بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تبع هداه اما بعد قال الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العقيدة الوسطية وقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه في سورة الاخلاص التي تعدل ثلث القرآن. حيث يقول الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد يقول الشيخ رحمه الله وقد دخل في هذه الجملة الجملة هي القطعة من الكلام المكونة من المسند والمسند اليه ومراده رحمه الله بهذه الجملة بما يظهر هو ما ذكره قبل ذلك من انه قد دخل في الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه الى اخره وقد يكون يريد رحمه الله ما ذكره قبيل هذه الجملة وهو قوله وقد جمع الله فيما وصف به نفسه بين النفي بس لكن الاول اقرب لان ما سيأتي من النصوص ليس اه فيه اه جميعه ذكر صفات منفية نعم في اية الكرسي وفي سورة الاخلاص اجتمع النفي والاثبات لكن كثير مما ذكره بعد ذلك ليس فيه الا الاثبات قال رحمه الله وقد دخل في هذه الجملة ما ذكر الله عز وجل في سورة الاخلاص التي تعدل ثلث القرآن سورة الاخلاص هي صورة قل هو الله احد. وهذه السورة العظيمة قد سميت بسورة الاخلاص اما لانها مخلصة واما لانها مخلصة يعني اما لكونها تورث قارئها والمتدبر لها الاخلاص لله عز وجل ولذلك وصفت بانها التوحيد. كما جاء في حديث جابر في في ذكر حجة النبي صلى الله عليه وسلم في رواية احمد وغيره. فقرأ صلى الله عليه وسلم يعني بعد الطواف بالتوحيد وقل يا ايها الكافرون او انها وهو الذي يذكره اكثر اهل اهل العلم انها المخلصة يعني التي اخلص فيها ذكر الله تبارك وتعالى. فانه لا يوجد صورة في كتاب الله اشتملت على ذكر الله سبحانه ونعوته وصفاته دون ان يشوبها شيء اخر الا هذه الصورة. فاستحقت ان تكون سورة الاخلاص وهذه السورة اخبر رحمه الله او ذكر رحمه الله انها تعدل ثلث القرآن وهذا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة تكاد ان تبلغ مبلغ التواتر كما يقول اهل العلم وروى ذلك عدد من الصحابة وهذه الاحاديث مخرجة في الصحيحين وغيرهما بطرق شتى وبالفاظ شتى وكون سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن قد اختلف فيه بعض او قد اختلف فيه اهل العلم وبعضهم قد توقف في ذلك ورأى ان الاسلم السكوت عن الخوض في ذلك كما هو طريقة او كما هي طريقة ابن عبد البر رحمه الله اعتمد في هذا على رواية عن الامام احمد من رواية الكوسد و الذي يظهر والله اعلم ان هذا ليس بجيد بل ان فهم وتفسير ما جاء في هذا الحديث ممكن ولا تترتب على هذا مشكلة فسورة الاخلاص ثلث القرآن من حيث الاجر. وهذا ظاهر ما جاء في النصوص فان النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم قال لاصحابه يوما احتشدوا اني اريد ان اقرأ عليكم ثلث القرآن فقرأ عليهم قل هو الله احد. كما انه عليه الصلاة والسلام قال ايعجز احدكم ان يقرأ في ليلة ثلث القرآن فظاهر هذا انها ثلث القرآن من حيث الجزاء. يعني من حيث الثواب وملحظ اخر وكلاهما يقول به اهل السنة والجماعة وقبل ان اذكر الاخر اشير الى ان بعضهم قد نازع في هذا ومنهم ابن عقيل فانه قال انه لا يمكن ان يكون معنى آآ ثلث القرآن اي في الجزاء لان من قرأ اية من كتاب الله فله بذلك عشر حسنات. فكيف تكون هذه السورة؟ آآ القصيرة قد اشتملت على اجر ثلث القرآن ولا شك ان هذا القول بادي الضعف وذلك ان ثبوت الثواب قضية غيبية والله عز وجل يخلق ويختار وربك يخلق ما يشاء ويختار. والله عز وجل هو الذي يصيب بما شاء سبحانه وتعالى. فكل حرف في كتاب الله عز وجل ثوابه عشر حسنات وهذا فضل اخر اخص من الفضل الاول ولا تعارض بين هذا وذاك الملحظ الثاني الذي يلاحظه اهل السنة والجماعة في هذا الباب ان معنى ثلث القرآن انها افضل من غيرها وبناء على هذا فان هذه القطعة من كتاب الله عز وجل افضل من غيرها وهذا يرجع الى القاعدة المقررة عند اهل السنة والجماعة. وهي ان بعض اوصاف الله عز وجل افضل من بعض كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم آآ انه حكى عن ربه تبارك وتعالى انه قال ان رحمتي سبقت غضبي. وفي رواية تغلب غضبي. وقال عليه الصلاة سلام اعوذ برضاك من سخطك والله عز وجل يقول ما ننسخ من اية او ننسيها نأتي بخير منها او مثلها. وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند مسلم لابي ابن كعب هل تعلم او هل تدري ما اعظم اية في كتاب الله؟ اذا صفات الله عز بعضها افضل من بعض والصفة الواحدة بعضها افضل من بعض ومن هذا صفة الكلام ومن هذا كلام الله عز وجل لانه صفة من صفاته. اذا بعض صفات الله عز وجل افضل من بعض. ومن هذا ان سورة الاخلاص افضل من غيرها ومن هذا ان سورة الفاتحة افضل من غيرها ومن هذا ان اية الكرسي افضل من غيرها و نزع في هذه القضية اهل البدع من اهل الكلام وبعض اهل السنة والملحظ في هذا مختلف. اما اهل البدع فانهم قد نازعوا في تفاضل كلام الله عز وجل. بالنظر الى مذهبهم في في كتاب الله وبالنظر الى مذهبهم في كلام الله. فان كلام الله عز وجل في زعمهم كلام واحد لا يتفاضل واما من نازع في هذا من اهل السنة وهم قلة كابن عبد البر فانه ذهب الى ان تفضيل بعض القرآن على بعضه يعود بالنقص على المفضول فاما مذهب المتكلمين في كلام الله عز وجل فانه مذهب باطل وسيأتي تفصيل ذلك ان شاء الله في محله واما ما ذكر ابن عبد البر رحمه الله فان هذا ليس بلازم لا يلزم من تفضيل بعض القرآن على بعض ان يكون هذا المفضول قد وصف بالنقص او تعرض للنقص هذا ليس بلازم لا شرعا ولا عقلا. ويكفي ان هذا التعليم مصادم للنصوص التي ذكرت في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم اذا هذا الحديث الذي جاء فيه ان هذه السورة تعدل ثلث القرآن يلحظ فيه هذان الامران من جهة الثواب ومن جهة تفضيل هذه السورة وتفضيل هذا الكلام بالذات على غيره وهذه قضية واضحة من حيث المعنى وواضحة من حيث العقل ايضا. وذلك ان فضيلة الكلام انما تظهر بموضوعه ولا شك ان كل عاقل يدرك انه اذا تكلم في معالي الامور كان كلامه اعظم وكان كلامه اشرف من الكلام في سفاسفها او في الكلام قليل الفائدة ولذلك كل احد يدرك ويستشعر فضيلة سورة الاخلاص التي فيها ذكر صفات الله تبارك وتعالى على ما جاء في غير ذلك في سورة تبت مثلا ولا يعني هذا نقصا في السورة المفضولة آآ باعتبارها او باعتبار غيرها افضل منها اما من جهة المتكلم فلا تفاضل اذا النظر الى تفضيل الكلام بعضه على بعض ان نظر فيه الى جهة المتكلم فلا فرق. بل كل الله عز وجل لكن البحث هنا هو في الموضوع وفي المتعلق فمن هذه الجهة بعض الكلام افضل من بعض ووجه كون سورة الاخلاص افضل من غيرها وكونها موصوفة بانها ثلث القرآن فيه كلام طويل لاهل العلم واقوال متعددة لكن اقربها ان القرآن يشتمل على ثلاثة اقسام في الجملة. يشتمل على احكام ويشتمل على قصص واخبار ويشتمل على التوحيد وهذه الصورة قد اخلصت لهذا القسم الذي هو ثلث هذه الاقسام الثلاثة فاستحقت هذه السورة ان تكون ثلث القرآن. وان شئت فقل الكلام انشاء واخبار فاما الانشاء فانه الاحكام واما الاخبار فانه اخبار عن الله عز وجل او اخبار عن خلقه تمت القسمة هنا الى ثلاثة اقسام فسورة الاخلاص قد اشتملت عن او قد اشتملت على الاخبار عن صفة الله تبارك وتعالى. ولذا ثبت في صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث سرية كان امامهم من اصحابه اذا قرأ في فانه يختم ذلك بقراءة سورة الاخلاص. فلما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال لهم سلوه لماذا يفعل ذلك؟ فقال لانها صفة الرحمن واني احبها. فدل هذا على ان هذه السورة قد اشتملت على صفة الله تبارك وتعالى. ويدل على هذا ايضا ما جاء في سبب نزولها وهو ما اخرجه الامام احمد رحمه الله من ان المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم انسب ربك فنزلت هذه السورة التي اشتملت على صفة الله تبارك وتعالى يقول الله عز وجل في هذه السورة قل هو الله احد قوله جل وعلا قل فيه مباحث عند اهل العلم ومنها ان القرآن كلام الله عز وجل. لان قل امر والامر انما يكون بالقول. وفي هذا امر للنبي صلى الله عليه وسلم ان يبلغ ما امره الله عز وجل ان يبلغه ولا شك انه صلى الله عليه وسلم قام بذلك خير قيام ولاحظ من هذا بعض اهل العلم ضرورة ووجوب بيان العقيدة. لان الله قال قل هو الله احد الله الصمد الى اخره. وهذا هو التوحيد وهذه هي العقيدة. اذا لابد من ان يدعى اليها ولابد من ان يعانن بها ولابد ان تبلغ للناس. قل هو الله احد. قل هو الله احد. الله اه اسم الجلالة. وهو اعظم الاسماء واكثرها اشتمالا على معاني الالوهية والربوبية. وهو الذي تضاف اليه وتوصف به بقية الاسماء والاوصاف. ولذلك تأمل مثلا في قول الله عز وجل هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة. هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس كلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الى اخره. تجد ان بقية الاسماء انما تتبع اسم الجلالة العظيم الله. ولا يشكل على هذا ما جاء في مفتتح سورة ابراهيم آآ الى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السماوات وما في الارض. فان الجواب عن هذا ان يقال ان في الاية قراءتان. قراءة نافع وابن عامر على الرفع وبهذا تكون جملة مستقلة واما على قراءة الجروة هي قراءة البقية فانها اما ان تكون محمولة على انها بدل او ان الموصوف تأخر عن الوصف. وهذا سائل سائغ لغة وجاء بلغة العرب على قلة وان كان الاكثر ان يأتي او ان تأتي او ان يأتي الموصوف قبل الصفة لكن قد يأتي العكس وهو ان تتقدم الصفة على الموصوف المقصود ان الله عز وجل يقول قل هو الله احد اسم الجلالة مشتق على الصحيح وهو الذي عليه جمهور اهل العلم. مشتق من مادة الهة. واصل الكلمة الاله ثم حذفت الهمزة تخفيفا والاله كما ذكرت فعال من الهى يأله بمعنى مفعول يعني مألوف وبالتالي فالله عز وجل يعني المألوف اي المعبود فان الها في اللغة بمعنى عبدة. لله در الغاليات في المتهي سبحن واسترجعن من تأله. يعني من تعبده الكلام بسم الله العظيم الذي هو الله كلام طويل وعظيم وجميع الكلام في توحيد الله عز وجل في ربوبيته وفي الوهيته وفي اسمائه وصفاته يرجع الى معنى هذا الاسم العظيم قال الله عز وجل قل هو الله احد. احد اسم لله تبارك وتعالى. ما جاء في كتاب الله هو الاسم الاخر الصمد الا في هذه السورة لسورة الاخلاص. واحد هذه الكلمة لا تقال على جهة الاثبات للذوات الا لله تبارك وتعالى يمكن ان تستعمل كلمة احد منفية او في سياق في معنى النفي كالشرط وان احد آآ او ان تكون مضافة فابعثوا احدكم اما ان تكون مفردة ومثبتة وتطلق على الذوات وليس على غير الذوات فانها قد تطلق لغير الذوات مثبت فيوم الاحد انها زمان فانه زمان لكن ان تطلق مثبتة. وعلى ذاك ومفردة فليس هذا الا لله تبارك وتعالى انه يقال هناك واحد في البيت ولا يقال هناك احد في البيت. لما تقول على جهة النفي لا بأس لا احد في البيت واحد ابلغ من واحد وذكر اهل اللغة عدة فروق تصل الى سبعة بين احد وواحد ولذلك اختص الله عز وجل بهذا الاسم الله احد ومعنى احد اي الذي توحد بجميع الكمالات فهو الاحد في ذاته فلا نظير له. وهو الاحد في صفاته فلا مثيل له وهو الاحد في عبادته فلا شريك له فجمع هذا الاسم توحيد الله عز وجل بانواعه الثلاثة. احذر يا رعاك الله من تلبيس المتكلمين. اذا وصل كلامهم الى هذا الاسم فانهم قد يتضرعون من تفسيره الى نفي بعض صفات الله عز وجل فان كثيرا من المتكلمين فسروا الاحد بانه الذي لا يتجزأ ولا ينقسم ولا يتبعض ثم فرعوا على هذا نفي الصفات الذاتية لله تبارك وتعالى كاليد والرجل والساق وما الى ذلك وهذا ولا شك باطل. وزعمهم ان هذا الاثبات لهذه الصفات يلزم منه التجزي والتبعر وهذا يتنافى مع احاديث الله عز وجل فانه يقال في رده ان كنتم تريدون بالتجزي والتبعظ والانقسام معنى باطلا او نقصا فان هذا ليس بلازم. والله عز وجل يتنزه عن كل عيب ونقص. والله عز وجل هو هو الذي وصف نفسه بالاحدية وهو الذي وصف نفسه باليد والرجل وما الى ذلك والله عز وجل احد بذاته المشتملة على صفاته فان كنتم تريدون ما يقتضي نقصا في الله تبارك وتعالى فان هذا باطل ولا توافقون عليه ولا دليل على كلامكم وبالتالي فهو مردود واهل السنة والجماعة في مثل هذه الالفاظ التجزي والانقسام والتبعظ وما الى ذلك يجرون هذه الالفاظ مجرى الالفاظ المجملة التي لا يثبتونها باطلاق ولا ينسونها باطلاق. بل انهم يستفصلون عن معناها. فاذا ذكر المعنى الحق قبل بلفظه الشرعي. واذا ذكر المعنى الباطل رد هذا المعنى الباطل مع التوقف ايضا برد هذا اللفظ هذا بالنسبة لمقام المعارضة والمحاجزة لاهل البدع الذين يستعملون مثل هذه الالفاظ اثباتا او نفيا اما في مقام التقرير فلا شك انهم يرون ان استعمال هذه الالفاظ بدعة. وينسبون من يستعملها الى الابتداع قال الله عز وجل قل هو الله احد الله الصمد الصمد قل لي هنا بال لافادة ان الصمدية الكاملة ليست الا لله تبارك وتعالى. يمكن ان يكون لبعض المخلوقين اشتراك في اصل الصفة مع الله عز وجل. لكن الصمد الذي له الصمدية كلها ليس الا الله اه تبارك وتعالى. والصمد قد ذكر اهل العلم عدة تفسيرات قد تصل الى عشرة والحق انه ليس بينها تعارض وتناقض بل انها جميعا يمكن ان تثبت لله تبارك وتعالى. اعني هذه المعاني كلها حق وثابتة لله عز وجل ولا تعارض بين اثبات واثبات الثاني واثبات الثالث. واشهر ما ذكر وهذا الذي ذكره كثير من السلف الصمد هو الذي لا جوف له وهذا صحيح اللغة فان الذي لا جوف له يسمى صمدا كما قال الشاعر في وصف اه افرس قال عوابس يعلقن الشكيمة المصمدة عوابس يعلكن الشكيم المصمدة. المصمدة يعني المصمد. الذي لا جوف له. والشكيم التي تعترض في فم الفرس ويشد بها اللجام وهذا حق. ودليل على كمال الله عز وجل وغناه فان الذي له جوف هو ناقص لانه يفتقر الى ما يدخل فيه وما يخرج منه. ولذلك يطلب من هذا المعنى ما فسره آآ اعني هذا الاسم بعض اهل العلم بانه الذي لا يأكل ولا يشرب وهذا حق لان الله عز وجل صمد لا يأكل ولا يشرب. بخلاف المخلوقين الذين لهم اجواف استثناء الملائكة جميع المخلوقين من البشر والحيوانات لها اجواء. وبالتالي فانها بحاجة الى الاكل بحاجة الى ما يدخل والى ما يخرج. وهذا جعله الله عز وجل دليلا على بطلان الوهية غيره. قال سبحانه ما ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه الصديقة كانا يأكلان الطعام اذا هو محتاجان ومفتقران ومثلهما لا يصلح ان يكونا الهين والمعنى الثاني ان الصمد الذي كانت له صفات الكمال. هذا صحيح لغة ايضا ومنه قول الشاعر علوته بحسام ثم قلت له خذها خليف وانت السيد الصمد. يعني الذي الذي ارتفعت ولك صفاتك مال ولك قدر رفيع وهذا ما فسره ابن عباس رضي الله عنهما كما في رواية علي ابن ابي طلحة هو السيد الذي كمل في سؤدده والكريم الذي كمل في كرمه. والحليم الذي كمل في حلمه. والعليم الذي كمل في علمه الى اخر ما قال رحمه وهذا التفسير حق فان الله عز وجل هو الذي له صفات الكمال من كل وجه وعليه فيكون هذا الاسم قد اشتمل على معان كثيرة. وهكذا اسماء الله عز وجل بعدها يدل على معنى واحد. وبعضها يدل على معنيين وبعضها يدل على ثلاثة معان. وبعضها يدل على معان كثيرة ومنها هذا الاسم ومنها ما سيأتي ان شاء الله بيانه القول الثالث ان الصمد الذي تصمد اليه الخلائق في حاجاتها وهذا فرع عن المعنى السابق. لانه لم تصمد له الخلائق في حاجاتها الا لكماله تبارك وتعالى ومعنى تصمد اليه الخلائق في حاجاتها يعني تقصده وترغب اليه فيها. ولا شك ان هذا المعنى حق والله عز وجل هو الذي تصمد اليه الخلائق في حاجاتها وجوبا من جميع الخلق وواقعا من اهل العبادة الاختيارية. وايضا من الحيوانات التي لم تشرك بالله عز وجل. بمعنى ان الله عز وجل يجب على جميع الخلائق ان يرغبوا اليه وحده تصمد اليه وحده في حاجاته. وعمل بهذا من وفقه الله عز وجل من اهل الايمان من اهل لطاعة الاختيارية من بني ادم ومن غيرهم من الحيوانات التي تعبد الله تبارك وتعالى ولا تشرك به شيئا وقيل وهو المعنى الرابع ان الصمد تفسيره ما بعده يعني الصمد الذي لم يلد ولم يولد. وهذا قريب من المعنى الاول الذي لا جوف له فان الله عز وجل لم يدخل فيه شيء ولم ينفصل عنه شيء انه صمد وقيل ان الصمد هو الباقي الذي لا يفنى وهذا حق فان الله عز وجل هو الاخر الذي ليس بعده شيء وهو الذي يبقى وجميع خلقه يفنون. وهذه المعاني كما ذكرت لكم كلها حق. وكلها تليق بالله جل وعلا ويستحقها سبحانه وتعالى وبناء على هذا ينبغي ان يعلم ان اسماء الله عز وجل اذا اذا دلت على اكثر من معنى على فاكثر من معنى فانها وكانت حقا فانها تضاف الى الله عز وجل ويعتقد اتصاف الله عز وجل بهذه الصفات كما اشير هنا الى قاعدة مهمة من قواعد اهل السنة والجماعة في هذا الباب وهي ان اسماء الله عز وجل آآ اعلام واوصاف. فهي اعلام باعتبارها دالة على الذات العلية وهي اوصاف ايضا باعتبار كل اسم قد دل على من المعاني فليست اسماء الله عز وجل اعلاما جامدة لا تدل على معنى كما يقول هذا من يقوله من اهل البدع بل كل اسم لله عز وجل هو في الحقيقة صفة. لانه مشتمل على معنى يتصف الله عز وجل به وبهذا يعلم ان اسماء الله عز وجل بالاعتبار الاول مترادفا الاعتبار الثاني ليست مترادفة اعني اذا قلنا انها اعلام تدل على ذات الله تبارك وتعالى فلا فرق بين العليم والحكيم والرحمن الرحيم لا غير ذلك من الاسماء. اما النظر الى كونها صفات يعني يشتمل كل اسم على صفة فانها حينئذ ليست اه مترادفة قال الله عز وجل قل هو الله احد الله الصمد. لم يلد ولم يولد تلاحظ ان اسم الاحد والصمد قد دل على صفتين ثبوتيتين لله عز وجل على تفريعات في المعاني وهنا ذكر الله عز وجل صفتين منفيتين. لم يلد ولم يولد. نفى الله عز وجل عن نفسه الايلاد والولادة الله عز وجل ليس له ولد والله عز وجل ليس له والد وقد علمنا في درس ماض ان الصفات المنفية انما يراد من نفيها اثبات كمال ضدها الله عز وجل لم يلد ولم يولد لكمال قوته وقيوميته وغناه تبارك وتعالى اما نفي الولد عن الله عز وجل فانه قد ورد كثيرا في كتاب الله وبين الله عز وجل انه ذنب عظيم وافك مبين قال سبحانه وخرقوا له بنين وبنات بغير علم. يعني اتوا بافك عظيم وعظم الله عز وجل هذا الافك. وبين انه شيء عظيم تكاد هذه الكائنات هذا الكون كله ان يضطرب بسبب هذه الدعوة الظالمة. وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا السماوات ليتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا. وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولده ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا علم بذلك ان ما اشتراه كثير من الناس في حق الله عز وجل من اتخاذ الولد من اعظم الباطل فما فعل هذا النصارى في دعواهم في دعواهم ان عيسى ابن الله واليهود في دعواهم ان عزيرا ابن الله والمشركون في دعواهم ان الملائكة بنات الله الى غير ذلك هذا كله من افضل الباطل ووجه بطلانه اولا ان الولد من المعلوم انه يأخذ خصائص والده والله عز وجل ليس كمثله شيء هل تعلم له سمية؟ ولم يكن له كفوا احد وثانيا ان اتخاذ الولد راجع الى الحاجة الى الحاجة النفسية والى الحاجة المادية فان النفوس للمخلوقين مفطورة على الحاجة النفسية الى الولد وايضا هي راغبة ومريدة الى مساعدة الولد واعانته. والله عز وجل هو الغني عن كل ما سواه. وايضا فان نسبة الولد الى الله عز وجل فيها انتقاص له فان الذي يلد هو الذي لا يستطيع ان يصدق اما الله عز وجل فهو القادر على الخلق. فلا حاجة له الى الايمان. وهذا ما نبه اليه تبارك وتعالى في قوله لا يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ثم قال وخلق كل شيء. اذا الله عز وجل مستغن عن الايلاد بكونه قادر على الخلق تبارك وتعالى اما نسبة الوالد الى الله عز وجل فهذا ما لا اعلم احدا من البشر قد نسبه الى الله عز وجل. يعني لا اعلم احدا وصف الله عز وجل بانه مولود لوالده. بخلاف الولد ولا شك انه ابعد واشنع لانه لو كان لله والد لم يكن الله الخالق. ولانه لو كان لله والد لم يكن الله الاول تعالى الله عن ان يكون له والد. ونفي الوالد عن الله عز عز وجل ما جاء في كتاب الله الا في هذا الموضع وهو دليل على انه لا ولد له بمعنى ان مما يمكن ان يقال في سبب نفي الوالد عن الله مع كونه لم يدعي احد ذلك ان نفي الوالد عن الله يستلزم نفي الولد عنه. فكما ان الله عز وجل لم يولد فكذلك الله عز وجل لم يلد قال الله سبحانه قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد مر معنا ان الكفء هو النظير والمثيل والشبيه والمناضل. وما الى هذا المعنى. وتلاحظ هنا ان قوله ولم يكن له كفوا احد فيه نفي مجمل وقد علمنا في درس ماض ان النفي المجمل يراد من ايراده اثبات الكمال المطلق. يراد من اثبات النفل او من ايراد النفي المجمل. اثبات الكمال لله تبارك وتعالى فاذا كان الله لم يكن له لم يكن له كفوا احد فان هذا يدل على اتصافه بالكمال المطلق من جميع الوجوه تبارك وتعالى نعم. قال رحمه الله وما وصف به نفسه في اعظم اية في كتابه حيث يقول هي اعظم اية في كتاب الله وهي اية الكرسي. كما دل على هذا اه حديث ابي ابن كعب في صحيح مسلم. حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم اه ابينا عن اعظم اية في كتاب الله فقال ابي الله لا اله الا هو الحي القيوم. فقال صلى الله عليه وسلم ليهلك العلم ابا المنذر هذه السورة هي عفوا هذه الاية هي اعظم اية في كتاب الله هذا الحديث وهذا واضح من حيث المعنى فانها قد اشتملت في مقتضياتها وما تضمنته وفي متعلقاتها على اعظم ما يكون من المعاني. الا وهو ما يتعلق بذكر الله عز وجل وبذكر صفاته لا توجد اية في كتاب الله. ذكر فيها اسم الله سبحانه وتعالى صريحا او مستكنا سبع عشرة مرة الا هذه الاية كما انها اشتملت على ذكر الصفات الثبوتية وعلى ذكر الصفات الوفية. كما انها اشتملت على ذكر التوحيد العلمي وعلى ذكر التوحيد العملي كما ان السورة الماضية سورة الاخلاص قد اشتملت على التوحيد العلمي وقد اشتملت على التوحيد العملي ايضا توحيد العلم واضح من جهة ما جاء فيها من ذكر صفات الله عز وجل والتوحيد العملي حينما ذكر الله عز وجل انه احد فلا شريك له في عبادته وحينما ذكر الله عز وجل انه الصمد الذي تصمد اليه الخلائق في حاجاتك. في حاجاتها. وحينما ذكر انه لم يكن له كفوا احد في ذاته ولا في صفاته ولا ايضا في عبادته. هذه ثلاثة مواضع لسورة الاخلاص دلت على اثبات التوحيد كما انها دلت على اثبات التوحيد العلم. كذلك هذه السورة العظيمة دلت على اثبات التوحيد العلمي ودلت على اثبات التوحيد العملي كما سيأخذ اية الكرسي سميت باية الكرسي لانه قد جاء فيها لفظ الكرسي ولفظ الكرسي ما جاء في كتاب الله الا في هذا الموضع فقط والكرسي هو باجماع السلف وهذا قول اهل السنة والجماعة هو موضع قدمي الله عز وجل. وهو بين يدي العرش كالمرقاص اليه. وهذا الذي ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما بالاسناد الصحيح لما خرج الحاكم وغيره. وايضا روي هذا عن ابي موسى وعن ابن مسعود رضي الله عنهما ولا يعلم لهم مخالف من الصحابة. وهذا الذي توارد كثير من التابعين على التنصيص عليه فمن بعدهم من اهل السنة والجماعة والكرسي مخلوق عظيم. حتى انه اكبر من السماوات والارض. وسع كرسيهم السماوات والارض والسماوات والارض على عظمهن فانهما مخلوقان صغيران بالنسبة الى الكرسي. كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم السماوات والارض في الكرسي كسبعة دراهم القيت في ترس. وفي الحديث الاخر كحلقة ملقاة في فلاة وهذا يدلك على عظمة هذا الكرسي. والعرش اعظم من الكرسي والله سبحانه اعظم من كل شيء اذا هذا معنى الكرسي وما سواه فاقوال مبتدعة وقد اخطأ اول تفسير والتفسير الخاطئ لهذا الموضوع يرجع الى تفسيرين تفسير الاول تفسير الكرسي بالعلم وهذا ما ذهب اليه كثير من اهل البدع واعتمدوا في هذا على اثر رواه الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما لكنه لا يصح عنه فان في اسناده رجل اسمه جعفر ابن ابي المغيرة الاحمر وهو ضعيف. لاجل هذا ضعف هذا الاثر كثير من اهل العلم كابن مندا وابن كثير والذهب وغيرهم من اهل العلم وهذا ايضا يرده ظاهر الاية ان الله عز وجل علمه قد وسع كل شيء وليس السماوات والارض ربنا وسعت كل شيء ماذا رحمة وعلما وليس وسع علمه السماوات والارض فقط ثمان قوله تعالى ولا يؤوده حفظهما بعد قوله وسع كرسيه السماوات والارض لا يتناسب مع تفسير الكرسي بالعلم. فان قوله لا يؤده ترجع الى القدرة لا الى العلم. فدل هذا على ان تفسير الكرسي بالعلم تفسير مبتدع خاطئ تفسير الاخر تفسير الكرسي بالعرش وهذا ايضا غلط الكرسي شيء والعرش والعرش شيء اخر وهذا قد روي عن الحسن رواه الطبري وغيره عن الحسن البصري رحمه الله ولكنه ايضا ضعيف بل ضعيف جدا. لان في اسناده رجلا اسمه جويبر وهو ضعيف جدا المقصود ان التفسير الذي لا شك فيه ولا اختلاف فيه هو ان الكرسي هو موضع قدمي الله سبحانه وتعالى واما كيفية ذلك فان هذا محجوب عنا لا ندري. لكننا نعتقد بهذا ونقر به ونسلم له قال الله جل وعلا الله الذي لا اله نعم الله لا اله الا هو نعم قال اقرأ وما وصف به نفسه باعظم اية في كتابه حيث يقول الله لا اله الا هو الحي القيوم. الله لا اله الا هو الحي القيوم. مضى الكلام عن اسم الجلالة الله. لا اله الا هو هذا هو التوحيد العملي هذا هو توحيد الالوهية فان لا اله الا الله قد دلت بالمطابقة على توحيد الالوهية ودلت بدلالة الالتزام على توحيد الربوبية والاسماء والصفات لا اله الا الله نفي واثبات تخلية وتخلية. ليس النفي توحيدا وليس الاثبات توحيدا. لانه لا يمنع المشاركة. لكن التوحيد مجموع الامرين النفي والاثبات الله عز وجل لم يوحده الا من جمع في ايمانه بين هذين الامرين النفي نفي الالوهية عما سوى الله عز وجل واعتقاد ان الالوهية له وحده لا شريك له. فهو المعبود وحده. وكل ما سواه من المعبودات فباطل ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه الباطل والكلام عن لا اله الا الله قد بدأ قد مضى بالتفصيل في درس كتاب التوحيد قال سبحانه لا تأخذه سنة ولا نوم الله عز وجل نفى عن نفسه هنا صفتين متقاربتين في المعنى السنا النوم السنة النعاس النوم الخفيف وكلا هذين مما يتنزه الله عز وجل عنه لان السنة والنوم نقص وضعت وعجز والله عز وجل منزه عن ذلك. قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح النوم اخو الموت واهل الجنة لا ينامون لما كملت حياة اهل الجنة فانه نفي عنهم النوم لا ينامون. وحياة الله عز وجل اكمل قدرته اعظم. وقيوميته اعظم. ولذلك كان نفي السنة والنوم عن الله تبارك وتعالى دليلا على اتصافه بكمال الحياة وكمال القيومية يراد بنفي هذا هاتين الصفتين اثبات كمال الضد قال سبحانه لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض هذا دليل على صفة الملك لله عز وجل فكل ما في السماوات والارض ملك له تبارك وتعالى تصرفوا فيه كيف يشاء جل وعلا ثم عرجت الاية على موضوع الشفاعة. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه مضى الكلام عن الشفاعة تفصيلا في شرح كتاب التوحيد. خلاصة الكلام فيها ان الشفاعة هي التوسط للغير لجلب منفعة او دفع مضرة والشفاعة ملك لله عز وجل هو الذي يعطيها وهو الذي يأذن بها لمن يشاء والله سبحانه من كماله وعظمته لا يمكن ابدا ان يشفع عنده الا من بعد ان يأذن تبارك وتعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. وهذا الاستفهام استفهام يدل على النفي. وهو ومشروب بمعنى التحدي الله عز وجل لا يمكن ان يشفع عنده البتة. الا اذا اذن الله عز وجل و اذا تأملت هذا علمت السر في كوني الشفاعة قد جاءت كثيرا في كتاب الله منفية وذلك ان الشفاعة التي يعرفها الناس لا تليق بالله عز وجل. ولذلك نفيت عنه الشفاعة التي يعرفها الناس نوعان شفاعة محبة وشفاعة وجاهة اما شفاعة المحبة فان يشفع الحبيب عند محبه وبالتالي فانه يهجم عليه بالشفاعة دون استئذان وبالتالي فانه قد يرغم على قبول الشفاعة ولو كان كارها لانه يفرح من جفاء حبيبه. والنوع الثاني شفاعة الوجاهة وهي التي يقوم بها الوجهاء عند الشخص المعظم كالوزراء بالنسبة الملك. فانهم يشفعون عنده بقوة تجاههم ولو لم يأذن ولو كان كارها ولو كان غير راغب ان يشفى عنده وتجد ان هذا الملك مكرها سيقبل غالبا. لانه لا يريد ان ينفض هؤلاء الاعوان عنهم. وهذا ولا شك لا يليق بالله تبارك وتعالى فان الشافعة على هذا الوجه يكون شريكا في الرحمة لماذا؟ لان المشفوع له ما تحرك الا به اليس كذلك وامر ثان وهو ان الشفاعة هنا فيها تأثير من الشافعي في المشفوع. وهذا التأثير قد يكون بشرط وهذا مما يتنزه الله عنه او بخير وهذا ايضا مما يتنزه الله عنه لانه يدل على نقص فهو سبحانه لم يفعل الخير الا بتأثير من المخلوق والله اعز من ذلك. والمخلوق احقر من ذلك. اذا اذا علمت ذلك علمت ان الشفاعة كلها لله عز هو الذي يملكه وهو الذي يأذن بها. ولذلك حتى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم واشرفهم واعظمهم قدرا عنده. لم يشفع حتى يأمره الله عز وجل بذلك قال صلى الله عليه وسلم حكاية عن ربه جل وعلا واشفع تشفع اذا لم يتقدم بين يدي الله عز وجل بالشفاعة الا لما امر بان يشفع فالامر اذا كله راجع الى الله عز وجل هو الذي اذن وهو الذي امر. وهو الذي حرك قلب الشافعي ليشفع. وهو الذي قبل الشفاعة اذا الامر كله منه واليه تبارك وتعالى اما الشفاعة التي يظنها المشركون بالهتهم ومعبوداتهم فانها على خلاف ذلك وهذا ما نفاه الله سبحانه في ايات كثيرة قال سبحانه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وفسر هذا الشيخ بانه لا يفرثه ولا يثقله. يعني لا يعجزه الله لا يعجز الله سبحانه وتعالى حفظ السماوات والارض. والقيام على شؤون ذلك وتدبير شؤون ذلك وحفظ الاعمال والحساب عليها كل ذلك لا يعجز الله عز وجل ولا يثقله. وذلك لكماله تبارك وتعالى وعظيم قدرته. قال سبحانه وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما هو العلي العظيم. ختم هذه الاية العظيمة التي هي اعظم في كتاب الله بهذين الاسمين المناسبين لما جاء فيها العلي دال على صفة العلو لله تبارك وتعالى والله سبحانه له العلو من جميع جهاته ذلك من جهة علو القدر ومن جهة علو القهر ومن جهة علو الذات وسيأتي كلامه ان شاء الله تفصيلا عن صفة العلو والعظيم اسم يدل على صفة العظمة. فعيل بمعنى فاعل يعني من له العظمة وهو العظيم بكل معنى يوجب التعظيم لا يحصيه من انسان الله عز وجل له كمال العظمة فهو اعظم من كل شيء. واكبر من كل شيء تبارك وتعالى والعظمة كذلك كما سبق في الصمد اسم يدل على صفات كثيرة لله عز وجل فهي التي تدل على الكمال في الصفات من جميع الوجوه. فهو اسم جامع لعدد كبير من الصفات كما سبق ذكر ذلك لعل في هذا القدر كفاية نتمم ان شاء الله في الاسبوع القادم والله تعالى اعلم وصلى الله على محمد واله وصحبه اجمعين