بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في شرح اسماء الله الحسنى الدار هو بمعنى العلي الاعلى. وبمعنى القهار وبمعنى الرؤوف الجابر للقلوب المنكسرة اي في العاجز ولمن لاذ به ولجأ اليه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن سار على نهجه ومنواله الى الدين ثم اما بعد ذكر المؤلف رحمه الله اسم الله عز وجل الجبار وهذا الاسم يشتمل على ثلاثة معان المعنى الاول قريب من معنى الرؤوف والمعنى الثاني قريب من معنى القاهر. والمعنى الثالث يدل على علو الله سبحانه وتعالى وكذلك الجبار من اوصافه والجبر في اوصافه نوعان. جبر الضعيف وكل قلب قد غدا لا كسرة فالجبر منه دان. والثاني جبر القهر بالعز الذي لا ينبغي لسواه الانسان وهناك معنى ثالث وهو العلو فليس يدنو منه من انسان من قول بهم جبارة للنخلة العليا التي فاتت لكل بنانها. فهذه المعاني الثلاثة كلها قد تضمنها اسم الله عز وجل الجبار. نعم قال رحمه الله المتكبر عن السوء والنقص والعيوب لعظمته وكبريائه. اسم الله فكبر يدل على معنيين. المعنى الاول المتكبر عن كل سوء ونقص ومماثلة للخلق والمعنى الثاني من له الكبرياء اي السلطان والعظمة. وله الكبرياء في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم جل وعلا. نعم قال رحمه الله الخالق البارئ المصور الذي خلق جميع الموجودات وبرأها وسواها بحكمته بحمده وحكمته وهو لم يزل ولا يزال على هذا الوصف العظيم. هذه الاسماء الثلاثة متقاربة في المعنى. وقد جاءت على نسق في اخر الحشر هو الله الخالق البارئ المصور الخالق اللغة يطلق على ثلاثة معاني. يطلق على المقدر فيكون الخلق بمعنى التقدير ومنه قول زهير بن ابي سلمى فلا انت تفري ما خلقته. وبعض القوم يخلق ثم لا يفرد بل انت تثري ما خلقته. تفري يعني تنفذ. وتقطع. وتمضي ما قدرته ويطلق الخلق ايضا ويراد به الصنع. والصنع تحويل الشيء من حال الى حال فانت تصنع من الحجر مثلا بيتا او من الطين هيئة وشكلا معينا. وهذا هو الذي كان من عيسى عليه الصلاة والسلام اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير. فهو تحويل الشيء تصيره من حال الى حال. وهذان المعنيان يطلقان على المخلوق كما انه يطلق على الله سبحانه وتعالى. فهو الذي يصنع ويحول الاشياء من حال الى حال هو ايضا يقدر وله من ذلك غاية الكمال المعنى الثالث وهو مما اختص الله عز وجل به. وهو الايجاد والاحداث والانشاء من العدم. فهذا معنى اختص الله سبحانه وتعالى به. ولذلك لا ويطلق الخالق هكذا اطلاقا الا على الله سبحانه وتعالى والبارئ قريب من الخالق. الا انه اخص بخلق ما فيه حياة البارئ هو في معنى الخالق الا انه اخص منه. فهو اخص بخلق ما فيه حياة ولذلك يقال برأ النسمة والذي فلق الحبة وبرأ النسمة والمصور ايضا قريب في المعنى مما سبق الا انه يدل على ان المصور هو الذي يخلق خلقه على صور واشكال وهيئات متفاوتة بحسب علمه وحكمته جل وعلا فهو اخص بمعنى التشكيل والتصوير. وهذه المعاني الثلاثة كما ذكرت جاءت على نسق واحد وابن القيم رحمه الله ذكر ان الباري المصور جاءت بعد الخالق كالتفسير بمعنى الخلق جاءت بعد الخالق كالتفسير لمعنى الخلق. نعم قال رحمه الله المؤمن الذي اثنى على نفسه بصفات الكمال وبكمال الجلال والجمال الذي ارسل رسله انزل كتبه بالايات والبراهين وصدق رسله بكل اية وبرهان يدل على صدقهم وصحة ما جاءوا به اسم الله المؤمن ايضا جاء في اخر الحشر السلام المؤمن المهيمن في هذا الموضع في كتاب الله والمؤمن ذكر اهل العلم في معناه كلاما كثيرا. وحاصل ما قيل وكله حق. اولا ان معنى المؤمن الموحد نفسه الذي اثنى على نفسه بصفات بصفات الجلال والجمال والكمال. كما ذكر المؤلف رحمه الله والله عز وجل قد وحد نفسه شهد الله انه لا اله الا هو والمعنى الثاني الذي صدق انبيائه ورسله بقوله وبما اقامه من شواهد صدقهم من الدلائل والبراهين. وهذا ايضا مما اشار اليه المؤلف رحمه الله. وهناك معان لم رحمه الله ومنها انه المؤمن من الامان اي المؤمن خلقه ظلمه. والمؤمن اولياءه عذابه. وهناك معنى اخر وهو الذي يصدق ويحقق وعده. فالله عز وجل لا يخلف الميعاد. فاذا وعد المؤمنين بالنعيم واذا اوعد الكفار بالعذاب واذا واذا وعد اولياءه بالنصر والتأييد فان الله سبحانه لا يخلف الميعاد وهناك معنى خامس وهو الذي يصدق عباده في ايمانهم. ويقبله منهم. وكل هذه المعاني حق. وثابتة لله سبحانه وتعالى ويجدر ها هنا التنبيه على ان هذا الاسم لا يتصرف نبه على هذا غير واحد من اهل العلم كابن قتيبة وغيره. لا تقولوا ان الله امن ويؤمن كما هو مؤمن. لا لا تقول هذا كما تقول مثلا في السميع ان الله سميع ويسمع وسمع فهذا الاسم انما يطلق بحسب ما ورد فقط. ولا اه يقال وفيه سوى ما ورد والله عز وجل اعلم. نعم. قال رحمه الله المهيمن المطلع على خفايا الامور وخبايا الصدور الذي احاط بكل شيء علما. المهيمن ذكر اهل العلم فيه معاني منها انه الشهيد والحفيظ لا يغيب عن الله سبحانه وتعالى شيء. ولا يعزب عن علمه شيء فهذا المعنى الاول من الهيمنة. وهي الاطلاع على الشيء وهي عفوا الشهادة على الشيء والحفظ عليه. والمعنى الثاني بمعنى العلم والاطلاع. بمعنى العلم والاطلاع. فالله عز وجل يعلم كل شيء ويطلع عليه. وذكر بعضهم وذكر بعضهم معنى ثالثا وهو بمعنى المؤمن المؤمن المهيمن وذكروا ان اصل الكلمة مؤيمن. ثم حذفت الهمزة وابدلت هاء والله عز وجل اعلم نعم قال رحمه الله القدير القدير كامل القدرة بقدرته اوجد الموجودات دبرها وبقدرته سواها واحكمها وبقدرته يحيي ويميت ويبعث العباد للجزاء. ويجازي المحسن باحسانه والمسيء باساءته الذي اذا اراد شيئا قال له كن فيكون وبقدرته يقلب القلوب على ما يشاء ويريد. الله عز وجل هو القدير والقدير سعيد من قادر والمصدر القدرة. وقد علمنا سابقا المناسبة بين القوي والقدير والمتين. فالقدير هو الذي لا شيء والله على كل شيء قدير ولا يعتريه فتور او عجز وقدرة الله سبحانه وتعالى عامة شاملة لكل شيء. ليس في هذا العموم والله على كل شيء قدير. كما انه جاء اطلاق القادر على الله عز وجل قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا. فالله عز وجل هو القادر. والقدير ابلغ لان الصيغة فعيل ابلغ من فاعل. وكذلك جاء انه المقتدر في مقعد صدق عند مقتدر ومفتعل ابلغ من فعيل. فاذا هذه الاسماء الثلاثة كلها ثابتة لله عز وجل وبعضها ابلغ في المعنى من بعض. وهو الذي لا يعجزه شيء سبحانه وهو القدير فليس يعجزه اذا ما رام شيئا قط ذو سلطان وذكر الخطابي رحمه الله في معنى القادر انه قد يراد به المقدر. فقدرنا نعم القادرون والله عز وجل اعلم. نعم قال رحمه الله اللطيف الذي احاط علمه بالسرائر والخفايا وادرك الخبايا والبواطن والامور الدقيقة اللطيف بعباده المؤمنين الموصل اليهم اليه اليهم مصالحهم بلطفه واحسانه من طرق لا يشعرون بها فهو هو بمعنى خبير وبمعنى الرؤوف. نعم. كما ذكر المؤلف رحمه الله ان معنى لطيف يراد به معنى الرؤوف ومعنى الخبير. فالله عز وجل هو الذي يدرك اسرار الامور ويحيط بها علما ولا يغيب عنها ولا يغيب عنه شيء منها. وهذا بمعنى الخبير الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ يا بني انها ان تكن مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله ان الله لطيف خبير واللطيف هو الذي يرأف بعباده ويبرهم ويحسن اليهم ويوصل اليهم احسانه وبره من حيث لا يشعرون. ويرزقهم من حيث لا يحتسبون فهو لطيف بهم من هذه الجهة. وهو اللطيف بعبده ولعبده واللطف في اوصافه نوعان ادراك اسرار الامور بخبرة واللطف عند مواقع الاحسان فيريك فيريك عزته ويبدي لطفه والعبد في الغفلات عند الشان وذكر بعضهم معنى ثالثا للطيف. وهو الذي لا تدرك كيفيته ولا يحاط بكنه جل وعلا. من لطف بمعنى خفي. يقال كلام اللطيف يعني خفي وغامض. نعم قال رحمه الله الحسيب هو العليم بعباده كافي المتوكلين المجازي لعباده بالخير والشر بحسب حكمته وعلمه بدقيق اعمالهم وجليلها. احسنت الله عز وجل وصف نفسه وسماها وسما نفسه بالحسيب والحسيب كما ذكر المؤلف رحمه الله له معنى الكافي عباده كما قال جل وعلا الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فالله عز وجل حسيب عباده بمعنى انه كافي من ولا ويتوكل عليه. الله ولي الذين امنوا يأتي الحسيب بمعنى المحاسب فهو الذي يتولى حساب عباده ليجازيه على اعمالهم. والحسيب معلوم انه يأتي في اللغة بمعنى المحاسب. كفى بنفسه اليوم عليك حسيبا. وهذا المعنى قريب من الحاسب. والله عز وجل قد اطلق على نفسه ذلك. فقال سبحانه وهو اسرع الحاسبين فالحاسب بمعنى المحاسب سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله الرقيب مطلع على ما اكنته الصدور القائم على كل نفس بما كسبت. الذي حفظ المخلوقات واجراها على احسن نظام من اكمل تدبير اسم الله عز وجل الرقيب ان الله كان على كل شيء رقيبا. على كل شيء رقيبا. يأتي بمعنى المراقب. فالله عز وجل يراقب عباده. بمعنى الملاحظة والاطلاع. وانه لا يغيب عنه شيء من حركاتهم وسكناتهم وهذا ثابت لله سبحانه وتعالى. فهو الذي يدرك كل مسموع بسمعه الواسع وكل مبصر ببصره الواسع وكل شيء بعلمه الشامع فالحسيب الرقيب يأتي بمعنى المراقب ومنه اطلق على الملك الذي وكل بحفظ اعمال بني ادم وكل بحفظ اعمال بني ادم وكتابتها انه رقيب. ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد قال ابن القيم رحمه الله في النونية وهو الرقيب على الخواطر واللواحظ كيف بالافعال بالاركان وهو الرقيب على الخواطر واللواحظ كيف بالافعال بالاركان؟ فالله عز وجل يراقب عباده ويطلع على كل ما يعملون. بل على كل ما يخطر في قلوبهم. فكيف بافعالهم الظاهرة جل وعلا سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله الحفيظ الذي حفظ ما خلقه واحاط علمه بما اوجده وحفظ اولياءه من وقوعهم في الذنوب والهلكات ولطف بهم في الحركات والسكنات واحصى العباد واحصى على العباد اعمالهم جزاءها اسم الله الحفيظ يشتمل على عدة معان منا منها انه الحفيظ من الحفظ الذي هو ضد النسيان. فالله عز وجل لا يضل ولا ينسى لا يضل ربي ولا ينسى. ولا يغيب عنه شيء ولا يعزب عن علمه شيء المعنى الثاني من الحفظ الذي هو ضد الاهمال. فالله عز وجل لا يهمل خلقه ولا يضيعهم بل يحفظهم ولا يؤوده حفظهما والحفيظ له معنى ثالث كما ذكر اهل العلم هو الذي يحفظ عباده من المهالك ويصونهم عن الوقوع في الموبقات الله عز وجل هو الذي يتولى عبده المؤمن ويصونه ويصونه عن ان يقع في المهلكات في امور دينه ودنياه والحفيظ ايضا له معنى رابع هو الذي يحفظ على ابن ادم بمعنى انه الذي يحصيها عليه حتى يجازيه عليها فهذه المعاني كلها ثابتة لله سبحانه وتعالى في اسمه وكذلك يطلق على الله سبحانه وتعالى انه الحافظ. فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين جل وعلا. نعم. قال رحمه الله المحيط بكل شيء علما وقدرة ورحمة وقهرا كما ذكر المؤلف اسم الله عز وجل المحيط والله من ورائه المحيط الله محيط بالكافرين اي الذي احاط كل شيء بعلمه وقدرته وقهره ورحمته. فالله عز اجل وسع كل شيء علما لا يغيب عن علمه شيء البتة. ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما هو سبحانه وتعالى محيط بخلقه قدرة فجميعهم في قبضته سبحانه وتعالى. ولا يعجزونه وهو جل وعلا المحيط بهم قهرا. يعني غلبة وذلة. فكلهم مقهورون بسلطانه سبحانه وتعالى ولا يغالبه منهم مغالب وهو كذلك احاط بكل شيء رحمة. فكل مخلوق ناله حظ ونصيب من رحمة الله سبحانه وتعالى وذلك لكمال ربوبيته جل وعلا. ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلم نعم قال رحمه الله القهار لكل شيء الذي خضعت له المخلوقات وذلت لعزته وقوته وكماله الاقتدار اسم الله القهار جاء في كتاب الله عز وجل في مواضع في الست مواضع في ستة مواضع وجميعها قرن بالواحد لمن الملك اليوم لله الواحد القهار؟ والقهار فعال من القهر. والقهر هو الغلبة والاذلال وجاء ايضا ان الله عز وجل هو القاهر. هو القاهر فوق عباده. فالله عز وجل هو الذي قهر كل شيء بقوته قدرته وعزته فهو الذي ذلت له الجبابرة. وخضعت له الخلائق. ودامت له جميع العوالم وعنت له الوجوه سبحانه وتعالى وكذلك القهار من اوصافه فالخلق مقهورون بالسلطان سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله المقيت الذي اوصل الى كل موجود ما به يقتات. واوصل اليها ارزاقها وصرفها يشاء بحكمته وحمده اسم الله المقيت جاء في موضع في كتاب الله وكان الله على كل شيء مقيتا. والمقيت قيل فيه انه الذي يوصل القوت الى خلقه والقوت هو الذي يقتاته البدن بمعنى ان به قوامه فهو قريب من معنى الرازق او الرزاق وهذا الذي اشار اليه المؤلف رحمه الله ورجح ابن جرير رحمه الله ان المقيت هو بمعنى القدير وبعض اهل العلم قيد هذا بانه القدير عن علم واطلاع. وذكروا ان اسمه المقيت يشمل معنى الاسمين الجليلين العليم والقدير والله عز وجل اعلم. نعم. القدير القدير عن علم واطلاع فيشمل معنى العليم القدير. نعم. قال رحمه الله الوكيل المتولي لتدبير خلقه بعلمه وكمال قدرته وشمول حكمته. الذي تولى اولياءه فيسرهم لليسرى وجنبهم العسرى. كفاهم الامور. فمن اتخذه وكيلا كفاه. الله ولي الذين امنوا يخرجهم من من الظلمات الى النور. نعم. اسم الله الوكيل فعين بمعنى مفعول. اي اتخذه عباده واولياؤه وكيلا بمعنى مدبرا لجميع شؤونهم فهو الذي يتولى شئون خلقه. وهو القائم على كل نفس بما كسبت ولولا انه سبحانه يتولى عباده فانهم هالكون حالة فان العبادة لا حول ولا قوة لهم البتة الا به سبحانه وتعالى لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. والله عز وجل هو الوكيل ووكالته ليست كوكالة المخلوق. فالمخلوق قد يتوكل على مخلوق اخر في شأن من الشؤون. اما الله عز وجل فهو الوكيل في جميع الشئون وايضا الوكيل لا يكون وكيلا الا بتوكيل الموكل. اما الله سبحانه فانه الوكيل بذاته سبحانه وتعالى. بمعنى انه المستحق ان ولا شؤون خلقه وتدبير اموره. وايضا فان الوكيل المخلوق قد يقوم ببعض الامور ولا يقوم ببعض بمعنى انه لا يوفي ما وكل به حقه. اما الله سبحانه فانه يوفيه تماما بلا قصور جل وعلا اخص شيء من هذا وكونه جل وعلا يتولى عباده المؤمنين وييسر لهم اليسرى على طاعته ويذكرهم جل وعلا مراقبته والانابة اليه والتوبة له سبحانه وتعالى. فهذا اخص من الوكالة العامة. وقل ما تخطر هذه المسألة او هذا معنى على ذهن من يتأمل في هذا الاسم. فهو انما يلتفت سئل الامور الدنيوية. من تيسير امر الرزق تذليل الصعوبات وما شاكل ذلك لكن لا يتنبه الى انه هو الذي يتولاه في ما هو اعظم من ذلك. وهو امر دينه الذي به سعادته المطلقة. تنبيه المؤلف رحمه الله على هذا المعنى فيما ذكر في غاية في النفع والفائدة نعم. قال رحمه الله ذو الجلال والاكرام اي ذو العظمة والكبرياء رحمتي والجود والاحسان العام والخاص المكرم لاوليائه واصفيائه الذين يجلونه ويعظمونه ذو الجلال والاكرام ذو بمعنى صاحب. والجلال مر معنا انه بمعنى فهو صاحب العظمة. والاكرام يعني انه يأتي على اسم الفاعل ويأتي على اسم المفعول. كما ان ذا الجلال قد به معنى الفاعل وقد يراد به معنى المفعول. وتوضيح ذلك ان الله عز وجل هو العظيم في نفسه سبحانه وتعالى. فهو ذو الجلال يعني ذو العظيم في نفسه جل وعلا فهو بمعنى الجليل. وقد سبق شرحه. وباسم المفعول اي الذي يجله عباده. بمعنى انهم يعظمونه. اي ان ذا الجلال بمعنى المعظم فهو العظيم في نفسه والمعظم من خلقه ذو الاكرام يعني باسم الفاعل الذي يكرم عباده ويتفضل عليهم ويرحمهم ويتولاهم بعطائه جل وعلا. فهو يكرمهم وباسم المفعول هو الذي يكرم سبحانه وتعالى. بمعنى انه يثنى عليه ويحمد جل وعلا بما هو اهله. فيكون بمعنى اكرم والمكرم جل وعلا. وكل هذه المعاني حق وثابتة لله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله الودود الذي يحب انبيائه ورسله واتباعهم ويحبونه. فهو احب اليهم من كل شيء قد امتلأت قلوبهم من محبته ولهجت السنتهم بالثناء عليه وانجذبت افئدتهم اليه واخلاصا وانابة من جميع الوجوه. اسم الله الودود ذكر بعض اهل العلم انه بمعنى اسم الفاعل ودود فعول بمعنى فاعل وذكر اخرون ان فعول بمعنى مفعول. والصواب شمول الامرين فهو سبحانه وتعالى ودود بمعنى اسم الفاعل وودود بمعنى اسم المفعول والودود من الود وهو الحب. والله عز وجل احب وهو سبحانه وتعالى يحب فالمحبة صفة له جل وعلا. فهو يحبه. كما انها تتعلق بمخلوقه تجاهه تبارك وتعالى. فهو يحبب ومحبوب جل وعلا لعباده وهذه الصفة العظيمة مما ضل فيه طوائف من المنتسبين الى الاسلام. فمنهم من نفى المحبة من طرفيها عندهم ان الله عز وجل لا يحب ولا يحب. وتأولوا ما دل على هذا المعنى في كتاب الله سبحانه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بتأويلات مستكرهة فكل ما ورد من ان الله عز وجل يحب ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا ويحب التوابين يحب المتطهرين الى اخره كلها اولها بتأويلات مستكرهة اما بمعنى ارادة الاحسان او بمعنى الاحسان نفسه يعني يحسن اليه. اولوها بفعل الاحسان وفي المقابل ايضا نفوا ان يحب العبد ربه جل وعلا. وهذا من اعجب الامور كيف ينفى هذا الامر العظيم الذي هو اصل العبودية. ويزعمون ان المحبة انما تعلقت بمخلوقه الذي هو نعمته او جنته او ما شاكل ذلك. وهؤلاء الجهمية الذين نفوا المحبة من طرفيه الصنف الثاني من نفى المحبة من جهة الله سبحانه وتعالى واثبتها من جهة المخلوق. فعندهم ان الله ان العبد يحب ربه جل وعلا. ولا عكس. وتأولوا ما ورد في النصوص من محبة الله سبحانه وتعالى ببعض ما ذكرته لك قريبا وهدى الله عز وجل اهل السنة والاتباع الى الحق المبرأ من كل ضلال فاثبتوا محبة الله سبحانه من طرفيها. هم يعتقدون ان الله يحب كما ان عباده يحبونه سبحانه وتعالى. ومحبة الله جل وعلا قد تتعلق خاص وقد تتعلق بالاعمال وقد تتعلق بالبقاع. فالله عز وجل قد يحب الاشخاص بمعنى انه يحب عباده المؤمنين. ولاجل هذا اتخذ ابراهيم خليله كما ان محمدا صلى الله عليه وسلم خليله جل وعلا والخلة اعلى مراتب المحبة وكذلك الله عز وجل يحب المؤمنين ويحب من المؤمنين محبة اخص بحسب ما جاء في النصوص الذين يقاتلون في سبيله صفا والتوابين والمتطهرين وما الى ذلك ويحب جل وعلا اعمالا فهو يحب سبحانه وتعالى الايمان ويحب الاسلام ويحب اعمال الطاعة وما الى ذلك انه جل وعلا يحب بقاعا تتعلق بها محبته. مكة احب البقاع الى الله سبحانه وتعالى واعظم متعلق لمحبة الله جل وعلا محبته لذاته ولصفاته سبحانه وتعالى. فالله عفو يحب العفو. جميل يحب الجمال. الى غير ذلك مما جاء في النصوص وهذا اعظم متعلقات المحبة. واهل السنة يثبتون لله عز وجل ما ورد. فهم يثبتون لله الود يثبتون له المحبة ويثبتون له السلة. اما المعاني الاخرى التي هي من درجات المحبة. عند العشق والصبابة والتيم وما شاكل ذلك فهذا عندهم مما لا يطلق على الله وتعالى. اذا هم انما يثبتون لله عز وجل من ذلك بحسب ما ورد في النصوص. والله عز وجل قال رحمه الله الفتاح الذي يحكم بين عباده باحكامه الشرعية واحكامه القدرية واحكام الجزاء الذي فتح بلطفه بصائر الصادقين. وفتح قلوبهم لمعرفته ومحبته والانابة اليه. وفتح لعباده ابواب الرحمة والارزاق المتنوعة. وسبب لهم الاسباب التي ينالون بها خير الدنيا والاخرة. ما الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده اسم الله الفتاح يشتمل على هذين المعنيين الذين ذكرهما المؤلف رحمه الله. المعنى الاول بمعنى انا الحاكم فهو الذي يحكم بين عباده بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون. قل يجمع بيننا ربنا ثم يحكوا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم. فهو جل وعلا يفتح بمعنى يحكم يرحمك الله وهو جل وعلا الفتاح الذي يفتح على عباده ابواب رحمته ورزقه ما تعلق منها بالدنيا وما تعلق منها بالاخرة. كما ذكر امثلة على هذا المؤلف رحمه الله فيما سمعته ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده سبحانه وتعالى وذكر بعض اهل العلم ان من معاني الفتاح الناصر فالفتح هو النصر. والله فتاح بمعنى انه ناصر اولياءه. ان تستفتحوا قد جاءكم الفتح يعني النصح لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه وهذا المعنى ايضا حق وان كان عند التأمل يرجع الى المعنيين السابقين فهو من وجه من حكم الله سبحانه وتعالى بين عباده المؤمنين والكافرين. فمن حكمه انه ينصر المؤمنين على الكافرين. ومن جهة اخرى فهو راجع الى انه يفتح ابواب رحمته ورزقه. والنصر من جملة ذلك او من اعظم ذلك. والله عز وجل اعلم قال رحمه الله الرزاق بجميع عباده فما من دابة في الارض الا على الله رزقها ورزق لعباده نوعان رزق عام شمل البر والفاجر والاولين والاخرين وهو رزق الابدان خاص وهو القلوب وتغذيتها بالعلم والايمان. والرزق الحلال وتغذيتها بالعلم والايمان والرزق الحلال الذي يعين على صلاح على صلاح الدين. وهذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته الله سبحانه هو الرزاق. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين والرزاق فعال من الرزق. بالفتح. الرزق هو المصدر. والرزق الرزق هو المصدر بمعنى العطاء. والرزق هو المعطى يعني هو الشيء الذي يرزق وقد يستعمل في اللغة هذا في محل هذا لكن هذا الاصل فالله عز وجل هو الرزاق الذي يرزق عباده بمعنى يعطيهم. والرزق هو الذي ينتفع به والرزق نوعان كما ذكر المؤلف رحمه الله. رزق خاص ورزق عام اما الرزق الخاص فهو الذي احله لعباده. وملكهم اياه وهو الذي ثبت شرعا صحة انتفاع العباد به. وهو الذي جاء في مثل قول الله جل وعلا وانفقوا مما رزقناكم ومما رزقناهم ينفقون والنوع الثاني الرزق العام. ويدخل فيه كل ما ينتفع به ولو كان من طريق محرمة. وهذا يدخل في قول الله جل وعلا وما من دابة في الارض الا على الله رزقها وايضا في حديث الصادق المصدوق حينما يرسل الملل ويؤمر بكتب اربع كلمات بكتب رزقه فهذا الرزق هو كل ما ينتفع به. فيشمل ما جاء من الحلال او جاء من الحرام كما قال ابن القيم رحمه الله في النونية وكذلك الرزاق من اسمائه الرزق من في اوصافه نوعانه وان شئت فقل والرزق في اوصافه نوعان رزق على يد لعبده ورسوله نوعان ايضا دان معروفان رزق القلوب العلم والايمان والرزق المعد لهذا الابدان هذا هو الرزق الحلال. وربنا رزاقه والفضل للمنان. والثاني سوق الرزق اه والثاني سوق سوق القوت في تلك المجاري سوقه بميزان هذا يكون من الحلال كما يكون من الحرام كلاهما رزقان والله رازقه بهذا الاعتبار وليس بالاطلاق دون بيان مراده رحمه الله ان الرزق منه ما يكون خاصا وهو الذي سماه المؤلف الرزق الخاص يعني الذي ثبت صحته شرعا وهو نوعان كما ذكر ابن القيم وكما المؤلف ايضا رزق القلوب العلم والايمان. وهذا اعظم الامرين. ان يرزق الله عز وجل العبد الايمان والعلم. والرزق الثاني هو الرزق الحلال. الذي اباح الله عز وجل تملك عباده له وانتفاعهم به. وهذا الذي امر بالانفاق منه والرزق الذي هو النوع الثاني هو الرزق العام ويشمل كل ما ينتفع به. ويدخل في ذلك الامور المحرمة ايضا. فاذا كان عند الانسان مال اخذه من طريق حرام فانه يعتبر في حقه من الرزق العام وان كان ليس مما اباحه الله عز وجل او اباح الله له تملكه. فهو رزق بمعنى ينتفع به وسوف يحاسب عليه يوم القيامة قد يعاقب عليه. فهذا رزق عند اهل السنة والجماعة وخالف في هذا بعض اهل البدع فنفوا تسمية ما دخل على الانسان من طريق حرام رزقا قالوا هذا لا يسمى رزق. فكيف يحرمه الله عز وجل؟ ثم يأمر الانفاق منه هذا فيه شيء من التناقص ونحن لا نسميه رزقا وهذا غلط بل هذا من الرزق العام الذي يقدره الله سبحانه وتعالى وان كان حرمه وقد يعاقب عليه جل وعلا. لعلنا نقف عند هذا الحد ونسأل الله التيسير لختم هذه الرسالة النافعة في الدرس القادم والله عز وجل اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان