السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عليكم السلام ورحمة الله ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا ثم اما بعد فاننا نحمد الله عز وجل هو سبحانه المحمود بكل لسان الذي له من كل صفة عليا ومن كل اسم حسن ومن كل ثناء وتنزيه وتحميد وتمجيد واجلال واكرام اعلى ما يكون واشرف ما يكون سبحانه هو كما اثنى على نفسه وفوق ما اثنى عليه خلقه جل وعلى وتبارك وتقدس سبحانه وتعالى ثم اما بعد هذا المجلس الذي يسره الله عز وجل واسأله سبحانه ان يجعله مجلسا نافعا مباركا للمتكلم والسامع موضوعه شرح اسماء الله الحسنى التي اوردها الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي عليه رحمة الله وقبل البدء فيحسن ان يكون هناك مقدمة ممهدة تتعلق بعدة امور اما المؤلف فانه شيخ العلامة عبدالرحمن ابن ناصر السعدي وهو علامة جليل وامام معروف لا يخفى على طلبة العلم مولود سنة سبع وثلاث مئة والف ومتوفى سنة ست وسبعين وثلاث مئة والف تغمده الله برحمته الواسعة هذه الرسالة هي في الحقيقة جزء منتزع من تفسير الشيخ التيسير الكريم المنان ورد المؤلف رحمه الله في خاتمة سورة النحل بنهاية الجزء الخامس من الطبعة القديمة اورد بعضا من الفوائد ومن ضمن ما اورد شرح وتفسير بعض اسماء الله الحسنى آآ التي نيفت على سبعين اسما لله سبحانه وتعالى ويبدو ان اختياره رحمه الله لهذه الاسماء هو لكونها اكثر ورودا من غيرها في كتاب الله عز وجل وهذا ما اشار اليه في بداية هذه الفائدة المؤلف عليه رحمة الله كان منهجه في هذا الشرح هو انه يذكر لكل اسم معنى وجيزة ولا يفيض بذكر الاستدلال والشرح والبيان لهذا الاسم وانما يذكر كلمات موجزات تتعلق بالاشارة الى معنى هذا الاسم والشيخ عبدالرحمن عليه رحمة الله كان له عناية شرح اسماء الله الحسنى الكلام عن صفات الله تبارك وتعالى وله في تفسيره في عدا هذا الموضع اه كلام كثير يتعلق بمعاني اسماء الله سبحانه وتعالى وهناك بحث منشور في مجلة الجامعة الاسلامية بالعدد الثاني عشر بعد المئة فيه جمع لكلام الشيخ رحمه الله لشرح اسماء الله الحسنى سواء كان في هذا الموضع او في غيره من التفسير او في غيره من كتب الشيخ عليه رحمة الله وهذا البحث آآ كتبه الدكتور عبيد بن علي العبيد تجدونه في المجلة آآ مجلة الجامعة الاسلامية في العدد الثاني عشر بعد المئة ان احببتم الاطلاع على ما اورد الشيخ رحمه الله في شرح اسماء الله الحسنى المقدمة الثانية تتعلق الكلام عن شرح اسماء الله جل وعلا وما الف في ذلك وهذا الباب قد اعتنى به اهل العلم عناية كبيرة والكلام في هذا الموضوع في مصنفات اهل العلم موجود على ضربين الضرب الاول ان يكون منثورا في كتب اهل العلم لا سيما في كتب التفسير والامر او الظرب الثاني ان يكون مودعا في الكتب المؤلفة في هذا الباب وهذا الباب قد الف فيه اهل العلم مصنفات كثيرة وجل المصنفات القديمة لم تكن على منهج اهل السنة والجماعة افضل من تكلم في هذا الباب وكان على طريقة اهل السنة والجماعة و العلامة ابن القيم عليه رحمة الله فله في هذا المضمار آآ نشاط كبير معلوم لا سيما في كتابه النونية فان القصيدة النونية مشتملة على بيان كثير من اسماء الله سبحانه وتعالى من حيث الشرح والبيان و ارى انه يأتي في الرتبة الثانية بعد ابن القيم عليه رحمة الله في هذا المجال من العلماء المشهورين الشيخ ابن سعدي رحمه الله رحمة واسعة هناك كتب مؤلفة في هذا المجال من المعاصرين متعددة من اجود تلك المؤلفات كتاب النهج الاسمى اه محمد ابن اه حمود النجدي فهذا الكتاب يعتبر يعني مرجعا اه جيدا في بابه في اه هذا الموضوع المقدمة الثالثة تتعلق اهمية هذا الموضوع فان مما لا شك فيه ولا ريب ان باب الاسماء والصفات باب عظيم وشأنه كبير وان العناية به ذات اهمية بالغة لكل مسلم بلها طالب العلم وتظهر اهمية العناية باسماء الله وصفاته من عدة اوجه الوجه الاول ان الله سبحانه وتعالى قد امر عباده بمعرفة اسمائه وصفاته فكم في كتاب الله من امر بالعلم بهذه الاسماء اليس في كتاب الله واعلموا ان الله سميع عليم واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه واعلموا ان الله مع المتقين في ايات كثيرة فيها الامر بالعلم باسماء الله عز وجل وانت خبير بان هذا هذه الصيغة صيغة امر والاصل في الامر ان يكون محمولا على الوجوب الا لصارف ثم امر اخر ان الله عز وجل اذا امر بشيء فان هذا دليل على محبته لهذه لهذا الشيء وهذه قاعدة مطردة ما امر الله بشيء الا وهو يحبه سبحانه وتعالى اذا الله عز وجل يحب منا ان نعلم اسمائه وصفاته جل وعلا الوجه الثاني ان العلم باسماء الله وصفاته والقيام بمقتضى هذا العلم من التعبد لله عز وجل وتوحيده هو الغاية التي خلق الله عز وجل هذا الخلق من اجلها يقول الله سبحانه وتعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لم لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما. الغاية من خلق السماوات والارض هو ان يعلم سبحانه وتعالى بصفاته ونعوت جلاله وكبريائه وعظمته جل وعلا. ثم ان يقوم العبد بمقتضى هذا العلم وهذا مما يرشدك على اهمية هذه القضية الكبرى الوجه الثالث الذي يدل على اهمية العناية باسماء الله عز وجل وصفاته ان هذا العلم هو اساس الدين واصل الملة واس السعادة وافضل ما حصلته النفوس واكتسبته القلوب فان العلم باسماء الله عز وجل وصفاته ربوبيته وقيوميته جل وعلا هو التوحيد العلمي وهذا التوحيد هو الموصل للتوحيد العملي فاول ما يدخل القلب هذا التوحيد التوحيد العلم الخبري ثم يرتقي بعده الى التوحيد العملي الارادي الى التوحيد العملي الارادي القصدي اذا كان العلم باسماء الله سبحانه وصفاته هو اساس الدين والملة الامر الرابع او الخامس ان العلم باسماء الله وصفاته يفتح باب العبودية لله عز وجل سواء كان هذا عبودية في القلب او كان عبودية في الجوارح بل انه لا عبودية البتة الا بعد معرفة الله سبحانه وتعالى والا فخبرني هل يمكن ان يقوم العبد بعبادة الله عز وجل وتوحيده وهو لا يعرفه هذا من الامور المحالة بل من تكليف ما لا يطاق ولو قيل للمرء عليك ان تعبد ربا لا تعرف عنه شيئا كيف سيفعل لا شك انه ساجد في نفسه ضيقا وحرجا شديدا ابو القاسم الاصبهاني تيمية عليه رحمة الله في الحجة ذكر كلاما مفيدا في هذا المجال فقد ذكر رحمه الله ان المرء اذا اراد ان يتزوج من آآ مولية اخر او يزوجه فانه يسأل عن اسمه وكنيته ونسبه وكل صغيرة وكبيرة في شأنك قال فكيف بربك ومعبودك ومحبوبك سبحانه وتعالى اليس اولى ان تعرفه جل وعلا بنعوته وصفاته واسمائه سبحانه لا شك انه اولى واحرى و ينبغي ان نعلم ان لكل اسم من اسماء الله عز وجل عبودية تخصه كل اسم لله عز وجل له عبودية تخصه في علمه وعبادته وحاله والسعيد الموفق هو الذي يتعبد لله عز وجل بجميع اسمائه سبحانه وتعالى فهو يتعبد لله عز وجل هذه الاسماء ويدعو الله عز وجل بها دعاء العبادة دعاء المسألة ودعاء الثناء ولا يمنعه دعاؤه لله عز وجل باسم من ان يدعوه باسم اخر فلا يمنعه دعاؤه وتعبده لله عز وجل باسمه القدير والقوي عنان يعبده ويدعوه باسمه الحليم والرحيم والودود هذا الباب باب اه عظيم وواسع والكلام فيه يطول جدا ولاهل العلم عناية ببسطه وشرحه لا سيما ابن القيم عليه رحمة الله ولا سيما في كتابه طريق الهجرتين وفي مدارج السالكين وفي غيرهما من كتبه عليه رحمة الله الوجه السادس ان العلم باسماء الله عز وجل وصفاته باب موصل للجنة الجنة التي هي غاية المتعبدين وهي التي شمر لها المشمرون من اسباب دخولها والوصول اليها معرفة اسماء الله عز وجل والقيام بمقتضى هذا العلم وقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام كما اخرجه الشيخان انه قال عليه الصلاة والسلام ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدة من احصاها دخل الجنة ولاهل العلم كلام طويل في احصاء اسماء الله عز وجل وكيف يكون ولعل الذي يجمع ذلك هو ان يقال ان العلم ان احصاء اسماء الله سبحانه يكون بالعلم بها وحفظها ومعرفة معانيها والتعبد لله سبحانه وتعالى بذلك وهذا قدر ارفع من مجرد الايمان باسماء الله وصفاته هذه نبذة شحذ الهمة الى العناية باسماء الله وصفاته التشمير عن ساعد الجد في التعرف على معانيها ثم انتقل بعد ذلك الى مقدمة رابعة وهي آآ مقدمة مهمة تتعلق باسماء الله عز وجل وذلك ان طالب العلم في هذا الباب ينبغي ان يستحضر دائما الضوابط التي قررها اهل السنة والجماعة في باب الاسماء والصفات اذا اراد البحث في معانيها واهم تلك الظوابط المتعلقة بباب الاسماء هو ان تعلم ان اسماء الله عز وجل حسنى والله عز وجل قد بين في كتابه باربعة مواضع ان له الاسماء الحسنى تبارك وتعالى سورة الاعراف لله الاسماء الحسنى فادعوه بها في سورة الاسراء قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى في سورة طه الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى وفي سورة الحشر في ختامها آآ هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى اذا الله عز وجل قد بين في كتابه ان له الاسماء الحسنى وحسن مؤنث احسن والمعنى البالغة في الحسن غايته ومعنى انها بالغة في الحسن غايته اي لا وراء ذلك من حسن ليس هناك وراء هذا هذه الاسماء الحسنى من حسن البتة فالله عز وجل اسماؤه بالغة بالحسن والجمال والجلال والثناء تبارك وتعالى وهي عند اهل العلم منقسمة الى عدة تقسيمات بعدة اعتبارات ومن ذلك انهم يقسمون اسماء الله عز وجل كما فعل ابن القيم رحمه الله في بعض كتبه الى اسماء الجلال والجمال والى اسماء الفعل والقدرة والى اسماء الاحسان والرحمة ويدخل تحت قل لي نوع من هذه الانواع اسماء كثيرة لله سبحانه وتعالى والحسن في اسماء الله عز وجل سببه راجع الى ثلاثة امور اي اذا قيل لم كانت اسماء الله عز وجل حسنى فالجواب ان ذلك راجع الى ثلاثة امور الامر الاول الامر الاول ان هذه الاسماء دالة على اعظم واقدس مسمى وهو الله عز وجل فلدي ليأفاء لدلالتها على هذا المسمى العظيم وهو الله عز وجل كانت اسماء حسنى والامر الثاني انها دالة على اعظم معنى واشرفه فاسماء الله عز وجل دالة على اشرف المعاني واعظمها الامر الثالث ان هذه الاسماء منزهة عن كل نقص وعيب فلاجل هذه الامور كانت اسماء الله عز وجل حسن اي بالغة في الحسن غايته و هذا الحسن باسماء الله عز وجل مجال رحم مجال رحب للمتأمل والمتدبر فان الحسنى في اسماء الله عز وجل انواع من ذلك ان اسماء الله عز وجل حسن باعتبار كل اسم بمفرده اسماء الله الحسنى باعتبار كل اسم بمفرده سواء في ذلك ما دل عليه من المعنى بدلالة التضمن او بدلالة الالتزام والمعنى ان اسماء الله عز وجل تدل على الذات العلية وعلى المعنى الذي اشتمل عليه الاسم بدلالة المطابقة وتدل او ويدل الاسم على المعنى فقط بدلالة التظمن ويدل على المعنى الذي يلزم من هذا الاسم لزوما ذهنيا بدلالة الالتزام وهذه آآ الجمل سيأتي لها ان شاء الله شرح اذا وصلنا الى تفصيل اه الكلام عن اسماء الله سبحانه وتعالى ايضا هي حسن باعتبار الاقتران بين الاسماء سواء كانت من الاسماء المزدوجة او كانت من الاسماء المقترنة فان كل اسم لله عز وجل بمفرده يدل على كمال وباقترانه غيره من الاسماء كما يأتي في النصوص يكون هذا الاسم قد دل بهذا الاقتران على كمال فوق كمال وهذا من الامور التي ينبغي ان يلاحظها التالي لكتاب الله عز وجل فالاقتران بين اسم السميع والبصير والعزيز والحكيم والغفور والرحيم والواحد والقهار وامثالها من الاسماء لم يكن عبثا بل تحت هذا من المعاني والفوائد ما يفتح الله عز وجل به على اهل العلم المتدبرين لكلام الله سبحانه وتعالى كذلك ما يكون بين الاسماء المقترنة فالاول والاخر والظاهر والباطن ونحوها من الاسماء كذلك يظهر من هذا الاقتران ما هو من كمال الله سبحانه وتعالى فهو اعظم واعظم ايضا مما يدلك على حسن اسماء الله سبحانه النظر اليها باعتبار ان من الاسماء ما يدل الاسم بمفرده على عدة معان متنوعة وهذا من آآ الدلائل العظيمة على عظمة الله سبحانه وتعالى واسمائه فالاسم الواحد من اسماء الله عز وجل قد يشتمل على اكثر من معنى كما سيمر معنا ان شاء الله باسم الله العزيز بسم الله الحكيم واسمه الودود واسمه الجبار وامثالها من الاسماء فتجد الاسم الواحد يدل على معنيين او ثلاث او اكثر ليس احدهما هو الاخر بل معنى اخر وكلها حق وكلها مما يتسخ الله سبحانه وتعالى بها وهذا من حسن اسماء الله جل وعلا كذلك من اوجه حسن اسماء الله سبحانه ان اسماء الله سبحانه اما ان تكون متباينة في المعنى او تكون اه بالتفصيل لبعض فليس ثمة ترادف بين اسماء الله سبحانه وتعالى البتة بمعنى لا يمكن ان يكون الاسم دالا على المعنى الذي دل عليه الاسم الاخر هذا لا يمكن ان يكون في اسماء الله عز وجل وانما قد تكون اسماء متباينة بمعنى ان يكون كل اسم دالا على معنى ليس هو الاخر فالسميع يختلف عن البصير والعزيز يختلف عن الخبير وقد تكون الاسماء متقاربة في المعنى ولكنها ليست مترادفة وانما هو من آآ قبيلي الاسم والاسم الذي هو اخص منه بمعنى ان تكون بعض الاسماء كالتفصيل لبعض وهذا تجده مثلا آآ بين اسم الله العليم واسمه سبحانه الخبير وكما تجده مثلا بين اسم الخالق واسم البارئ آآ لله سبحانه وتعالى. وهذا ايضا سنمر عليه بحول الله عز وجل وقوته هذه بعض اه المباحث المتعلقة اه هذا الموضوع وهو كون اسماء الله عز وجل حسنى الامر الثاني او الضابط الثاني وهو المتعلق كيفية الايمان باسماء الله سبحانه الايمان باسماء الله سبحانه يتضمن امورا اولا اعتقاد ان الله عز وجل قد تسمى بهذه الاسماء فاسماء الله عز وجل ليست مما سماه بها المخلوق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وفي الحديث اسألك بكل اسم سميت به نفسك اذا يجب ان يعتقد العبد ان هذه الاسماء مما يتسمى الله عز وجل بها وهو الذي سمى نفسه بها فتعتقد ان الله عز وجل اسمه العليم واسمه القدير واسمه القوي واسمه العفو الى غير ذلك من اسماء الله عز وجل الامر الثاني هو ان تؤمن بما دل عليه الاسم من المعنى ومن المتقررات المعلومات عندكم ان اسماء الله عز وجل ليست اسماء جامدة وانما كل اسم منها دل على معنى ودل على صفة عظيمة لله سبحانه وتعالى فيعتقد العبد بما دل عليه الاسم من المعنى الامر الثالث الايمان بما دل عليه الاسم من الاثار ان كان متعديا فاسماء الله عز وجل منها اسماء لازمة بسم الله العظيم واسم الله السيد والحي وامثال لذلك ومنها اسماء متعدية بمعنى ان لها اثرا في المخلوق باسمه الخالق واسمه الرحيم واسمه الغفور وامثال ذلك فيعتقد العبد بان الله عز وجل اه يعتقد العبد بان لهذه الاسماء اثارا في المخلوقات ومثال ذلك ان يعتقد مثلا ان الله عز وجل اسمه الخالق ويتصف بصفة الخلق وانه يخلق جل وعلا وكذا قلت في اسم الله الغفور فقد سمى نفسه بالغفور ومن صفاته المغفرة وانه يتجاوز ويغفر ذنوب عباده الامر الرابع هو التعبد لله عز وجل بالاسم ودعاؤه به دعاء العبادة ودعاء المسألة دعاء المسألة ان تدعو الله سبحانه وتعالى باسمائه ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ولاهل العلم تفسيران في هذه الاية فادعوه بها يعني سموه بها التفسير الثاني اسألوه بها وكلا المعنيين حق وكلاهما مما يندرج في معنى الايمان باسماء الله عز وجل فيدعى الله سبحانه وتعالى بمعنى انه يسمى ويدعى الله عز وجل بمعنى انه اه يسأل سبحانه وتعالى بها و هذا دعاء المسألة واما دعاء العبادة كأن يكون للعبد تعبد من خلال هذه الاسماء وكما ذكرت لك كل اسم لله عز وجل له عبودية تخصه اسم الله الرحيم واسمه الرحمن واسمه الغفور وامثالها من اسماء الرحمة والاحسان تورث في العبد عبودية المحبة وعبودية الرجاء في الله سبحانه وتعالى وهذه امور اكتسبها من المعنى الذي دلت عليه هذه الاسماء وقل مثل هذا في كل اسم لله سبحانه وتعالى فمن مقتضيات الايمان بالله عز وجل اعني الايمان باسمائه سبحانه وتعالى ان يلتفت الى هذا الامر يدعى الله سبحانه وتعالى باسمائه دعاء العبادة ودعاء المسألة و ينبغي ايضا ان لا يفوتنا في آآ هذه المقدمات من الاشارة الى ان ما يعلمه العباد من اسماء الله عز وجل وصفاته سبحانه وتعالى ليس هو كل آآ ما يتصف الله عز وجل به او او يسمى وان للعباد الاحاطة بذلك بل ان ابن القيم رحمه الله يقول ان نسبة ما يعلمه العباد من ذلك الى ما لا يعلمونه نقرة عصفور من بحر ومهما يكن من شيء فالمقطوع به ان اسماء الله عز وجل وصفاته على الحقيقة غير محصورة في علمنا ويدل على هذا دلائل كثيرة وهو الذي عليه سلف الامة وائمتها كما يقول شيخ الاسلام رحمه الله ونقل الاجماع على هذا غير واحد من اهل العلم ومما يدل على ذلك حديث الشفاعة وان الله سبحانه وتعالى آآ حينما يدني عبده ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم اليه فيسجد تحت العرش قال في الحديث فاحمده بمحامد يفتحها علي لا احسنها الان والله عز وجل انما يحمد باسمائه وصفاته وفي الحديث لا احصي ثناء عليك والله عز وجل انما يثنى عليه باسمائه وصفاته ولو احصى العبد اسمائه وصفاته لا احصى ثناء عليه فلما لم يمك لم يمكن هذا لم يمكن معرفة جميع اسماء الله وصفاته جل وعلا هذه بعض اه المقدمات المتعلقة آآ هذا الموضوع والتي يحسن التمهيد بها بين يدي هذه النبذة التي الفها الشيخ رحمه الله رحمة واسعة آآ سنأخذ ان شاء الله ما تيسر ونتمم ونتمم ان شاء الله اه الباقي باذن الله عز وجل في الدروس القادمة. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى فصل في شرح اسماء الله الحسنى قد تكرر كثير من اسماء الله الحسنى في القرآن بحسب المناسبات والحاجة داعية الى التنبيه الى معانيها الجامعة فنقول قد تكررت وصف الرب في ايات كثيرة اقول اه اه نبه المؤلف رحمه الله الى ان اسماء الله عز وجل قد تكررت كثيرا في كتاب الله عز وجل بل اكثر ايات الكتاب اه تكاد ان تكون مشتملة اما في اثنائها او في خاتمتها على اسم او اكثر لله عز وجل واشار شيخ الاسلام رحمه الله الى ان ما جاء في كتاب الله سبحانه من اسماء الله وصفاته ومن حقائق اليوم الاخر اعظم مما جاء في الكتب السماوية الاخرى وهذا من نعمة الله عز وجل علينا و من نعمته ايضا انه اعاننا على معرفة اسمائه وصفاته ومن جملة ذلك انه ارسل انه ارسل رسله وانزل كتبه وقد اشتملت دعوة الرسل وكتب رب العالمين سبحانه على ذكر جملة كبيرة من اسماء الله وصفاته وآآ هذا من اعانة الله عز وجل عباده على معرفة اسمائه وصفاته وهذا مما يدلك على مسيس حاجة العباد الى ذلك فان الله سبحانه كلما كانت حاجة العباد الى الشيء عظيمة كلما بذل جل وعلا من هذا وانعم على خلقه لما كانت حاجة العباد الى الطعام حاجة عظيمة فان الله عز وجل قد اغدق على عبده من الاطعمة في الارض ولما كانت حاجتهم الى الماء اعظم كان انعامه سبحانه وتعالى بالماء اكثر ولما كانت حاجتهم الى الهواء اكثر واكثر فان الله عز وجل انعم به اكثر واكثر اقول من عناية آآ من نعمة الله سبحانه وتعالى بعباده ان اعانهم على معرفة اسمائه وصفاته ومن ذلك انه آآ جعل انبيائه ورسله يبينون للامم من اسمائه وصفاته بينوه وكذلك اشتملت كتب الله عز وجل على ذلك من من ذلك على شيء كثير لا سيما ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله قد تكرر اسم الرب في ايات كثيرة الرب هو المربي جميع عباده بالتدبير واصناف النعم واخص من هذا تربيته لاصفيائه باصلاح قلوبهم وارواحهم واخلاقهم ولهذا كثر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل لانهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة بدأ المؤلف رحمه الله ذكر الاسم الاول وهو الرب الرب اسم عظيم لله جل وعلا وقد ورد مضافا ومحلا بال اما في القرآن فانه فانه ورد كثيرا جدا لكنه ورد مضافا او منكرا في كتاب الله عز وجل كثير من الايات التي فيها ان الله رب السماوات والارض رب المشرقين ورب المغربين ربكم ورب ابائكم الاولين رب العرش العظيم وامثال ذلك من الايات التي فيها اضافة الرب اه اضافة هذا اللفظ الى المربوب وجاء ايضا منكرا سلام قولا من رب رحيم وجاء محلا بالرب في سنة النبي صلى الله عليه وسلم في عدد من الاحاديث من ذلك ما جاء في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه واله وسلم فاما الركوع فعظموا فيه الرب الى غير ذلك مما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وآآ هذا الاسم مصدره الربوبية والرب في اللغة يدل على عدة معان كلها ثابتة لله عز وجل ومجموع ما ذكر اهل العلم بهذا الاسم يرجع الى ما يأتي اولا ان الرب هو المالك ومن ذلك حديث الصحيحين حتى يلقاها ربها لما سئل عن ضالة الابل صلى الله عليه وسلم فقال ما لك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترعى الشجر حتى يلقاها ربها. يعني مالكها المعنى الثاني السيد من ذلك قول الله سبحانه وتعالى سورة يوسف قال اذكرني عند ربك ارجع الى ربك كذلك قول الله جل وعلا آآ قال معاذ الله انه ربي احسن مثواي على قول كثير او اكثر المفسرين فالسيد فالرب ها هنا هو السيد المعنى الثالث ان الرب هو المربي والتربية انشاء الشيء والعناية به من حال الى حال حتى يبلغ غايته فالمربي اسم يتضمن معنى المصلح والمدبر والقائم على الشيء ومن ذلك قول الله سبحانه وربائبكم اللاتي في حجوركم يعني اللاتي ربيتموهن والمعنى الرابع بمعنى المتصرف الذي يتصرف في الامور ويسوسها وهذا المعنى قريب او متفرع من معنى المالك ومعنى السيد ومن ذلك ما روي عن عن صفوان رضي الله عنه انه قال لان يربني رجل من قريش خير من ان يربني رجل من هوازه يعني يسوسني ويتصرف في شأني هذه المعاني الاربعة كلها ثابتة لله سبحانه وتعالى فالله عز وجل هو المالك الذي بيده ملكوت كل شيء قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه تبارك وتعالى والله عز وجل ما لك السماوات والاراضين ومالك يوم الدين فكل شيء مملوك لله سبحانه وتعالى من الملوك ومن الممالك والمعنى الثاني ايضا حق ثابت لله عز وجل فالله عز وجل هو السيد الذي بلغ الغاية في السؤدد وبلغ الغاية في العظمة والله عز وجل هو السيد كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كذلك فان الله عز وجل هو المربي عباده بنعمه تبارك وتعالى وهذا ما اشار اليه المؤلف رحمه الله من معاني هذا الاسم والله عز وجل ربى خلقه بنعمه خلق كل مخلوق وهداه الى ما يصلحه ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى الذي قدر فهدى فالله عز وجل خلق الخلق وهداهم الى ما يصلحهم وارفع ذلك واعظم تلك التربية ما يتعلق بهدايتهم واصلاح قلوبهم كما ذكر المؤلف رحمه الله فالله عز وجل له من هذا آآ النصيب الخالص سبحانه وتعالى وهو وحده الذي يهدي من شاء هدايته من شاء هدايته تبارك وتعالى كذلك الله سبحانه وتعالى هو المتصرف في الخلق فانه هو الذي يرفع وهو الذي يخفض وهو الذي يعطي وهو الذي يمنع وهو الذي يذل وهو الذي يعز وهو الذي يحيي وهو الذي يميت بيده مقاليد الامور يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن هذه المعاني كلها ثابتة لله سبحانه وتعالى بسم الله الرب وبهذا تعلم ان هذا الاسم ان نظر اليه ببعض معانيه يكون مشتملا على صفة ذاتية لله عز وجل وان نظر الى المعاني الاخرى كان مشتملا على صفة فعلية لله عز وجل ففي معنى السيد مثلا كان اسما لازما دالا على صفة ذاتية لله عز وجل وبالنظر الى اه اشتماله على معنى المتصرف فانه يكون ماذا دالا على صفة فعلية لله سبحانه وتعالى اختم كلامي التنبيه على اثر الايمان بهذا الاسم لله سبحانه وتعالى لا شك ان الايمان بربوبية الله سبحانه وتعالى وان تجريد ربوبيته سبحانه تجريد الايمان بربوبية الله سبحانه وتعالى له اثر عظيم في نفوس العباد بل هو اول درجة من درجات الايمان ولا يمكن ان يكون مسلما موحدا من لم يؤمن بربوبية الله سبحانه وتعالى والايمان بربوبية الله جل وعلا يقتضي الايمان بجميع اسماء الله وصفاته ولهذا ذكر اهل العلم ان هذا الاسم من اصول اسماء الله عز وجل ذكر ابن القيم رحمه الله في المدارج وفي كتاب الصلاة وفي الفوائد وفي غيرها من كتبه ان اصول اسماء الله عز وجل ثلاثة اسم الله الله واسمه الرب واسمه الرحمن وجميع الاسماء الحسنى لله عز وجل راجعة على هذه الاسماء راجعة الى هذه الاسماء وتدور عليه لم يكن سبحانه وتعالى ربا له الربوبية المطلقة في خلقه الا لاتصافه جل وعلا بجميع صفات الحمد والكمال جل وعلا والا فانه لم لو لم يكن كذلك فانه لا يكون ربا فالله عز وجل رب كل شيء لكونه متصفا بصفات الكمال ولاجل هذا استخفى. استحق الحمد في الاولى والاخرة ايضا من اثار ذلك ان يعتقد العبد ان الامور كلها بيد الله عز وجل فهو الذي ينفع وهو الذي يضر وهو الذي يرفع وهو الذي يخفض وهو الذي يعطي وهو الذي يمنع فلا ينصرف قلبه في شيء من ذلك لغير الله عز وجل ثم اذا امن بربوبية الله عز وجل فان هذا سوف يرقيه الى الدرجة الثانية كما قال جل وعلا رب السماوات والارض وما بينهما اعبده واصطبر لعبادته اذا كنت مؤمنا بربوبية الله عز وجل فانه يلزم من هذا ان تجرد العبودية لله عز وجل فيكون حبك وخوفك ورجائك وجميع تعبداتك لله سبحانه وتعالى ايضا من المهمات التي يشار اليها في هذا المجال ان الرضا بالله ربا من حققه فانه يكون قد ذاق طعم الايمان كما دل على هذا حديث صحيح مسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه واله وسلم رسولا والكلام في معنى بالله ربا كلام يطول وحبذا لو رجعتم الى شرح نفيس في ذلك بابن القيم عليه رحمة الله في كتابه المدارج في اه الجزء الثالث فان له فيه كلاما نافعا ونفيسا بقيت مسألة ولكن الوقت انتهى ووصل شيخنا حفظه الله آآ تتعلق بحكم تسمية آآ غير الله عز وجل ربا ولعلي اشير اليها في حدود دقيقة هل يجوز ان يقال لغير الله عز وجل هذا الاسم يعني يطلق على غير الله عز وجل ثبت في الصحيحين عنه عليه الصلاة والسلام انه قال لا يقل احدكم وضئ ربك واطعم ربك هذا الحديث فيه نهي عن اطلاق الرب على غير الله عز وجل اهل العلم في هذه المسألة على قولين منهم من ذهب الى تحريم ان يطلق على غير الله عز وجل اسم الرب وممن ذهب الى هذا ابن مفلح فانه استظهر التحريم وكذلك نص عليه ابن بطال كما نقل الحافظ بن حجر في الفتح وجمهور اهل العلم على كراهة ذلك كراهة تنزيه واستدلوا على هذا ادلة من الكتاب ومن السنة اما من الكتاب فقول الله عز وجل في سورة يوسف قال ارجع الى ربك قال اذكرني عند ربك اه انه ربي الى غير ذلك مما ورد كذلك قوله صلى الله عليه واله وسلم كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة لحديث جبريل قال تلد الامة ان تلد الامة ربها في رواية ربته واستدلوا كذلك بحديث الابل الذي ذكرته لك قبل قليل وهو قوله صلى الله عليه واله وسلم آآ اه حتى يلقاها ربها وعلى كل حال البحث في هذا يطول ولا اريد ان استأثر لعلي ابدأ ان شاء الله اللقاء القادم بتحرير هذه المسألة والله عز وجل اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى