بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبينا محمد النبي الامين. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد العظيم قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن سار على نهج ومنواله الى يوم الدين ثم اما بعد فان المؤلف رحمه الله قد ختم كلامه عن باب القدر بالتنبيه على مسألة غاية في الاهمية. الا وهي مسألة الاحتجاج قدر على المعاصي وهذا الموضوع موضوع قد وقع فيه كثير من الناس كثير من الناس اذا وقعوا في المعاصي والذنوب بالقدر فبين المؤلف رحمه الله ان هذا الاحتجاج احتجاج باطل غير صحيح. القدر انما يحتج به على المصائب لا على المعائب يحتج به على المصائب لان هذا من تمام الايمان بالله عز عز وجل والرضا به ربا واما في باب المعاصي فانه لا يجوز ان يحتج به عليها. بل ذكر شيخ الاسلام رحمه الله ان من اصر على الاحتجاج بالقدر على المعاصي فانه يكون اكثر من اليهود والنصارى الاحتجاج بالقدر على المصائب حجة باطلة باتفاق اهل اهل الملل وسائر العقلاء ويتضح هذا من وجوه اولا ان الله عز وجل قد بين في كتابه ان هذه حجة كاذبة. قال الله عز وجل سيقول الذين لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا فبين الله عز وجل ان قولهم وحجتهم كذب. ليست حقيقة في نفس الامر. كذب في ذاتها وايضا هم كذبوا هم كذبوا في هذا القول. فهم يعلمون جزما ان ما صدر منهم من كفر وانحراف وصد عن سبيل الله انما كان بارادتهم واختيارهم. ولو كانت هذه حجة صحيحة لما اذاقهم الله عز وجل بأسه حتى ذاقوا بأسنا. والامر الثاني ان النبي صلى الله عليه واله وسلم نهى عن الاحتجاج بهذا الامر. كما ثبت في الصحيحين لما اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم انه ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من الجنة او من النار. فقالوا يا رسول الله الا نتكل؟ فقال صلى الله عليه واله وسلم لا اعملوا فكل ميسر. فبين صلى الله عليه واله وسلم في هذا حديث ان الاحتجاج بالقدر على ترك فعل ما امر الله سبحانه تعالى به شيء منهي عنه. لانها حجة داحضة في نفسها. ولو كان هذا الاحتجاج لارشد اليه النبي صلى الله عليه واله وسلم لا سيما وان في هذا عذرا للعبد والنبي صلى الله عليه حريص على امته عليه الصلاة والسلام. وهو الرؤوف الرحيم بها. الامر الثالث ان هذه الحجة غير مضطربة ولا يمكن اضطرادها. وعدم القول دليل على بطلانه. فان من يحتج بالقدر في باب المعاصي اذا قيل له لم تركت الواجب؟ او لما فعلت المحرم؟ قال لم يكتب الله عز وجل عليه. او هذا قدر الله عليه اذا لتطرد هذا الاحتجاج. فاذا اردت الولد فلا تتزوج. فان كتب الله لك الولد فسيكون وان هجم عليك سبع او عدو فلا تفر بل اثبت فان كتب الله نجاتك فانك ستنجو ولا حاجة الى ان تفر. واذا نزل بك المرض فلا حاجة لان تتداوى لانه ان كتب الله شفاءك فسيكون واذا جعت او عطشت فلا تأكل ولا تشرب. لانه لو شاء الله عز وجل ان تشبع ان تروى فسيكون ذلك ولو لم تفعل. وهكذا ان سرقت سرق مالك او اعتدي عليك بضرب او فاياك ان تسعى للانتقام لان هذا الذي سرق وهذا الذي ضرب انما فعل بقدر الله سبحانه وتعالى. اذا سوف تفسد لو طرد الانسان هذا القول سوف يفسد عليه دينه ودنياه بل سيتضح انه لا عقل له وبالتالي اصبح كحال المجانين فانه يرتفع عنه التكليف. اما هو من العقلاء الذين يقولون لا يمكن بل لا بد من فعل الاسباب حينئذ نقول لماذا كنت في هذه الامور؟ اه غير محتج بالقدر اذا جاء امر طاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام فانك تحتج بالقدر. ولذلك فلو ان انسانا خير بين طريقين طريق سهل موصل المقصود باسهل طريق طريق اخرى مخوفة. وفيها مصائب وفيها اعداء وفيها نحو ذلك. فاي الطريقين سيسلك؟ بالتأكيد اسلك الطريق السهلة. فلماذا اذا جاء الى السفر الى الدار الاخرة فان الانسان يسلك سبيل النار ولا يسلك سبيل الجنة. فاتضح بهذا ان هذه حجة داحضة في نفسها. ويقال رابعا لهذا المحتج قدر على فعل المعاصي انت بين امرين اما ان تحتج بالقدر قبل فعل المعصية او بالقدر بعد فعل المعصية. فاما قبل فعل المعصية فانك لا تدري ما ما المكتوب لك؟ هل المكتوب لك ان ترتكبها او لا ترتكبها. فباي دليل وحجة انت تعتمد على قدر انت لم تعلمه اصلا فانت الواجب ان تحتج بما تعلم اما ما لم تعلم فانه لا يصح عند العقلاء ان يحتج به واما بعد فعل المعصية فاننا نقول ايضا هذا الاحتجاج باطل. لانك لم تفعل اعتمادا على المكتوب انما فعلت لرغبة وهوا وشهوة في نفسك. وهذا يعلمه الانسان من نفسه حسا. وهذا ضروري يعلمه كل انسان ولا يمكن دفعه انه انما اقدم على فعل المعصية ليس لان هذا الامر قد كتبه الله علي فلذلك فاني امشي اليه وانما يفعله لقصد وهوى ورغبة في نفسه. وبناء عليه يقال ان هذا الاحتجاج سواء احتج الانسان بالقدر قبل فعل المعصية او يحتج بالقدر بعد فعل المعصية على كل حال هذا اه الباب باب خطير ومزلق خطير. واه الواجب على المسلم اذا فعل الطاعة ان يلحظ منة الله سبحانه وتعالى عليه وانه لولا ان هداه الله عز وجل فانه لم يهتدي. واما اذا فعل المعصية فانه ينبغي ان يلوم نفسه. لانه انما اوتي من قبل نفسه. وهذه النفس ظلومة جهولة انه كان ظلوما جهولا لما رفع الله عز وجل عنه توفيقه ولم يعصمه من الوقوع في الذنب وقع لان هذا هو الذي اه استراحته نفسه وهو الذي مال اليه. والله عز وجل قد بين انه قد اعطى عبده حرية واختيارا قال وهديناه النجدين انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا. لمن شاء منكم ان يستقيم. اذا اذا اقدم الانسان على فعل المعصية سواء كانت فعلا او تركا للواجب فانه انما فعل بارادته واختياره. والله عز وجل قد السبل واوضح الحجة واقامها على العباد رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة الرسل. اذا هذا الاحتجاج احتجاج باطل في نفسه. ولا يستقيم ابدا. ولا يجوز للانسان ان يكون آآ في بفعل المعاصي محتج بالقدر كما نقل شيخ الاسلام رحمه الله عن بعض السلف قال انت عند الطاعة قدري وعند المعصية عند الطاعة قدري. يعني تلحظ ان هذا منك واليك. وان هذا ليس توفيقا من الله سبحانه وتعالى واما عند المعصية فانت جبري. تعتقد ان الله عز وجل هو الذي جبرك وقصرك على فعل المعصية وهذا وذاك لا شك انه من الانحراف. الواجب ان يجزم الانسان وان يستعين بالله عز وجل ولا يعجز ويستقيم على طاعة الله سبحانه وتعالى يعلم ان الله عز وجل قد جعل قال له حرية وقدرة ومشيئة واختيارا وبهذه الحرية وبهذه المشيئة وبهذا هذه القدرة فانه يفعل. وبناء على هذا فانه يصح الجزاء. ثوابا او عقابا ولو ان آآ الانسان كان مجبورا ومقصورا على فعل المعصية لكان هذا ظلما له من الله عز وجل والله تعالى ويتنزه عنان يظلم عبده. الله عز وجل ما ظلمه وما فظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ولكن كانوا انفسهم يظلمون. فالظلم من العبد لا من الله سبحانه وتعالى ولو ان الله عز وجل كلف العبد ان يعمل وان يفعل وان يترك ولم يجعل له قدرة واختيارا لذلك فان هذا من تكليف ما لا يطاق وهو ممتنع. لانه ظلم. والله عز وجل لا يؤمن مثقال ذرة. اذا اتضح لنا ان هذا الاحتجاج احتجاج باطل والمسلك في هذا مسلك اسلك في الاحتجاج بالمعاصي على ترك الواجب او فعل المحرم مسلك خطير جدا وقد انزلق بسببه طوائف من الناس فوقعوا في بحور من الضلال والانحراف عافاني الله واياكم من ذلك. نعم ونعلم ان الله سبحانه وتعالى نعم. الله سبحانه وتعالى لما امر ولما نهى فان الخطاب وجه بالعموم الى المستطيعين الذين يستطيعون ان يفعلوا ويستطيعون ان يتركوا. اما لو وجه الخطاب الى من لا يستطيع الفعل. او لا يستطيع الترك فان فهذا يكون كما اسلفت من تكليف ما لا يطاق وهو ممتنع. محال على الله عز وجل لانه من الظلم والظلم وقد حرمه الله وتعالى على نفسه هو محال باحالة الله عز وجل له على نفسه. لانه قد حرم الظلم على نفسه تبارك وتعالى. و من اعتقد هذا فقد اساء الظن بالله عز وجل. كما قال قائل هؤلاء القاه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياه ان تبتلى بالمال تنفي نفوس هؤلاء من سوء ظن بالله سبحانه وتعالى وانه يأمر وينهى ومع ذلك اجبر العبد على ان لا يفعل وعلى الا يترك. وفي مقابل ذلك فانه يعذبه على شيء لا حيلة للعبد فيه ولا قدرة ولا اختيار. وهذا من اعظم ظن السوء بالله سبحانه وتعالى واما المؤمنون حقا فانهم يحسنون الظن بالله جل وعلا ويعلمون ان له الحجة على عباده وليس للعباد حجة عليه وان ان المعاذير منقطعة عن العباد. وانه ليس لاحد حجة في ظلالة ركبها كما قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ليس له حجة في ظلالة ركبها لان الله عز وجل اعطاه القدرة واعطاه الاختيار ومنحه السمع الابصار انزل الكتب وبين آآ السبل وارسل الرسل ولم يكن هناك حجة للعبد مطلقا فهذا الاحتجاج ولا شك احتجاج غاية في البطلان. نعم قال الله تعالى لا يكلف الله نفسا نفسا الا وسعها. نعم. لا يكلف الله نفسا الا وسعها اذا للعبد وسع للعبد طاقة للعبد قدرة يستطيع بها ان يفعل ويستطيع بها ان يترك. نعم قال الله تعالى فاتقوا الله واستقاموا. كذلك العبد له استطاعة اي له قدرة وقوة بها يفعل. وليس مسلوبا قدرتي والقوة كما يقول ذلك الجبرية. الجبرية يرون ان الله عز وجل لم يمنح العبد قدرة وهم على درجتين درجة غالية هم الذين سلبوا كل قدرة فليس للعبد قدرة البتة. ليس للعبد قدرة البتة. وآآ هؤلاء هم الجهمية فهم يعتقدون ان كل ما يصدر من العبد فانه ليس له فيه اي قدرة انما هو محل للفعل يعني لم يفعل وانما فعل به. فهو الة محضة ونسبة الفعل اليه كما يقولون على سبيل المجاز اذا قام واذا قعد واذا اه حرك واذا اخذ واذا اعطى كل ذلك ليس فعلا ليس فعلا له لانه لا قدرة له على الفعل اصلا. انما هو كالريشة التي يقال انها تحركت والصحيح انها حركت وكالشجرة يقال انها تحركت والصحيح انها حركت. اذا هم يعتقدون انه ليس للعبد قدرة البتة. والدرجة المتوسطة كما يقول الجرجاني في التعريفات ثم ذكر ان الجبرية جبرية غالية وجبرية متوسطة. المتوسطة هؤلاء هم الاشاعرة. وهم القائلون هنا بنظرية الكسب وعليها جمهور الاشاعرة. ونظرية الكسب خلاصتها ان العبد له قدرة غير مؤثرة في الفعل. العبد له قدرة لكنها غير مؤثرة في الفعل عليه فهو مجبور في الباطن يعني في الحقيقة مختار في الظاهر في الصورة الظاهرية نعم له قدرة واختيار ولكن في الحقيقة هو مجبور لانه لا قدرة له ولا اختيار لاجل هذا بين شيخ الاسلام رحمه الله ان قولهم عند التحقيق لا يختلف عن قول الجهمية بين رحمه الله ان قولهم عند التحقيق لا يستلف عن قول الجهمية لان اثبات قدرة لا اثر لها في حدوث المقدور كعدمها. فرجع القول الى الى قول الجهمية انه لا قدرة بطلان هذه المذاهب وبيان فسادها يحتاج الى بسط والى تطوير ولكن آآ لعل طالب العلم يستطيع ان يراجع في هذا ما قربه شيخ الاسلام رحمه الله في مواضع من الفتاوى وفي غيره كذلك شيء ابن القيم رحمه الله في شفاءه العليم. نعم. وقال تعالى اليوم ان تجزى كل نفس بما كسب اذا العبد هو الذي كسب. ان له كسب وله فعل. وينسب اليه. هل تجزون الا ما كنتم تعملون اذا هو الذي يعمل وبناء على عمله وبناء على كسبه لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت فانه يثاب او يعاقب اما اذا كان لا فعل له ولا قدرة ولا اختيار فانه اذا جوزي على فعله فانه يكون في هذا مظلوما. ويكون الله عز وجل ظالما له. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. والله عز وجل يقول وهو اصدق القائلين وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. نعم. فدل على ان للعبد فعلا انه وهذا يرجع الى ما تقرر في الدرس السابق من انه لا تعارض عند اهل السنة والجماعة بين اثبات عموم مشيئة الله عز وجل وخلقه لفعل العبد وبين اثبات مشيئة العبد وفعله. اهل السنة لا يتعارض عندهم هذا مع هذا فهم يثبتون الامرين يثبتون قدر الله وان وان فعل العبد داخل في علم الله والله يعلم قبل ان يفعله وكتبه في اللوح المحفوظ وشاءه سبحانه وتعالى وخلقه وهو ايضا واقع بمشيئة في العبد وقدرته وينسب اليه فعلا حقيقة لا مجازا. اهل السنة والجماعة يجمعون بين هذا وهذا ولا تعارض فيه البتة. نعم. قال القصر والايمان نعم لاحظ بس هنا اخر سطر او اخر جملة ذكرها المؤلف قبل نعم اريد ان انبه هنا على ان بعض الناس انتقد آآ الموفق رحمه الله على استعماله كلمة الكسب ان له فعلا وكسبا. مع ان هذا اللفظ مأثور. جاء في كتاب الله عز وجل لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. جاء ايضا في غير هذه الاية في كتاب الله سبحانه وتعالى وبناء عليه فان استعمالها لا حرج فيه لا سيما وان المؤلف رحمه الله قد مقصودة وخلصه عن مذهب المتكلمين. الذين انتقدوا قالوا هذا مصطلح مستعمل عند الاشاعرة كما ذكرت لكم قبل قليل كسب الاشعري. لكن نقول ينبغي ان يفرق بين ان يستعمل هذا استعمالا صحيحا ويكون مرادفا للفعل وقال كسب يعني فعل وبين الكسب يرحمك الله. وبين الكسب الذي يستعمله الاشاعرة وقد بينته لكم سابقا. لا ينبغي ان يتحرج من استعمال اللفظ المأثور الوارد في النصوص بناء على ان من المخالفين المبتدعة من استعملهم فله استعمالا باطلا. ولو طرد هذا يعني انه كلما استعمل مصطلح شرعي من قبل المخالفين ترك استعماله من قبل اهل الحق لاقتضى هذا ترك جملة عظيمة من الحقائق الشرعية واقرب ما هنالك لفظ التوحيد. الذي هو من اشرف الالفاظ. ومع ذلك استعمل عند معتزلة استعمالا باطلا. يعني في معنى باطل. فانهم فسروا هذا التوحيد الذي هو احد اصولهم الخمسة فسروه بنفس الصفات. فهل يقال انه لا يستعمل لفظ التوحيد بناء على انه قد استعمل عند المخالفين لا الواجب ان اه يستعمل ولكن يتنبه الى بيان الفرق بين الاستعمال الحق والاستعمال الباطل حتى يزول الاشتباه. نعم هذا مطلوب انه اذا استعمل اللفظ فانه ينبغي ان يكون واضحا تمام الوضوء حتى لا يتذرع بهذا الى مذهب الضلال فلا يشتبه الامر على من لم يكن على بينة من الامر. ويقال والله فلان استعمله فيكون المراد به كذا يحمل على المعنى الباطن لا انما الواجب اذا كان هناك ادنى اشتباه ان يكون الامر غاية في الوضوح لا سيما في هذه المباحث العقدية التي هي غاية في الاهمية والله اعلم. نعم. قال انتقل المؤلف رحمه الله في هذه بالجملة وما بعدها الى الكلام عن موضوع الايمان. وموضوع الايمان من اشرف المباحث في علم الاعتقاد. وذلك ان الله عز وجل قد رتب كل خير. في الدنيا والاخرة على هذا الايمان. بل قال ابن القيم رحمه الله ان الله عز وجل قد رتب في كتابه اكثر من مئة اصلا من خصال الخير على الايمان. اذا كان الايمان بهذه المثابة وهذه الاهمية فينبغي ان اه تشحذ الهمم لمعرفته واستجلاء حقيقته حتى يمكن وصول اليه وبالتالي تجنى الثمرات الزكية التي رتبها الله سبحانه وتعالى على هذا الايمان في اللغة ذكر كثير من اللغويين انه مرادف للتصديق فامن بمعنى صدق هكذا مطلقا. ذهب السلامة. ذهب بعض المحققين هذا هو آآ الكلام المحقق الدقيق ان الايمان ليس مطلق التصديق بل هو تصديق وزيادة. وقد نبه على هذا الراغب في المفردات عندما اورد قول الله عز وجل وما انت بمؤمن لها قال قال بعضهم بمصدق مع ان ان الايمان هو التصديق الذي معه امن. مع ان الايمان هو التصديق الذي معه امن اقرب ما يمكن ان يضبط به آآ لفظ الايمان في اللغة هو ان يقال انه التصديق بامر غيبي ائتمنت المصبر عليه. يرحمك الله. التصديق بامر غيبي ائتمنت المخبر عليه. اما التعريف في الشرع فان امانة الشرع قد عبر عنه عند سلف الامة عدة تعبيرات راجعة الى معنى واحد. وانصراف في التعبير عن معنى الايمان هو من خلاف اللفظ الذي يرجع الى معنى واحد. جمهور السلف فسروا الايمان شرعا بانه قول وعمل جمهور السلف فسروا الايمان بانه قول وعمل. ومرادهم بالقول والعمل كما بين ذلك اهل العلم اربعة امور. مرادهم اربعة امور. اولا قلب القلب اولا قول القلب وثانيا قول اللسان وثالثا عمل القلب ورابعا عمل الجوارح. اما قول القلب فانه تصديقه وايقانه. والمراد تصديقه وايقانه باركان الايمان الستة وبكل ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. واما قول اللسان فانه النطق بالشهادتين واما عمل القلب فانه العمل الصالح الذي يقوم بالقلب وهو انواع كثيرة كالخوف والرجاء والمحبة الاخلاص والانابة والاخبات والتوكل وغير ذلك من هذه الاعمال القلبية المعروفة. ورابعا عمل الجوارح وهي الاعمال الصالحة التي تقوم كالصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك. وبعض العلماء من السابقين واكثر المتأخرين فسروا الايمان بهذا التفسير الثلاثي الذي ذكره المؤلف جعلوه اعتقاد الجنان اي القلب وقول اللسان وعمل الجوارح من اهل العلم من جمع الاستعمالين. استعمال الثنائي والثلاثي. كما عن ابي حاتم الرازي في طبقات الحنابلة وكما في طبقات الحنابلة وكذلك عند المزني في شرح السنة من اهل العلم والمقصود انه سواء عبر عن الايمان شرعا آآ انه قول وعمل او انه ثلاثة امور قول والعمل والاعتقاد او او فسر وشرح وبين بالامور الاربعة فالقضية راجعة الى معنى واحد القضية راجعة الى معنى واحد و معتقد اهل السنة والجماعة في باب الايمان يقوم على اسس ثلاثة هي اهم العقائد عند اهل السنة والجماعة في باب الايمان. وعليها دار رحل معارك بين اهل السنة ومخالفيهم. والمخالفون لهم في باب الايمان جملة طائفتان طائفة مرجئة وطائفة الوعيدية والمرجئة طوائف وسيأتي ان شاء الله او لعله يأتي ان شاء الله وقت تفصيل القول فيهم المقصود ان الاسس الثلاثة التي قام عليها معتقد اهل السنة والجماعة في باب الايمان فيما يأتي اولا ان الايمان قول وعمل ان الايمان قول وعمل على ان الايمان قول وعمل اجماع اهل السنة والجماعة من السلف ومن بعدهم وقد نقل اجماع على هذا طوائف من اهل العلم. منهم الامام البخاري رحمه الله فقد روى عنه هنالك اي باسناد صحيح انه قال لقيت اكثر من الف عالم من العلماء في الامصار فما وجدت منهم يختلف في ان الايمان قول وعمل ويزيد وينقص. ونقل الاجماع ايضا على هذا الامام الشافعي وابن ابي حاتم وابن عبدالبر والبغوي وجماعات من اهل العلم الى شيخ الاسلام والى ابن القيم والى من بعدهم. كلهم ينقل الاجماع على ان الايمان قول وعمل اهم قضية في هذا الاساس عند اهل السنة هي ان العمل داخل في مسمى الايمان. كون القول داخلا في مسمى الايمان لم يكن في هذا اشكال مع المرجئة اللهم الا غلاتهم وهم الجهمية وهؤلاء لم يكن البحث معهم اه ذا بال. انما القضية الكبرى كانت مع عامة المرجئة او مرجئة المتكلمين وهم الاشاعر الماتوردية ومن لف لفهم او مع مرجئة الفقهاء فانهم اعني هؤلاء واولئك قد نفوا دخول الاعمال في مسمى الايمان هذا المذهب لا شك انه مذهب باطل. والادلة على هذا ادلة كثيرة في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفي كلام اصحابه وقد سبق نقل الاجماع وهو حجة ودليل ايضا الادلة من كتاب الله عز وجل منها قول الله عز وجل وما كان الله ليضيع ايمانكم وهذا عند اهل العلم من اشهر الادلة وما كان الله ليضيع ايمانكم. فان الايمان ها هنا كما عليه اهل التفسير انما هو الصلاة. فجاء التعبير عن الصلاة بالايمان. وهذا مشعر بان الصلاة من الامام. ولو كانت ليست ايمانا ما صح هذا التعبير. ومن ذلك ايضا قول الله عز وجل انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. وعلى ربهم يتوكلون الذي يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. ولاحظ معي ان ما بعد قوله انما المؤمنون هو تفسير للايمان يعني هذا الايمان الذي اتصف به هؤلاء هو ما يأتي انما المؤمنون الذين و ذكر الله عز وجل من جملة خصال الايمان اقامة الصلاة والانفاق وهذا لا شك انه من عمل الجوارح. ومن سنة النبي صلى الله عليه واله وسلم ايضا جملة من النصوص من اشهرها قوله صلى الله عليه واله وسلم المخرج في الصحيحين وهو الحديث المعروف حديث عبد القيس وفيه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال وامركم بالايمان بالله وحده. اتدرون ما الايمان بالله واحدة قالوا الله ورسوله اعلم. ولاحظ ها هنا ان القوم من ربيعة يعني من العرب. ويمكنهم ان يفسروا الايمان بما تقتضيه اللغة ومع ذلك ما فعلوا وانما فوضوا علم ذلك لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام. ولو كان يمكن تفسير الايمان سبعين باللغة لفعلوا. فهذا يدلك على بطلان قول المتكلمين. فان المتكلمين لما حصروا معنى الايمان في التصديق كان اول دليل لهم كان اول دليل لهم هو ان قالوا ان الايمان في اللغة هو التصديق. وقد نزل الكتاب وجاءت السنة بلغة العرب فوجب ان يكون في الشرع كذلك. وهذا ولا شك آآ دليل باطل غير صحيح. والصحابة رضي الله عنهم سوى الذين هم عبد القيس ما فسروا الايمان بمقتضى لغة العرب مع انه شيء معلوم عندهم انما قالوا الله ورسوله اعلم. اذا الحقائق الشرعية يرجع فيها اولا الى الكتاب والسنة. وقولهم ان الكتاب والسنة قد جاءت لغة العرب لا يلزم من ذلك ان تستعمل الاستعمال نفسه الذي جاء في اللغة مطلقا. هذا ليس جنازة فانه قد يستعمل آآ المصطلح شرعا استعمالا قص من الاستعمال الذي يستعمل من جهة اللغة. بمعنى ان الشريعة قد تستعمل اللفظ الذي جاء في لغة العرب استعمالا زيد فيه في المعنى او زيد عليه بعض القيود كما تلاحظ هذا في لفظ الصلاة او في لفظ الزكاة او في لفظ الصوم او في لفظ الحج فهذه المصطلحات لها معان في اللغة ليست هي المعنى الذي يستعمل في وان كان ثمة ماذا؟ مناسبة بين المعنى اللغوي والشرعي. ولكن هذه المناسبة لا تقتضي ان يكون هذا هو هذا سواء بسواء ارجع الى حديث مفتي ابن عبد القيس وفيه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لما قالوا له الله ورسوله اعلم قال شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وان تؤدوا الخمس من المغنم. فلاحظ كيف انه فسر عليه الصلاة والسلام الايمان بماذا بالاعمال اقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وان يؤدى الخمس من المغنم. وهذا دليل صريح لا شبه على ان الاعمال داخلة في مسمى الايمان. ومن جملة تلك الادلة ايضا ما سيأتي الحديث الذي سيذكره المؤلف وهو قوله صلى الله عليه واله وسلم الايمان بضع وسبعون او بضع او بضع وسبعون شعبة فافضلها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان فهذا الحديث فيه ان اماطة الاذى وهي عمل من الايمان. وهذا من اسرع ما يكون. وهذا ايضا من اصلح ما يكون. ومن ذلك ايضا ما ثبت عند مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان. والطهور عمل. يعني الطهارة ومع ذلك اعدها النبي صلى الله عليه وسلم من الايمان بل عدها شطر الايمان. ومن الاثار قول عمار ابن ياسر قول ابن ياسر رضي الله تعالى عنه آآ بل اقول رضي الله عنهما ثلاث من جمع من جمعهن فقد جمع الايمان الانصاف من نفسك وبذل السلام للعالم والانفاق من الاقتار. وهذا الاثر علقه البخاري رحمه الله وصله غيره باسناد صحيح. الاثار عن السلف آآ ممن هم بعد الصحابة رضي الله عنهم في اثبات ان العمل من الامام اكثر من ان تحصر. الاساس الثاني ان الايمان يزيد وينقص. هذا ايضا مما اشار اليه المؤلف رحمه الله وانه يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان. فالايمان عند اهل السنة والجماعة يزيد وينقص وهي ايضا قضية لا اشتباه فيها ولا شك وانعقد عليها اجماع اهل العلم نقل الاجماع على زيادة الايمان ونقصانه جملة وعليكم السلام كبيرة من السلف منهم الامام احمد رحمه الله ويحيى ابن سعيد الانصاري والامام البخاري وابن عبدالبر ابن ابي حاتم والبغوي وجماعات من اهل العلم الى شيخ الاسلام وابن القيم فمن بعدهم كلهم ينقلون اجماع على ان الايمان يزيد وينقص. الادلة على زيادة الايمان ونقصانه ادلة كثيرة منها في كتاب الله عز وجل ست ايات ست ايات فيها التصريح بلفظ الزيادة في الايمان دون ادنى لبس. منها ما جاء في سورة ال عمران ولما رأى المؤمن في قوله جل وعلا آآ نعم؟ الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. وايضا في سورة التوبة قال الله عز وجل آآ نعم؟ واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون وفي سورة الانفال قول الله عز وجل واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا ذلك في سورة الاحزاب ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله. وما زادهم الا ايمانا وتسليما وفي سورة الفتح هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم. في سورة يستيقن الذين اوتوا الكتاب ويزداد الذين امنوا ايمانا. وجاءت ايضا ادلة تفيد زيادة الايمان بالمعنى كقوله جل وعلا والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم الى غير ذلك من النصوص التي جاءت في كتاب الله عز وجل. واما من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فمن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان وقال اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. الى غير ذلك مما جاء عنه صلى الله عليه واله وسلم مما يفيد زيادة اما نقصان الايمان فان كل دليل دل على زيادة الايمان فهو دال على نقصه وهذه قضية عقلية بديهية فان كل ما يقبل الزيادة فهو قابل بالنقصان ومن الادلة على هذا انه لما زاد دل على انه كان قبله ناقصا ولاجل هذا قال احمد رحمه الله كما عند مصلان في السنة قال اذا كان قبل زيادته تاما فكما يزيد هكذا ينقص اذا كان قبل يعني الايمان زيادته تاما فكما يزيد فكذا ينقص وكذلك جاء عن سفيان ابن عيينة رحمه الله كما في الشريعة للاجر انه قال في هذا الصدد ليس شيء يزيد الا وهو ينقص. ليس شيء يزيد الا وهو ينقص. اذا كل دليل دل على زيادة الايمان فهو دليل على نقصان. اضافة الى هذا جاءت ادلة فيها اثبات النقصان صريحا. لذلك ما ثبت في الصحيحين من قوله عليه الصلاة والسلام ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب بالرجل الحازم من احداهن. فلما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن نقصان دينها؟ قال اليست المرأة اذا حاضت تصلي ولم تصم. فجاء في هذا الحديث التصريح بلفظ النقصان. والدين والايمان بمعنى. و من ذلك ايضا قوله عليه الصلاة والسلام من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. ومن ذلك ايضا قوله صلى الله عليه واله وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. الى غير ذلك من الادلة التي فيها التصريح بنقص الايمان اما باللفظ واما بالمعنى. وينبغي ان يلاحظ في هذا ان زيادة الايمان ونقصانه ان زيادة الايمان ونقصانه ترجع الى امرين يعني اذا قيل ما وجه الزيادة والنقصان في الايمان؟ فيقال ان ذلك راجع الى امرين الى امر الرب جل وعلا. والثاني الى فعل العبد. الزيادة والنقصان راجعة الى ما امر الله عز وجل به من الايمان. فالايمان الذي امر الله عز وجل به عباده يزيد وينقص ولذلك ليس الايمان الذي امر العباد به في اول البعثة النبوية الايمان الذي امر الناس به في ختام عهد النبوة. فانه في اخر عهد النبوة كان ماذا؟ كان زائدا عما كان عليه في يعني اول العهد كذلك ليس الايمان الذي يجب على جاهل كالايمان الذي يجب على العالم. العالم يجب عليه من الايمان قدر زائد على ما يجب على الجاهل لم؟ لان العالم قد علم من الحقائق الدينية التي يجب ان يؤمن بها ما لم يعلمه ما لم يعلمه هو الجاهل وهكذا في امثلة اخرى تدل على ان ما امر الله عز وجل به من الايمان ماذا؟ يزيد وينقص الجهة الثانية من جهة ما يفعله العبد في نفسه فانه ماذا؟ يزيد وينقص فقد يزيد حتى يصل الى مراتب الايمان العليا ويرتقي الى مرتبة كمال للامام المستحب وقد ينقص حتى لا يكون في قلبه الا مثقال ذرة من ايمان وقد يصل الى تحدي ان يفقد هذا الايمان بالكلية ويخرج عن دين الله سبحانه وتعالى مطلقا. اذا هذا الايمان الذي يقوم به العبد سواء كان ما يقوم بلسانه او ما يقوم بجوارحه او ما يقوم بقلبه ماذا؟ يزيد وينقص بحسب اقباله وادباره وبحسب حياة قلبه وبحسب غفلته عن الله عز والدار الاخرة الى غير ذلك. نأتي الان الى السبب الذي يؤدي الى زيادة الايمان والى نقصانه الذي عبر به اهل العلم عن هذه القضية كما جاء في كلام احمد والشافعي وغيرهما انه قالوا ان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. اذا سبب زيادة الايمان هو طاعة الله سبحانه وتعالى. اذا اطاع العبد الله عز وجل زاد ايمانه. اذا اطاع العبد الله عز وجل زاد ايمانه كلا الامرين يزيد. فالايمان الباطن يزيد والايمان الظاهر يزيد وكلا الامرين مؤثر في الاخر. كلا الامرين مؤثر في الاخر. الايمان الباطن والعبادة الباطنة اذا قام بها العبد ادى هذا الى ان يزداد ايمانه الباطن وايمانه الظاهر ايضا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. فاذا زاد الايمان في القلب انبعثت الجوارح بالطاعة. وفي مقابل لهذا اذا زاد الايمان الظاهر يعني ايمان الجوارح وما كان باللسان فانه ماذا؟ يزداد ايمانه الباطن فيزداد حبا لله وخشية له ورغبة فيما عنده وشوقا الى لقائه الى غير ذلك. اذا كلا الامرين مؤثر في الاخر الايمان الباطن مؤثر في الظاهر والايمان الظاهر مؤثر في الباطن. نبه اهل العلم في هذا المقام الى ان زيادة الايمان بالطاعة تتفاوت من طاعة الى اخرى زيادة الايمان بالطاعة تتفاوت من طاعة الى اخرى. وهذا بحسب اختلاف الاعتبارات. او بحسب تنوع الاعتبارات زيادة الايمان بالطاعة تتفاوت بحسب جنس الطاعة وبحسب قدرها وكثرتها وبحسب حسنها جنس الطاعة يعني مشروعيتها و قوتها في الشرع فزيادة الايمان الفعلي الواجب اعظم من زيادتها بفعل المستحب ومن حيث قدرها من حيث كثرتها فزيادة الايمان بفعل طاعتين اعظم من زيادة الايمان بفعل طاعة واحدة. ومن حيث حسنها ايضا فان الطاعة كلما كانت احسن كلما كانت اكثر زيادة في الايمان وحسنها يكون بالاخلاص وبالمتابعة لنبيه صلى الله عليه واله وسلم. اذا جميع مؤثرة في زيادة الايمان ولكن يتفاوت آآ الامر في هذه الزيادة بحسب هذه الاعتبارات. اما نقصان الايمان فان الايمان ينقص بالمعصية. والمعصية ليست محصورة في فعل السيئة بل تشمل الامرين كليهما فعل السيئة وترك الواجب يعني فعل محرم وترك الواجب. كل ذلك مؤثر في نقصان الايمان لاجل هذا يقول عمير بن حبيب الخطمي رضي الله عنه وهو احد اصحاب الشجرة رضي الله عنه يقول الايمان يزيد وينقص. فقيل له وما زيادته ونقصانه؟ قال قال اذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحناه فذلك زيادته. واذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه وهذا الاثر اخرجه ابن بطة والاجري البيهقي وغيرهم من اهل العلم باسانيد ثابتة. اذا نقص الايمان يكون بمعصية الله سبحانه وتعالى سواء كان ذلك فعلا او كان هذا تركا والمعصية وان كانت جميعا يعني جميع المعاصي مؤثرة في نقصان الايمان فان الامر فيها ايضا يتفاوت بحسب الاعتبارات. فيتفاوت نقصان الايمان بفعل المعصية بحسب هذه عبارات الا وهي جنسها فان نقص الايمان بفعل الكبيرة ليس كنقص الايمان بفعل الصغيرة وقدرها وكثرتها ونقصان الايمان بفعل السيئتين ليس كنقصان الايمان بفعل سيئة واحدة ومن جهة ايضا التهاون بها. فكلما تهاون العبد بفعل المعصية و تساهل فيها اه استحقرها ولم يبالي بها كلما كانت زيادة كلما كانت فكلما كان نقص الايمان بفعلها اعظم. الامر الرابع من جهة الدافع والداعي لها فانه كلما ضعف الداعي الى فعل المعصية كلما كان نقص الايمان بفعلها اعظم كلما ضعف الداعي الى فعل المعصية كلما كان نقص الايمان بفعلها اعظم. ولذلك كما ثبت في البخاري عنه صلى الله عليه واله وسلم في ذكر الثلاثة الذين لا يكلمهم الله عز وجل يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم الاشيمط الزاني. والعائل المستكبر والملك الكذاب. اشيمط زان يعني رجل كبير في السن كويسنا فهذا ذنبه اعظم ونقص الايمان الحاصل بهذا اكبر. وذلك لضعف الداعي الى فعل الفاحشة. كذلك ذلك العائل يعني الفقير المستكبر لضعف الداعي الى ان يتكبر. والامر الثالث الملك الكذاب لضعف الداعي عنده الى ان يكذب. آآ كذلك الامر بترك كذلك الامر في ترك الطاعة فان ترك الطاعة منقص للايمان فان ترك الطاعة منقص للايمان آآ الطاعة التي ينقص الايمان بتركها قد يكون الانسان فيها ملوما يعني اثما وقد لا يكون وها هنا نقطة تنبه لها وهي انه لا تلازم بين نقصان الايمان وحصول الاثم. فقد ينقص الايمان ولا يحصل الاثم. بيان ذلك ان نقص الايمان بترك الطاعة قد يكون اذا ترك الانسان الواجب وقد يكون اذا ترك الانسان المستحب. وكلا الامرين مؤثر في ماذا في نقص الايمان. اذا ترك الواجب نقص ايمانه. واذا ترك المستحب نقص ايمانه. وترك الواجب قد يكون الانسان فيه اثما اذا ترك الواجب بغير عذر كأن يترك مثلا صيام يوم من رمضان بدون هنا نقص ايمانه وهو ايضا اثم. وقد يكون نقص وقد يكون ترك الطاعة يعني عفوا قد يكون ترك الواجب بعذر. وذلك كالمرأة الحائض. بنص حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ما الناقصات عقل ودين وفسر نقصان دينها بماذا؟ بانها اذا حاضت لم تصلي ولم تصم مع ان لها ماذا؟ غير اثمة بترك هذه الطاعة. اليس كذلك؟ بل هي مأمورة. بل لو صامت وصلت فانها اثمة. لو صامت فانها اثمة. اذا هي مأمورة بماذا؟ بترك هذه الطاعة. تركتها لعذر شرعي وهو الامر الشرعي بان لا تصلي ولا تصوم. ومع ذلك كانت ماذا؟ ناقصة الايمان بنص الحديث. ونقص ايمان ها هنا وجهه هو بالنسبة لما كانت عليه لو كانت طاهرة. بالنسبة لحالها لو الو طاهرة لانها لو كانت طاهرا فانه ايمانها ماذا؟ يعني افعالها الصالحة ماذا؟ كانت كثيرة ثم تركت ماذا؟ لما خاضت تركت قدرا من الايمان وهو الصلاة والصيام. فدل هذا على ان من الايمان الذي كانت تقوم بهما ما ترك فهو اذا ايمان ناقص فهو اذا ايمان ناقص اذا نقص ايمانها هو باعتبار لماذا؟ او بالنسبة الى حالها لما كانت طاهرا. ومع ذلك فانها غير اثمة. كذلك في ترك المستحب. فان الانسان ينقص ايمانه بترك المستحب ولا يأثم بالتأكيد. ونقصه وايمانه ها هنا هو بالنسبة له لو فعل. بالنسبة له لو فعل فهو قد ترك قدرا من الايمان لم يفعل لو فعله لكان ايمانه اكمل فلما تركه كان ايمانه ماذا؟ كان ايمانه ناقصا. هذا عن الثاني وهو ان الايمان يزيد وينقص. الاساس الثالث ان المؤمنين متفاوت. وهذا ما اشار اليه المؤلف رحمه الله في اخر كلامه عن موضوع الايمان. ايمان المؤمنين متفاوت وهذا ايضا اصل عند اهل السنة والجماعة في باب الايمان. دل على ان المؤمنين يتفاوت ايمانهم وان هذا الايمان يتبعظ ويتجزأ فيكون عند بعظ الناس اكثر مما عند البعظ الاخر قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المخرج في الصحيحين بين انا نائم اذ عرض علي ناس عليهم قبس منها ما يبلغ الثدية جمع الثدي ومنها ما دون ذلك. وعرض علي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وعليه قميص يجره وعرض عليه عمر ابن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا فما اولت ذلك يا رسول الله؟ قال الدين. قال الدين. فدل هذا على ان الناس تتفاوت يتفاوت ايمانهم كذلك من الادلة آآ قوله صلى الله عليه واله وسلم وسيأتي معنا ان الله عز وجل يقول اخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان. اذا من الناس من لا يكون عنده الا مثقال ذرة ومنهم من لا يكون من يكون عنده مقدار اكثر. من يكون عنده مثقال حبة ومنه من يكون عنده مثقال شعيرة ومنهم من يكون عنده مثقال دينار او نصف دينار من من الايمان وكل هذه الروايات ثابتة في الصحيحين اذا الايمان ماذا؟ يتبعض ويتجزأ فيكون عند بعض الناس مقدار ضئيل جدا ومن الناس من يكون عنده ايمان اعظم من ذلك والناس في الجملة تتفاوت مراتبهم الى ثلاث راتب هي التي جاءت في قول الله سبحانه وتعالى في سورة فاطر ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. وهذه المراتب بينها اهل العلم وفصلوها. المرتبة الاولى هي مرتبة الايمان المجمل. او مرتبة اصل الايمان او مرتبة مطلق الايمان وهي التي جاءت في قوله تعالى فمنهم ظالم لنفسه ويدخل في هذه المرتبة طائفتان من المنتسبين للاسلام. وهما مرتكب الكبيرة او الكبيرة يعني فاعلوا الكبيرة او المصرون على الصغيرة و يدخل في ذلك ايضا كما ذكر شيخ الاسلام رحمه الله في كتاب الايمان من آآ اسلم حديثا ولم تدخل حقائق الايمان في قلبه. هذا لا لا يعد من اهل الكبائر. لكنه ماذا عنده ايمان ضعيف جدا. وعامة الذين يسلمون بعد كفر يكون حالهم كذلك. يكون عندهم ايمان مجمل ضعيف قليل ثم انه ماذا؟ يزداد مع الوقت. قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم. اذا الان لم تصلوا الى هذه المرتبة العليا مرتبة الايمان. انما انتم في مرتبة الاسلام وستصلون بعد ذلك الى مرتبة الامام. ولما يدخل الايمان في قلوبكم. المرتبة الثانية هي مرتبة الايمان الواجب وهذا هو المعني في قوله جل وعلا ومنهم مقتصد. اذا المقتصد هو الذي معه الايمان الواجب وبعض العلماء يعبر بقوله كمال الايمان الواجب. والمقصود بذلك او من يدخل في هذه المرتبة هو من اتى بجميع ما اوجب الله عليه وترك جميع ما حرم الله عليه. هذا اتى بالايمان الواجب المرتبة الثالثة مرتبة الايمان المستحب وبعض العلماء يعبر بقوله كمال الايمان المستحب واصحاب هذه المرتبة هم من حقق اصل الايمان وكماله الواجب وزاد على ذلك فعل المستحبات وترك المكروهات والمشتبهات. وهؤلاء هم الذين عنوا بقول الله جل وعلا ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. اصحاب هذه المراتب متفاوتون. منهم من معه مطلق الايمان وهم اصحاب المرتبة الاولى ومنهم من معهم اه من معه الايمان المطلق يعني وهم اصحاب المرتبة الثانية والثالثة. ويترتب على هذه المراتب احكام منها ما يتعلق بالدنيا ومنها ما يتعلق بالاخرة. في الدنيا تتفاوت المحبة والتكبير والتكريم للمؤمنين بحسب مراتبهم. اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله واما بالنسبة للاخرة فان الوعد والوعيد انما يكون بحسب الايمان. ولذلك اصحاب مطلق الايمان لهم مطلق الوعد. واصحاب الايمان المطلق لهم الوعد المطلقة. وبين الامرين فرق. ولذلك جميع النصوص التي فيها ان الذين امنوا هم اهل الجنة او ان الذين امنوا لهم جنات تجري تحتها الانهار ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس تنزلك الى غير ذلك. من المعني بها؟ اصحاب مرتبة الايمان المطلق يعني الكامل. واما نصوص الوعيد بالنسبة للمسلمين يعني الوعيد المتناول للمسلمين. فانه يتناول ماذا اصحاب المرتبة الاولى وهم اهل مطلق الايمان وفهم هذه القضية شيء مهم جدا حتى لا يحصل عند الانسان آآ اختلال في فهم النصوص لا سيما ما يتعلق بنصوص الوعد موعد نصوص الوعد والوعيد تفهم بهذا التقسيم. تفهم في في ضوء هذا التقسيم. وينبغي ان نلتفت ايضا الى ان اصحاب هذه المراتب هم فيما بينهم متفاوتون تفاوتا عظيما. يعني في المرتبة الواحدة الناس ماذا؟ متفاوتون تفاوتا عظيما. ولذلك ابو بكر مثلا وعمر رضي الله عنهما كلاهما من اهل للامام المستحب ومع ذلك ابو بكر رضي الله عنه عنده من الايمان ما ليس عند ما ليس عند عمر وهكذا في اصحاب المرتبة الثانية وهكذا في اصحاب المرتبة الاولى وهم الفساق او اهل الكبائر الناس فيها يتفاوتون تفاوتا عظيما الناس من لا يفعل الا شيئا قليلا من الكبائر او يترك شيئا كبيرا قليلا من من الواجبات. ومن الناس من يزيد على ذلك حتى لا يكون الا من في قلبه ادنى ادنى ادنى مثقال ذرة مثقال ذرة من خير او من ايمان كما ثبت هذا في صحيح انه عليه الصلاة والسلام. هذه الاسس الثلاثة هي التي قام عليها او هي اهم ما قام عليه المعتقد اهل السنة والجماعة في باب الايمان وبالتأكيد هناك اقوال مخالفة للمخالفين في هذه المسائل او هذه الاصول ولكن الوقت يضيق عن بيان قولهم ولعل الله ييسر ذلك في فرصة اخرى. نعم نعم قال الله تعالى والصلاة فجعل عباده الله من الدين. نعم. والدين هو الايمان. فجعل الله سبحانه وتعالى اقام الصلاة وايتاء الزكاة ها من الدين يعني من الايمان فدل على ماذا؟ على ان الاعمال داخلة في مسمى الايمان. نعم قال صلى الله عليه وسلم ان لا اله الا الله نعم. هذا الحديث حديث شعب الايمان. مخرج في الصحيحين وفي غيرهما بالفاظ آآ متقاربة جاء عند البخاري الايمان بضع وست. بضع وستون شعبة والحياء من الايمان. ذكر هذا في كتاب الايمان. وجاء عند مسلم الايمان بضع وسبعون او بضع وستون شعبة فافضلها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان وجاء عند مسلم ايضا الايمان بضع وسبعون شعبة والحياء من الايمان. اذا جاء في بضع وستون. وجاء في مسلم بضع وسبعون. وجاء في مسلم ايضا برواية الشك صحيح ان هذا الشك من احد الرواة وهو سهيل ابن ابي صالح بضع وستون او بضع وسبعون شعبة وجاءت ايضا روايات اخرى في خارج الصحيحين لكن التحقيق كما على ذلك الحفاظ انه لن يصح من ذلك الا ما جاء من رواية عبدالله اه ابن دينار وقد اصاب ابن رجب رحمه الله في فتح الباري في الجزء الاول في تخريج هذه الروايات الواردة في حديث الشعب وبيان ما منها جاء في الصحيحين وما جاء في غيرهما وكذلك تكلم بكلام مستفيض عن هذه الشعب وتعدادها وكلام من تكلم من اهل العلم في اه تعيينها الى غير ذلك مما يتعلق بمباحث هذه الشعبة. المقصود ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كما في رواية مسلم ذكر اجزاء الايمان الثلاثة. ذكر قول اللسان في قوله فاعلاها او افضلها قول لا اله الا الله وذكر ما يتعلق بالقلب حياء من الايمان وذكر ما يتعلق بالجوارح وهو اماطة الاذى عن الطريق كل ذلك من الايمان كما جاء في هذا الحديث عنه صلى الله عليه وسلم. نعم نعم وكذلك الحياء من عمل القلب نعم. وقال تعالى ازالتهم ايمانهم كما نعم زيادة الايمان كما سوف نعم. نعم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار لا اله الا الله. وفي قلبه من الايمان. نعم. فجعله اذا هذا يرجع الى ماذا؟ الى الاساس الثالث وهو ان ايمان المؤمنين متفاوت. نعم ليس هذا من كلام المؤلف؟ لا لا ولكن الايمان في كل ما ويجب النبي صلى الله عليه وسلم في اختلاف في المسألة اللي عندكم والصحة نسبة هذه نعم انتقل المالك رحمه الله بعد ذلك الى الفناء مسألة الايمان بالغيب. الغيب هو ما غاب عنها. سواء اكان امرا سبق او كان امرا كل ذلك من الغيب و الله سبحانه وتعالى اثنى على اهل الايمان وجعل من اخف صفاتهم ايمانهم بالغيب قال الله جل وعلا الذين يؤمنون بالغيب فالايمان بالغيب اخف صفات اهل الايمان. ايمان المؤمنين بالغيب يتعلق بما سبق وكان مما جاء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم فيجب ان يؤمن به مما كان من وقائع واخبار وخطب او ما سيكون في المستقبل مما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم سواء اكان في الدنيا من الامور التي اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم المستحضرات او ما يتعلق بالاسباب او غيرها او كان مما يتعلق بالاخرة او ما يتعلق الحياة البرزخية الى غير ذلك. كل هذا من الغيب الذي يجب الايمان به. هذا هو الشهادة لمحمد صلى الله عليه واله وسلم بالرسالة. الشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة تقبض ان نصدق في كل ما اخبر به عليه الصلاة والسلام. وهو عليه الصلاة والسلام جهة مأمونة تقبل من قبلها الاخبار. لا سيما ما يتعلق بالخير. قال الله جل وعلا ها هو على الغيب بضنين. يعني بدقيقة. لم يبخل عليه الصلاة والسلام في ابلاغنا ما يتعلق بالامور كذلك تأتي قراءة متوافرة وما هو على الغيب في ظنين. يعني بمبتهم فليس بمتهم فيما يخبر به صلى الله عليه واله وسلم في امور الغيظة. اذا بحثت الايمان العباد وامتحانه الحقيقي انما يظهر في الامور الغيبية. اما لو لم يكن هناك غيب يؤمن به فاستولى. لو كانت الامور مشابهة وطلب من الناس الايمان بها فقط لا لا يعني حصل اختلاف بين الناس كلما كان هناك مؤمنون واطفال جاحدون. لكن لما وجد الايمان بالغيب وتميز اهل الايمان الصادق عن غيره. اذا اهل الايمان المؤمنون حقا هم الذين يؤمنون بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه واله وسلم من امور الغيب. ولا فرق عندهم بينما كيفيته وبين ما لم تعقل كيفيته. لا فرق الامر كله سواء عندهم من جهة الايمان والتقوى اما لو كنا انما نؤمن بما عقلنا دون ما لم نعقل ولم دون ما لم نعقل ولم نعرف وجهه فاننا حينئذ اه لم يرجع الامر الى ايماننا بالغيب وانما لتقديسنا لعقولنا. فنحن امنا بما عقلنا لما كان الايمان متعلقا بالغيب يعني بما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من ثمرة التصديق به صلى الله عليه وسلم فانه كي يهدي الاخر بينما اقن اه بينما عقلنا حقيقته وكيفيته وجهه وبين ما لم نعقل من ذلك والشريعة كما لا يخفى عليكم. قد تأتي بما تحاور فيه العقول. قد يأتي في كتاب جملة من الامور التي تحار فيها العقوبة. بمعنى انها تندهش. ولا تعرف وجه لكن لا تأتي الشريعة في الماسحة بما تفيده العقول. يعني بما تقطع وتجلس انه لا يمكن ان هذا غير وارد لكن الذي قد يرد هو ان تأتي الشريعة بما تتحير فيه العقول ولا تعرف يعني وجهه وكيف ومع ذلك فان اهل الايمان الصادق خلاصتهم وتقوتهم هم اهل السنة والجماعة لا يترتبون لا يترددون البتة في قبول هذه الاسباب وفي تحقيق كل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من امور الغير ثم مثل المؤلف رحمه الله بعد ذلك في امسه بدأها في الكلام عن الاسراء والمعراج. نعم قال ولم تكن منهم المنامات. الاسراء والمعراج هو من جملة هذه الامور قال لك ايه؟ اه هي من امور الغيب العظيمة التي جاءت بشيء من غريب على مقاييس العباد الدنيوية وعلى ما اعتادوه. الاسراء والمعراج حصل قبل النبي صلى الله عليه واله وسلم بالسنة وقيل قبل ذلك بسنة وشهرين وقيل غير ذلك. وذلك ان النبي صلى الله الله عليه وسلم اتاه جبريل ومعه ذاقه تسمى البراق فاسري به صلى الله عليه واله من مكة والى بيت المقدس. توصل عليه الصلاة والسلام الى المسجد الاقصى. وربط هذه الدابة من حلقة وهي اه الحلقة التي ربط بها الانبياء قبله عليهم الصلاة والسلام. ثم صلى بالانبياء صلى الله عليه ثم جيء بالمعراج والمعراج الة العروج يعني الة السعودي وكيفية ذلك الله اعلم فيها فولد به عليه الصلاة والسلام مع جبريل الى السماء فكان في كل السماء آآ يستفتي جبريل عليه السلام فيفتح له. ولقي النبي صلى الله عليه واله وسلم في السماوات بعض الانبياء جاء في الصحيح انه لقي عليه الصلاة والسلام في السماء الاولى ادم عليه الصلاة والسلام. وفي الثانية لقي يا استاذ يحيى ابن زكريا وعيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام. وفي الثالثة يوسف عليه الصلاة والسلام وفي الرابعة ابريل وفي الخامسة هارون وفي الثالثة موسى وفي السابعة ابراهيم على الجميع الصلاة والسلام. وكل سلم عليه ورحب به وشهد بنبوته عليه الصلاة والسلام. ثم عرج به الى مرتبة اعلى وصل الى هجرة المنتهى. وغثيها الوان لا يدري ما هي عليه الصلاة والسلام. احياء عجيبة جدا ومثل له ايضا البيت المعمور. ثم عرف به الى مقام اعلى حتى سمع طريف الاقلام ثم سلمه الله سبحانه وتعالى وفرض عليه الصلوات آآ التي فرضها على عباده وكانت خمسين ثم بعد ذلك تراه بين ربه وبين موسى عليه الصلاة والسلام يطلبه ان ينفق من ذلك حتى وصلت الى خمسة. وايضا دخل عليه الصلاة والسلام الجنة. واخبر بما رأى عليه الصلاة والسلام ومن ذلك اخبر بما رأى من نهر الكوثر وما عليه من انقباض اللؤلؤ. واطلع عليه الصلاة والسلام على النار فرأى اكثر اهل ثم ان كل ذلك كان في ليلة واحدة فان النبي صلى الله عليه وسلم عاد من ليلته واصبح في مكة عليه ثم انه اخر بذلك قريشا فكذبوه وتعظموا ذلك واستهزأوا به عليه الصلاة والسلام صدقه في هذا ابو بكر الصديق استحب فاستحق ان يكون صديق الامة صلى الله عليه وسلم. هذا مدمن ما يتعلق بالاسراء والمعراج واحاديث ذلك متكاثرة جاءت على جملة من الصحابة وخرجت الصحيحين وفي غيرهما وقد الف جماعة من اهل العلم بجمع روايات الاسراء والمعراج وما يتعلق بذلك الخلاصة ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان هذا حق وصدق ويؤمنون به. وان هذه المثابة التي تكون بين مكة وبين بيت المقدس. قطعت في ليلة واحدة وصلى بالانبياء على المصطفى ثم عوج به الى السماء السابعة ومعلوم ان بين كل السماء والاخرى خمسمائة سمك كل سماء كذلك بل عري به عليه الصلاة والسلام الى مستوى اعلى من ذلك ثم هبط عليه الصلاة والسلام الى الارض وكل ذلك كان في ليلة واحدة. هذا من قتل المقاييس الدنيوية فانه ماذا؟ يكون غير لكن اهل السنة والجماعة لايمانهم بالريب وتصديقهم بما اخبر به صلى الله عليه وسلم بل بما اخبر الله به في كتابه سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من البيت من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله. كل هذا يؤمن به اهل السنة والجماعة ويعتقدون ان الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير. والله عز وجل لا يعجزه شيء. وليس هذا بذات الامر الذي تحيله العقول بل اهل السنة والجماعة يعتقدون في ذلك ويعتقدون ان الملائكة تنزل من السماء وجبريل عليه الصلاة والسلام اللحظة الواحدة ينزل من السماء السابعة الى الارض ويصعد ويهبط من شاء مرة اخرى وهكذا ولا اشكال في ذلك يتنزل بامر الله سبحانه وتعالى متى ما شاء الله عز وجل ولا اشكال في ذلك ولا ولا ريب. اشار المؤلف هنا الى مسألة هذا المقام وهي هل كان الاسراء يقظة؟ او كان مناما او كان بروحه عليه الصلاة والسلام. في هذه المسألة اقوى القول الاول وهو قول جمهور السلف وعامة اهل السنة والجماعة ان والمعراج للنبي صلى الله عليه وسلم انما كان يقظة بروحه وببدنه عليه الصلاة والسلام والدلائل على هذا كثيرة. من ذلك ان الله سبحانه وتعالى قال سبحان الذي اسرى والعبد الاصل انه اذا اطلق يتناول روحه وبدنه. فدل هذا على انه عليه الصلاة والسلام هو بروحه وبدنه الذي اسري به. وليس بروحه فقط او كان هذا في منامه. الامر الثاني ان قريش انكرت ذلك واستعظمته وسخرت للنبي صلى الله عليه وسلم اعظم فلما اخبره النبي صلى الله عليه لانه اتي به من ليلته الى المسجد الاقصى قالوا نحن نضرب اكفاء نحن نضرب اكتافنا الابل الى آآ بيت المقدس في شهر ونعود في شهر وانت ذهبت ورجعت من ليلتك في ذلك صلى الله عليه وسلم. لو لم يكن هذا في مثل وروحه لما كان هذا ماذا للادب والسخرية والتكليف. يعني لو كانت القضية قضية رؤية منامية لم تكن قريش ماذا؟ لتكذب النبي صلى الله عليه وسلم فانه كما قال المؤلف لم تكن قريش تكذب المنامة. وليس امرا عجيبا ان يرى الانسان انه ذهب الى بيت المقدس بل الى ما ابعد من بيت المقدس وهو وهو نائم اليس كذلك؟ ليس في هذا شيئا عجيبا يقتضي التكليف. ولذلك لما سجدوا النبي صلى الله عليه وسلم ما وقال لهم لا انا كنت ماذا؟ نائما وهو كان مقام يقتضي ماذا؟ ان يدفع عن نفسه عليه الصلاة والسلام سببا ولذلك لما طلبوا منه ان ينعس ويبسط لهم المسجد فانه عليه الصلاة والسلام بعد ذلك واخبرهم عليه الصلاة والسلام بماذا بالعين التي له وصفاتها ومتى يفصلون والمكان الذي كانوا فيه وكل هذا كان يستطيع ان يدفعه النبي صلى الله عليه وسلم لماذا بان يقول لهم هذا كان رؤية امامية. كذلك لما اخبروا ابا بكر رضي الله عنه وان الصاحبة يقول كيف وكيف قال عليه الصلاة والسلام قال عليه رضوان الله ان كان قال هذا فقد صدق. قالوا ان تصدقوا ان يذهب الى بيت المقدس ويرجع في ليلة فقال اني اصدقه بما هو اعظم من ذلك. بخبر السماء الذي يأتيه من فوق سبع سماوات. اذا لم يكن هذا لماذا لامر رؤية منامية انما كان قطعا لماذا؟ لمثرا ومعراج ببدنه وروحه عليه الامر الثالث ان الله عز وجل قال ثم تلى تتجلى فكان او ادنى فاوحى الى عبده ما اوحى آآ او عفوا قال نعم قال ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى هذه المرة هي مقابل المرة الاولى وهي التي رأى فيها النبي صلى الله عليه وسلم جبريل هيئته بالافضل والنبي صلى الله عليه وسلم رآه بالابطح بروحه او في منامه او رآه بعيني رأسه يقرتان بعينه يقظة اليس كذلك؟ فكانت هذه مرة اخرى فينبغي ان تكون ماذا؟ مثلها لانها مقابلة لانها مقابلة اليس كذلك؟ اذا الذي رآه صلى الله عليه وسلم وهو جبريل رآه عند سدرة المنتهى بماذا؟ بعين في حقيقة يعني وهو مستيقظ عليه الصلاة والسلام ولم يكن هذا رؤية ولم يكن هذا رؤية منامية. الامر الرابع انه لو كان الاصرار والمعراج من ام او في الروح لم يكن هذا معجزة قاله عليه الصلاة والسلام اليس كذلك؟ وباتفاق المسلمين ان الاسراء والمعراج ماذا؟ معجزة كبرى وعظيمة عليه الصلاة والسلام ولو كان هذا اه المنام او كان عليه الصلاة والسلام فان هذا ماذا؟ كان امرا لا اه يعني شيء كبيرة فيه ليس كذلك انما كان امرا يعني معتادا او كان امرا عجيبا لكن لا يصل الى ان معجزة كبرى له عليه الصلاة والسلام. وبعض الناس ذهب الى ان الاسراء العراق انما كان رؤيا منامية. والامام احمد رحمه الله كما نقل هذا ابن القيم في بدائع فوائد ذكر له ان موسى ابن الركبة ان موسى ابن عقبة يقول ان احاديث الاسراء رؤيا منامية فقال رحمه الله هذا قول جميل. او قال هذا كلام جميل. اذا من اعتقاد ان ما يتعلق بالاسراء والمعراج ما هو الا رؤية منامية. كذلك الادلة في الشريعة لما عقد بابا وقرر فيه ان الاسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم انما كان ببدنه ووقي عليه الصلاة والسلام ذكر ان آآ من قال خلاف ذلك يعني من قال ان ذلك رؤيا في المنام فانه قد رد على كتاب الله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتى امرا عظيما. واتى امرا عظيما. ومن من قال ان الاسراء كان يقظة والمعراج كان مناما. وكل هذا غلط وباطل وغير صحيح. ومن من قال ان الاسراء والمعراج كان في روحه عليه الصلاة والسلام؟ وقد نبه ابن القيم رحمه الله في جزء ثالث من زاد المعاز الى خطأ بعض الناس في عدم تفريقهم بين القوم لان الاسراء والمعراج كان مناما وبين القول بانه ماذا كانت تقول هناك فرق بين الامرين شاسع. هناك قول واسع بين الامرين. فالرؤيا انما هي ان مضروبة يضربها ملك الرؤية. يضربها للانسان ليست حقيقة في ذاته. اما آآ الروح فانها هي بنفسها صعد بها الى السماء وتجولت وصعدت وهدبر ورأت الجنة طلعت على النار الى غير ذلك وهذا لم يكن الا للنبي صلى الله عليه وسلم. اما مع يعني من عاداه فان روحه انما تصعد الى انما ان كان مؤمنا اذا كان ميتا اليس كذلك؟ الميت هو الذي تصعد روحه الى السماء وتكون في آآ الجنة واذا كان يعني كاتب لا تفتح له ابواب السماء الى غير ذلك. اما النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي اختفى لان روحه هي التي عرج بها الى السماء وشاهدت ما شاهدت وهذا الحوض وهذا القول روي عن بعض السلف ولكنه ضعيف ايضا. والدلائل واضحة وصريحة لان الاسراء والمعراج بالنبي صلى الله عليه وسلم انما كان بروحه وبدنه عليه الصلاة والسلام يقظة وهذا الذي عليه غير واحد من ائمة اهل العلم في كتب كثير من كتب الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة نسكت على ذلك ونبهت عليه وحذرت مما يخالف. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلنا من الخطيب ومن السعداء بالقول من العمل والصلى الله