الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين قيوم السماوات والاراضين لا نحصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه خلقه وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى اله واصحابه ومن سار على نهجه الى يوم الدين ثم اما بعد كان الوعد في الدرس الماظي ان يكون هناك اجابة على بعض الاسئلة ولكني ارى ان الوقت يضيق عن الدرس ولا ادري هل سنتمكن من ختم هذه النبذة التي ذكرها الشيخ ابن سعيدي عليه رحمة الله او اننا نحتاج الى اه درس اضافي اذا كان هناك متسع من الوقت على كل حال نستعين بالله عز وجل اه نسعى في ادراك ما يمكن ادراكه من هذه الرسالة النافعة نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فيقول العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في شرح اسماء الله الحسنى العفو الغفور الغفار الذي العظيم كأنا قرأنا شيئا منها اعد قراءتها قال رحمه الله المجيد الكبير العظيم الجليل وهو الموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة والجلال. الذي هو اكبر من كل شيء واعظم من كل شيء واجل واعلى وله التعظيم والاجلال في قلوب اوليائه واصفيائه قد ملئت قلوبهم من تعظيمه واجلاله والخضوع له والتذلل لكبريائه ذكر المؤلف رحمه الله اسمه جل وعلا العظيم والله عز وجل سمى نفسه في كتابه بالعظيم في مواضع منها قوله وهو العلي العظيم والعظيم يرجع في معناه الى امرين الامر الاول انه ذو العظمة فالله عز وجل هو العظيم الذي له كمال العظمة جل وعلا و عظمته سبحانه وتعالى في كل شيء فهو عظيم في ذاته وعظيم في صفاته وعظيم في افعاله العظمة معلومة من جهة اللغة يقال فلان عظيم لولا نزل هذا القرآن على رجلين على رجل من القريتين عظيم وجاء في الحديث الى هرقل عظيم الروم يعني من له العظمة والرئاسة بقومه والله عز وجل ثبتت له هذه الصفة الذاتية فهو لم يزل ولا يزال عظيما جل وعلا والمعنى الثاني انه المعظم عظيم فعيل بمعنى مفعول تأتي فعيل بمعنى مفعول يقال عتيق بمعنى معتق فالعظيم الذي يستحق ان يعظمه خلقه وهذا حق فالله عز وجل يستحق من عباده غاية التعظيم حبا واجلالا وخوفا ورغبة وشكرا وطاعة الله عز وجل معظم من كل وجه و تعظيم الله عز وجل يقتضي ان يعظم شرعه وان تعظم حرماته ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه فمن تعظيم الله عز وجل ان يعظم ما عظم نعم قال رحمه الله نعم ذكر بعد ذلك اسمه الجليل وهذا الاسم لم يرد بهذه الصيغة في كتاب الله عز وجل وهذا ايضا لعله ذهول من المؤلف فانه نص في المقدمة على انه يورد جملة من الاسماء التي كثر ورودها في القرآن وهذا الاسم لم يرد بهذه الصيغة في كتاب الله عز وجل وان كان قد نص عليه غير واحد من اهل العلم على انه اسم لله عز وجل من اولئك ابن منده والبيهقي وابن القيم وغيره من اهل العلم نصوا على ان هذا اسم لله عز وجل ولعل من نص عليه اخذه عن طريق الاشتقاق من قوله جل من اسمه جل وعلا ذو الجلال والاكرام من اسمه جل وعلا ذي الجلال والاكرام هذا الاسم قد ورد في حديث ابي هريرة الذي فيه تعداد الاسماء التسعة والتسعين وهذا الحديث اصله في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما مئة الا واحدا من احصاها دخل الجنة جاء في غير الصحيحين زيادة في هذا الحديث فيها سرد لهذه الاسماء جاء هذا من طريق عبد العزيز ابن الحصين ابن ترجمان عند الحاكم وجاء ايضا من طريق عبد الملك ابن محمد الصنعاني عند ابن ماجة وجاء من طريق الوليد ابن مسلم عند الترمذي وهذه اشهر الطرق وكل هذه الطرق ضعيفة ولا يصح تعداد الاسماء في هذا الحديث نص على هذا جماعة من اهل العلم كالبغوي والبيهقي الحافظ ابن حجر فانه قال في البلوغ والتحقيق ان سرد الاسماء ادراج من بعض الرواة وهذا صرح به الوليد في بعض طرقه فصرح ان بعض شيوخه عد هذه الاسماء ثم سردها كذلك ابن القيم رحمه الله نص على هذا في مدارج السالكين والصنعان وغيرهم من اهل العلم ومنهم من نص على الظعف مطلقا كالترمذي وابن حزم وغيرهم من اهل العلم بل نقل شيخ الاسلام ابن تيمية عليه رحمة الله كما في مجموع الفتاوى اجماع اهل المعرفة بالنقل على عدم ثبوت هذه الاسماء في الحديث وانها ادراج من بعض الرواة اذا هذه الاسماء التي جاءت في هذا التعداد لا يسلم بثبوتها لله عز وجل على جهة الاسمية الا اذا دل على ذلك دليل صحيح هذه مسألة تحتاج الى بسط وتحرير في غير هذا المقام وهي صحة التسمية من طريق الاشتقاق فهل يصح ان تثبت الاسماء لله جل وعلا من طريق الاشتقاق كان يؤخذ من ذي الجلال الجليل ومن قوله وكفى بربك هاديا ونصيرا اسمه الهادي بديع السماوات والارض اسم البديع وامثال ذلك هذا فيه بحث عند اهل العلم طويل وكثير من اهل العلم يرون هذا كثير من اهل العلم يلحظ الناظر في تنصيصهم على الاسماء انهم يثبتون الاسماء من طريق الاشتقاق لكن لابد من ملاحظة امر مهم وهو ان هذا الامر لا بد ان يكون فيما يكون مدحا عند الاطلاق مدحا مطلقا عند الاطلاق والمقصود بذلك الا يكون الاسم الذي يشتق آآ او المأخوذ عن طريق الاشتقاق ان يكون منقسما. بمعنى قد يكون مدحا وقد يكون ذما من وجه اخر. انما لابد ان يكون مدحا مطلقا ومن هذا هذا الاسم الذي بين ايدينا وهو الجليل فانه مدح مطلقا وكذلك الهادي كذلك البديع ونحوها فلا يريد اذا على هذا المنهج الذي سار عليه هؤلاء العلماء الاشتقاق مما ينقسم كالارادة مثلا كالصنع وامثال ذلك فان هذا قد يكون مستعملا في معنى هو مدح وقد يكون بخلاف ذلك المقصود ان هذا الاسم ينبه على انه لم ليرد بهذه الصيغة في اية من كتاب الله او حديث يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله عز وجل اعلم و الجليل هو ذو الجلال يعني من له الجلال والعظمة فهو في المعنى قريب من اسم العظيم نعم قال رحمه الله العفو الغفور الغفار الذي لم يزل ولا يزال بالعفو معروفا بالعفو وبالغفران والصفح عن عباده موصوفا. كل احد مضطر الى عفوه ومغفرته. كما هو مضطر الى رحمته وكرمه وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن اتى باسبابها. قال تعالى واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى ما شاء الله ذكر المؤلف رحمه الله في هذه القطعة ثلاثة اسماء لله عز وجل وهي العفو والغفور والغفار اما العفو الله عز وجل سمى نفسه به وانه عفو غفور ان الله كان عفوا غفورا وكذلك جاء عفوا قديرا جاء في نحو خمس مواضع من كتاب الله عز وجل والعفو هو ذو العفو او كثير العفو عفوا على وزن فعول فالله عز وجل ذو العفو كثيره وهو العفو فعفوه وسع الورى لولاه غار الارض بالسكان كما قال ابن القيم رحمه الله والعفو هو المسامحة على الذنب ومحو اثره وترك العقوبة عليه الاصل في لفظ العفو من جهة اللغة هو مسح الاثر يقال عفت الريح الدارة يعني محت معالمها فالعفو هو المحو والازالة والمقصود في ثبوته لله عز وجل يعني كونه صفة لله عز وجل هو ما ذكرت لك من انه جل وعلا يمحو عن العبد اثر ذنبه ويسامحه عليه ولا يجازيه بالعقوبة عليه فصفة العفو يحبها الله عز وجل فالله عز وجل عفو يحب العفو كما في الحديث المشهور والله عز وجل يحب من عباده ان يتصفوا بهذه الصفة ووعد من قام بذلك بان يجازيه من جنس عمله فيعفو ويغفر له وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم يقول النبي صلى الله عليه واله وسلم كما ثبت هذا في حديث مسلم وما زاد الله عبدا بعفو الا عزة والعز ها هنا يشمل الامرين يشمل العز في الدنيا بان يكون له قدر ومكانة ومنزلة في قلوب الخلق ويكون له عز في الاخرة وهذا من الاخلاق الرفيعة والاداب السامية التي ينبغي على المسلم الاجدر في هذا طالب العلم ان يكون متصفا بذلك فيتصف بصفة العفو عن من اساء اليه واولى الناس بعفوه ومسامحته هم اقرب الناس اليه والداه وزوجه وابناؤه ثم من يلوذ به من اخوانه وقرنائه ثم ان يشمل عفوه سائر المسلمين وآآ اتصاف الانسان بهذه الصفة دليل على سلامة قلبه وعلى صفو نفسه وعلى علو همته والله المستعان اما اسمه جل وعلا الغفور فانه فعول بمعنى فاعل يعني غافر هذه الصيغة صيغة مبالغة تعني كثير المغفرة فهو الذي يغفر مرة بعد مرة سبحانه وتعالى والاصل في المغفرة من جهة اللغة الستر والتغطية ومنه المغفر الذي يوضع على الرأس ليقي الانسان في الحرب والمغفرة بصفة الله سبحانه وتعالى قريبة من العفو فانها تعني ستر الذنب على العبد في الدنيا ووقاية شره في الدنيا والاخرة فيستر على الانسان ان غفر الله عز وجل له ولا يفضح بين الخلق و يوقى شر هذا الذنب فلا يعاقب عليه والله عز وجل قد سمى نفسه بالغفور في مواضع كثيرة في كتاب الله عز وجل زادت على التسعين هذا دليل على ان الله عز وجل كثير المغفرة واسع المغفرة سبحانه وتعالى وانه يحب ان يصفح عن عباده ويتجاوز عنه والغفار صيغة مبالغة ايضا فعال كقتال وضراب فهو ايضا كثير المغفرة وذكر غير واحد من اهل العلم ان صيغة غفار ابلغوا من غفور صيغة غفار ابلغ من غفور وهذا الاسم قد سمى الله عز وجل به نفسه الا هو العزيز الغفار وكذلك جاء في كتاب الله انه غافر الذنب غافر الذنب وقابل التوبة غافر الذنب وقابل التوب العفو والمغفرة في المعنى متقاربان واذا ورد في سياق واحد فانهما يختلفان في المعنى بعض الاختلاف يعني هما من الالفاظ التي اذا افترقت اتحدت واذا اتحدت افترقت. فاذا جاءت في سياق واحد كقوله جل وعلا واعف عنا واغفر لنا فهذا موضع اختلف اهل العلم فيه الفرق ها هنا بين العفو والمغفرة فمن اهل العلم فهو اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية عليه رحمة الله ان العفو ترك محض بمعنى ان يسامح على هذا الذنب ويسقط الله عز وجل حقه فيه واما المغفرة فانها تتضمن بالاضافة الى ذلك اقباله على عبده واحسانه اليه ورضاه عنه فهي عفو وزيادة واما الرحمة واعف عنا واغفر لنا وارحمنا فانها تتضمن زيادة في البر والاحسان فهي ابلغ وابلغ ومن اهل العلم من ذهب الى ان العفو قد يكون بعد عقوبة او عتاب واما المغفرة فانها لا تجتمع مع العقوبة البتة فهي من هذه الجهة ايضا ابلغ ذكر هذا المعنى غير واحد ومنهم ابن رجب ومنهم من ذهب الى ان العفو يكون عن الكبائر والمغفرة تكون عن الصغائر وعلى هذا فتكون المغفرة اه فيكون العفو ابلغ لانه يشمل ما هو اعظم وهذا نقله القرطبي في المفهم عن بعضهم الى غير ذلك مما ذكر في الفرق بين العفو والمغفرة وكلها موضع اجتهاد والامر في هذا قريب والمقصود ان الله عز وجل متصف بصفة المغفرة وانه لو جاءه الانسان ولقيه بكل ذنب وخطيئة خلا الشرك بالله عز وجل فانه قد يغفر له يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن ادم لو لقيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة سبحان الله ما اعظم عفو الله ومغفرته لو اتى الانسان بما يقارب ملء هذه الارض ذنوبا وعصيانا وادبارا عن الله عز وجل وعن طاعته لكنه لم يقع في الشرك فانه على رجاء العفو والمغفرة نسأل الله عز وجل عفوه ومغفرته وقد ذكر المؤلف رحمه الله ان الله عز وجل غفار لمن تاب واناب واستغفر ورجع الى ربه وهذا حق فمن استغفر ومن تاب ومن رجع ومن اناب فان الله عز وجل قد وعد ان يغفر له واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى انه كان للاوابين غفورا فانه كان للاوابين غفورا هذا على جهة التحقق لا على ان احدا من الخلق يوجب على الله عز وجل شيئا فتعالى الله عن ذلك وانما لانه سبحانه وعد وهو لا يخلف الميعاد ولانه احق على نفسه سبحانه وتعالى ولا يخلف ذلك جل وعلا لكن لا يفهم مما ذكر المؤلف رحمه الله ان المغفرة انما تنحصر في حق من تاب واستغفر فان الله عز وجل قد يغفر ويعفو عن العبد الذي لم يشرك بالله عز وجل ولو لم يتب وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم فعلى ظلم العبد وعلى استمراره على عصيانه جل وعلا فقد يغفر الله عز وجل له لكن هذا راجع الى مشيئة الله عز وجل. فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء اما الاول فانه متحقق المغفرة فانه قد تحققت المغفرة في حقه قطعا من تاب واناب الى الله عز وجل فانه يقطع بانه يغفر له ولكن تنبه الى ان هذا القطع من جهة الاصل اما من جهة التعيين بمعنى ان يقطع الانسان لنفسه بان الله عز وجل قد غفر له فهذا مما لا سبيل اليه لم لان الاستغفار والتوبة مقيدة بقيود ثقال ولا احد يجزم من نفسه بانه قد حققها وانما يرجو ويأمل ان يغفر الله عز وجل له والمقطوع به ان من اتى بها على وجهها اعني التوبة فانه مقطوع بمغفرة الله سبحانه وتعالى له واما من لم يأت بها ولقي الله عز وجل مصرا على ما هو عليه من كبائر فانه قد يؤاخذ وقد يغفر الله عز وجل له هذا فيما يتعلق بسم الله عز وجل العفو واسمه جل وعلا الغفور والغفار نعم قال رحمه الله التواب الذي لم يزل يتوب على التائبين ويغفر ذنوب المنيبين. فكل من تاب الى الله نصوحا تاب الله عليه فهو التائب على التائبين اولا بتوفيقهم للتوبة والاقبال بقلوبهم اليه وهو التائب عليهم بعد توبتهم قبولا لها وعفوا عن خطاياهم من اسماء الله عز وجل التواب ثم تاب عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم والتواب فعال بمعنى كثير التوب وهو الذي لم يزل يتوب على عباده مرة بعد مرة والتوب في صفة الله عز وجل يراد به معنيان المعنى الاول الهام التوبة والتوفيق اليها والمعنى الثاني قبولها والرضا بها اما الاول فمنه قوله جل وعلا ثم تاب عليهم ليتوبوا واما الثاني فمنه قوله جل وعلا وهو الذي يقبل التوبة عن عباده فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فان الله يتوب عليه هذان المعنيان كلاهما ثابتان لله سبحانه وتعالى فهو الذي يتوب اولا توفيقا والهاما وهو الذي يتوب ثانيا رضا وقبوله يقول ابن القيم رحمه الله في النونية وكذلك التواب في اوصافه والتوب في اوصافه نوعان اذن بتوبة عبده وقبولها بعد المتاب بمنة المنان اذن بتوبة عبده هذه التوبة الاولى وقبولها هذه التوبة الثانية الله عز وجل له الفضل اولا واخرا وتوبة الله عز وجل عليه محفوفة بتوبة الله سبحانه وتعالى توبة العبد لله عز وجل محفوفة بتوبة الله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد فسبحانه ما اوسع رحمته وفضله وانبه ها هنا الى انه لا يصح كما قال اكثر اهل العلم ان يطلق على الله عز وجل انه تائب انما كلمة تائب تكون للعبد فالعبد تائب اما الله عز وجل فانما يسمى بما سمى به نفسه فيقال تواب. ولا يقال تائب لان هذا لم يرد ولان كلمة تواب فيها معنى ابلغ من المعنى الذي تدل عليه كلمة تائب والله سبحانه وتعالى اعلم. نعم قال رحمه الله تعالى القدوس السلام اي المعظم المنزه عن صفات النقص كلها وان يماثله احد من الخلق فهو فهو المتنزه عن جميع العيوب. والمتنزه عن ان يقاربه او يماثله احد في شيء من الكمال ليس كمثله شيء ولم يكن له كفوا احد. هل تعلم له سم يا؟ فلا تجعلوا لله اندادا فالقدوس كالسلام ينفيان كل نقص من جميع الوجوه ويتظمنان الكمال المطلق من جميع الوجوه لان ان النقص اذا انتفى ثبت الكمال كله احسنت اسم الله عز وجل القدوس القدوس من القدس وهو الطهارة منه رح القدس وبيت المقدس وامثال ذلك ومنه كذلك قول الله جل وعلا ادخلوا الارض المقدسة على احد التفسيرين يعني المطهرة او المباركة فالله عز وجل هو الذي تنزه عن كل عيب ونقص ومشابهة للخلق هذا معنى القدوس الذي تنزه عن كل عيب ونقص ومشابهة للخلق القاعدة في تنزيه الله عز وجل انه ينزه عن امرين الامر الاول عن كل ما لا يليق به من النقص والعيب وانواع الشرور فكل هذا من اعظم المحال على الله سبحانه وتعالى فالله عز وجل منزه عن ذلك بذاته تبارك وتعالى والامر الثاني انه ينزه في كماله عن ان يكون له مثيل او كفؤ او شريك الله عز وجل له الكمال المطلق ولا احد يماثله في ذلك فكلا الامرين مقصودان في فكلا الامرين مقصودان في تنزيه الله سبحانه وتعالى وتقديسه والقاعدة عند اهل السنة والجماعة ان التنزيه عن العيوب والنقائص متضمنة ان التنزيه متظمن لكل ما يضاد ذلك من الكمال فله جل وعلا من كل كمال اكمله فاذا نزه الله سبحانه وتعالى عن عيب او نقص فانه يجب ان يعتقد اتصافه بكمال ضده وذلك ان التنزيه والنفي بمجرده عدم والعدم ليس بشيء فضلا عن ان يكون مدحا والله عز وجل انما يوصف بالمدح والله عز وجل لا احد احب اليه في الثناء والحمد منه جل وعلا اذا اذا تنزه الله عز وجل عن كل نقص وعيب اجمالا او تفصيلا بحسب ما جاء في النصوص فانه يجب ان يعتقد اتصافه بالكمال المطلق تبارك وتعالى ولمعرفة ما ينزه الله سبحانه وتعالى عنه طريقان الطريق الاولى ان ينص على ذلك في الكتاب والسنة كقوله لا يضل ربي ولا ينسى وما مسنا من لغوب لم يلد ولم يولد وامثال هذا مما جاء في الكتاب والسنة والطريق الثانية ان ينفى عنه كل ما يناقض صفات الكمال ولو لم يرد هذا في النصوص ولاجل هذا فانه ينفى عن الله عز وجل. صفة الحزن مثلا لانها لا تكون الا عن نقص وهذا الموضع طريقة اهل العلم فيه انهم لا يبتدئون به تقريرا وانما اذا احتيج الى النفي فانهم ينفونه عن الله سبحانه وتعالى فمثلا اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة زعموا في تلمودهم فرية عظيمة على الله سبحانه وتعالى وانه صار عداوود فغلبه داود فقعد يبكي تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وما قدروا الله حق قدره فمثل هذا يعني وصفهم البكاء وصفهم الله عز وجل بالبكاء يجب نفيه عن الله عز وجل ولو لم يرد لم لانه مناقض لقوة الله سبحانه ولقدرته ولعزه وغناه جل وعلا المقصود هذه مباحث آآ دقيقة فيما يتعلق بمسألة التنزيه والنفي في صفات الله سبحانه وتعالى هذا عن اسم الله عز وجل القدوس وقد جاء في موضع في اخر الحشر هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس و السلام قريب في المعنى من القدوس قال ابن القيم رحمه الله وهو السلام على الحقيقة سالم وهو السلام على الحقيقة سالم من كل تمثيل ومن نقصان لاحظ انه نص على الامرين نص على انه سالم من التمثيل يعني مماثلة الخلق وسالم عن كل نقص تبارك وتعالى وهذا الاسم وايضا ما اه سيليه ايظا من الاسماء قد جاء في اخر الحشر قدوس السلام فيوصف الله عز وجل ويسمى بانه سلام يعني قد سلم من كل نقص ومن كل عيب ومن كل مماثلة للمخلوق والله عز وجل اعلم. نعم قال رحمه الله العلي الاعلى وهو الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه. علو الذات وعلو القدر والصفات وعلو القهر فهو الذي على العرش استوى وعلى الملك احتوى وبجميع صفات العظمة والكبرياء والجلال جمال وغاية الكمال اتصف واليه فيها المنتهى اشار المؤلف رحمه الله هنا الى اتصاف الله عز وجل بصفة العلو التي تضمنها اسمه العلي وهو العلي العظيم واسمه الاعلى سبح اسم ربك الاعلى ودل عليها ايضا اسمه المتعالي فالله عز وجل هو المتعالي عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال والعلو ثلاثة انواع وكلها ثابتة لله عز وجل علو القدر وعلو القهر وعلو الذات وله العلو من الجهات جميعها ذاتا وقهرا مع علو الشأن اما علو القدر فانه جل وعلا له القدر العظيم دل على هذا قوله جل وعلا سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا وله كذلك علو القهر فهو العلي بمعنى القاهر يقال على فلان على فلان يعني قهره ومنه قوله جل وعلا ولا على بعضهم على بعض وهو العلو وهو العلي بذاته سبحانه وتعالى فهو فوق كل شيء وله العلو المطلق سبحانه وتعالى وانت الظاهر فليس فوقك شيء والادلة على ثبوت علو الله سبحانه وتعالى لا سيما علو الذات لانه هو موضع المعركة بين اهل السنة والجماعة الجهمية باضرابهم بذيولهم انما كانت في علو الذات والا فانهم لا يخالفون في علو القدر وعلو القهر لكن المعترك انما كان في علو الذات لله سبحانه وتعالى مع ان الادلة عليها بلغت مبلغا عظيما جدا فهذه الصفة من اجل الصفات واكثرها ورودا في النصوص فان شيخ الاسلام رحمه الله اشارة في موضع في الفتاوى الى ان من اهل العلم من اوصل الادلة على علو الله جل وعلا الى نحو الف دليل واشار الى هذا ايضا الذهبي في العلو بل ذكر ابن القيم رحمه الله انها قد تصل الى الاي الى الالفي دليل فقال رحمه الله في النونية يا قومنا والله ان لقولنا الفا يدل عليه بل الفان عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الاولى وذوق حلاوة القرآن كل يدل بانه سبحانه فوق السماء مدبر الاكوان اترون انا تارك ذا كله لجعاجع التعطيل والهذيان بل اشار في موضع في الصواعق الى ان الادلة على مباينة الله عز وجل لخلقه تبلغ الالوف المقصود ان اهل البدع قد خالفوا اهل السنة والجماعة في هذه الصفة العظيمة و صارت هذه المسألة من المسائل الكبار في معتقد اهل السنة والجماعة نظرا لاهميتها وكثرة الادلة عليها وكثرة ما صنف فيها عند اهل العلم ولذلك صارت من العلامات البارزة في معتقد اهل السنة والجماعة انهم ينصون على ان الله عز وجل له العلو وانه سبحانه وتعالى في السماء يعني فوق السماء المخلوقة او في السماء بمعنى السماء الذي هو العلو المطلق الادلة عليها كما ذكرت كثيرة ومنها ما اشار اليه المؤلف رحمه الله فانه اشار اشارة الى استواء الله عز وجل على العرش والاستواء من جملة الادلة التي تدل على علو الله سبحانه وتعالى فالاستواء كما قال اهل العلم علو خاص الاستواء علو خاص على العرش وهو صفة فعلية والعلو العام على كل شيء صفة ذاتية وانواع الادلة على علو الله سبحانه وتعالى كثيرة اقصد انها لا من جهة الافراد وانما من جهة الانواع يعني من جهة التقسيم فانها لكثرتها قسمها اهل العلم الى مجموعات. كما فعل ابن القيم رحمه الله فانه في اعلام الموقعين قسمها الى ثمانية عشر نوعا من الادلة وفي النونية الى نحو عشرين وكلها دليل على الكثرة فالكافرة للادلة الدالة على صفة العلو لله سبحانه وتعالى. نعم هنا لطيفة ذكرها المؤلف وهي قوله على العرش استوى وعلى الملك احتوى وهذه سبقه اليها ولعله اقتبسه اه منه ابن ابي زيد رحمه الله في رسالته التي هي المقدمة المشهورة فانه نص على هذه العبارة وهي لفتة لطيفة في الرد على المؤولين لاستواء الله على العرش بانه الاستيلاء عليه يعني القهر له وكونه مالك له وكونه مالكا له فهذا فيه لفتة لطيفة الى هذا فالله عز وجل على العرش استوى وعلى كل شيء احتوى. يعني ملك وقهر ولا يصح بحال ان تؤول صفة صفة الاستواء على العرش بانه الاستيلاء عليه لاوجه كثيرة ومن احسن من تكلم عنها ابن القيم رحمه الله في الصواعق وكما هذبه فهذب ذلك صاحب المختصر كذلك صفة العلو لهم في نفيه عن الله عز وجل شبهات وقد رد عليه ابن القيم رحمه الله بالصواعق من نحو اربعين وجها هي في غاية الاهمية لطالب العلم ان ينظر فيها والله اعلم. نعم قال رحمه الله العزيز الذي له العزة كلها عزة القوة وعزة الغلبة وعزة الامتناع فامتنع ان يناله احد من المخلوقات وقهر جميع الموجودات ودانت له الخليقة وخضعت لعظمته اسم الله العزيز ايضا من الاسماء التي وردت كثيرا في كتاب الله عز وجل واقترنت بالحكيم كثيرا وهو العزيز الحكيم هذا الاسم دال على صفة العزة لله عز وجل وهذه الصفة كما ذكر المؤلف تدل على ثلاثة معان كلها حق وكلها ثابتة لله عز وجل وهي القوة والامتناع والغلبة يقال عز يعز اذا قوي ويقال عز يعز اذا امتنع ويقال عز يعز اذا غلب وكل ذلك ثابت لله سبحانه وتعالى وهو العزيز فلن يرام جنابه انى يرام جناب ذي السلطان هذه عزة الامتناع فيمتنع ان يناله احد من خلقه بسوء او شر. تعالى الله عن ذلك وهو العزيز فلن يرام جنابه انى يرام جناب ذي السلطان وهو العزيز وهو العزيز القاهر الغلاب لم يغلبه شيء هذه صفتان وهو العزيز بقوة هي وصفه فالعز حينئذ ثلاث معاني وهي التي كملت له سبحانه من كل وجه عادم النقصان فالله عز وجل له العزة المطلقة من هذه الوجوه جميعا نعم قال رحمه الله القوي المتين هو في معنى العزيز اشار رحمه الله الى اسمه القوي والله عز وجل هو القوي وهو القوي العزيز وهو سبحانه وتعالى المتين ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين متين جاء فقط في هذا الموضع في كتاب الله عز وجل والمقصود من صفة القوة لله عز وجل او معناها القوة واضحة القوة ضد الظعف قوة الله عز وجل تعني كمال قدرته واما المتين فانه من له كمال القوة اذا هذه الصفات بعضها ابلغ من بعض في المعنى فالقدرة ثابتة لله عز وجل والقوة ثابتة لله عز وجل والقوي من له كمال القدرة والمتين من له كمال القوة اذا اسمه المتين ابلغ في المعنى من القوي وهو من له الكمال المطلق قدرة وقوة سبحانه وتعالى فهو الذي لا يغلبه غالب ولا يفوته هارب ولا يرد قضاءه راد لعلنا نكتفي بهذا القدر ونتمم ان شاء الله في الدرس القادم والله عز وجل اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم السلام