بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد على اله واصحابه ومن سار على نهج ومن والاه الى يوم الدين ثم اما بعد انتقل المؤلف بعد ان انهى الكلام عن مبحث الصفات وما يلتحق به مسألة الرؤية انتقل الى مبحث القدر لعلنا ان شاء الله ان هذا الدرس وما بعده نحاول ان نختصر الكلام بعض الشيء حتى يمكننا ان ننتهي من هذا المتن قبل نهاية هذا الفصل. ويسر الله عز وجل في بداية الفصل القادم نبدأ قسما جديدا. لعل التفصيل الذي كان الدروس الماظية. ان يختصر في الدروس القادمة ان شاء الله عز وجل. نبحث القدر من المباحث العميقة والمهمة والدقيقة وهو كما وصف ابن القيم رحمه الله بحر ساحل او بحر محيط لا ساحل له. وصف رحمه الله قدر الله عز وجل بانه بحر محيط لا ساحل له ولا خروج عنه لاحد من العالمين. والشرع فيه سفينة النجاة. فمن نجا ومن تخلف عنها فهو من المغرقين. وآآ البحث في القدر بحث طويل جدا ومتفرع الى مسائل عديدة لكن اهم الاصول التي ترجع اليها بقية مسائل القدر عند اهل السنة والجماعة هذه الاصول هي اهم ما في هذا الباب. ومن استوعبها جيدا فانه يسهل عليه فهم هذا الباب فهما صائبا في ضوء معتقد اهل السنة والجماعة و في اكثر من مناسبة مع عدد من الاخوة سبق بيان وشرح هذه الاصول لكن اه نختصر الكلام عليها في هذا المقام ان شاء الله. الاساس الاول هو انه يعتقد اهل السنة والجماعة ان كل ما يقع في هذا الكون فانه داخل في علم الله ومشيئته وكتابته ومشيئته وخلقه. كل ما يقع في هذا الكون فهو داخل في علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه. وهذه الامور الاربعة مراتب القدر تواضع اهل العلم على تسميتها مراتب القدر وهي التي قد عليها الرسل واتباعهم واطبق عليها السلف الصالح. وتفصيل هذه المراتب وهي التي جمعت في قول الناظر علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين. خلاصة فيها ما يأتي اولا علم الله عز وجل. وقد سبق الحديث عن هذه الصفة وذكر ان علم الله عز وجل علم واسع شامل لكل شيء ربنا وسعت كل شيء رحمة فيعتقد ان اهل السنة والجماعة ان الله عز وجل له العلم الواسع الشامل لكل شيء فهو متعلق بالموجود والمعدوم وبالممكن وبالمستحيل فالله عز وجل علم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون بل حتى المستحيلات قد علمها الله سبحانه وتعالى. قال الله عز وجل لو كان فيهما الا الله لفسدتا. الله عز وجل علم ما يترتب على وجود المستحيل على فرض وجوده. مع كونه الله عز وجل علمه واسع شامل لكل شيء. فكل ما يقع في هذا الكون فالله عز وجل يعلمه بعلمه الشامل قبل ان يقع. المرتبة الثانية الكتابة. فيعتقد واهل السنة هو جماعة ان الله عز وجل كتب في هذا اللوح المحفوظ كلما يقع في هذا الكون قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. لما ثبت في صحيح مسلم من عليه الصلاة والسلام ان الله كتب مقادير كل شيء قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال وعرشه على المال جمعت المرتبتان في قول الله جل وعلا المتر ان الله الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. وقال سبحانه وكل شيء احصيناه في امام مبين. وهو اللوح المحفوظ. اذا كل ما يقع في هذا الكون فان الله عز وجل قد كتبه في هذا الكتاب الذي لا يتغير ولا يتبدل ما فيه البتة. محفوظ. اللوح المحفوظ يعني من التغيير والتبديل. وكل ما يقع فهو مصادق لما كتب في هذا اللون. كل ما يقع في هذا الكون فهو مطابق لما سطر وكتب في هذا اللوح المرتبة الثالثة مرتبة المشيئة والمشيئة مشيئة الله عز وجل هي الموجبة والمقتضية للاشياء عن الحقيقة. وليس هناك موجب ومقتضن للاشياء الا مشيئة الله عز وجل ولذا فالمسلمون مجمعون على ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. والادلة على ثبوت المشيئة لله عز وجل. وان كل ما يقع فهو بمشيئة الله وان ما لم يشأه الله لا يقع ادلة كثيرة. يقول الله سبحانه من يشأ الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم فان يشاء الله يختم على قلبك لو شاء الله لجمعهم على الهدى. والادلة في هذا الباب كثيرة جدا ينبغي ان نعلم ها هنا ان كل ما يقع فهو بمشيئة الله ان كل ما لم يقع فهو لعدم مشيئة الله. وفي هذا يفارق اهل السنة بعض اهل البدع الذين يقولون انما لم يقع فان عدم وقوعه لعدم قدرة الله عز وجل. وهذا باطل. فالله عز وجل على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات. لكن عدم الوقوع راجع لعدم مشيئة الله عز وجل يأتي في كلام المؤلف ان شاء الله التنبيه على هذا الامر. نلاحظ في هذا الموضع ان ثمة كلمة ترادف كلمة المشيئة الا وهي الارادة الكونية الكونية مرادفة للمشيئة. وهي التي جاءت في نحو قول الله جل وعلا فعال لما يريد. ان كان الله الله يريد ان يغويكم. الى غير ذلك مما جاء في هذه النصوص. وحينما نقول الارادة الكونية هذا يشعر بان ثمة ارادة غير كونية. والجواب نعم. هناك ارادة شرعية او ارادة دينية وهذه الارادة تتضمن المحبة وهي التي جاءت في نحو قول الله جل وعلا والله يريد ان ان يتوب عليكم. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وبين الارادتين من الفروق ما هو هو معلوم عندكم فاولا من جهة الوقوع فكل ما اراده الله كونا فهو واقع ولا في الارادة او في المراد شرعا. فقد يريد الله شيء شرعا ولا يقع. ويفترقان من جهة المحبة فكل ما اراده الله فكل ما اراده الله شرعا فقد احبه. ولا يلزم هذا في المراد كونه ذات الذي اراده الله كونا لا يلزم ان يكون محبوبا لله عز وجل. لكن الحكمة التي من اجلها اراد فهي محبوبة لله عز وجل. وهنا تنبه الى هذه القضية. ما اراده الله شرعا او دينا فهو هو بذاته مراد لله عز وجل يعني انه محبوب لله عز وجل. اما ما اراده كونا فلا يلزم ان يكون بذات لماذا؟ محبوبا لله عز وجل. لكن الحكمة التي من اجلها اراد الله كونا هي التي ماذا؟ هي التي محبوبة لله عز وجل. مثلا الله عز وجل يريد ان يتوب علينا فالتوبة بذاتها ماذا؟ محبوبة لله عز وجل. واراد الله عز وجل كونا ابليس ابليس من حيث هو محبوب او مبغوض؟ مبغوض لله عز وجل لكن كان لحكمة يحبها الله عز وجل. فاذا ما اراد الله عز وجل كونا مما لا يحب فانه يحب ماذا؟ الحكمة التي تترتب من من وجودك. فوجود ابليس تترتب عليه مصالح وحكم عظيمة منها ان يفترق اهل الطاعة عن اهل المعصية ومنها ان يعلم اه من يجاهد في الله حق جهاده ووجود ابليس سبب في ذلك. تكون هناك توبة واوبة لله عز وجل بسبب آآ ان ابليس يغوي الناس فيرجعون ويتوبون الى الله فالله يحب التوبة ويحب التوابين الشاهد ان وجود ابليس تترتب عليه ماذا؟ حكم ومصالح يحبها الله عز وجل اما هو بذاته فانه ماذا؟ مكروه ومضبوط لله سبحانه وتعالى. ايضا اه هناك فارق اخر وهو من جهة الامر وكل ما اراده الله شرعا او دينا فقد امر به. ولا يلزم هذا في المراد كونك لا يلزم ان كل ما اراده الله كونا فان يكون مأمورا به. هذا ايضا من اوجه المفارقة بين الامرين ثمة كلمة اخرى ايضا ترادف المشيئة وهي الاذن الكوني وهي الاذن الكوني. وهو الذي جاء في نحو قول الله جل وعلا وما هم بضارين به من احد الا باذن الله وما هم بضارين به من احد الا باذن الله. فالاذن ها هنا هو بمعنى المشيئة وهو بمعنى ايضا الارادة الكونية اذا يصح ان تقول في هذه المرتبة اعني المرتبة الثالثة من مراتب القدر مشيئة الله عز وجل ويمكن ان تقول الارادة الكونية ويمكن ان تقول الاذن الكوني. اه المرتبة الرابعة هي مرتبة الخلق. فيعتقد ان يعتقد اهل السنة والجماعة ان كل شيء فالله خالقه. كل شيء فالله صادقه. وليس ثمة شيء في الوجود الا خالق ومخلوق. والله عز وجل هو الخالق وحده. وكل ما سواء وكل ما سواه فانه سواء اكان عينا او كان صفة او كان فعلا. والله عز وجل خلق كل شيء. قال سبحانه وخلق كل شيء. فالله خالق كل شيء. فالله عز وجل هو الذي خلق كل ما في هذا الكون ويدخل في هذا افعال العباد. ليعتقد اهل السنة هو الجماعة ان افعال العباد مسلوقة لله سبحانه وتعالى لانها داخلة في قوله جل وعلا الله خالق كل شيء وخلق كل شيء لو لم يكن خالقا لافعال العباد لكان خالقا بعض الاشياء له كلها اليس كذلك؟ لان الكون عبارة عن اعيان وافعال اليس كذلك؟ و اذا كان الله عز وجل ليس خالقا افعال العباد فانه حينئذ يكون ماذا؟ خالقا بعض الاشياء كل الاشياء وهذا خلف الله عز وجل يقول الله خالق كل شيء بل ينبغي اذا كان الله عز وجل ليس خالقا افعال العباد ان يكون خالقا اقل الاشياء. وذلك لان الافعال اكثر من الاعياد يعني انت شخص واحد ومع ذلك يصدر عنك ماذا؟ ما لا يحصى من من الافعال اذا يقول الله عز وجل خالقا اياك فقط واما افعالك فليس خالقا لها وبالتالي يكون خالقا اقل الاشياء وليس خالقا كل الاشياء وهذا وهذا باطل. الله خالق كل شيء. اذا كل شيء خلقه الله سبحانه وتعالى. من ادلة الشهيرة في هذا الباب وهي التي يذكرها كثير من اهل العلم في هذا الموضع قول الله عز وجل في اه حينما ذكر مناظرة ابراهيم عليه السلام لقومه قال اتعبدون ما تنحتون؟ والله وما تعملون. استدل بهذا طائفة كبيرة من اهل العلم على ان افعال العباد مسلوقة لله جل وهذي الاستدلال مبني على ماهية ماء في قوله والله خلقكم وما اعملوا فقيل وهذا الذي ذهب اليه. طائفة كبيرة من اهل العلم. قيل انها مصدرية والمعنى والله خلقكم وخلق عملكم. والاستدلال بهذا على خلق افعال العباد ظاهر لا يحتاج الى كلام والله خلقكم وسلق عملكم. لكن هل هذا التوجيه صحيح يعني كونه مع مصدرية هذا فيه بحث عند اهل العلم. واختار جماعة من المحققين ان هذا ضعيف بل ضعيف جدا كما نص على هذا غير واحد من اهل العلم كشيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وجماعة من اهل العلم نصوا على ان هذا ضعيف ضعيف جدا لان السياق لا يساعد على ذلك. في السياق سياق انكار عليها. والله خلقكم وما تعملون. فما مناسبة اخبارهم ان الله عز وجل خلق عملهم من العبادة والنحت وغير ذلك في سياق الانكار عليهم هذا بعيد الوجه الثاني ان تكون ما موصولة. والمعنى والله خلقكم وخلق الذي تعملون. وهو الاصنام والله خلقكم وخلق الذي تعملون وهو الاصنام. وهذا من حيث السياق اظهر لانه ماذا؟ ينكر عليهم عبادة غير الله جل وعلا مع كونهم يعبدون ماذا؟ ما هو مخلوق لله عز وجل. قال اتعبدون ما تنحتون؟ والله خلقكم وخلق الذي تعبدونه. فكيف تتركون كون صادق وتعبدون المخلوق. السياق الان ظاهر. اليس كذلك؟ لكن هل على هذا الوجه يستدل بالاية على خلق افعال العباد قيل نعم ولكن ليس هذا في الظهور كالوجه السابق. الوجه السابق اظهر. لكن يمكن ايضا ان يستدل وذلك من جهتين. الجهة الاولى ان هذه الاصنام لم تكن اصناما الا بنحتهم اليس كذلك؟ ونحتهم فعل لهم واذا كان الله عز وجل خالقا له فليكن ايضا خالقا لما هو ثمرة ونتيجة لنحتهم يعلم اذا كان خالقا له وخالقا لهذه الاصنام والاصنام لم تكن اصناما الا بنحتهم فينبغي ان يكون اه نحتهم ايضا ماذا؟ مسلوقا لله جل وعلا. ووجه اخر ايضا ذكره شيخ الاسلام في منهاج السنة وهو من قول الله جل وعلا والله خلقكم. والخطاب موجه اليهم وهم الذين وجه اليهم الخطاب مكونون من امرين من ذاك ومن صفات والخطاب لماذا؟ لهم الذين هم ذات وصفات. والله عز وجل خلق الامرين واضح يا جماعة؟ يعني لا يقول قائل ان الله اراد بقوله الله خلقكم يعني مجرد ذات. ولا يدخل في هذا ابصار وسمعهم والى اخره. فهذا غير وارد فالله خلقهم بذاتهم ووصفاتهم. والافعال من جملة الصفات فيكون خالقا لها تبارك وتعالى. فيدخل في قوله والله خلقكم. فيدخل في قوله والله خلقكم. على كل كل دليل يدل على ان الله عز وجل خالق آآ الاشياء فهو دليل على خلق افعال العباد وبهذا تكون الادلة كثيرة جدا. حتى ان ابن القيم رحمه الله في شفاء العليل نص على انها الف دليل او اكثر وهكذا نص على ذلك في النونية حيث قال اوليس قد قام الدليل بان افعال العباد خليقة الرحمن من الف وجه او قريب الالف يحصيها الذي يعني بهذا الشأن. يحصيها الذي يعنى بهذا الشاني قد يقول قائل نحن نعلم ضرورة ان الافعال قائمة بنا نحن الذين فعلنا فكيف تكون ومع هذا مخلوقة لله جل وعلا. والجواب عن هذا ان يقال ان الله عز وجل قد يخلق الشيء بلا واسطة وقد يخلقه بواسطة. فالله عز وجل قد يخلق بلا واسطة كما خلق ادم كما خلق جنة عدن كما خلق السماوات والارض الى غير ذلك. فهذه خلقها الله عز وجل دون دون توسط واسطة في هذا الخلق. وقد يخلق تبارك وتعالى بواسطة. كما خلقنا نحن بواسطة الابوين اليس كذلك؟ نحن لم نخلق بدون واسطة يعني مباشرة انما خلقنا بواسطة الابوين. فلو لاحظت انت وادم. او ادم وحواء. كلاهما مخلوق لله عز وجل. اليس كذلك؟ لكن كيف سلق ادم بلا واسطة وكيف كان خلق حواء؟ بواسطة ادم مع ان الكل ماذا مع ان الكل مسلوق لله سبحانه وتعالى. اذا قد يخلق الله عز وجل الشيء بواسطة. ايضا خلق وتعالى المطر بواسطة السحاب. ايضا خلق النبات بواسطة الارض تربة والماء والهواء والشمس وامثال ذلك. اذا قد يخلق الله عز وجل بواسطة وقد يخلق الله بلا واسطة. افعال العباد من اي الجهتين مما خلق بواسطة اذا هي مخلوقة بواسطتنا نحن. افعال العباد مخلوقة بواسطة نحن امر اخر وهو ان بعض اهل البدع يشغب على اهل السنة فيقولون اذا قلتم ان الله عز وجل خالق افعال العباد فان هذا يعني ان هذه الافعال فعل لله عز وجل حقيقة هكذا يوهمون وهكذا يشغبون. لذلك لو نظرت في كلام المعتزلة كلام القاضي عبد جبار وغيره تجد انهم يدورون على هذا المعنى فيخلطون بين كون الله عز وجل خالقا لافعال العباد وبين ان يكون ماذا؟ هو الفاعل لها. وهذا ولا شك امر باطل. وبين الامرين لون شاسع. الافعال تنسب اليك انت فعلا وكسبا وتنسك الى الله عز وجل خلقا فالله صادق للافعال مع كونك انت الذي فعلت وانت الذي كسبت يتضح الفيصل والفرقان بين الامرين لادراك قضية مهمة وهي الفرق بين الفعل والمفعول وبين الخلق والمخلوق. فافعال العباد لله عز وجل مفعولة له تبارك وتعالى وليست هي ماذا؟ وليست هي فعل الله عز وجل لعلكم تذكرون المثال بفعل النجار. فالنجار له فعل هو الطرق وان النشر والدهان وامثال ذلك هذا فعل له. فما هو مفعوله؟ الكرسي. اليس كذلك او الباب او الشباك هذا مفعول له وليس وليس فعلا له فعله هو ماذا؟ شيء قائم به اما مفعوله فهو شيء منفصل عنه شيء منفصل عنه ولا يقول عاقل ان الكرسي ماذا؟ هو فعل النجار هذا لا يقوله عاقل. هذا المثال يوضح لك ان افعال العباد انما هي ماذا مخلوقة لله عز وجل مفعولة له وليست هي فعل الله سبحانه وتعالى انما هذا فعل لك انت. ولذلك لو تأملت في كتاب الله عز وجل لوجدت هذا واضحا. قال الله سبحانه من يهدي الله فهو المهتدين. لاحظ معي بهذه الاية شيء اسمه هداية. وهناك شيء اسمه ابتداء. هناك شيء هو الهادي وهناك شيء هو المهتدين. فليست الهداية هي الاهتداء. وليس الهادي هو هو المهتدي. فالعبد هو المهتدي بجعل الله عز وجل له كذلك العبد مهتدي والله هو الهادي. العبد المصلي والله هو الذي جعله يصلي. العبد هو الذي يقوم والله عز وجل هو المقيم. واضح؟ اذا ثمة فرق بين الخلق والمخلوق والفعل والمفعول. وامثلة هذا كثيرة كما قال جل وعلا وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا وجعلناهم ائمة يدعون الى النار اذا هم يهدون وهم يدعون والله هو الذي جعلهم كذلك. هذا بالنسبة المرتبة الرابعة وهي مرتبة الخلق. فهم هذه الامور هو الاساس في فهم عقيدة اهل السنة والجماعة في باب القدر. فينبغي ان وما هذا؟ فهما جيدا. العلم والكتابة والمشيئة والخلق. ننتقل الان الى الاساس الثاني وهو انه لا تعارض عند اهل السنة والجماعة بين اثبات هموم مشيئة الله وخلقه لافعال العباد وبين اثبات مشيئة العباد وفعلهم لا تعارض عند اهل السنة والجماعة بين اثبات عموم مشيئة الله عز وجل وخلقه لافعاله العباد وبين اثبات مشيئة العباد و فعلهم. اهل السنة والجماعة يؤمنون بالامرين ويعتقدون بالامرين ولا تعارض عندهم مطلقا بينهما. فالفعل فعل العبد واقع بمشيئة وهو الذي قام به حقيقة. وهو ايضا لم فعلا الا بمشيئة الله والله عز وجل هو الذي هو الذي خلقه ولا تعارض بين الامرين مطلقا وفي في هذا المقام لابد حتى ان نفهم هذا الاصل جيدا ان نلاحظ ثلاثة امور. لابد ان نلاحظ ثلاثة امور الامر الاول اظافة الفعل الى العبد اظافة حقيقية. وهذه قظية بديهية لا تحتاج الى آآ كبير آآ بحث ونظر فكل انسان يعلم ضرورة انه هو الذي فعل فهو الذي قال وهو الذي قعد. وكل انسان يفرق بين الفعل الذي اه استر منه وبين الفعل الذي يصدر من غيره. فاضافة الفعل الى العبد اضافة ماذا؟ حقيقية فهو الذي قام به قال الله عز وجل هل تجزون الا ما كنتم تعملون. اذا العمل ماذا؟ مضاف اليهم حقيقة وهم الذين قاموا به وبهذا فارق اهل السنة والجماعة الجبرية الذين يقولون انه لا فعل يضاف الى العبد وانما يضاف اليه على سبيل المجاز. والا فلم يصدر منه شيء حقيقة. انما هو مفعول به هو لم يتحرك لكنه ومنه ما حصلت حركة انما هو كالآلة التي التي حركت كما تقول تحركت الشجرة. الشجرة ما صدر منها حركة. انما الشمس انما الهواء هو الذي هو الذي حركها. تقول تحركت الريشة الريشة ما تحركت انما انما حركت واضافة هذا الفعل اليها على ما يقولون مجاز هذا باطل ليس بصحيح بل الفعل منسوب الى العبد حقيقة. ولاجل هذا صحت ثوابه والعقاب على الفعل. قال الله عز جلها ما كسبت وعليها وعليها ما اكتسبت. فلو كان الذي قام بالفعل ليس هو العبد حقيقة فانه حين ذلك اذا على السيئة فانما يجازى على على غير فعله وهذا ظلم. والله عز وجل لا يظلم احدا الامر الثاني ان تلاحظ ان للعبد قدرة بها يفعل. وهذه القدرة الله عز وجل هو الذي اودعها فيه. هذه القدرة الله عز وجل هو الذي اودعها فيه. وهذه ايضا قضية فارق فيها اهل السنة الجبرية فانهم ينفون ان يكون للعبد قدرة. ينفون ان يكون للعبد قدرة يعني قوة يعني استطاعة وهذا لا شك انه باطل. قال الله عز وجل فاتقوا الله ما استطعتم. اذا للعبد استطاعة وقدرة وقوة بها لكنها ليست من ذاته انما هي بماذا؟ انما هي من الله سبحانه وتعالى هو الذي اعطاك هذه القدرة وهو الذي اذا شاء سلبها منه. ولذلك قد تكون في لحظة ذا قدرة. ثم في اللحظة التي تليها ماذا منك. من الذي اعطاكها؟ الله عز وجل. ومن الذي سلبها منك؟ الله عز وجل. في لحظة يكون الانسان مثلا يقود السيارة. وعنده قدرة ولكن يحصل عليه الحادث فيصبح مشلولا تذهب عنه ماذا؟ تذهب عنه قدرته يكون لا بأس به وذا قدرة فجأة تحصل له كما يقولون جلطة مثلا يصاب بشلل رباعي. اصبحت القوة ماذا؟ ذاهبة عنه القوة التي كانت في يده وبها يرفع وبها يضع او بها يذهب وبها يأتي اصبحت ماذا؟ مسلوبة عنه. فمن الذي اعطاه اياها اولا؟ الله عز وجل وهو الذي ماذا سلبها منه اذا شاء. اذا للعبد قدرة وليس الامر كما يقول آآ اهل البدع ليس للعبد قدرة. وهذه الجبرية فيها على درجتين. درجة غالية سلبت قدرة العبد بالكلية. فالعبد ليس له قدرة مطلقا. ودرجة اخرى متوسطة وهي آآ الاول كما تعلمون قول الجهمية هو القول الثاني قول الاشاعرة وهم الذين يثبتون هنا الكسبة المشهور بكسب الاشعري. وخلاصة كسب الاشعري معناه ان للعبد قدرة غير مؤثرة في وجود فعلا للعبد قدرة لكنها ماذا؟ غير مؤثرة في وجود الفعل. وبالتالي فالحقيقة وجودها يكون كعدمها. ما الفائدة ان تكون هناك قدرة لكنها غير مؤثرة؟ في وجود الفعل. ولذلك نصوا على ان العبد مختار على ان العبد مجبور في صورة مختار. رجعت مثلا الى شرح الجوهرة مثلا وغيره يقول والخلاصة ان العبد مجبور في صورة مختار. ما عنده قدرة اصلا على ان يفعل او على ان لا يفعل. القدرة مسلوبة عنه في الحقيقة انه مجبور ولكن صورته صورة صورته صورة مختار لان عنده قدرة لكنها غير مؤثرة في وجود الفعل ولاجله هذا بين اهل العلم انه عند التحقيق لا فرق بين قول الجميع وقول الاشاعرة وهذا الذي نص عليه شيخ الاسلام رحمه الله نص على انه في حقيقة الامر لا فرق بين قول الاشعرية وقول الجهمية فالكل يتفق على ان العبد مسلوب القدرة على انه مجبور مسلوب القدرة. الامر الثالث ان تلاحظ ان العبد انما يفعل بمشيئته واختياره له ارادة له مشيئة له اختيار. قال الله عز وجل لمن شاء منكم ان يستقيم حرفكم الا شئتم. فدل هذا على ان للعبد ماذا؟ مشيئة بها يفعل. وان له اختيارا به يترك او او او يأتي الشيخ واما آآ المخالفون لاهل السنة والجماعة انهم يعتقدون اه امرين يعني لهم في هذا عقيدتان عقيدة تقول انه ليس للعبد مشيئة واختيار مطلقا وهذا قول الجبريل. والعقيدة الاخرى تقول ان للعبد مشيئة مستقلة وليست داخلة تحت مشيئة الله عز وجل اما اهل السنة فانهم مع قولهم ان للعبد مشيئة واختيارا لكنهم يعتقدون ان هذه المشيئة والاختيار لا عن مشيئة الله سبحانه وتعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. فللعبد مشيئة لكن داخلة في مشيئة الله سبحانه وتعالى ولا تخرج عنه. ولذا لا يمكن بحال ان تشاء شيئا فيقع والله عز وجل قد شاء غيره. هذا امر مستحيل لا يمكن ان يكون. كما قال الشافعي رحمه الله ما شئت كان وان لم اشاء وما شئت ان لم تشأ لم يكن. ما شئت كان وان لم اشاء وما شئت وان لم تكن وما شئت ان لم تشأ لم يكن. خلقت العبادة لما قد علمت ففي العلم يجري الفتى والمسن. خلقت العباد لما قد علمت ففي العلم يجري الفتى والمسن على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن فمنه شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن. هذا اه هذه الامور الثلاثة تسهل لك فهم هذه القاعدة او هذا الاساس او هذا الاصل عند اهل السنة والجماعة وهو انه لا تعارض اهل السنة والجماعة بين اثبات عموم مشيئة الله عز وجل وخلقه لافعال العباد وبين اثبات مشيئة العباد الاساس الثالث من اسس اهل السنة والجماعة في باب القدر يتعلق بالهداية والاطلال وهذه القضية ادق مسائل القدر وكثير من الناس لا عليهم المسائل السابقة. انما يحصل الاشكال عندهم في هذه القضية. قضية الهداية والاضلال. وقبل ان اه نبحث فيها لابد ان نتنبه الى مقدمات ممهدات مهمات هذه المقدمات لابد ان تستصحبها حين البحث والنظر في مسألة الهداية والاضلال. اولا الله عز وجل لا يسأل عما يفعل والعباد يسألون. كما قال جل وعلا لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. لماذا لا يسأل عما يفعل لانه هو المالك والعبد هو المملوك. لانه هو الخالق والعبد هو المخلوق. لانه هو القادر دعاة جسد وايضا لا يسأل عما يفعل تبارك وتعالى لانه انما يفعل عن علم والعبد لا يستطيع احاطة بعلم الله جل وعلا. قال سبحانه ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. ولا يسأل ايضا سبحانه وتعالى عما يفعل والعباد يسألون لانه انما يفعل لحكمة عظيمة تبارك وتعالى ولا يستطيع العباد احاطة بحكمة الله جل وعلا. الاساس الثاني ان يعتقد الانسان ان الله عز وجل عدل لا يظلم فاذا هدى واذا اضل واذا اعطى واذا منع واذا تفضل واذا لم تفضل واذا آآ وفق واذا خذل لم يكن سبحانه وتعالى ظالما في ذلك كله يجب ان ترسخ هذه العقيدة في نفوس العباد تماما. قال الله جل وعلا ان الله لا يظلم مثقال ذرة وما ولكن كانوا انفسهم يظلمون. اذا الله عز وجل لم يظلم العباد مثقال ذرة. واذا اشكل عليك شيء فارجع الى هذا الاصل فانه يعينك ان شاء الله عز وجل. تعتقد تماما ان الله عز وجل لم يظلم. وان لم تفهم حقيقة في قضية معينة لكن عندك هذا الاعتقاد الاجمالي عندك هذا الاعتقاد الاجمالي بان الله سبحانه لا يظلم مثقال ذرة. الامر الثالث ان تعتقد ان الله عز وجل له الحكمة البالغة فيما يخلق وفيما يأمر وفيما يحكم وفيما يقدر. فلا يكون شيء من هذه الامور الا بالغة لله سبحانه وتعالى. ولكن ومع هذا فانه لا يلزم ان تكون تلك الاحاد. تلك الحكمة معلومة عندك على وجه التفصيل. يجب ان تكون معلومة عندك على وجه الاجمال. ان الله عز وجل انما يفعل يأمر ويحكم ويقدر لحكمة بالغة. اما ما هي هذه الحكمة في كل شيء؟ فان هذا غير غير ممكن للعبادة لاننا نبحث في ماذا يا اخوان؟ نبحث عن حكمة الله تبارك وتعالى. وان للعبد العاجز الضعيف الفقير من كل وجه ان يحيط حكمة اه ان يحيط علما بحكمة الله تبارك وتعالى القوي القادر العليم بكل شيء سبحانه وتعالى. هذا لا يتأذى. انما حسب العبد ان يظهر له الحكمة في بنزر يسير مما يحكم الله عز وجل به او يقدر. اما ان يحيط بكل شيء من حكم الله تبارك وتعالى علما فان هذا مستحيل على العبد. فهذه قضية مهمة يجب ان يتنبه عليها الانسان وعلى اثبات حكمة الله جل وعلا ادلة كثيرة حتى ان ابن القيم رحمه الله ذكر انها لو كانت دليل او دليلين او عشرة او مئة لاوردها. لكنها ادلة تبلغ الالوف ادلة تبلغ الالوف. هذه الامور اه كما اسلفت استصحابها لابد منه قبل البحث في قضية الهداية والاطلاق نأتي الان الى آآ هذا الاساس وبيانه الاساس يقول ان الهداية والاطلال او معبر كما عبرنا سالفا يعتقد اهل السنة والجماعة ان الهداية والاضلال بيد الله سبحانه وتعالى فهو يهدي من يشاء نعمة منه وفضلا. ويضل من يشاء حكمة من منه وعدلا يهدي من يشاء نعمة منه وفضلا ويضل من يشاء حكمة منه وعدلا هذا الاساس الكلام فيه يتفرع الى امرين الامر الاول مسألة والامر الثاني مسألة الاضلال. نأتي الان الى المسألة الاولى. مسألة الهداية عند اهل السنة والجماعة منضبطة بضوابط. فهم هذه الضوابط مهم لمن غام ان يقف على معتقد اهل السنة والجماعة في هذه القضية. اولا يعتقد اهل السنة والجماعة ان الهداية من الله سبحانه وتعالى يختص بها من يشاء. والعباد لا يستحقون على الله عز وجل شيئا. يعتقد اهل السنة والجماعة ان الهداية من الله سبحانه وتعالى فهو يختص من يشاء بها وان العباد لا يستحقون على الله شيئا. والدليل على هذا قول الله عز وجل والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم. لاحظ كيف انه تبارك وتعالى عم بالدعوة ثم خصص ثم خص من شاء هدايته والله يدعو الى دار السلام جميع الناس. ولكنه ماذا لا يهدي جميع الناس انما يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له او نورا يمشي به في الناس. من يشاء الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم. الهداية اختصاص من الله عز وجل يختص بها من يشاء والعباد لا يستحقون على الله عز وجل شيئا. هذا الامر الاول الامر الثاني او الضابط الثاني ان اختصاص الله عز وجل بالهداية اختصاص او راجع الى محض فضل الله عز وجل. اختصاص الله بالهداية راجعوا الى مخض بفضل الله سبحانه وتعالى. فالله عز وجل اذا هدى فانه فضل محض من الله عز وجل. وليس على الله حق في ان يهديه. انما اذا هدى فهذا فضل الله وحده لا شريك له. ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما يقول الله عز وجل يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم فالقضية الراجعة الى فضل الله سبحانه وتعالى النعمة منه تبارك وتعالى والعبد ليس له على الله عز وجل في هذا حق. الامر الثالث ان تفضل الله عز وجل بالهداية راجع الى حكمته عز وجل. فالله عز وجل اذا هدى واذا تفضل بالهداية فان هذا عن حكمة منه تبارك وتعالى. فهو يضع فضله حيث تقتضيه حكمته الله عز وجل يضع فضله حيث تقتضيه حكمته. بمعنى ان الله عز وجل اذا هدى لانه جعل هذه الهداية في المحل اللائق بها. الله عز وجل يعلم المكان الذي والموضع الذي تزكو به آآ النفس بهداية الله عز وجل. ويعلم الذي لا يليق بهذه النعمة ولا له فيمنعه اياها ولا يتفضل بها عليه. وهذه مسألة مهمة آآ هي ان الله عز وجل اذا اذا تفضل فان تفضله ليس راجعا الى محض المشيئة كما يقول من يقول من المتكلمين ان الله عز وجل اذا هدى هذا مشيئة محضة له تبارك وتعالى ليس الامر كذلك. بل الله عز وجل اذا اذا هدى فانما يهدي لحكمة تبارك وتعالى فهو يهدي على ما تقتضيه حكمته سبحانه وتعالى. فاذا هدى هذا واضل هذا فلان هذا الذي تليق حكمة الله عز وجل بهدايته. تأمل مثلا قول الله عز وجل ولكن الله حبب الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون. لاحظ كيف ان هذه الاية جمعت الاصول او الضوابط الثلاثة السابقة. ولكن الله حبب هو لا غيره تبارك وتعالى. وليس منك شيء ولا اليك شيء انما الامر من الله سبحانه وتعالى. ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق العصيان. هذا الضابط الاول ثم قال يعني بعد قوله اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة. اذا هذا هو الباب الركن الثاني ثم قال والله عليم حكيم. فتفضل الله عز وجل بالهداية انما كان انه يعلم المحل اللائق بها وان هذا يعني تناسب حاله فضل الله عز وجل وحكمته او بالمن عليه بالهداية. من ذلك ايضا قول الله عز وجل وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ قال الله عز وجل اليس الله باعلم وللشاكرين اذا الله عز وجل اعلم بالمحل الذي يشكر هذه النعمة ويليق بها فيهديه اليها يهديه هذه الهداية والى هذه النعمة والى هذا الفضل. حكمة الله عز وجل تأبى ان يجعل النعمة في محل لا تليق به. ولذلك اه لعل بعظكم يذكر اه ذاك المثال وهو ان عقد الجوهر الثمين لا تليق الحكمة تعليقه على عنق كلب او خنزير. اليس كذلك؟ هذا لا تليق الحكمة به. نعم قد يكون العقد عقدك وانت تفعل به ما تشاء. لكن هذا الحكمة تضع عقد الجوهر الثمين على عنق كلب او خنزير هذا لا لا يفعله الا من فقد الحكمة لكن وضع هذا العقد على عنق امرأة فان هذا ماذا؟ موافق للحكمة هذا موافق للحكمة فملاحظة هذا الامر في تفضل الله عز وجل بالهداية من الامر المهم الذي يجب ان يعتقد الامر الرابع او الرابط الرابع ان تفضل الله عز وجل بالهداية له وجهان. الوجه الاول ان الله عز وجل فليتفضل بالهداية ابتداء على من علمه اهلا لها. يتفضل الله عز وجل بالهداية لمن علمه اهلا لها. وفي هذا يقول ابن قتيبة رحمه الله وان لله لطيفة يبتدأ بها من اراد ويمن بها على من احب فتعود عليه بالهداية. فهذه اللطيفة الاولى هي الهداية الاولى. الله عز وجل اذا علم من هو اهل للهداية فانه سبحانه وتعالى يمن بها ابتداء تبارك وتعالى. كما قال الله سبحانه ومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. اذا كان العبد ميتا ميت القلب قال منحرفا ثم ان الله سبحانه وتعالى وجهه الى الخير وهداه الى الحق. قال الله عز وجل والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات هؤلاء هم الذين من الله عز وجل عليهم بالهداية الابتدائية. الامر الثاني او الوجه الثاني للهداية ان من اهتدى وعمل الصالح فان الله عز وجل يهديه الى صالح اخر وكثير من الناس يغفل عن هذا الوجه يظن ان الهداية هي الهداية الاولى يكون كافرا فيسلم يكون ضال فيهتدي يكون فاسقا فيستقيم. ويغفل عن هذا الوجه الثاني. مع ان هذا ايضا من هداية الله تبارك وتعالى. اذا اهتديت وعملت الصالح الذي هداك الله اليه فان الله عز وجل يمن عليك بهداية اخرى. بمعنى يوفقك الى عمل صالح ثان. فاذا عملته هداك الله الى عمل صالح ثالث. فاذا قمت به هداك الله الى عمل ثالثا وهكذا والدليل على هذا قول الله جل وعلا والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. يا ايها الذين ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا. قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم. اذا اذا اهتدى العبد وقام بالخير والصالح فان الله عز وجل يهديه الى امثالها. يهديه الى الى امثالها من الصالحات هذا عن موضوع الهداية وضوابطها عند اهل السنة والجماعة وخلاصتها ما جاء في الاصل ان الله عز وجل اه بيده الهداية فهو يهدي من يشاء نعمة منه وفضله. اما ما يتعلق الاضلال. فان هذا ايضا يرجع الى ضوابط عند اهل السنة والجماعة. نحن كنا في الاصل ويضل من يشاء حكمة منه وعدلا والضوابط التي اه ترجع اليها مسألة الاطلال عند اهل السنة والجماعة ما يأتي اولا ان الله عز عز وجل هو الذي يضل. فلا يضل ضال الا بمشيئة الله سبحانه تعالى فهو الذي يضل من اراد والعباد اقل واحقر من ان يضلوا بدون مشيئة الله عز وجل. والله سبحانه اعز من ذلك. قال الله سبحانه من يشاء الله فان يشأ الله يختم على قلبك. اذا الهداية من الله عز وجل والاضلال كذلك من الله عز وجل فهو الذي يضل من يشاء. الله عز وجل هو الذي يضل من يشاء وليس اطلال او ليس ضلال من ضل آآ بمغالب لله سبحانه وتعالى. بمعنى ان الله عز وجل لا يريد اطلالا وهو يريد الاطلال فتغلب ارادة العبد ارادة الله عز وجل هذا باطل وغير صحيح. بل ما ضل من ضل الا والله عز وجل يشاء اطلاله. الامر الثاني او الضابط الثاني ان هذا الاطلال محض عدل الله عز وجل. الاضلال محض عدل الله عز وجل ووجه ذلك وبيانه ان الله عز وجل قد ارسل الرسل وانزل الكتب ومكن من الهداية فاعطى الاسماع والابصار والافئدة ولم بين العبد وبين الهداية والخير ولكن العبد هو الذي تنكب الصراط المستقيم واستحب العمى على الهدى فلاجل هذا عاقبه الله عز وجل بان اظله عن الحق وصرفه عنه. وهذا عقوبة من الله سبحانه وتعالى ووضع العقوبة في محلها عدل او غير عدل عدل وضع العقوبة في محلها ماذا؟ عدل من المالك المتصرف في شؤون كل شيء سبحانه وتعالى. من الادلة على هذا قول الله عز وجل واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى. اذا الله عز وجل هدى ثمودا الى الحق. وهذه الهداية بداية الدلالة والارشاد. وضح لهم السبيل لكنهم ماذا؟ استحبوا العمى على الهدى ذلك اضلهم الله سبحانه وتعالى. قال الله عز وجل ذلك بان الذين كفروا اتبعوا الباطل. اذا هم ماذا اتبعوا الباطل حينئذ اضلهم الله عز وجل وعاقبهم بالاضلال تبارك وتعالى وهذا عدل من الله سبحانه وتعالى. اذا الله عز وجل اذا اضل فان هذا الاضلال ماذا؟ محض عدل منه تبارك وتعالى لانه عقوبة منه على ما صدر من الكفار من عدم قبول الحق وعدم الاقبال عليه حين ذلك اضلهم الله تبارك وتعالى. ولم يكن الله عز وجل ظالما لهم. وما كان يعني اه قال الله عز وجل وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون ولكن كانوا انفسهم يظلمون. الامر او الضابط ان الاضلال محض حكمة الله تبارك وتعالى. الاطلاق محض حكمة الله عز وجل فان الحكمة كما تعلمون وضع الشيء في موضعه اللائق به. فاذا اضل الله عز وجل فلان هذا الذي اضله هو الذي يليق به الاضلال ولا تليق به ولا تليق به الهداية حينما اضل الله عز وجل فان هذا راجع الى ماذا؟ الى حكمة الله سبحانه وتعالى. وكما اسلفت سابقا عقد الجوهر الثمين لا على الكلب والخنزير والهداية اعظم من ذلك. الهداية اعظم من ذلك. وحال الكفار الذين اضلهم الله عز وجل اسوأ من حال الكلب والخنزير. ولاجل هذا فانهم لا يليقون بنعمة الله عز وجل. ولا حالهم حال هداية الله عز وجل وهذا الفضل من الله تبارك وتعالى. اذا حينما اضل الله من ضل كان هذا ماذا؟ محض حكمة الله سبحانه وتعالى. الامر الرابع ان هذه العقوبة بالاضلال لها وجهان. كما كانت الهداية ايضا لها وجهان كذلك الاطلال ماذا له وجهان. الوجه الاول عقوبة على عدم فعل الايمان الذي امروا به بمعنى انه جاءهم الحق. وقامت عليهم الحجة. وكان الواجب عليهم ان يذعنوا وان يقبلوا وان ينقادوا الى هذا الحق. لكنهم ماذا؟ ما فعلوا. تركوا. فعاقبهم الله عز وجل بان اضلهم كما قال الله جل وعلا ونقلب افئدتهم وابصارهم ماذا؟ كما لم يؤمنوا به اول مرة ونقلب افئدتهم وابصارهم هذا هو هذا هو الاضلال. لم؟ قال كما لم يؤمنوا به اول مرة وهذا هو عدم فعل الايمان. جاءه الحق فانصرفوا عنه. ولم يقوموا به فاضلهم الله سبحانه وتعالى الوجه الثاني هو ان يضلهم عقوبة على ما صدر منهم من وفساد محادة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعصيانه لامره تبارك وتعالى. حين ذلك يظلهم الله عز وجل لانهم فعلوا الكفر فعلوا السيئات فعلوا المعاصي فاضلهم الله عز وجل. وهذا له ادلة كثيرة. قال الله جل وعلا فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم. والله اركسهم بماذا بما كسبوا والله اركسهم بما كسبوا. قال الله عز وجل واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى لاحظ ان هذا ماذا فعل منهم عاقبهم الله عز وجل بعد ذلك فقال فسنيسره للعسرى وهذا هو وهذا هو الاطلال. اذا يضل الله عز وجل ابتداء من لم يقبل الحق ولم يعمل به ثم يضله اضلالا اخر متى اذا فعل الباطل ثم يضله اذا اذا فعل الباطل. هذا باختصار ما يتعلق آآ ضوابط الاضلال عند اهل السنة والجماعة. واما ما زاد عن هذا القدر فانه مخزون علمه على العباد قد نص على هذا ابن قتيبة رحمه الله في كتابه الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة له في هذا كلام نفيس جدا وان هذا هو الذي يستطيع العباد ان يعلموه واما ما زاد على ذلك فانه ماذا؟ فانه مخزون علمه عنهم. كذلك نص على قريب من ذلك ابن القيم رحمه الله في الشفاء العليل وان ما سوى ما علمنا من هذا القدر من مسائل الهداية والاطلال شيء مخزون علمه عنا وقد قال السلف آآ في كلمات متعددة لهم ان سر الله عز وجل فلا نكشفه القدر سر الله عز وجل فلا نكشفه والله عز وجل اعلم. نعم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد النبي الكريم وعلى اله وصحبه اجمعين. طبعا كلام المؤلف الان يعني ستلاحظ ان كل ما سيذكره قد سبق بيانه لكن نقرأه ونمر عليه ومن الملاحظ ايضا ان الادلة التي وردها ابن قدامة رحمه الله لم يلاحظ فيها الترتيب لم يلاحظ فيها الترتيب وهذا يظهر لك ان شاء الله اذا فرغت نعم. قال المصداق رحمه الله تعالى ومن صفات الله تعالى انه لا يضر شيء الا بإرادته. ولا يضره شيء عن مشكلته. الآن يفصل لنا مراتب القدر الأربعة. لكن لاحظ انه لم يذكر ما يتعلق بالعلم ولعله اكتفى بما ذكره سابقا لانه تكلم سابقا عن صفة العلم لله عز وجل نعم العالم لاحد عن القدر القدم والمغفور. هكذا عندكم. جميعا او عن القدر المقدور. كان الواو عندك آآ يعني غلط. ولا يتجاوز نعم هذا الان عن مرتبة مرتبة الكتابة نعم ولو شاء ان تطيعوه جميعا لارواحهم. هذا يرجع الى المسألة السابقة التي اشرنا اليها لو تكلمنا عن المرتبة الثالثة وهي ان عدم وقوع الشيء انما كان لماذا؟ لعدم المشيئة انما كان لعدم مشيئة الله عز وجل كما قال الله سبحانه ولو شاء الله لجمعهم على الهدى لو شاء الله ان العباد لا يعصون الله عز وجل وان يطيعوه فان الله ماذا قادر على ذلك ولو شاءه لحصل ولو شاء الله لجمعهم على الهدى. ولو شاء ربك ما فعلوه نعم خلق المولى تبارك وتعالى يقدر ارزاقهم واجالهم. صدق عندكم جميعا الخلائق مدري انت يبدو النص عندك فيها اختلاف. خلق الخلق وافعالهم. هذا فيه اشارة الى ماذا؟ الى مسألة خلق افعال العبادة خلق الخلق واعماله. نعم. ويضل من يشاء بحكمته. يا شيخ نادر نبهم انه فيه مصلى هنا اذا ارادت ان يصلي نعم يلقي به يشاء برحمته ويضل من هذي مسألة الهداية والاطلال. اعد يهديني نعم نعم كما سبقت نعم. قال الله تعالى لا يسأل عن ما يفعل وهم مسلمون. وقال الله تعالى ان خلقنا وقال تعالى لاحظ لا يسأل عما يفعل وهم يسألون تتعلق يعني يستدل بها في مسألة الهداية والاطلاق. ثم رجع بعد ذلك وتكلم عن ثبوت القدر من حيث هو. ذكر عددا من الادلة عن ماذا؟ عن ثبوت القدر من حيث هو وان كل شيء بقدر الله سبحانه وتعالى. فالمؤلف رحمه الله لم يراعي الترتيب في الاستدلال. نعم. وقال وخلق كل شيء فقدره تقديرا. نعم. وقال الله تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا بانفسكم الا وقال تعالى هكذا فيه دلالة على مرتبة الكتابة. نعم وقال تعالى فمن يرد الله ان يهديه ويشرح صدره للاسلام. ومن يريد ان يضله ويجعل سفره ضيقا محرم له. هذا الى ان الهداية والاطلال بيد الله سبحانه وتعالى. نعم. رضي الله عنهما ان جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتب لي ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. هذا رجع الى مسألة ماذا؟ اثبات القدر من حيث هو وجوب الايمان به. وهذا جبريل المشهور المخرج في مسلم. نعم. فقال جبريل صدقت فرد به المسلمون. فرد المسلم. فرد عندك هكذا فهل يعني رجع الى نسخ صاحب هذا التحقيق او شيء وقال النبي صلى الله عليه وسلم امنوا بالقدر خيره وشره وحرمه نعم هذا الحديث آآ بهذا اللفظ جاء من حديث انس رضي الله عنه ولكن اخرجه الطبراني وغيره ولكن آآ اسناده ضعيف بل ضعيف آآ جدا بل كما قال الذهبي في السير واهم حديث وذلك لان فيه رجل اسمه يزيد الرقاشي وهذا ضعيف ضعفه شديد. اصل الحديث هو ان النبي الله عليه وسلم يقول اه لا يذوق عبد طعم الايمان حتى يؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره ثم صلى الله عليه وسلم على لحيته فقال امنت بالقدر خيره وشره حلوه ومره ولكن كما اسلفت الحديث ضعيف ولا يصح لكن جاء معناه وهو قوله ان تؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره في رواية عند الطبراني وقال الهيثمي رجالها موثوقون هذه الرواية وصححها ايضا الشيخ ناصر رحمه الله في اه تعليقي على الايمان لابن ابي شيبة هي رواية من حديث اه ابن عمر في اه حديث جبريل المشهور رواية الرواية المشهورة ولكن اسناده كما ذكرت لكم رواته موفقون وصححه الشيخ ناصر رحمه الله. ايضا هذا المعنى جاء من حديث غيرهما جاء ايضا من حديث عبدالله ابن عمرو ابن العاص وجاء ايضا من حديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه و اخرج بعض تلك الروايات الطبراني و بعضها عند آآ دمشقي في آآ في تاريخ دمشق في آآ ابن عساكر في تاريخ دمشق وغيرهم من اهل العلم ولكن اسانيدها جميعا ضعيفة واحسنها حالا حديث ابن عمر الذي ذكرته لك. نعم ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي علمه الحسين ابن علي يدعو به في قنوت الوتر وقني شر ما قضيت. نعم. هذا الحديث حديث مشهور. اخرجه احمد والاربعة. واسناده اسناد صحيح وفيه اثبات القضاء قضاء الله عز وجل وقدره سيأتي ان شاء الله في كلام المؤلف الجمع بين اللفظين وبيان الفرق بينهما وفيه ايضا مسألة وهي ان الشر انما تصح اضافته الى المقدور. لا الى فعل الله عز وجل القائم فالله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليه فليس في افعال الله عز وجل من حيث هي افعال قائمة به جل وعلا شر. وانما الشر يقع في ماذا؟ في المقدور. ولذلك جاء هنا وقني ما قال شر فعلك وانما قال وقني شر ما قضيت يعني الذي قضيت فالمقدوم قد يكون ماذا؟ قد يكون شرا. حينما يقدر الله عز وجل المعاصي حينما يقدر الله عز وجل وجوده ابليس وامثال ذلك هذا ماذا؟ شر وفيه شر لكن ما يرجع الى فعل الله سبحانه وتعالى فانه ماذا خير والشر ليس اليه تبارك وتعالى. ووجه ذلك ان الله عز وجل قد يقدر الشر والفساد والمعصية لما يترتب على ذلك من من خير عظيم. فمثلا قدر الله عز وجل الشر الذي هو المعاصي لان هناك حكمة او حكما عظيمة جدا تترتب على وجوده. منها مثلا انه الشر الذي هو الفساد والمعاصي والطغيان تظهر اثار صفات لله عز وجل والله عز وجل ان تظهر اثار صفات الله عز وجل. من صفات الله سبحانه انه يغضب. من صفات الله عز وجل انه يغار وغيرته ان منتهكة محارمه. اذا لا بد من وجود المعاصي حتى تظهر اثار صفات الله عز وجل من صفات الله عز وجل انه يغفر الذنوب لولا وجود الذنب ما حصلت ما حصلت المغفرة فالله قدر وجود المعصية حتى حتى يظهر اثر صفة لله سبحانه وتعالى الذي هو المغفرة والرحمة له سبحانه وتعالى. ايضا من الحكم ان وجود المعصية ترتب عليه حصول التوبة. اليس كذلك؟ فلولا وجود المعاصي سواء كانت فعلا للسيئة او تركا الواجب لما حصلت ماذا؟ التوبة. والله عز وجل يحب التوابين. فترتب على وجود السيئة شيء يحب الله سبحانه وتعالى وهكذا في امور كثيرة استوعبها او استوعب اكثرها ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة واورد اكثر من اربعين حكمة لتقدير السيئات. وهو موضع نافع ونفيس جدا حبذا لو رجع اليه. نعم ولا طيب لعلنا نقف ان شاء الله عز وجل عند هذا الحد ونكمل باذن الله في الاسبوع القادم والله عز وجل اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. يقول الاخ ذكرت ان الله عز وجل ان قل بين العبد وبين الهداية فما تفسير قوله تعالى واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه. الجمع بين الامرين مضى في كلامنا فالاصل ان الله عز وجل مكن من الهداية ولم يحل بين عبدي وبين وبين الهداية. لكن يضل الله عز وجل ويحول بين العبد وبين الهداية متى؟ نعم اذا عاقبه بالاطلال يعاقبه بالاطلال اذا وصلت اليه الهداية هداية الدلالة والارشاد اقيمت عليه الحجة ثم ابى صرف حين ذلك يحول الله عز وجل بينه وبين الهداية ويختم على قلبه ويصرفه عن الحق الى الباطل ويحول بينه وبين الهداية عرفتم يا اخوان؟ اذا في الاصل الله عز وجل ما اغلق الابواب امام الناس ودخولهم الى رحاب الهداية الابواب مشرعة والحجة قائمة الله عز وجل ارسل الرسل لاجل هذا لاجل هداية الخلق والله يدعو الى السلام رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. لكن من اعرض حين ذلك ماذا يختم الله عز وجل على قلبه ويحول بينه وبين قلبه فلا فلا يستجيب للهداية مهما جاءته الايات لا يؤمن ولو جاءتهم كل اية هذا هو الجمع بين الامرين. هنا يعني سؤال عن ما حصل بين الامام البخاري ايها الامام احمد رحمه الله في مسألة اللفظ بالقرآن وهذا يحتاج الى تفصيل نؤجله ان شاء الله الى وقت اخر والله عز وجل اعلم وصلى الله على نبينا محمد محمد واله وصحبه اجمعين