بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تبع هداه. قال الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه. وما وصف الرسول به ربه من الاحاديث التي تلقاها اهل المعرفة بالقبول وجب الايمان بها كذلك الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان سبق الحديث في الدرس الماضي عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم حالها مع القرآن ووجوب الاخذ والاعتقاد والعمل بما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت ان للقرآن وللسنة مع القرآن ثلاث احوال ان للسنة مع القرآن ثلاث احوال هذه متفق عليها وثمة امر رابع وهو كون السنة تنسخ القرآن وهذه المسألة محل خلاف بين الاصوليين والمقام لا يتسع للبحث فيها ثم ذكر المؤلف رحمه الله اما هذه الاحاديث التي صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلقاها اهل العلم بالقبول فانه وجب الايمان بها وجب عند اهل السنة والجماعة اعتقاد ما جاء فيها. مما يتعلق بصفات الله جل وعلا. او غيره وهذه قضية مسلمة متفق عليها بين اهل السنة والجماعة ولذا فان اهل السنة لا يفرقون في مسائل الصفات او غيرها من مباهت قال بينما ثبت في القرآن وما ثبت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فكله مطروح وكله اوجب عنده العلم والقطع. بشرط ثبوته اعني في السنة بشرط ثبوته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقولوا كما قال طوائف من اهل البدع انه لا تقبل السنة في باب الاعتقاد الا اذا كانت متواترة واظن اني قد تكلمت عن منهج اهل البدع لا سيما اهل الكلام في اه موقفه من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فان القوم يقدمون اهواءهم ولا شك فعرضها في نظرهم ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. اعمل معول الطعن في متونها وفي اسانيدها اما المتون فبدعوى ان الادلة النقلية لا تفيد اليقين والقطع وانما تفيد الظن اي دليل نقلي حتى ولو كان من القرآن؟ حتى ولو كان متواترا. فانه لا يفيد في زعمهم الا الظن وهذه المباحث العقدية انما يطلب فيها القطع. لذا فانها لا تقبل الا على سبيل الاعتضاد. يعني اذا ثبت الامر بدليل العقل القاطع فالعقل فقط هو القاطع عنده فانه اذا جاء دليل نقلي يؤيده فان هذا الدليل النقلي مقبول اذا الاصل والمعتوى والمعتمد والمعول انما هو على الدليل العقلي لا على الدليل النقي. هذا من جهة المتن. اما من جهة السنة فانه اعمل معول الطعن فيها. في شطر كبير او هو الشكر الاكبر من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وهو الاحاد فزعموا ان احاديث الاحاد انما هي ظنية اسانيدها والنية. ولذا فانه لا موقع لها ولا محل لها. في مباحث الاعتقاد وهذه من اعظم الشبه التي انطلت على كثير من الناس فاخذوها قضية مسلمة نظرا نظرا لكثرة دورها على الالسن وورودها في الكتب لا سيما كتب الاصول قدر كبير من كتب مصطلح الحديث والحقيقة ان هذه القضية ينبغي ان تدرس وفق منهج اهل السنة والجماعة وما كان عليه السلف الصالح وتوظيف ذلك ان تقسيم الاخبار الى متواتر واحاد من حيث كونه اصطلاحا قضية لا بأس بها ولكن ان يترتب على هذا التقصير قبول بعض الاحاديث. ورد بعضها في ابواب الدين او بعض ابواب الدين هذه قد قضية مردودة ومخالفة لمنهج اهل السنة والجماعة الذي مضى عليه السلف الصالح والقرون المفضلة هو ان يكون معيار قبول الحديث الثبوت لا غير فمتى ما ثبت الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه عنده مفيد للقطع ومفيد لليقين وموجب للعمل والعلم يعني الاعتقاد فلا يتوقفون في حديثه ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا في باب الاحكام ولا في باب الاعتقاد لكون مرويا من طريق احد. وهذه من المسائل التي قليل من ننبه عليها او يذكر فيها القول الصواب في كثير من كتب الاصول او غيرها من كتب او الكتب التي تأثرت بمنهج المتكلمين. فهذه قضية ينبغي ان تراعى وان يعتنى بها من طلبة العلم فالعبرة انما هو ثبوت الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاخبار الاحاديث التي صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا مجال للتردد او التوقف فيها البتة قال اهل البدع اخبار الاحاد انما تفيد الظن وذلك لاحتمال الخطأ والسهو والكذب على الراوي وحينئذ فاننا لا نجزم بكون هذا الكلام قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا تلاحظ معي ان الشبهة عند القوم انما هي من حيث انهم جعلوا اخبار الاحاد المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والثابتة عنه بالاسانيد الصحيحة كغيرها من اخبار احاد الناس او من حيث اه او غيرها من شهادات الشروط. احتمال ان هذا الشاهد او هذا الحاكي او هذا الراوي قد يخطئ. فلاجل هذا ليس عندنا غلبة ظن بثبوت هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا شك ان هذا قياس مع الفارق فاننا حينما نبحث في هذا الموضوع لا نتحدث عن اخبار الاحاد هكذا مطلقا. انما نحن نتحدث عن شيء مقيد الا وهو اخبار الاحاد التي تتعلق بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته لا نتحدث عن اي خبر واحد. وحينئذ ينبغي ان يعلم ان اخبار الاحاد الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم افادت العلم من اربع جهات تنبه لها سترى ان هذه الجهات توضح لك ان خبرا واحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يختلف عن غيره تمام الاختلاف. فاخبار الاحاد الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم افادت او استفادت العلم من جهة المخبر ومن جهة المخبر ومن جهة المخبر به ومن جهة المخبر عنه اما من جهة المخبر فمن الذي اخبرنا وروى لنا هذه الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الجواب انه صفوة اختارهم الله عز وجل لحمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. انهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه لا شك انه خير الناس بعد الانبياء فهو في عقولهم وهم في حفظهم وهم في ديانتهم افضل البشر فليسوا كرجل واحد يمشي في الشارع يخبرك بخبر فتقول انا اظن ان خبره صحيحا ولا اخطأ. الذي احدثك بهذا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم التابعون والتابعون ثم اتباعهم هم هم من الصفوة الذين مدحه واثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. اليس هو القائل خير الناس او خير امتي قبلي ثم الذين يلون ثم الذين يلونهم ولا شك ان القرن الذي يليه وهم تبع الاتباع قد ناله من هذه الخيرية وتربوا على ايدي هؤلاء الاخيار اهل القرون المفضلة فلهم حظ عظيم من الفضل والمكانة والتقوى والورع الذي يحجزه عن ان يكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اولا. اذا من جهة المخبر. ولو سألتك يا رعاك الله ارأيت لو ان احد كبار العلماء يحدثك بحديث تخيل ان الشيخ ابن باز رحمه الله او الالباني او ابن عثيمين يقول لك يا فلان قال لي فلان كذا وكذا او رأيت اليوم حادثة هي كذا وكذا ما رأيك؟ ما موقع هذا الخبر في نفسك هل تقول الله للخبر هذا ظني لان الذي رواه لي واحد اجيبوا يا جماعة الشيخ ابن باز يقول انا سمعت فلانا يقول او حصل لي معي موقف وكذا وكذا لا شك انك لا تتردد لانك ان مثل هذا الرجل لا يرمي الكلام جزافا. هو اورع من ان يكذب. وهو احفظ من ان يقول الكلام الذي هو غير متأكد منه طيب كيف لو كان الذي حدثك بهذا شيخ الاسلام ابن تيمية فكيف لو كان الذي حدثك بهذا الشافعي او احمد فكيف لو كان الذي حدثك بهذا الحسد او يرسليه او نافع؟ فكيف لو كان الذي حدثك بهذا ابن مسعود او ابو او ابن عمر رضي الله عنهم اجمعين. اذا لا شك ان كون هذه الاخبار قد اخبر بها هؤلاء الثلة من الرواة لا شك انه فارق عظيم او هذا الوصف من جهة المخبر فارق عظيم بينما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينما عن غيره من كلام احادي الناس. ثانيا من جهة المخبر فمن الذين تلقوا هذه الاحاديث وفحصوها ونظروا فيها وحكموا عليها اليسوا الجهامذة النقاد والائمة العدول الذين امضوا اعمارهم وافنوا حياتهم في تتبع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسماعه حتى اصبح كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم له به معرفة عظيمة حتى ان كبار هؤلاء النقاد لربما حكم على الحديث بالنظر الى متنه فقط دون ان ينظر الى اسناده. فيقول لك هذا لا يشبه كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لعظيم الخبرة. لا شك ان خبرته بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم اعظم من خبرة الصيارفة الذهب والفضة. ومثل هذا يسلم له الجهة الثالثة من جهة المخبر عنه. فعن اي شيء تخبرنا وتحدثنا احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه اليست عن الله جل وعلا وعن صفاته وعن دينه واحكامه اذا هي من حجج الله جل وعلا على الخلق والله سبحانه لابد ان يحفظ حججه. لانه قد وعد بحفظ هذا الوحي قال جل وعلا انا نحن نزلنا الذكر وانا له ماتون لحافظون. اذا الله عز وجل حافظ دينه ووحيه فلابد ان تحفظ هذه الحجج واذا كانت ثمة غلط او خطأ في نسبة هذا الكلام الى المبلغ عليه الصلاة والسلام فلابد ان مقيد بل يبين هذا الخطأ فلم تكن اذا الاخبار المروية من طريق احاد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كغيرها من كلام الناس او كغيرها من شهادات الشهود الامر الرابع من جهة المخبر به فان هذه الاحاديث انتهت بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرتنا بحديثه وسنته عليه الصلاة والسلام ولا شك ولا ريب ان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه من الجلالة وعليه من النور. ما يتميز به عن كلام غيره عند اهل المعرفة به اذا هذه جهات اربع فارقت فيها احاديث النبي صلى الله عليه وسلم غيرها من كلام الناس وحينئذ فان الذي لا شك فيه والذي عليه عمل السلف الصالح انما هو قبول الاخبار والجزم بها حتى ان احدهم يقول لو حلفت ان هذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاني لا احنث انه يلزم ويقطع. واما القوم فلما لم تكن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واحاديثه لم تكن شغله وكانوا اجانب عنها. وفي نهي عنها اخبروا عن انفسهم في الحقيقة انها افادتهم الظن ولو انهم اشتغلوا بالسنة كما اشتغل بها اهل السنة لافادتهم القطع الخلاصة يا ايها الاخوة ان الذي لا ينبغي ان يتردد فيه احد انه متى ما ثبت الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه لا شك في قبوله والاخذ به والجزم والقطع بان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قاله المعيار الثبوت وحينئذ فيدخل في هذا المعنى الاحاديث الصحاح والاحاديث الحسان ايضا فكل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان صحيحا سواء اكان صيد او صحيحا لغيره او حسنا لذاته او حسنا لغيره فانه حجة ومعمول به ويعتقد ما فيه ومقبول بباب الاحكام وفي باب الاعتقاد اما اهل البدع فمخالفتهم لا عبرة بها. مهما كثر كلامهم ومهما كثر شغفهم والعجيب انك تجد التناقض في مواقفه وفي طريقته. فتجدهم يقبلون اخبار الاحاد في باب العمليات او الاحكام كما يقولون ويرفضونها في باب العقائد مع ان الكل واحد مع ان الكل لها حجة ومع ان احاديث الاحكام لا تخلو من جانب عقدي فان كل حديث ولو تعلق بالطهارة او الصلاة او السواك او الاخلاق فيه جانب عقدي وهو اعتقاد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال قد قال فله من الاحترام والتقدير واعتقاد الحجية وانه هدى ونور وان الاخذ به هداية. هذه قضايا عقدية وان الانسان مكلف ان يعمل بهذا الذي جاء في هذا الحديث اما على سبيل الوجوب او على سبيل الاستحباب اذا لم يخلو حديث قط من جانب عقلي ثم قارن ايضا مواقفه النسبة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كلام علمائهم وائمتهم او غيرهم فتجد انهم جازمين تمام الجزم بما ينقلونه عن العلماء. قال فلان وقال فلان ويأخذون بهذا في باب الانتقام مع انه لم يصل اليهم الا من طريق واحد او ربما ليس ثمة اسناد اصلا ومع ذلك هم جازون وقاتلوا بنسبة هذا الكلام الى فلان او فلان ثم قارن ثالثا بين موقفه من حديث من ورد مروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. من طريق احاد وموقفهم مما يستدلون به من الاشعار التي جعلوها الحجة والعمرة. وقد مر بنا نماذج من ذلك تجد ان يبنون بابا كاملا يتعلق باشرف المطالب وباسنى المباحث سواء تعلق بالاستواء او بالكلام تجد انه قال فلان وهذا حجة مع انه لا اقول رؤية من طريق احد بل اقول انه لم يروى اصلا وليس له اسناد البتة ولو من طريق الكذاب. فذلك هم جازمون. اذا القوم متناقضون الخلاصة التي اريد ان انبه واكرر التنبيه عليها لا ينبغي يا ايها الاخ الكريم ان تنطلي عليك شبهات وتلبيسات هؤلاء المتكلمين المعيار في قبول الحديث. واعتقاد موجبه او ما دل عليه انما هو ثبوت الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا غير وهنا جملة نجدها متداولة او متداولة في كتب اهل العلم وتلقاها اهل العلم بالقبول هذه الجملة في الحقيقة مرادفة فقط للجولة الاولى يعني احاديث صحيحة تلقاها اهل العلم ليس المقصود ان هذا الحديث نتوقف لا نعمل به حتى تجمع الامة على ونجد التنصيص على هذا الاجماع بان هذا الحديث مقبول. ليس الامر كذلك انما المقصود ان هذا الحديث متى ما صح صح هو تلقاه اهل العلم في القبول يعني اهل الشأن واهل المعرفة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. قبلوا هذا الحديث ما معنى قبلوه؟ يعني اثبتوا. يعني انه صح هذا كاف في قبول هذا الحديث والاخذ به والاخذ به. لان بعض الناس ربما يشغل من مثل هذه الجمل هذا ليس كذلك بل المقصود تلقي اهل العلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقيهم لهذا الحديث في القبر وحكمهم عليه بالثبوت لا غير. حتى ما كان منا حديثا حسنا. تنبه الى تشغيل بعض اهل البدع او عفوا تشغيل بعض الناس الذين يتكلمون وقد نبتت من هؤلاء نابتة في هذا العصر يقولون ان الاحاديث الحسنة لا تقبل في باب الاعتقاد وهذا الكلام ليس بصحيح بل هو باطل وطريقة اهل العلم طريقة طريقة اهل السنة انما هي قبول الحديث متى ما ثبت وهذه المصطلحات انما المقصود بها آآ التمييز فقط بين ما هو ثابت وبين ما هو اثبت منه. ونحن هذه القضية لا ننازع فيها لا ننازع ان الثبوت على درجات. وان هناك ما يفيد القطع وهناك ما يفيد اعظم منه وهناك ما يفيد اعظم منه. فليس الحديث الذي جاء من طريق آآ رجل كالحديث الذي الذي جاء في طريق عشرة او كالحديث الذي جاء من طريق مئة وليس الذي جاء من رواية كبار الحفاظ كالحديث الذي ليروي عن طريق من هو دونه لا شك ان هذه الامور تتفاوت. لكننا انما نتحدث عن القبول والرد عن زعمهم ان هذا يفيد الظن. وحينئذ لا يؤخذ به في المطالب العقدية هذا الذي نتحدث عنه ونفيده. ولذلك انظر الى تصرفات الائمة معنا في هذا الحديث في هذا الكتاب احاديث حسنها شيخ الاسلام رحمه الله سيأتي معنا يقول هذا حديث حسن هذا حديث حسن ومع ذلك يريدها في هذه العقيدة ويجعلها اصلا في الباب وحجة في اه اثبات هذه اه العقيدة التي دل عليها هذا الحديث. فاذا المعيار انما هو في ثبوت الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا غير. نعم مثل قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر. فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له سقم المؤلف رحمه الله في هذا القسم من هذه العقيدة جملة من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما فعل في القسم السابق حيث ساق جملة من ايات الكتاب التي اشتملت على اه صفاتك للباري جل وعلا وابتدأ رحمه الله حديث النزول هذا وهو الذي بين ايدينا ولعله بدأ به وما بعده وما بعده وما بعده. ايضا في ذكر احاديث اشتملت على صفات واردة في السنة ولم ترد في القرآن ليفيدك ليذلك ليشير اليك انه لا ترقى عند اهل السنة والجماعة في باب الاعتقاد بينما ثبت في الكتاب وما ثبت في السنة دون الكتاب حديث النزول حديث صحيح لا شك فيه متفق على صحته لا يختلف فيه متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه جنب من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خمسة عشرة من الصحابة او نحو هذا العدد رووا هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مخرج في الصحيحين وفي غيرهما من السنن والمسانيد والمصنفات وهو حديث جليل وعظيم ويشتمل على جملة من المباحث العقدية والصفات الالهية حتى قال الدارمي رحمه الله في نقضه على بشر عن هذا الحديث انه اغيظ حديث للجهمية وانقذه لدعواهم فهذا الحديث اشتمل على صفات ثلاث هي من اكثر الصفات التي حصل فيها الخلاف بين اهل السنة واهل البدعة صفة العلو وصفة النزول وصفة الكلام و النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء عنه ذكر انواع من نزوله عليه الصلاة والسلام النزول الى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر هذا نوم ثمة انواع اخرى جاءت في جملة من الاحاديث الاخرى منها ما صح ومنها ما لم يصح ومما صح نزوله وذنوبه جل وعلا عشية عرفة وجاء في صحيح مسلم ومن ذلك ايضا نزوله جل وعلا يوم القيامة بفصل القضاء الى غير ذلك مما روي عنه صلى الله عليه وسلم في نزول المال جل وعلا وجملة ما جاء في الاحاديث التي اشتملت على صفة النزول رواها عشرات الصحابة رواها نحو من ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلقاها عنه اهل العلم وانتشرت عنه تواترت تواترا معلوما ومشهورا لمن نظر في كتب السنة والحديث النزول معلوم هو قصد شيء من علو الى سفن هذا من حيث اللغة فالنزول معروف والشأن في هذه الصفة كالشأن في باقي الصفات فنحن نعلم اصل المعنى اما الكيفية ونفوضها الى الله جل وعلا الامر في هذه الصفة كما قال ابو جعفر الترمذي رحمه الله ومن علماء اهل السنة من كبار علماء الشافعية لما سئل كيف ينزل ربنا فقال رحمه الله النزول معقول والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة اجاب رحمه الله بجواب شبيه بجواب الامام مالك وغيره من اهل العلم وهي قاعدة ولله الحمد مضطربة فاهل السنة متفقون على اثبات النزول لله جل وعلا وانه صفة فعلية متعلقة بمشيئة الله جل وعلا فهو ينزل اذا شاء كيف شاء تبارك وتعالى وهذا من جلاله وعظمته وهو يفعل ما يشاء وينزل كما يشاء ويجيء كما يشاء قال الامام اسحاق بن راهويه رحمه الله جمعني وهذا المبتدع نريد ابراهيم ابن صالح احد المبتدعة يقول جمعني واياه مجلس الامير عبدالله ابن طه وهذا امير خرسان بل من خير من ولي خراسان من امراء المسلمين كما قال شيخ الاسلام فسألني عن احاديث النزول قال فسردتها له فقال هذا المبتدع كفرت برب ينزل من سماء الى سماء عياذا بالله فقال اسحاق امنت برب يفعل ما يشاء وخصمه رحمه الله وما احسن هذا الكلام وما احسن هذه الحجرة واهل البدع انكرت قلوبهم لما فيها من دخل ومرض انكرت هذا الحديث وامثاله مما يدل على ان الله عز وجل يجيء ويأتي وينزل قلوبهم مرضى فادى هذا الى انكاره. هذا الحديث وامثاله وزعموا ان اثباتها هذا الحديث انما يفيد التشبيه اين الذي ينزل في زعمهم؟ انما هو المخلوق. لو كان الله ينزل اكان كلب الله ليس كمثله شيء هكذا زمن القوم وكان هذا الحديث شديدا عليهم لا يحبون سماعه ولا يطيقون ذلك وسبحان الله لكاد الا تجد احدا يثبت هذه الصفة الا وجدته مثبتا لبقية الصفات يعني لا يصل احد الى الايمان والتسليم والاثبات الكامل حتى يثبت هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الم الا وجدته ولابد يثبت غيره من الصفات ولا يلزم العكس. قد تجد من يوافقك في اثبات كثير من الصفات لكن اذا جاء الى مثل هذا الى مثل هذا الحديث او الى مثل هذه الصفة توقف ووردت عنده الاشكالات. لكن اهل التسليم الخالص واهل الاتباع الكامل الحمد لله لا يشكل عليه شيء من ذلك البتة بل انما يزيد ايمانه وتعظيمه لله جل وعلا برواية هذا الحديث وسماعه وامثاله المقصود ان القوم زعموا ان هذا الحديث يوهم التشبيه فوجب تأويله والى شيء الى اي شيء اوله القضية كما ذكرت لكم سابقا القوم ضعف تسليمه وتعظيمه للنصوص ومن كان حاله كذلك فانه لا يبالي. ان يخوض كيفما شاء وكيفما اتفق له لاجل هذا فانهم خاضوا في التأويل كيفما شاؤوا لانهم خرجوا عن رفقة الاتباع ورفقة التسليم من اشهر ما قال ان هذا الحديث يؤول بنزول ملك من ملائكة الله او بنزول امره او بنزول رحمته. هذا اشهر ما قيل وقيلت اشياء اخرى يعني هي اقرب في الحقيقة الى العبث بعض المعاصرين يقول ان ينزل ربنا يعني قربت الساعة ارأيت عبثا كهذا العبث اين ينزل ربنا من ماذا من قربة الساعة او قربة القيام. قضية عبث ولا حول ولا قوة الا بالله المقصود ان اشهر ما قيل تأويل النزول بنزول ملك من ملائكة الله جل وعلا او نزول رحمته او نزول امره وهذا التأويل وذاك لا شك انه من الكلام الباطل من الضلال البين اما زعمه ان النزول هو نزول ملك فيال الله العجب تواتر في عشرات الاحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا وهم يقولون ينزل ملك من ملائكة ربنا فمن اين لكم ذلك واذا كانت القضية ان يدعي كل ما يشاء فيمكن ان ندعي في هذا الحديث وفي غيره من حديث النبي صلى الله عليه وسلم ما شئنا ولينفتح الباب على مصراعيه للزنادقة ويحرفون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما شاءوا ما الذي كان يعجزه عليه الصلاة والسلام وقد كان له وقد توفر على كمال العلم بالله كمال النصح والشكر وكمان الفصاحة والبيان. ما الذي اعجزه عليه الصلاة والسلام؟ ان يقول ان الذي ينزل ملك من ملائكة الله جل وعلا ثم يقال يا لله العجب ما هذا الملك؟ الذي يقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له اي ملك هذا الذي يقول هذا القول اليس الله عز وجل هو غفره اليس الله عز وجل هو الذي يقول ومن يغفر الذنوب الا الله فكيف يجرؤ ملك من ملائكة الله الذين لا يعصون الله ما امرهم فيقول هذا ان كان البلد يملك هذه الامور اذا هو الرب وهو المعبود تعالى الله عن ان يكون له شريك في ذلك ثم هل البلد هو الذي يقول كما جاء في الروايات الصحيحة انا الملك انا الملك من يسألني فاعطيه؟ من يدعوني فاستجيب له؟ الى اخره هل الملك يقول هذا الامر ثم يقال هل الملك هو الذي يقول كما جاء في الروايات الصحيحة لا اسأل عن احدا غيري لا شك ان هذه الرواية وما قبلها تنقض هذا التأويل المقيت الذي قاله القوم وانبه هنا الى ان القوم استدلوا ببعض الروايات التي فيها ان الله تعالى يأمر مناديا فيقول من يسأل فيستجاب له من يدعو من يسأل فيعطى من يدعو فيستجاب له والجواب عن هذا ان يقال الامر لا يخلو من حالين اما ان يقال ان هذه الروايات ضعيفة لا تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحينئذ فان فانا قد كفينا معونة البحث في هذا الموضوع وهذا ما ذهب اليه طائفة من اهل العلم واما ان يقال بالجمع فانه لا مانع من ان يقول الله جل وعلا هذا القول بعد ان ينزل الى سماء الدنيا ويأمر مناديا ايضا ان يقول هذا القول فما الذي منع من هذا في نقل او عقل؟ ان صحت هذه الرواية او يقول او عفوا او نقول وهو الامر الثالث بالترجيح فلا شك ولا ريب ان الروايات الصحيحة ومنها ما اتفق عليه في الصحيحين ليس فيه الا ان الله عز وجل هو الذي يقول هذا القول فاذا رمتم يا ايها القائلون بهذه الشبهة اذا رأتم الانصاف فاي الروايات ارجح وايها اولى بالاخذ وايها اولى بالقبول لا شك ان الروايات الصحيحة المتكاملة اولى بالقبول من هذه الروايات التي تذكره اذا اتضح باب لنا سقوط هذا التأويل اما زعمه ان الذي ينزل انما هو امر الله جل وعلا او رحمته اولا ان كان الذي ينزل رحمة الله جل وعلا فكيف يجيء في الحديث ينزل ان تكون ماذا تنزل هذا اولا. وثانيا من اين جئت بهذه الاظافة وليست في شيء من روايات الحديث يعني يريد النبي صلى الله عليه وسلم ان يخبرنا ان امر الله ينزح او ان رحمته تنزل فيعبر عن ذلك بقوله ينزل ربنا. سبحان الله العظيم لماذا؟ يا ترى كان هذا الامر؟ لماذا ما اخبرنا مباشرة ان امر الله ينزل؟ او ان رحمة الله تنزل يأتينا بشيء لا تفطن له عقولنا. او على الاقل لا تصل الى هذا الا بعد كد ذهنه. وبحث وتنقيب لا والعجيب انه يخبرنا بما ظاهره الباطل بل الكفر سبحان الله! يريد ان يخبرنا ان رحمة الله تنزل او ان امره ينزل فينطق بما ظاهره الباطل. والنقص والتشبيه والكفر اي عاقل يقولها واي عاقل يرتقب هذا في رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقال ايضا هل الرحمة وهل الامر يمكن ان يقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له ثم يقال ايضا هل الامر او الرحمة تقول انا الملك انا الملك هل الامر او الرحمة تقول لا اسأل عن عن عبادي احد غيري؟ يا الله العجب ثم يقال ايضا ما بال الامر؟ وما بالرحمة لم تصل الا الى سماء الدنيا فقط وما نزلت الى الارض التي فيها عباده المؤمنين التي فيها عباده المؤمنون الذين يريدوا ان يرحمهم. وان يستجيب بسؤل وان يغفر لهم. ما بالها ما نزلت اليهم في الارض ثم يقال ما بال امر الله ورحمته انما تنزل في ثلث الليل الاخر فقط فلا تنزل قبل ذلك ولا بعد ذلك ثم يقال ايضا ما بال امر الله ورحمته انما تنزل الى طلوع الفجر كما جاء في الاحاديث ان هذا النزول مؤقت بطلوع الفجر ثم بعد ذلك فان الله عز وجل يسعد او كما جاء في رواية اخرى يرتفع في رواية يعلو فهو النزول مؤقت في وقت معين. ما بالرحمة والامر اذا بزغ الفجر صعدت هل هذا يمكن ان يكون مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شك ان هذا من تحريف الكلم عن مواضعه دون شك فاتضح لنا اذا يا ايها الاخوة ان تأويل هذا الحديث الى كل ما ذكروا تأويل باطل بل يرده الحديث نفسه. كل ما ذكره لا نحتاج في رده الا الى ان نتأمل هذا الحديث فقط. لذلك صدق الدارم رحمه الله حين قال انه انقذ شيء لدعواه بل هذا الحديث يلزمه بل تأويله يلزمه ما قال فان رحمة الله وامره اذا نزل او نزلت فانما تنزل منه ونزولها منه يقتضي انه في العلو ولذلك ذكر شيخ الاسلام رحمه الله مناظرة بين احد علماء اهل السنة واحد المبتدعة. حينما قال ان النزول هو نزول امره او نزول رحمته فقال اذا نزل امره او رحمته نزلت منه والنزول لا يكون الا من فوق وليس فوق عندك شيء والجم هذا المبتدئ وقوله يقتضي في الحقيقة نقض عقيدتهم وقولهم انبه هنا الى تنبيهين الاول ان ما يذكره بعض المبتدأ من نسبة التأويل في الحديث الى بعض علماء اهل السنة كالامام مالك رحمه الله وغيره فانه باطل ولا يصح ومالك رحمه الله رووا عنه انه قال في هذا الحديث ينزل امره وهذا لا شك انه ليس بصحيح عنه رحمه الله روي عنه من طريقين طريق المشهورة طريق حبيب ابن ابي حبيب وهذا كذاب بالاتفاق وطريق اخرى فيها ثلاثة اه ثلاث علل هي ظعيفة ولا شك ومخالفة للمنهج المعروف والكلام الثابت المتوازن المالكي رحمه الله في اثبات صفات الله جل وعلا. وهكذا ما زعموا ان هذا التأويل منسوب الى بعض العلماء اهل السنة من الائمة المتقدمين فان هذا كله لا يصح التنبيه الثاني آآ ما يتعلق آآ روايات الحديث فان هذا الحديث قد جاء فيه آآ بداية النزول او وقت النزول آآ جاء فيه على ثلاثة انحاء مشهورة انه اذا مضى ثلثاء الليل او اذا بقي ثلث الليل الاخر وهذه هي الروايات الاشهر. وهي المتفق على صحتها. وهي اكثر الروايات. ان الله عز وجل ينزل اذا بقي خلق الليل للاخر يعني اذا مضى ثلثا الليل الرواية الثانية ان الله جل وعلا ينزل اذا مضى ثلث الليل الاول وهذه رواية ثابتة في صحيح مسلم وفي غيره رواية ثالثة انه ينزل اذا مضى نصف الليل او شطر الليل وببعضها الرواية بالشك فمضى ثلث الليل او شطر الليل مقصود ان هذه الروايات صحيحة واختلف اهل العلم في هذا الموضع الى ترجيح والى جنب بعضهم رجح رواية اه الثلث الاخير يعني اذا بقي الثلث الاخير لانها الاكثر والاصح والمتفق على صحتها وبعضهم جمع والذي يظهر والله اعلم ان الجمع اولى لان هذا هو المسلك المتبع في اه المنهج المعروف عند اهل العلم ان الجمع اولى ما امكن واختلفوا بكيفية هذا الجمع ولعل الاقرب والله اعلم هو اختاره ابن حبان رحمه الله واليه ايضا بين شيخ الاسلام ابن تيمية ان كل ذلك صحيح وانه محمول على ان الله ينزل جل وعلا في بعض الليالي اذا مضى ثلث الليل الاول وينزل في بعضها اذا وضع نصف الليل وينزل في بعضها اذا مضى ثلثا الليل وبقي ثلث الليل الاخر ولا شك ان الذي يقول ويدعو ويسأل ويستغفر في الثلث الاخير قد اصاب هذا الوقت العظيم المبارك قطعا لان صعود الله جل وعلا متفق عليه في الروايات التي اوردت او ورد فيها آآ توقيت هذا النزول بان الى طلوع الفجر فاذا الذي يسأل ويقول في هذا الوقت المبارك اعني بالثلث الاخير قد اصاب هذا الفضل العظيم بيقين والله جل وعلا اعلم. نعم قال رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم براحلته. الحديث هذا الحديث الثاني وهو متفق عليه ايضا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق اي واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين روي من طريق خمسة من الصحابة ولعله اكبر من طريق ابي هريرة وطريق انس طريق البراء بن عازب ومن طريق النعمان ابن بشير من طريق ابن مسعود رضي الله عنهم اجمعين المقصود ان هذا الحديث صحيح لا شك فيه قد اختصر المؤلف رحمه الله الحديث وقال الحديث يعني اكمل الحديث والشاهد من ارادة انما هو ثبوت صفة الفرح لله جل وعلا فالله سبحانه يفرح اذا شاء كيف شاء وفي هذا الحديث الذي بين ايدينا انه سبحانه يفرح اشد الفرح اذا تاب عبده وابى واناب اليه فاعظم كره يعرفه الناس هو فرح هذا الانسان الذي فقد راحلته ومن فقد راحلته التي عليها اه او بها يسير وعليها يركب لا شك ان حالته تكون في ضيق فكيف اذا كان على هذه الراحلة طعامه وشرابه فلا شك ان الامر عسير وعظيم فكيف اذا وقع له ذلك في صحراء دوية مهلكة ليس فيها احد يمكن ان يلجأ اليه الانسان بطلب ماء او طعام اجتمعت هذه الامور الثلاثة على هذا الانسان الذي فقد هذه الراحلة التي عليها طعامه وشرابه في هذه الصحراء المهلكة فبحث عنها حتى ايس منها فقعد تحت ظل شجرة ينتظر الموت فذهبت عينه في النوم. فما استيقظ الا وراحلته عند رأسه فاخذ زمامها وقد طار من الفرح وقال من شدة فرحه اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح لا يعرف الناس فرحا اشد من هذا الفرح وفرح الله جل وعلا بتوبة عبده اعظم من هذا واشد من هذا ولا شك وها هنا الفائدة تتعلق بالقاعدة المقررة بباب الصفات وقد تكرر الكلام عنها كثيرا وهي قاعدة القدر المشترك فهذا الحديث من ادلة ثبوت هذه القاعدة اذ لولا ثبوت قدر مشترك بينما يتصف به الخالق وما يتصف به المخلوق ما انصح ضرب هذا المثل ولا شك ان اهل السنة مع اثباتهم هذا القدر المشترك يثبتون القدر المميز. فلله جل وعلا من الصفة. من صفة الفرح ما يليق به وما يختص به سبحانه وما لا يماثل فيه المخلوق وللمخلوق فرح وصف يليق به ويناسبه المقصود ان اهل السنة والجماعة يثبتون لله جل وعلا صفة الفرح وهي صفة اختيارية لله جل وعلا فالله يفرح اذا شاء كيف شاء سبحانه وتعالى وهي من صفات الثابتة في السنة دون الكتاب و لا فرق كما ذكرت عند اهل السنة بين الثبوت بالكتاب والثبوت بالسنة اما اهل البدع فانه كعادته اول هذه الصفة لزعمهم ان اثباتها يقتضي التشبيه الذي يفرح في زعمهم انما هو المخلوق والذي حصل في الحقيقة انما هو انه سبق الى اذهانهم ما يختص بالمخلوق لانهم لم سوى ذلك فقاسوا ما اتصف به الله جل وعلا على ما اتصف به المخلوق. بعبارة اخرى ما عطل القوم هذه الصفة الا لانه وقع في نفوسهم في الاصل التشبيه والا فلو حققوا الايمان بقول الله جل وعلا ليس كمثله شيء ما زلوا هذه الزلة فاداهم تعطيلهم لهذه الصفة الى تأويلها. فزعموا ان فرح الله جل وعلا برضاه ورضاه يفسر بارادة الثواب هكذا زعم كثير من المتكلمين والحقيقة ان القوم ما استفادوا شيئا من هذا التأويل ان كانوا يريدون الفرار من التشبيه وذلك ان الذي اولوا اليه يلزمهم فيه نظير ما فروا منه. فيما اولوه فانه اذا كان الفرح لا يعقل الا في مخلوق فالارادة لا تعقل الا في مخلوق فان قالوا لله ارادة تختص به وتليق به قلنا وكذلك لله فرح يليق به ويختص به سبحانه وتعالى فالقول في بعض الصفات القول في البعض الاخر وهذا الالزام ملزم له ولا بد. فكان الاولى بهم ان يسلموا. وان يؤمنوا وان يمتلئ قلبه بتعظيم الله عز وجل وبتنزيهه عن مماثلة المخلوقين مع اثبات ما اثبت الله سبحانه وتعالى بنفسه والله جل وعلا اعلم وقوله يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر يدخلان الجنة هذا الحديث انا ايضا متفق عليه وفيه اثبات صفة الضحك لله جل وعلا وصفة الضحك صفة ثابتة لله سبحانه في هذا الحديث وفي غيره من الاحاديث الصحيحة وهو اعني الكلام اعني ان الكلام في هذا الحديث وفي هذه الصفة الكلام في صفة الفرح كالكلام في غير هذه الصفة من صفات الله جل وعلا هو الباب واحد فاهل السنة والجماعة يعتقدون ان الله سبحانه وتعالى يضحك متى شاء كيف شاء ضحكا لا يماثل فيه المخلوق كالشعب بقية صفات الله سبحانه وتعالى وكيفية هذا الرحل بالنسبة لنا مجهولة. الله اعلم كيف يضحك ولذلك اه قال ابو عبيد القاسم ابن سلام كما روى هذا ابن البنا في مختار في السنة لما قال رحمه الله فان قيل كيف يضحك؟ وكيف يضع قدمه؟ كما يأتينا في الحديث بعد قليل ان شاء الله فقال رحمه الله لا يفسر شيء من هذا وما وجدنا احد من اهل العلم يفسره لهذا تعرف ان هذه الكلمة تفسير اذا نفيت بكلام اهل العلم اهل السنة والزكاة انما مراده الخوف في الكيفية كده يشبه هذا ما ذكره ابن بطة رحمه الله في الامام في الجزء الذي عقده في الرد على الجهمية حينما سأل اللغوية المشهور غلاما ثعلب عن هذا الحديث فقال كلمة مهمة قال رحمه الله الحديث معروف واضح لا يحتاج الى بيان فكل احد يذهب المراد بالضحك قال الحديث معروف وروايته سنة والاعتراض عليه بالرد بدعة وتفسيره الحاد مقصود من كلمة تفسيرها رحمه الله هو كما تكلم ابو عبيد قبل قليل يعني الخوض في الكيفية. وليس فهم المعنى لانه قال في بداية الحديث الحديث معروف. معناه معروف وواضح والقول يا اخواني في تلك القرون المتقدمة يعني مثل غلام ثعلب كان قد توفي رحمه الله في منتصف القرن الرابع ما كانوا يشتغلون تعريف مثل هذه المعاني الكلية. ما تجد انهم يقولون تعريف الضحك كذب تعريف الغضب كذا تعريف الفرح كذا تعريف اليد كذا تعريف الرجل كذا هذا شيء ما كانوا يشتغلون به كما ربما يقع من بعض المتأخرين. هذه الامور واضحة ومعلوم معلومة عنده. انما الشأن عندهم وانما التنبيه عندهم على التكييف فليس للانسان ان يفسر او يشرح او يخوض في كيفية اتصاف الله سبحانه وتعالى بهذه الصفة المقصود ان هذه المعاني الكلية معروفة عند كل احد. ولا يمكن او يصعب حدها بحد جاد المانع يعني لو قلت لك عدد لي الغضب او عرف لي الفرح او عرف لي الضحك الحقيقة ان هذا الامر متعذر لان هذه معاني كلية تعلم في نفس كل انسان والتعبير عنها من الصعوبة بمكان بل غاية الامر ان يفسر الانسان او يوضح شيئا من الاثر والاثر الذي يراه ويفسره ما هو الا للشيء المشاهد عنده؟ لا الشيء الغائب عنه يعني حينما يقولون مثلا الغضب غليان دم القلب. لارادة الانتقام هل هذا هو الغضب او اثر عن الغضب اثر عن الغضب والا فالغضب معنى قد قام بالنفس معلوم وواضح ادى الى حصول هذا الاثر كذلك الشأن في الفرح كذلك الشأن في الضحك يعني حينما قال اهل البدع هذا الحديث لا يمكن ان نقبله لانه يقتضي التشبيه قلنا لماذا؟ قالوا الضحك لا يكون الا بخم والا بفتح الشفتين وظهور الاسنان وتغير وتغير السحبة وهذه من خصائص المخلوقين اهل السنة والجماعة كما علمتم من طريقتهم انهم لا يثبتون ولا يرقون الا بذلك. ويتوقفون عن الخوف بمثل هذه الامور التي ذكروها صفتين او الفم او لسانه وما الى ذلك انما يتكلمون في الاثبات والنفي بالدليل. لكن في الحقيقة الضحك هذا الذي ذكروه اثر له ثم هو اثر للشيء الذي شاهدوه. يعني عفوا اثره في الشيء الذي شاهدوه. وهو المخلوق. المخلوق اذا ضحك حصل له كذا وكذا ونحن ملزمون بما قالوا وحجتنا داحضة امامهم ولا شيء. لو كنا نقول ان الله اخوك الرحم المخلوق كلامه صحيح وحينئذ يكون كلامنا باطلا لكن اهل السنة انما يقولون يضحك كما يليق به ولا يضحك ضحكا يماثل فيه المخلوق. وهذا القدر كافي ولله الحمد. في ازالة لما حاك في نفوسهم من شبهة التشويه فاهل السنة لا يطلقون فقط انه يضحك يعني لا يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض لا بل يجمعون بين النصوص وكما قالوا وهو السميع البصير. قد قالوا قبل ذلك ليس كمثله شيء فاي حاجة الى ان تعبثوا وان تنتهكوا حرمة اللصوص بتعويلها وزعم ان ظاهرها انما يفيد التشويه. هذا لا شك انه انما كان من خلل عندكم يا هؤلاء. الخلاصة ان القوم اعتقدوا التشبيه واداهم هذا الى التأويل وزعموا ان آآ هذا الحديث انما هو اول بارادة الانعام او ارادة الثواب. يضحك يعني يريد ان المنعم او يريد ان يصيب. والكلام او الرد عليهم في هذه القضية كالرد عليهم في اه الحديث السابق سواء وسواء والله جل وعلا اعلم وقوله عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره. بغيره بغيره وقرب غيره ينظر اليكم ازلين قانتين فيظل يضحك يعلم ان فرجكم قريب. حديث حسن هذا الحديث هو قطعة من حديث ابي رزين العقيلي رضي الله عنه هذا الحديث قد حسنه شيخ الاسلام رحمه الله كما رأيت ونص ابن القيم رحمه الله كما في مختصر الصواب على ان بعض الحفاظ قد صحح ونقل رحمه الله ايضا في هذه الارواح عن المزي انه سأله عن هذا الحديث فقال عليه جلال النبوة وصححه غير واحد على كل حال من اهل العلم كما انه ضعفه اه جماعة من اهل العلم ومدار آآ علة الحديث الاهم عند من ضعف هو الراوي عن ابي رزين ابن اخيه وهو وكيع ابن ردس اطيل حدس وهو كما قال الذهبي لا يعرف او كما قال حافظ مقبول على كل حال هذا الحديث حسنه شيخ الاسلام كما رأيت وصححه واحد من اهل العلم وعلى القول بضعف فان آآ لكثير مما جاء فيه الحديث طويل رواه احمد وغيره له شواهد يعني جل ما جاء فيه قد ثبت في احاديث صحيحة. جل ما جاء فيه قد ثبت في احاديث صحيحة ومن ذلك بدأ في هذا الحديث من اثبات آآ الضحك لله سبحانه وتعالى ومن اثبات العجب ان صح هذا في هذا الحديث وفيه بيان سابق تكلم عنه بعد قليل واثبات النظر لله سبحانه وتعالى فهذه كلها قد ثبتت في الاحاديث والنصوص الاخرى والحمد لله الحديث رواه الشيخ او نقله الشيخ اورده الشيخ عجب ربه ولا اعلمه ثابتا في كتب السنة التي بين التي عزي اليها هذا الحديث وخرج آآ منها كمسند الامام احمد ليس فيه علم وانما ضحك ربه من قنوط عباده وقرب غيره ولعل الشيخ رحمه الله وانتم تعلمون انه كتب هذا هذه العقيدة في جلسة لعل هذا الذي عن ذهنه وخاطره هو من الذي لا يسلب او يكون الشيخ رحمه الله قد وقف على شيء من نسخ الكتب التي اخرجت هذا الحديث وفيها هذا اللفظ قد سبقه الى ذكر هذا الحديث بتصديره بعجبة وليس ضحكا جماعة من العلوم وهذا يقوي ان الحديث له اصل بهذا اللفظ وابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث قال عجب ربك او عجب ربك وكذلك اه ابو عبيد القاسم ابن سلام في غريب الحديث ومثله كذلك ابن الجوزي في الغريب ومن بعده ايضا مثل ابن كثير رحمه الله بتفسير سورة البقرة ومعلوم ان ابن كثير رحمه الله له عناية خاصة بمسند يحي فلعلهم وقفوا على شيء بنسخ الكتب التي فيها اثبات صفة العجب ومهما يكن من شيء وحتى لو لو لم يكن هذا الحديث او هذا اللفظ ثابتا في هذا الحديث. فان صفة العجب ثابتة لله تبارك وتعالى بالكتاب والسنة اما في الكتاب فقول الله جل وعلا بل عجبت ويسخرون. فما هي قراءة اه الكسائي وخلق وحمزة اما البقية بقية العشرة بل عجبت وهذه قراءة متواترة فهي من كلام الله سبحانه وتعالى وفيها ان الله جل وعلا يعجب بل عجبت ومما ذكر العلماء ايضا في اثبات صفة العجب قول الله سبحانه وان تعجب فعجب قوله فالمتعجب هنا هو الله جل وعلا قالت قتادة رحمه الله عجب الله من قولهم بانكار البعث كما ان هذا او كما ان هذه الصفة ثابتة لله جل وعلا في السنة من ذلك ما ثبت في صحيح البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل فعلى كل حال العجب من الله جل وعلا صفتك كما ان الضحك في موضعه صفة كمال وكما ان الفرح في موضعه صفة كمال كذلك العجب في موضعه وفيما يليق بالله جل وعلا صفته كمال ومن زعم ان الله جل وعلا لا يعجل كما هي طريقة اهل البدع لا شك ان كلامهم باطل وذلك انهم ظنوا ان العجب يستلزم جهل الله سبحانه وتعالى ولا شك ان هذا باطل باطل باطلاق فالعدم قد يكون ناتجا عن جهل او مفاجأة فيعجب الانسان يعني لا يعرف وجه الشيء او سببه فيعجب كما قالوا اذا عرف السبب بطل العجب وهذا يقع من في غالب احوال الناس انهم يعجبون لجهلهم بالشيء او لسبب وقد يكون العجب كما قال اهل العلم بخروج الشيء عن نظائره بمعنى ان الله جل وعلا عجب لان هؤلاء العباد حصل منه شيء عجيب اذ كان الذي ينبغي ويليق بهم ان لا يقنطوا من رحمة الله جل وعلا لان الله سبحانه رحيم ولان اليسر منه سبحانه وتعالى مأمون فالفرج مع الكرب ومع العسر يسر فكيف يعني حالهم حال عجيبة يعني صدر منه ما يتعجب منه. وليس ان الله سبحانه قد جهل او فوجئ حالتهم تعالى الله عن ذلك. اذا اهل السنة يثبتون عجبا لله. لائقا به مع عدم معرفته بكيفية هذا العزل ومع صونهم هذه الصفة من اي عيب او نقص مما يرد على المخلوق. فهذه من الامور المهمة التي ينبغي ان يتنبه لها المسلم قال في الحديث عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره بغير جمع غيره والغيرة بمعنى التغيير. الله سبحانه وتعالى قريب فرج يغير حاله من القحط الى آآ الخير والى السعة الضيق الى السعي المعاني الحسنة قال وانبه نحن في بعض النسخ الوسطية خير هذا غير صحيح ما هو كما هو الثابت في روايات الحديث وايضا من الالفاظ في الحديث قال ازلينا ازلين جمع ازلين من اجل يعني القانت او المصاب بالشدة فازلين يعني هم في شدة وكرب والله جل وعلا قريب خيره وتغييره هذه الحال قال في الحديث يظل يضحك لما؟ لانه يعلم ان فرجه قريب ففي هذا اثبات صفة الضحك وايضا صفة النظر وهو ينظر اليهم سبحانه وتعالى والشأن في هذا الحديث عند اهل البدعة كالشأن فيما سبق فانهم اول وحركوا وهذا ليس بمستعجب ولا بمستغرب منه ويا لله العجب! يعني انظر في هذا الحديث في تتيمته يسأل ابو رزين يعني عقب هذه الجملة هناك تكملة يقول ابو رزيق اويضحك ربنا لاحظ هذا السؤال فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم ولو كان السؤال موجها الى الجهمية واذنابهم لقالوا الضحك لا يجوز على الضحك لكن النبي صلى الله عليه وسلم ماذا اجاب قال نعم ثم انظر الى ردي ابي رزين على الجواب. كيف ان هذا الحديث اورثه الله سبحانه وليس انه وقع في كرب من سماع هذا الحديث كما هو حال اهل البدع. قال لا نضحك من رب لا نعبد عفوا قال لا نعدل من رب يضحك خيرا مباشرة اداه هذا الحديث الى ان يعظم الله عز وجل ولان يرجوه سبحانه وتعالى ولان يؤمل احسانه سبحانه وتعالى لا نعلم من رب يضحك خيرا. ولو كان الذي سمع هذا الكلام وسمع هذا الجواب احد هؤلاء الجهلية فقال يا رسول الله ضحك من خصائص المخلوقين صح ولا لا يا جماعة لكن هذا لم يكن لان نفوس اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سليمة ونزيهة من ادران التمثيل فما اجاب بهذا الذي وقع في نفوسه والنبي صلى الله عليه وسلم ما قال لاصحابه قط انتبهوا واعلموا ان الضحك ليس هو الضحك ضحك انما هو ارادة الانعام وهكذا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين رووا عنه اثبات الضحك لله جل وعلا ما قالوا للتابعين. اسمعوا يا معشر اياكم ان تظنوا ان الله يضحك حقيقة كلا الضحك حقيقة اثباته لله جل وعلا تشبيه. والتشبيه كفر وظاهر الحديث هذا كفر انما المراد انه يريد ان يثير او يريد ان يلحد. والله ما قال ولا قال هذا التابعون لاتباع التابعين لما رووا لهم هذا الحديث وهلم جرة اذا انظر الى الفارق العظيم والقول الشاسع بين الايمان والتعظيم والعبودية الصادقة لله جل وعلا عند اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والقروض المفضلة وما وقع فيه هؤلاء المتأخرون والله المستعان. نعم طيب نريد ان نكبر ولا نقبل نقبل ولا نقبل؟ الاسبوع القادم ما في باب الاجازة سنتوقف نمشي ولا تعبت طيب اشتغل ايه بقى؟ شكرا وقوله لا تزال جهنم يلقى فيها. وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه. وفي رواية عليها قدمه فينزوي بعضها الى بعض وتقول قط قط ثورة رواية رجلي او لا؟ لا ما اريد لا يمكن ما اورد رجله ابدا؟ نعم كلكم عندكم مكان؟ لا عفوا يا شيخ في قال في في النسخة دال وهاء واو رجله. ايه وهذا ثابت في الصحيح ما فيها كلام رواية رجلي ثابتة في البخاري وغيره على كل حال هذا الحديث مقصود من ايراد الشيخ رحمه الله له اثبات صفة الرجل والقدم وكلاهما بمعنى واحد لله سبحانه وتعالى واهل السنة يعتقدون لثبوت هذا لله سبحانه فلله قدم ورجل آآ تليق به جل وعلا على حد قوله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير كما يعتقدون ان لله قدمان ويدل على هذا ما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما بالاسناد الصحيح الذي لا شك فيه انه قال الكرسي موضع القدمين العرش لا يقدر قدره الا الله وهكذا جاء عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ومثل هذا له حكم الرفع قطعا لان مثله لا يقال بالاشتهام فلله سبحانه قدمان و هذا الحديث اه فيه ان النار تقول وتتكلم وهذا رد على شبهة المتكلمين التي ذكروها وعلمتها حينما وصلنا الى الكلام عن صفتي الكلام انهم ذكروا لوازم للكلام يتصف بها الناس فلاجلها نفوا الكلام عن الله سبحانه وتعالى مع ان هذا لا يلزم ولا يستطيعون اثباته في كلام النار وهو ثابت في هذا الحديث الصحيح الذي لا شك في صحته وها النار عافاني الله واياه يلقى فيها ويلقى وهي تقول هل من مزيد وهذا السؤال المراد به طلب المزيد. يعني الا من مزيد؟ هل من مزيد؟ يعني تريد اكثر. نسأل الله العافية والسلامة حتى يضع الجبار او حتى يضع رب العزة المقصود بالرب هنا صاحب فربت تأتي بمعنى ما لك ورب تأتي بمعنى خالق وتأتي بمعنى صاحب. وهي المقصودة هنا رب العزة يعني صاحب العزة سبحانه وتعالى يضع اه فيها قدم او عليها رجلا فينزوي بعضها الى بعض وتقول قط قط رواية في الصحيح انها تقول هذا الكلام ثلاث مرات ببعض الروايات في الروايات الاخرى انها تقول هذا مرتين وهذه الكلمة بمعنى حسبي او يكفيني تروى قط قط وتروى قط قط وتروى يعني بالياء وبالكسر بدون ياء وتروى قطني قطني. تمام. في بعض النسخ البخاري وتروى قط قطن الكسر مع التمر هذه خمس روايات وجاء ايضا في بعض نسخ البخاري قد قد في بعض الروايات البخاري بالدال بدل الطاء والمعنى قريب يعني يكفيها ذلك لما يضع لما يضع الجبار اه سبحانه وتعالى قدمه على النار. نسأل الله العافية من النار المقصود من هذا يا اخواني اثبات صفتي القدر من رجلي لله تبارك وتعالى على ما يليق به سبحانه وتعالى. واهل البدع يؤولون ويحركون بزعمهم ان اثبات هذه الصفة يقتضي تشبيه الله جل وعلا معلوم ان ثبوت هذه الصفة انما هو على ما يليق بالله. فلله رجل لا تشبه ارجل المخلوقين وله ساق وله يد وله اصابع وله وجه وكل ذلك لا يشبه ما للمخلوقين. واذا كانت المخلوقات يقع بينها تفاوت عظيم واختلاف كبير بكيفية ارجلها رجل الانسان تختلف عن رجلي الفيل تختلف عن رجلي النمل فكيف يقال بعد ذلك ان رجل الله جل وعلا كرجل المخلوق وبالتالي فعلينا ان نؤمر. فالارجل الناس وهم مشتركون في الانسية وفي البشرية تختلف فيما بين هذا رجل طويلة وهذه رجل قصيرة وهذه وهذه رجل بعيدة. وهذه رجل بيضاء وهذه رجل سوداء اذا هي مختلفة مع الاشتراك في الجنس. فكيف بين الخالق والمخلوق سبحانه وتعالى وماذا صنع القوم قالوا ان الرجل لا اشكال عندنا نأولها باي شيء فلنؤولها بجماعة من الناس الرجل تساوي ايش جماعة من الناس واين هذا؟ يا قوم في لغة العرب ومن الذي فهم هذا من اهله القرون الثلاثة ابن فرد طيب وماذا نصنع برواية القدم قال حتى يضع عليها قدمه يعني مقدمه وما هو المقدم؟ قالوا من يقدمه الله الى النار من الناس سبحان الله العظيم هكذا ومن اين هذا؟ وهل هذه الناس في السياق لا شك انه بعيد كل البعد ثم كيف يكون اللفظ؟ في حديث واحد واحدهما يفسر الاخر ولكل واحد ماذا عنده كل واحد له عنده ماذا؟ مال. هل يمكن ان يأتي هذا؟ هذا دليل على ان القوم لا يريدون الاصول الى مراد مراد رسوله صلى الله عليه وسلم. انما غايتهم فقط ان يدفعوا باكف التأويل ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جرى على الايمان به السلف الصالح. لا غاية لهم الا هذا. باي وسيلة باي طريقة ادفعوا هذا ولا تجروه على ظهركم والعدل انهم ما صنعوا شيئا لانهم اذا كان اثبات الرجل والقدر على ما هو ظاهر الحديث يقتضي تشبيها فلا يزال التشبيه لازما له. لماذا؟ لانه اذا كان سيضع جماعة من الناس او مقدم الناس الى النار كيف يكون مقدم وقد قدم الله جل وعلا يعني يعني اذن بدخول النار ابنا قوميا مما سبق. كيف يكونون مقدمين وهم اخر من يدخلون؟ لا لكن هكذا على كل حال قال المقصود انه اذا كان يضع هؤلاء الناس فان الوضع لا يعقل الا في ماذا في المخلوق نقول على سبيل ماذا؟ الجدال له. يعني اذا كان القدم لا يعقل الا في مخلوق فاننا نقول وكذلك لا نعقل وضعه ماذا؟ الا في مخلوق سيقولون ولابد هذا وضع ماذا؟ يليق بالله وللمخلوق وضع يليق به والله والحمد لله رب العالمين. هذا هو هذا هو قوله فنحن لا نقول انا لله قدما او رجلا كالمخلوق. حاشا وكلب. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. انما نقول لله قدم او رجل تليق به سبحانه وتعالى اذا ما استفاد القوم شيئا في الحقيقة الا العبث وانتهاك حرمة المستصدمة والعجيب انك مع الاسف الشديد تقرأ له يعني كلاما محزنا بل ربما يورده الموارد هؤلاء المتكلمون الذين ما خضعوا للسنة ولا ساروا على ما عليه اهل السنة تجد انهم يخوضون يذكرون اشياء مؤسفة ومحزنة في الحقيقة فاني قرأت في احد المعاصرين ويقال عنه انه داعية مشهور وفكر الاسلامي كبير وقد صب جام غضبه وسخريته على اهل السنة لاثبات هذه السنة وامثاله. الله المستعان. مثلها مثل ايضا يعني غيرها من الصفات تذكر انه قال يقول ما هذه العقيدة المضحكة رجل لله ثم يضع علامة استفهام اعوذ بالله والله ان الامر عظيم هل انت اغير على حرمة الله سبحانه وتعالى من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل انت اشد تعظيما لله من اصحابه واهل القرون المفضلة الذين رووا هذه الاحاديث قبلوها وسلموها وما انكروا شيئا منها وهذا يدلك يرعاك الله على ان هناك خللا مع الاسف الشديد حتى ممن ينتسب الى الدعوة وحتى ممن ينتسب الى الجماعات الاسلامية والاحزاب الاسلامية ولذلك قلت البركة مع الاسف الشديد في الدعوة لان هذا المنطلق وهذا هو الاساس. اذا لم ينطلق الداعية من عقيدة صحيحة ومن مسلك سليم ومنهج منهج واضح. يسير على ما سار عليه اهل السنة والسلف الصالح ما استفاد شي بل كانت دعوته قاصرة وناقص وقليلة البركة فلو ان الدعاة الى الله جل وعلا اتفقت قلوبهم اجتمعت كلمته على الاخذ بعقيدة السلف الصالح وعدم تجاوزها ولو قيل شعره؟ والله كان الحال خير الحول لكن المشتكى الى الله سبحانه وتعالى لعل في هذا القدر كفاية الله تعالى اعلم وصلى الله على محمد واله وسلم