بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تبع هداه. اما بعد قال الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وقوله تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد اورد المؤلف رحمه الله هذه الان والخاتمة بسورة الرحمن للدلالة على ثبوت صفتين الجلال والاكرام لله سبحانه وتعالى وهذه الاية قرأه الجمهور كما بين يديك تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام وعليه الجلال والاكرام راجعون الى المسمى وهو الله جل وعلا وقرأ ابن عامر تبارك اسم ربك ذو الجلال والاكرام وعليهم الجلال والاكرام راجع الى اسم الله سبحانه وتعالى قال جل وعلا تبارك اسم ربك اسم هنا يعني اسماء الله لان المفردة اذا اضيف الى معرفة فانه يعم اذا المقصود هنا كل اسماء الله سبحانه وتعالى قال تبارك اسم ربك اسم الله عز وجل اخبر الله جل وعلا عنه انه قد تبارك. ومعنى تبارك هنا اولا انه تعاظم تعاظم اسم ربك فاسماء الله عز وجل بلغت من العظمة الغاية ولا شك في ذلك ولا ريب لان اسماء الله سبحانه حسنى فهي بالغة في الحسن رايته فتكون هذه الاية دليلا على ان اسماء الله الحسنى بالغة في الحسن غاية وثانيا ان اسماء الله عز وجل قد بلغت من البركة والخير الغاية تبارك اسم ربك وثالثا ان البركة وهي زيادة الخير وثباته ودوامه ان البركة تنال بذكر اسم الله عز وجل وهذا حق لا ريب فيه. والادلة في هذا متكاثرة فانه اذا ذكر اسم الله سبحانه في موضع او في حال او على شيء فانها تحل البركة ولذلك شرع للمسلم ان يذكر اسم الله على الطعام لاجل ان تحل البركة. كما جاء في كما جاء في الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليكم مبارك لكم فيه وكذلك ذكر اسم ذكر اسم الله سبحانه شرع عند الذبح وشرع عند ارسال الصيد وذلك لان ذكر اسم الله على هذه الذبيحة به تحل البركة وتطيب هذه الذبيحة ويطيب لحمها وينتفع بأكلها. والعكس بالعكس قال جل وعلا ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وقال فكلوا مما ذكر اسم الله عليه كذلك شرع ذكر اسم الله اذا اتى الرجل اهله فانه لم يضره الشيطان كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم. اذا قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان شيطاننا رزقتنا وهكذا في نظائر كثيرة في الشريعة تدل على ان ذكر اسم الله سبحانه به تنال البرأ قال جل وعلا بعد ذلك تبارك اسم ربك آآ ذي الجلال والاكرام ومعنى ذي الجلال والاكرام ذي بمعنى صاحب صاحب الجلال والاكرام ولاهل العلم كلام طويل في تفسير هذا الاسم فانه قد عده من الاسماء الحسنى طائفة من اهل العلم قراءة ذو تشهد بذلك مقصود ان الله عز وجل صاحب الجلال والعظمة والجلال والعظمة صاحب الجلال والاكرام. والجلال يراد به امران اولا انه عظيم في نفسه سبحانه فان الجلال منتهى العظمة وثانيا انهم مستحقوا ان يعظم والذي يعظمه اولياؤه بالفعل اذا هو عظيم ومعظم ومستحق للتعظيم واما الاكرام فان المقصود بذلك ايضا امران فانه مكرم عبادة والله جل وعلا كريم ويكرم اولياءه ويكرم عباده ويكرم بني ادم. قال سبحانه ولقد كرمنا بني ادم وكذلك يكرمه عباده عما لا يليق به يكرمه عباده عما لا يليق به. وهو المستحق ان يكرم سبحانه وتعالى عما لا يليق به جل وعلا وقال بعض اهل العلم يكرمه عباده بالمحبة والانابة والدعاء والعبادة واما على قراءة الرفع لان بان يكون ذو الجلال والاكرام راجعا الى الاسم فان المقصود بذلك ان اسم الله عز وجل عظيم قد بلغ منتهى العظمة الاكرام فبذكر اسم الله عز وجل تنزل الكرامات والخير واسمه جل وعلا يكرم عن ان ينتقص او ان يهان وهذا من الامور المعلومة بالضرورة. نعم. اسماء الله تبارك وتعالى وكذلك او انه يجب ان يصان وان يرفع وان يبعد عن كل ما فيه اهانة له المقصود ان هذه الاية دلت على ثبوت الكمال العظيم لله تبارك وتعالى الو فهذان الوصفان من الاوساط التي تدل على معان على معان كثيرة وعظيمة الجلال والاكرام. نعم وقال رحمه الله تعالى وقوله فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سم يا هذه الاية شأنها عظيم في مباحث التوحيد والكلام فيها طويل فانها قد اشتملت على ثبوت انواع التوحيد الثلاثة لله جل وعلا وقوله سبحانه قبل ما اورد المؤلف قال رب السماوات والارض وما بينهما فهذا دليل على ثبوت توحيد الربوبية لله جل وعلا. فاعبده واصطل لعبادته دليل على توحيده في الالوهية والعبادة هل تعلم له سميا؟ دليل على ثبوت توحيده في اسمائه وصفاته كما ان هذه الاية دليل على ان توحيد الربوبية دليل على توحيد الالوهية وعلى ان توحيد الاسماء والصفات دليل على توحيد الالوهية ووجه ذلك ان الله سبحانه وتعالى قال رب السماوات والارض وما بينهما ثم قال فاعبده التعقيب بالفاء يقتضي ان كونه رب السماوات والارض وما بينهما سبب موجب ان يعبد وحده تبارك وتعالى وقوله سبحانه هل تعلم له سنيا واقع موقع التعليل لكونه معبودا ومصطبرا في عبادته. يعني لكونه لا سمي له ولا كفؤ له ولا مضير له فهو اهل ان يرضوا فكان توحيدان الروبوبية والاسماء والصفات ويجمعهما توحيد العلم وتوحيد المعرفة والاخلاص كان ذلك دليلا على اثبات توحيد الالوهية او التوحيد العملي اذا هذه الاية يستفاد منها هذا اولا. ويستفاد منها ايضا ما اورد المؤلف رحمه الله فان هذه الاية بها بدأ المؤلف سياقا ضم تسع ايات كلها تضمنت او اشتملت على ما يتعلق بالنفي في الصفات وهذه الايات التسع اشتملت على نوعين النخل المجمل والمفصل ففيها النفي المجمل بالدليل الذي دلك على نفي السميك والكفر والند والامثال والدليل الذي دل على تسبيحه جل وعلا اذا هذه خمسة ادلة. واما النفي المفصل فجاء في الادلة التي فيها نفي الولد والشريك والاله والولي من الذل. اذا هذه الاربعة جاء قد جاء نفيها تفصيلا في هذه الايات التي ستمر معنا بعون الله ولعلكم تذكرون يرعاكم الله انه قد مضى الحديث عن موضوع الصفات المنفية او النفي في الصفات في بدايات الدروس حينما قال المؤلف رحمه الله وقد جمع الله سبحانه فيما وصف به نفسه بين النفي والاثبات وملخص الكلام الذي مضى ان كتب رب العالمين ورسالات المرسلين قد اشتملت على نفي مجمل واثبات مفصل وهذا هو الغالب في هذا الباب ووجه ذلك ان التفصيل في الاثبات ابلغه في ثبوت الكمال هذا اولا. وثانيا ابلغ في الثناء والمدح واما الاجمال في النفي فهو ابلغ في دفع النقص وعلمنا ان الادلة التي دلت على ثبوت النفي المجمل ثلاثة انواع من الادلة اولا الادلة العامة التي دلت على النفي المجمل وهي قول الله جل وعلا ليس كمثله شيء فلا تضربوا لله الامثال. فلا تجعلوا لله اندادا. ولم يكن له كفوا احد. هل تعلم له سميا وثانيا اسماؤه جل وعلا فكل دليل دل على اسمائه التي دلت على التنزيه المجمل فانها من ادلة هذا الباب وهي اسم جل وعلا القدوس والسلام والسبوح والمتكبر. وكذلك واحد والاحد ذكرنا الفرق بين الاسماء الاربعة والاسمين الاخيرة وثالثا الادلة التي دلت على تسبيح الله سبحانه وتعالى وقلنا كل دليل دلت الكتاب والسنة على تسبيح الله سبحانه فهو من ادلة النفي والتنزيه تنزيه الله سبحانه عن امرين عن العين والنقص وكل ما لا يليق بكماله وان يكون له مشارك في كماله. ينزه الله عن كل عيب ونقص مضاد كمال وينزل ايضا عن ان يكون له مشارك في هذا البرنامج ولا شك ان من تفرد بالكمال اكمل ممن توزع الكمال بينه وبين غيره والله عز وجل له الكمال المطلق لهم منتهى الكمال وغايته واعلمنا ايضا ان النفي مجملا او مفصلا انما ورد لاثبات كمال الضد وامللنا وعلمنا سبب ذلك وسره وهذه المباحث يعني بالتفصيل لعلكم تراجعونها فيما مضى. اعود الى الاية التي نعم وهي التي من اجلها اورد المؤلف رحمه الله وذلة من اجل هذا الموضوع اورده المؤلف رحمه الله. الا وهو قوله جل وعلا هل تعلم له سنيا سميا الصحيح ان المراد به بالسري المسامي يعني المماثل والمضاهي سمي فعيد بمعنى فاعل كسميع وكحكيم وامثال ذلك وهذا الذي كتب. فسر به جماعة من السلف ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وغيرهما بعضهم قال عدل وبعضهم قال شبيه وكله بمعنى وبعضهم قال ان السمي هنا هل تعلم له سميا؟ يعني من يسمى برب السموات والارض؟ وبعضهم قال هل تعلم من يسمى باسم الله؟ وبعضهم قال هل تعلم من يسمى باسم الرحمن والاول او لا والاول اولى دون شك. ويدل عليه سياق الاية كما مضى والمقصود ان هذه الاية فيها دليل على ثبوت النفي المجمل. فليس لله سبحانه مسامن وليس لله عز وجل مماثل. وليس لله عز وجل مضاهي. لا في ذاته ولا في افعاله اذا كان كذلك كان حريا ان يعبد وحده سبحانه وتعالى وهنا اشارة الى ما جاء في الاية وهي قوله جل وعلا فاعبده واصطبر لعبادته. قال اصطبر وما قال اصبر والاصطبار اشتعال من الصبر والاصل في هذه الكلمة لكن ثقل فيها اجتماع الصاد والتام ابدلت التاء طاء والاصطبار هو شدة الصبر على الامر الشاق لان هذه الزنا او هذه الصيغة افتعال تدل على قوة الفعل والعبادة تحتاج الى مجاهدة والى مغالبة للنفس لا سيما في بعض انواعها كالصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها كذلك الشأن في الجهاد كذلك الشأن في النفقة الواجبة وكذلك المستحبة بانواع اخرى من العبادات فيها نوع مشقة تحتاج الى مجاهدة الا من يسر الله سبحانه عليه تيسرت هذه العبادات في حقه والشأن ان هذا الفعل اصطبر يعذب على كما قال جل وعلا وامر اهلك في الصلاة واصطبر عليها لكن هنا قال واصطبر لعبادته قال اهل العلم فان هذا او فان هذه التعدية لله تضمنت معنى الثبات يعني اصبر واثبت على عبادة الله سبحانه وتعالى والصبر على العبادة احد انواع الصبر الثلاثة الواجب الصبر على الطاعة وعن المعصية وعلى اقدار الله المؤلمة والصبر على طاعة الله سبحانه ثلاثة انواع صبر على الطاعة قبلها وصبر على الطاعة اثنائها وصبر على الطاعة بعدها اما الصبر على الطاعة قبلها فبامرين اولا الصبر على تعلمها فان تعلم الطاعة ومعرفة وجه السنة فيها تدعو الى صبري واكثر الناس لا يتحلون بذلك وثانيا الصبر على تصحيح النية فان النية شأنها عظيم وما اكثر تلونها؟ وما اكثر النيات الفاسدة التي تنبت في القلوب يحتاج هذا التصحيح وهذا الاخلاص الى صبر ومجاهدة اما الصبر اثناءها فيكون ايضا بامرين اولا الصبر على ادائها على الوجه المشروع هذا يحتاج الى صبر ولا شك كثير من الناس لا يصبر في اداء العبادة نريد ان يتخلص منها ويفعلها كيف نتفق اما الذي يريد اداءها على الوجه المشروع. ويقوم بها على الوجه المسموم. انه يحتاج ان يتحلى بالصبر وثانيا الصبر على مراقبة المعبود جل وعلا وهذا امر عظيم فليس الشأن ان تعبد وانما ان تراقب من تعبد اثناء العبادة تحضر قلبك. وان تستشعر اثناء العبادة انك تتعبد بها لله تبارك وتعالى وهذا امر عظيم وهو مفقود عند اكثر الناس ولا يصل اليه الا الموفق والخشوع من اول ما يرفع في هذه الامة اما الصبر بعد ادائها فايضا بامرين. اولا بالصبر عن فعل المحبط لها. فانما كما تعلمون ومر معنا لعله اكثر من مرة ان الطاعة قد تحبط بالمعصية ولكنه هبوط جزئي لا كلي. كل الطاعات انما تحبط بذنب واحد وهو الكفر والشرك الاكبر اما ما دون ذلك فانه قد يحبط ما يقابله وهذا المذهب واهل السنة والجماعة وعليه الادلة المتعددة واجماع السلف ويصبر الانسان بعد ادائها على المحافظة على ثوابته. ان يأتي عليها ما يذهب هذا الثواب او ينقصه والامر الثاني الصبر على العجب بها والاخبار بها ايضا يصبر نفسه فان النفس قد يحصل لها نوع انتعاش ونوع زهوب بعد اداء الطاعة انه غالبها ونجاهدها ان تعجب بهذه العبادة ويا ايها المسكين اي عتب هذا بهذه الطاعة على ما فيها من ضعف وتقصير فان الله جل وعلا ما يستحقه من العبادة اعظم من ذلك واعظم. فوالله لو خرجت فساجدا لله منذ ان تولد الى ان تموت ما وفيت بحق الله سبحانه فاي عشب هذا الذي يقع في نفسه وايضا ان ان تخبر بها. فان العبادة التي كتمت والتي لا يعلم بها الا الله جل وعلا اقرب الى القبور والى وفور الاجر. كثير من الناس لا يصبر عن السكوت. وعن الاخبار فلتجد نفسه بل تجد نفسه تنازله على ان يصبر ويعلن بشتى الوسائل والطرق فهذا يحتاج الى صبر. اذا هذه الامور التي ذكرتها هي التي يرجع اليها الصبر على طاعة الله سبحانه وهو امر مأمون به وواجب على العدل كما جعل معنى في هذه الاية واصطبر اصطبر فعل امر والامر يقتضي الوجوب. نعم قال رحمه الله ولم يكن له كفوا احد قال جل وعلا ولم يكن له كفوا احد كفوا هذه طرد بها حفص بن عاصم وكفوا وكفئا وكفؤا هذه اربع آآ قراءة الاية وكلها في معنى سورة الاخلاص مضى الحديث عنا في مفتتح الكلام عن هذه العقيدة الواسطية والشاهد من ايراد المؤلف لها رحمه الله او لهذه القطعة ولهذه الصورة هي قوله جل وعلا ولم يكن له كفوا احد وهذا كما علمنا قبل قليل من ادلة النفي المجرم الله سبحانه ليس له كفء احد واحد هنا نكرة في سياق النفي فتعم. فليس هناك احد البتة كفئا لله جل وعلا. والكفء هو المثيل والنظير والمظاهر. فلان كفؤ فلان يعني مكافئ له يماثله ويناضله. والله جل وعلا ليس له من يكافئه البتة وهذه الصورة صورة عظيمة. فيها خلاصة ما يتعلق موضوع النفي في الصفات. وايضا في ثبوت الكمال له جل وعلا. بل وفي الدلالة على التوحيد العلمي والتوحيد العملي ايضا. التوحيد في المعرفة والاثبات وفي القصد والطلب ايضا فلاحظ معي ان هذه الاية جاء فيها النفي المجمع في موضعين في قوله جل وعلا الله احد قل هو الله الله احد وهذا قد مضى ان هذا الاسم دال على التنزيه المجمل له جل وعلا. فليس له مماثل في شيء البتة. لا في ذاته ولا في صفاته وافعاله وثانيا في قوله في هذه القطعة من الاية التي بين ايدينا ولم يكن له كفوا احد فنفي المكافئ عن الله جل وعلا دال على هذا المثل مجرم. وقد علمنا ان النفي انما يراد به اثبات كمال الضد فاذا كان هناك نفي مجمل فهو دال على ثبوت الكمال المطلق. وهذه قاعدة النفي المجمل دال على ثبوت الكمال المطلق اذا دلت الاية ايضا على ثبوت الكمال المطلق لله جل وعلا. من كل وجه. وهناك دلالة اخرى ايضا على هذا الكمال المطلق وهو في قوله جل وعلا الله الصمد فاسم الصمد دليل على ثبوت الكمال المطلق وباجتماع الاحد والصمد يكون التوحيد. لانه يجتمع النفي والاثبات وقد علمنا فيما مضى ان النفي وحده ليس بتوحيد. وان الاثبات وحده ليس بتوحيد. انما التوحيد باجتماع النفي والاثبات. والصمد من معانيه التي قالها السلف هو السيد الذي في سؤدده والغني الذي كمل في غناه والملك الذي كمل في ملكه الى اخر هذه الصفات العظيمة. اذا دل دلت آآ ما ذكرته من هذين الوجهين على ثبوت الكمال المطلق لله جل وعلا. فجمعت هذه السورة العظيم التي تعدل ثلث القرآن على ثبوته على تقرير النفي والاثبات من احسن وجه. كما انها دلت على ثبوت ما سبق ان تكلمنا عنه غير مرة وهو ثبوت القدر المميز او القدر المختص في الصفات التي فيها اشتراك في القدر المشترك او في اصل المعنى كما مضى بيان كالسمع والبصر والحياة والوجود الى غير ذلك فان قوله جل وعلا ولم يكن له كفوا احد دليل على ثبوت هذا القدر المميز بين صفة الله لصفة الله عز وجل وايضا لصفة المخلوق ودلت ايضا هذه السورة العظيمة على ثبوت توحيد الالوهية. توحيد القصد والطلب بعض الناس يظن ان هذه الصورة ليس فيها الا التوحيد العلمي وتوحيد المعرفة والاثبات الصحيح ان لا بل فيها نوعان التوحيد المعرفة والاثبات هذا واضح. القصد والطلب من خلال ما يأتي اولا في قوله جل وعلا الصمد فمن المعاني التي قلت في الصمد هو السيل الذي تصمد اليه الخلائق او الناس في حاجاتها اذا هو جل وعلا الذي تتوجه اليه الخلائق بالانابة والمحبة والطاعة وايضا من وجه اخر وهو في قوله جل وعلا ولم يكن له كفوا احد فانه بدلالة اللزوم تدل هذه الاية على ان الله جل وعلا هو المعبود وحده. بمعنى انه لكون لا تفعل فهو المستحق للعبادة. لما كان لا كفؤ له وثبت له كمال اطلع اذا هو الذي يستحق ان يعبد لا غيره جل وعلا و وجه ثالث ايضا لقوله سبحانه لم يلد ولم يولد فنقيوا الولادة والايلاد عن الله جل وعلا. بمعنى ان لا يكون لله وارد ولا يكون لله ولد. دليل على ان المعبودات التي ادعي فيها البنوة لله جل وعلا باطلة اذا دلت هذه الاية على نفي الشرك في العبادة من جهة الالهة التي ادعيت فيها البنوة لله جل وعلا كعيسى عليه السلام الذي ادعت فيه النصارى انه معبود ووجه ذلك انه سيأتي معنا ان شاء الله الكلام عن ما يتعلق بنفي الولادة او بنفي الولد عن الله جل وعلا انه اذا انتفى الولد عن الله عز وجل كان مخلوقا فكان مستحقا ان يعبد خالقه واما اذا كان له ولد فان الولد يأخذ خصائص والده اذا كان والده اله كانت فيه الهية. يعني كان مستحقا ان يعبد كوالدي. لانه مقاما فلما انتفى عن الله جل وعلا. الولاية فليس لله عز وجل ولد انتفت عبادة هذه الالهة التي يدعى انها معبودة مع الله تبارك وتعالى لكونها آآ اتصفت بنبوة الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. اذا هذه الاية العظيمة وعفوا هذه صورة عظيمة اشتملت على مباحث جليلة تتعلق بالتوحيد نعم وقال رحمه الله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله هاتان الايتان اوردهم المؤلف رحمه الله لي الدلالة ايضا على النفي المجمل وذلك من جهة نفي الند عن الله جل وعلا ووجه هذا النفي في الاية الاولى من جهة النهي فلا تجعلوا لله اندادا. لم؟ لانه ليس لله ند وليس لله عباد وفي الاية الثانية من جهة عيبي المشركين والتشنيع عليهم لكونهم اتخذوا اندادا مع الله. اذا ليس لله جل وعلا انذاك وان تلاحظ يا رعاك الله ان هاتين الايتين سياقهما متعلق بتوحيد العبادة لا بتوحيد الاسماء والصفات وهو موضوع البحث في هذه العقيدة لكن الاستدلال بها صحيح ووجه ذلك في الاية الاولى من جهة العموم الذي جاء في قول الله جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا فكلمة اندادا نكرة في سياق النهي فتعم. اذا لا يجوز اتخاذ انداد مع الله جل وعلا البتة لا في العبادة كما فعل المشركون وكما تدل عليه سياق الاية كما يدل عليه سياق الاية لان الاية كلها في هذا الباب يا ايها الناس اعبدوا ربكم الى ان قال فلا تجعلوا لله اندادا لكن العموم المستفاد من قوله ان دال دل على انه لا يجوز اتخاذ انداد مع الله البتة. لا في العبادة ولا في ولا في الاسماء والصفات واما في الاية الثانية فانها تعلقت ايضا بتوحيد العبادة. لان الله جل وعلا يقول ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونه فكلمة يحبونهم بذلوا اشتمال من قوله يتخذه فاتخاذهم الانداد هو بكونهم ماذا يحبونه اليس كذلك من دون الله فدل هذا على ان سياق الاية متعلق باتخاذ الند مع الله في العبادة. يعني الاله الذي يعبد مع الله جل وعلا ولكن تدل هذه الاية ايضا كما اورد المؤلف على نفي الند يعني المماثل في الذات والصفات ايضا. ووجه ذلك انه لما نفي او انه انما نفي الند عن الله جل وعلا في العبادة لكون العبادة مما اختص الله به. فكذلك الشأن في اسمائه وصفاته من اتخذ ند مع الله فيها فقد اتخذ ندا في ماذا فيما يختص به فكان ماذا فكان حريا ايضا بالذم والعيب والتشهير اذا استدلال هذه استدلال شيخ الاسلام رحمه الله بهاتين الايتين من دقيق فقهه رحمه الله والا قد يستشكو للانسان آآ بادي الرأي في ايراد الشيخ لهما عليه رحمة الله لكن لعل هذا هو وجه هذا الاراد والله عز وجل اعلم اذا مما جاءت النصوص بنفيه عن الله جل وعلا الند والند لاهل العلم كلام طويل في تفسيره فمنهم من يقول الند اخص من المماثل لان المماثلة اعم تشمل المماثلة في الذات او كما يعبرون في الجوهر وفي الصفات اما الند فهو المماثل في الذات وهذا الذي كفر والله اعلم انه ليس بواجب. ربما يكون اصلاحا لمن اه اصطلح عليه لكن تنزيل النصوص ليس بصحيح لان المشركين ما اتخذوا اندادهم على هذا الوجه. ما جعلوها ماذا؟ مماثلة لله في ماذا؟ في الذات والحقيقة اذا هذا القول ليس بوجه وبعضهم قال الند هو المماثل المناوئ يعني مماثلة فيها مضادة وفيها مناورة فلان ضد فلان يعني يعارضه ويضاده ويناوئه الذي يظهر والله اعلم ان هذا ايضا ليس بدقيق لماذا لان شأن المشركين. الذين اتخذوا الانداد مع الله ليس كذلك بل كانوا يعتقدون ان الهتهم مضادة لله ومعارضا لله والا مملوكا لله. لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك. اليس كذلك ووجه بعض اهل العلم هذا المعنى الذي ذكره كثير من المواوين بان هذا الذي ذكروه انما انما استفادوه لا من وضع اللغة. وانما من الوضع العرفي. من الوضع العرفي فان عادت العرب هي ان المضادة والمزاحمة والمعارضة تكون بين ماذا؟ بين المثلين والليدين. فاستميت فاستفيد هذا المعنى من جهة ماذا؟ من جهة العرف لا من من جهة الوضع اللغوي. الخلاصة ان الند هو المضاهي والمكافئ واه المماثل اما في الذات واما في الصفات واما في العبادة. اذا كل من اتخذ مع الله عز وجل ندا يعني مماثلة ومضاهرة ومناضل في الذات او في الصفات او في العباد فانه يكون ممن اتخذ مع الله جل وعلا اندادا. ولا شك ان التنديد الاعظم التنديد الاكبر بالله جل وعلا قد توعد الله على صاحبه بالنار. وجعل لله اندادا ليضل عن سبيله قل تمتع ماذا بكفرك قليلا انك من اصحاب النار. اذا اتخاذ الانداد مع الله جل وعلا شأن الكفار قارئ وهو مما توعد الله سبحانه وتعالى على آآ فاعله بالخلود في نار جهنم والعياذ بالله ولاحظ معي ان الاية الثانية فيها قول الله جل وعلا ومن الناس من يتخذ ماذا؟ من دون الله اندادا. ولم يقل دون والله لماذا؟ لان من دون تخترق في دلالتها عن دونه لو قال ومن الناس من يتخذ دون الله اندارا دل هذا على ان هذا المتخذ اعرض عن الله لم يعبد الله بل اخلص العبادة لغيره لكن قوله من دون الله تدل على انه اشرك مع الله غيره فهو يعبد الله ويعبد غير الله جل وعلا. وذلك ان هذه الجملة من تدل على معنى الحيلولة. فهو يعبد الله لكن جعل لكنه جعل الند حائلا بينه وبين الله تبارك وتعالى لان الاصل في كلمة دون وراء فحال المشرك والشأن في المشرك. انه اذا عبد الهه سوى الله جل وعلا فانه في هذه الحالة عن الله تبارك وتعالى. والا الاصل انه يعبد الله تبارك وتعالى ايضا ولكن هذه العبادة لا تنفعه ولذلك تأمل في نصوص القرآن او في ايات القرآن تجد انه دائما ما تأتي من دون من دون من دون الله من دونه ربما لا يستشكل في هذا الا اية الصافات. ائفتا الهة ماذا؟ دون الله تريدون. لكن هذا ليس من هذا الباب وجه الرازي ذلك بان قوم ابراهيم الكلدانيين ما كانوا يعبدون الله كانوا يعبدون اه الكواكب فقط. لكن هذا ليس بصحيح. بل كانوا مشركين مع الله غيره. ولذلك في الايات الاخرى التي فيها مناظرة ابراهيم لقومه تجد كلمة من دونه بغير ما اية والصحيح ان هذا لا لا وجه لاستشكاله اصلا. لماذا؟ لان الاية تقول الف كلمة الهة دون الله تريدون والمعنى اتريدون افكا وهو الالهة غير الله. افقا يعني كذب بل اشد الكذب هو الافك اشد الكذب. اذا معنى الاية اتريدون افكا وكذبا وهو ماذا الالهة لابد هنا من ماذا من ان يستثنيك الله جل وعلا فقال الهة دون الله. فالله ليس ليس بكذب وليس بباطل بل بالحق فاستثناه اذا هذه الاية لا تستشكل في هذا المعنى هذه فائدة يعني كما يقال مرسل المقصود ان اه مما دلت النصوص على نفيه عن الله جل وعلا وهذا النفي يدل على الكمال المطلق النجد له تبارك وتعالى. نعم وقال رحمه الله وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا نعم هذه الاية فيها نفي تفصيلي وعلى وجه الدقة نفي تفصيلي منفصل قلنا النخل التفصيلي قد يكون لامر متصل كالسينار والنوم والظلم. وقد يكون نفس يد نفيا صينيا لمنفصل كالولد والشريك والى اخره يقول جل وعلا وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذرية اذا جاء التنزيه عن ماذا من ثلاثة اشياء الولد الشريك والولي من الذل وقل الحمدلله الذي يعني سبب الحمد هو تنزيل الله عز وجل عن هذه الامور الثلاثة اما الاول فنسبة الولد لله جل وعلا. الذي لم يتخذ ولدا في اكثر الايات تلاحظ كلمة اتخذ ولدا يتخذ ولدا لكن في سورة الاخلاص لم يلد فهل ثمة فرق اكثر المفسرين ما ذكروا فرقا بل سياق واحد والرازي في تفسيره ذكر ان بينهما فرقة وهو ان اتخذ ولدا يعني لم يرد حقيقة انما نزل هذا الذي اتخذه ولدا منزلة الولد. تشريفا له. والا فليس ولدا له حقيقته واما لم يلد فهذا نفس للولادة الحقيقية فليس له ولد حقيقة قال والنصارى على هذين القولين يعني منقسمون الى هذين القولين منهم على الاول منهم من يعتقد في عيسى انه اتخذه الله ولدا وليس عن طريق الايلاد الحقيقي واخرون على العكس قال فرد الله عز وجل عليهم هذا وهذا هكذا قال والامر يحتاج الى تحذير والله عز وجل اعلم نسبة الولد لله جل وعلا قضية عظيمة وكبيرة افك كبار تكرر نفيه وتنزيه الله عز وجل عنه في نحو ثمانية عشر موضعا في كتاب الله وهذا يدلك على ان الامر عظيم بل من اعظم مقاصد انزال هذا القرآن بيان بيان ضلال هذا القول ونذارة اهله. قال جل وعلا في اوائل الكهف وينذر الذين قالوا اخذ الله ولده ما لهم به من علم ولا لابائه كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذب وهذا الامر العظيم قد شنع الله عز وجل على اصحابه وبين فساد قوله قال جل وعلا وسرقوا له بنين وبنات بغير علم خرقوا يعني اتوا ب افك وكذب عظيم قال جل وعلا وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا يعني عظيما تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق ارجو وتخروا الجبال هدا ان دعوا الى الرحمن ولدا. وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا. ان كل من في السماء السماوات والارض الا اتى الرحمن عبده اتخاذ الولد مع الله عز وجل او اتخاذ الله للولد افك عظيم وتنقيص كبير لله جل وعلا ووجه ذلك انه انتقاص وقدح في توحيده في المعرفة والاثبات وفي القصد والطلب ايضا وتفصيل ذلك ان ثبوت الولد لله جل وعلا يعني القدح في غناه القدح في غناه واثبات احتياجه فان الوالد محتاج الى الولد حاجة نفسية وحاجة الى المعاونة ودليل ايضا على الضعف والفقر لان الذي يتخذ الولد هو الذي لا يستطيع الخلق لذلك لما الله نفى الله عز وجل عن نفسه الولد قال ان كل من في السماوات والارض الا ات الرحمن عبدا اذا ثبوت الولد لله يتنافى مع غناه قال سبحانه قالوا اتخذ الله قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل هو ماذا؟ الغني. اذا الله عز عز وجل الغني وغناه يدفع كونه اتخذ ولدا وايضا مما يدلك على منافاة هبوط الولد لتوحيد المعرفة والاثبات ان ثبوت الولد يضاد احديته جل وعلا ووجه ذلك انه لو كان لله ولد لم يكن احدا بل كان له مشارك فيما يختص به فان المعلوم ببداهة العقول ان الولد يأخذ خصائص والده وان الولد يقوم مقام والده وايضا كون الولد ثابتا لله لا يكون الا بوجود الصاحبة والزوج وثبوت ذلك يدل على الافتقار لان الانسان يفتقر الى زوجته ويحتاج اليه. وايضا يدل على ان هناك مشاركا لله في خصائصه فان الزوج لا يتزوج الا من يشاكله في الخصائص الانسي يتزوج انسيا لا يتزوج حيوان. وهكذا الحيوان ولذلك لما نفى الله عز وجل عن نفسه الولد استدل بانتفاء الصاحبة فقال انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء سبحانه وجل في علاه وايضا ثبوت الولد من الله وهذا يدلك على شناعة الامر يقدح في توحيده في العبادة لانه اذا كان الها له ولد فلولده او في ولده الهية ايضا فيعبد مع الله تبارك وتعالى. وكما سبق ان الولد يأخذ خصائص والده ولذلك الذين زعموا ان مع الله ولدا كالنصارى ماذا صنع عبدوا عيسى اليس كذلك فالامران متلاسمان ثبوت الولد وحصول العبادة لهذا الولد فهذا مما يجب ان ينفى ويجب ان يبين بطولة ان يبين خطورته وشناعته انه من الامر العظيم ان يضاف الى الله تبارك وتعالى قال الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك الله عز وجل ليس له مشارك يشاركه في ذاته وفي ملكه وفي صفاته وفي عبادته وخص الملك ها هنا لان ما سواه لازم له. بمعنى اذا لم يكن لله مشارك في ملكه لم يكن له مشارك في تصريف هذا الكون وفي ربوبيته وبالتالي لم يكن له مشارك في الوهيته وعبادته ونفي الشريك عن الله جل وعلا قد جاء في عشرات الادلة في كتاب الله كذلك جاء في السنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا قال ولم يكن له ولي من الذل ولي من الذل يعني ولي لم يتخذ وليا من ذل وحاجة لم يمس الله جل وعلا عن نفسه ان يكون متخذا وليا مطلقا انما الولي عن حاجة وافتقار لانه يحتاج الى اعانته يحتاج الى ولاية يحتاج الى نصرته الله عز وجل منزه عن ذلك اما كونه يتخذ وليا من المؤمنين والله ولي المؤمنين. والله ولي المتقين. الا ان اول اولياء الله فان هذا لم يكن من من حاجة لم يكن من ذلة ولم يكن من افتقار انما من رحمة واحسان الله عز وجل اذا اتخذ وليا من عباده الصالحين فانما هذا منه له احسانا ورحمة منه جل وعلا الولي من الذل منفي عن الله تبارك وتعالى لانه يتنافى وغناه قيوميته اه جل وعلا فنختار الله تبارك وتعالى وثبت بذلك كمان ظده وهو كمال الغنى والقيومية له جل وعلا فالخلاصة ان هذه الاية فيها نفي هذه الامور الثلاث نفي عن الله تبارك وتعالى يدل على ثبوت فما لضنها لاننا نكتفي بهذا القدر الاعلى وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه