بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تبع هداه واما بعد قال الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وقوله ومن اصدق من الله حديثا ومن اصدق من الله قيلا وقوله واذ قال الله يا عيسى ابن مريم وقوله وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا وكلم الله موسى تكليما منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا وقوله واذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين وقوله تعالى ويوم يناديهم فيقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين وقوله وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفون ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون وقوله تعالى يريدون ان يبدلوا كلام الله كلا تتبعونه. وقوله واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك مبدل لكلماته وقوله ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون وقوله وهذا كتاب انزلناه مبارك. وقوله لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله واذا بدلنا اية مكان اية والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لا يعلمون قل نزله رح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى للمسلمين. ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه الايات التي ساقها المؤلف رحمه الله وزادت على عشرين اية كلها تتعلق باثبات صفة الكلام لله جل وعلا وكثرة استدلال المؤلف رحمه الله على هذه الصفة يناسب كثرة ورودها في الكتاب والسنة فان هذه الصفة من اكثر الصفات تبوكا في الادلة والكلام عن هذا الموضوع له شقان. شق يتعلق صفة الكلام ان شق يتعلق بالقرآن اما عن الشرك الاول فان صفة الكلام من الصفات العظيمة الجليلة التي اتصف بها ربنا جل وعلا وجاءت في النصوص في ادلة كثيرة هي اثبات الكلام والقول والحديث والمناداة والمناجاة وكلها تدل على ثبوت هذه الصفة لله جل وعلا والمعنى فيها واحد اللهم الا خروقا يسيرة ودقيقة والمناداة مثلا انما تكون بصوت رفيع والمناجاة دون ذلك. وكلها يثبتها اهل السنة والجماعة. على ما يليق به جل وعلا وتفصيل الكلام عن صفة الكلام ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الله جل وعلا يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء وان كلامه بحرف وصوت. يتكلم جل وعلا بما شاء فيتكلم بالامر ويتكلم بالنهي يتكلم بالخبر يتكلم بالاستفهام نتكلم بالتوراة نتكلم بالمجيب الى غير ذلك وكلامه جل وعلا في الجملة قسما كلام شرعي ومنه كلامه الذي انزله في كتبه على رسله وكلام قدري به يوجد الله جل وعلا الاشياء انما امرنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون ويتكلم جل وعلا متى شاء فهو قد تكلم في الازل ولما جاء موسى بميقات ربه كلمه الله جل وعلا ولما عرج بمحمد صلى الله عليه وسلم الى السماء كلمه الله سبحانه ويوم الاخرة واليوم وفي اليوم الاخر يكلم الله جل وعلا المؤمنين ويكلم الكافرين. قال اخسئوا فيها ولا تكلموه فالله جل وعلا متى شاء تكلم فكلامه جل وعلا متجدد يتكلموا متى شاءوا سبحانه وتعالى وهو جل وعلا يتكلم كيف شاء تكلم بالقرآن بالعربية تكلم بالتوراة بالعبرية وتكلم بالانجيل بالسريانية وهكذا الله جل وعلا يتكلم كيف يشاء كما ان كلامه سبحانه بحرف وصوت وقد ثبت الحرف والصوت في كلامه جل وعلا بنحو اربعين حديثا. عنه صلى الله عليه وسلم منها الصحاح ومنها الحساب المحتج بها كما افاد ذلك السفاري اللوامع من ادلة ثبوت الحرف في كلام الله جل وعلا ما ثبت في صحيح مسلم لما كان جبريل عليه السلام عند النبي صلى الله عليه وسلم واخبره ان هذا ملك نزل من السماء لم ينزل قبلها الى الارض قط فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابشر بنورين لم يؤتهما احد قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لم تقرأ بحرف منهما الا اوتيته فهذا دليل على ان الحرف ثابت في كلام الله لان القرآن من كلام الله ومنها حديث ابن مسعود وهو مشهور عند الترمذي وغيره اختلف في رفعه ووقفه على كل حال له حب الرفع من قرأ بحرف من كتاب الله فله به حسنة الحسنة بعشر امثالها لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولا منحرف وميم حرف اذا كلام الله جل وعلا بحق وصوت من ذلك ما ثبت في الصحيحين واللفظ للبخاري ان الله جل وعلا ينادي يوم القيامة ادم بصوت فيقول ان الله يأمرك ان تخرج بعثا الى النار من ذريتك وقوله ينادي بصوت دليل على ان الصوت ثابت بكلام الله جل وعلا وايضا حديث عبدالله بن انيس وعلقه البخاري مجزوما به ورواه غيره باسناد ثابت ان الله جل وعلا ينادي يوم القيامة بصمت انا الملك انا الديان والادلة في هذا كثيرة وعلى كل لو لم يرد في النصوص اثبات الحرف والصوت فان ثبوت ذلك لا شك فيه لان الكلام ليس الا بحرف الوسط والكلام لا يكون كلاما الا بحرف وصوت والتنصيص على الحرف والصوت كما قد علمنا سابقا هو من باب تحقيق الصفة فهي صفة حقيقية ثابتة لله جل وعلا و هذه الصفة صفة فعلية متعلقة بمشيئة الله جل وعلا الله جل وعلا كما سبق يتكلم اذا شاء وان كان اصل الاتصاف بهذه الصفة ذاتيا يعني هذه الصفة يقول اهل السنة قديمة من حيث اصل الاتصاف واما احاد الكلام فانه حادث بعد ان لم يكن متجدد ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الله جل وعلا يتكلم اذا شاء جل وعلا مع ان اصل اتصاف اتصافه جل وعلا بهذه الصفة قديم ومعنى قديم هنا يعني ازل لم يزل متصفا بذلك فلم يكن معطلا ربنا جل وعلا عن الكلام ثم انتصف به هذا باطل. ونقص في حق الله جل وعلا من لم يزل الله جل وعلا متكلما وتنبه هنا الى التفريق بين قولنا او قول او اطلاق من يطلق من اهل السنة كلام الله قديم ومن يقول القرآن قديم والفرق ان من قال كلام الله قديم من اهل السنة فانه يوجه كلامه ويحمل كلامه على انه اراد اصل الاتصاف بمعنى انه لم يزل متكلما وما كان معطلا عن الكلام ومهما امكن احسان الظن في اهل السنة انه ينبغي ذلك فيحمل كلامهم على السداد اما القول بان القرآن قديم هذا لا شك انه باطل ومن اقوال اهل البدع واذا قال به احد من اهل السنة انه يخطئ كما وقع في بعض كلام ابن قدامة رحمه الله ان هذا خطأ لا يوافق عليه لان القرآن تكلم الله جل وعلا به بعد ان لم يكن متكلما به تنبه الى الفرق بين هذا وهذا بهذا تعلم ان القصيدة التي تنسب الى شيخ الاسلام رحمه الله مشورة باللامية يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي بثبوتها في ثبوتها نظر الاقرب انها لا تصح عنه عن شيخ الاسلام رحمه الله ومما يدل على ذلك ما جاء في احد ابياته واقول في القرآن ما جاءت به اياته فهو القديم المنزل هذا لا يقوله شيخ الاسلام كيف؟ وهو الذي بين خطأ هذا الكلام ونبه عليه في غير موضع وان كان بعضهم يذكر ان البيت فهو الكريم المنزل. هذا حق لا اشكال فيه لكن الاشهر للنسخ الموجودة المطبوعة او القديم المنزل وهذا مما يستبعد صدوره عن شيخ الاسلام رحمه الله تنبه الى هذا الامر هذا اه مجمل معتقد اهل السنة والجماعة في صفة الكلام بقي ان ينبه الى ان الله جل وعلا يكلم عباده بواسطة وبغير واسطة اذا تكليمه جل وعلا نوعان تكميم بواسطة والواسطة هو الملك الموكل بالوحي جبريل عليه السلام قل نزله رح القدس من ربك نزل به الروح الامينة جبريل عليه السلام هو الواسطة لنقل كلام الله جل وعلا بينه وبين رسوله ويتكلم او يكلم جل وعلا عباده بلا واسط كما كلم موسى عليه السلام بلا اواصر اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي وكلم الله موسى تكليما. وكلمه ربه وكما كلم نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج وكما يكلم جل وعلا عبده بعد ان يدنيه اليه ليس بينه وبينه ترجمان كما كلم جبريل بلا واسطة في نصوص كثيرة اذا تكليمه جل وعلا كما قد علمت نوعان اما المخالفون في كلام الله جل وعلا كثر وقد عد الاقوال بصفة الكلام للفرق المنتسبة الى الاسلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في المنهاج وفي غيره اوصلها الى تسعة اقوال قول اهل السنة قد علمته اما الاقوال الاخرى البحث فيها يطول لكن اهم ذلك او اشهر ذلك قولان القول الاول قول الجهمية والمعتزلة ان كلام الله جل وعلا مخلوق فلا فرق بين السماء والارض والشجر والحجر والكلام وسمي الله جل وعلا متكلما لانه خلق الكلام هكذا يزعم ولا شك ان هذا من اعظم الباطل واثرى الفرق واكذب الكذب واعظم البدع بل هذا ما اجمع السلف على تبديع قوله بل تكفيره والنصوص عنه في هذا متكاثرة ان من قال كلام الله مسلوق فهو كافر بالله العظيم اللوازم التي تلزم هذا القول كثيرة منها ابطال الالهية فان الاله لابد ان يكون متكلما واذا لم يكن متكلما كان على الضد من ذلك وهو الخرس وخرسوا باتفاق العقلاء نقص والله منزه عن النقص وهذا ما ارشدت اليه الايات قال الله جل وعلا في شأن العجل الم يروا انه لا يكلمهم افلا يرون الا يرجعوا اليهم قولا اذا نفي الكلام عن الله جل وعلا هو في حقيقته نفي لالهيته وثانيا هو نفي لربوبيته لان الله جل وعلا يخلق بالكلام فاذا انتفى كلامه انتفى خلقه انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون وثالثا ان نفي الكلام عن الله ابطال لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم وغيره من الرسل وفي السنن والمسند باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض نفسه في المواسم على القبائل ويقول الا رجل يحملني الى قوم فان قريشا منعوني ان ابلغ كلام ربي فالرسالة ليست الا كلام الله الرسالة التي ارسل بها الرسل ليست الا تبليغ كلام الله جل وعلا اذا كان الله لا يتكلم انتفت الرسالة من اصله بل وهذا الرابع نفي الكلام عن الله جل وعلا هو في الحقيقة نفي للحقائق كلها فان الحقائق لم تكن حقائق الا بكلام الله ويحق الله الحق بكلماته اذا نفي الكلام عن الله جل وعلا وزعما ان الكلام كلام المخلوق لا يتسق الله جل وعلا به مذهب عظيم في البطلان بل هو كفر بالله جل وعلا والنصوص بالعشرات بل بالمئات لاثبات ان الله يتكلم ويقول وانه اصدق حديثا وانه اصدق قيلا والاحاديث القدسية بالمئات كلها فيها نقل لكلام الله جل وعلا ويقتل بذلك شرع الله جل وعلا من اصله واما زعمهم انه انما وصف بالكلام لكونه خالقا له فهذه شبهة غاية في الهشاشة والضعف اذ يلزمهم على قوله ان يكون الله جل وعلا قصيرا لانه خلق القصر وطويلا لانه خلق الطول. واسود لانه خلق السواد. وابيض لانه خلق البياض وهكذا في سائر الصفات تعالى الله عن ذلك فهذا لا يقوله عاقل يدرك ما يقول اذا هذا هو المذهب الاول المذهب الثاني والبلية به اعظم هو مذهب الكلابية والاشاعرة والماتوريدية فان هؤلاء وصلوا الى النتيجة التي وصل اليها الاولون لكن بمواربة فلم يكونوا صرحاء الاولية وانما اتوا بشقاشق من الكلام نتيجتها وخلاصتها هو القول بان كلام الله جل وعلا الذي بين ايدينا القرآن الكتب المرسلة المنزلة الى الرسل هذه مخلوقة هؤلاء كالمتكلمون هم الذين زعموا ان الله جل وعلا انما يتصف بكلام نفسي قديم قائم به جل وعلا وهو كلام واحد لا يتعدد وهو الخبر والاستغفار وهو الامر وهو النهي وهو التوراة وهو الانجيل وهو كل الكلام شيء واحد لكن التعدد في المتعلقات يعني لما عبر عن كلام الله كان في هذا المعبر به التعدد. اما كلام الله فليس متعددا فكلام الله اذا عبر عنه بالعربية كانت قرآنا والقرآن نفسه لو عبر عنه بالعبرية هو نفسه سيكون التوراة. وهكذا كما انهم نصوا على ان كلام الله ليس بحرف ولا صوت اذا ما هذا الذي بين ايدينا ما هذا الذي بين دفتين المصحف قالوا هذا حكاية عن كلام الله. كما قالت او هو عبارة عن كلام الله كما قالت الاشاعرة ومن هذا الحاكي والمعبر قالوا هو جبريل فالهمه الله جل وعلا كلامه فعبر عنه او هو محمد صلى الله عليه وسلم الهمه الله كلامه فعبر عنه او ان جبريل اخذ هذا الكلام من اللوح المحفوظ الذي جعله الله جل وعلا فيه عبر الله عن كلامه باللوح المحفوظ وجبريل اخذه منه خلاف بينه في هذه المسألة والكل متفق على ان هذا القرآن الذي بين ايدينا ليس كلام الله انما هو عبارة او حكاية عن كلام الله وانت ترى ان النتيجة والخلاصة ان هذا القرآن مخلوق الذي امتاز به هؤلاء عن الاولين هو فقط في اثبات الكلام النفسي فمعاني القرآن عنده ليست مخلوقة اما الفاظه فمخلوقة بخلاف الاولين فمعانيه والفاظه كلها مخلوق لكن النتيجة والخلاصة ان هذه الايات التي نقرأها ليست كلام الله هذا كلام مخلوق وهذا الذي يدلك على ان الخلافة بينهم وبين الجهمية والمعتزلة من هذه الجهة لفظي وهذا ما نص عليه الائمة وان قوله في حقيقته هو قول الجهمية والمعتزلة ولا فرض كما نص على هذا السجزي رحمه الله في رسالته الى اهل زبيد وابن قدامة شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وكثير من اهل العلم بل هذا ما نصوا عليه هم انفسهم نصوا على ان كلام المعتزلة مسلم. وانهم لا ينكرونه. لكنهم يخالفونه في قضية المعنى. المعنى قائم بذات عنده كما تجده في المواقف كما تجدوا عند الرازي في المحصن وغيره كثير نصوا على هذا لكنه يتحاشون من التصريح به فهم لا يصرحون به كما يقول ابن قدامة رحمه الله الا في الخلوات دخلوا صرحوا بهذا وان هذا الكلام الذي بين ايدينا في المصحف ليس كلامه لكنهم لا يصرحون لدفع التشنيع عنه فان هذا لو اشتهر عنهم لصاح بهم الناس من الافاق ولنزلوا عليهم كلام السلف في الجهمية وقائلين بخلق القرآن ويا لله العجب من اناس يقولون بهذا القول العظيم الذي اتفق السلف على كفر من قال بهم يا لله العجب من اناس يزعمون ان هؤلاء من اهل السنة والجماعة تجد اناسا يصرحون ويدندنون دائما ان هذه الطائفة او ان هاتين الطائفتين من اهل السنة والجماعة يصرحون ان اهل السنة ثلاثة فثلاث فرق اهل الحديث سبحان الله هذا يقوله احد هو حقا من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم وقد اتوا بهذا الامر العظيم. وهذا المنكر الفضيل لا والله فكيف وعند القوم بلايا اخرى كثيرة وهم في الصفات عنده نور تجهم وهم في الايمان مرجئة وهم في القدر جبرية وعندهم اخطاء شتى في النبوات بل في منهج التلقي والاستدلال وبعد ذلك يقال مثل هذا الكلام وعلى كل حال الامر في هذا يا اخواني عظيم فان من قال ان هذا القرآن الذي بين ايدينا من قال انه قول البشر توعده الله جل وعلا بان يصليه سقر ان الله لما ذكر عن المشركين انهم قالوا عنه انه قول البشر قال الله ساصليه سقر ومن اتفق مع هؤلاء الدنيا على القول بان هذا القرآن كلام البشر توعده الله بان يتفق معه في النار ويكون معه في النار في سقر والعياذ بالله ان قوله مثل قول الوليد ابن المغيرة وامثاله من القائلين بهذه المقالة الامر على كل حال في هذا عظيم وخطير جدا قالها اصحاب هذا القول دليلنا على ان الكلام انما هو الكلام النفسي ان هذا هو المعروف في اللغة استدلوا على هذا ببيته من الشعر منسوب الى الاخطاء ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا والجواب عن هذا اولا ان يقال ان هذا قول محدث لم تعرفه العرب قط وليس هذا كلام اهل السنة فحسب بل هذا كلامهم هم انفسهم فانه قد نص غير واحد منهم كالقراصي في شرح تلقيح الفصول اشارة الى هذا ايضا الامن وغيرهما ان هذا القول انما قال به ابن كلاب. وما قال به احد قبلهم هو والاشاعرة. لهذا قول ابن كلاب تابعه عليه الاشعري وسار عليه الاشعرية والماتورية لا يعرف هذا قبل ذلك البتة الناس كانوا قبل ابن كلاب اما يقولون ان القرآن اه لفظه ومعناه كلام الله جل وعلا او انه ليس كلام الله جل وعلا وانما هو مخلوق من جملة المخلوقات حتى برز هذا الرجل وقال بهذا القول وهذه قضية ما عرفت الا في القرن الثالث يعني ابن كلاب متوفى في حدود مئتين واربعة مئتين وخمسة واربعين اذا قبل ذلك ما كانت الناس تعرف هذا القول ولا قال بهذا احد قط من اهل اللغة اذا هو قول وحده مبتدع في اللغة كما هو مبتدع في الشرع ويقال ثانيا يا لله العجب لو استدل عليكم سني بحديث اخرجه البخاري ومسلم لقلتم هذا اخبار احد لا يقبل في باب العقيدة ثم تأتون انتم تستدلون على هذه المسألة العظيمة ببيت من الشعر منسوب الى هذا الرجل النصراني فليهنكوا استدلالكم وليهن اهل السنة استدلالهم انظر الى الفرق بين الفريقين. اهل السنة اذا تكلموا قالوا قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم. قال الصحابة انظر الى النور انظر الى الهدى الذي يتكلم به اهل السنة. انظر الى حال هؤلاء اقصى ما عنده بيت من الشعر قاله نصراني قبحا لمن ترك القرآن وراءه واذا استدل يقول قال الاخطر كما في المنظومة السابقة اللامية ويقال ثالثا ثبت العرش ثم انقش اثبتوا لنا ان هذا البيت قاله الاخطر او غيره حتى من من الذين يحتج بقوله ونحن راضون باسناد مسلسل بالضعفاء بل بالكذابين لكن اثبتوا لنا ان هذا قاله الاخطر او غيره ودون هذا خرط القتاد. فهذا البيت لا يعرف ولا يثبت عن الاخطل او عن غيره قد نقل القدامى وقد نقل ابن قدامى رحمه الله عن شيخه ابي محمد الخشاب ونعته بانه امام العربية في زمانه قال فتشت في دواوين الاخطل العتيقة فلم اجد هذا البيت وهذا الذي نص عليه غير واحد من اهل العلم فهذا البيت لا يعرف عن الاخطاء اذا استدلالهم به ساقط ويقال رابعا لو سلم ان هذا البيت قاله الاخطل فان هذا لا ينفعكم شيئا لان الافضل نصراني والنصارى ضالون في الكلام فكيف تحتجون بقولهم ويقال خامسا هبوا ان هذا البيت قاله الاخطاء فانه لم يرد ما اردته الاخطل متوفى سنة اثنتين وتسعين او نحوها فهو في ذاك الزمان المتقدم. ما كانوا بحاجة الى ان يعرفوا الكلام يعني اين في كلام الاخطر او في طبقته او في من قبله او في من بعده تعريف الوجه والرأس والاصابع واليد وما الى ذلك هل كانوا بحاجة الى مثل هذه التعريفات وقوم عرب وليسوا بحاجة الى ان يعرفوا الكلام. كلام معروف عندهم انما ان صح هذا عنه فهو يريد شيئا اخر وهو ان يبين ان الكلام آآ الصادق المؤثر هو الذي يجتمع فيه الباطن مع اللسان ويوافق فيه اللسان الباطن فان هذا البيت يروى قبله بيت اخر لا يخدعنك من خطيب خطبته. حتى يكون مع الكلام اصيلا ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا للكلام الصادق المؤثر هو الذي يتواطأ فيه اللسان اما الذي يقول بلسانه قولا لا يعتقده بقلبه او يعتقد ضده هذا كاذب كلامه قليل تأثيره وهو مخادع للناس فهذا هو معنى هذا البيت انصحه ويقال خامسا او سادسا ان هذا البيت يروى بخلاف ما ذكروا وانه محرف الرفود يوافق هواهم وهو ان البيان لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليل وليس الا الكلام اذا اتضح لنا ان استدلاله هذا البيت المصنوع سلال وباطل لا يصح قالوا وجدنا ايات وادلة تدل على ان الكلام يكون في القلب قالوا الم تسمعوا قول الله جل وعلا ويقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول وكذلك آآ قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسهم وقول عمر كما في قصة سخيفة في صحيح البخاري فزورت في نفسي مقالة اردت ان اتقدم بها بين يدي ابي بكر اذا الكلام يكون في النفس. وهذا دليل على كلام النفس الجواب عن هذا ان يقال اما الاية فان طائفة من اهل التفسير قالوا ان معناها ان القوم قالوا هذا القول بالسنتهم فيما بينهم سرا وليس انه كلام قام بالنفس هذا اولا ثانيا لو سلمنا انه قالوا في انفسهم هذا القول فنحن نتكلم عن كلام مطلق لا كلام مقيد وكون القول يكون في النفس بمعنى ان الانسان يهيئ كلامه ويزوق كلامه ويتصور الكلام الذي يريده قبل ان يتكلم به هذا مسلم. وهذا لا نزاع فيه لكن هل هو الكلام؟ هكذا باطلاق؟ الجواب لا والحديث الذي استدلوا به اكبر دليل في رد قوله فان النبي صلى الله عليه وسلم هو الحديث في الصحيحين قال ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تتكلم او تعنف اذا فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين حديث النفس وماذا والكلام ما لم تتكلم اليس كذلك؟ ولو كان الكلام هو الكلام النفسي لاصبح الكلام ماذا متناقض ليس كذلك يا جماعة يعني يكون الكلام يعني يكون الحديث ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تتحدث بانفسهم لسه كلام؟ اذا قلنا ان الكلام عند الاطلاق هو ماذا الكلام بالنفس لكن هذا يدلك على انه ما لم تتكلم يعني ماذا يا جماعة بلسانه. اذا هذا هو الكلام عند الاطلاق. اما اذا قيد بالنفس فان هذا يراد به ماذا يراد به تهيئة الكلام او تصوره في النفس ناهيك عن ان عن انه لم يثبت في نص ادعوه او استدلوا به الكلام النفسي جاء حديث النفس فزورت في نفسي مقالة قول لكن ان يأتي دليل في الكلام فهذا ما وجدوه ولا يعرف دليل كما اشار الى هذا شيخ الاسلام رحمه الله في كتاب الايمان ان هذا يدور على كلمة حديث ونفس ولا يدور على كلمة ماذا سلام فهذا ليس داخلا فيما اه يستدلون به. فما جاء كلام نفسي اذا استدلالهم بهذه النصوص استدلال باطل او وجل والقوم كما استدلوا ادلة على قولهم فانهم ناقشوا وحاجة اهل السنة لما ذهبوا اليه من اشهر مناقشات وايراداتهم على اهل السنة انهم قالوا ان اثبات الكلام لله جل وعلا. حقيقة يقتضي التشويه وذلك ان الكلام لا يكون الا بهواء يخرج من الجوف يصطك بالهواء الخارجي ولابد فيه من هم واسنان ولسان وما الى ذلك وهذه كلها من سمات المخلوقين المحدثين الله جل وعلا يتنزل عن ذلك والجواب عنه هذا بان يقال اولا هذا الذي ذكروه يدل على ان القوم شبهوا اولا ثم عطلوا ثانيا ثم شبه ثالثا شبهوا الله بالاخرس الذي لا يتكلم اذا كان لابد من التشبيه فتشبيه الله جل وعلا بمن يتكلم خير من تشبيهه ماذا بمن لا يتكلم القوم عندهم شبهة في التشبيه اصلا ولذلك لما جاءوا يتكلمون عن صفة الكلام انما تكلموا عن القدر المميز لا القدر المشترك وهذه هي العقدة التي تكلمنا عنها غير مر التي وقع فيها كثير من الناس الا من وفقه الله جل وعلا فساروا على نهج السلف الصالح هذا الذي تكلموا عنه هو الكلام هكذا باطلاق او كلام المخلوقين ما رأيكم يا جماعة هذا كلام المخلوقين هذا الذي ذكروه هو القدر المميز لا القدر المشترك فاذا المشكلة حصلت عنده انه انما سبق الى اذهانهم ان الثابت لله جل وعلا هو القدر الذي اختص به ماذا المخلوق واهل السنة والجماعة يقولون هذا الذي ذكروه هو كلام المخلوق ونحن نقول ان الله يتكلم بكلام لا يماثل كلام المخلوقين هذا اولا وثانيا ان الذي ذكروه غير اللازم فلا يلزم من الكلام ان يكون على الصفة التي ذكروا بدليل ان الكلام نسب الى المخلوقين حقيقة ولم يلزم منه ما ذكره فاين الجوف واللسان والاسنان في قول السماوات والارض قالتا اتينا طائعين هل لزم ذلك يا جماعة واين هذا الذي ذكروه في كلام الجبال كما اخبر الله جل وعلا عن الجبال انها كانت تسبح مع داوود عليه السلام يا جبال اوبي معه هل لزم هذا لم ينزل هل لزم هذا في الجلود التي ستتكلم يوم القيامة شاهدة على اصحابها. قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء اين اسنانها ولهواتها وان الاصطفاك الحاصل بين الباطن والظاهر الهواء الخارجي والداخل واين هذا بكلام الحجر الذي كان يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وان هذا في كلام او في تسبيح الطعام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو كلام اذا كل هذا يدل على ان هذا الذي ذكره ماذا ليس بلازم وهذا من اقوى الحجج عليهم في مذهبهم الباطل ومن عجيب امرهم ان الامن في غاية المرض لما ورد الى هذا الموضع ما استطاع ان يجيب الا بانه اولا فلما جاء الى قوله جل وعلا عن السماوات والارض قالتا اتينا طائعين قال هذا متعذر لا يمكن ان يخاطب الله السماوات والارض ولا يمكن ان السماوات والارض تقول هذا القول طيب على اي شيء نحمله؟ قال هذا محمول على المجاز. وان المراد انه من قادة لله جل وعلا هكذا بكل برود. وهكذا كما يقولون بكل بساطة. عبث بكتاب الله طيب هذا القياد من السماوات والارض؟ طيب مخاطبة الله جل وعلا للسموات والارض على اي شيء نحمله ثم ان الانقياد لو سلمنا جدلا. الانقياد الا يكون بارادة والا تكون الارادة في القلب طيب يلزمهم ايضا يعني الشيء الذي اه فروا منه الشيء الذي فروا اليه. اليس كذلك يا جماعة فاذا القوم ما ما استفادوا شيئا الا انتهاك حرمة النصوص لا غير الخلاصة ان استدلالهم بهذا او قولهم هذا قول باطل وليس بصحيح بل اهل السنة والجماعة يثبتون لله جل وعلا كلاما يليق به كما هو الشأن في غير ذلك من الصفات. ويقال له ثالثا ان هذا الذي ذكرتموه يلزمكم فيما اثبتم من الصفات الستم تثبتون لله سمعا وبصرا ثم انتم تقولون ان الله جل وعلا يتكلم او يسمع بغير اذن وبغير صماخ وبغير تجويد الى اخره. من هذه المنفيات التي ذكروها ولا يوافقهم على نفيها اهل السنة فهذا الذي ذكروه لا يثبت ولا يوفى عند اهل السنة. لكن من باب الزامه يقول كما قلت يقال كما قلتم في السمع والبصر قولوا في ماذا في الكلام فهذا مثل هذا سواء بسواء ان كنتم لا تعقلون كلامه الا بما ذكرتم من اللوازم فاننا نقول وكذلك لا لا يعقل سمع وبصر الا بما تعلمون من اللوازم فان قلتم هذا سمع وبصر يليق بالله جل وعلا وهذه اللوازم تليق بالمخلوق وتناسبه. فنقول وكذلك الشأن في ماذا في كلام الله جل وعلا. وكل كلام تريدونه هنا نحن نلزمكم به هناك والحقيقة ان هذه نقطة مهمة ينبغي ان تتنبه لها مذهب الاشاعرة في السمع والبصر مشكل عليهم جدا ولذلك الحذاق من اصحاب هذا المذهب كالامد استشكل كثيرا ان اصحابه يثبتون هاتين الصفتين لانه في الحقيقة من درس مذهبه في السمع والبصر يستطيع به ان ينقض كلامه في الصفات كلها وهذه نقطة يتنبه لها طلبة العلم الذين يعتنون بهذا الباب مذهبهم في السمع والبصر سوف يلزمون به في كل ما انكروه من صفات الله جل وعلا وتأمل هذا بارك الله فيك يتضح لك قالوا وهذا آآ مما اوردوه لعله الثاني او الثالث قالوا ان اثبات الكلام لله جل وعلا صفة حقيقية وان هذا القرآن الذي بين ايدينا كلام الله جل وعلا يلزم منه ان تكون صفة الله متعددة والتعدد سمة الحدوث الحادث هو الذي يتعدد وبالتالي فلو كان الكلام صفة لله جل وعلا فكان الله جل وعلا حادثا لان القرآن ايات وصور واجزاء وابعاد وهذا لا يكون الا في المخلوق هكذا ذكر ولا دليل على ما ذكره انما هي سفسفة شبهة في اذهانهم لا دليل عليه. يعني لو جئت اليهم وقلت ما الدليل على ان كل متعدد هذا ما وجدت عنده دليلا على ذلك ثم انهم ملزمون بان يكون الله بناء على ما اثبتوه من الصفات حادثة تعالى الله عن ذلك اليس القوم يثبتون صفات المعاني لله جل وعلا بدون سمع وبصر وكلام حياة الا يثبتون هذا لله اليست هذه الصفات؟ اليست صفات متعددة من يلزمهم على هذا ماذا ان يكون الله حادثا لانه قد قام به ما هو متعدد فعلى مذهبهم يقول الله جل وعلا حادثا لان الحادث تعدد صفات متعددة حادثة ولا تقوم الا بحاله. الحادث لا يقوم بقتله فكما يقولون هنا فليقولوا هناك. وكل جواب يجيبون به على ايرادنا نحن نجيب به عليهم في قولهم فيسقط بذلك قوله اذا الخلاصة يا اخواني ان هذه المسألة العظيمة التي هي من اعظم المسائل واشرفها ما كان عند المخالفين للحق فيها الا سفسفات وشبهات لا قيمة لها وهكذا شأنه في كل ما اه قالوا به يتكلم به في حق الله جل وعلا الامر في الحقيقة عظيم وكبير وهذه نصوص بالعشرات والمئات بل ربما بالالاف فيها اثبات صفات لله جل وعلا كلام قول وحديث ومناداة وهذا لا يمكن بحال ان يؤول البتة يعني الله عز وجل لما قال فلما اتاها نودي يا موسى اني انا ربك يا لله العجب اين وجدتم في كلام احد من البشر ان النداء يكون نداء ماذا نفسية سلمنا لكم جدلا بالكلام النفسي والقول النفسي لكن نداء نفسي هل هذا يعرف عن احد من البشر؟ ان ينادي غيره بماذا في نفسه ثم من الذي يمكن ان يقول هذا الكلام؟ انني اني انا ربك والله جل وعلا يوم القيامة يقول ويوم يناديهم فيقول اين شركائه فمن الذي يقول هذا القول الا الله جل وعلا القوم يعولون في مثل هذه الصفات اذا ما امكنهم ان يؤولوا بالكلام النفسي كمثل هذه النصوص يقولون الله عز وجل يكلف ملكا ان يقول هذا القول عنه يوحي الى ملك ان يقول هذا القول عنه اذا هذا القرآن فيه كذب. اخبار عن الواقع. لان الملك لا يمكن ان يقول اني انا ربك الملك لا يمكن ان يقول اين شركائي لو كان الملك هو المتكلم لكان يقول ماذا؟ يعني نظام الكلام او سياق الكلام او صيغة الكلام كيف تكون؟ انه هو ربك صح ولا لا يا جماعة اما ان يقول ملك اني انا ربك او يقول الملك آآ اين شركائي؟ مفروض انه ان يقول ماذا؟ اين شركاؤه فان قلتم ان الملك قال هذا القول اذا لاصبح من اعظم الطواغيت نسب الى نفسه الربوبية او يكون في هذا القرآن ما هو كذب لان الكذب هو الاخبار بخلاف الواقع اليس كذلك؟ القرآن هذا اشتمل على الكذب فهو يلزمه احد هذين اللازمين ولابد بقي ان انبه الى شبهة اخرى تضاف الى ما سبق قالوا لو كان القرآن آآ كلام الله جل وعلا لاصبح التالي للقرآن متصفا بصفة الله جل وعلا وهذه ايضا شبهة ساقطة لا قيمة لها لان العقلاء متفقون على ان الكلام انما ينسب الى من قاله مبتدأ لا الى من قاله مبلغا او حاكيا يعني اذا قلت انا مثلا لكل امرئ من دهره ما تعود وعادة سيف الدولة الضرب في العداء هل يقول احد هذا كلام صالح او يقول هذا الكلام المتنبي اجيبوا يا جماعة يعني انا اصبحت شاعرا الان او اصبحت انا في بمثابة المتنبي لانني قلت هذا القول او انا مجرد ماذا مجرد ناخد الكلام كلام من كلام المتنبي فالكلام ينسب الى من قاله مبتدأ لا الى من قاله مبلغا او حاكم اذا القرآن كلام الله جل وعلا ولكن الصوت صوت التالي له هو صوت القارئ وهو مخلوق ولذلك قال اهل العلم الكلام كلام الباري والصوت صوت القارئ قال ابن القيم رحمه الله في المنير فالصوت للقارئ. ولكن الكلام كلام رب العرش ذي الاحسان الصوت للقارئ وهو مخلوق. اما الكلام فهو كلام الله جل وعلا فاذا اتضح بهذا ايضا ان هذا القول ايضا ساقت وان هذه الشبهة شبهة لا قيمة لها ولا وزن لها اخيرا الكلام عن الشق الثاني في الموضوع وهذا مضى كثير من المتعلقاته في الردود على القول والخلاصة ان معتقد اهل السنة والجماعة في كلام الله جل وعلا وما العلاقة بين الكلام والقرآن؟ ما العلاقة بين صفة الكلام والقرآن العلاقة علاقة عموم وخصوص فان القرآن بعض كلام الله. القرآن من كلام الله كلام الله عز وجل كثير والقرآن بعض منه خلاصة معتقد اهل السنة والجماعة في القرآن ان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود وانه كيف تصرف فهو كلام الله اذا تلي بالالسن وقرأ في المحارم او دون في الصحف او حفر في الصدور فهو كلام الله جل وعلا وهو المحفوظ بين دفتيه هذا المصحف يشتمل على اجزاء وصور وايات فهو كله كلام الله جل وعلا ليس منه شيء من كلام جبريل او محمد عليهما الصلاة والسلام وهذه الجملة مأثورة عن السلف الصالح بل اهل السنة والجماعة قاطبة الملكاوي رحمه الله حكى مجمل هذا الكلام ان اكثر من خمس مئة وخمسين من علماء اهل السنة والجماعة من كتابه آآ شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة ومن اشهر تلك الاقوال ما خرج الخلال عن حرب كرماني عن اسحاق بن راهوية عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار وهذا من اعيان التابعين ادرك عشرة من الصحابة او اكثر يقول رحمه الله ادركت الناس منذ سبعين سنة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن دونه يقولون الله خالقه وكل ما سواه فمخلوق الا القرآن فهو كلام الله منه بدأ واليه يعود وهذا الاثر كما قد رأيت اسناده ائمة فهذا الكلام قال به الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم القرآن كلام الله هو من كلام الله تكلم به حقيقة منزل لان جبريل نزل به من العلو لان الله في العلو قل نزله روح القدس من ربك بنزين تنزيل الكتاب من الله منه جل وعلا لا من غيره والذي نزل به جبريل عليه السلام نزل به الروح الامينة غير مخلوق لان الكلام صفة لله جل وعلا صفة الله غير مخلوقة منه بدأ او منه بدا كلها صحيحة كلها قالها السلف. بدأ من الابتداء وبدا من البدوء والظهور فهذا القرآن انما صدر من الله جل وعلا وانما خرج من الله جل وعلا وانما قاله الله جل وعلا واليه سبحانه يعود ومعنى اليه يعود اما ان يكون المراد يعود اليه حكما ووصفا منه بدأ قولا واليه يعود حكما ووصفا وهو تأكيد للجملة الاولى او انه يعود الى الله جل وعلا في اخر الزمان حينما لا يبقى في الناس من يقوم بهذا الكتاب ويعمل به فان الله عز وجل يرفعه ارفعه من المصاحف من صدور الناس كما جاء عند ابن ماجة وغيره باسناد جيد الله عز وجل يرفعه اليه لا انه يفنى فهذا ملخص معتقد اهل السنة والجماعة في هذا القرآن ولعل في هذا القدر كفاية والله جل وعلا اعلم وصلى الله على محمد واله وصحبه السلام عليكم