف الله عز وجل بها. بل نقل شيخ الاسلام في في الجواب الصحيح وابن القيم رحمه الله في اجتماع الجيوش وفي موضع في الصواعق و كذلك في اعلام الموقعين ان الادلة على علو الله عز وجل على خلقه تبلغ الف دليل وهكذا ذكر الذهبي رحمه الله في العلوم. بل في موضع في مختصر الصوائف اشار الى ان الادلة على علو الله عز وجل تبلغ الالوف. وفي النونية يقول يا قومنا والله ان لقولنا الفا تدل عليه بل عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الاولى وذوق حلاوة الايمان كل يدل بانه سبحانه فوق السماء يباين الاكوان اترون انا تارك ذا كله لجعاجع التعطيل والهذيان. بصفة العلو لله جل وعلا الادلة وعليها كثيرة جدا من النقل ومن العقل ومن الفطرة ومن الاجماع اهل العلم يقولون ان علو الله جل وعلا ينقسم الى ثلاثة انواع. علو الذات وعلو القدر وعلو القهر علو القدر كما في قول الله جل وعلا سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا وعلو القهر يعني انه قهر خلقه وغلبه. ولعلى بعضهم على بعض بعض يعني قهر بعضهم بعضا. فالله عز وجل كل الخلائق تحت قهره سبحانه وتعالى وفي قبضته جل وعلا. هذان المعنيان لم ينازع فيهما اهل البدع. انما النزاع الذي حصل في اتصاق الله جل وعلا بصفة العلو الذاتي والله عز وجل لا شك انه العلي وهو العلي العظيم. وهو المتعالي سبحانه وتعالى الكبير المتعال من اجل الامور ضحيها واظهرها اتصاف الله سبحانه وتعالى بصفة العلو. والادلة كما ذكرت تلك الكثرة التي ذكرها اهل العلم ولاجل كثرتها فان اهل العلم قد قسموها الى انواع قسموا الادلة على الله جل وعلا الى انواع ساق منها ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين ثمانية عشر نوعا وفي النونية ساق منها احدى وعشرين نوعا. منها الادلة التي فيها التصريح بان الله عز وجل هو العلي ومنها الادلة التي فيها التصريح باستواء الله عز وجل على العرش فان اثبات ذات الاستواء يقتضي ماذا؟ اثبات العلو. فان الاستواء كما يقول اهل العلم علو خاص. علو خاص على العرش ولا يقال ان الله عز وجل مستو على السماء او مستو على عباده. وانما فيقال مستو على العرش. واما العلو فانه يقال ان الله عز وجل عال على كل شيء. فهو فوق السماء وهو فوق عباده الى اخره. وهنا يتضح لك الفرق بين الاستواء والاستيلاء. فالاستواء مخصوص بالعرش. واما العلو والفوقية فلا تختص بالعرش بل الله عز وجل عال وفوق كل شيء. من الفروق ايضا ان الاستواء صفة فعلية واما العلو فصفة ذاتية. فالله عز وجل لم يزل عليا من الادلة ايضا الادلة التي فيها التصريح بان الله فوق خلقه. قال تعالى وهو القاهر فوق عباده. ومنها الادلة التي فيها انه من فوق عباده. قال جل وعلا يخافون ربهم من فوقهم. ومنها الادلة التي فيها التصريح بصعود اشياء وعروجها اليه. ومنها الادلة التي فيها اثبات نزول الله جل وعلا. والنزول لا يكون الا من علو. ومنها الادلة التي فيها التنزيل انه نزل من عنده سبحانه وتعالى. والى غير ذلك من هذه الكثيرة التي اه يمكن ان تراجعها فيما ذكرت لك. فالادلة بلغت مبلغا عظيما جدا من الكثرة. والله عز وجل اه قد فطر العبادة على علوه. والقصة قصة العفاري الهمزاني معروفة مشهورة. حينما كان في مجلس ابي المعالي الجويني فهو يقرر كلاما لا يستقيم. حينما قال كان الله ولا مكان وهو الان على ما كان. هذا الكلام في حد ذاته باطل لانك حينما تقول كان يقتضي ان هناك ماذا؟ مكان. فكيف تقول له مكان وليس له مكان هذا في الحقيقة كلام متهافت. المهم اورد الهمذاني عليه فقال يا استاذ دعنا من هذا واخبرني هذه الضرورة التي يجدها التي نجدها في انفسنا ما قال عارف قط يا الله الا وجد ضرورة تصعد الى السماء يعني تلتفت الى السماء ولابد. فحين ذلك سكت ابو المعالي وقال حيرني الهمذاني. وهذه القصة اوردها الذهبي في العلوم وصححه الشيخ الالباني رحمه الله في مختصر العلوم. من القصص اللطيفة في هذا الباب ما حكاه شيخ الاسلام رحمه الله مما حصل معه هو رحمه الله فانه ذكر ان احد الجهمية جاءه مرة كانت له حاجة عند شيخ الاسلام. فتعمد شيخ الاسلام ان يؤخره واشتغل بحوائج اخرى فطال انتظار هذا الشخص عند شيخ الاسلام حتى نفذ صبره فرفع رأسه الى السماء وقال يا الله ارزقني الصبر. او نحو هذه العبارة. حين ذلك انتهز الفرصة شيخ الاسلام له كيف ان هذه الكلمة خرجت من ماذا؟ من فطرة في نفسه. خرجت من فطرة في نفسه. وبين له رحمه الله وذكر ان هذا الرجل رجع عما كان عليه. وهذا المعنى لا شك فيه ولا ريب. وانا احدثكم عما فقد ذهبت مرة في بعض المناطق في آآ مناطق نائية في افريقيا ووجدنا اناسا وثنيين لا يعرفون شيئا من الحضارة آآ لا في لباسهم ولا في حياتهم ولا في بيوتهم ولا شيء من ذلك. وهم وثنيون. وما جاءهم قط من قال لهم اه ان الله في العلو ولا سمعوا اية ولا حديثا في هذا الباب. ومع ذلك لما سئلوا او سألناهم اه اذا اردتم المطر كيف تصنعون كلهم اشاروا الى السماء المدعو الذي في السماء. مع انهم والله كفار ليسوا بمسلمين. فالخلاصة ان هذه فطرة او دعا الله عز وجل في نفوس البشر بل حتى في نفوس الحيوانات. وقد اورد ابن القيم رحمه الله في اجتماع جيوش اسلامية نماذج عجيبة من هذا الباب. في ان الله عز وجل فطر حتى الحيوانات على هذا الامر وهو ان الله عز وجل عال على خلقه. ان الانسان ليعجب اشد العجب من مخالفة اهل البدع من الجهمية واذنابهم من الاشاعرة وما تريدية وغيرهم في نفيهم علو الله سبحانه وتعالى. والذين نفعوا علو الله جل وعلا نوعان جهمية النفاة وجهمية حلوية. فاما النفاة فهم الذين يقولون ان الله لا داخل العالم ولا خارجه واما الحلولية فهم الذين يقولون ان الله عز وجل في كل مكان. تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. يعجب الانسان مع وجود هذه الادلة الكثيرة جدا كيف اضرب عنها صفحا ونفوا ان الله عز وجل عاليا على خلقه. كل هذا يرجع الى قضية التجسيم التي ذكرتها لكم. فانه يقولون لو كان الله عاليا على خلقه لكان متحيزا. واذا كان متحيزا كان جسما. واذا كان جسما كان محدثا واذا كان محدثا لم يكن لم يكن واجبا ولا قديما. هكذا بمثل هذه العبارات التي ما قدروا الله عز وجل فيها حق قدره نفوا و الغوا دلالة كل تلك النصوص الكثيرة. التي دليل منها واحد يكفي في ثبوت هذا الاعتقاد فكيف مع هذه الادلة الكثيرة جدا؟ وكلامه في الحقيقة يقتضي انهم ما فهموا معنى علو الله سبحانه وتعالى. فان اهل السنة والجماعة يقولون ان الله عز وجل يعني هذا قول اهل السنة وهو مقتضى مخصوص ان الله عال على كل شيء وليس المقصود بعلوه ان تكون السماء تظله او تقله. تعالى الله عن ذلك. بل هو سبحانه وتعالى عال على كل شيء. و هم ظنوا ان اتصافه سبحانه وتعالى بالعلو يقتضي تحيزه. وهذا ولا شك منه من ما يكون وعلى كل حال الناظر في كلامهم في الحقيقة آآ في لحالهم فانك تجد بعض كبار اذكيائهم يقع في تأويلات هي من اه اسقط الكلام وابعده ومما تنفر منه فطرة عوام المسلمين. بلها علماؤه فمثلا تجد اه الجويني في كتابه الشامل عند قوله جل وعلا اامنتم من في السماء؟ يقولون من الملائكة يقول اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض؟ قال هذا ملك من الملائكة اتاه الله القدرة على على ان يخسف السماوات والارض يا سبحان الله. انظر كيف حرفوا الاية التي هي من اوضح الايات دلالة التي اه لا يملك المسلم اذا تلاها الا ان يمتلئ قلبه قلبه خوفا من الله جل وعلا. اليس كذلك؟ اامنتم من في ما ان يخسف بكم الارض وهم يقولون ان الذي في السماء هو ماذا؟ ملك من الملائكة يخافه المسلمون يا الله العجب كيف ان الاهواء تودي باصحابها الى مثل هذا المرتع آآ الوخيم مع الاسف للاسف الشديد وهكذا لو تأملت يعني في نظائر كثيرة تجد الجويني ايضا يقول في حديث آآ معاوية بن الحكم وهو الذي سيأتي بعد قليل اين الله؟ قالت في السماء. قال في السماء يعني ان الله له قدر رفيع وان الله عز وجل له قدر عظيم. هل هذا الجواب مطابق للسؤال؟ هل اذا قلت لك اين فلان؟ تقول لي والله فلان رجل طيب. هل الجواب هذا مطابق للسؤال؟ بالتأكيد لا السؤال كان بايظ؟ والجواب كان في السماء. فمن الذي يفهم هذا الكلام؟ الذي يذكرونه وكما ذكرت تعجب ان مثل هذا الكلام يقوله بعض اذكيائهم في الحقيقة وليس من آآ من سقطهم او من عامتهم لكن اه الامر كما قال شيخ الاسلام رحمه الله لا حد لما تقذف به النفوس من الاهواء. اذا خرج الانسان من ربقة الاتباع والانقياد والتسليم للنصوص فانه لا حد لما يصل اليه من انحراف ومن الضلال. آآ على كل حال صفة العلوم كما ذكرت لكم. وآآ اطال ابن القيم رحمه الله في نقضي اه قولهم هذا بنفي علو الله عز وجل اه من نحو اربعين وجها كما في اه مختصر الصواعق كما انه في الصواعق الاصل اثبت علو الله عز وجل من ثلاثين وجها عن طريق العقل. ومثل هذه الاوجه قد يحتاجها طالب العلم. فقد يبتلى بمناقشة بعض هؤلاء المتكلمين الذين يجدوا معهم صعوبة في اقناعهم بالادلة نقلية فيمكن ان يناقشهم عن طريق الادلة العقلية. ومن اهم الادلة العقلية ان يقال له ان الله عز وجل موجود او غير موجود. فان كنتم تنتسبون الى الاسلام وتؤمنون بالله فلابد ان تقولوا انه موجود فان قلتم غير موجود انقلب الكلام معكم الى مناقشة ملاحدة لا الى مناقشة مسلمين. فان قلتم موجود فاما ان يكون موجودا داخل خلقه او خارجا عن خلقه. فان قلتم انه داخل انه داخل خلقه فان هذا يقتضي انه انه موجود في اجواف الخنازير. وفي اجواف الكلاب وفي اجواف الناس وفي الخلاء وفي الاماكن القذرة وهذا ما لا يجرؤ مسلم قط على قوله لانه غاية في النقص والعقل يقتضي ان الله منزه عن النقص. فثبت انه لا بد ان يكون خارج خلقه. فان قلت هو خارج خلقه لا يخلو الامر اما ان يكون اعلى او اسفل. لا بد ان تقولوا اما انه اعلى من خلقه او اسفل من خلقه. والعقل والفقه تقتضي ان السفن انقص من العلو. وهذه القضية مسلمة. ان السفن انقص من العلو وباتفاق بيننا وبينكم ان الله عز وجل منزه عن النقص. فثبت انه لا بد ان يكون في العلو ثبت انه لابد ان يكون في العلو ويمكن ان يستدل عليهم بما ذكروه وهم من اه ذكر قاعدة التقابل وهي ان القابلة للشيء اه لا يسنوا من ان يكون متصفا به او بظده لا بد ان يكون متصفا به او بضده فاذا كان ليس موصوفا بالسفل الذي فيه نقص فلا بد ان يكون موصوفا بالعلو. على كل حال هذا عن الادلة التي جاءت في اثبات علو الله عز وجل وهذا باختصار ما يتعلق بمعتقد اهل السنة والجماعة في باب العلو اما الادلة التي اوردها المؤلف فقوله جل وعلا اامنتم من في السماء تفسير هذه الاية آآ يحتمل امرين لا ثالث لهما. اما ان يقال ان السماء ها هنا هي بمعنى العلو المطلق ومعلوم في اللغة ان الله ان السماء او ان العلو يطلق عليه السماء ولذلك يصح في اللغة ان يقال على السقف انه سماء. ومما يدل على هذا قول الله جل وعلا اه انزل من السماء ماء ومعلوم ان الماء انما نزل من السحاب وان السحاب ليس هو السماء السماء المبنية العظيمة وليس هو فيها. يقول الله عز وجل والسحاب المسخر بين السماء اذا السحاب ليس هو السماء وليس في السماء بل هو بين السماء والارض ومع ذلك جاء اطلاق ماذا؟ السماء عليه لانه ماذا؟ لانه عال وفوق. او يقال ان في في قوله في السماء يعني بمعنى على في بمعنى علا وهذا مستعمل بكثرة فسيحوا في الارض ليس المقصود داخل وباطن الارض وانما على الارض. ولاصلبنكم في جذوع النخل يعني على جذوع النخل. ارحموا ومن في الارض يرحمكم ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. من في الارض من هم؟ ارحموا الذين في باطن الارض ارض او المقصود بالحديث ارحموا من على الارض. ارحموا من على الارض فيكون ايضا يرحمكم من في السماء يعني يعني على السماء فهو فوق السماء وفوق العرش سبحانه وتعالى. الدليل الثاني الذي اورده المؤلف قوله وفي الحديث ربنا الذي في السماء او ربنا الذي في السماء تقدس اسمه. هذا حديث آآ جاء فيه رقية للمريض. وقد خرجه ابو داوود في سننه. وفيه رجل اسمه زيادة ابن قال عنه البخاري منكر الحديث. فالحديث ضعيف. لا يشكل هذا على اصل الصفة التي يتصف الله عز وجل بها فان عدم ثبوت الدليل لا يعني عدم ثبوت المدلول. فقد يثبت بادلة اخرى الدليل الثالث هو ما خرجه مسلم من حديث معاوية ابن الحكم رضي الله عنه حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم جاريته اين الله؟ اين الله؟ فقالت في السماء. فقال اعتقها فانها مؤمنة الدلالة من هذه اه من هذين الحديثين كالدلالة في قوله جل وعلا اامنتم من في السماء. نعم قال النبي قال النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة ستة في الارض واحد في السماء قال من لربتك ورهبتك؟ قال الذي في السماء قال فاترك الستة واعبدي الذي في السماء وانا فاسلم وعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ليقول اللهم الهمني شر نفسي وهذا الحديث ايضا وجه الدلالة منه كما سبق ان الله في السماء فقال حصين ابن بيت الخزاعي والد عمران ستة في الارض ستة في الارض وواحد في السماء وهو الله عز وجل واقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. وهذا الحديث خرجه الترمذي وغيره. في هذه اه كلام فمن اهل العلم من ضعفه كما اشار الى هذا الذهبي في العلو وكذلك الشيخ الالباني رحمه الله ومنهم من اثبت هذا الحديث. نعم. يعني ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب صحح الحديث. نعم. على كل حال نحن الان بصدد ثبوت صفة ان الله عز وجل في العلو وهذا لو لم وان لم يثبت هذا الحديث فالادلة على هذا الامر من الكثرة بحيث لا يشكل عدم ثبوت هذا الحديث نعم. وفيما نصب من علامات النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في الكتب المتقدمة وروى ابو داوود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما بين السماء الى سماء مسيرة كذا وكذا. وذكر الخبر الى قومه وهم ذلك العرش. والله سبحانه فوق ذلك. احسنت. هذا الاثر الذي اورده اه من ان في الكتب المتقدمة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه انهم آآ يسجدون في الارض ويزعمون ان الههم في السماء هذا آآ الاثر جاء في كلام عدي ابن عميرة رضي الله عنه. و له قصة اوردها آآ ابن القيم رحمه الله في اجتماع الجيوش الاسلامية آآ بالاسناد الى كتاب المغازي ليحيى ابن سعيد الاموي. واورد القصة ايضا باسناده من طريق يحيى ابن سعيد الاموي ومن طريق غيره الذهبي رحمه الله في اه كتابه العلو وعقب عليه فقال هذا حديث غريب هذا حديثهم غريب هذا حديث غريب ولفظ ما اورده ابن القيم رحمه الله وما رواه الذهبي قال وجوه في الارض او وجوههم على الارض ويزعمون ان ربهم في السماء. نعم. ثم اورد بعد ذلك حديث آآ الاوعال والله فوق ذلك. هذا حديث اختلف اهل العلم في ثبوته رواه ابو داوود وغيره من حديث العباس رضي الله عنه وهو المشهور بحديث الاوعال من اهل العلم من اثبت ومن اهل العلم من شيخ الاسلام في مناظرته على الواسطية المودعة في الجزء الثالث من الفتاوى قواه وجود اسناده ابن القيم رحمه الله كما في مختصره الصواعق واطال الكلام على اثباته في تهذيب السنن. ابن منده رحمه الله في كتاب التوحيد. قال ان اسناده متصل ومن اهل العلم من ضعف هذا الحديث من اولئك شيخنا الالباني رحمه الله شيخ احمد شاكر وغيرهم من اهل العلم. والدلالة فيه ظاهرة في اثبات فوقية الله جل وعلا وصفة الفوقية كما ذكرت لكم وصفة العلو بمعنى وكما ان الفوقية وكما ان العلو ينقسم من الاقسام الثلاثة فكذلك الفوقية تنقسم الى الاقسام الثلاثة. ولم ينازع اهل البدع في فوقية القدر او فوقية القهر وانما نزاعه مع اهل السنة كان في فوقية الذات. نعم. فهذا وما نشهده مما اجمعنا رحمهم الله رحمهم الله على لفظه وقبوله. ولم يتعرضوا لربه ولا تكوينه ولا تشبهه ولا تكفيه سئل الامام ما لك بن انس رحمه الله تعالى فقيل يا ابا عبد الله الرحمن على العرش استوى فيك استوى فقال الاستواء غير مجهول والليل غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة ثم امر بالرجل هذا وامثاله هو مما اجمع عليه. كلام المؤلف معناه ان هذا الذي اورده وكثير غيره هو مما اجمع عليه اهل العلم والسنة واثبتوه الله جل وعلا ولم يتعرضوا لرده او انكاره او تشبيهه وتمثيله او تحريفه وتأويله. وهذا سبق الكلام عليه غير مرة. ثم اورد الاثر المشهور عن الامام مالك رحمه الله. حينما سئل عن الاستواء. اه سئل رحمه الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فاجاب الكلام المتين الذي قال عنه شيخ الاسلام رحمه الله ان اهل العلم تلقوا عنه بالقبول. تلقى اهل العلم هذا الكلام بالقبول ولم يرده احد منهم. وهو ايضا كما قال ابن القيم رحمه الله قاعدة في سائر الصفات فهذه الجملة التي قيلت في الاستواء يمكن ايضا ان تقال في الارادة ويمكن ان تقال في النزول ويمكن ان تقال في الضحك ويمكن ان تقال في صفة العزة ويمكن ان تقال في صفة الرحمة الى غير ذلك مما ثبت في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم عنه عن الله او عن رسوله عليه الصلاة والسلام. هذا الاثر اثر مشهور رواه جم غفير من اهل العلم. فهو اثر منتشر جدا في كتب اهل العلم رواه البيهقي في الاسماء والصفات واللالكائي وابو عثمان الصابوني وابن عبدالبر وغيرهم كثير من اهل العلم ابو نعيم في الحلية وجاء من طرق كثيرة جدا. رواه من تلاميذ مالك عشرة او اكثر وهذه الروايات منها الصحيح ومنها غير الصحيح. والمقصود ان ثبوته عن مالك رحمه الله مقطوع به وتلقاه اهل العلم عنه بالقبول. ومعناه ظاهر. وقد سبق الحديث عن معناه. فالاستواء او غير مجهول يعني غير مجهول من جهة اللغة العربية. اذ يعلم ان الله سبحانه وتعالى مستو على عرشه ان الاستواء في اللغة معلوم عند من يعرفه. فالاستواء هو العلو والارتفاع وهذا يرجع الى ماذا؟ ذكر في دروس ماظية من قاعدة القدر المشترك القدر المشترك بين صفة الله سبحانه وتعالى وصفة المخلوق ترجع الى اصل المعنى اللغوي وهذا الذي نريد البحث فيه الاستواء غير مجهول. وهذا القدر المشترك لا يؤدي اثباته الى نقص لله جل وعلا. ولا الى نفي لان هذا القدر المشترك محله في الذهن. ولاجل هذا قالوا هو يعني القدر المشترك في المطلق الكلي وهذا شيء لا يجزئ الا في الاذهان. فكما ان الذهن يدرك قدرا مشتركا بين استواء واستواء الانسان على الدابة كما قال الله عز وجل لتستووا على ظهورهم وقال واستوت على الجودي يدرك بعقله قدرا مشتركا يربط بين استواء السفينة واستواء الانسان على الدابة ويدرك قدرا مميزا لهذا الاستواء ولهذا الاستواء. اليس كذلك؟ فهو يدرك قدرا مشتركا هو ما اتفق عليه كلمة استوى هنا مستوى هنا ويدرك قدرا مميزا به حصل التفاوت بين استواء السفينة واستواء واستواء الانسان على الدابة فاذا كان هناك قدر مميز بين استواء المخلوقات فثبوت هذا القدر المميز فيما ما يتعلق بصفة الله سبحانه وتعالى من باب اولى. وحين ذلك فيقال ان الاستواء من حيث اصل المعنى اللغوي معلوم وهذا يرجع الى هذه القاعدة اعني قاعدة القدر المشترك وهو امر معلوم بالفطرة فالعقل فطره الله سبحانه وتعالى وجبله على ادراك هذا الشيء الذي اسميناه القدر المشترك وهو من اعظم نعم الله عز وجل على فان العقل لو لم يدرك هذا القدر المشترك لما وصل الى حب الله سبحانه وتعالى ولا الى خوفه ولا الى رجاء ولا الى تعظيمه لانه اذا قرأ نصوص الصفات ولم يفهم منها شيئا البتة فبالله اين او اي تلك العبودية؟ اين ستكون او كيف سيؤدي تلك العبوديات القلبية لله جل وعلا؟ انما سيقال له ربا واعبد الها لا تعرف عنه شيئا البتة. وكم يصيب القلب من ظلمة ووحشة عظيمة بسبب هذا الامر؟ لكن من نعمة الله ان الله جعل في عقول الناس ما تدرك به ماذا؟ هذا القدر المشترك فاذا قرأت ايات الرحمة وان الله بصفة الانتقام والعزة والقوة والقدرة والرأفة الى غير ذلك فانها تفهم ماذا؟ من خلال فهم هذا القدر مشترك ما يتعلق بشيء من صفات الله سبحانه وتعالى وبالتالي فانها تتوجه له جل وعلا بالحب والتعظيم الخوف والرجاء. اما قوله رحمه الله والكيف غير معقول يعني انه غير معقول بالنسبة لنا. فنحن اعجز واحقر واقل من ان نحيط علما بكنه وكيفية اتصاف الله اتصاف الله سبحانه وتعالى بصفة الاستواء او بغيرها من الصفات. وهذه القضية سبق عنها اه الكلام وسبق فيها البحث وان الله عز وجل لا به علما تبارك وتعالى. ثم قال والسؤال عن ذلك بدعة. ولا شك في هذا الامر كما قال الله عز وجل ولا تخفوا ما ليس لك به علم وكما قال سبحانه وتعالى وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. والواجب في هذا ولا شك الايمان والتسليم الايمان بذلك واجب لان هذا من مقتضيات الايمان بالله ومقتضيات الايمان برسوله صلى الله عليه واله وسلم الايمان الحق يقتضي التسليم والاذعان والتصديق والقبول. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يوفقني واياكم لكل خير وان يدفع عني وعنكم كل شر وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص فيهما ان ربنا نصرك سميع الدعاء وصلى الله على محمد واله