الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله النبي محمد. وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد ختم المؤلف رحمه الله مع ساقه من ايات الصفات بذكر هذه الايات الاربع المتعلقة بموضوع الرؤية رؤية المؤمنين لربهم جل وعلا وهذا الختم لايات الصفات بهذا الموضوع به من براعة التأليف ما لا يخفى وهذا قد سبقه اليه غيره من المصنفين في العقيدة كابن قدامة في اللمعة وغيره وهو انهم يخدمون الجملة المتعلقة بالصفات بذكر موضوع الرؤية وهذا فيه لطيفة من جهة الاشارة الى ان من حقق الايمان بما مضى من صفات الله جل وعلا فان ثمرة ذلك وجزاءه ان ينال هذه النعمة العظيمة وهذه الجائزة الكبرى وهي رؤية الله جل وعلا ومن حقق العلم بقلبه بهذه الصفات حصلت له هذه الرؤية البصرية ومن اراد ان ينال هذه النعمة الكبرى فعليه ان يؤمن بما مضى من صفات الله جل وعلا ناهيك عن ان موضوع الرؤية وثيق الصلة باب الصفات فان الله جل وعلا يرى كما انه يرى اضف الى هذا ان موضوع الرؤية مرتبط ارتباطا وثيقا على وجه الخصوص بموضوع العلو فان المحققة للايمان بالرؤية لا يمكن الا ان يكون مثبتا للعلو واما ان يثبت احدهما دون الاخر فان هذا تناقض كما سيأتي التنبيه عليه ان شاء الله موضوع الرؤية رؤية الله جل وعلا الناس فيه طرفان ووسط طرف اجازوا رؤية الله جل وعلا في الدنيا والاخرة اجازوا رؤية الله جل وعلا بالابصار في الدنيا والاخرة وهؤلاء هم الصوفية وطرف اخر نفوا رؤية الله جل وعلا بالابصار في الدنيا والاخرة وهؤلاء هم الجهمية والمعتزلة ومن سارت في ركابهم وصنف وسط وهم الذين اثبتوا رؤية الله جل وعلا عيانا في الاخرة دون الدنيا وهؤلاء هم اهل السنة والجماعة اهل السنة يقولون ان رؤية الله جل وعلا بالابصار في الدنيا غير حاصل قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم تعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا و الله جل وعلا قال لموسى عليه السلام لما سأله رؤيته قال لن تراني وذلك ان النفس البشرية لا تحتمل رؤية العظيم جل وعلا في هذه الدنيا فهذه العين المركبة في الانسان في هذه الحياة طائرة الى الفناء لكن اذا ركب الانسان بالاخرة وكان من اهل الايمان فانه سيبقى فهناك يرى ما يبقى ما يبقى كما اشار الى هذا ما لك رحمه الله اذا ورؤية الله جل وعلا بالابصار في الدنيا هذه غير حاصلة. تعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموت اما في الاخرة فان اهل السنة والجماعة مجمعون اجماعا قطعيا على انه سبحانه وتعالى يرى بالابصار بموضعين في عرصات القيامة وفي جنات النعيم. اسأل الله جل وعلا ان لا يحرمني هذا الفضل العظيم وهذا من الامور المعلومة من النصوص بالضرورة حتى ان السلف رحمهم الله قد كفروا من نفى الرؤية وذلك لان هذه المسألة من الوضوح والاشتهار بمكانه فلما قيل لاحمد رحمه الله عن من ينفي الرؤيا فقال كافر كافر ومالك رحمه الله كما عند اللانكاري ثم قيل له ان قوما ينكرون رؤية الله جل وعلا فقال السيف السيف والنقولات عنهم رحمهم الله بتكفير من نفع رؤية الله جل وعلا كثيرة والادلة على اتقات هذه الرؤية ايضا آآ كثيرة ساق المؤلف رحمه الله منها هذه الايات آآ الاربع والادلة سواها كثيرة من كتاب الله جل وعلا. اما من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فالاحاديث في هذا الباب متواترة في النظم المشهور للتاغودي رحمه الله من ما تواتر حديث من كذب ومن بنى لله بيتا واحتسب ورؤيته شفاعة والحوض ومسك خفين وهذي بعض والذين رووا احاديث الرؤيا عن النبي صلى الله عليه وسلم من اصحابه اكثرهم عشرين نفسا. كما عددهم اهل العلم المصنفون في الاعتقاد او الذين صنفوا في الاحاديث المتواترة ومن ذلك ما سيأتي في الاحاديث التي ساقها المؤلف رحمه الله وهو اخر حديث ايضا من احاديث الصفات التي ساقها المؤلف رحمه الله في اه عقيق اه ذكر هذه الايات والتي سنذكر اه او سنبدأ الحديث عنه ان شاء الله في اه ما يأتي المقصود ان احاديث الرؤية كثيرة حديث ابي هريرة وحديث جرير بن عبدالله حديث ابي سعيد وغيرهم من اهل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحاح والمسانيد والسنن وغيرها من كتب اهل العلم. قال صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون الشمس ليس دونها سحاب او قال كما ترون القبر ليلة البدر لا تضامون او قال لا تضامون في رؤيته وسيعطي ان شاء الله كلامه مفصل عن هذا الحديث في موضعه وذكر الادلة ساقها المؤلف رحمه الله كما رأيت. فساق اولا قول الله جل وعلا وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة وهذه الاية اشهر دليل واوضح دليل في اثبات هذا الموضوع رحمك الله والاية دلالتها من اصلح ما يكون على اثبات الرؤية البصرية فان الله جل وعلا قد ذكر فيها ان النظر الى الله جل وعلا وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة والقاعدة عند اهل العلم وقد حبرها ابن القيم رحمه الله في هذي الارواح وكثير غيره ان النظر في لغة العرب وفي كتاب الله عز وجل ايضا له احوال ثلاثة الاولى ان يعد بفي هو حينئذ بمعنى التفكر والتدبر افلم ينظروا في ملكوت السماوات والارض يعني يتفكرون ويتدبرون والحال الثانية ان يعد بنفسه وحينئذ فالنظر ها هنا بمعنى الانتظار انظرونا نقتبس من نوركم فهل ينظرون الا الساعة يعني ينتظرون والحال الثالثة ان تعد او ان يعد النظر بالى وهو حينئذ بمعنى النظر او الرؤية البصرية قوما واحدا فلم يأتي قط عن العرب تعدية النظر بالاء الا والمراد النظر ببصر العين قال جل وعلا انظروا الى ثمره اذا انظروا الى ثمره اذا اثمر ويدعي فهذا بمعنى الابصار في العين وهذه القضية لا شك فيها وهذا الدليل الذي معنا هو من هذا الباب فيه تعدية النظر باله. فهي صريحة في ان النظر العين اضف الى هذا قرينتان في الاية الاولى ان النظر نسب الى الوجه وهذا دليل على ان النظر بالعين لانه نسبه الى محله. نسب النظر الى محله الى العين التي هي في الوجه ووجه اخر او قرينة اخرى وهي في ذكر ثمرة مناسبة للنظر بالعين التي هي في الوجه وهي حصول النضارة قال وجوه يومئذ ناضرة وهذا مناسب للنظر. فان اثر النظر كان على وجوههم نظارة فهذه اوجه ثلاث تدل على ان النظر في الاية انما يراد به نظر العين وهذا واضح لا شك فيه وهي قضية اجماع بين اهل العلم انبه هنا الى امرين الاول ان اهل البدع ان حين لي الرؤية وسيأتي الحديث عنه ان شاء الله عارضوا هذه القاعدة التي ذكرتها وزعلوا ان النظر وان عدي بالى فانه قد يراد به الانتظار استدلوا على هذا بيت من الشعر نسبوه الى حسان رضي الله عنه قالوا قال الشاعر وجوه يوم بدر ناظرات الى الرحمن يأتي بالفلاح قالوا والنظر هنا لا يمكن ان يكون الا الانتظار وهذا الاستدلال باطل وذلك من اوجه اولا ان يقال له ثبت العرش ثم انقش فاثبتوا اولا ان هذا البيت ثابت عن حسان رضي الله عنه او عن غيره ممن يحتج بكلامهم من العرب وهذا ما لم يفعلوه حتى ان ديوانة حسان رضي الله عنه المطبوع ليس فيه هذا البيت ثانيا ان يقال له انه لو صح عنه فان الاستدلال به لا يشكل على ما سبق وذلك ان مراد الشاعر ان اهل بدر لما كانوا مستغيثين بالله جل وعلا وسائلين سائلين الله جل وعلا ومتوسلين اليه سبحانه فانهم يرفعون ابصارهم الى السماء اي الى حيث الله عز وجل فان الله سبحانه في العلو فيكون المراد بقوله الى الرحمن يعني الى حيث الرحمن وهكذا كل من كان في كرب فانه يرفع بصره الى السماء فطرة بل حتى الحيوانات تفعل ذلك ترفع بصرها الى السماء يعني الى حيث ربها وخالقها. الذي هو في العلو المطلق جل وعلا وحينئذ فالاستدلال بهذا البيت عليهم لا لهم ووجه ثالث ان بعض اهل العلم ذكروا ان هذا البيت ليس لحسان بل لاحد شعراء اه بني حنيفة من اتباع المسيلمة وانه قد حصل فيه تحريف فاصله وجوه يوم بكر ناظرات. الى الرحمن المراد بالرحمن هنا من مسيلمة قبحه الله الذي تسمى رحمن اليمان وحينئذ فالاستدلال ماذا ظاهر فهم ينظرون الى مسيب. وجوه يوم بكر لان في القتال الذي حصل اه معهم ومعلوم ان بني حنيفة من بكر ابن وائل فحينئذ الاستدلال هذا البيت ظاهر وعلى كل حال لا يمكن ان تترك اللصوص كلام العرب المتكاثر والمتناثر لاجل هذا البيت الذي ساقوه التنبيه الثاني ان ابن جرير رحمه الله وغيره ان ابن جرير رحمه الله وغيره قد رووا عن مجاهد رحمه الله انه فسر هذه الاية بانتظار الثواب فقال في هذه الاية ينتظرون ثواب ربهم فهذا ايضا مما شغب به المعتزلة اضراره بدعوى ان هذه الاية وامثالها انما هي بمعنى الانتظار لا بمعنى النظر البصري ويال الله العدل منذ متى؟ والمعتزلة واخوانه من المتكلمين لهم اهتمام باثار السلف وهم ابعد الناس عنه بل اكثر الناس مخالفة ومناقضة لها ثم انه يقال وتنبه الى هذا الامر في هذه القضية وفي اضرارها مجاهد رحمه الله كان يتكلم عن تفسير اية وليس عن الكلام عن الرؤية بصورة عامة وحينئذ كونه يخطئ او يجتهد اجتهادا خاصا في تفسير دليل معين ليس بدليل على انه ينفي اصل الموضوع فهمتم يا جماعة؟ هذه كلمة اظن انني ذكرتها غير مرة لبعض اهل العلم اجتهادات ومنازعات في الاستدلال بدليل معين وهذا ليس منازعة في المدلول. فعدم الدليل المعين هذا معروف عند العقلاء. عدم الدليل المعين ليس دليلا على عدم المدلول. ان قد يثبت بدليل اخر ومناقشة او بحث او كلام مجاهد رحمه الله انما تعلق باية معينة رأى ان التفسيرها كذا وكذا. لكن لا يدل هذا على انه ينفي رؤية الله جل وعلا مطلقا فاثبتوا لنا يا هؤلاء من كلام المجاهد رحمه الله انه اول او رفض قبول الاحاديث المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك غير هذه الاحاديث من الادلة يعني من الايات الاخرى وهذا ما لا يستطيعون اليه سبيلا اذن لا ينبغي ان يحمل كلام مجاهد رحمه الله ما لا يحترم كلامه رحمه الله تعلق بدليل معين لا بمناقشة اصل الرؤية ونفيها وهذه قضية مهمة تنبه الى تلبيس اهل البدع فيها ولها نظائر. في مسائل الاعتقاد. تجد كلاما لبعض السلف في دليل كلمة معينة يتكلم عن دليل معين بما يخالف ما عليه جمهور اهل العلم. لكن ليس هذا نفيا لرؤية الله تبارك وتعالى او الصفة التي تكلموا عليها في غير هذه المسألة هذا اه امر. وحينئذ يقال ان كلام مجاهد رحمه الله معارض ما هو اولى بالقبول وهو قول جماهير اهل العلم من السلف والخلف سائرين على نهج السلف الصالح فانهم مطبقون على ان فالنظر ها هنا انما هو النظر الى الله جل وعلا وهذا الذي لا تعرفه لغة العرب سواك فهو اجتهاد خاطئ منه رحمه الله. هذا اولا وثانيا ان مجاهدا رحمه الله قد جاء عنه اثبات الرؤية واثباتها من هذه الاية فليس احد الاثرين باولى النسبة اليه من الاخر وهذا ما رواه عنه اسحاق ابن آآ راهويه رحمه الله في مسنده فانه استدل روى عنه انه استدل لما سئل عن رؤية الله جل وعلا استدل رحمه الله بهذه الاية و يقال احسان للظن به رحمه الله ولما هو له اهل ان هذا هو الذي رجع اليه رحمه الله لانه هو الموافق للنصوص. والموافق لكلام اخوانه واشياخه من اهل العلم رحم الله الجميع فيتخلص او يتلخص مما سبق ان هذه الاية دليل صريح لا شك فيه على اثبات رؤية الله جل وعلا وان كل ما يسبب به اهل البدع على هذا الاستدلال. فانه لا حقيقة له نعم الاية الثانية على الارائك ينظرون الاية الثانية قول الله جل وعلا على الارائك ينظرون وهذه الاية تدل على اثبات الرؤية على قول طائفة من اهل العلم فهذا ما اختاره الشيخ رحمه الله كما ترى وكذلك طائفة من اهل العلم ومنهم ايضا ابن القيم رحمه الله في اغاثة اللهفان وغيره وجه الاستدلال بها ان الله جل وعلا اخبر عن اهل الايمان وانه في الجنة في نعيم وعلى ارائكم ينظرون اي الى الله جل وعلا هذا الاستدلال انما يتم بضميمة النصوص الاخرى بل سياق الايات فان ذكر هذه الاية في هذا الموضع من احسن ما يكون لان فيه تنبيها على لطيفة مهمة اذ ان الله جل وعلا قبل هذه الاية بسبع ايات ذكر ان المشركين والكفار عن ربهم محجوبون كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم لما وصل السيارة الى حال اهل الايمان بين الله جل وعلا ان هؤلاء ينظرون الى الله جل وعلا في مقابل من اولئك الذين حجبوا فكان الاستدلال بهذه الاية واضح من هذا التوجيه او يقال ان عدم ذكر المنظور هنا وابهامه يدل على العموم يعني على الارائك ينظرون الى كل نعيم يلتدون به الابهام ها هنا عند اهل الاصول واهل البلاغة يفيد معنى ماذا؟ العموم اي نعيم يحصل لاهل الايمان فانهم ينظرون اليه والسؤال الان ما هو اعظم نعيم لاهل الجنة اليس رؤية الله جل وعلا؟ بل فاذا اما ان يكون الاستدلال بهذه الاية على الرؤية على وجه الخصوص يعني تكون دالة هذه الاية تكون دالة على الرؤية على وجه الخصوص وعلى وجه التنصيص القرائن التي ذكرتها او يقول انها دلت عليه دلت عليها من خلال ماذا العموم الذي جاء في قوله ينظرون فهي على هذا وذاك داخلة في اه ادلة اثبات رؤية الله جل وعلا ولابن القيم رحمه الله كلام حسن في هذه الاية في اغاثة اللهفان انه ذكر رحمه الله ان من قصر معنى النظر ها هنا الى القصور والى البساتين والحور وما الى ذلك فقد قصر في فهم الاية فان هذا النعيم دون النعيم الاعظم والاكبر الذي هو رؤية الله جل وعلا فينبغي ان تدخل فاوليا في اه دلالة هذه الاية والله جل وعلا اعلم. نعم وقوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة هذا الدليل الثالث قوله جل وعلا للذين احسنوا الحسنى وزيادة وهذه الاية انما تتضح دلالتها من خلال تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لها وذلك ما رواه الامام مسلم رحمه الله من حديث صهيب بن سنان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل اهل الجنة الجنة قال الله جل وعلا هل تريدون شيئا فيقولون الم تبيض وجوهنا؟ الم تدخلنا الجنة فيكشف حينها ربنا جل وعلا عن الحجاب فلا يكون شيء اليه من النعيم احب آآ اليه من رؤية الله جل وعلى ثم تلا قوله جل وعلا للذين احسنوا الحسنى وزيادة فتقول الرؤيا هي الزيادة في هذه الاية اه تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو المقدم على كل تفسير. نعم وقوله لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد هذا الدليل الرابع وهو قول الله جل وعلا له ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد والمزيد وكالزيادة. وكما ان الزيادة هي الرؤية فكذلك المزيد هو الرؤية وهذا وروي عن انس رضي الله عنه وصححه عنه شيخ الاسلام رحمه الله وكذلك جاء عن علي رضي الله عنه وكذلك جاء عن من بعدهم زيد ابن وهب رحمه الله وغيرهم من السلف اذا هذا الاستدلال بهذه الاية واضحة ايضا بناء على تفسير السلف لهذه الاية وايضا القرب الواضح بينها وبين قوله سبحانه للذين احسنوا الحسنى وزيادة ثمة ادلة اخرى شهيرة بالاستدلال على رؤية الله جل وعلا ومنها ادلة اللقاء ومن كان يرجو لقاء ربه تحيتهم يوم يلقونه السلام اللقاء فسر في قول طائفة كبيرة من اهل العلم انه رؤية الله جل وعلا او تتضمنه الرؤية وقد نقل الثعلب رحمه الله وهو امام العربية الاجماع على ان اللقاء لا يكون الابصار والعيان فعلى هذا تكون هذه الاية دليلا ايضا او تكون هذه الايات دليلا على اثبات رؤية الله تبارك وتعالى من ذلك ايضا قوله جل وعلا كلا انهم عن ربهم يومئذ لمختوبون الاستدلال بهذه الاية قرره كثير من اهل العلم كما لك وغيره ووجه ذلك انه لما اخبر جل وعلا عن الكفار انهم محجوبون عن رؤية الله جل وعلا فان هذا دليل واضح على ان المؤمنين ليسوا محجوبين بل هم يرونه تبارك وتعالى والا لم يكن ثمة فرق ولم يكن تخصيص الكافرين بانهم محجوبون لم يكن لهذا فائدة فلما خص هؤلاء بانهم عن ربهم محجوبون دل على ان المؤمنين على خلاف ذلك وانهم يرونهم جل وعلا. وهذا استدلال صحيح واظح كما ترون ايضا من الادلة التي يستدل بها على اثبات الرؤية من القرآن قول الله جل وعلا لا تدركه الابصار فهو يدرك الابصار وقوله لا تدركه الابصار دليل على اثبات الرؤية ووجه ذلك سيأتي بعد قليل ان شاء الله عند الكلام عن الاستدلالات المعتزلة اما عن المخالفين لاهل السنة ولقول الحق في هذا الموضوع فان المخالفين في هذه المسألة فئتان فئة صريحة نفذ رؤية الله جل وعلا وقالت ان الله جل وعلا لا يرى ولا يمكن ان يرى و اصل هذا القول وهو قول الجهرية والمعتزل راجعوا الى قضية اثبات الصفات اعني الى موقفهم من اثبات الصفات فان اثبات الصفات عنده ممتنع لان الصفات في زعمهم لا تقوم الا بالاجسام وها هنا الامر كذلك فالذي يرى عنده هو الاجسام والاجسام لا تكون الا محدثة والله جل وعلا قديم فحينئذ آآ نفوا رؤية الله جل وعلا حتى لا ينتقض اه عليهم اصل آآ قولهم في باب الصفات وقضية التجسيم وان ما يقوم اه او ما تقوم الصفات به لا بد ان يكون جسما اظنها اظنها قضية قد تكلمنا عنها سابقا وبينا هذه شبهة متهافتة لا قيمة لها وانها مجرد اه جعجعة كما قيل لا طحن لها ايد القوم قوله ببعض الادلة التي رأوا انها تسعفه فيما ذهبوا اليه. وان كان الاستدلال عندهم متأخرا عن الاعتقاد. هم اعتقدوا اولا ثم اخذوا يفتشون في النصوص علهم يجدون ما يدعم قوله ويكون سببا في رواجه فوجدوا من هذا ايتين الاولى قوله جل وعلا قال لن تراني استحدثوا قولا مفاده ان لن تفيد التأبيد فلن تراني نفي مؤبد فلا رؤية في الدنيا ولا في الاخرة وهذا القول ظاهر البطلان فان الاية واضحة صريحة في ان الله جل وعلا انما اخبر عن عدم رؤية موسى عليه السلام له في الدنيا وليس في هذا آآ نفي رؤية الله جل وعلا مطلقا لو كان لو كانت رؤية الله جل وعلا ممتنعة لذاتها لما تجلى للجبل قال جل وعلا ولكن انظر الى الجبل الله جل وعلا تجلى له لكن لم يتمالك في الجبل من عظمة الله جل وعلا الا ان اندك دل هذا على ان الرؤية من حيث هي ممكن لكن جسم بنيه اجسام بني ادم لا تحتمله اما زعمهم ان النفي بلن يقتضي التأبين فهذه بدعة لغوية لم يوافقهم عليها اهل اللغة هل هذا قول؟ باطل ليس بصحيح قال ابن مالك رحمه الله في الكافية ومر ان نفي بلا مؤبدا فقوله ردد وسواه فاعددا هذا القول ليس بصحيح الدليل الثاني قالوا قوله جل وعلا لا تدركه الابصار. والادراك هو الرؤيا. اذا هذا نفي لرؤية الله جل وعلا وحينئذ نحن نتمسك به ونقول ان الله جل وعلا لا يرى واما الادلة التي جاء فيها اثبات الرؤية فالامر في ذلك سهل اننا نحملها على معنى الانتظار التي فيها اثبات النظر نحملها على معنى الانتظار انتظار الثواب مع ان انتظار الثواب ليس نعيما. وكل النصوص التي جاءت انما كانت في سياق آآ التفضل عليهم بما هو من النعيم والانتظار كما قالوا هو الموت الاحمر شيء مقلق ليس شيئا تتنعم به النفوس. على كل حال اول ادلة النظر بالانتظار ما لم يمكنه فيه ذلك اولوه بان الرؤية فيه هي قدر من العلم او الادراك العقلي فاول الرؤيا بنوع من العلم او قدر من الادراك العقلي وعلى كل حال انا ذكرت غير المرة ان النصوص عند هؤلاء من اهل الاهواء كاللعبة التي يلعبون فيها كاللعبة التي يلعبون بها وكل شيء لا يوافق اهواءه انهم لا يقصرون ولا يترددون في العبث في دلالته فيركبون مركز التأويل يتكلمون ويعبثون كيف شاءوا. والله المستعان اما عن زعمهم ان الادراك هو الرؤية والله جل وعلا قد نفاه ها هنا فليس بصحيحه بل هذه الاية دليل عليهم لا لهو تعجبني كلمة لشيخ الاسلام رحمه الله نقلها عنه ابن القيم في حال الارواح في هذا الموضع في موضع الرد على المعتزلة في استدلالهم بهذه الاية على نفي الرؤيا فانه قال انني التزم ان كل دليل نقلي يستدل به اهل البدع على مذهبهم فاني ابين انه دليل عليهم لا له يعني من الدليل لنفسه يجعله دليلا يدل على نقيض قوله. وليس انه يوافق قوله والذي لا شك فيه ايها الاخوة ان الادراك ليس هو الرؤية بل الادراك هو الاحاطة وقد تكون مع رؤية وقد لا تكون الدليل على هذا من كتاب الله سبحانه فالله جل وعلا قال في كتابه فلما تراءت الجمعاء قال اصحاب موسى ماذا انا لمدركون. اذا حصلت الرؤيا فلما قراءة جمعاء قالوا انا لمدركون ماذا قال موسى عليه السلام قال كلا اذا موسى عليه السلام نفى ماذا؟ الادراك مع فصول الرؤية. اذا ليس الادراك هو الرؤية قوم فرعون رأوا اصحاب موسى فلما تراءى هؤلاء يعني وهؤلاء كل رأى الاخر رأت الفئتان لكنه ماذا؟ ما ادركوهم ولا ولا احاطوا بهم. فالرؤيا حصلت والادراك لم وهذه قضية يدركها كل انسان فانه اذا رأى الشيء الكبير انه لا يلزم من ذلك ان يكون محيطا به في رؤية الانسان مثلا للبحر. فهو يراه لكنه لا يحيط به اذا هذه الاية لا تدل قطعا على ما ذكروا. بل هي دليل على نقيض ذلك فالنفي ها هنا ليس في قوله جل وعلا لا تدركه الابصار. النفي ها هنا ليس عدم المحضن وقد قلت اه وعلمت هذا فيما سبق النفي في النصوص اه اذا تعلق بالله جل وعلا يعني اذا جاءت الصفات منفية عن الله سبحانه فانه لا يراد بها الا ماذا معمل كبوتي وهو نقيض اه اه كمال نقيض هذا العدد وهنا ليس المقصود كما زعموا ان الله جل وعلا لا يرى فان الذي لا يرى انما هو المعلوم المعدوم هو الذي لا يرى والشيء الذي لا يقوم بنفسه هو الذي لا يرى اما القائم بنفسه فانه يرى اذا الله جل وعلا لا تدركه الابصار لعظمته سبحانه وتعالى وفي الاية اثبات كمال عظمته جل وعلا. وانه الكبير سبحانه وتعالى لذلك فان العباد عاجزون عن الادراك والاحاطة له جل وعلا وحينئذ يكون معنى الاية انهم اذا نظروا الى الله جل وعلا بابصارهم فانهم لا يحيطون به ولا يدركونه جل وعلا تكون الاية دليلا على اثبات الرؤية وليس انها دليل على نفي الرؤيا يتأمل هذا المعنى اللطيف بهذه الاية عند الله جل وعلا قال لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار. وهو اللطيف الخبير فان الله سبحانه لعظمته لا تدركه الابصار ولخبرته ولطفه يدرك الابصار سبحان من عظم في لطفه ولطف في عظمته وقربة علوه وعلا في قربه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير هذا عن مذهب هؤلاء النفاة وهو الجهمية والمعتصمة الفئة الثانية هم الاشاعرة والاشاعرة ادعوا دعوة وهي دعوة جوفاء في الحقيقة انهم مثبتون للرؤية وادعوا انهم الراضون على المعتزلة في نفي الرؤيا لكنهم في الحقيقة اخطأوا في هذا الباب خطأين يجعلان هذا الاثبات ليس اثباتا حقيقيا للرؤية بل يجعل قوله اقرب ما يكون الى قوله من ردوا عليه. وهو المعتزلة فاولا قالوا ان الله جل وعلا يرى لا من جهة فلا يرى من فوق ولا من تحت ولا عن يمين ولا عن شمال ولا امام ولا خلف وهذا في الحقيقة عند سائر العقلاء مصير منهم الى نفي الرؤية البصرية فان كل عاقل يدرك ان الرؤية لا تكونوا الا اذا كان المرئي في جهة من الراء والمؤمنون يرون ربهم جل وعلا من جهة العلو يعني يرون ربه سبحانه وتعالى وهو عال عليهم سبحانه اما ان تكون رؤية لا من جهة فهذه رؤية عقلية لا رؤية بصرية ولذلك استطال عليهم المعتزلة وبينوا انهم اتوا بقول اضحك العقلاء منهم فلا يمكن قط عند اي عاقل ان تكون ثمة رؤية الا والمرء فيها على جهة من الرائي ولذا القوم اداهم نفيهم لعلو الله جل وعلا الى ان قاموا بهذا القول الذي لا يتفق وقول جميع العقلاء فانهم اصبحوا امام الرؤية اما ان يثبتوا العلو والرؤية معا او ينكرهما معا اما هذا التناقض فلا يليق بالعقلاء. ولذا فقد تنبه حذاقه واذكيائه الى ان هذا اللازم يلزمه فاما ان يثبتوا العلو فيثبت الرؤيا او ينفك العلو والرؤية معا. اما ان يقولوا انه يرى لا من الامام ولا من الخلف ولا من العلو ولا من السفل ولا عن اليمين ولا عن الشمال فهذا في الحقيقة نفي للرؤية وهذا ما نبه عليه وتنبه له الرازي وغيره من حذاق الاشاعرة فنصوا على ان هذه الرؤية في الحقيقة انما هي نوع من الادراك او زيادة في الادراك وحينئذ اصبح الخلاف بينهم وبين المعتزلة لفظيا او قريبا من اللفظ. وهذا ما نص عليه بعض متأخريهم ايضا. لما وصلوا الى هذه النتيجة قرروا ان الخلاف بيننا وبين المعتزلة لفظي او يكاد ان يكون لفظيا قد بسط الكلام عن هذا الامر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مواضع متعددة من بيان تلبيس الجهمية ونقل ما اه يبين تهافت قول الاشاعرة الذين ضحك عليهم العقلاء حتى الفلاسفة ضحك ضحكوا عليهم في هذا القول. ونقل رحمه الله بعض اقوال هؤلاء ابن رشد وغيره في هذا الكتاب على كل حال الذي لا شك فيه ولا ريب ان رؤية الله جل وعلا ثابتة من جهة العلو بمعنى ان يرون ربهم سبحانه وهو عال عليهم وذلك ان الله سبحانه متصف بهذه الصفة اتصافا ذاتيا. فلم يزل ولا يزال جل وعلا عاليا ويكفي في بيان هذا حديث الرؤيا المشهور من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ومن حديث غيره فان الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم هل نرى ربنا لاحظ انه يسألون عن رؤية ماذا يعقلونه وهي الرؤية البصرية فاجابهم النبي صلى الله عليه وسلم هل تضارمون او قال هل تشكون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب والقمر ليلة البدر يعني هل هذا الامر عندكم فيه شك فقالوا لا فقال عليه الصلاة والسلام انكم سترون ربكم كما ترون الشمس ليس دونها سحاب والقمر ليلة البدر. وهذا تشبيه منه صلى الله عليه وسلم للرؤية بالرؤية وليس تشبيها للمرء بالمرأة والشمس والقمر التي شبه النبي صلى الله عليه وسلم رؤية الله جل وعلا بها او شبه بها رؤية الله سبحانه وتعالى اين هي؟ رؤيا ماذا رؤية في جهة وهي جهة العلو فكيف يقال بعد ذلك ان الله سبحانه وتعالى يرى لا من جهة هذا في الحقيقة نفي لرؤيته سبحانه وتعالى الخطأ الثاني الذي وقعوا فيه ان بعض ائمتهم نص على ان رؤية الله جل وعلا لا يتنعم بها المؤمنون قال الله العجب اتوا الى اعظم نعيم المؤمنين الذي هو الغاية التي شمر لها المشمرون وسابق اليها السابقون وعمل لها العاملون فنفخوها فقالوا ان اهل الايمان لا يتنعمون ولا يتلذذون برؤية الله سبحانه وتعالى انظر الى الحرمان والخذلان الذي وقع فيه هؤلاء. وهذا ليس قولان اه من هو من حواشيهم كما يقال بل هو قول لبعض اساطيلهم كالجويني فانه نص على انه لا يتنعمون برؤية الله جل وعلا. وانما يخلق الله نعيما عند الرؤيا فالنعيم عند الرؤية لا بها لانه كما زعم لا مناسبة بين القديم والوحدة ولو لم يأتي في النصوص ما يرد هذا القول الباطل لكان ما في قلوب اهل الايمان من الشوق الى لقاء الله سبحانه والتشوف الى هذه النعمة العظيمة واللذة الكبرى لكان كافيا في رد هذا الكلام الساقط ويكفي في رده دعاء النبي صلى الله عليه وسلم. الذي خرجه النسائي وغيره واسألك لن واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك فكيف يصل بي هؤلاء الامر الى ان يزعموا هذا الزعم الباطل وانا لله وانا اليه راجعون لا شك ان هذا القول باطل واصل هذا القول ناشئ عن نفيه وامثاله للمحبة بين الخالق والمخلوق. وهذه قضية ذكرتها سابقا في اه الكلام عن صفة المحبة لعلكم فان الجهمية هو بعض الاشاعرة قد نفوا المحبة من جهتيها. نفوا محبة الله سبحانه وتعالى لعباده ومحبته العباد لربهم جل وعلا فمحبة الله لعباده هي ارادة الانعام عليهم ومحبة العباد لربهم انما التشمير في طاعته. والاجتهاد بالتقرب اليه. وليس شيء وراء ذلك فانظر الى نب العبودية واساسها واصلها الذي هو محبة الله جل وعلا كيف نقوه وحرموه؟ نسأل الله العافية والسلامة الحمد لله الذي افاده مما ابتلاهم به. فضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا خلاصة الشاهد ان هذا القول الذي ذهب اليه هؤلاء من ابطل الباطل وهو مبني على قولهم في محبة الله جل وعلا. وهذا يدلك يا طالب العلم على ان مسائل العقيدة هي بمثابة سلسلة المتصلة ببعضها والاخذ بعضها برقاب بعض فان كثيرا من مسائل الاعتقاد او اكثرها مبنية على بعضها. فتجد هذا القول مبنيا على قول اخر وهذا القول مبني على اصل من الاصول التي انتهجوها ولذلك الذي يفهم اصول الاقوال ويفهم اه اسباب الاقوال ومغازيها فانه يسهل عليه التصور وفهم المذاهب المخالفة لمذهب اهل السنة وبالتالي يسهل عليه الرد عليها فتنبه الى هذه نكتة في مسألة الاقوال المخالفة للفرق البدعية هذا باختصار شديد ما يتعلق بموضوع الرؤية. نعم قال رحمه الله تعالى وهذا الباب في كتاب الله كثير من تدبر القرآن هذا الباب في كتاب الله كثير اما ان يكون مراد ما يتعلق بثبات صفات الله جل وعلا ولا شك ان هذا اعني اثبات الصفات بكتاب الله سبحانه كثير بل هو اكثر من غيره بل لا تكاد تجد اية في كتاب الله الا وهي مشتملة على صفة من صفات الله سبحانه وتعالى كتاب الله مشحون ومليء باثبات الصفات له تبارك وتعالى او يكون المراد ما يتعلق بالايمان بالله جملة كما افتتح المؤلف رحمه الله كلامه في هذه العقيدة ومن ذلك اعني ومن الايمان بالله ما يتعلق بالايمان بصفاته ونهوت جلاله سبحانه من تدبر القرآن طالب الهدى منه تبين له طريق الحق من تدبر الهدى من تدبر القرآن طالبا للهدى تبين له طريق الحق هذه قاعدة مهمة واصيلة وهي ان هذا القرآن الذي انزله الله جل وعلا قرينته السنة من تدبرهما مريدا للحق متجردا عن كل شيء الا طلبة فانه سيصل الى الحق والهدى والرشد ولابد وتدبر الله فتدبر كتاب الله جل وعلا امر واجب خيار الحتم والله جل وعلا امر بتدبر كتابه في غير ما اية بل بين سبحانه ان تدبر القرآن هو الغاية من انزاله كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته ونعى الله عز وجل على الكفار انصرافهم عن تدبر كتاب الله سبحانه افلم يتدبروا القول افلا يتدبرون القرآن ولا شك ان كل من صدق عن الحق ووقع في الضلال وانحرف عن السنة انما اتي من احد جهتين اما انه انصرف عن تدبر كتاب الله جل وعلا فيكون معرضا ومنشغلا عن تدبر كتاب الله وهذه هي بلية البلايا في المسلمين اليوم فان المسلمين الا من رحم الله وما اقله منصرفون عن تدبر كتاب الله جل وعلا قد يتلونه ولكن كم منهم من يتلو كتاب الله وكتاب الله يلعنه يتلو القرآن ان تلاه لكنه لا يتدبر ولذا يأتي بما يناقضه شعر او لم يشعر يعني من من العجائب مثلا انك تجد مسجدا فيه ضريح يطاف به ويتبرك به ويستغاث بصاحبه وفي اعلى هذا الضريح او اعلى هذا المسجد مكتوب قوله جل وعلا وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا سبحان الله! حال هؤلاء اشبه ما يكون بمن وصفهم الله جل وعلا يحمل اسفارا وانه ليس لهم حظ من هذا القرآن البتة كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء هذه الاية الصريحة في نفي الشرك وهم يعلقون في الموضع الذي يشركون فيه مع الله جل وعلا وقس على هذا في امثلة كثيرة والله المستعان البلية الكبرى اليوم ومن قبل ايضا انما كانت من جهة الاعراض عن تدبر كتاب الله سبحانه وهذا هو الاهم والاولى والذي ينبغي ان تنصرف له الهمم ولذا نجد ان اناسا كثيرين منصرفون الى اقامة حروف القرآن واتقان تلاوته بل واحيانا المبالغة في هذا الجانب. لكن على حساب ماذا على حساب الاصرار عن تدبره فلا يعتنون بهذا ولا تربى الاجيال اصلا على هذا اقبال طيب وخير عظيم هذا الذي يحصل اليوم في مدارس التحفيظ وادخال الناشئة اليها ولكن يا حبذا ان يغرس في نفوسها هؤلاء الناشئة العناية بتدبر كتاب الله وتفهمه انت مأمور وواجب عليك ان تتدبر القرآن ولا يجب وجوبا تأثم به اه حفظه يعني لو لم تحفظ القرآن فانك لا تأمن لكن لو لم تتدبر القرآن قدر استطاعتك فانت اثم. لان هذا امر امر الله جل وعلا به فكيف يعرض المسلم عنه؟ ولا حول ولا قوة الا بالله او تجد ان يطلب الهدى والحق من غير طريقه. وهذا الذي يقع فيه اهل البدع فتجد المتكلمين مثلا وبلية الامة بهم اعظم ما تكون انما طلب الحق والهدى واليقين من غير كتاب الله سبحانه ومن غير سنة رسوله صلى الله عليه وسلم اطلبونها في قواعد منطقية وفي فلسفات وغير ذلك معرضين عن كتاب الله جل وعلا. وكتاب الله عندهم لا يفيد اليقين بل ولا يستدل به في المطالب الالهية انما المرجع والمعول على القواعد العقلية فلسفات وقواعد المنطقية لا غير ولذلك ظلوا وانحرفوا ولا حول ولا قوة الا بالله الصنف الثاني هو الذي يطلب الحق من القرآن لكن من غير تجرد في نفسه هوى وفي نفسه دخل وفي نفسه دخل فلا يهتدي الى الحق ينظر في القرآن لاجل ان يصل الى غرض من الاغراض كانتصار على اقران مثلا او غلبة عليهم او ما شاكل ذلك ليس عنده قصد ان يصل الى الحق ويصل الى مراد الله سبحانه فيما انزل اما من حقق هذين الامرين حقق الجهة العملية والجهة العلمية طلب الهدى من مظلته ومن محله ومن طريقه. اعني من وحي الله جل وعلا وكان متجردا فانه لا بد ان يصيبه ولابد ان يصل الى الحق. فان اخطأ فانه قد حصل عنده تقصير بوجه من الوجوه اما في الطريق وبذل الجهد آآ سلوك المسلك الصحيح للوصول الى المعنى والمراد والدلال او عنده تقصير في تصحيح وتجريد النية واما اذا اجتمع فيه هذان الامران فانه سيصل الى الحق. الله جل وعلا بين ان هذا القرآن هدى للمتقين. قال سبحانه هدى للمتقين. قل هو للذين امنوا هدى وشفاء وان يهدي يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام يهدي الى الرشد يهدي الى الحق لكن بهذا الشرط ولذلك انظر مثلا في اضرب لك مثالا عبد الجبار الحمداني الذي هو منظم الاعتزال واكبر من خدم هذا المذهب واظن انني ذكرت هذه الفائدة سابقا الف كتابا تناول فيه دلالات القرآن على مسائل الاعتقاد. من اوله الى اخره كل اية فيها مبحث عقدي فانه يقف عندها. وسماه متشابه القرآن ماذا اراد به؟ اراد ان يقوي مذهب المعتزلة ويرد على مذهب مخالفيهم وعلى وجه الخصوص من اسماه وغيره من اهل البدع بالحشوية نريد اهل السنة والجماعة فكل اية يقف عندها ويقول هذه يستدل بها تسوية وجوابها كذا ووجهها كذا والمراد بها فهو جاء الى القرآن وتأمله وتدبره لكن الاشكال حصل في ماذا حصل في القصد والغاية ما تجرد ولا اه صحح النية ولا صوب الاخلاص. ولذلك يعني كانت النتيجة ان صح هذا الكتاب كتاب اضلال لا كتاب هداية مع الاسف الشديد الله المستعان. نعم ثقة فصل فصل وهذا فصله فصل في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالسنة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه. وما وصف الرسول به ربه عز وجل من الاحاديث الصحيحة. اشار الشيخ رحمه الله الى اه بيان السنة لصفات الله جل وعلا وهنا انتقل المؤلف رحمه الله بعد ان ختم اه الفصل الذي اراده من ذكر الايات على صفات الله جل وعلا وتلاحظ انه استدل بايات كثيرة على اثبات صفات الله والمقام يستحق والذي ذكره رحمه الله انما هو قليل من كثير الادلة على اثبات الصفات من القرآن اضعاف اضعاف ما ذكر ومعلوم ان ادلة التوحيد كلما كثرت كان في هذا الخير والفائدة. وهذا الذي سلكه رحمه الله في هذا الموضع ثم انتقل بعد ذلك الى سوق جملة من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على اثبات الصفات وقدم قبل ذلك هذا آآ التقديم الموجز الذي فيه بيان محل القرآن اه محل السنة من القرآن فبين ان سنة النبي صلى الله عليه وسلم مبينة لكتاب الله جل وعلا وهذا حق لا شك فيه و بسط المقام ان يقال ان السنة مع القرآن لها ثلاث احوال الحال الاولى ان تأتي بما يؤكد ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى فتأتي احاديث فيها مثلا النهي عن الظلم والبغي واكل اموال الناس مثلا وهذا مؤيد وموافق ومؤكد لما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى. وهذا شطر لا بأس به من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الحال الثانية هي التي اشار اليها الشيخ رحمه الله ان تأتي النصوص مبينا لما في وهذا البيان قد يكون بتخصيص عام وقد يكون اه تقييدي مطلق وقد يكون بتبيين مجمل وهذا ايضا في نصوصا كثيرة في القرآن. فالامر مثلا باقام الصلاة جاء في كتاب الله مجملا. لكن تفصيل هذا وبيانه من حيث آآ عدد الصلاة عدد الركعات وما يقرأ وما يفعل على وجه التفصيل اه وبداية الوقت ونهايته وما الى ذلك هذا جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى كذلك من جهة التخصيص والتقييد وقطع السارق مثلا آآ جاء بيانه في كتاب الله جل وعلا من انه من مفصل الكف وهكذا في امثال ذلك وهي نصوص كثيرة. اذا السنة تبين القرآن وتوضح معانيه الحال الثالثة ان تأتي السنة باحكام زائدة على ما في القرآن وهذا ايضا شطر لا بأس به من سنة النبي صلى الله عليه وسلم مثال ذلك تحريم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخب من الطير وتحريم الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها الى غير ذلك مما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأتي في كتاب الله جل وعلا ولا شك ان هذا الصنف ايضا مما جاء الاخذ به في كتاب الله سبحانه لان الله جل وعلا امر الى ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في سنته وبالتالي فتكون الدلالة على هذه الامور جاءت آآ مجملة في كتاب الله لكن التنصيص والتفصيل انما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وآآ كله وحي يعني اذا نظرنا الى الكتاب والسنة فانه لا فرق بينهما من جهة الحجية. يعني كون ما جاء في القرآن حجة. هذا لا يختلف آآ لا تختلف السنة عنه. فايضا ما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة النبي صلى الله عليه وسلم اتي القرآن ومثله معه ومن حيث الحجية من حيث نزوغ العمل فان القرآن والسنة في رتبة واحدة وكلاهما وحي من الله جل وعلا. لكن هذا وحي متل وهذا وحي غير متلوه. فهذا ما يتعلق بهذه الجملة التي ساقها الشيخ رحمه الله ولعل في هذا القدر كفاية ونكون ان شاء الله في الدرس القادم والله اعلم وصلى الله على