بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على نبينا محمد اجمعين اجمعين. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد رحمه الله تعالى ومن ذلك ان ملك الموت ومن ذلك ان ملك الموت لما ذهب المستعين الصلاة والسلام فرجع بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان ثم اما بعد هذا مثال اخر من الامور الغيبية التي التي جاءت في سنة النبي نبي الله صلى الله عليه واله وسلم مما يجب المسلم ان يعتقد بها ويصدقها. قصة لطمي موسى عليه الصلاة والسلام لملك الموت وفقأ عينه اخرجها الشيخان في صحيحيهما وذلك ان النبي صلى الله عليه واله وسلم اصدر ان ملك الموت جاء الى موسى عليه الصلاة والسلام فقال له اجب ربك موسى عليه السلام في وجهه وفي رواية فصكه موسى. وفي رواية عند مسلم افقأ عينه فرجع ملك الموت الى ربه فقال بعثتني الى رجل لا يريد الموت. فرد الله عليه عينا ثم قال ارجع اليه فقل له الحياة تريد؟ ضع يدك على جلد ثور فلك بكل شعرة مما تحت يدك سنة فقال موسى عليه السلام ثم ماذا؟ قال الموت قال الان اذا ثم سأل ربه ان يدنيه الى الارض المقدسة وآآ قال النبي صلى الله عليه واله وسلم بعد ذلك فلو كنت ثم يعني لو كنت هناك لاريتكم قبره عند الكتيب الاحمر هذا الحديث يؤمن ويصدق به اهل السنة والجماعة. و من الناس من كذب هذا الحديث واستبعده بتوهمات لا حقيقة له ومنهم من حمله على غير ظاهره فقال ان معنى فقأ عينه اي رد حجته. الى غير ذلك من هذه الامور التي لا دليل عليها. الصحيح الذي لا شك فيه ان هذا الذي حصل وجاء في الحديث حقيقة على ظاهره وقد بهت وقد بحث اهل العلم توجيه ما صدر من موسى عليه الصلاة والسلام الاكثر هو احسن الاجوبة ان يقال ان موسى عليه الصلاة والسلام لم يعرف ملك الموت وانما جاءه في صورة رجل يريد ان يقبض روحه دافع عليه السلام عن نفسه ما ظنه عدوانا من هذا الانسان. ويكون ما حصل من عدم معرفة موسى لملك الموت نظير ويكون هذا نظيرا ما الصلاة لابراهيم ولوط عليهما الصلاة والسلام حينما لم يعرفا الملائكة الذين زاروهم وقيل وهو جواب ثان ان لطم موسى انما كان باذن الله عز وجل امتحانا بصبر ملطوب وهو الملك. وقيل ان لطم موسى عليه الصلاة والسلام انما كان لاعتقاده انه يشرع مدافعة اسباب الموت وان كان لا يدفع الموت اذا نزل. لكن يشرع للانسان ان يدفع اسباب الموت احرص على ابقاء نفسه. لا سيما اذا كان في ابقاء نفسه خيرا كثيرا ودعوة الى الله عز وجل ونحو ذلك فتكون مدافعته للملك من هذا الباب وان كان لا يملك الانسان مهما كان دفع الموت اذا جاء وقته وقيل ان لطم موسى عليه السلام للملك انما كان انه لم يخيره ومن المعلوم والثابت في السنة ان النبي لا يموت حتى يصير ولم يأتي في الحديث ان الملك خير موسى عليه الصلاة والسلام. و مهما يكن من شيء فان المقصود ان اهل السنة والجماعة يؤمنون بهذا الحديث كما لا يؤمنون بغيره من احاديث النبي صلى الله عليه واله وسلم ولا يشكون في شيء منها البتة والله عز وجل اعلم لتكون عليه الصلاة والسلام نعم. اشراط الساعة الاشراط شرط وهي العلامات التي جعلها الله عز وجل سابقة لقيام الساعة قال جل وعلا فقد جاء اشراطها وهذه العلامات جعلها الله سبحانه وتعالى مقدمات محذرات ومنذرات للناس. حتى يتنبه الغاصب ويستعد للقاء الله سبحانه وتعالى. وهذه العلامات دأب اكثر اهل العلم على تقسيمها الى قسمين. علامات كبرى وعلامات صغرى. وان لم يكن اعني هذا التقسيم قد جاء في سنة النبي صلى الله عليه واله وسلم اختلفوا في ضبط العلامة الكبيرة من العلامة الصغيرة. واحسن ما يمكن يقال في هذا ان العلامات العشر الواردة في حديث حذيفة ابن اسيد الغفاري الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما خرجه مسلم هي العلامات الكبرى وما عداها علامات صغرى وذلك انها اولا علامات كبرى لا نظير لها ففيها من العظم والعجب شيء عظيم. والامر الثاني انها علامات متتابعة. كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله الله عليه وسلم الامارات او قال الامارات خرزات في سلك متى يقطع السلك؟ يتبع بعضها بعضا. او كما قال صلى الله عليه هذه العلامات العشر هي كما اسلفت جاءت في حديث حذيفة بن اسيد رضي الله عنه وذلك ان النبي صلى الله عليه واله وسلم خرج على اصحابه فقال فيم تتذاكرون؟ فقالوا نتذاكر الساعة. فقال عليه الصلاة والسلام لن تقوم حتى تروا قبلها عشر ايات. فذكر عليه الصلاة والسلام الدخان والدابة طلوع الشمس من مغربها والدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام وخروج يأجوج ومأجوج ثلاثة خسوف خسف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب قال واخر ذلك نار تخرج من قعر عدن تبيت مع الناس حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا. فهذه علامات العشر هي العلامات الكبرى وما عداها علامات صغرى من العلامات الصغرى بعثة النبي صلى الله عليه واله وسلم كما ثبت في الصحيح انه عليه الصلاة والسلام انه قال بعثت انا والساعة كهاتين. ومن ذلك ايضا ضياع الامانة ومن ذلك ايضا كثرة الهرج اي القتل ومن ذلك ايضا كثرة الجهل وارتفاع العلم. ومن ذلك ايضا كثرة النساء وقلة الرجال. الى غير ذلك مما عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ومن تلك العلامات ما مضى وانقضى ومنها ما هو واقع الان منها ما لم يقع يبحث بعض الناس في مسألة ترتيب العلامات العشر التي هي العلامات الكبرى ولم يأتي ذلك في حديث عن النبي صلى الله عليه واله وسلم يعني لم يأتي عن النبي صلى الله صلى الله عليه واله وسلم حديث آآ يرتب هذه العلامات ولاجل هذا اجتهد اهل العلم في ذكر ترتيبها والذي يتحقق في هذا المقام ان الذي يمكن ان يرتب بعضها لا كلها فان الناظر في حديث النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ان اول هذه العلامات العشر ظهورا هو الدجال. ثم بعد ذلك يكون نزول نزول عيسى عليه السلام لانه هو الذي يقتله ثم بعد ذلك بعد ان يقتل وتستقر احوال المسلمين مع المسيح عليه السلام يأذن الله عز وجل الخروج يأجوج ومأجوج. فهذه العلامات الى هذا الحد مترتبة. اخر تلك العلامات جاء منصوصا في حديث واخر ذلك نار تخرج من قعر عدن. اذا ترتب عندنا ثلاث علامات في الاول. والعلامة الاخيرة. يبقى الستة التي بين ذلك الله عز وجل اعلم كيف يكون ترتيبها. لكن ثبت في مسلم عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه اخبر ان الدابة وطلوع الشمس من مغربها علامتان متعاقبتان. فاي تخرج قبل صاحبتها فالاخرى على اثرها تباعا المؤلف رحمه الله ذكر بعض هذه العلامات العشر وهذا ما سنأخذ عنه موذة يسيرة ان شاء الله وجل. نعم. خروج الدجال الدجال رجل من بني ادم كافر بالله العظيم يدعي الربوبية يمضي فيجوب الارض فلا يدع مكانا الا وطئه ثم الا مكة والمدينة فلا فعلى انقابها ملائكة تحرسها. كذلك لا يدخل بيت المقدس لان عيسى عليه السلام يدركه قبل دخولها بباب لد وباب لد قرب بيت المقدس فيقتله عليه الصلاة والسلام. اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم ان هذا الرجل معه نار وجنة. لو اغرقت هذه المسيرة ناره في حقيقتها جنة ونعيم والعكس في جنته. واخبر النبي صلى الله الله عليه وسلم انه يجوب الارض سريعا. كالغيظ استدبرته الريح. واخبر عليه الصلاة والسلام ان مكثه في الارض اربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وباقي ايامه كسائر ايام الناس. ويحصل على يديه امور وسوابق للعادة حتى انه يمر بالخربة فيمرها ان تخرج فتخرج كنوزها فتتبعه كما اه يتبع يعاسيب النحل. الى غير ذلك مما اصدر النبي صلى الله عليه واله وسلم عن علاماته وانه اعور العين وانه مكتوب عليه بين عينيه كافر كما اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم انه يتبعه من يهودي اصبهان سبعون الفا واكثر اتباع النساء والاعراض واليهود. وخاتمة امره ان عيسى عليه الصلاة والسلام حينما ينزل يدركه اعني يدرك الدجال قبل ان يدخل قبل ان يدخل بيت المقدس بمكان اسمه باب لد. معروف. واذا رآه عدو الله اذا رأى الدجال عيسى عليه السلام فانه ينماع يدركه عليه الصلاة والسلام ويقول ان لي فيك ضربة لن تخطئني. ومع كونه جميع ويذوب بعد رؤية عيسى عليه الصلاة الا انه عليه الصلاة والسلام يدركه فيضربه بالحربة فيقتله عليه الصلاة والسلام. هذا ما يتعلق بشأن الدجال على وجه الاختصار. نعم عليه الصلاة والسلام فيقول نزول عيسى عليه الصلاة والسلام علامة اخرى من علامات يوم القيامة الكبرى. وذلك ان الذي عليه عقيدة اهل السنة والجماعة ان عيسى عليه الصلاة والسلام لم يمت وانما رفعه الله عز وجل. بل رفعه الله اليه. وانه سينزل حكما مقسطا فيحكم بشريعة النبي صلى الله عليه واله وسلم ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية اول نزوله يكون بدمشق عند المنارة البيضاء شرقي دمشق فيخرج واضعا يديه على كتفيه ملكين. وآآ يقطر شعره وتقطر لحيته ماء كالجمان عليه الصلاة والسلام يدرك آآ الدجال كما اسلفت عند باب لد فيقتله. ثمان الناس تعيش معه عليه الصلاة والسلام احسن ما يكون المعاش فتدر نصيرات وتكثر النعم بينما هو عليه الصلاة والسلام مع قوم من اصحابه يمسح وجوههم ويخبرهم بمنازلهم من الجنة يوحى اليه من الله سبحانه وتعالى اني اسرجت عبادا لا يدان لاحد بهم. يعني شأنهم عظيم ولا يستطيع احد ان يقف فامامهم اعطاهم الله من القوة ما يعجز البشر فحرز عبادي الى الطور و هذا ايذان بخروج يأجوج ومأجوج. وهذه العلامة الثالثة التي ذكرها المؤلف. وذلك ان يأجوج ومأجوج قبيلتان من البشر اعطاهم الله سبحانه من القوة شيئا عظيما جدا وقد جاء الدليل على خروج يأجوج ومأجوج في كتاب الله وفي سنة نبيه صلى الله عليه واله وسلم حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون. وكذلك في سورة الكهف يقول الله سبحانه وتعالى قالوا يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض. وآآ هاتان القبيلتان موجودتان على وجه الارض في مكان يعلمه الله سبحانه وتعالى. وقد اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم كما ثبت في الصحيحين ويل للعرب من شر قد اقترب. فتح من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه واشار عليه الصلاة والسلام وحلق بين الابهام والتي تليها آآ يأذن الله سبحانه وتعالى بسروجهم على الناس ويجوبون الارض جميعا هم من كل حدب ينسلون. فيقتلون من يمرون عليه. يرحمك الله. وعيسى عليه والسلام والعصابة التي معه من المؤمنين يتحرزون بالطور وهو الجبل المعروف وبلغ من عددهم وكثرتهم انهم كما اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم يمرون على بحيرة طبرية وهي كما تعلمون بحيرة عظيمة. ماء عظيم كالبحر. فيمر اولهم عليه فيشربونه كله حتى اذا مر اخرهم وجدوه جافا وقالوا قد كان ها هنا مرة ماء قد كان ها هنا مرة ماء اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم ان القوم يبلغوا من عتوهم شيء عظيم حتى انهم اذا وصلوا قريبا من بيت المقدس عند جبل هناك فانهم يقولون قد قتلنا ما في الارض فهلم نقتل من في السماء. يضربون بسهامهم الى السماء ستعود عليهم مخببة بالدماء. ابتلاء من الله سبحانه وتعالى وامتحانه يبلغ بعيسى عليه الصلاة والسلام واصحابه من الشدة شيء عظيم. حتى ان النبي صلى الله عليه واله وسلم اخبر ان رأس الثور لاحدهم احب اليه من مئة دينار. ثم انهم يجأرون ويلجأون الى الله سبحانه وتعالى فيرسل الله عز وجل دابة صغيرة تصيبهم حتى انهم يموتون في ساعة واحدة. والله عز وجل على كل شيء قدير. فينزل عيسى الى الارض فيجدون جثثهم في كل مكان. وقد انتنت الارض منها فيدعون الله سبحانه وتعالى ان يعافيهم من ذلك فيأذن الله عز وجل ببعث طير تأخذ تلك الاجداث وتلك الاشياء اه الجثث فتطرحها حيث ما شاء الله سبحانه وتعالى. هذا ما يتعلق بهذه العلامات الاولى التي اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم. نعم اما الدابة فهي التي اخبر الله سبحانه وتعالى عنها في قوله واذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا باياتنا لا يؤمنون. وآآ هذه الدابة دابة عظيمة الله عز وجل اعلم بهيئتها و وظيفة هذه الدابة انها تسم الناس يعني تعلمهم فيزداد المؤمن اشراقا وبهاء بذلك. واما الكافر فانها تجرحه في خرطومه فيكون علامة على كفره. وهي تكلم الناس كما اخبر الله عز وجل وجاء في قراءة ابن عباس تكلمهم وكلا الامرين حق وواقع فان تكلم الناس وتحدثهم ان الناس كانوا بايات الله لا يؤمنون ولا يوقنون. وهي ايضا تجرح الناس تكلمهم من الكلم يعني الجرح وتعلمهم جاء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ذكرها ايضا في حديث مسلم حديث حذيفة ابن سيد كما اسلف وجاء ايضا مخرجه مسلم من انها تعني هذه العلامة الدابة وطلوع الشمس من مغربها علامتان متعاقبتان فايهما خرجت قبل الاسرة؟ فالاسرة على اثرها تباعا. العلامة التي ذكره المؤلف بعد ذلك طلوع الشمس من مغربها وطلوع الشمس من مغربها ايضا من العلامات التي جاءت في سنة النبي صلى الله عليه واله وسلم. وآآ اه هي طلوع خروج الدابة على مكان متعاقبتان كما اسلفت لم يرتبهم ولم يرتبهما النبي صلى الله عليه واله وسلم فايهما سبقت الاخرى الاخرى على اثرها تباعا الشمس تشرق من مغربها وقد كان الناس خروجها من مشرقها. وهذا علامة على انتهاء المهلة بالنسبة للكافرين وبالنسبة للعصاة على الصحيح من كلام اهل العلم. فانه لا توبة مقبولة بعد طلوع الشمس من مغربها. اما لو زاد المسلم الذي يكون في ذلك الوقت حسنا وعملا صالحا فان ذلك مقبول منه. اما التوبة فانها تنقطع حين ذلك. فالتوبة مقبولة ما لم تطلع الشمس من مغربها كما اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم بذلك. نعم قال وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم. وامر به في كل صلاة عذاب القبر ونعيمه حق هذا من المعتقدات التي يؤمن بها اهل السنة والجماعة. وعذاب القبر ونعيمه قد جاءت الادلة عليهم في كتاب الله في سنة نبيه صلى الله عليه واله وسلم. من الادلة على عذاب القبر قول الله سبحانه وتعالى وحاق بال فرعون سوء العذاب النار يعرضون غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. وهذه الاية كما قال ابن كثير اصل كبير عند اهل السنة في اثبات عذاب البرزخ. وذلك ان الذي يحصل لال فرعون قبل يوم القيامة بدليل قول الله جل وعلا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. وهذا قاطع في ان المراد بهذا العرض على النار انما هو في البرزخ لانه لم يكن كذلك في الدنيا وتحتم انه آآ ما يكون في البرزخ من الادلة ايضا قول النبي صلى الله عليه واله وسلم وقد خرج مرة بعدما وجبت شمس اي غربت سمع صوتا فقال يهود تعذب في قبورها. وايضا ما ثبت في الصحيح ان يهودية دخلت على عائشة رضي الله عنها فقالت لها اعاذك الله من عذاب القبر. فسألت عائشة النبي صلى الله عليه واله وسلم عن ذلك فقال نعم عذاب القبر حق ومن الادلة على نعيم القبر قوله صلى الله عليه واله وسلم فيما اخرجه مالك واحمد وغيره انما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة. حتى يرجعه الله تبارك وتعالى الى جسده يوم القيامة. والحديث صحيح. ومن ذلك ما اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم عن الشهداء ان ارواحهم في جوف طير خضر قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي الى تلك القناديل. ومن جملة ذلك فاصبر به المؤلف بهذا الموضع من استعاذة النبي صلى الله عليه واله وسلم من عذاب القبر ومن امره اصحابه بالاستعاذة من عذاب القبر في الصلاة. وهذا ثابت عنه صلى الله عليه واله وسلم في الصحيحين وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يدعو اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال. كما انه امر عليه الصلاة والسلام هذا الدعاء الذي يتضمن الاستعاذة من عذاب القبر بعد التشهد فقال اذا تشهد احدكم فليستعذ بالله من اربع. يقول اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم واعوذ بك من عذاب القبر واعوذ بك من فتنة المحر والممات واعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال. بل جاء عنه عليه الصلاة والسلام انه كان يعلم اصحابه هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن وهذا يدل على ان السنن الواردة في هذا دعاء منه عليه الصلاة والسلام وامر دعاء مطلق وامر بدعاء مخصوص وهو بعد التشهد في الصلاة. فكان يعلم هذا الحديث الذي ذكرته قبل قليل وهو في مسلم كان يعلمنا هذا الدعاء كما يعلمنا السورة من القرآن. يقول قولوا اعوذ ويقول قول اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر الى اخر الحديث. وهذا فيه دليل على شدة العناية منه عليه الصلاة سلام بهذا الدعاء. يتعلق بعذاب القبر نعيمه امور. من ذلك ان عذاب القبر ونعيمه كما كذلك سلف الامة وائمتها واقع على الروح والبدن معا. بحيث تنعم الروح وتعذب مجتمعة مع البدن وتنعم وتعذب منفردة عنها بمعنى ان العذاب والنعيم يقع تارة على الروح والبدن معا ومستمعين ويقع تارة على الروح وحدها دون البدن. وهذا له ادلة كما في حديث آآ سمرة في رؤيا النبي صلى الله عليه واله وسلم وهو وخرجه في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه واله وسلم اخبر اناس رآهم يعذبون في النار وسيأتي ذكر ذلك بعد قليل. فهذا عذاب في البرزخ. لانه قد قال فيه عليه الصلاة والسلام يصنع به ما رأيت الى يوم القيامة فهو واقع في ذلك الوقت. ومعلوم ان ابدان هؤلاء في الارض وانها لم آآ تدخل هذه الابدان الى النار وانها لا تدخل النار حتى تقوم الساعة فدل على ان هذا العذاب واقع على الروح فقط. وقد يقع هذا على الروح والبدن معا. كما ثبت في حديث البراء ان الكافر والمنافق اذا سئل فلم يعرف الجواب قال ها ها لا ادري فانه يضرب بمرزبة بين عينيه. او قال عفوا بين اذنيه. و انه تختلف اضلاعه وهذا واقع على البدن ولا حاجة الى القول ان هذا واقع على الروح لان هذا من علامات الجسد ومن اهل العلم من ذهب الى غير هذا فقال ان هذا اعني العذاب والنعيم واقع على الروح فحسب. ومنهم من قال انه واقع على الجسد فحسب وان الله عز وجل يعطي هذه الاجساد قدرة وشعورا بحيث تألم او تنتد وهذا كله مخالف لظواهر النصوص ومخالف لما عليه سلف هذه الامة ايضا من المسائل المتعلقة بذلك ان اهل العلم يقولون ان عذاب القبر بالنسبة للكافر دائم غير منقطع بدليل قول الله جل وعلا وحاق بال فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. فقوله غدوا وعشيا يدل على الدوام والاستمرار. وكذلك قوله يوم تقوم الساعة اذا هو شيء متصل الى قيام الساعة. واما بالنسبة للعصاة فقد جاء في الادلة ما يدل على ان من عذاب القبر ما هو دائم الى يوم القيامة. كما ثبت في البخاري من حديث سمرة في رؤيا النبي صلى الله عليه واله وسلم وفيه قال واما الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يكذب الكذب فتحمل عنه وحتى يبلغ الافاق حتى تبلغ الافاق فيصنع به ما رأيت الى يوم القيامة. وهذا يدل على ماذا؟ يدل على استمرار كذلك قوله في هذا الحديث واما الذي رأيته يشتخ رأسه فرجل علمه الله القرآن سنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار. قال فيعمل به ما رأيت او قال فيسمع به ما رأيت الى يوم القيامة قيامة. وكذلك ما ثبت في الصحيحين عنه عليه الصلاة والسلام انه قال بينما رجل مسبل ازارة تعجبه نفسه اذ خسف به فهو يتجلجل في الارض الى يوم القيامة. وهذا يقتضي ان عذابه في البرزخ كان عذابا متصلا ودائما الى يوم القيامة. ايضا من المسائل المتعلقة وبهذا الباب انه قد دلت الادلة على استثناء طائفة من المؤمنين من هذا العذاب. طبعا بالنسبة للمسألة السابقة نسيت ان انبه الى ان اه من اهل العلم من قرر ان العذاب في القبر قد يكون مؤقتا. ذلك بالنسبة للعصاة نقف على دليل ينص على هذا صراحة لكن يبدو ان اهل العلم الذين قرروا هذا نظروه بمسألة عذاب الموحد في النار وانه عذاب مؤقت فليكن عذابه في البرزخ مؤقتا ايضا جاء في هذا اثار عن السلف ان عذاب العاصي يكون عذابا مؤقتا وانه قد ينقطع عنه بسبب من الاسباب كحسنة استمرت بعد موته او اهداء اهدي له من العمل الصالح او استغفار ودعاء من ابناء او من غيرهم وقد يكون بمحض عفو الله سبحانه وتعالى والله عز وجل اعلم. ارجع الى ما يتعلق استثناء طوائف من المؤمنين لاسباب دلت عليها الادلة. ومن ذلك فانه قد ثبت عند الترمذي عنه عليه الصلاة والسلام انه اخبر ان للشهيد عند عند الله ست خصال منها قال ويجار من عذاب القبر. ومن ذلك ايضا من يقرأ سورة تبارك سورة الملك كل ليلة كما جاء في اثر ابن مسعود وله حكم الرفع و ان هذه السورة كانوا يسمونها على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالمانعة. يعني من عذاب القبر. ومن ذلك ايضا من مات بداء البطن قوله عليه الصلاة والسلام من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره. وآآ ذكر آآ اهل العلم فيما يتعلق بعذاب القبر ونعيمه مسائل اخرى غير آآ غير ما ذكرت ولعل فيما ذكر ولعله فيما ذكر كفاية ان شاء الله عز وجل. نعم. قال وفي القبر حق وسؤال منكر ونكير حق. ما معنى فتنة القبر نعم سؤال الملكين طيب لماذا عطف على هذا بذكر سؤال الملكين. لاحظ معي ماذا قال. قال وفتنة القبر والسؤال منكر ونكير حق. طيب اليس سؤال منكر ونكير؟ هو فتنة القبر؟ فلماذا عطف هذا على هذا مع انه شيء واحد. قد يقال نعم هذا اما ان يكون نعيما او عذابا. لكن كفتنة ابتلاء وامتحان. نعم لكنه يعني قدم على هذا بذكر السؤال. سؤاله الوكيل حق. قد يكون آآ هذا العطف الذي كان من المؤلف رحمه الله بان هذه الجملة وتلك من باب التكرار المفيد للتأكيد وقد يكون من جهة ان فتنة القبر عند المؤلف اعم فانه يدخل في هذه الفتنة ما يحصل من ابتلاء وامتحان عظيم. ومن ذلك مثلا هيئة الملكين. فانهما كما جاء عند الترمذي السودان ازرقان وهذا شيء اه مخيف وفيه من الامتحان والابتلاء شيء عظيم. ايضا كونهما اعني الملكين ينتهرانه ويقعدانه وآآ هذا في ايضا من التخويف والامتحان ما فيه. وهذا قدر زائد على مجرد السؤال ولعل هذا هو مراد آآ مراد المؤلئ لعل هذا مراد المؤلف او انه انما لم يراعي آآ اه في هذا العطف اه قضية التغايب وانما اراد ان يؤكد المعنى ليس الا والله عز وجل اعلم على كل حال فتنة القبر المراد بها سؤال الملكين للميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم. وهذا حق ثابت هذا حق ثابت والادلة عليه ادلة متواترة كما قال ابن القيم رحمه الله ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام لما خرجه الشيخان انه قد اوحي الي انكم تفتنون في قبوركم مثل او قريبا من فتنة الدجال. وآآ من ذلك ايضا قوله صلى الله عليه واله وسلم وهو ايضا مخرج في البخاري ان المؤمن اذا كان في قبره اتي فشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله قوله يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. ومن ذلك ايضا حديث البراء الطويل وهو مخرج في مسند احمد وفي السنن باسناد صحيح وفيه اه ذكر ما يكون في البرزخ من سؤال ومن نعيم وعذاب وهو حديث طويل لا يخفى عليكم. الشاهد ان سؤال الملكين في القبر حق ويتعلق بهذا الموضوع مسائل منها ان الصحيح عند اهل العلم ان هذه الفتنة واقعة على جميع الامم. وليست خاصة بهذه الامة كما فذهب الى هذا من ذهب من اهل العلم ولا دليل على الاختصاص بل صحيح ان هذا واقع على سائر الامم واذا كان هذا واقعا على اشرف الامم اه وافظلها فلا ان يكون واقعا في غيرها من باب اولى ايضا من المسائل المتعلقة ذلك ان الذي يتولى الفتنة ملكان من ملائكة الله عز وجل وهما كما جاء عند الترمذي باسناد حسن المنكر والنكير. جاء تسميتهما بالمنكر والنكير. وجاءت صفته ايضا كما في الحديث نفسه بانهما اسودان ازرقان و من المسائل ايضا بهذا الامر من يستثنى من فتنة القبر. فانه قد دلت الادلة على استثناء بعض المؤمنين من هذه الفتنة ومن ذلك الشهيد فان النبي صلى الله عليه واله وسلم وعند النسائي سئل ما بال الشهيد لا يفتن في قبره؟ فقال عليه الصلاة والسلام كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة. وكذلك من مات مرابطا في سبيل الله عز وجل. كما عند مسلم قوله صلى الله عليه وسلم في شأن المرابط وامن الفتانة. فمن مات مرابطا في سبيل الله ملازما للثغور. دفاعا عن ظهور المسلمين فانه يأمن برحمة الله عز وجل من فتنة القبر. ومن ذلك ايضا من مات يوم الجمعة او ليلة الجمعة. ما خرج ابو داوود وغيره باسناد حسن او صحيح كما قال الالباني رحمه الله انه قال من مات يوم الجمعة او ليلة الجمعة وقاه الله فتنة القبر. من مات يوم الجمعة او ليلة الجمعة وقاه الله فتنة القبر كذلك ممن يستثنى على الارجح الصغير والمجنون. وذلك ان السؤال فرع عن التكليف وهذان لا تكليف عليهما فلا قال عليهما ايضا على الصحيح من كلام اهل العلم ان النبي لا يفتن وذلك انه مسؤول عنه فلا يكون هو مسؤولا. واذا متى هذا في حق الشهيد والمرابط فلن يثبت في حق النبي من باب اولى الله عز وجل اعلم قال عليه الصلاة والسلام طيب بدأ المؤلف رحمه الله بعد ذلك في الكلام عن مواقف القيامة. بدأ بذكر البعث هو احياء الله الموتى واخراجهم من قبورهم للحساب والجزاء والبعث حق تكاثرت فيه ادلة الكتاب والسنة وهو من من القضايا الكبار التي عارض فيها المشركون النبي صلى الله عليه واله وسلم. فبعد التوحيد وثبوت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم تأتي هذه القضية من حيث عظم انكارها من لدن المشركين. البعث حق ودل عليه ادلة الكتاب والسنة والاجماع والعقل ايضا. اما من كتاب الله وقوله صلى الله عليه واله وسلم فقول الله سبحانه وتعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثون ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير. وآآ من النبي صلى الله عليه واله وسلم ادلة كثيرة فيها ثبوت البعث ومن ذلك قوله صلى الله عليه واله وسلم فيما ثبت في الصحيح في الصحابي الذي وقصته دابته وهو محرم فمات قال اغسلوه في بماء وسدر ولا وكفنوه في ثوبيه ولا تغطوا رأسه فانه يوم القيامة ملبيا. ومن تتبع احاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي فيها اثبات البعث فمنها كما هائلا لا يكاد يحصر. جاء في الادلة ايضا ادلة شرعية عقلية فهي شرعية من جهة ثبوتها في النصوص وعقلية من جهة من جهة ان دلالتها دلالة عقلية واهم ذلك ثلاث ادلة اولا ان الذي قدر على خلق الانسان من العدم قادر على اعادته بعد ان صار ترابا. والدليل الثاني ان قدرة على خلق ما هو اعظم من من الانسان كالسماوات والارض قادر على بعثه بعد الموت الثالث ان الذي قدر على انبات النبات من الارض قادر على بعث الناس من قبور وقد جمع هذه الادلة اية في كتاب الله وهي قول الله جل وعلا وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم. قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم هذا الدليل الاول الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقدون. هذا هو الدليل الثالث او ليس الذي خلق السماوات والارض بقادر على ان يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم هذا هو الدليل الثاني وهناك نوع من الدلالة ايضا اشار اليه شيخ الاسلام رحمه الله في درء التعارض سماه دليل وجودي والعيال والذي قبله هو دليل البرهان. وذكر ان دليل العيان اقوى وذلك انه لا شيء ادل على وجود الشيء لا شيء يدل على وجود الشيخ اعظم من وجوده. وذكر ان هذا الدليل هو ان الله عز وجل في هذه الحياة الدنيا قد بعث قوما بعد ان ماتوا. والقصص في هذا عدة منها فقط بسورة البقرة خمسة قصص او خمس قصص جاءت في سورة البقرة فقط في الرجل الذي مر على قرية وفي الطير الذي احياه الله عز وجل لما قطعه ابراهيم عليه الصلاة والسلام وفي ذكر القوم آآ الذين قال الله لهم موتوا ثم احياهم وفي ذكر الرجل الذي من بني اسرائيل وضرب ببعض البقرة الى غير ذلك مما جاء في كتاب الله عز وجل وفي سورة الكهف وغيرها ايضا قصص شاهدوا ان الله عز وجل اذا آآ اذن بقيام الساعة فانه يبعث الناس من قبورهم. ويسبق البعث النفخ في الصور. وهذا الذي اشار اليه المؤلف رحمه الله بعد ذلك. والنفخ في الصور علامة بدء القيامة. وبعده وبعده يكون بعث الناس من قبورهم وحشرهم الى المحشر للجزاء ثم بعد ذلك آآ للحساب ثم بعد ذلك للجزاء ثوابا وعقابا. وذكر المؤلف رحمه الله ان النافخ في الصور هو اسرافيل عليه السلام. وهذا قد جاء به مصرحا في حديث الصور الطويل وهو حديث معروف بهذا الاسم عند اهل العلم لكنه حديث ضعيف خرجه الحاكم لا يثبت عن النبي صلى الله عليه واله سلم وقد جاء تسميته في حديث النبي صلى الله عليه واله وسلم بانه صاحب الصور. ولكن اشتهر عند اهل العلم بل اجمع اهل العلم على ان النافخ في الصور هو اسرافيل عليه سلام كما نقل هذا الاجماع القرطبي في التذكرة وكما نقله الحليمي آآ ايضا الشافعي فيما نقل عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري. الشاهد ان النفخ في الصور اذا اه حصل فانه حينئذ يبعث الناس من قبورهم. ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم يصلون. النفخ في الصور والصور كما جاء تفسيره في حديث النبي صلى الله عليه وسلم قرن ينفخ فيه. الصور والقرن الة معروفة يزمر بها نعم. يعني من الات اللهو تكون ضيقة في جهة ومتسعة في جهة ويحصل بها زمر وهي معروفة لكن آآ هذا السور او القرن الذي ينفخ فيه ويبعث الناس بسببه شيء عظيم لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى. الشاهد ان النفخ في الصور الذي يحصل بسببه قيام الناس لرب العالمين يسبقه نفخة اخرى. يكون قبله نفخة اخرى والنفسات على الصحيح نفختان وهو الذي اختاره جمع من اهل العلم كالحافظ ابن حجر والشوكاني وغيرهما من اهل العلم. ذلك هو ما اخبر الله سبحانه وتعالى في قوله ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون فهناك نفخة للصعق وهي متعلقة بمن يكون حيا في ذلك الوقت. فينفخ في الصور حينما يشاء الله عز وجل ان تنتهي الحياة في هذه الدنيا. فينفخ في الصور ويصعق يفنى جميع الخلق ويموتون ولا يبقى منهم حي. ثم يبقون اربعين والله عز وجل اعلم اهي اربعون سنة او جمعة او شهر او يوم الله اعلم. وهذا كما ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة جاء في بعض الروايات خارج الصحيحين انها اربعون سنة لكن آآ بين الحاضر بن حجر انه لم يصح من ذلك شيء الشاهد انه اذا انقضت هذه الاربعون فانه ينفخ في الصور مرة اخرى. وهذه هي نفخة البعث يقوم الناس لرب العالمين ويسبق ذلك ان الله عز وجل يرسل مطرا كالطل او قال كالظل شك الراوي ومنه تنبت اجساد بني ادم. من اهل العلم من قال ان النفخات ويسبق هاتين نفخة للفزع. استدل على هذا بقول الله جل وعلا ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض. اذا نفخة للفزع ونفخة للساقي ونفخة للبعث. لكن الاقرب والله تعالى اعلم انها نفختان وان نفخة وان الفزع يكون مع نفخة الصعق. فان الذي يظهر من النصوص ان النفخة التي يصعق الناس بها لا تكون فجأة واحدة وانما تصل الى الناس بالتدريج. ثم يصلون الى مرحلة الفزع ثم بعد ذلك يصعقون. دليل هذا ما ثبت عند مسلم. وهو حديث طويل وفيه يقول عليه الصلاة والسلام ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه احد الا اصغى ليتا ورفع ليتا. وليت صفحة عنق وهذه هيئة من يحاول استماع شيء بعيد فهو يركز حتى يتنبه له حتى يتنبه له. قال واول من يسمعه رجل يلوط حوض ابله يعني يصلح حوض ابله. ثم اه يسمعه ثم يصعق فيصعق الناس ثم ان الله عز وجل يرسل مطرا كالطل او كالظل ومنه تنبت اجساد بني ادم و اه ينفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون. اذا حصلت نفخة البعث فان الناس يقومون لرب العالمين وهيئتهم كما ثبت في الصحيحين انه حفاة عراة غرل وجاء في خارج الصحيحين ايظا صفة رابعة وهي بهم حفاة غير منفعلين عراة غير لابسين. غرل جمع اغرن يعني غير مستونين رهما جاء تفسيرها لانها من احد الرواة بانها ليس معهم شيء. خالي الوفاض من حطام الدنيا. الارض التي يبعثون عليها ارض غير هذه الارض. كما قال جل وعلا يوم تبدل الارض غير الارض. والاقرب والله اعلم ان تغيرها تغير ذات وصفات لمن قال من اهل العلم ان تغيرها تغير صفات فحسب. وصفة هذه الارض كما جاء في الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام انها ارض بيضاء عفراء كقرصة نقي. وهذه الارض يجتمع وعليها الناس كلهم ولا يغادر منهم احد بل يجمعهم الله سبحانه وتعالى جميعا في الموقف ويحشرون كما اسلفت عراة ثم بعد ذلك يكسون واول من يكسى ابراهيم عليه عليه الصلاة والسلام كما ثبت في البخاري عنه عليه الصلاة والسلام. وثبت ايضا من اه اثر علي رضي الله عنه ان اول من يكسى ابراهيم ثم محمد عليه الصلاة والسلام. ثم يكسى الناس بعد ذلك. وللناس في المحشر احوال عظيمة منها احوال متعلقة بالكفار فانهم يحشرون على وجوههم وبطما وصما. وهناك احوال تتعلق بالمؤمنين يوم نحشر المتقين الى الى الرحمن وفدا. يعني مكرمين وهناك احوال تتعلق ببعض العصاة من الموحدين منها مثلا ان المتكبرين يحشرون كهيئة الذر يعني صغار النمل يغشاهم الذل من كل مكان. ومنها الذي يسأل الناس تكثرا فانه يبعث وليس في وجهه مزعة لحم ومنها ايضا احوال تتفصع تتعلق ببعض اصناف المؤمنين مثل الذين اه يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله الى غير ذلك. وعلى كل حال ما يكون من اهوال عظيمة ما هو دنو للشمس اه شدة الكرب وعظم الحال وكثرة العرق وغير ذلك مما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها اشياء اه معلومة معروفة عندكم ونظرا لضيق الوقت فاننا نطوي صفحا عن الكلام فيها نعم. صلى الله عليه وسلم نعم ما يتعلق بالشفاعة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم سوف نتكلم عنه ان شاء الله اذا آآ تكلم المؤلف عن موضوع الشفاء حتى يكون الكلام اه اه متقاربا بعضه من بعض نعم. وتنصب الموازين وتنشر يحاسبهم الله سبحانه وتعالى الحساب هو اطلاع الله عز وجل العبادة على اعمالهم ومقادير جزائها. يطلع الله عز وجل الناس وقد اجتمعوا في صعيد واحد في ذاك الموقف المهيب في ذاك المقام العظيم فيحاسبهم الله عز وجل ويطلعهم على اعمالهم ويقررهم بذنوبهم. الحساب قضية ثابتة في الكتاب والسنة في ادلة لا تكاد تحصر. ان الينا ايابهم ثمان علينا حسابا ودلت الادلة على ان الحساب قسمان عرض ومناقشة ومناقشة اما العرض فانه الحساب اليسير. كما قال الله جل وعلا فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. وحساب اليسير كان يدعو به النبي صلى الله عليه واله وسلم وهو الذي فسره فانه قد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه كان يدعو اللهم حاسبني حسابا يسيرا. فسألته عائشة رضي الله عنها يا نبي الله ما الحساب اليسير؟ فقال ان ينظر في كتابه ثم يتجاوز عنه. ان ينظر في كتابه ثم يتجاوز عنه اسأل الله العظيم ان يحاسبنا حسابا يسيرا. اه اما المناقشة فانها ان يدقق على العبد ويحصى ما عليه ويقرر بذلك ولا على شيء من ذلك. ولا يسامح على شيء من ذلك. و من آآ الادلة التي فيها ذكر نماذج آآ لهذه المناقشة ما اصدر به النبي صلى الله عليه واله وسلم في شأن الثلاثة الذين هم اول من تسعر اول من سعروا بهم النار وهم القارئ الذي اتاه الله القرآن وصاحب المال فكل واحد من هؤلاء اه يناقشه يناقشه الله سبحانه وتعالى الحساب ولا يسامح على شيء من ذلك من نوقش الحساب بهذه الصورة فانه هالك ولابد كما ثبت عنه. هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما خرجه الشيخان قال من نوقش الحساب هلك. وفي رواية عذب لانه لا احد يمكن ان يكون قائما بكل ما اوجب الله عز وجل عليه. ويكون منتهيا عن كل ما حرم الله عز وجل. ويكون مؤديا لشكر الله سبحانه وتعالى على سائر النعم التي عليه فهذا مما يتعذر على الناس التقصير غالب وحق الله عز وجل عظيم. فمن نوقش هذه المناقشة ولم يسامح فانه حينئذ هالك ولا بد كما اخبر النبي صلى الله الله عليه وسلم. نعم فاما لو وينطلق الى اهله مسرورا نعم والميزان يكفي تنصب الموازين سيأتي الحديث عنها ان شاء الله. هذه القطعة التي سمعناها فيها بيان موقف اخر من مواقف القيام. الا وهو نشر الصحف والمقصود بالصحف صحف الاعمال التي كتبت واحصيت على بني ادم من قبل الملائكة قد مضى الحديث عنها والله عز وجل بين في كتابه ان هذه الصحف سوف تعرض على الناس. قال الله عز وجل ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. هذه الكتب آآ تلقى للناس منشورة لا يحتاج الانسان ان يتكلف فتحها تكون منشورة مفتوحة امامه. ويقال له اقرأ كتاب كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. اقامة للعدل وان يكون للانسان حسيب من نفسه وهذا مما ينقطع معه عذره هذه الصحف يتلقاها الناس بايمانهم وشمائلهم. فمن زقاها بيمينه فهذه علامة السعادة بالنسبة له. وهذه احوال عباد الله الصالحين واحباؤه المؤمنون المتقون. فانهم يلقون كتابهم بايمانهم. قال الله سبحانه فاما من اوتي كتابه يمينك فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا. يكون من اهل الجنة. واما كفار فانهم يتلقون كتبهم بشمالهم ومن وراء ظهرهم. واما من اوتي كتاب بشماله واما من اوتي كتابه وراء ظهره. وكلا الامرين حق. ونحن نؤمن ان الله عز وجل يعطي الكفار هذه الكتب وانهم يتلقونها بشمالهم ومن وراء ظهورهم. والله عز وجل اعلم كيف يكون ذلك قيل ان يده تلوى يده الشمال تلوى اي اخذ كتابه بشماله من وراء ظهره وقيل ان يده الشمال تفك ثم تركب من وراء ظهره فيكون اخذا كتابه بشماله او من وراء ظهره وقيل انه يدخل يده من قبل صدره فتخرج من عند ظهره فيأخذ كتابه بشماله من وراء ظهره وعلى كل حال الاولى في هذا الوقوف عند حد الوارد فيقال انه آآ اعني الكافر يتلقى كتابه بشماله ومن وراء ظهره وبحث اهل العلم ها هنا مسألة العاصي من المؤمنين الذي آآ شاء الله عز وجل ان يعذب كيف يتلقى كتابك هل يتلقاه بيمينه او يتلقاه بشماله او كيف يكون حاله؟ من اهل العلم من قال انه يتلقى كتابه بيمينه حينما يتلقى الناس كتبهم في عرصات القيامة. وهذا علامة على انه لن يخلد في النار. وقيل انه يتلقى كتاب بيمينه لكن بعد ان يخرج من النار. وقيل انه يتلقى كتابه بشماله ولكن من امامه والاولى في هذا الوقف والله عز وجل اعلم كيف سيكون الحال؟ نعم الاعمال نعم نعم. ذكر المؤلف بعد ذلك موقف الوزن واخبر ان الميزان له كفتان وله لسان. والميزان هو ميزان عظيم يضعه الله سبحانه وتعالى في مواقف القيامة اجل ان توزن اعمال العباد. واختلف اهل العلم هل هو ميزان واحد او موازين متعددة فمنهم من قال هو موازين متعددة وذلك لانه لم يرد في كتاب الله الا موزونا آآ قال الله سبحانه آآ ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فمن ثقلت موازينه ان خفت موازينه اذا لم ترد الموازين في كتاب الله تعالى الا مجموعة وهذا يدل على انها موازين وليست ميزان واختلفوا بعد ذلك هل هي متعددة بتعدد الاشخاص؟ اعني لكل انسان ميزان يخصه او لكل نوع من الاعمال ميزان يخصه او لكل امة من الامم ميزان يخصه. هذا القول الاول في المسألة وقيل هو ميزان واحد لسائر الامم ولسائر الاشخاص ولسائر الاعمال و استدل هؤلاء بما ثبت عن النبي صلى الله عليه واله وسلم في السنة كقوله عليه الصلاة والسلام لهما اثقل في الميزان من احد كما عند احمد كما عند البخاري ايضا ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ومن ذلك ايظا وهو اصلح دليل في المسألة ما ثبت عند الحاكم آآ عنه صلى الله عليه واله وسلم انه قال يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزنت فيه السماوات والارض لوسعت. وتقول الملائكة لمن يزن هذا يا ربي؟ فيقول سبحانه لمن شئت من خلقه يقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك. ظاهر الحديث انه ميزان واحد وهو ميزان عظيم الله وتعالى اعلم. ذكر المؤلف رحمه الله ان هذا الميزان له كفتان. وله لسان اما الكفتان فانهما ثابتتان في حديث البطاقة وما اخرجه احمد والترمذي اسناد اه صحيح وقصة البطاقة قصة معروفة وفي هذا الحديث باختصار انه آآ ينادى على رجل من هذه الامة وينشر له تسعة وتسعون سجلا مشحونة بالسيئات كل سجل منها مد البصر. يعني سجل عظيم جدا. وآآ توضع هذه السجلات في كفة وتوضع بطاقة فيها لا اله الا الله في كفة. فتثقل البطاقة وتطيش سجلات ولا يدخل مع اسم الله شيء. الشاهد انه قد جاء في هذا الحديث اثبات ماذا؟ اثبات الكفتين. اما اللسان فالمقصود باللسان هو لسان الميزان. وهو اه العمود الصغير الذي يكون باعلى الميزان وبه يعرف تساوي الكفتين. يعني قبل ان يوزن في الميزان لابد ان يعلم ان الكفتين ماذا؟ ان الكفتين متساويتين. فهذه فهذا اللسان الذي يكون في الاعلى هو الذي يتحدد به ماذا؟ كون الميزان متساوي الكفتين. والمؤلف رحمه الله في هذا قالوا اثبت للميزان الاخروي لسانا وهذا قد ذكره غيره ايضا مثلا ذكره البربهاري لشرح السنة. واختاره ايضا السفارين في لوامع الانوار. وكذلك الصديق حسن في قطف الثمر وروي عن الحسن البصري فيما خرجه اللانكائي في السنة. وروي ايضا عن ابن عباس رضي الله عنهما لكن في طريق الرواية الكلبي فلا يحتج بهذه الرواية وجاء ايضا عن غير هؤلاء من اهل العلم والذي اه يظهر والله سبحانه وتعالى اعلم ان هذه الامور الغيبية لابد فيها من الوقوف عند حد الوارد ولا اعلم انه قد ورد دليل على ثبوت آآ اللسان في هذا الميزان الاخروي فلا نثبته وايضا لا ننفيه ونقول الله سبحانه وتعالى اعلم لانه لم يثبت فيه شيء مرفوع وايضا لم يثبت فيه شيء موقوف لو ثبت فيه شيء مرفوع او موقوف فاننا نقول بذلك لكن لما لم يثبت فالاولى في مثل هذه المواضع ان يوقف فيها. ايضا ممن اختار واثبت اللسان ابن القيم رحمه الله في النونية اه كثير من اهل العلم على كل حال نصوا على ذلك لكن اه الوقف عن هذا اولى والله سبحانه وتعالى اعلم. يتعلق بموضوع الميزان الوزن مسائل متعددة. من اشهر تلك المسائل ما الذي يوزن في الميزان؟ في هذا اقوال كثيرة تصل الى ثمانية اقوال لكن اشهرها اه اقوال اربعة. القول الاول ان الذي يوزن هو العمل نفسه. والله عز وجل قادر على ان يجعل الاعمال مجسدة بصورة محسوسة بحيث يمكن ان توزن. استدل لهذا القول بان ظاهر النصوص يفيده. كقوله صلى الله عليه وسلم ما من شيء اثقل في الميزان من خلق حسن. ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم بخ بخ لخمس ما اثقلهن في في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر والولد الصالح يموت فيحتسبه والده. فظواهر هذه النصوص تفيد ماذا؟ ان الموزون هو العمل نفسه. وهذا الذي اختاره آآ جمع من اهل العلم وظاهر تبويب البخاري في صحيحه اختياره ونص عليه الحائض ابن حجر في الفتح وكذلك ميل شيخ الاسلام وغيره من اهل العلم الى هذا. وقوله الثاني ان الذي يوزن هو صحف الاعمال. وهذا دليله صريح في حديث البطاقة. فان العمل لم يرد انه وزن وصاحب العمل ايضا لم يرد انه وزن وانما وضعت السجلات في كفة ووضعت البطاقة التي فيها لا اله ان الله في كفة. الذي يظهر والله اعلم من هذا وهو صريح في المعنى ان الذي يوزن هو صحف الاعمال صحف السيئات في كفة وصحف الحسنات في كفة اخرى. وهذا القول وصف بانه قول الجمهور. ووصف بانه هو القول المشهور عند اهل العلم واختاره جماعة من المحققين. القول الثالث ان الذي يوزن هو العامل نفسه. استدل على هذا بقول الله جل وعلا اولئك الذين كفروا بايات ربهم فحفظت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. وثبت في الصحيح انه عليه الصلاة والسلام انه قال انه يؤتى بالرجل السمين العظيم يوم القيامة فلا يساوي عند الله جناح بعوضة. ثم قرأ هذه الاية. هذا الدليل فيه اه ما فيه من جهة اه المعنى لكن اصرخ منه ما ثبت في مسند احمد عنه صلى الله عليه وسلم في شأن اه ساقيه ابن مسعود لهما اثقل في الميزان من احد. وهذا صريح يكفي ان اه العامل نفسه يوزن. القول الرابع هو الجمع بين الاقوال السابقة اما بان يقال انها جميعا توزن. واما ان يقال ان الوزن يقع لهذا تارة ويقع ولهذا تارة ويقع بهذا تارة. والله سبحانه وتعالى اعلم. هذا فيما يتعلق المسألة الاولى وهي ما الذي يوزن في الميزان؟ القول او عفوا المسألة الثانية وهي نتيجة الوزن وهذه اهم قضية تتعلق بهذا الموضوع. موقف الميزان من المواقف العظيمة التي هي حد فاصل بين اهل السعادة واهل الشقاوة فانه بحسب نتيجة الوزن تكون اه نتيجة الانسان من حيث دخوله الجنة او دخوله النار. والله سبحانه وتعالى يقول فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. الناس في نتيجة وزن احد ثلاثة اشخاص. اما ان تثقل موازينه بمعنى ان تترجح كفة الحسنات ولو بحسنة واحدة. تزيد حسناته على سيئاته وتترجح هذه على تلك ولو بحسنة واحدة. وهؤلاء هم اهل السعادة. يدخلون الجنة مباشرة دون ان يدخلوا النار ولو كان في الكفة الاخرى كبائر. فان الحكم حينئذ اه بما انه قد الحسنات الحكم لها فيكون من اهل السعادة. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. الحالة الثانية ان تترجح كفة السيئات وهذه هي حالة اهل البلية والمحنة كما قال ابن القيم رحمه الله. والله عز وجل قد بين في كتابه واما من خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم اختلف اهل العلم في هذا الموضع فمنهم من قال ان من كان من الموحدين ممن اه ثقلت موازين سيئاته وخفت موازين حسناته فانه يكون تحت المشيئة. شاء الله عذبه وان شاء عفا عنه ومن اهل العلم انتصر لهذا ابن حزم رحمه الله في المحل وفي رسالة خاصة اسمها التلخيص لوجوه التخليص وانتصر لهذا ايضا ابن القيم رحمه الله ونقل اه مجمل ما جاء في هذه الرواية الرسالة في كتابه طريق الهجرتين اه ونقل ابن القيم رحمه الله ايضا تبعا ابن حزم اتفاق اهل السنة على هذا القول. وهو ان من ترجحت سيئاته على حسناته فانه لا بد فمن دخوله النار ترجحت سيئاته على حسناته فانه لا بد من دخوله النار دخولا مؤقتا ثم بعد ذلك يأذن الله عز وجل بخروجه من النار ودخوله الجنة. الذي اختاره ايضا اه الشيخ ابن سعدي رحمه الله اه هو هذا القول لكن بذكر قيد وهو الاظهر في هذه المسألة عملا بالنصوص الواردة في هذا الموضوع وهو ان من ورد يوم القيامة ولم يغفر له قبل موقف الوزن وترجحت سيئاته على حسناته فانه لا بد من دخوله النار دخولا مؤقتا اللهم الا ان يكون له شفاعة بعد ذلك فان الصحيح ان الشفاعة فيمن وجبت له النار قبل دخوله آآ شفاعته اذا اذا ترجحت السيئات على الحسنات فانه يكون من اهل النار الا ان تحصل له شفاعة اه قبل دخوله النار واذا شفع فيه وقبل الله عز وجل هذه الشفاعة فانه لا يدخل النار والا فانه لا بد من دخوله اياها والله سبحانه وتعالى اعلم. نعم. قال عمر ان محمدا صلى الله عليه وسلم. نعم. نعم احسنت. الصنف الثالث آآ وقد نسيت من تساوت حسناته وسيئاته وهذا الذي جاء عن الصحابة رضي الله تعالى آآ عنهم انه يوقف على الاعراف ما شاء الله ان يوقف ثم يكون مصيره الى الجنة. وقد قال ابن القيم رحمه الله ان هذا قد روي عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ان ذلك كان من طرق لم تثبت. وان المعتمد في هذا ما ثبت عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم. وذكر ابن كثير رحمه الله في تفسيره ان اقوال المفسرين اختلفت في تفسير اهل الاعراظ لكنها آآ تتفق من حيث المعنى وان المراد آآ بهم هم من آآ تساوت حسناته وسيئاته فانه يوقف على الاعراف وهو مرتفع بين الجنة والنار يوقف على ذلك المرتفع ما شاء الله ان يوقظ ثم بعد ذلك يؤذن له بدخول الجنة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون. نعم. قال والمؤمنين محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة نعم. الحوض هو مجمع الماء العظيم الذي يضعه الله تبارك وتعالى في موقف القيامة لامة محمد صلى الله عليه وسلم وهو من اوجه اكرام الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم هذا الحوض اختلف فيه هل هو قبل الصراط او بعد الصراط؟ والاقرب ان يقال انه قبل الصراط فانه قد جاء في الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال بين انا على الحوض اذا برجال حتى اذا عرفتهم خرج بيني وبينهم رجل فقال هلم فقلت الى اين؟ قال الى النار والله دل هذا على ان من الناس الذين يوردون اه او على الحوض من يؤخذ الى النار. ومعلوم ان من تجاوز الصراط فانه لا لا يذهب به الى النار انما اه اهل النار الذين كتب الله لهم دخولها فانهم يسقطون فيها من اه من خلال مرور على الصراط اما اذا تجاوز الصراط فقد تجاوزوا النار. فهذا مما يرجح كفة القائلين بان الحوض قبل الصراط وهو الذي اختاره القرطبي وابن كثير وغيرهم من اهل العلم. آآ الحوض كما اسلفت حوض اكرم به الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه واله وسلم. وقد جاء في السنة صفة هذا الحوض. فقد جاء في مسلم ان حوضه صلى الله عليه وسلم طوله شهر وعرضه شهر وجاء ايضا في الصحيحين او في احدهما او في غيرهما ذكر اه مواضع تقرب مسافة الحوض. كمثل قوله صلى الله عليه واله ان حوضه كما بين ايلة الى عدن. ايلة هي المدينة التي تسمى الان العقبة خليج العقبة الى عدن وجاء ايضا من ايلة الى صنعاء. وجاء ايضا من الكعبة او مكة الى بيت المقدس وجاء من ايلة الى عمان. عمان معروفة في جزيرة العرب الى غير ذلك مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه المسافات المتنوعة المختلفة. هل اقرأ فيها ان يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يريد تحديد المسافة على وجه الدقة وانما اراد تقريب الفهم بسعة الحوض بعد تقريبا فهم بسعة الحوض دون ارادة هذه المسافة على وجه الدقة والله سبحانه وتعالى اعلم جاء ايضا من صفات هذا الحوض انه يشخب فيه ميزابان من الجنة كما ثبت في الصحيح يشخب فيه ميزابان من الجنة وهذان الميزابان آآ يمدان من الكوثر كما ثبت هذا في مسند احمد باسناد اه ثابت عنه عليه الصلاة والسلام بان اه الكوثر يصب في حوضه عليه الصلاة والسلام. بل ثبت في مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم حينما ذكر الكوثر قال عليه حوض ترد عليه امتي يوم القيامة والمقصود بعليه حوض يعني انه يصب من هذا الكوثر في هذا الحوض آآ آآ يصب في هذا يصب من الكوثر في هذا الحوض آآ الذي هو له عليه الصلاة والسلام. ايضا من صفاته ما ذكر المؤلف رحمه والله ان ماءه ابيض من اللبن. وفي رواية من الورق. وان ماءه احلى من العسل وان ريحه اطيب من المسك. وان كيزانه او قال ابارقه او اباريقه. كعدد نجوم السماء وان اثار شربه آآ هي ان من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. وجاء في مسند احمد ولم اسود وجهه ابدا. آآ الى غير ذلك مما ثبت في صفة هذا الحوض عنه عليه الصلاة والسلام وايضا من المسائل المتعلقة بهذا الموضوع هو ان هذا الكوثر سوف يذاد ويصرخ ويبعد عنه ويطرد اقوام اه من هذه الامة اه يعني امة اه الدعوة ومن اولئك من ارتد بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم كما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام في الصحيحين انه اه حينما قال امتي في امتي وفي رواية قال اصحابي اصحابي قيل له انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم. ومن اولئك ايضا المحدثون المبتدعون في دين الله عز وجل ما ليس منه فانه قال عليه الصلاة والسلام في الحديث انه يقال له انك لا تدري ما احدث بعدك الاحداث في الدين من اسباب الصرف والابعاد والطرد عن الحوض الذي هو للنبي صلى الله عليه واله وسلم وبعض اهل العلم كابن عبدالبر والسفاريني وغيرهما مال ايضا ان ممن يطرد من عظمت ذنوبه وكبائره ظلمه فانه يخشى عليه ايضا ان يطرد عن حوض النبي صلى الله عليه واله وسلم والله تعالى اعلم. ايضا من المسائل المتعلقة بهذا الموضوع انه ثبت عند او عفوا انه آآ خرج الترمذي عنه عليه الصلاة والسلام انه قال ان لكل نبي حوضا وانهم ليتباهون ايهم اكثر واردا واني لارجو ان اكون اكثرهم واردا يوم القيامة. وهذا الحديث آآ ما لا الشيخ الالباني رحمه الله الى ثبوته وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله الى تضعيفه لكنه قال فان صح فان حوض النبي صلى الله عليه واله وسلم واعظم تلك الاحباب لعلنا نكتفي بهذا القدر ان شاء الله آآ ونكمل بعون الله عز وجل آآ في الاسبوع القادم بعون الله عز وجل لعل الله ييسر ان ننتهي من هذا المتن الاسبوع القادم وكذلك في الاسبوع الذي يليه لعله يكون يبقى لنا درسين اظن يمكننا ان شاء الله قبل الاختبارات اليس كذلك؟ ان شاء الله تعالى خروج المهدي قبل خروج آآ عيسى عليه السلام قال اهل العلم انه ممهد لخروج المسيح عليه الصلاة والسلام. والا فانه يكون قبل ذلك ويحصل اه معه قتال الروم وينتصر المسلمين ينتصر المسلمون الى غير ذلك آآ بالنسبة للذين ثبت عنهم الحديث عنهم صلى الله وسلم في حديث سمرة اه في صحيح البخاري في اه اه ذكر من يعذب ممن رأهم عليه الصلاة والسلام وهم الذي يكذب الكذب آآ فتؤخذ عنه حتى تبلغ الافاق وكذلك الذي اتاه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه النهار وكذلك الزناة والزواني وكذلك اه اه اكل اه الربا الى غير ذلك اه اه يسأل السائل فيقول لماذا لا يقال انهم يعذبون بارواحهم وابدانهم؟ لا يمكن ان يقال ذلك لان هذا رآه النبي صلى الله عليه وسلم في ولا يمكن ان يقال انه يمكن دخول النار بالابدان قبل يوم القيامة. ما يمكن هذا. ابدان تكون في البرزخ في الدنيا. في قبورهم لكن ارواحهم هي التي تعذب. اما ان يقال انهم يدخلون النار بابدانهم وارواحهم ويعذبون في ذلك ثم بعد ذلك يخرجون ويرجعون الى القبور ثم بعد ذلك يبعثون ثم يحاسبون ثم يصلون النار بعد ذلك مرة اخرى فهذا لا يمكن ان يقال به ولم يقل به احد من اهل العلم قط قد يكون اه عذاب القبر كفارة. وهذا مما نص اهل العلم لانه قد يستوفى ما على العاصي حينما يعذب في قبره. ولا شك ان العذاب سواء كان في القبر او كان في النار انما هو جزاء على عمله السيء. فاذا كانت اعماله السيئة يسيرة انه قد يستوفى عنه في القبر. فريدوا يوم القيامة وقد اه جزي على اعماله السيئة وقد يبقى عليه بقية اه اه يدخله الله سبحانه وتعالى النار حتى اذا هذبوا هو نطق ومحصوا في النار فان الله عز وجل يأذن لهم بدخول الجنة وخروجهم من النار هذا اذا لم يشأ الله عز وجل مغفرة ذنوبهم ابتداء والله سبحانه وتعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم