الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى آله واصحابه واتباعه باحسان. ثم اما بعد قبل البداية هذه بعض الاسئلة اقرأ منها ما تيسر لان الوقت يضيق عنا موعد الدرس فالاجابة على الاسئلة فيها اه اشكال من هذه الجهة مسألة منازعة حكم الله عز وجل الشرعي والقدري علمنا يا اخوة ان حكم الله عز وجل قد يكون حكما شرعيا وقد يكون حكما قدريا. فاما الحكم الشرعي فانه يجب التسليم له وعدم منازعته البتة. قال جل وعلا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. اما الحكم القدري ففيه تفصيل فالامور التي يقدرها الله عز وجل يجب ان ينظر اليها وكل مسألة لها حكم يخصها من حيث جواز منازعة هذا الحكم او عدم ذلك. بيان ذلك بالمثال فاذا نزل بالانسان مصيبة فقد ولد مثلا فها هنا ليس له الا التسليم وليس له منازعة القدر. اما اذا نزل به مرض مثلا فانه يصح في حقه ان يطلب العلاج لهذا المرض ولا يسلم به. اذا في المسائل المقدرة كونا لا يطلق القول جواز منازعة القدر او عدم وانما ينظر الى كل مسألة من حيث الحكم الشرعي. اذا كان هذا الامر دل الدليل على انه لا يجوز منازعته فانه حينئذ يسلم ولا ينازع واما اذا كان مما دل الدليل على جواز ذلك في هذا الشأن فانه حين ذلك آآ يصح منازعة القدر بقدر اخر كما جاء عمر رضي الله عنه نفر من قدر الله الى قدر الله. ولذلك قال بعض اهل العلم اذا نزلت بك المصيبة فانظر. اذا نزل بك المصيبة فانظر فان كان لك حيلة فلا تعجز وان لم يكن لك حيلة فلا آآ تنبيه اخر يتعلق آآ القراءة وهو يطعم ولا يطعم لعلكم تذكرون اني ذكرت ان انه في قراءة ولا يطعن ولكني لم اقل انها سبعية هي قراءة قرأ بها بعض السلف كسعيد ابن الجبير والاعمش ومجاهد وغيره من اهل العلم وقال القرطبي في شأنها انها قراءة حسنة يعني من جهة المعنى. لكنها ليست قراءة متواترة آآ مسألة العلم بالامور الممتنعة. الامور اه التي هي ممتنعة بمعنى انه يستحيل وقوعها البتة. لعلكم تذكرون ان قلنا صفة العلم لله عز وجل تتعلق بالواجبات والممكنات والممتنعات. والممتنعات الامور التي يستحيل وقوعها فالله عز وجل يعلم حال وقوعها لو وقعت وما يترتب على وقوعها على فرض وقوعها. كما قال جل وعلا لو كان فيهما الهة الا الله فسدت وكما قال ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولا على بعضهم على بعض فالامور الممتنعة هي التي يستحيل وجودها لا يمكن ان تقع ومع ذلك لو فرض وقوعها وقدر وقوعها فان الله عز وجل يعلم انه آآ سيكون حالها كذا وكذا والامر الممتنع قد يقدر وجوده ويبنى حكم عليه بعد ذلك كما آآ في قول الله سبحانه وتعالى قل لو كان للرحمن ولد فانا اول العابدين. فقد يقدر وقوع الامر الممتنع المحال ويبنى حكم على ذلك. والله عز وجل اعلم. نعم. كل ما تتيسر الوقت ان شاء الله في بداية هذا يجاب عن سؤال او سؤالين بحسب ما يتيسر ان شاء الله. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى الرحمن الرحيم البر الكريم الجواد الرؤوف الوهاب. هذه الاسماء تتقارب معانيها تدل كلها على اتصاف الرب بالرحمة والبر والجود والكرم. وعلى سعة رحمته ومواهبه التي عم بها جميع الوجوه بحسب ما تقتضيه حكمته. وخص المؤمنين منها بالنصيب الاوفر والحظ الاكمل. قال تعالى ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون. الآية والنعم والاحسان كله من اثار رحمته وجوده وخيرات الدنيا والاخرة كلها من اثار رحمته. ذكر المؤلف رحمه الله جملة من اسماء الله جل وعلا التي تتقارب معانيها. وكلمة المؤلف هنا دقيقة فاسماء الله عز وجل وصفاته تتقارب تتقارب معانيها وليس تترادف معانيها التراجف المطلق بمعنى انها لا لا تتحد المعاني وانما تتقارب. وهذه الاسماء دلت على صفات الجود والكرم وسعة العطاء لله سبحانه وتعالى ابتدأها بالرحمن الرحيم الرحمن والرحيم اسمان جليلان لله عز وجل دالان على صفة الرحمة له سبحانه والادلة على ثبوتهما كثيرة جدا في كتاب الله عز وجل ومنها فاتحة الكتاب الرحمن الرحيم الرحمن على وزن فعلان والرحيم على وزن فعيل. اختلف اهل العلم في الفرق بين هذين الاسمين بعد اتفاقهما بعد اتفاقهم على اه اتفاقهما في الدلالة على صفة الرحمة. وايضا باتفاقهما اه اتفاقهم على ان الرحمن ابلغ من الرحيم. فصيغة فعلان ابلغ في الدلالة من صيغة فعيل. اختلفوا بعد ذلك في الفرق بين هذين الاسمين ومما قيل في ذلك ان صفة الرحمن ان اسم الرحمن دال على صفة الرحمة العامة الشاملة لكل شيء. فيدخل فيها رحمته جل وعلا للمؤمن والكافر واما الرحيم فدال على صفة الرحمة الخاصة بالمؤمنين واستأنسوا في هذا لقوله جل وعلا وكان بالمؤمنين رحيما. وآآ هذا القول يشكل عليه قوله تعالى ان الله بالناس لرؤوف رحيم وكلمة الناس كما تعلمون تشمل المؤمن والكافر. اذا هذا القول فيه نظر. القول الثاني ان الرحمن دال على رحمته الواسعة والرحيم دال على رحمته الواصلة. قالوا رحمن دال على صفة ذاتية. والرحيم دال على صفة فعلية واذا افرد الاسمان عن بعضهما بمعنى افترقا في الذكر فكل واحد منهما يشمل الامرين الرحمة الواسعة والرحمة الواصلة اما اذا قرن في سياق واحد فان كل واحد منهما يدل على ما ذكرته لك. وهذا القول قال به ابن رحمه الله وغيره من المحققين. وذكر رحمه الله ان هذه الفائدة لا تكاد تجدها في كتاب ذكر هذا في بدائع الفوائد والله عز وجل اعلم المقصود ان الله سبحانه وتعالى متصف بصفة الرحمة الواسعة الشاملة لكل شيء ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ورحمتي وسعت كل شيء. فرحمة الله عز وجل قد نالت كل المخلوقين برهم وفاجرهم مؤمنهم وكافرهم من كان منهم في العالم العلوي او كان في العالم السفلي ان الله بالناس لرؤوف رحيم. فلا يتقلب احد في نعمة من نعم الله سبحانه الا برحمة منه تبارك وتعالى حتى الكافر. فانه ما تنفس ولا طعم ولا شرب ولا تحرك ولا اخذ ولا اعطى الا برحمة الله سبحانه وتعالى له هذه الرحمة العامة الشاملة التي تنال كل مخلوق هي كذلك في الدنيا اما في الاخرة فان الرحمة بكمالها تكون لله تكون من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين فحسب. ولذلك الاقرب في توجيه الاية ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون. ان هذه الاية دلت على عموم وخصوص اما العموم ففي قوله جل وعلا ورحمتي وسعت كل شيء اي في الدنيا. واما قوله فسأكتبها للذين يتقون فهي الرحمة الخاصة بالمؤمنين في الاخرة رحمة الله سبحانه قد كتبها على نفسه. دون ان يكون هناك من هو موجب على الله سبحانه وتعالى. فالله عز وجل يوجب وعلى نفسه والله عز وجل يكتب على نفسه ويتنزه عن ان يكون هناك من يوجب او يكتب عليه تعالوا الله عن ذلك علوا كبير فالله عز وجل كتب على نفسه الرحمة ولاجل هذا لم وعاجل سبحانه وتعالى المذنبين من عباده بالعقوبة. بل يمهل سبحانه وتعالى ويحلم في الاخرة يمن بالرحمة على عباده الذين وقعوا في المعصية فالرحمة نائلة كل عاص. ولو دخل النار. فان الله عز وجل جل يرحمه ويخرجه منها. كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم فيما يخبر به عن ربه جل وعلا قال شفعت الملائكة وشفع المؤمنون وشفع النبيون وبقيت رحمة ارحم الراحمين. نسأل الله عز وجل رحمته هذا من الاشياء التي يجب ان يؤمن ان يؤمن بها المسلم. كذلك يجب ان يؤمن ان رحمة الله عز وجل سبقت غضبه. ان الله كتب كتابا هو عند فوق العرش ان رحمتي سبقت غضبي. ورحمة الله عز وجل اعني الرحمة التامة الكاملة انما تنال بطاعته جل وعلا. واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون كذلك من الاشياء التي ينبه عليها ان الله عز وجل يحب من اتصف بهذه الصفة ومن اتصف بها ناله نصيب من رحمة الله عز وجل. كما في قوله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن. ومن فقد هذه الصفة فانه يناله حظ من رحمة يناله فقد حظه من رحمة الله سبحانه وتعالى. كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من لا يرحم الناس لا يرحمه الله. فالمسلم الحريص على نيل رحمة الله عز وجل عليه ان يتحلى بهذه الصفة. فيرحم اخوانه المسلمين النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم اخبر عن اهل الجنة ذكر منهم ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم. ولا شك ان اولى الناس برحمتك هم قرابتك واخصهم في ذلك الوالدان ثم بعد ذلك الاقرب فالاقرب. فالزوجة يجب ان يكون لها حظها من الرحمة من زوجها. وهكذا الولد بالنسبة للوالد. وكذلك الاخوة والاصدقاء. بعضهم مع بعض لا سيما في محيط طلاب العلم. يجب يا اخواني ان يكون هناك تراحما بين الاخوة وفيما بينهم ولا يكون الغالب على اه ولا يكون الغالب على المرء القسوة والغلظة والشدة بل ينبغي ان تكون الرحمة هي الغالبة على طبعه وخلقه وتعامله. ولذلك ان باخوانه ويرفق بهم ويرحمهم. واذا رأى من اخيه خطأ فليترفق به وليرحمه وليكن عنده حرص على ان يكون اخوه مسددا صوابا وليس ان يتشفى او ينتقم او يتعالى عليه. وهذه قضية نحتاج الى ان تذاكرها ونتواصى فيها دائما. هذا ما يتعلق بصفة الرحمة لله جل وعلا الا وما يتعلق بالاسمين العظيمين الرحمن والرحيم. نعم. وش بعده؟ جمع عدة اسماء في مكان واحد بعد الرحيم؟ البر الكريم. البر. البر جاء في موضع ان في كتاب الله عز وجل انه انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم. والبر كثير البر والبر كثرة الخير والاحسان والبر كثرة الخير والاحسان. هذا المعنى من صفة الرحمة وما سيأتي ان شاء الله عز وجل من الاسماء. اذا البر صفته سبحانه وتعالى. والبر هو اسمه تبارك وتعالى. فهو البر يعني واسع واسع العطاء والهبة والمن سبحانه وتعالى. نعم الكريم الكريم اسم لله سبحانه وتعالى ورد في عدد من الايات والاحاديث عن النبي صلى الله عليه واله وسلم. والكريم له معنيان كلاهما ثابتان لله سبحانه وتعالى. فالله عز وجل كريم بمعنى انه جواد ومعطي ومتفضل على عباده و لا يبخل عليهم برزق وعطاء وسؤل سألوه والكريم ايضا هو من له قدر وشرف عظيم وتنزه عن العيوب والنقائص. ومن هذا الباب آآ قول الله سبحانه وتعالى عن اه بلقيس انه القي الي كتاب كريم يعني شريف وكلا المعنيين حق. فالله عز وجل هو الكريم الذي يجود ويغدق بالنعم على خلقه. قبل ان يسأل وبعد ان يسأل وهو كذلك جل وعلا ذو القدر العلي والشرف العظيم ذو الجلال والاكرام تبارك وتعالى. تنزه عن العيوب والنقائص. هذا فيما يتعلق بسم الله الكريم. وجاء ايضا اسم قريب في وهو الاكرم. اقرأ وربك الاكرم. وكلا لاسمين دال على صفة الكرم علمت معناه نعم الجواد الجواد قريب في المعنى من الكريم. وهو الجواد فجوده. عم الوجود جميعه الفضل والاحسان وهو الجواد فلا يخيب سائلا ولو انه من امة الكفران فالله عز وجل جواد بمعنى انه كثير الجود والعطاء. وهذا الاسم لم يرد في كتاب الله سبحانه وتعالى. مع ان المؤلف رحمه الله ذكر في مفتتح كلامه عن هذه الاسماء الحسنى ان هذه الاسماء مما اه وردت في كتاب الله سبحانه وتعالى ولعله آآ حصل له ذهول في ما يتعلق بهذا الاسم او انه ما ذكره لانه تبع لما ورد معه وهي الاسماء السابقة. المقصود ان اسم جواد لم يرد في كتاب الله عز وجل انما ثبت في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ما اخرجه الترمذي وابن حبان وغيرهما من طرق ترتقي لرتبة الثبوت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله جواد يحب الجود. ان الله جواد يحب الجود. فهذا دليل ثبوت في هذا الاسم لله سبحانه وتعالى. نعم. الرؤوف الرؤوف المتصف بصفة الرأفة والرأفة ابلغ الرحمة. الرأفة ابلغ رحمة الكلام فيها قريب من الكلام في اسم الله الرحمن واسمه الرحيم. هذا يذكرنا بما تقدم في الدرس الاول. وهو ان اسماء الله عز وجل قد يكون منها ما هو عام وخاصة ولا يكون هناك ترادف ترادف مطلق بينهم. وانما هناك اسم يدل على معنى عام وهناك ما هو اخص منه. وهذا كما هو معنا الان في اسم الله الرحيم مثلا. والرؤوف فالرحمة معنى عام والرأفة اخص من ذلك فهي ابلغ الرحمة. نعم. الوهاب الوهاب كذلك هو في معناه قريب من ما سبق من الجود صفة الجود والكرم ونحو ذلك. والله عز وجل قد تسمى باسم الوهاب انك انت الوهاب. وهو في معناه دال على انه كثير العطاء واسع الهبات. كثير العطاء واسع الهبات. فهو جل وعلا ذهبوا ويعطي كرما وجودا واحسانا منه سبحانه وتعالى. وكل ما نال المخلوقين من خير يتعلق بامر ديني او دنيوي او اخروي فانه من الله سبحانه وتعالى هو الذي وهبه جل وعلا. وخزائنه تبارك وتعالى ملأى فانفق على خلقه وجاد عليهم منذ خلق السماوات والارض لم شيئا من خزائنه تبارك وتعالى. فهي ملأى ولا ينقصها هذا العطاء والجود والمن جل وعلا. قال رحمه الله تعالى السميع لجميع الاصوات باختلاف اللغات على تفنن البصير الذي يبصر كل شيء وان رق وصغر فيبصر دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ويبصر ما تحت الاراضين السبع كما يبصر ما فوق السماوات السبع. وايضا سميع بصير لمن يستحق الجزاء بحسب حكمته والمعنى الاخير يرجع الى الحكمة. ذكر المؤلف رحمه الله هذين الاسمين وبين معناهما السميع والبصير. اما السميع فانه دال على معنيين كلاهما حق ثابت لله جل وعلا. اما الاول وهو والمتبادر للذهن والاكثر ورودا في النصوص فهو بمعنى ادراك الاصوات. فالله عز وجل لا يفوته سمع بل يسمع كل شيء وفيما علق البخاري رحمه الله والله وصله احمد والنسائي وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها انها قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الاصوات فالله عز وجل يسمع كل صوت ولا تختلط عليه الاصوات يسمع تلك الاصوات باختلاف اللغات واللهجات وعلى تفنن الطلبات والحاجات. ولا يشغله سمع عن سمع جل وعلا و هذا الاسم وهذه الصفة قد وردت كثيرا في كتاب بالله جل وعلا فجاءت بفعل الماضي والفعل المضارع وبصيغة الاسم. قال جل وعلا قد سمع الله قولا التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاورك تحاوركما ان الله سميع مصير ومن الخطأ الذي قد تجده في بعض كتب التفسير وينبغي ان تتنبه لذلك هو تفسير السمع بالعلم. تجده اعني المفسر يقول اه سمع او يسمع بمعنى يعلم وهذا غلط وتأويل فالسمع غير العلم. انني معكما اسمع وارى. و من لا يسمع الاصم يعلم ان الناس امامه الان يتكلمون لكنه ماذا لا يسمع اصواتهم اذا ثمة فرق بين العلم والسمع نتنبه الى هذا اما المعنى الاخر فانه معنى ابلغ من الاول فانه بالاضافة الى كونه يسمع الاصوات والسؤالات والطلبات فانه يجيب من دعاه اذا المعنى الثاني هو اجابة الدعاء. وعلى هذا جاء قول الله سبحانه وتعالى آآ عن زكريا قال انك سميع الدعاء وكذلك في استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور عند مسلم وغيره قال ومن لا يسمع تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من دعاء ماذا؟ لا يسمع. هل المقصود هنا الدعاء الذي لا بمعنى السمع الذي هو ادراك الاصوات لا قطعا فان الله عز وجل يسمع كل شيء وانما المقصود ماذا؟ لا يستجاب له. لا يستجاب له. وعلى هذا ايضا جاء الذكر في الصلاة ويقول المصلي سمع الله لمن حمده لمن حمده يعني استجاب. فالله عز وجل متصف بصفة السمع ويجب ان نؤمن بهذين المعنيين فيما يتعلق بهذا الاسم فهو بمعنى يدرك الاصوات ولا يفوته صوت وهو كذلك يجيب دعاء من دعاه ويعطيه سؤله. اما البصير فهو اسم دال على صفة البصر والامر في البصر كالسمع من حيث اشتمال هذه الصفة على معنى ايه؟ او اشتمال هذا الاسم على معنيين. فالبصير دال على صفة البصر الذي هو ادراك المبصرات. فالله عز وجل يبصر والله عز وجل يرى انني معكما اسمع وارى الم يعلم بان الله يرى فان لم تكن تراه فانه يراك كذلك سبحانه وتعالى ينظر وكلها بمعنى متقارب ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا ينظر اليهم وهذا يقتضي ان المؤمنين ينظر الله عز وجل لهم. فهو يراه سبحانه وتعالى وهذا النظر يفاد منه انه يبصر وانه سبحانه وتعالى يتفضل على عبده اما المعنى الثاني فانه بمعنى البصير باحوال عباده الخبير بشؤون كما قال جل وعلا اه انه بعباده خبير بصير انه بعباده خبير بصير. فهو يبصر حال عباده. ويخبر احواله ويعرف خبايا امورهم. وكلا المعنيين حق لله جل وعلا. ويجب ان يؤمن بهما فهو البصير الذي يرى وينظر سبحانه وتعالى وهو البصير بمعنى انه الخبير بحال عباده العالم بشؤونه. نعم. قال رحمه الله تعالى الحميد في واسمائه وصفاته وافعاله فله من الاسماء احسنها ومن الصفات اكملها ومن الافعال اتم واحسنها فان افعاله تعالى دائرة بين الفضل والعدل. نعم. اسم الله الحميد ورد في كتاب الله عز وجل في مواضع وهدوء الى صراط حميد. والحميد بمعنى مفعول اي محمود. وصيغة فعيل اذا عدل بها عن مفعول دلت على ثبوت الصفة ورسوخها وانها ملازمة للموصوف لها. او الموصوف بها. ولذلك كانت ابلغ صيغة فعل اذا عدل بها عن مفعول كانت ابلغ. ولذلك كانت كلمة ابلغ من محبوب. فانها تدل على انه يستحق ان يحب. ولو لم يكن هناك من نحب اما محبوب فانها تقتضي وجود من يحب يعني يحصل منه الحب بالفعل اما حبيب فهو مستحق ان يحب ولو لم يوجد هذا الذي يحب. كذلك فيما يتعلق بسم الله الحميد عز وجل يستحق ان يحمد. الحمد قريب في المعنى من الشكر والكلام في الفرق بين الحمد والشكر كثير مشهور والذي يهمنا انه في هذا المقام اخص من الشكر الحمد يكون على الصفات. واما الشكر فلا يكون على الصفات. والله عز وجل محمود في كل شيء. وحمد عباده له راجع الى امرين. فهم اول يحمدونه ويشكرونه على انعامه عليهم. فهو يستحق الحمد من هذه الجهة اعطى ووهب وجاد ومنح فلاجل هذا يحمد ويشكر وثانيا يحمد لكونه يستحق الحمد في ذاته وصفاته وافعاله. فهو المتصف بالكمال المطلق. فذات وصفاته وافعاله لا نقص فيها ولا عيب بوجه من الوجوه ولاجل هذا استحق الحمد تبارك وتعالى. ولهذا لو تأملت في قول الله جل وعلا وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين هذا القول في ذلك المقام العظيم بعد ان يفصل القضاء بين الخلق بعد ان ينقسم الى اهل سعادة وشقاوة فالجميع يحمد الله سبحانه وتعالى حتى الكفار وقيل الحمد لله رب العالمين. فالكل يلهج بحمد الله عز وجل حتى ولو كان من اهل الشقاوة لانه عاين حكمة الله سبحانه وتعالى وعدله فيما جازى به كلا كلا من المحسن والشقي المسيء. فالله عز وجل محمود على كل شيء. في ذاته وفي صفاته وفي افعاله تبارك وتعالى. هذا فيما يتعلق بسم الله الحميد. نعم. قال رحمه الله المجيد الكبير العظيم الجليل وهو الموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة والجلال الذي هو اكبر من كل شيء واعظم من كل شيء واجل واعلى وله التعظيم والاجلال في قلوب اوليائه واصفيائه قد ملأت قد ملئت قلوبهم من تعظيم واجلاله والخضوع له والتذلل لكبريائه. هذه الاسماء متقاربة في المعنى الاسم الاول منها المجيد. واسم الله المجيد على صفة المجد له جل وعلا. وصفة المجد تعني امرين تعني العظمة وانه جل وعلا كبير عظيم وتعني صفة صفة الكرم فهو جل وعلا له المجد بمعنى بمعنى سعة الكرم. هذان الوصفان لله جل وعلا ثابتان والله عز وجل هو المجيد ذو العرش المجيد فهو جل وعلا وكبير وهو كذلك كريم واسع الكرم والعطاء على هذا يكون هذا الاسم مشتملا على صفة ذاتية وصفة فعلية لله جل وعلا. اما الصفة الذاتية فترجع الى المعنى الاول. واما الصفة الفعلية فراجعة الى المعنى الثاني. فالله عز وجل عظيم كبير في ذاته وفي صفاته جل وعلا وهو كذلك واسع الكرم والعطاء. ولا شك ان هذه الاسماء التي ذكرها المؤلف رحمه الله سواء منها ما ذكره اه الان او قبل ذلك كلها لعظيم الحب والاجلال والتعظيم له تبارك وتعالى وهذه من الامور التي ينبغي ان تلامس القلوب وان تخالط والوجدان اذا نظر فيها الناظر فالله عز وجل له كل كمال وله كل جلال وتعظيم فهو ذو الجلال والاكرام لا من جهة ما يتعلق بصفاته ولا من جهة ما يتعلق بافعاله وعطائه. وهذا يورث صدق التوكل على الله سبحانه وتعالى وتعلق القلب به جل وعلا. وان الانسان انما يعلق قلبه بالذي بيده خزائن السماوات والارض. وبيده ملكوت كل شيء. فيخرج من قلبه كل تذلل للمخلوقين. فلا يعمد في طلب حاجته ما استطاع الى ذلك سبيلا الى احد من الخلق فان الله عز وجل هو الذي ييسر الامور وهو الذي يدبرها. وهذه معاني لا يكفي فيها ان تكون تنظيرا للقول واللسان فحسب. بل ينبغي لا سيما لطالب العلم ان يكون اه ان تكون واقعا عمليا في شأنه. كم من الناس اليوم اذا كانت له حاجة وهمه امر فانه يلتفت اول ما يلتفت الى البحث عن الواسطة والشافع. اليس هذا واقعا؟ قبل ان اه يحصل في قلبه اعتماد تام على الله عز وجل وتوكل عليه وان الامور تتيسر من قبله تبارك وتعالى مباشرة يبحث وينظر ويسأل. هل هناك من يساعد؟ هل هناك من له جاه عند هذا المطلوب منه او من اه عنده اه هذا الموضوع وما شاكل ذلك تجده مباشرة يلتفت قلبه تنصرف جوارحه الى البحث عن هذا الامر. وهذا ولا شك يا اخواني نقص في تحقيق التوحيد وطالب العلم ينبغي ان يكون دائم الملاحظة لنفسه في هذا المقام ساعيا في بلوغ هذه الدرجة العظيمة المنيفة وهي تحقيق التوحيد. ومن بلغ هذه الدرجة نال اعظم فظل وهو دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب. فان السبعين الفا الذين اخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم بانهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب كانت سمتهم وكانت صفتهم هي انهم كانوا على غاية من التحقيق والتفريق لله عز وجل. فمثل هذه الامور ينبغي يا اخواني ان تكون منا على بال. وان نكون اه المذاكرة في هذا الامر. وقد يغفل الانسان وكلنا ذو غفلة وتقصير. لكن المناصرة والمذاكرة فيما بيننا في مثل هذه الامور هي من اهم الاشياء والنبي صلى الله الله عليه وسلم كان يربي اصحابه على هذا الامر. ولذلك كان مما يبايع عليه اصحابه الا يسألوا الناس شيئا تتعلق القلوب بالله عز وجل وبقدر اعتمادك على الله عز وجل يقل الاعتماد على المخلوق. كما انه بقدر حبك لله عز وجل تقل المحبوبات عندك. وبقدر خوفك من الله عز وجل يضعف خوفك من المخلوقين وهكذا في سائر هذه المعاني كلما عظم منها ما يتعلق بالله عز وجل كلما ضعف ما يقابله مما يتعلق بالمخلوقين والله المستعان قال رحمه الله العفو الغفور الغفار لا بعد المجيد الكبير نعم من اسمائه جل وعلا الكبير واسم الله الكبير ورد في كتاب بالله جل وعلا عالم الغيب والشهادة الكبير المتعالي. وآآ الله عز وجل موصوف بانه كبير بل هو اكبر من كل شيء. ولذلك كان قول المصلي المتكرر في الصلاة الله اكبر. فالله عز وجل كبير في ذاته. فهو اكبر من كل شيء وكذلك صفاته جل وعلا اكبر الصفات واعظمها وله الكمال المطلق فيها من جميع الوجوه وكذلك اعطاؤه وهبته وجوده اكبر من كل شيء وهو كذلك في قلوب اوليائه اكبر من كل شيء وهذا من المعاني التي ينبغي ان يستشعرها المصلي. فالله اكبر من من كل شيء وهذا حق مستحق له تبارك وتعالى وهكذا ينبغي ان يكون في نفس كل مسلم اكبر من كل شيء واعظم من كل شيء وامره مقدم على كل شيء. فاذا تنازعت الامور في نفسه بينما يريد الله عز وجل منه شرعا وما تريد نفسه وما يريده هواه فانه يجب ان يكون الله عز وجل اكبر في نفسه. وان يكون امره اكبر في نفسه. فيكون هو المقدم على غيره اهل البدع حينما تكلموا وخاضوا في صفات الله جل وعلا بغير الحق انما اتوا من جهة عدم اعطائهم هذا الاسم حقه. ولذلك تكلموا في الله جل وعلا وفي صفاته بما لا يليق به جل وعلا. ولذلك لو تأملت في بعض ما يريدون من شبهات يتذرعون بها الى نفي صفات الله الثابتة له تجدهم ما اعطوا هذا الاسم حقه من التأمل. تجده مثلا يقولون في صفة النزول كيف يكون نازلا عند آآ او بالنسبة الى جهة من الارض غير نازل من جهة اخرى. سبحان الله العظيم. الله عز وجل بر من كل شيء. وما السماوات والارض اليه جل وعلا الا كخردلة في كف الانسان. والامر اعظم من ذلك. ولذلك جاء عنه صلى الله عليه وسلم في حديث اثبته بعض اهل العلم ان السماوات والارض يعني الكون الذي تراه كله ان هذا الكون الذي تراه كله في الكرسي كحلقة ملقاة في فلاة حلقة تلقيها في صحراء. ما نسبتها الى هذه الصحراء؟ لا شيء وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة كفضل الكرسي على السماوات والارض. فكيف بالله سبحانه وتعالى؟ تجد من ينفي مثلا صفة استواء الله جل وعلا على العرش يقول ان هذا يقتضي ان يكون الله عز وجل محمولا وان يكون محتاجا تعالى الله عن ذلك. ليس الله عز وجل في استوائه على العرش محتاجا الى العرش ولا محتاجا الى ملائكة العرش. بل العرش فما دونه محتاج الى الله سبحانه وتعالى. وهو الغني عن كل كل شيء وهو الحي القيوم القائم بنفسه المقيم المقيم لغيره فكيف يقال ان اثبات هذه الصفة يقتضي ان يكون محتاجا الى غيره جل وعلا. من يقول هذا القول ما اعطى هذا الاسم حقه من الايمان والتحقيق. وهذا ينبغي ان تلاحظه يا طالب العلم حينما تتأمل في اه تأويلات القوم وخوضهم في صفات الله جل وعلا بالباطل تجدها دائما او غالبا ترجع الى الى عدم تحقيق الايمان عظمة الله عز وجل وانه سبحانه وتعالى اكبر واعظم من كل شيء. لعلنا نقف عند هذا الحد ونتمم ان شاء الله ما يتعلق بقية الاسماء المتعلقة بهذه المعاني او غيرها في الدرس القادم ان شاء الله الله عز وجل اعلم صلى الله على محمد واله وصحبه اجمعين