بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في شرح اسماء الله الحسنى الحكم العدل الذي يحكم بين عباده في الدنيا والاخرة بعدله وقسطه. فلا يظلم مثقال ذرة. ولا يحمل ولا يحمل احدا وزر احد. ولا يجازي العبد باكثر من ذنبه. ويؤدي الحقوق الى اهلها. فلا يدع صاحب حق الا وصل الا وصل اليه حقه وهو العدل في تدبيره وتقديره ان ربي على صراط مستقيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان ثم اما بعد اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح. والاخلاص في القول والعمل كما اسأله جل وعلا ان ينفعنا بما علمنا وان يعلمنا ما ينفعنا وان ييسر لنا ختم هذه الرسالة اللطيفة على خير ان شاء الله تكلم المؤلف رحمه الله في هذا الموضع عن اسمين لله عز وجل هما الحكم والعدل اما الحكم فدل عليه قول الله جل وعلا فغير الله ابتغي حكما وجاء في حديث هاني ابن يزيد وهو عند احمد في المسند والترمذي وابي داوود وابن ماجة وغيرهم. وقال ابن حجر هو على شرط مسلم صححه غير واحد ان الله هو الحكم واليه الحكم ومعنى الحكم كما جاء في الحديث هو الذي اليه الحكم واليه يرجع الامر الله عز وجل هو الذي له الحكم له الحكم واليه ترجعون. والاصل في الحكم انه المنع او هو المنع من الفساد. والله عز وجل له الحكم الناس في خلقه جل وعلا. وقد مضى ذكر طرف من هذا المعنى في اسم الله عز وجل. الحكيم و الحكم كما ذكر بعض اهل العلم ابلغ من الحاكم فانه لا يستعمل الا في من يحكم او يغلب على حكمه الحق. الذي لا يحكم الا بالحق او يغلب على حكمه بالحق. فهو ابلغ من الحاكم والله عز وجل اعلم. اما العدل فانه لم يرد اسما لله عز وجل في كتاب الله. و ورد في حديث تعداد الاسماء من الطرق التي ذكرناها سابقا وعند الترمذي وغيره. علمنا ان هذا الحديث بسياق تعداد الاسماء لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وآآ يمكن ايضا ان يستدل له الاشتقاق من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيحين وغيرهما حينما رد عليه الصلاة والسلام على الرجل الذي قال هذه قسمة ما اريد بها وجه الله فقال من يعدل ان لم يعدل الله ورسوله صلى الله عليه عليه وسلم. فالعدل صفة لله عز وجل. ومن عدها اسما فقد اشتقها من هذه الصفة. والله عز وجل الاعلى. نعم قال رحمه الله تعالى جامع الناس في يوم لا ريب فيه وجامع اعمالهم وارزاقهم فلا يترك منها صغيرة ولا كبيرة الا احصاها وجامع ما تفرق واستحال من الاموات الاولين والاخرين لكمال قدرته وسعة علمه هذا من الاسماء التي ذكرت سابقا انها تسمى عند اهل العلم بالاسماء المضافة والبحث فيها طويل من جهة بصحة اعتبارها من الاسماء الحسنى او عدم ذلك. وهذا يحتاج الى بسط ليس هذا موضعه المقصود ان الله عز وجل قد بين في كتابه انه جامع الناس ليوم لا ريب فيه. وجامع الناس ذواتا واعمالا جل وعلا يوم القيامة فهو يجمع ذواتهم ويبعثهم ويحشرهم ولا يغادر منهم احدا لقد احصاهم وعده معدا. وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. وهو كذلك مجامع اعمالهم لا تغيب منها حسنة ولا سيئة ولا يضيع منها مثقال ذرة فهو جامع الناس ذواتا واعمالا قال هو تعالى نعم قال رحمه الله الحي القيوم كامل الحياة والقائم بنفسه. القيوم لاهل السماوات والارض القائم بتدبيرهم وارزاقهم وجميع احوالهم. فالحي الجامع لصفات الذات والقيوم الجامع لصفات الافعال ذكر المؤلف رحمه الله ها هنا باسم الله عز وجل الحي والقيوم وهذان الاسمان كل اسم منه ما هو من احسن الاسماء. وباقترانهما مع بعضهما. يحصل كمال فوق كمال. كما قد علمنا هذا في الدرس الاول في اوجه في اوجه حسن اسماء الله عز وجل وانها حسنى يعني بالغة في الحسن غايته. اما الحي فانه يتضمن معنى الحياة الكاملة له جل وعلى فله سبحانه وتعالى الحياة الكاملة التي ليس لها ابتداء ولا يلحقها ثناء وانتهاء والله عز وجل هو الحي الذي لا يموت. وتوكل على الحي الذي لا يموت. وقال صلى الله عليه وسلم انت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون. وحياة الله عز وجل تستلزم سائر صفات الكمال الذاتية كما ذكر المصنف رحمه الله ان اسم الله الحي يستلزم سائل صفات الكمال الذاتية. من العلم والقدرة والعزة وغيرها مما يثبت لله سبحانه وتعالى القيوم سيعول من قام يقوم. وهذه الصيغة من صيغ المبالغة وخلاصة ما ذكر اهل العلم في هذا الاسم انه القائم بنفسه المقيم لغيره فهو القائم بنفسه جل وعلا المستغني عن خلقه البتة فلا يحتاج الى احد من خلقه جل وعلا البتة. والثاني انه القائم على خلقه بالرعاية وتدبير الشؤون وهو القائم عليهم بحفظ اعمالهم للجزاء والحساب. افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت والمقصود ان هذا الاسم يتضمن هذين المعنيين الاول استغناؤه عن خلقه والفقر من كل اليه الثاني. الاول استغناؤه عن غيره والفقر من كل اليه الثاني واجتماع هذين الاسمين يحصل كما ذكرت به كمال فوق كمان ولهذا ذكر الله عز وجل هذين الاسمين في اعظم اية من كتاب الله. الله لا اله الا هو الحي القيوم القيوم يستلزم اتصاف الله عز وجل صفات الكمال الفعلية. اذا الحي يستلزم صفات الكمال الذاتية والقيوم يستلزم صفات الله سبحانه وتعالى الفعلية فكان هذان الاسمان من اجمع الاسماء من حيث اشتمالهما لمعاني الصفات والله عز وجل نعم قال رحمه الله النور نور السماوات والارض الذي نور قلوب العارفين بمعرفته والايمان به وراء افئدتهم بهدايته وهو الذي انار السماوات والارض بالانوار التي وضعها وحجابه النور لو كشفه لاحرى وقد سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه النور اسم لله عز وجل. اخذ بالاشتقاق من قوله سبحانه الله نور السماوات الاب وقد جاء في حديث تعداد الاسماء ايضا وهذا الاسم كما يقول ابن القيم رحمه الله في الصواعق كما في مختصره. مما تلقته الامة بالقبول ولم ينكره احد من السلف ولا من ائمة اهل السنة والجماعة والنور بحسب ما ورد في النصوص فيما يتعلق اضافته لله سبحانه وتعالى هو اسم لله عز وجل. وهو ايضا صفة له سبحانه وتعالى. وهناك اضافة ثالثة. وهي كون النور حجابه كون النور حجابه. فالنور اسم لله سبحانه وتعالى. والنور من اسمائه ايضا ومن اوصافه سبحان ذي البرهان. فهو اسم لله عز وجل وهو ايضا صفة له جل وعلا كما قال الله سبحانه واشرقت الارض بنور ربها والنور ايضا حجابها حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه وجاء في بعض الروايات الشك كلها ثابتة في الصحيح. حجابه النور او النار. المقصود ان ما يضاف لله سبحانه تعالى من النور يضاف على انه على انه اسم لله عز وجل وعلى انه صفة له سبحانه وتعالى ولا يشكل على هذا ما ورد عن بعض السلف من تفسير قول الله جل وعلا الله نور السماوات والارض بانه منور وما فان هذا كما يقول ابن القيم رحمه الله تأكيد لاتصافه بالنور فانه لولا كونه نورا هو سبحانه وتعالى لم يكن منورا للسماوات والارض فكونه منورا للسماوات والارض دال دلالة قاطعة على انه نور هو في نفسه جل وعلا. وهذا كما تقول ان الله عز وجل يعلق يا معلم ابراهيم علمني كما في الدعاء الذي جاء عن غير واحد من اهل العلم فهو معلم غيره وبالتالي او يلزم من هذا ان يكون هو سبحانه وتعالى عليما. كذلك اذا كان للسموات والارض فهو جل وعلا في نفسه نور. والله عز وجل اعلم. نعم قال رحمه الله بديع السماوات والارض اي خالقهما ومبدعهما في غاية ما يكون من الحسن والخلق البديع والنظام العجيب المحكم. نعم. بديع السماوات والارض كما سبق من الاسماء المضافة هذا الاسم يتضمن امرين يتضمن الخلق مع الاتقان. وقد مضى الكلام في اه هذا المعنى اعني الخلق وما قرب منه الخالق البارئ المصور في اه درس ماض فلا حاجة لاعادته. نعم قال رحمه الله القابض الباسط يقبض الارواح يقبض الارزاق والارواح ويبسط الارزاق القلوب وذلك تبع لحكمته ورحمته القابض الباسط. هذان الاسمان جاء صيغة الاسم في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فيما خرجه الترمذي وغيره باسناد صحيح. عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله هو المسعر القابض الباسط الرازق. فالله عز وجل يسمى القابض الباسط. البسط كما ذكر والمؤلف رحمه الله يكون في الخير والرحمة والرزق والقبض يكون كذلك في هذا ويكون ايضا قبضا للارواح. وهذا الموضع فيه كلام طويل لاهل العلم من جهة ان هذين الاسمين معدودان عند اهل العلم في الاسماء المزدوجة. وقرر غير واحد من اهل العلم كابن القيم كما تجده في بدائع الفوائد وفي النونية وغيرها. انها الاسماء المزدوجة. وهي التي في يكون الكمال باجتماعهما. وانهما يجريان مجرى الاسم الواحد وهي التي تدعى بمزدوجاتها افرادها خطر على الانسان. مقال ابن القيم رحمه الله القبض لا يكون كمالا الا اذا اقترن بالبسط لانه دال على كمال عزة الله عز وجل وقدرته. وانه يبسط وانه يقبض جل وعلا وبسطه كان عن عزة وقدرة وقبضه كان عن عزة وقدرة وكله عن علم من الله سبحانه وتعالى وحكمة. ومثل هذا في الاسماء كما آآ يأتي المعطي المانع ونحوها من الاسماء. لكن الذي يظهر ان الذي لا ينبغي ان يفرد وانه ينبغي اقترانه انما هو القابض او اه المانع او المذل ونحوها من الاسماء التي يذكرنا انها من الاسماء المقترنة. اما الباسط والمعطي ونحوها فان الذي يظهر انه احرج في افرادها. ولذلك لما يمثل اهل العلم في هذه القاعدة لا يمثلون بمثل الباسط او المعطي وانما يمثلون بالقابض والمانع والمذل و نحوها من الاسماء هذه التي اه يذكرون ان الكمال انما هو في اجتماعها مع ما يقابلها من الاسماء اما مثل الباسط والمعطي ونحوها فانه لا حرج في استعمالها مفردة لان كل اسم منها منفردا في حال كونه منفردا يدل على الكمال. ومما يشهد لهذا قوله صلى الله عليه واله وسلم كما في صحيح البخاري ان الله المعطي وانا القاسم الله المعطي وانا القاسم فتلاحظ هنا ان النبي صلى الله عليه واله وسلم ذكر اسم المعطي دون قرنه بماذا باسم باسم المانع. فدل هذا على ان اه هذا الافراد يصح ان كان لمثلي المعطي والباسط ونحوها. اما ما يقابلها فان انما هو باقترانها بما يقابلها. ان الله هو المسعر القابض الباسط. لا مانع لما اعطيت ولا ما ملأت والله عز وجل اعلم. نعم قال رحمه الله المعطي المانع لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع فجميع المصالح والمنافع منه تطلب واليه يرغب فيها وهو الذي يعطيها لمن يشاء ويمنعها من يشاء بحكمته ورحمته. سبحان الله كما سبق نعم. قال الشهيد اي المطلع على جميع الاشياء. سمع جميع الاصوات خفيها وجليها وابصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها صغيرها وكبيرها واحاط علمه بكل شيء الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوا. الشهيد اسم ثابت لله عز وجل. قل الله او شهيد بيني وبينكم. والشهيد له معنيان. الشهيد بمعنى الذي هو حاضر لا يغيب عنه شيء ولا يعزب عنه شيء. الا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. والشهيد بمعنى العليم ايضا. فالله عز وجل شهيد بمعنى عليم. فهو قريب من اسمه جل وعلا العليم وبعض اهل العلم يخص الشهيد بالعلم بالظواهر. كما ان الخبير يخصونه بالعلم بالبواطن. فتكون الاسماء الثلاثة كالتالي الشهيد للعلم بظواهر الامور والخبير للعلم ببواطنها والعليم للعلم مطلقا ظواهر الامور خفي ظواهر الامور وخفيها وباطنها الله عز وجل اعلم نعم قال رحمه الله المبدئ المعيد. قال تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده. ابتدأ خلقهم ليبلوهم ايهم احسن عملا ثم يعيدهم ليجزي الذين احسنوا بالحسنى ويجزي المسيئين بإساءتهم وكذلك هو الذي ايجاد المخلوقات شيئا فشيئا ثم يعيدها كل وقت. وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيدها. المبدع والمعيد اسمان مشتقان من هذه الاية هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده. وهما على اتصاف الله سبحانه وتعالى بالخلق والابداع وانه هو الذي بدأ الخلق ويدلان على انه جل وعلا هو الذي يبعث الناس يحشرهم ويعيدهم ويعيدهم الى الحياة مرة اخرى لكنها حياة اكمل واتم من الحياة الاولى. هذا هو المقصود هذين الاسمين لله جل وعلا وقد ذكرهما غير واحد من اهل العلم ومن ذكرهما فان استدلاله على ذلك انما جاء بالاشتقاق من هذه الاية والله عز وجل اعلم. نعم قال رحمه الله الفعال لما يريد. وهذا من كمال قوته ونفوذ مشيئته وقدرته. ان كل امر يريده ويفعله بلا ممانع ولا معارض. وليس له ظهير ولا عويم. على اي امر يكون. بل اذا بل اذا اراد شيئا قال له كن فيكون ومع انه الفعال لما يريد فارادته تابعة لحكمته وحمده فهو موصوف بكمال قدرة ونفوذ المشيئة وموصوف بشمول الحكمة لكل ما فعله ويفعله. كلام المؤلف ها هنا في غاية الوضوح فالله عز وجل الفعال لما يريد. الفعل من اجل واكثر الصفات ورودا في النصوص. قول الله عز وجل يفعل هذا من اكثر الصفات ورودا في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. كما ذكر ابن القيم رحمه الله في والمقصود ان الله عز وجل فعال لما يريد. وفعله جل وعلا هو فيه مستغن على عن مستغن عن غيره. فهو لا يحتاج الى وزير ولا الى ظهير. وهو يفعل ما يريد جل وعلا والارادة ها هنا هي الارادة الكونية المرادفة للمشيئة. الله عز وجل افعلوا ما يريد يعني يفعل ما يشاء. ليست المشيئة لله سبحانه وتعالى او الفعل عن عبث تعالى الله عز وجل جل وعلا عن ذلك بل هو اعني الفعل والمشيئة انما يكونان عن حكمة بالغة لله سبحانه وتعالى. وقد مضى الكلام عن اثبات الحكمة لله سبحانه وتعالى. وان الله عز وجل انما يخلق ويفعل ويحكم ويقدر لحكمة بالغة له جل وعلا. قد ذكرت ان ابن القيم رحمه الله يذكر ان الادلة على ثبوت الحكمة في افعال الله عز وجل واحكامه تبلغ نحو عشرة الاف دليل. والله عز وجل اعلم. نعم يعتبر من الاسماء المضافة؟ نعم كما سبق بديع السماوات والارض نعم قال رحمه الله الغني المغني فهو الغني بذاته الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات لكماله وكمال صفاته. فلا يتطرق اليها نقص بوجه من الوجوه. ولا يمكن ان يكون الا غنيا لان غناه من لوازم ذاته. كما لا يكون الا خالقا قادرا رازقا محسنا. فلا يحتاج الى احد بوجه من الوجوه فهو الغني الذي بيده خزائن السماوات والارض وخزائن الدنيا والاخرة. المغني جميع خلقه غنى عاما والمغني لخواص خلقه بما افاض على قلوبهم من المعارف الربانية والحقائق الايمانية صفة الغنى لله سبحانه وتعالى صفة ذاتية. فالله عز وجل هو الغني الحميد. وغناه جل وعلا يعني استغناءه عن جميع الخلق. فلا يحتاج اليهم في شيء البتة. وهذا الاسم من الاسماء الجامعة كثير من صفات الكمال لله سبحانه وتعالى. فهو الغني بذاته جل وعلا لاتصافه بنعوت الجلال والجمال والكمال سبحانه وتعالى والرب والاله الحق لا يكون الا غنيا عن غيره. وكل شيء مفتقر اليه والمغني لا اعلم دليلا على ثبوته اسما لله سبحانه وتعالى وان كان قد ذكره غير واحد من اهل العلم سوى الشيخ ابن سعدي رحمه الله. وكانه مشتق من قول الله جل وعلا وانه هو اغنى واقنى فلم يكن احد غنيا الا باغناء الله عز وجل له الله عز وجل هو الذي يجعل الغني غنيا. وان كان كل غني فان غناه انما هو غنى مقيد. اما الغنى المطلق من جميع الوجوه. فلا يكون الا لله سبحانه وتعالى العبد ان كان غنيا فانما يكون غناه مقيدا. بوجه من الوجوه. اما ان يكون غنيا من كل وجه مستغنيا عن كل احد في كل شيء فهذا لا يكون الا لله سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله الحليم الذي يدر على خلقه النعم الظاهرة والباطنة مع معاصيهم وكثرة زلاتهم سيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم ويستعتبهم كي يتوبوا ويمهلهم كي ينيبوا اسم الله الحليم سعيد من الحلم والحلم هو الامهال وعدم المعاجلة بالعقوبة الامهال وعدم المعاجلة بالعقوبة. فالله عز وجل الحليم الذي لا يعاجل عبده بالعقوبة والجزاء على عصيانه وانما يمهله لا يبادره بما يستحق وانما يؤخره فلعله ان يتوب او يستعتب ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة. ولكن لحلمه سبحانه وتعالى فانه يؤخر ويمهل لعبده لعله ان يتوب سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله الشاكر الشكور الذي يشكر القليل من العمل ويغفر الكثير من الزلل ويضاعف للمخلصين اعمالهم بغير حساب ويشكر الشاكرين ويذكر من ذكره ومن تقرب اليه بشيء من الاعمال الصالحة تقرب الله منه اكثر الشكور والشاكر اسمان لله سبحانه وتعالى. والله هو الشكور الحليم فان الله شاكر عليم. والشكور ابلغ من الشاكر انه كما مر غير ان فعول ابلغ من فاعلي. والشكور من الشكر و المعنى في صفة الله سبحانه وتعالى امران الاول انه الذي اقبلوا اعمال عباده الصالحة ويجازيهم عليها اضعافا مضاعفة. فهذا من شكر الله سبحانه وتعالى والمعنى الثاني الثناء. وهذا كما قال اهل العلم راجع الى صفة السلام لله سبحانه وتعالى. والله عز وجل اعلم. نعم يعني الذي يثني على خلقه؟ نعم قريب منه ما جاء في الحديث. ومن ذكرني في نفسه ذكرته في ملأ خير منه. نعم قال رحمه الله القريب المجيب اي هو تعالى القريب من كل احد وقربه تعالى نوعان قرب عام من كل احد بعلمه وخبرته ومراقبته ومشاهدته واحاطته وقرب خاص من عابديه وسائريه ومحبيه وهو قرب لا تدرك له حقيقة. وانما تعلم اثاره من لطفه بعبده وعنايته به وتوفيقه وتسليمه ومن اثاره الاجابة للداعين والانابة للعابدين. فهو فهو المجيب اجابة عامة للداعين مهما كان واين كانوا؟ وعلى اي حال كانوا. كما وعدهم بهذا الوعد المطلق وهو المجيب اجابة خاصة للمستجيبين له المنقاد لشرعه وهو المجيب ايضا للمضطرين. ومن انقطع رجاؤهم من المخلوقين وقوي تعلقهم به طمعا رجاء وخوفا كلام المؤلف رحمه الله عن اسم الله المجيب في غاية الوضوح. وهذان الاسمان لله جل وعلا ثابتان في كتاب الله ان قريب مجيب والمجيب من الاجابة الله عز وجل يجيب من دعاه. وكلام المؤلف في هذا واضح لا يحتاج الى شرح اما عن اسم القريب فالمؤلف رحمه الله ذكر ان القربى نوعان عام القرب العام يكون بعلم الله عز وجل واحاطته وقدرته ونحو هذا من المعاني واما القرب الخاص فذكر انه لا تعلم حقيقته ولا تدرك لكن اثاره فهي التي تدرك من لطفه بعبده ونحو ذلك. وما ذكره المؤلف ذهب اليه بعض اهل السنة والصحيح ان النصوص لم تدل على قرب عام وخاصة بل القرب لا يكون الا خاصا. ولكن الاشكال جاء من جهة ان من حمل القربى على العام والخاص جعل النصوص الواردة التي جاء فيها لفظ القرب كلها جعلها كلها من باب الصفات. والصحيح ان القربى ينبغي ان ينظر فيه في كل سياق بحسبه. فقد يكون هذا النص في اه جملة نصوص الصفات وقد لا يكون وانما يراد قرب بعض مخلوقات الله جل وعلا كملائكته. والمقصود ان جعل القربة قريبا من معنى المعية وتقسم الى عامة وخاصة هذا ليس بسديد الصواب هو ان القربى صفة لله سبحانه وتعالى فعلية وهذه الصفة كما ذكر غير واحد من اهل العلم وحققه شيخ الاسلام رحمه الله في بيان تلبيس الجهمية وفي شرح حديث النزول في غيره من كتبه ان القربى من جنس صفات افعال مثل الدنوب والمجيء والنزول ونحوها. فالله عز وجل يقرب ممن شاء كيف شاء. كما انه يقرب اليه من شاء كيف شاء اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. فالله عز وجل يقرب اليه من شاء سبحانه وتعالى كما انه يقرب ممن يشاء سبحانه وتعالى. وقربه جل وعلا لا ينافي علوه سبحانه فهو القريب في علوه جل وعلا. والكلام فيه من جنس الكلام في الدنو والنزول والمشي فهو سبحانه وتعالى لا يلزم من دنوه ومجيئه ونزوله لا يلزم من ذلك عدم اختصافه بصفة العلو. كذلك لا يلزم من قربه عدم اتصافه بصفة العلو فالله عز وجل يقرب اذا شاء. كيف يشاء مع كونه عليا على خلقه؟ والكلام في هذه الصفة يحتاج الى بسط اطول ولكن لعل هذه النبذة يكون فيها فائدة وخير ان شاء الله. نعم لكن من حيث المعنى المعنى الذي ذكره في القربى العام ليس بصحيح هذا من اللوازم وينبغي ان نتنبه الى ان كثيرا من اهل العلم قد يفسرون الصفة بلازمها وهذا لا يعتبر من التأويل اذا علم منهج هذا المتكلم اذا علم انه من اهل السنة وانه مثبت للصفات. لكنه في موضع من المواضع يفسر الصفة باللازم فان هذا لا يحشره في المؤولين وانما هذا من لوازم اتصافه سبحانه بهذه الصفة. فالسلف قد يفسرون باللازم مع اثبات اصل المعنى بخلاف المؤولة فانهم يؤولون المعنى كله الى بعض لوازمه. وهذا ليس بصحيح اذا كون الله عز وجل آآ محيطا او عالما او قديرا او نحو ذلك من هذه المعاني المذكورة هذا كله من لوازم اتصافه بصفة الخبز. واضح؟ لكن ليس هو معنى القرب على الصحيح عند اهل السنة. نعم قال رحمه الله الكافي عباده جميع ما يحتاجون ويضطرون اليه الكافي كفاية خاصة من امن به وتوكل عليه واستمد منه حوائج دينه ودنياه. كما ذكر المؤلف رحمه الله والكلام في هذه الصفة واضح. والدليل على قول الله عز وجل اليس الله بكاف عبده؟ نعم. قال رحمه الله الاول والاخر والظاهر قد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم تفسيرا جامعا واضحا فقال يخاطب ربه انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر فليس فوقك شيء. وانت الباطن فليس دونك شيء هذه الاسماء الاربعة الواردة في كتاب الله عز وجل هو الاول والاخر والظاهر والباطن دالة على اتصاف الله على اتصاف الله سبحانه وتعالى بهذه الصفات الاربع الاولية والاخرية والظهور والبطون. والله الظاهر والباطن سبحانه وتعالى ومدار معناه هذه الاسماء على الاحاطة الزمانية والمكانية كما يقول ابن القيم رحمه الله اوضح تفسير لها ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر المؤلف. ففي صحيح مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انت الاول فليس قبلك شيء. فالله عز وجل له له الاولية المطلقة. فهو الاول الذي ليس قبله شيء بمعنى انه لم يسبقه في الوجود احد من خلقه. له الاولية المطلقة وهو الاخر فليس بعده شيء. الذي له صفة الاخرية لذاته هو الله سبحانه وتعالى. فالله عز وجل ليس لوجوده نهاية وفناء بل هو باق سبحانه وتعالى لذاته. فليس بعده شيء سبحانه وتعالى وكل ما يبقى فانما هو باق بابقاء الله سبحانه وتعالى له. اذا ليس هو متأخرا او باقيا لذاته. وانما هو باق بابقاء الله سبحانه وتعالى. فالجنة والنار وما فيهما ومن فيهما الظاهر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فليس فوقك شيء دل على صفة الظهور يعني العلو والفوقية. فما اسطاعوا ان يظهروا يعني يعلوه. فهو دال على ان الله سبحانه وتعالى عال على خلقه وهو فوقه سبحانه وتعالى. اما الباطن فقد اسره النبي صلى الله عليه وسلم بانه الذي ليس دونك شيء. وانت الباطل فليس دونك شيء واهل السنة يفسرون البطون ها هنا ببطون العلم بمعنى ان الله سبحانه وتعالى عليم بكل شيء فلا يغيب عنه شيء سبحانه وتعالى. ولا يحول دون علمه وسمعه وبصره شيء. وانت الباطل فليس دونك شيء. فالله عز وجل عليم وخبير وسميع وبصير ولا يخفى عليه شيء ولا يحول دونه ودون اطلاعه على الامور شيء سبحانه وتعالى. نعم. لا يحتمل اسم الباطل لله عز وجل القرب اهل السنة في هذا الاسم لا يتوسعون في الكلام. لانه فسره النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى المقصود فيه واضح وهو ان الله سبحانه وتعالى لا يحول لا يحول دون علمه شيء. واهل البدع من الحلولية والاتحادية نفذوا من تفسيرهم الباطل لهذا الاسم الى ما قرروه من بدعهم. ولذا اهل العلم لا يتوسعون كثيرا في اه هذا التفسير بهذا الاسم وانما يقفون حيث ذكرت لكم والله عز وجل اعلم. نعم. هل يجوز افراد كل اسم من هذه الاسماء والتأبيد لله عز وجل اسم من هذه الاسماء اما الاول والاخر فنعم. هما اسمان مقترنان وليس من الاسماء المزدوجة بمعنى ويصح افراد كل منهم. والظاهر والباطن يجريان مجرى المعطي المانع والقابض الباسط. والكلام فيهما الكلام فيما سبق. نعم. قال رحمه الله الواسع الصفات والنعوت ومتعلقاتها بحيث لا يحصي احد ثناء عليه بل هو سبحانه كما اثنى على نفسه واسع العظمة والسلطان والملك واسع الفضل والاحسان عظيم الجود والكرم سبحانه وتعالى عشر دقائق ان شاء الله الشيخ كان سبعة لعشرة بقي عندنا وطننا الواسع صار يتأخر ما في بأس يا شيخ طيب اسم الله عز وجل الواسع الله واسع عليم. هو ايضا من الاسماء التي تتضمن جملة مع جملة من المعاني والصفات. فالواسع يتضمن معنى ويتظمن معنى الكريم ويتظمن معنى العليم ويتظمن معنى المجيد وذكر سابقا في معاني هذه الصفات تشمله اسم الله سبحانه الواسع. فهو من الاسماء التي تدل على معان عظيمة له سبحانه وتعالى نعم. قال رحمه الله الهادي الرشيد اي الذي يهدي ويرشد عباده الى جميع المنافع والى دفع المضار ويعلمهم ما لا يعلمون ويهديهم لهداية التوفيق والتثبيت ويلهمهم التقوى ويجعل قلوبهم منيبة اليه منقادة لامره. وللرشيد معنى بمعنى الحكيم فهو الرشيد في اقواله وافعاله وشرائعه كلها خير ورشد وحكمة. ومخلوقاته مشتملة على الرشد يرحمك الله ذكر المؤلف رحمه الله هذين الاسمين الهادي والرشيد. الهادي دال على اتصاف الله سبحانه وتعالى بصفة الهداية. والهداية من الله سبحانه وتعالى كما ذكر المؤلف تشتمل على نوعين هداية الدلالة والارشاد والبيان وهداية التوفيق والتسديد. فالله عز وجل يهدي جميع الخلق بهداية الدلالة والارشاد ويخص من شاء من خلقه هداية التوفيق والتسديد والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم. والله يدعو الى دار السلام عم هنا سبحانه وتعالى وهذه الدعوة هي من هداية الدلالة والارشاد. ثم خصص سبحانه وتعالى من شاء من خلقه بهدايته في قوله ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم. والهداية عند اهل السنة اعني هداية الدلاء اعني هداية التوفيق هذه عند اهل السنة والجماعة انما تكون عن علم لله سبحانه وتعالى وحكمة. فالله عز وجل انما يهدي من يعلم انه اهل للهداية. اليس الله ليعلم بالشاكرين ايضا علم او هداية الله سبحانه وتعالى هداية التوفيق انما تكون فضلا محضا من الله سبحانه وتعالى على خلقه. والعباد لا يستحقون على الله عز وجل شيئا فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم. اما الرشيد فانه يحتمل معنيين الرشيد سعيد بمعنى مفعل يعني مرشد فالله عز وجل يرشد عباده الى الحق فهي بمعنى الهادي. والرشيد تأتي ايضا تحتمل معنى ذو تحتمل معنى ذا الرشد. يعني من له الرشد وتعالى في احكامه وافعاله. فهي قريبة من معنى الحكيم. اه فهو قريب من معنى الحكيم. الرشيد قريب من معنى الحكيم. وان كنت لا اعلم دليلا يدل على ثبوت هذا الاسم لله سبحانه وتعالى اللهم الا ان يكون بالاشتقاق من قوله صلى الله عليه وسلم اللهم ارشد الائمة للمؤذنين. والله عز وجل اعلم. نعم. دليل اسم الله عز وجل الهادي الهادي ذكر شيخ الاسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى ان دليله قول الله سبحانه وتعالى نعم نعم. وكفى بربك وكفى بربك وكفى بربك هاديا ونصيرا. احسنت بارك الله فيك. فتح الله عليك. وكفى بربك هاديا ونصيرا. استدل بهذا شيخ الاسلام على اسم الله الهادي له جل وعلا. وان كان بعض اهل العلم يعني قد ينازع في ذلك لكن آآ هو من باب الاشتقاق في غاية الوضوح. الله عز وجل اعلم. نعم. قال رحمه الله تعالى الحق في ذاته وصفاته فهو واجب الوجود كامل الصفات والنعوت. وجوده من لوازم ذاته. ولا وجود لشيء من الاشياء الا فهو الذي لم يزل ولا يزال في الجلال والجمال والكمال موصوفا ولم يزل ولا يزال بالاحسان معروفا فقوله حق وفعله حق ولقاؤه ورسله حق وكتبه حق ودينه هو الحق وعبادته وحده لا شريك له هي الحق وكل شيء ينسب اليه فهو حق. ذلك بان ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير. قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. فماذا بعد الحق الا الضلال وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله وسلم على محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم الى يوم الدين ختم المؤلف رحمه الله هذه النبذة اللطيفة باسم الله الحق هذا الاسم ثابت لله عز وجل في كتاب الله وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ذلك بان الله هو الحق. وانما يدعون من دونه هو الباطل والحق يراد به متحقق الوجود يعني ان ان وجوده سبحانه وتعالى لا شك ولا ريب فيه. وهذه القضية قضية بديهية فليس في الله سبحانه وتعالى شك. وكل ما في هذا الكون من العوالم العلوية والسفلية اعظم دليل وشاهد على وجود الله عز وجل بل وعلى اتصافه بنعوت الجلال وصفات الكمال سبحانه وتعالى. والحق ايضا اي هو الاله الحق. فعبادته هي العبادة الحقة وما سواه فعبادته باطلة. ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل والحق يعني ايضا ذو الحق. فهو سبحانه وتعالى على صراط مستقيم فالله عز وجل هو الحق في فعله وهو الحق في امره ونهيه وهو الحق في تقديره سبحانه وتعالى. فالحق بخلاف العبث. وبخلاف الباطل اليس شيء من فعله؟ او من امره ونهيه او من تقديره باطلا او عبثا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. والكلام في اسم الله الحق والتصافي بهذه الصفة انه هو الحق. كلام يطول ويتفرع عنه ثبوت صفة الحكمة له سبحانه وتعالى وانه انما يفعل لحكمة بالغة وانما يأمر لحكمة بالغة وانما يخلق لحكمة بالغة الى غير ذلك من متعلقات يتعلق بالصفات وتتعلق ايضا بالقدر. فمن اعطى هذا الاسم حقه فانه يستقيم عنده فهم كثير من مباحث الغيب المتعلقة بصفات الله سبحانه وتعالى وكذلك ما يتعلق بباب القدر وافعاله سبحانه وتعالى وحكمته وهدايته واضلاله هذا ما يسر الله سبحانه وتعالى من بحث في هذه النبذة من كلام المؤلف رحمه الله في شرح الاسماء الحسنى وفي ختامها نستغفر الله العظيم من ان نكون قد تكلمنا على الله سبحانه وتعالى بغير علم. او ان نكون قد تجرأنا على ان نخوض في هذا الباب العظيم بغير علم او ان نعتقد اننا احطنا علما بهذا الباب الكبير العظيم الذي هو من انفع الابواب واعظمها وانفسها وينبغي ان نعلم ان هذا الذي اطلعنا عليه من معاني صفات الله سبحانه وتعالى واسمائه ما هو الا كقطرة من بحر. والا فما يستحقه سبحانه وتعالى من نعوت الجلال والجمال اعظم من هذا بكثير. سبحانه لا نحصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه جل وعلا فاسأل الله ان يغفر لي وان يغفر لكم كما اسأله جل وعلا ان يرزقنا الهداية الحق والانتفاع بما تعلمناه من هذه الاسماء والصفات فان هذا يا اخواني من اهم ما يكون وهو المقصد من مثل هذه الدراسة المتعلقة بصفات الله سبحانه وتعالى يكون لها اثر مسلكي في حياة العبد والا يكون حظه انما هو العلم النظري المجرد بل لابد ان ينعكس هذا على سلوكه وعلى قوله وعلى فعله وعلى سمته والا فان جهله بهذا الباب كان خيرا له اذا لم يكن لهذا العلم اثر فليت ان الانسان ما تعلم ولا ولا تكلم ولا وفي هذا الباب فاسأل الله العظيم ان يغفر لي ولكم وان يتجاوز عنا وعنكم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك والله عز وجل اعلم وصلى الله على نبينا محمد