الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان ثم اما بعد توقف الحديث في الدرس الماظي عند الكلام عن حكم اطلاق لفظ الرب على غير الله عز وجل وذكرت ان هذه المسألة فيها خلاف بين اهل العلم فمنهم المانعون ودليلهم ما ثبت في الصحيحين من قوله صلى الله عليه واله وسلم لا يقل احدكم اطعم ربك وضئ ربك وليقل سيدي ومولاي من اهل العلم من اجاز ذلك وهم جمهور العلماء واستدلوا على هذا بعض الادلة كقوله سبحانه وتعالى قال اذكرني عند ربك ارجع الى ربك قال انه ربي قال معاذ الله انه ربي احسن مثواي على قول اكثر المفسرين وتحرير محل النزاع في هذه المسألة يقتضي ان يقال اولا ان اطلاق لفظ الرب على غير الله عز وجل محلا بال لا يجوز وقد توارد على هذا الحكم اهل العلم فلا يجوز ان يقال عن شخص انه الرب هكذا وانما هذا مما يختص الله عز وجل به ثانيا اضافة لفظ الرب الى ما لا يعقل كالبيت والدابة ونحوها فيقال رب الدابة ورب الدار وامثال ذلك الصحيح في هذا انه جائز وكثير ممن منع استثنى هذه الصورة ووجه ذلك ان هذه الامور مما لا يحصل منها تعبد اختياري فلا يخشى من اطلاق هذا اللفظ محظور لا يجوز ان تقول رب الدابة ورب الدار وعلى هذا حمل قوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح عن ضالة الابل حتى يلقاها ربها حتى يلقاها ربها محل النزاع فيما اذا لم يحل بال استعمل في حق الناس فهل يقال آآ يقول الانسان مثلا عن سيده او يقول المولى لمولاه ربي هذه هي المسألة وهذا هو محل بالبحث كما ذكرت ان من اهل العلم من نص على التحريم واستظهر هذا اخذا بقوله عليه الصلاة والسلام الذي ذكرته انفا و الاخرون رأوا ان الادلة التي جاءت من القرآن او من السنة قوله صلى الله عليه واله وسلم ان تلد الامة ربها وفي رواية ربتها قالوا هذا دليل على الجواز وان النهي للتحريم وان النهي عفوا للكراهة هذا هو التوجيه الاول لمن اجاز قالوا ان النهي للكراهة وادلة الجواز صارفة للنهي عن التحريم التوجيه الثاني قالوا ان هذا النهي منه صلى الله عليه وسلم هو عنان يكون هذا الاستعمال استعمالا غالبا بمعنى انه يعتاد اطلاقه واما اذا اطلق احيانا فلا بأس هناك توجيهات اخرى اضعف من هذه التي ذكرتها لك اما المانعون فانهم وجهوا هذه النصوص التي افاد ظاهرها الجواز بتوجيهات منها ان ما جاء في قول يوسف عليه السلام هو من شرع من قبلنا الذي جاء شرعنا بالنهي عنه وعليه فان المقدم ما جاء في شرعنا وهذا مما كان في شرع يوسف عليه السلام جائزة وهذا القول نص عليه غير واحد من اهل العلم في توجيه تلك الايات جاء في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان هذا الاستعمال كان سائغا في شرعهم وجاء ايضا في كلام غيره كابن العرب المالكي ونقله غير واحد من شراح كتاب التوحيد كصاحب التيسير وغيره هناك توجيهات اخرى اضعف من هذا منها قولهم ان هذا الاستعمال انما استعمله يوسف عليه السلام من باب مخاطبتهم بما يفهمون بمعنى انهم اتخذوا اه هذا الملك سيدا وربا فهو كلمهم بما يفهمون وبما جرى عليه امرهم ونظروا هذا بقوله سبحانه وتعالى آآ مخاطبة موسى عليه السلام للسامرين قال وانظر الى الهك الذي ظلت عليه عاكفا يعني انت اتخذته الها وهو الهك فانظر ماذا نصنع به الحقيقة ان هذا اه التوجيه محل نظر والقول الاول اقرب منه وان كان القول بان هذا من شرع من قبلنا ايضا فيه ملحظ ويحتاج الى مزيد تأمل وذلك انه اذا كان هذا اللفظ مما ينهى عنه من باب تحقيق التوحيد وكمال الادب مع الله سبحانه وتعالى فكيف يتكلم به رسول كريم من رسل الله سبحانه وتعالى مهما يكن من شيء فهذه المسألة آآ قد ظهرت لك الان من حيث اقوال اهل العلم فيها ومن حيث متمسك كل صاحب قول والله سبحانه وتعالى اعلم نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اين؟ اما بعد قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في شرح اسماء الله الحسنى اعد لفظ الرب نعم قال رحمه الله قد تكرر اسم الرب في ايات كثيرة. والرب هو المربي جميع عباده بالتدبير واصناف النعم واخص من هذا تربيته لاصفيائه باصلاح قلوبهم وارواحهم واخلاقهم. ولهذا كثر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل لانهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة. نعم هذا الذي ذكره رحمه الله من انه قد ترى في كتاب الله عز وجل استعمال اسم الرب في باب الدعاء هذا كثير ولو تأملت دعوات الانبياء عليهم الصلاة والسلام كادم ونوح وابراهيم وموسى بل ونبينا صلى الله عليه واله وسلم والمؤمنون فانك تجد كثرة استعمال لفظ الرب في مقام الدعاء نعم قال رحمه الله تعالى الله هو المألوه المعبود ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. لما اتصف من صفات الالوهية التي هي صفات الكمال اسم الله عز وجل الله هو اعظم الاسماء الحسنى واجمعها لمعاني الصفات الجليلة والنعوت الجميلة فان الله اصل هذا اللفظ الاله وهو الصحيح الذي عليه جمهور المحققين كسيباويه وغيره من اهل العلم ان لفظ الجلالة الله مشتق واشتقاقه من الالوهية فاصل كلمة الله الاله والاله هو المألوه يعني المعبود فان الاله والالوهية هي التعبد والعبادة لله در الغانيات المدهي سبحن واسترجعن من تأله يعني تعبده فالاله هو المألوف يعني المعبود فالله سبحانه وتعالى هو المعبود وكونه معبودا هذا يقتضي انه متصف بجميع صفات الكمال ونعوت الجلال ولهذا كان هذا الاسم على من على الذات العلية له تبارك وتعالى وجميع الاسماء الحسنى تضاف الى هذا الاسم فيقال الله الرحيم. الله الملك. الله القدوس. والله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الخالق البارئ المصور الى اخره اذا جميع الاسماء تضاف الى هذا الاسم له سبحانه وتعالى لانه صار علما على الذات العلية وان كان اصله مشتقا ولا يشكل على هذا ما جاء في مطلع سورة إبراهيم الى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السماوات وما في الارض وويل للكافرين من عذاب شديد هذه الاية لا تشكلوا على هذا التقرير وذلك لانه وهذا اولا قرأ بعض القراء كنافع وابن عامر لفظ الجلالة على الرفع الله الذي له ما في السماوات وما في الارض وهذا الرفع وجه بانه مبتدأ يعني لفظ الجلالة مبتدأ والرفع على الابتداء الله الذي له ما في السماوات وما في الارض فيكون الجملة التي بعده في محل رفع على الخبرية او ان لفظ الجلالة مرفوع على انه خبر مبتدأه محذوف تقديره هو الله هذا لا اشكال فيه ولم يكن لفظ الجلالة على هذا مضافا الى العزيز الحميد واما على قراءة الباقين وهي قراءة الجر الله الذي له فان هذا له عدة توجيهات عند اهل العلم اقواها توجيهان التوجيه الاول ان الاية فيها تقديم وتأخير الاية فيها تقديم وتأخير فقدم فقدم فقدمت الصفة على الموصوف والاصل الى صراط الله الى صراط الله العزيز الحميد والاصل في اللغة ان الموصوف مقدم على الصفة هذا الاصل وهذا الاكثر ولكن يمكن وهو وارد وجاء ان تقدم الصفة على الموصوف تقدم الصفة على الموصوف كأن يقال مررت بالظريف محمد او مررت بالعالم الاديب فلان فها هنا قدمت الصفة على الموصوف وله شواهد في اشعار العرب تدل على ان هذا استعمال صحيح والتوجيه الثاني ان الجر ها هنا على البدلية لا على انه صفة للعزيز الحميد وبهذا يستقيم اه الامر الاول وهو ان اسماء الله عز وجل الحسنى انما تضاف الى لفظ الجلالة الله لا العكس عز وجل اعلم المقصود ان الله سبحانه وتعالى هو الاله المعبود وهذا يقتضي ان يكون متصفا بجميع صفات الكمال فانه لا يمكن ان يستحق عبادة والالوهية الا من كان كذلك لا يستحق ان يكون معبودا مألوها الا من كان متصفا بجميع الصفات العلا ونعوت ونعوت الكمال وهو الله سبحانه وتعالى. ولهذا كان هذا الاسم اعظم الاسماء واشرفها. نعم قال رحمه الله تعالى الملك المالك الذي له الملك. فهو الموصوف بصفة الملك وهي ذات العظمة والكبرياء والقهر والتدبير. الذي له التصرف المطلق في الخلق والامر والجزاء. وله جميع العلوي والسفلي كلهم عبيد ومماليك ومضطرون اليه. نعم اسم الله عز وجل الملك قسم ثابت لله سبحانه وتعالى في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فالله عز وجل هو الملك والله عز وجل هو المالك وجاء اسم المالك لله عز وجل في غير دليل من القرآن والسنة من ذلك قوله سبحانه مالك يوم الدين والله عز وجل من صفاته ان له الملك وان له الملكوت له الملك بايات كثيرة وله ايضا الملكوت سبحانه وتعالى ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة فالله عز وجل هو الملك. وهو المالك اي الذي له التصرف المطلق في جميع الخلق وهو المدبر لهم قوته وقدرته وحكمته وعلمه سبحانه وتعالى الملك قد يعطيه الله سبحانه وتعالى من شاء من خلقه ولكن هو ملك ناقص جزئي اما الملك الكامل واما الملك التام واما الملك المطلق فهو لله سبحانه وتعالى وهذا الملك الذي قد يعطاه بعض الخلق انما يكون هبة وعطية من الله سبحانه وتعالى واذا شاء فانه ينزعه متى شاء قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء من اسرار التنصيص على انه سبحانه وتعالى ما لك يوم الدين انه في هذا في هذا اليوم العظيم يظهر ملك الله سبحانه وتعالى ظهورا جليا وذلك انه لا احد يتصف بهذه الصفة اعني الملك ولو كان ملكا جزئيا فالله عز وجل يتفرد في هذا اليوم بالملك التام المطلق ولا يشركه فيه احد سبحانه تعالى ولو كان ملكا ناقصا جزئيا و ملك الله سبحانه واتصافه بان له الملك والملكوت وانه المالك لكل شيء الذي ينفذ امره في كل شيء والذي يتصرف في كل شيء بما يشاء يقتضي ثبوت صفات العز والقدرة والقوة لله سبحانه وتعالى. فهذا الاسم ايضا من الصفات الجامعة لانواع من نعوت الكمال لله سبحانه وتعالى فالملك المطلق لا يكون الا لذي العز التام ولذي القدرة الكاملة ولذي القوة الكاملة. ولد العلم الشامل هذا هو الذي يستحق ان يكون ملكا على الاطلاق وهو الله سبحانه وتعالى وايمان العبد بهذا الاسم يقتضي عظيم الخوف من الله عز وجل وعظيم الرجاء فيه سبحانه وتعالى فانه اذا كان هو الملك المتصرف فان هذا يقتضي ان ان مقاليد كل شيء بيده وان خزائن كل خير بيده سبحانه وتعالى فاذا توجه العبد ورغب وطمع فانه ينبغي ان يتوجه الى الذي يملك كل شيء وهو الذي يقدر على ان يعطي. وهو الذي يقدر على ان يمنح سبحانه وتعالى. اذا الايمان بهذا الاسم يحقق توحيد الربوبية لله عز وجل ومن تحقق بتوحيد الربوبية فان هذا يقوده الى ان يحقق توحيد الالوهية كما هو آآ الشأن المعروف عندكم ان توحيد الربوبية باب توحيد الالهية والله عز وجل اعلم نعم قال رحمه الله تعالى الواحد الاحد وهو الذي توحد بجميع الكمالات بحيث لا يشاركه فيها مشارك يجب على العبيد توحيده عقدا وقولا وعملا. بان يعترفوا بكماله المطلق وتفرده بالوحدانية ويفردوه بانواع العبادة الله عز وجل هو الاحد وهو الواحد وهذان اسمان يدلان على الصفة الذاتية لله عز وجل وهي الاحدية واسم الله الاحد جاء في موضع واحد من القرآن في سورة في سورة الاخلاص قل هو الله احد واما الواحد فجاء ايضا في كتاب الله عز وجل في مواضع منها قول الله عز وجل لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ولفظ الاحد نص اهل العلم على انه لا يصح ان يضاف في مقام الاثبات الا لله عز وجل فلا يقال عن احد انه احد الا الله عز وجل ولكن يقال واحد وفي مقام النفي لا اشكال في استعماله كأن تقول لا احد في الدار. اما في مقام الاثبات فهذا انما يطلق على الله سبحانه وتعالى فهو الاحد تبارك وتعالى الله عز وجل احد بمعنى انه واحد في ذاته فلا نظير له وواحد في صفاته فلا مثيل له وواحد في عبادته فلا شريك له هكذا قرر اهل العلم معنى الاحدية لله عز وجل فهي شاملة احديته في الذات بمعنى انه تفرد بذاته جل وعلا فلا احد يناظر الله عز وجل ولا احد كافئوا الله عز وجل ولم يكن له كفوا احد. هل تعلم له سمية فليس كذات الله عز وجل ذات. الله عز وجل قد تفرد في ذاته سبحانه وتعالى فلم يكن له نظير في ذاته البتة وهو سبحانه قد تفرد في صفاته فلا مثيل له ليس كمثله شيء وهو سبحانه الواحد في عبادته فلا يصح ابدا ولا يجوز ابدا ان يكون هناك شريك له في عبوديته سبحانه وتعالى هذا التفسير هو الذي عليه اهل السنة والجماعة واحذر في هذا المقام من تفسيرات بعض المتكلمين فانهم فسروا هذا الاسم بتفسير سهلوا به نفي صفات الله سبحانه وتعالى وجعلوه ذريعة لنفي صفات الله عز وجل ووجه ذلك انهم حينما جاءوا الى تفسير هذا الاسم جعلوا معنى الواحد الذي لا ينقسم ولا يتجزأ ولا يتبعض ومرادهم من هذا التقرير ان الله عز وجل لا يتصف بصفات الكمال التي نعت بها نفسه كصفة اليد وصفة القدم بصفة العين وامثال ذلك فانهم حينما ينفون هذه الصفات يتذرعون بمثل هذا الكلام. فيقولون لو كان يد ولو كان له رجل وقدم ولو كان له عين ولو كان له اصابع فان هذا يقتضي انه ليس واحدا لان الواحد هو الذي لا يتجزأ ولا يتبعظ ولا ينقسم وهذا الكلام لا شك في بطلانه والبحث بهذه القضية يحتاج الى آآ وقت طويل والى مقام اخر ويحتاج الى اه معرفة الاسس التي انبنى عليها كلام هؤلاء المتكلمين في نفيهم لصفات الله عز وجل وما الذي تذرعوا آآ به من الاصول والقواعد كقاعدة التركيب وامثالها ومنها هذا الذي آآ ذكرته لك وهو قضية الوحدانية في الذات بمعنى انه لا ينقسم ولا يتجزأ وهذا ولا شك كله من الكلام الباطل فان الله عز وجل واحد في ذاته سبحانه وتعالى ولكن ليس على المعنى الذي ذكروه فان هذا من كلام آآ اهل البدع الذين ضلوا عن سواء السبيل في هذا المقام وينبغي ان تحذر من هذا الامر ويكفي في رده ان يقال ان هذا كله لا دليل عليه وليس هناك ما يقتضي التسليم اه ما يقتضي التسليم به لا من جهة الشرع ولا من جهة العقل فان وجود الصفات الذاتية لا يعني الانقسام والتبعض الذي هو ذم ونقص وجود صفات الذات التي هي كاليد والقدم والعين وامثال ذلك لا يقتضي نقصا بوجه من الوجوه واما هذه الكلمات التي يستعملونها فانها عندنا من الكلمات التي لا تستعمل ولم يرد عليها دليل قظية الانقسام قضية التبعد وقضية التجزي وامثال ذلك. هذه من الكلمات المبتدعة التي تحمل في طياتها حقا وباطلا. ولذلك طريقة اهل العلم فيها انهم لا يقبلونها اعني من جهة المعنى لا يقبلون المعنى فيها باطلاق ولا ينفونه باطلاق وانما يستفصلون عن المراد فان كان حقا قبل بلفظه الشرعي وان كان باطلا رد هذا المعنى والمسألة كما ذكرت تحتاج الى تفصيل اخر لكن احببت التنبيه على هذه القضية لانك قد تجد في تنايا آآ بعض الكتب ما قد يسبب اه اشكالا من هذه الجهة فاحذر من ذلك وانما الاحدية لله عز وجل كما ذكرتها لك في ذاته سبحانه وتعالى بمعنى انه لا نظير ولا كفؤ له وانه واحد في صفاته سبحانه فلا مثيل له وواحد في عبوديته والهيته فلا شريك له والله اعلم. نعم قال رحمه الله الصمد وهو الذي تقصده الخلائق كلها في جميع حاجاتها واحوالها وضروراتها لما له من الكمال المطلق في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله اسم الله الصمد ثابت لله عز وجل في سورة الاخلاص قل هو الله احد الله الصمد وقد ذكر اهل العلم في تفسير هذا الاسم عدة امور اشهر ما قيل في هذا التفسير اولا انه السيد الذي كمل في سؤدده السيد الذي كمل في سؤدده بمعنى ان الذي انه الذي له كمال العظمة والسؤدد سبحانه وتعالى هو في هذا تصمد اليه الخلائق في حاجاتها لكونه السيد العظيم تصمد اليه الخلق في حاجاتها. بمعنى تقصده وتلجأ اليه وهو الاله السيد الصمد الذي صمدت اليه الخلق بالاذعان كما قال ابن القيم رحمه الله في النونية وهو الاله السيد الصمد الذي صمدت اليه الخلق بالاذعان وكونه سيدا صمدا هذا يقتضي ان له الصفات الكاملة تبارك وتعالى فلم يكن السيد الذي له كمال السؤدد الا لكمال صمديته سبحانه لكمال صفاته سبحانه وتعالى. ولذلك له من اوتي الكمال اعلاها فهو الحكيم الذي له كمال الحكمة وهو الحليم الذي له كمال الحلم وهو العظيم الذي له كمال العظمة وهكذا في سائر الصفات كما جاء هذا في تفسير ابن عباس من طريق علي ابن ابي طلحة فسر بنحو ما ذكرته لك وهذا التفسير لا شك في صحته وصوابه. فالله عز وجل هو السيد الذي كمل في سؤدده تبارك وتعالى ولاجل هذا صمدت اليه الخلائق في حاجاتها بمعنى انها قصدت ولجأت التفسير الثاني انه الذي لم يخرج منه شيء وهذا التفسير حق ويقتضي ان الله عز وجل لم يلد ولم يولد ولاجل هذا قال بعض اهل العلم ان تفسير كلمة الصمد ما بعدها قل هو الله احد الله الصمد اي الذي لم يلد ولم يولد فالله عز وجل لم يخرج منه شيء فاقتضى هذا انه لم يلد ولم يولد. فلم ينفصل عن الله عز وجل شيء في الايلاد كما ينفصل عن الرجل من جهة مائه ولم ينفصل عنه من جهة الايلاد كما ينفصل عن المرأة تعالى الله وتنزه وتقدس عن ذلك. ولاجل هذا لم يلد ولم يولد التفسير الثالث الذي جاء عن السلف انه الذي لا يأكل ولا يشرب الذي لا يأكل ولا يشرب وهذا لكماله وترفعه وتعاليه عن النقص والعجز والحاجة وهذا التفسير اه وهذا المعنى حق فالله عز وجل لا يطعم ولا يشرب تبارك وتعالى. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعموه وهو يطعم ولا يطعم وفي قراءة ولا يطعم فالله عز وجل لكماله ولانه القيوم يعني القائم بنفسه المقيم لغيره ليس بحاجة الى طعام وليس بحاجة الى شراب وهذا احد التفاسير كلمة الصمد التفسير الرابع هو الذي لا جوف له هو الذي لا جوف له وهذا من قولهم شيء مصمد يعني لا جوف له وهذا التفسير قريب من التفسير السابق فالذي لا جوف له لا حاجة له الى الطعام والشراب. وهذا التفسير ايضا حق ولاجل هذا فانه يقال ان هذه التفاسير لا اختلاف في الحقيقة بينها يعني المعاني التي ذكرت كلها حق وكلها ثابتة لله سبحانه وتعالى ومن امن بان الله عز وجل هو الصمد الذي تصمد اليه الخلائق في حاجاتها فان هذا يفيده فائدة مسلكية عظيمة وذلك انه يوقن ان الامور بيد الله سبحانه وتعالى وحده فلا يرجو الا هو ولا يخاف الا هو ولا يؤمل الا فيه سبحانه وتعالى وهكذا يتحقق في نفسه كمال الاقبال على الله عز وجل وصدق اللجأ والتوكل عليه جل وعلا. وان من صمد في حاجته ولجأ في حاجته الى غير الله عز وجل فهذا نقص في حقه وهذا النقص درجات وكل درجة لها حكمها لكن كلما تحقق الانسان في توحيد الله عز وجل وايمانا بهذا الاسم العظيم وهذه الصفة الجليلة كلما كان ارغب الى الله سبحانه وتعالى ولهذا ربى النبي صلى الله عليه واله وسلم اصحابه على الا يسألوا الناس شيئا حتى ان احدهم كان يتنزه عن ان يسأل الناس ولو اتفه الامور ولو سقط السوط من يد احدهم وهو على دابته لم يطلب من احد ان يناوله اياه بل ينزل بنفسه وياخذ صوته ويرجع فيركب كل هذا تحقيقا الاقبال على الله سبحانه وتعالى وان يوجه الانسان سؤله وحاجته اليه تبارك وتعالى دون احد من خلقه هذا عما يتعلق بصفة الصمد بسم الله الصمد والصفة الصمدية لله عز وجل والله سبحانه وتعالى اعلى. نعم قال رحمه الله تعالى العليم الخبير وهو الذي احاط علمه بالظواهر والبواطن والاسرار والاعلام وبالواجبات والمستحيلات والممكنات وبالعالم العلوي والسفلي وبالماضي والحاضر والمستقبل فلا يخفى عليه شيء من الاشياء اسم الله العليم دال على صفة العلم لله عز وجل وصفة العلم صفة ذاتية له تبارك وتعالى وهي من اجل الصفات واكثرها ورودا في كتاب الله سبحانه وتعالى واسم الله العليم قد ورد في كتاب الله كثيرا باكثر من مئة وخمسين مرة وكذلك من اسمائه سبحانه وتعالى آآ او مما اطلق على الله سبحانه وتعالى انه عالم الغيب وانه علام الغيوب وهذا وهذا كله راجع الى ثبوت صفة العلم لله عز وجل. والعلم من الصفات التي او من المعاني التي لا تحتاج الى تفسير بل ان تفسيرها ربما يزيدها غموضا ولاجل هذا فان المعاني الكلية معلومة بالبداهة العلم والمحبة والغضب وامثال ذلك لا تحتاج في الحقيقة الى تفسير لانها معلومة بالبداهة. وما الذي يعلمه الانسان اذا جهل معنى العلم اذا كان لا يعلم معنى كلمة علم فما الذي يعلمه اذا والله عز وجل له صفة العلم وهذه الصفة لله عز وجل صفة عظيمة جليلة فانها تقتضي ان الله عز وجل له العلم الواسع الشامل لكل شيء ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فالله عز وجل له العلم الشامل الواسع الكامل الذي لا يعزب عنه تبارك وتعالى شيء الله سبحانه له العلم التام المطلق من من جميع الوجوه فهو يعلم الاشياء ظاهرها وخفية ويعلم الاشياء ازلا وابدا ويعلم الاشياء جميعا ما كان منها واجبا وما كان منها ممكنا وما كان منها ممتنعا وتوضيح ذلك ان الاشياء على ما قالوا اما ان تكون واجبة واما ان تكون ممكنة واما ان تكون ممتنعة اما الواجبة فهي التي لا يمكن الا وجودها لا يمكن الا وجودها وهي ذات الله عز وجل وصفاته والله سبحانه يعلم ذاته ويعلم صفاته تبارك وتعالى وكذلك الامور الممكنة فالله عز وجل قد احاط بها علما فهو يعلم الامور الممكنة ولا يعزب عنه منها شيء والامور الممكنة هي التي يمكن عقلا وجودها وعدمها الممكن ما يمكن عقلا وجوده وعدمه وهذه الامور الممكنة ثلاثة اقسام اما ان تكون امورا ماضية يعني حصلت وانقضت ومضت والله عز وجل يعلم الامور الماظية جميعا ليس كونها قد تلاشت وانتهت يقتضي ان الله سبحانه وتعالى لا يعلمه بل كل ما جرى وكل ما حصل فان الله سبحانه وتعالى يعلمه كذلك من الامور الممكنة وهو القسم الثاني الامور الموجودة في الحال يعني الامور الانية التي في هذا الان فان الله عز وجل يعلمها ولهذا قال سبحانه ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه ثلثه وطائفة من الذين معك فالله يعلم ذلك سبحانه وتعالى حال حدوثه النوع الثالث او القسم الثالث هو الامور المستقبلة الامور المستقبلة التي يمكن وقوعها ويمكن عدمها وهذه الامور المستقبلة على نوعين اما ان تكون امورا مستقبلة ستقع بمعنى ان حكمة الله عز جل وتقديره اه قضى بان تقع مستقبلا فهذا الله عز وجل يعلمه قبل ان يقع. كما قال جل وعلا علم ان سيكون منكم مرضى. واخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله هذا الامر لم يقع وقت نزول هذه الاية ولكنه سيقع وعلم الله عز وجل انه سيقع وكذلك الامور الممكنة التي اقتضت حكمة الله عز وجل الا تقع فان الله سبحانه وتعالى يعلمها على فرض وقوعها كما قال جل وعلا لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا هم لم يخرجوا ولم يشأ الله عز وجل خروجهم لكن ما الذي يترتب على خروجهم على فرض ذلك الله عز وجل يعلمه ومن ذلك ايضا قول الله عز وجل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه اهل النار اقتضت حكمة الله عز وجل ومشيئته الا يخرجوا منها ولكن لو اخرجوا وردوا الى الدنيا مرة اخرى فان الله عز وجل قد علم انهم ماذا؟ سيعودون لما نهوا عنه ولاجل هذا قال اهل العلم ان الله عز وجل علم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون؟ وهذا هو القسم الذي ذكرته لك وهذا الذي لم يكن ولن يكن وعلمه الله سبحانه وتعالى يشمل ايضا الممتنعات وهذا هو القسم الثالث فالممتنع هو الذي لا يمكن وقوعه يستحيل عقلا وقوعه فهذا من كمال علم الله عز وجل وسعته واحاطته علمه الله عز وجل لو وقع وما الذي يترتب على وقوعه على فرض تقدير وقوعه وهذا كقول الله سبحانه لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق. يستحيل بل هذا اعظم المحالات على الاطلاق ان يكون مع الله ان يكون مع الله عز وجل اله حق يستحق ان يعبد او ان يكون معه رب يدبر هذا الكون. مستحيل. لكن على فرض وقوعه وتقدير وقوعه فان الله سبحانه علم انه سيكون هذا الفساد العظيم وهذا الاضطراب الكامل في هذا الكون اذا علم الله عز وجل لا يعزب عنه تبارك وتعالى وهو شامل لكل شيء من الامور الخفية فهو يعلم السر واخفى وهو عليم بذات الصدور او من الامور الظاهرة او من الامور الكبيرة او الامور الدقيقة ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس وكذلك يقول جل وعلا يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها كذلك علمه تبارك وتعالى محيط بالواجبات والممكنات والممتنعات اذا قول الله سبحانه والله بكل شيء عليم او وهو بكل شيء عليم هذا من العموم الذي هو محفوظ ولم يخصص البتة هذا من العموم المحفوظ فلا يمكن البتة ان يكون هناك شيء مستثنى من هذا العموم بل الله عز وجل بكل بكل شيء عليم تبارك وتعالى والكلام في صفة العلم كلام طويل والبحث ايضا في كلام المخالفين ل اهل السنة ولسلف هذه الامة كلام ايضا كثير لكن اظهروا المخالفات في هذه القضية هي مخالفة بعض الفلاسفة كابن سينا واشياعه فانهم زعموا ان الله عز وجل انما يعلم الامور الكلية دون الجزئية فالله عز وجل فيما زعم وتعالى الله عن قوله انما يعلم الامور الكلية دون الجزئية وهذا في الحقيقة مصير منه الى نفي صفة العلم بالكلية عن الله سبحانه وتعالى وذلك ان الامور لا توجد خارج الذهن الا جزئية اما الامور الكلية فلا توجد الا في الذهن فالكلي هو ما لا يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه يتصور مثلا انسان او تصور حيوان او ما شاكل ذلك. تصور الانسان في ذهنه معنى كليا هذا في الحقيقة لا وجود له خارج الذهن. فليس هناك في الواقع في الحقيقة خارج الذهن شيء اسمه انسان او حيوان. وانما يوجد هذا يوجد الجزئي يوجد فلان او فلان او هذا الشخص الذي تشير اليه. او ذاك الذي تصفه. اما ان يوجد هكذا انسان على سبيل اه المعنى الكلي فهذا انما يتصوره الذهن مجرد تصور ولا وجود له خارج الذهن. الشاهد ان هذا القول منه في الحقيقة نفي لصفة العلم لله عز وجل ولاجل هذا كفروا او الاصح ان يقال هو احد اسباب تكفيرهم بثلاثة كفر الفلاسفة العداء اذ انكروها وهي حق مثبتة علم بجزئية هذا هو المقصود العلم بالجزئيات علم بجزئي حدوث عوالم حشر لاجساد وكانت ميتة. هذه الثلاثة التي انكروها واقتضت تكفيرهم العلم بالجزئي انكروه وآآ كون هذا العالم حادث حدوث العالم هذا ايضا انكروه والامر الثالث حشر الاجساد فانهم قالوا ان الحشر انما للارواح اما الانحراف الثاني فكان من قبل غلاة القدرية الذين هم قدماؤهم فانهم زعموا ان الله سبحانه وتعالى انما يعلم الامور بعد ان تقع. ولا يعلمها قبل ان تقع وهؤلاء هم الذين سئل عنهم ابن عمر رضي الله عنه كما في حديث جبريل المشهور المخرج في مسلم وغيره حينما جاء حميد بن عبد الرحمن وصاحبه الى ابن عمر رضي الله عنه اخبروه القوم الذين نبغوا في ناحيتهم وان من قولهم ان الامر انف وانه لا قدر يعني مستأنف وان الله عز وجل لا يعلم الامور قبل ان تقع ولم يقدرها وهذا الصنف قد كفرهم السلف بالاجماع من نفى علم الله عز وجل القديم فان الله فانه آآ كما اجمع على ذلك السلف قد كفر بالله سبحانه والقضية آآ القضية تحتاج الى بسط ويكفي في رد قولهم قول الله سبحانه وتعالى علم ان سيكون منكم مرضى واخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله فهذا امر مستقبل قد علمه الله عز وجل والحقيقة ان لهم فساده يغني عن افساده والله عز وجل اعلم. نعم قال رحمه الله تعالى الحكيم وهو الذي له الحكمة العليا في خلقه وامره الذي احسن كل شيء خلقه ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون فلا يخلق شيئا عبثا ولا يشرع شيئا سدى الذي له الحكم في الاولى والاخرة وله الاحكام الثلاثة التي لا وله الاحكام الثلاثة لا يشاركه فيها مشارك. فيحكم بين عباده في شرعه وفي قدره وجزائه. والحكمة وضع الاشياء مواضعها وتنزيلها منازلها المؤلف رحمه الله في شرح هذا الاسم الجليل الحكيم شمل المعاني الثلاث اه شمل المعاني الثلاثة التي تضمنها هذا الاسم الحكيم اسم لله سبحانه وتعالى ومما يقرب منه في الاشتقاق والمعنى الحكم كما جاء عند ابي داوود وغيره باسناد حسن ان الله هو الحكم هذا ايضا في كتاب الله عز وجل اه قل اغير الله ابتغي حكما اذا افغير الله ابتغي حكما اذا هذا الاسم لله عز وجل الحكيم جاء في كتاب الله عز وجل كثيرا وكثيرا ما يقرن باسم العزيز واسمي العليم واسمي الخبير وغير ذلك من هذه الاسماء وهذا الاقتران له فقه آآ يلحظه ويدركه من يتأمل هذا الاقتران بين آآ اسم الحكيم واسم العليم ونحو ذلك مما آآ جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى المقصود ان اسم الحكيم لله عز وجل يشتمل على ثلاثة معان حكيم فعيل بمعنى فاعل فهو الحاكم اذا حكيم بمعنى حاكم اي من له الحكم حكم الله عز وجل نوعان حكم شرعي وحكم قدري الحكم الشرعي يعني ما يأمر الله عز وجل وما ينهى عنه شرعا هو دينه هو شريعته وحكمه القدري هو ما يقدره سبحانه وتعالى ويحكم به قدرا اعطاء ومنعا عزا وذلا احياء واماتة اعطاء ومنعا الى غير ذلك. فهذا حكم الله عز القدر وكلا الامرين لله عز وجل ان الحكم الا لله فالله عز وجل له الحكم شرعا وقدرا ولا يجوز ان ينازع الله سبحانه وتعالى في ذلك فلا يجوز لاحد ان يشرع ويحكم شرعا قال الله عز وجل ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله وكذلك لا يجوز ان يحكم بين الناس وينفذ الامر والحكم الا ما حكم به الله سبحانه وتعالى. ولا يجوز ان تفصل النزاعات الا بحكم الله عز وجل وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله. اذا الله عز وجل هو الحكيم الذي له الحكم سواء كان هذا قدرا او شرعا. والكلام في هذا يطول المعنى الثاني حكيم بمعنى محكم والاحكام هو الاتقان والله عز وجل اتقن كل شيء وهذه الصفة لله عز وجل من اجل واظهر ما يكون ولا يحتاج الامر فيها الا ان تتأمل ما حولك من العوالم العلوية والسفلية. بل ان تتأمل في ذاتك انت حتى تدرك اتقان الله عز وجل واحكامه في خلقه تبارك وتعالى وهذا الموضوع آآ يحتاج الكلام فيه الى تفصيل وتفصيل. والى كلام طويل المعنى الثالث ان الحكيم بمعنى ذو الحكمة اي ان له الحكمة تبارك وتعالى فيما يشرع وفيما يأمر وفيما يقضي ويقدر الحكمة كما ذكر المؤلف رحمه الله وضع الاشياء في موضعها وتنزيلها منازلها وعرفها بعضهم بانها العلم بافضل الاعمال والعمل بمقتضى هذا العلم العلم بافضل الاعمال والعمل بمقتضى هذا العلم والمقصود ان الله عز وجل اذا شرع او خلق او قدر او حكم لم يكن هذا عبثا بله تبارك وتعالى في كل ذلك حكمة بالغة والادلة على ثبوت الحكمة والتعليف وان الله عز وجل انما يفعل ويحكم ويقدر ويخلق لحكمة ادلة كثيرة جدا بل قد قال ابن القيم رحمه الله في شفاء العليل ان الادلة على ثبوت الحكمة والتعليل في افعال الله عز وجل واحكامه تبلغ اكثر من عشرة الاف دليل ولا اقول هذا هكذا يقول. يقول ولا اقول هذا مبالغة يعني ان الله عز وجل قد تكاثر في كتابه اثبات ان له الحكمة البالغة في كل ما يحكم وكل ما يقدر وكل ما يخلق وكل ما يأمر به سبحانه وتعالى. والكلام عن الحكمة لله عز وجل تقرير اهل السنة والجماعة لها وموقف المخالفين من المتكلمين فيها يحتاج الى اه شيء من التفصيل اه الشرح والبيان وهو ولا شك من المواضع المهمة لان هذا مما كثر فيه آآ تخبط اهل البدع المتكلمين ومما اه كثر وروده في اه بعض الكتب التي الفوها مما قد يطلع عليها بعض طلبة العلم ولا ادري لعل آآ الله عز وجل ييسر شيئا من الكلام او نتجاوزها في اللقاء القادم لان وقت هذه الجلسة قد انتهى. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص فيهما ان ربنا لسيع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد بارك الله فيكم نود ان تعلقوا على اه اسم الله عز وجل الخبير بشيء من التوظيح والفرق بينه وبين اسم الله العليم. اه نسيت فعلا ان اتكلم عن هذا الامر ولكن باقتراب شديد لان المرة الماضية قد اخذنا من وقت الشيخ ابن عوف ولا اود ايضا ان اكرر هذا الخطأ هذه المرة لكن في اه اختصار الكلام ان الخبير في الجملة قريب من العليم لكنه اخص منه فان الخبير يتعلق بالعلم ببواطن الامور وخفاياها العلم ببواطن الامور وخفاياها هذا اخص باسم الخبير هذا اخص باسم الخبير واما اسم العليم فانه اعم من ذلك لكن الخبير اخص ببواطن الامور وخفاياه فالله عز وجل الخبير بمعنى انه المطلع والعليم ببواطن الامور وخفاياها والكلام يحتاج الى اه شرح اكثر والله اعلم وصلى الله على محمد واله وصحبه اجمعين