بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تبع هداه واما بعد قال الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى اول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم. واول من يدخل الجنة من الامم امته الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على اله واصحابه نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان ثم بعد البقية الباقية ثم بعد اليوم الآخر مما شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في هذه العقيدة العظيمة هي ان اول من يستفتح باب الجنة ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم والذي دلت عليه النصوص ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول له بعد الخروج من الصراع والانتهاء من الوقوف على القنطرة امران الاول انه يشفع عند الله عز وجل في دخول اهل الجنة الجنة كما سمعت باذن الله الامر الثاني انه يستفتح باب الجنة فيكون هو عليه الصلاة والسلام اولا من يدخلها وامته اول الامم دخولا. فهم اعني الامة محمد صلى الله عليه وسلم ام المتأخرون في الوجود وهم السابقون الى دخول الجنة وهذا ما اشار اليه المؤلف رحمه الله بهذه الاشارة. نعم وله في القيامة ثلاث شفاعات اما شفاعة الاولى فيشفع لاهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء ادم ونوح وابراهيم ابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم عليهم من الله السلام الشفاعة حتى تنتهي اليه واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة. وهاتان الشفاعتان خاصتان له واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم يشفع فيمن استحق النار الا يدخلها. ويشفع فيمن دخلها ان يخرج منها ويخرج الله من النار انتقل الملك رحمه الله الى المبحث الاخير من مباحثه المتعلقة بالايمان باليوم الاخر الا وهي الشفاعة مبحث الشفاعة يتطرق له اهل العلم بالاعتقاد في موطنين. في باقي توحيد القلوب وهي ففي باقي الايمان باليوم الاخر اما الاول فذلك راجع الى ان التعلق بالشفاعة اعظم اسباب الوقوع في الشرك في القديم والحديث كثير من المشركين ما حملهم على ان اشركوا بالله جل وعلا الا رغبتهم في حصول الشفاعة لهم قال الله جل وعلا عنه ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله هذه القضية من القضايا المهمة التي ينبغي ان يعتني بها طالب العلم بخطورتها ولكثرة الشبه التي تقع من اهل الشرك فيها. فان الذي وقع فيه المشركون في هذا الباب شرك اكبر اقتضى ان يخلدوا في النار اذ انهم اساءوا بالله جل وعلا الظن يظنون بالله غير الحق. ظن فانه معتقد ان لهؤلاء الشفعاء منزلة ومكانة بحيث انه يؤثرون على الله عز وجل فيجعلونه يفعل ما لا يريد ان يفعلها ولا شك في ان هذا سوء ظن عظيم بالله جل وعلا ولاجل هذا الامر تجد ان الشفاعة جاءت في النصوص غالبا منفية. في نحو اه خمسة وعشرين موضعا في القرآن جاءت منفية والمواضع التي فيها اثبات الشفاعة جاءت في الغالب استثناء من هذا المثل وذلك حتى يزول من النفوس هذا المفهوم الخاطئ وحتى تنطلع من القلوب جذور التعلق بالشفاعة الشركية فان الشفاعة التي ظنها المشركون للشفعاء هي الشفاعة التي يعهدها الناس في هذه الدنيا وهي في الغالب اما شفاعة وجاهة او شفاعة محبة يشفع الوجيه عند المعظم فتجد ان هذا المعظم مضطر ومقصور على ان يفعل هذا الشيء الذي طلب وان كان لا يريد وكذلك في شأن المحبة تجد في شفاعة المحبة ان المحبوب يشفع عند المحب لكي ينفذ له ما يريد. يتوسط بطلب خير او دفع شر فتجد ان هذا الشخص يجبر على ان يستجيب لانه لا يطيق. ان يغضب عليك محبوبه. وهذا الذي ظن في الشفاعة التي تكون بين يدي الله جل وعلا لا شك انه فيه اعظم اساءة لله تبارك وتعالى لاجل هذا جاء في كثير من النصوص كما اسلمت نفي الشفاعة. بل ان الشفاعة لله جل وعلا وحده قال سبحانه قل لله الشفاعة جميعا فالامر بدءا وانتهاء راجع الى الله عز وجل. فالله سبحانه هو الذي وفق هذا المشفوع له الى ان يوحد فيستحق هذه الشفاعة وهو الذي حرك قلب الشافع لكي يشفع وهو الذي اذن له اذنا كونيا ان يشفع ولولا ذلك لم يشفع وهو الذي اذن اذنا شرعيا بهذا الشاطئ ان يشفع بل لم يشفع حتى يؤمر. يقول الله عز وجل اشفع تشفع فالامر كله الى الله عز وجل. ثم بعد ذلك الله عز وجل هو الذي يقبل الشفاعة. وهو الذي اه يستجيب لما اراد الله سبحانه وتعالى من رحمة هذا الانسان او اخراجه من النار. اذا الامر كله لله جل وعلا فالتعلق يجب ان يكون بالله تبارك وتعالى. قل لله الشفاعة جميعا. اذا ينبغي التنبه الى هذا العظيم فان المشركين لهم تلبيسات. يقولون هؤلاء المشركون انما ارادوا امرا حسنا وقصدوا امر حسن وهذا ليس بصحيح لو انهم احسنوا الظن بالله جل وعلا لعبدوه تذللوا له لكن القوم اساءوا بالله الظلم. وجعلوه كالملوك الظلمة. والجبابرة يحتاج الى ان يلتمس من يؤثر عليهم. حتى تنفذ لهم مطالبهم لا سيما وان قلوب هؤلاء المشركين قد تعلقت بهؤلاء الشفعاء اعظم تعلق ولاجل هذا طلبهم الشفاعة من هؤلاء كان عبادة. اما بانهم خضعوا له اليهم بانواع العبادة حتى يرضوهم فيشفعون لهم. او انهم يسألونه مباشرة الشفاعة. وهذا سؤال لشيء لا يملكونه فهم يسألون الاموات ويسألون الملائكة ويسألون الاصنام ان تشفع وهذا سؤال لشيء لا يملكونه ابدا. وكاذب من قال ان الشفاعة حق للشافع ليس كذلك. الشفاعة الله جل وعلا فالذي يسأل الشفاعة ينبغي ان يكون هو الذي يملك هذه الشفاعة وهذا ليس الا الله جل وعلا اما الشافع فانما يؤذن له في موضع معين بعد ان يأمره الله عز وجل بذلك بل حتى اذا شفع واراد ان يشفع مرة اخرى فانه لابد ان يستأذن كما حصل او كما يحصل وجاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. فالنبي صلى الله عليه وسلم تكررت منه الشفاعة اربع مرات كما في حديث انس. وفي كل مرة يستأذن الله عز وجل ويسجد ويحمد الله بتلك المحامد ثم يقال له ارفع رأسه. وسل تعطى واشفع تشفع اذا ليس مالكا هو عليه الصلاة والسلام للشفاعة مع انه اعظم الشفاعة. فكيف بمن دونه ولهذا اقول قلوب هؤلاء متعلقة بالشفعاء اعظم التعلم. لذلك تقرأ عند المصيب ان لم تكن في معادي اخذا بيدي فضلا والا فقل يا زلة القدر وقلب معلق بهذا الشاف عليه الصلاة والسلام. وهذا الذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم بانكاره فانظر كيف ان الشيء الذي تعلق به كان سببا في حرمانهم منه. فانه بشركهم قد حرموا انفسهم من هذه الشفاعة. لان النبي صلى الله عليه وسلم حدد بحد واضح صريح المصير لا لبس فيه من هم المشفوع فيهم هم الذين لا يشركون مع الله عز وجل شيئا. قال عليه الصلاة والسلام فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا اهل التوحيد هم اهل الشفاعة والمقصود ان هذا المبحث مبحث مهم وتنبه له مهم والتنبيه عليه مهم وهذا قد مضى تفصيله في شرح كتاب التوحيد ان كنتم او كان بعضكم يذكر الشفاعة التوسط للغيب او دفع ضر والشفاعة التي نبحث فيها هي شفاعة الاخروية والشفعاء ثلاثة اصناف جاء التنصيص عليهم في الصحيح انه صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا قال سبحانه شفعت الملائكة وشفع وشفع المؤمنون وبقيت رحمة ارحم الراحمين الشفعاء والملائكة والنبيون والمؤمنون. وجاءت النصوص التنصيص على بعض الاصناف التفصيلية من ذلك الشفعاء من ذلك الشهداء فانهم يشفعون الى الله عز وجل ومن ذلك صغار المؤمنين كما مسلم صغاره دعاويص الجنة يأخذ احدهم بثوب ابيه كما اخذ او قال بيده كما اخذ بصلفة يده بصلفة ثوبه فلا يتناهوا اياه حتى يدخله الله واياه الجنة فالمقصود ان هؤلاء وامثالهم جاءت النصوص على التنصيص عليهم فلهم اه فهي يجب ان يعتقد ان لهم شفاعة اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم اما اصناف الشفاعة فقد درج كثير من اهل العلم على تقسيمها الى قسمين شفاعة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وشفاعة عامة يعني له ولغيره من الشفاء وقد اجمع اهل العلم على ان النبي صلى الله عليه وسلم مختص بثلاث شفاعات الشفاعة الاولى هي الشفاعة العظمى. وهي المقام المحدود وهي الشفاعة في الخلائق ان يقضى بينهما. يعني الشفاعة في فصل القضاء فان الخلائق حينما يقفون في ذلك اليوم العظيم ويقول عليهم الوقوف يتنادون فيما بينهم ان يجدوا من يشفع لهم من يشفع لهم عند الله جل وعلا. فيذهبون الى هذا فنوح وابراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام. والكل يعتذر والكل يذكر ذنبا سوى عيسى عليه السلام. والكل يقول ان الله قد غضب غضبا. لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله. والكل يقول نفسي نفسي ثم يرشدهم عيسى عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم ويذكر مزية لان هذا مقام عظيم ليس الا لمن له مزية عظيمة. فقال اذهبوا الى محمد صلى الله عليه وسلم عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فاذا ذهبوا اليه عليه الصلاة والسلام فانه يقول انا لها فيذهب فيسجد تحت العرش ويقول سجوده ويحمد الله عز وجل بمحامد يفتحها الله عليه. حينئذ ثم يقول الله عز وجل يا محمد ارفع راسك وسل تعطى واشفع تشفع الشاهد ان هذه هي الشفاعة الاولى وهي بالاجماع خاصة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم الشفاعة الثانية هي الشفاعة في دخول اهل الجنة الجنة وهاتان الشفاعتان اورثهما الشيخ رحمه الله في الكلام الذي مر معنا وهو ذكر انه عليه الصلاة والسلام له في يوم القيامة ثلاث ان له ثلاث شفاعات ولكن في الحقيقة هو اورد اربع شفاعات اه الا اذا قلنا الشفاعة المتعلقة اه او التي ترتبط بالنار واهلها اما الذين استحقوها الذين دخلوها لا يمكن ان يقال انها شفاعة على كل حال اه لم يذكر النبي الامام ابن تيمية رحمه الله هذه الشفاعة الثالثة التي اختص بها عليه الصلاة والسلام في عونه ابي طالب ان يخفف عنه العذاب ودليل هذا المرتبة في الصحيحين عن العباس رضي الله عنه انه قال يا رسول الله هل من بعد ابا طالب بشيء؟ فانه كان يحوطك ويغضب لك. فقال عليه الصلاة والسلام نعم. هو في ضحك من النار في اللغة هو الماء القليل الذي يكون على سطح الارض ولا يكاد يبلغ الكعبين فهذا كناية عن انه في محل اخف من غيره من الكفار. قال ولولا انا يعني ولولا شفاعة لكانت الدرك الاسفل من النار فهذه شفاعة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم بالاجماع وهي مستثناة من شرط الرضا عن المشفوع له والله يخلق ما يشاء ويختار فان الشفاعة لابد فيها من شرطين باذن الله عز وجل للشافع ان يشفع ورضاه سبحانه عن المشفوع له قال جل وعلا وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله بمن يشاء ويرضى اذا لابد من اذن للشاب ولابد من رضا عن المشهور والله لا يرضى عن القوم الكافرين فهو لا يرضى الا عن اهل التوحيد فقط الشفاعة مقصورة عليه. الا ما جاء الدليل باستثناءه. وذلك فيما نعلم من النصوص انما هو ابو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم لا غير والله يخلق ما يشاء ويختار هذه الشفاعات الثلاث خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم بالاجماع الشفاعات الباقية حصل في بعضها خلاف. هل هي خاصة به عليه الصلاة والسلام اوله ولغيره ايضا من الشفعاء لكن ميزة الانواع السابقة هي الاجماع على انها خاصة به عليه الصلاة والسلام وذكر المؤلف رحمه الله بعد ذلك شفاعتين الاولى الشفاعة في من دخل النار ان يخرج منها وهذه الشفاعة دلت عليها النصوص المتواترة واجمع عليها المسلمون قاطبة سوى شباب اهل البدع وهم الوعيدية من الخوارق والمعتزلة القول عندهم من دخل النار لا يخرج منها ويستدلون بقول الله وعلا وما هم بخارجين من النار فهم عبدوا الى طائفة من النصوص فاخذوا بها وتركوا ما سواهم ولو جمعوا والافوا بين النصوص وامنوا بالكتاب كله ما وقعوا فيها المقصود بهذه الاية قطعا انما هم المشركون الكفار جمعا بين هذه الاية وغيرها من الادلة التي تدل على خروج العصاة من النوم و الادلة كثيرة تدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم يشفع فيمن دخل النار ان يخرج منها في حديث انس وفي حديث ابي هريرة في حديث غيرهما وكلها في الصحيحين وفي حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم يشفع او تتكرر شفاعته اربع مرات. عند ربه جل وعلا وكل مرة يحد الله عز وجل له حدا يخرجهم من النار. اذا له صلى الله عليه وسلم من هذه الشفاعة الحظ الاوفر. وان كان غيره ايضا يشفع كما جاء في حديث ابي سعيد آآ الذي فيه ان المؤمنين يشفعون الى الله عز وجل في اخوانهم الذين يصلون معنا قالوا ان صلاتهم يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون معنا فيحد الله عز وجل لهم حدا من اهل النار فيخرجهم منها هؤلاء الذين يشفعون فيهم من العصاة الذين يعذبون الذين يعذبون يعذبون في النار ما شاء الله المعذب يخرجون بعد ذلك يلقون على نهر في الجنة وقد ماتوا فانه اذا دخل النار واصابتهم النار فانهم يحصل لهم احترام وتفهم. نسأل الله العافية والسلامة. ويموتون في النار. كما جاء هذا في صحيح مسلم ثم يحملون ويلقون على اه ضفاف نهر في الجنة تسمى الحياة او الحياة فينبتون من جديد. قال عليه الصلاة والسلام كما تنبت الحبة على حميل السيل. يعني على ضفاف السيل وجاء في حديث ابن عمر كما في الصحيح ان النبي انه انه صلى الله عليه وسلم يقول يخرج الله قوما من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يسمون الجهنميين. يعني ان اهل النار الذين سبقوا الى النار يسمون هؤلاء العتقاء عتقاء الرحمن يسمونهم الجهنميين والذي تدل عليه مجموع او الذي يدل عليه مجموع النصوص ان هذه التسمية تكون اول وهلة ثم بعد ذلك يلجأون الى الله عز وجل ان لا يسمون بهذا الاسم لا يسمون بعد ذلك بل يسميهم الله عز وجل بعتقاء الرحمن الشفاعة الثانية التي ذكرها المؤلف رحمه الله وهي الشفاعة الرابعة من مجموع ما ذكر الشفاعة فيمن استحق النار من العصاة الا يدخلها يعني اناس يستحقوا النار واستحقاقهم النار. انما هو بغلبة سيئاتهم. على حسناتهم في موقف الوزن فيشفع فيهم يشفع فيهم الشفعاء الا يدخلوا النار. وهذه الشفاعة انكرها ايضا الخوارج والمعتزلة لاصلهم بانفاذ الوعيد. فعندهم ان وعيد الله جل وعلا لابد ان يركن. سواء تعلق بالكفار او تعلق بي الفساد وهذا التقسيم يرد على من لا يكفر في الدنيا وهم الخوارج وهم المعتزلة وبعض الخوارج الذين هم الرباطيين. المقصود ان هؤلاء انكروا هذه الشفاعة. كما ان من اهل العلم من توقف في اثبات هذه الشفاعة وتوقفهم ليس لما ذهب اليه اهل البدع بل لانهم ما وقفوا على دليل الصليب يدل على هذا النوع من الشفاعة ومن اولئك ابن القيم رحمه الله كما في تهذيب اه السنن فانه ذكر عن هذا النوع من الشفاعة انه لم ينفع له بدليل. مع ان كثيرا من الناس يريدونه و ظاهر كلام ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد ايضا انه توقف في هذا النوع فانه بل بعد ان اورد في التمهيد في الجزء السادس او السابع بعد ان اورد الادلة على الشفاعة في اهل النار اه في عصاة الموحدين الذين دخلوا النار قال ويقال ان ان من استحق النار يشفع فيه الا يدخلها. ورويت في هذا اثار فالله اعلم. ظاهر هذا كأنه يميل الى التوقف الذي يظهر والله اعلم ان هذا ليس بجيد والصواب ان هذا اللون ثابت لا شك فيه بل ظاهر كلام شيخ الاسلام ان هذا النوع متفق عليه وذلك انه في الفتاوى الكبرى وفي مجموع الفتاوى ايضا ذكر ان هذا النوع انما انكره الخوارج والمعتزل فظاهر هذا او مفهوم المخالفة من هذا ان اهل السنة متفقون عليه واما الاستدلال له فان ابن حجر رحمه الله في الفتح استدل بهذا النوع ما يكون في موقف الصراط في موقف المرور على الصراط ان الانبياء يقولون اللهم سلم سلم فهذا نوع من الشفاعة. بل جاء في رواية فتحن الشفاعة ربي سلم سلم فالدعاء لهؤلاء المارين ان يسلمهم الله عز وجل من الوقوع من على الى النار نسأل الله العافية والسلامة. نوع الشفاعة وسمت دليل اوضح وهو قوله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته واني اختبأت دعوتي شفاعتي لامتي يوم القيامة فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا ووجه الاستدلال من هذا الحديث من جهتين الاولى ان تنصيصه عليه الصلاة والسلام. في هذا الحديث وفي غيره ان شفاعته تكون يوم القيامة فان اول ما يدخل واولى ما يدخل في كلمة يوم القيامة هو ماذا ما يكون في عرصات القيام فيدخل او تدخل الشفاعة. حينما او قبل انقضاء الحساب في كلمة يوم القيامة دخولا اوليا وهذا الذي يفهمه عامة المسلمين اذا سألوا الله عز وجل ان يشفع فيهم نبيه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. انما يريدون هذا فيوم القيامة اول ما يذكر في هذا اللفظ انما هو ما يكون قبل دخول النار وقبل انقضاء موقف القيام الوجه الثاني ان الشفاعة من حكمة حصولها اكرام الشافعي والا فالامر كله راجع الى الله عز وجل واذا كان الامر كذلك فان اكرام الشافعي بقبول شفاعته فيما لم يدخل النار بعد اعظم من اكرامه بقبول شفاعته في من دخل النار والله عز وجل اعلم اذا هذه شفاعة اربع اوردها المؤلف رحمه الله وثبت شفاعة اخرى يوردها اهل العلم من ذلك وهذا النوع الخامس الشفاعة في دخول من لا حساب عليه الجنة دليل هذا ثابت في الصحيحين من قول الله جل وعلا ادخل قال يا محمد حينما يقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما يشفع امتي امتي فيقول الله عز وجل ادخل امتك من لا حساب عليه. من الباب الايمن من ابواب الجنة وهم شركاء الناس في سائر الابواب فهذا نول والظاهر انه خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم نوع سادس يذكره كثير من اهل العلم وهو الشفاعة في قوم من اهل الجنة ان ترفع درجة فيها وهذا النوع ذكر ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن آآ انه ايضا لم يقف له على دليل اه او عفوا اورد له لكن يميل رحمه الله الى كانه يميل الى عدم ثبوت هذا النوع من الشفاعة وذلك لما ثبت في الصحيحين من دعائه صلى الله عليه وسلم لابي عامر الاشعري قال اللهم اغفر لعبيد ابي عامر اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك. الحديث في الصحيحين وكذلك في دعائه عليه الصلاة والسلام لابي سلمة كما في صحيح مسلم اللهم اغفر لابي سلمة وارحمه وارفع درجته في المهديين. قالوا هذا دليل على هذا النوع من الشفاعة وهو الشفاعة في رفعة درجات قوم من اهل الجنة فيها ولكن الظاهر والله اعلم ان هذا الدعاء لا علاقة له بموضوعنا فاننا نبحث في شفاعة تكون يوم القيامة. واما ما جاء في هذين الحديثين فهو دعاء في الدنيا وليس كل دعاء يدرج ضمن مباحث او انواع الشفاعة ايضا استدلوا او اوردوا نوعا سابعا وهو الشفاعة فيمن تساوت حسناته سيئاته واوقفوا على الاعراب ان يدخلوا الجنة وهذا النوع هو يكفيه اه بعض الاحاديث والاثار ولكن لم يصح لذلك شيء فيما اعلم الظاهر والله اعلم ان اثبات هذا النوم موقوف على ثبوت الدليل الصحيح الصريح والله عز وجل انا خلاصة ما يتعلق بموضوع الشفاعة البحث فيه اطول من ذلك نعم قال رحمه الله ويخرج الله من النار اقواما بغير شفاعة. بل بفضل الله ورحمته ويبقى في الجنة فضل عن من دخل من اهل الدنيا فينشيء فينشيء الله لها اقواما فيدخلهم الجنة بعد ان يشفع الشفعاء يبقى بقية من اه عصاة الموحدين وهم اضعفهم ايمانا فهؤلاء يخصه الله عز وجل بفضل رحمته ويخرجهم دون شفاعة من احد من الشفعاء كما في الحديث الذي مضى وبقي ارحم الراحمين او وبقيت رحمة ارحم الراحمين فهذا هو ما اشار اليه المعلم رحمه الله ويبقى فضلة في الجنة. يعني مكان فارغ لم يسأل فينشأ الله جل وعلا قوم يخلقه يدخله هذه الاماكن التي هي فارغة فيسكنون حتى تمتلئ الجنة ان الله عز وجل وعد ان للجنة وللنار ملؤها نعم واصناف ما تتضمنه الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء والاثارة من العلم المأثورة عن الانبياء. وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي فمن ابتغاه وجده. لان الشيخ رحمه الله رأى انه اختصر بكلامه عن مباحث اليوم الاخر فاحال طالب العلم الى الرجوع الى ما جاء في النصوص في الكتاب والسنة فانه سيجد ما يشفي ويكفي ولا شك ان هذا الباب باب توقيفي لا مجال فيه للاجتهاد. ولا ليصلي بالعقل. المرجع في ذلك الى توحي الله عز وجل الذي اوحاه الى انبياء ولا شك ان الموجود مما ينسب الى الانبياء التوراة والانجيل والزبور الموجود من ذلك انما هو محرم وزيد فيه وانقص مع ان ما جاء في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب اعظم مما جاء في الكتب الاخرى كما نص على هذا اهل العلم المقصود ان من رابط النظر واستفادة العلم في هذا الباب العظيم فليرجع الى ما جاء في كتاب الله ما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد بغيته في كتب اهل العلم التي جمعت من هذه الايات تلك الاحاديث الحظ الكثير الطيب لا يستفيد من ذلك ان شاء الله وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره هذا الاصل جديد وان كان ما ذكر المؤلف كلمة فصل لكنه مبحث جديد وفصل جديد في هذه العقيدة يتعلق بباب عظيم ومهم بل هو ركن من اركان الايمان الا وهو الايمان بالقدر و الايمان بالقدر احد اركان الايمان كما دل على هذا حديث جبريل المشهور والادلة على ثبوت القدر وعلى وجوب الايمان به كثيرة معلومة وان من لم يؤمن بالقدر فانه قد كفر بالله سبحانه وتعالى باب القدر باب عظيم والامر فيه كما قال ابن القيم رحمه الله قال في شفاء العليل القدر بحر لا ساحل له والشرع فيه سفينة النجاة من ركبها نجا ومن تخلف عنها فهو من المغرقين وكلامه رحمه الله حق وكم ممن غرق في اوحال الضلال بسبب انه ما ركب مركب النجاة الا وهو الوقوف عند حج ما جاء عند حد ما جاء في النصوص والسكوت عما سوى ذلك و لا يخفى على طالب علم ان هذا الباب اغلق وادق مباحة الاعتقاد والنصيحة لطالب العلم ان نوغل فيه برفق ولاجل هذا جاء الحل على عدم التعمد التعمد المذموم في هذا الباب عند الطبراني باسناد حسن وقال العراقي ابن حجر وغيرهما واذا ذكر القدر فامسكوه هذا حد منه صلى الله عليه وسلم عن الانسان المقصود في ذلك الامساك عما سوى ما جاء في النصوص اسكت وكف وقف عن القدر الزائد عما جاء في ادلة الكتاب والسنة فانك ان لم تفعل لم تفلح ولا سيما ما يتعلق برون الوقوف على علل افعال الله عز وجل تفصيلا بحيث يرغب العبد ان يعرف تعليل فعل الله عز وجل وخلقه في كل قضية هذا امر خطط بل في غاية الخطورة قال شيخ الاسلام رحمه الله في تعرية القدم واصل ضلال الخلق من كل فرقة هو الخوض في فعل الاله بعلته. فانه لم يفهموا حكمة له وصاروا على نوع من الجاهلية فهذا المقام مقام عظيم. حسبك يا عبد الله ان تؤمن بان لله الحكمة البالغة وقد يظهر لك شيء من تفاصيل هذه الحكمة وما خزن عنك علمه فشيء كثير لا يمكن لك ان تحيط به. وان للعبد الضعيف الفقير من كل وجه ان يحيط علما بحكمة الله العظيم الكبير الواسع جل وعلا كيف يكون ذلك انت يا عبد الله عاجز عن ان تحيط علما بحكمة الله بحكمة عبد مثلك بكل ما يفعل تأمل في قصة الخضر وموسى عليهم الصلاة والسلام وموسى هو هو عليه الصلاة والسلام. مكانة ومنزلة وعلما ومع ذلك خفي عليه الحكمة والعلة في فعل مخلوق مثله بل هو دونه في المنزل فلما تبين له الحقيقة والحكمة فيما فعل الخمر من المواقف الثلاثة معروفة في سورة الكهف انه ظهر لذلك حكمة عظيمة. لكنها كانت خافية له فكيف يقوم الانسان ان يحيط علما بحكمة الله العظيم جل وعلا في كل ما يفعل ولا سيما في باب الهداية والاطلال لم هذا؟ ولم اضل هذا وامثال ذلك من هذه الاسئلة هذه اسئلة تورد صاحبها الموارد وقد ذكرت غير مرة ان هذا السؤال ممنوع في باب القدر لم؟ كما انك سؤال لكي ممنوع اهتمام الغيبيات من الصفات مباحة اليوم الاخر كلمتان ممنوعتان في بابين كيف بباب الغيبيات ولما في باب القدر وثمة مقدمات ممهدات وهي عواصم بتوفيق الله من الوقوع في الانحراف اذا اشكل عليك شيء يا عبد الله استذكرها وراجعها لانك تستريح اولا ان توقظ ان الله عز وجل عدل لا يؤمن وهذا قد ثبت بالادلة القطعية التي لا شك فيها الله عز وجل لا يظلم احدا اذا علمت ذلك استرحت فسواء فهمت تفاصيل ما يشكل عليك وانزاحت الاشكالات عنه او لم تفهم ثق وايقن ان الله عز وجل عدل لا يظلم ولاجل هذا لم يكن على الله عز وجل حجة من عباده البتة فيوم القيامة كل الخلائق تلهج بحمد الله عز وجل قال سبحانه وقضي بينهم وقيل ماذا؟ الحمد لله رب العالمين. لاحظ هذا آآ الاجمال وقيل وهذا الاجمال في هذا المقام يفيد التعميم بمعنى ان كل الخلائق تصدح بحمد الله عز وجل حتى اهل النار وهم فيها يعذبون. يقولون الحمد لله رب العالمين ما وجدوا على الله عز وجل حجة. وما كان لهم عذر وتجلى لهم عدل الله عز وجل وتنزله فهم يعذبون ومع ذلك يقولون الحمد لله رب العالمين اذا ثق يا عبد الله ان الله منزه عن الظلم قطعا سواء كان يوجد تفاصيل او لم تفهم ثانيا ان تعلم ان لله عز وجل حكمة بالغة قد تظهر لك وقد لا تظهر اذا في كل ما يرد عليه مما قد تستشكله من مباحث القدر تذكر ان لله فيه حكمة اذا اردت تقريب الامر اذا كنت تثق في انسان في عقله في محبته لك في حكمته وعقله فانك تسلم له. ولو لم تعلم العلل والغايات يفعل لاجلها مما قد يكون عندك فيه استشفاء سلموا لعالم تعرف عقله وحكمة تسلم لابيه وتقول انا لا ادري لما فعل كذا او لما فعل الشيخ الفلاني بهذا الامر؟ لكني على يقين انه فعل هذا لعلة حسنة والحكمة الطيبة وان كنتم اعلم تفاصيلا ذلك ولا تتهمه بالعبث او تتهمه بالتناقض او ما شاكل ذلك الله عز وجل اجل من ذلك واعظم فهو لا يخلق ولا يقدر ولا يفعل الا الحكمة البالغة قد تظهر لك وقد لا تظهر لك ودلة هذا من الكثرة بمكانه تذكر ابن القيم رحمه الله انها تكاد ان تبلغ عشرة الاف درهم بل ذكر في الشفاء في شفاء عليم اه ذكر اثنتين او اثنين وعشرين نوعا من الانواع التي ترجع اليها ادلة اثبات حكمة الله سبحانه وتعالى في افعاله في قدره الامر الثالث الذي ينبغي الا يغيب عن ذلك يا رعاك الله ملاحظة مقام الادب مع الله عز وجل فالله لا يسأل عما يفعل تذكر ان الرب رب وان العبد عبد وان هذا العبد مملوك لسيده جل وعلا فلا تأخذك الرعونة والخفة والطيش الى ان تسيء الادب مع الله عز وجل المقام مقام عظيم يراعى فيه الادب. الله عز وجل لا يسأل عما يفعل. وهم يسألون من باب محل السؤال والله عز وجل لا يسأل عما يفعل لعظمته جل وعلا. مع اليقين والايمان بحكمته البالغة سبحانه وتعالى اذن تذكر هذه الاصول النافعة والعاصمة بتوفيق الله عز وجل فانك اه فتطمئن باذن الله جل وعلا القدر وهو علم الله عز وجل بالاشياء وكتابته لها ومشيئته وخلقه لها اذا هو المراد المعروفة عندكم وهي مراتب القدر. القدر ليس الا هذه الامور الاربع. وكل مباحث القدر متفرع متفرعة عن هذه المرافق الاربعة والتي جعلها الشيخ رحمه الله في درجتين وكل درجة مشتملة على شيئين هذه المراتب الاربعة هي القدر. فمن امن بها فقد امن بقدر الله جل وعلا وهي المجموعة في قول الناظر علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين والشيخ رحمه الله سيتكلم عن كل واحدة هذه المراتب على حدة نعم اعد وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره كره. نعم. هنا مسألة وهي نسبة الشر الى القدر ينبغي ان تلاحظ هنا امرين نسبة الشر الى فعل الله عز وجل والى تقديره والى ما يقوم به من الصفة فهذا منتف عن الله عز وجل قطعا قال عليه الصلاة والسلام والشر ليس اليك فالله عز وجل ليس منه شر ليس هناك شر يضاف اليه. لا الى فعله ولا الى خلقه والى ولا الى صفته التي تقوم به الجهة الثانية الشر المضاف الى مخلوقه مخلوق البائد عنه. هنا يصح ان تضاف الشر وهذا هو مقصود اهل العلم بقولهم القدر خيره وشره. يعني الامر المقدر يكون فيه الخير ويكون فيه الشر والشر المضادة الى المخلوق الى المفعول بالله جل وعلا هو شر اضافي لا شر محق شر النهر لم يقع في مخلوقات الله جل وعلا فان كل ما فيه سوء وكل ما فيه قبيح وكل ما فيه شر فان هذا انما هو من وجه وهو من وجه اخر خير لاجل ذلك خلقه الله عز وجل ولاجل هذا جعله الله عز وجل مقدرا والا فالشر والبحر لا يقع ولا نخلقه الله عز وجل. انما يخلق الشيء الذي فيه شر من وجه وفيه خير من وجه اخر حتى المعاصي وحتى الذنوب. فان فيها خيرا من وجه وفيها شر من وجه لهذا كانت مقدرة من الله جل وعلا انه بسبب المعاصي تحصل التوبة التوبة محبوبة الى الله جل وعلا. سبب المعاصي تنكسر آآ نفس المغرور الذي يذل على الله عز وجل بعبادته بسبب المعاصي تتحقق اه اثار بعض صفات الله عز وجل كالرحمة المغفرة وكالانتقاء والغضب وما الى ذلك وقد ذكر من هذه الامور ابن القيم رحمه الله اه يعني نحو من ثلاثين من الفوائد التي تظهر لتقدير الله عز وجل للمعاصي والذنوب. فارجع اليها ان شئت بمفتاح دار السعادة المقصود ان الشر تفهمه من خلال هذين الوجهين حينما يضاف الى القدر اما الى فعل الله عز وجل والى صفته فلا شر البتة. واما بالنسبة الى مقدور لك والى مفعول الى والى مخلوق الله عز وجل فانه يكون فيه الخير ويكون فيه الشر لكن لا يكون فيه شر محض بل لابد من اه خير فيه من وجه اخر. نعم والايمان بالقدر على درجتين. كل درجة تتضمن شيئين. فالدرجة الاولى الايمان بان الله علم الخلق عاملون بعلمه القديم. الذي هو موصوف به ازلا وابدا وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق هذه المراتب الاربعة اه هذه المراتب الاربع قسمه الشيخ رحمه الله هنا الى درجتين تشتمل كل درجة على شيئين. اذا المجهول اه اربع مراتب اكثر اهل العلم اذا تطرقوا الى هذا الباب انما يذكرون المراتب الاربع. هكذا متسلسل الاول العلم الثاني الكتابة اه ثالث المرتبة الاولى العلم المرتبة الثانية الكتابة المرتبة الثالثة المشيئة المرتبة الرابعة الخلق لكن الشيخ رحمه الله جعلها هنا على درجتين وهذا فيه لطيفة من جهة ان القدر فيه متقدم وفيه متأخر متقدم يعني سابق لوقوع المقدور. ومتأخر مقارن لوقوع المقدور العلم والكتابة. يجمعهما انهما مرتبتان متقدمتان على حصول المقدور العلم قديم ازلي والكتابة ايضا متقدمة فان هذه الكتابة كانت قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. اما المشيئة والخلق فان حصول المخلوق المقدر انما يكون عقيدة مشيئة الله عز وجل فاذا شاء الله شيء فانه يحصل مباشرة فيخلقه الله عز وجل عند حصوله. اذا هذه الدرجة المكونة او المشتملة على هاتين المرتبة متى كانت مقارنة لحصول ماذا؟ المقدور. بخلاف ماذا الدرجة الاولى وهي العلم والكتابة. فهذا التقسيم منه رحمه الله فيه لفتة الى هذه اللطيفة اه التي ذكرتها لك المرتبة الاولى او الدرجة الاولى والشيء الاول من الدرجة الاولى العلم قال هو علم الله القديم مراده بالقديم هنا الازل يعني الذي ليس له اول وليس مقصود. مقصوده بالقديم الذي سبق غيره وان لم يكن ازليا انما مقصوده العلم الازلي قد مر معنا ما يتعلق بصفة العلم. وان علم الله عز وجل صفة باتية لا تنفك فالله عز وجل لم يزل ولا يزال عليما ولم يكن جاهلا تعالى الله ذلك قط ثم استفاد علما. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فعلم الله عز وجل علم قديم هذا هو الذي تعلق به الدرجة الاولى من درجات من درجتي القدر. اما علم الظهور فهذا علم نقارن وهذا لا علاقة له بهذه القضية او بهذا الباب. علم الطهور يعني علم الله عز وجل بالشيء حصوله وهذا بخلاف علمه بالشيء قبل حصوله. وهذا هو الذي جاءت فيه بعض النصوص في القرآن الا لنعلم الا ليعلم الله في نصوص كثيرة. فهذا المقصود به علم الظهور. يعني العلم الذي يظهر الله عز وجل به معلومه القديم. فيعلم الله عز وجل الشيء قبل حصوله ويعلم الله عز وجل الشيء حين حصوله التكليف والجزاء والحساب انما يتعلق بالعلم الثاني بعلم الظهور. لا بالعلم القديم. والله عز وجل لا يحاسب احدا ولا يجازي احدا بناء على علمه القديم. لكن بناء على علم القبور الذي يكون اذا المقدم ووقع شيء مخلوق علم الله عز وجل علم واسع شامل لكل شيء ولاحظ هذا العموم في قول الله جل وعلا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فهو علم شامل كل شيء ازلا وابدا ازلا القديمة وابدا في المستقبل. علم شامل للذوات وللصفات وللافعال علم شامل للموجود وللمعلوم. علم شامل للمعلوم ممكنا كاد او مستحيلا اذا هو علم شامل لكل شيء. علم الله ما كان وما هو كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون من الممكنات والمستحيلات حتى المستحيلات لو قدر وقوعها فقد علم الله عز وجل كيف سيكون الحال؟ او كان فيه الى الله لفسدت واتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى علم الله كيف سيكون الحال مع ان وجود اله ورب مع الله عز وجل امحه المخالفة اذا علم الله عز وجل علم واسع شاق لكل شيء هذا العلم خلق فيه طائفتان الطائفة الاولى هم القدرية الاوائل الذين زعموا ان الامر امة وان الله عز وجل لا يعلم الشيء الا اذا وقع وهؤلاء اشار اليهم المؤلف رحمه الله وسيأتي الكلام فيه ولا شك انه ان هؤلاء طائفة كافرة باجماع السلف والطائفة الثانية هم الفلاسفة المنتسبون الى الاسلام ولا شك ان انتسابهم انتساب آآ انتساب زور فان هؤلاء انكروا علم الله عز وجل بالجزئيات واثبتوا علمه بالكليات خلاصة ذلك نفي العلم عن الله عز وجل. لان الاشياء لا تكون في الواقع الا جزئية ولكن في الكليات محلها الذهن اما في الواقع وفي الوجود فانه لا توجد الاشياء الا جزئية. اذا خلاصة ذلك ان الله عز وجل لا يعلم شيئا من خلقه تعالى الله عزاه لاجل هذا كفر الفلاسفة بثلاثة كفر الفلاسفة العداء اذ انكروه وهي حق مثبتة علم بجزئية حدوث عوالم حشو لاجساد وكانت ميتة وسيأتي كلام المؤلف رحمه الله الى اه الصنف الاول وهو طائف الذين انكروا علم الله عز وجل بالاشياء حتى تقع. اذا هذه هي المرتبة الاولى ومضى معنى بمبحث الصفات الادلة على العلم. نعم قال رحمه الله الدرجة الاولى الايمان بان الله علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا علم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال. ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق فاول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه. وما اخطأه لم يكن ليصيبه. جفت الاقلام وطويت الصحف. كما قال سبحانه قال الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. وقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. وهذا التقدير الشيء الثاني من الدرجة الاولى وان شئت فقل المرتبة الثانية من مراتب القدر الكتاب المقصود بهذه الكتابة الكتابة في اللوح المحفوظ وهو الكتاب او الكتاب المبين او الامام المبين او الذكر الى غير ذلك لا من هذه الاوساط التي ذكرها الله عز وجل والتي جاءت بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هذا نوع منه وهذا كتاب عظيم محفوظ محفوظ من الزيادة والنقصان كتب الله عز وجل فيه كل شيء من المدة التي كانت طيب خلق القلم والى قيام الساعة. فما بين هذين فهو مكتوب على وجه التفصيل في هذا اللوح المحفوظ واورد المؤلف رحمه الله ايتين يدلان على ثبوت هذه المرتبة والاية الاولى دليل على ثبوت الدرجة كلها او المرتبتين الاوليين. الم تعلم ان الله يعلم المبالغ في السماء والارض هذه هي مرتبة العلم. ان ذلك في كتاب. هذه مرتبة الكتاب وكل شيء احصاه الله عز وجل وكتبه في هذا اللوح المحفوظ وهذا قدر واضح لا شك فيه ولا ريب في ادلة النصوص هذه كتابة اورد لها المؤلف رحمه الله حديث عبدالله بن عمر بن العاص في صحيح مسلم فاول ما خلق الله القلم قال لاكتب. وهنا مبحث اه مشهور في كلمة اول والاقرب والله اعلم ان نطقها اول ما خلق الله القلم اي حين خلق الله القلم قال اكتب وليس اول ما خلق الله القلم يعني ليس مبتدأ وخبرا. قلم خبر المبتدأ اول. بل الذي تجتمع به النصوص هو ان اول هنا الفتح بمعنى حين يعني ضرب وذلك ان عرش الله عز وجل والماء الذي العرش عليه سابق لخلق وبالتالي فلا يمكن ان يكون هو الاول واهم من هذا ان الله عز وجل لم يزل خالقا الله عز وجل لم يزل ربه والله عز وجل لم يزل الها وهذا يقتضي وجود مرغوب مألوف ومخلوق فلم يزل الله عز وجل قال وان كان كل مخلوق فله بداية خلقه الله عز وجل بعد ان لم يكن لكن هذا المخلوق خلق الله قبله مخلوقا والذي قبله خلق الله قبله مخلوقا وهكذا الى متى؟ الى ما لا بداية لماذا؟ لان الله عز وجل لم يزل بذاته وصفاته ومن صفاته الفعل ومن صفاته الخلق ومن صفاته الربوبية ومن صفاته الالوهية وهذا كله القضية ان يكون هناك مخلوق ومرغوب ومألوف فلم يكن الله عز وجل معطلا عن الفعل ولم يكن الله عز وجل معطلا عن الكمال. ثم استفاد الكمال من ذلك. من لم يزل له الكمال المطلق سبحانه وهذه هي عقيدة اهل السنة والجماعة. التي خالفوا فيها الفلاسفة والجهم. الذين قالوا بان من المخلوقات ما هو قديم الاشاعرة والجهمية الذين قالوا بقطع التسلسل الجهمية قالوا بقطع التسلسل في الماضي والمستقبل والاشعة قالوا بقطع التسلسل في الماضي واجباته في المستقبل بل الله عز وجل لم يزل خالقا في المستقبل فكل مخلوق خلقه فانه يخلق بعده مخلوقا ثم يخلق بعده مخلوقا ثم يخلق بعده مسلوقا الى ما لا كذلك لم يزل الله عز وجل خالقا في الازل. والذي يوضح لك هذه القضية ان تتأمل مليا. اننا نتكلم سمعا لا بداية فانك اذا تأملت ان الله عز وجل هو الاول فانك تهتدي الى الصواب الذي عليها اهل السنة والجماعة في هذا الباب. ومن بقيت عليه بقية الإشكال ان يرجع الى ما قرره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ولا سيما في كتابه الصففية ان موسى يتضح له المقام كذلك في مواضع المنهاج والفتاوى الجهمية وغيرها من كتبه رحمه الله على القول بان ضبط هذا الحديث انما هو اول فتكون الاولية هنا نسبية لا فقط وهذا له شواهد ونظائر والمعنى ان هذا اول المخلوقات التي لها علاقة بنا. فهو القلب اول المخلوقات. مخلوق عظيم له علاقة بنا. لانه كتب اه المقادير التي تتعلق بنا بالافعالنا واجالنا وارزاقنا ما الى ذلك. فعليه ان يوجه هذا اه بهذا والله عز وجل اعلم المقصود ان العلم سابق والكتاب لاحقا تكون بعده. ثمان العلم اوسع يشمل كل شيء. واما الكتابة فانها في شيء بخصوص لمدة مخصوصة. ولا تشمل كل شيء تشمل ما يكون في هذا الكون الى قيام الساعة منذ خلق القلم والى قيام الساعة فقط. تلاحظ ان المسألة فيها عموم وخصوص فالعلم اعم والكتابة اخص هذه الكتابة هي الاصل وهي التي يريدها اهل العلم اذا تكلموا في مبحث مراتب القدر ثمة تقديرات متعلقة بمرتبة الكتابة هي كالتفصيل في هذا الاصل فهي اشياء خاصة تفصيلية لما هو في كتابة الاصل الكتابة اللون المحفوظ اربعة سيتكلم عنه المؤلف رحمه الله الان. نعم قال رحمه الله وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه وتعالى يكون في مواضع جملة وتفصيلا. فقد كتب في المحفوظ ما شاء واذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه. بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد. ونحو ذلك. فهذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرين قديما ومنكره اليوم قليل هذه التقديرات المتعلقة بالكتابة وهي التقديرات التفصيلية هي غير خارجة عما يكون في اللون المحفوظ انما هي جزء من هذا الاصل وجزء خاص بشيء معين. اما الكتابة الموجودة في اللون المحفوظ ظهر عنه من ذلك من ذلك هذا التقدير العمري الذي هو حاصل لكل انسان. فانه اذا آآ كان هذا الانسان في جنين في جنين في بطن امه ومضت عليه اربعون ثم اربعون ثم اربعون يعني مضت عليه مئة وعشرون يوما فانه يرسل اليه الملك قبل دف الروح فانه بعد هذه الكتابة قال في الحديث ثم ينفخ فيه الروح وقبل ذلك يكتب الملك بامر الله عز وجل اربعة اشياء او اربعة كلمات رزقه واجل وعمل وشقي او سعيد فهذه كلمات الاربع تكتب كتابة خاصة لا تخالف ما هو موجود في اللوح المحدود. وما هو مكتوب في اللوح المحبوب؟ لكنها خاصة من جهة انها متعلقة معين متعلقة باربعة اشياء تتعلق بهم. فهذا تقدير خاص ايضا من التقديرات الخاصة التقدير الذي كان على ادم عليه السلام كما جاء في الصحيحين في حديث محاجة ادم موسى ادم وموسى عليهم الصلاة والسلام قال اتلوم هذا يقوله ادم عليه السلام اتلومني على شيء قدره الله عليه. قبل ان اخلق باربعين سنة فهذا تقدير يعني كتابة كانت في موضع معين في وقت معين وهو قبل خلق ادم عليه السلام باربعين سنة فهذا تقدير خاص تقدير يعني الكتاب لان العلم قديم محصورا بما قبل خلقه باربعين سنة فانما المقصود ان هذا التقدير هو الكتابة فقبل خلق ادم عليه السلام باربعين سنة كتب عليه آآ عمله ومنه هذه المعصية التي اه وقعت منه وتاب منها عليه الصلاة والسلام ايضا من تلك تقديرات تفصيلية ما يقع من التقدير والكتابة ليلة القدر. قال جل وعلا فيها يفرق كل امر حكيم. يعني انه يقدر فيها بمعنى فيكتب فيها كما جعل ابن عمر مجاهد والحسن وغيرهم من اهل العلم انه يقدر فيها يعني يكتب فيها تفاصيل ما يكون في هذا العام من هذه الليلة والى ليلة القدر المقبلة فتفاصيل ما يكون من موت وحياة ورزق وما الى ذلك يكتب في تلك الليلة فيها يفرق كل امر حكيم فهذا تقدير خاص لمدة معينة وهو لا يخرج عن التقدير السابق بل هو تفصيل لهذا الاصل الذي جاء في اللوح المفتوح. يذكر اهل العلم تقديرين اخرين في هذا المقام وهو التقدير الذي كان في عند اخذ الميثاق آآ حينما مسح الله عز وجل ظهر ادم فاخرج ذريته لكن الذي يظهر لي والله اعلم ان هذا الموضوع ليس له علاقة موضوع الكتابة الذي نبحث فيه كذلك يذكرون وهذا الامر الخامس الذي يذكر الكتابة او التقدير اليومي يذكرون عند قول الله جل وعلا كل يوم هو في شأن اه هذه او هذا التقدير قد جاء عند ابن ماجه باسناد جيد انه صلى الله عليه وسلم قال شأنه ان يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع اخرين. وعلق هذا البخاري رحمه الله في صحيحه عن ابي الدرداء رضي الله عنه موقوفا عليه والذي يظهر والله اعلم ان هذا التقدير ايضا ليس داخلا في موضوعنا لان هذا ليس فيه ان انه تقع كتابا انما المقصود او هذا الحديث او ما جاء في هذه الاية يرجع الى الدرجة الثانية لا الدرجة الاولى تقدير المقارن للمخلوق لا السابق له والله عز وجل كل يوم يغفر ويفرج ويرفع ويضع. اذا هذا راجع الى المشيئة والخلق لا الى العلم والكتابة شيخ الاسلام رحمه الله له تعليم حسن للقدر ذكره في جامع الرسائل ذكر ان القدر علم الله وكتابة وما طابق ذلك من المشيئة والخلق فهذه كلمة حسنة فيها ان التقدير الاول او الدرجة الاولى التي ذكرها هنا تطبيقها وقضاء انما هو في الدرجة الثانية التي تتعلق المشيئة والخلق. قال وما طابق ذلك من المشيئة والخلق اذا هذا الذي يظهر والله اعلم في شأن هذين التقديرين التفصيليين والله عز وجل اعلم واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة. وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان الم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات ولا في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى لا يكون في ملكه الا ما يريد. وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير. من الموجودات والمعدومات فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه وتعالى لا خالق غيره ولا رب سواه. انتقل الان الامر الرابع وهو الخلق المرتبة الثالثة وان شئت فقل الشيء الاول من الدرجة الثانية قال مشيئة الله الناقلة وقدرته الشاملة تلاحظ ان اكثر اهل العلم الذين تعرضوا ذكر هذه المراتب انما يذكرون المشيئة فقط. الشيخ هنا ذكر المشيئة والقدرة وهذا من مزيد دقته رحمه الله فان الشيخ اراد ان يلفت انتباه القارئ الى العلاقة الوثيقة بين المشيئة والقدرة. وكلاهما صفتان لله تبارك وتعالى وكلاهما متطابقتان من جهة. وبينهما عموم وخصوص من جهة اخرى. وتفصيل ذلك ان المشيئة الحاصل الواقعة اخص من القدرة يعني الشيء الذي شاءه الله عز وجل ارض عفوا مشيئة الله التي حصلت ووقعت اخص من قدرته جل وعلا. وقدرته اعم الله عز وجل قادر على ما شاءه وعلى ما لم يشاء الله على كل شيء قدير. وهذا عموم محفوظ لم يخرج منه شيء. لا يستثنى شيء من هذا البتة فكل شيء والشيء هو الموجود او ما يمكن وجوده. الشيء هو الموجود او ما يمكن وجوده. هذا هو الشيء. اما الممتنعات الذاتها المستحيلات هذه لا تسمى اشياء. فليس واحدها شيئا. اما الشيء فهو الموجود او الذي يمكن ان يوجه اذا من جهة المشيئة الواقعة يعني ما شاءه الله فانه اخص والقدرة ها هنا اعم وقدرة الله اعم من كل شيء. اما من جهة الجواز فان الامرين متطابقان. بمعنى ان كل ما جاز ان تتعلق به المشيئة جاز ان تتعلق به القدرة والعكس صحيح كل ما جاز ان تتعلق به المشيئة جاز ان تتعلق به القدرة. وكل ما جاز ان تتعلق به القدرة جاز ان تتعلق به المشيئة. فالله عز وجل جائز ان يشاء كل شيء كما ان الله عز وجل قادر على كل شيء. اذا المشيئة متعلقة بكل شيء. وجودا فيما وقع او سيقع وجوازا فيما سوى ذلك اما القدرة فانها عامة ايضا لكل شيء. ما شاء الله وقوعه وما لم يشهد الله عز وجل اذا هذا من جهة اه وجه الربط الذي ذكره الشيخ رحمه الله بين المشيئة والقدرة وبه تعلم ان ما لم يقع عدم وقوعه راجع الى عدم المشيئة لا الى عدم القدرة كما يقوله اهل البدع الشيء الذي لم يقع لم يشأ الله عز وجل وقوعه. لم لم يقع؟ الجواب لان الله عز وجل ما جاءه وقوعه وليس لان الله عز وجل غير قادر على ايقاعه. بل الله على كل شيء قدير. الله هو القادر وهو القدير. وهو المقتدر جل وعلا. فكل شيء داخل في قدرته سبحانه وتعالى. تعلق به قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوق. من فوقكم او تعلق بمخلوقاته وكل شيء القدرة تشمله وتتناوله اما المشيئة فهي من جهة الجواز شاملة لكل شيء. واما من جهة الوقوع فهي محصورة باشياء راجعة الى حكمة الله تبارك وتعالى هي التي شاء دون ما سواها. المشيئة صفة ثابتة لله جل وعلا والمشيئة هي الموجبة للاشياء والمقتضية بالاشياء على الحقيقة بمعنى الشيء الذي يشاءه الله يقع والشيء الذي لم يشاءه الله لم يقع. ما شاء الله كان كان هنا تاما يعني حصل وقع وما لم يشأ لم يكن و نرادف كلمة المشيئة الارادة الكونية. فهذه كلمة ترادف كلمة البشير وبه تعلم ان كلمة الارادة اعم من كلمة المشيئة ان المشيئة ترادف قسما من قسمي الارادة. بمعنى ان الارادة نوعان ارادة شرعية ارادة كونية الارادة الكونية هي المشيئة. فلو قيل لك عرف المشيئة فقل هي الارادة الكونية. يعني ما اراده الله كونا وقع وحصل وما لم يرده لا يقع كما قال جل وعلا واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا بترفيها ففسقوا فيها. هذه ارادة كونية بمعنى المشيئة ما تنقسم المشيئة شيء واحد هي الارادة الكونية لكن الارادة هي التي تنقسم ثمة ارادة اخرى هي الارادة الشرعية. وهذه بمعنى او تتضمن المحبة والرضا. اراد شرعا تستطيع في غير القرآن ان تقول ان تضع مكان كلمة اراد شرعا تضع كلمة احب او رضي والكلام سيكون مستقيما. قال الله جل وعلا نريد الله بكم اليسر. ولا يريد بكم العسر. هذه ارادة شرعية. بمعنى المحبة وبمعنى الرضا يجب ان تتنبه الى العلاقة بين هاتين الارادتين فعدم ادراكك هذه القضية قد يكون سببا في وقوع الخطأ وكم من الفرق قد ضلت بسبب عدم فهم هذه القضية فهما جليلا. هاتان الارادتان تجتمعان في حالة وترتفعان في حال وتوجد احداهما النون الاخرى في حالة ثالثة بمعنى انه تجتمع الارادتان فيما وقع من الطاعات الطاعة التي حصلت ووقعت ارادها الله كونا لانها وقعت. ما شاء الله كان ما اراد الله كون بقصدا وتعلق بها ايضا الارادة الشرعية. بمعنى كانت مرادة شرعا. لم؟ لان الله يحب الطاعات اذا اجتمع في الطاعة الحاصلة الواقعة الارادتان ووجدت الارادة الشرعية دون الكونية. بمعنى اراد الله الشيء شرعا لكن في الطاعات التي لم تقع الطاعة التي لم تقع مرادة لله عز وجل شرعا لا كونه. ولو ارادها الله كونا لوقعت فايمان ابي جهل مراد لله جل وعلا شرعا لا قول فالله يحب من جميع الناس ان يؤمنوا ولكن لم يشأ لم يرد كونا ايمانه ولو اراده لحصله لو اراده كونا لحصل ومثال النوع الاول او مثال القضية الاولى اجتماع الارادتين امام ابي بكر رضي الله عنه. امام ابي ذكر مراد لله كونا ومراد لله شرعا وجدت الارادة الكونية فقط فيما وقع من المعاصي او من الاعيان والافعال التي لا دليل على ان الله يحبها فهذه مرادة لله كونا لا شرعا مثال ذلك كفر ابي جهل. اراده الله جل وعلا كونا فوقع ولم نرده شرعا لان الله لا يحب الكفر ولا يرضى الكفر جل وعلا وترتفع الارادتين في حالة اه رابعة وهي فيما لم يقع من المعاصي. ما لم يقع من المعاصي غير مراد لله عز وجل كونا وما الدليل انه لم يقع وغير مراد لله شرعا ما الدليل نعم لان الله لا يحب المعاصي. مثال ذلك طبعا هو مثال تقديري تقدير في الذهن فقط حتى تتضح لك المسألة كفر ابي بكر رضي الله عنه كفر ابي بكر مراد لله كونه نعم؟ لا لماذا؟ لانه ما وقع. فعدم وقوعه دليل على ان الله ما شاء وهل هو مراد لله شرعا هل الله يحب كفر ابي بكر؟ حاشا وكلا. اذا هنا لم يرد الله عز وجل هذا الكفر من ابي بكر لا شرعا ولا ولا كونا وسيأتي بعد قليل ان شاء الله اه مسألة تتعلق بهذا الموضوع ستحتاج الى هذا التفريط حينها يتعلق ايضا او يرابط كلمة المشيئة ايضا كلمة ثالثة اه وعفوا كلمة ثانية سوى الارادة وهي كلمة الاذن فان الاذن الكونية مراد آآ فان الاذن الكونية مرادف للمشيئة. ومرادف ايضا للارادة الكونية لذلك قول الله جل وعلا وما هم بضالين به من احد الا باذن الله. فهذا هو الاذن الكون. وثمة اذن شرعي مرادف للارادة الشرعية. قال جل وعلا قل ارأيتم ما انزل الله لكم من رزقه فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله اذن لكم ام على الله تخترون؟ فهذا اذن شرعي. على كل حال اورد ابن القيم رحمه الله شفاء العليم جملة من الكلمات المنقسمة الى كونية والى شرعية وان كان اكثرها لا تعلق له بموضوع القدر فارجع اليه في محله. اذا الخلاصة التي اريد ان اصل اليها هي ان هذه المرتبة تشتمل على اثبات مشيئة الله عز وجل النافذ على قدرته جل وعلا الشاملة. فكل ما هو واقع لم يقع الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى والا بقدرته جل وعلا. والادلة على هذا كثيرة. نعم وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات. فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه وتعالى لا خالق غيره. على كل شيء من الموجودات والمعدومات. يعني الاشياء التي وجدت الله عز وجل هو الذي على ايجابها والاشياء التي هي معدومة لم توجد الله ماذا قادر على ايجادها. قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم. هل حصل؟ ما حصل. لكن الله عز وجل قادر ويقع لو لو شاء سبحانه وتعالى هذا هو مراد رحمه الله. نعم فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه وتعالى. هذه هي المرتبة الرابعة وهي ذات الشيء الثاني من الدرجة نعم لا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد هذه المرتبة الرابعة مرتبة الخلق. الله عز وجل خالق كل شيء. اعياد وذوات وصفات فما من شيء الا والله عز وجل خالقه. اذ لا موجود الا خالق ومخلوق لا موجود الا خالق الرسل. والخالق واحد هو الله عز وجل. اذا كل ما سواه من الاعيان او من الافعال او من الصفات كل ذلك مخلوق. خلقه الله جل وعلا. قال سبحانه الله خالق كل شيء. قال سبحانه وخلق كل شيء فكل شيء خلقه الله تبارك وتعالى. هذه هي المرتبة الرابعة ويتعلق بها قضية مهمة سيشير اليها المؤلف رحمه الله وهي مسألة خلق افعال العباد ومع ذلك فقد امر الله العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته. وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين ولا يأمر الفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد بعد ان بين رحمه الله مراتب القدر التي مجموعها به يتحقق الايمان بالقدر كانه اراد ان يجيب عن الشبهة قد ترد على بعض الناس اذا قرأوا ما سبق وهي اننا نجد فيما قدره الله عز وجل ما لا يحبه فلماذا قدره؟ ولماذا خلق الله؟ الجواب عن هذا بان الجمع بين الشرع والقدر هو المسلك الصحيح هو مسلك النجاة هو مسلك اهل السنة والجماعة اهل السنة يجمعون بين الايمان بالقدر والايمان بالشرع فيعلمون ان الله عز وجل يقدر ما يحب ويقدر ما لا يحب. لانه موصل الى ماله الى ما يحب اذا الله عز وجل اذا قدر وقوع الشر والمعاصي لم تكن هذه الاشياء خارجة عن تقدير الله عز وجل عن علمه وكتابته وعن مشيئته وخلقه. اذا قدرها الله عز وجل فانه قدرها لحكمة يحبها سبحانه وتعالى. ولانه يترتب على وجودها مصلحة يحبها الله عز وجل. فهي مرادة لغيرها لا لذاتها اذا المقدرات المخلوقات قد تكون مرادة لذاتنا وهذه هي وهي الاعيان التي يحبها الله عز وجل وهناك اشياء يقدرها الله عز وجل ويخلقها لغيرها فهي في ذاتها لا يحبها. الله لا يحب المعاصي. لا يحب الكفر ولا يحب ابليس. ولكنه خلق ذلك وقدر لانه يترتب على وجوده ما يحبه يترتب حكمة وجودها احب الى الله عز وجل من فواتها. اذا يريد الله شيئا لذاته ويريد الله عز وجل الشيء لغيره. اذا فهمت هذا لم يكن للعبد حجة في القدر القدر لا يحتج به في المعائب انما يحتج به المصائب لانها راجعة الى تقدير الله عز وجل الذي هو من معاني ربوبيته سبحانه وتعالى. الله عز وجل يقدر هذه الامور التي فيها المصائب العمومي قدرته سبحانه وتعالى وعموم حكمته وعموم خلقه اذا ليس في تحذير المعاصي حجة للعبد ليس في تقدير المعاصي حجة للعبد. بل الله عز وجل امرك بالايمان بالقدر وامرك بالايمان بالشرع فوجود الاشياء وتقديرها ليس دليلا على ان الله عز وجل يحبها ويريدها لذاته لذاتها تكون حجة لك امر الله عز وجل بالطاعات ونهى عن المعاصي اوجب الله عز وجل الخير واوجد الشر. اذا عليك ان تجمع بين الامرين. ان تؤمن بان هذا وذاك من تقدير الله عز وجل وان تفعل وتستجيب لاوامر الله وان تدع ملاهي الله تبارك وتعالى. فتكون حينئذ جامعا بين الايمان بالشرع والايمان بالقدر وهذه الجزئية سيتبين آآ الامر فيها اكثر اذا عرضت مذهب المخالفين وسيشير الى شيء من ذلك الشيخ رحمه الله في ختام كلامه عن هذه القضية. نعم والعباد فاعلون حقيقة والله خالق والله خالق افعالهم. والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة. والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم كما قال لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وهذه الدرجة من القدر. نعم اشار المؤلف رحمه الله ها هنا الى قضية اه جديدا في هذا الباب وان كانت ذات تعلق شيء مما سبق لكنها قضية كبرى مهمة وهي مسألة خلق افعال العباد مذهب اهل السنة والجماعة في هذا الباب انه لا تعارض بين اثبات افعال العباد ومشيئتهم وبين اثبات مشيئة الله وخلقه بافعال العباد اذا عندنا في هذا الموضوع اربعة امور عندنا مشيئة للعبد وقدرة وعندنا فعل للعبد وعندنا مشيئة لله عز وجل وخلق لافعال العباد. وكلها حق وكلها انما سعد اثباتها اهل السنة والجماعة لا غير وتوطيح ذلك ان افعال العبادة التي تقع منه ينظر اليها من جهتين من جهة كونها فعلا ومن جهة كونها كسبا لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت هذه مضافة الى العبادة حقيقة فالعبادة هم الفاعلون حقيقة فعلوا بمشيئتهم وارادتهم وقدرتهم. اعطاهم الله عز وجل مشيئة. قال جل وعلا لم من شاء منكم ان يستقيم وهديناه النجدين. واعطاهم قدرة. او لم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة فاتقوا الله ما استطعتم. يعني ما قدرتم ما كانت لكم قوة علي. فل العبد قوة وقدرة وله ايضا مشيئة وارادة هو اختياري وبالتالي فالفعل منسوب له حقيقة هو الذي فعله هو الذي قال هو الذي قعد هو الذي والذي سرق والذي شرب الخمر. وبالتالي فانه اذا جوزي فانما يجازى على فعله. قال جل وعلا هل تجزون الا ما كنتم تعملون؟ هل تجزون الا بما كنتم تعملون؟ لها ما كسبت. وعليها ما اكتسبت من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ظل فانما يضل عليه هو الذي فعل اذا هو الذي يتحمل نتيجة فيثار او يعاقب وهذا مقتضى العدل. اذا يجب ان تلحظ في الفعل الامر وهو نسبة هذا الفعل الى العبد حقيقة وانه فعل بمشيئته وقدرة وينظر الى الفعل من جهة اخرى انه واقع بمشيئة الله وهو مخلوق ومفعول لله الله تبارك وتعالى هذا الفعل لم يكن فعلا الا بمشيئة الله عز وجل. لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا الا ان يشاء الله رب العالمين. اذا لا يمكن ان يقع شيء في هذا الكون البتة الا اذا شاء الله الله تبارك وتعالى فكل شيء راجع الى مشيئته سبحانه وتعالى. من يشاء الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم ثم فعل العبد مخلوق لله تبارك وتعالى الله هو الذي خلق فعل العبد هذه قضية تحتاج الى شيء من التوضيح كيف نفهم ان افعال العباد مخلوقة له جل وعلا؟ مع اننا نعلم بالاضطراب اننا نحن الذين قمنا بها. فهذه الحركة وهذا القيام وهذا القيود انا اعلم يقينا انني انا الذي قمت به فكيف مع ذلك يكون مخلوقا لله؟ كيف الله عز وجل خلقه الجواب عن ذلك ان تعلم ان الله عز وجل يخلق تارة بواسطة ويخلق تارة بلا واسطة يخلق الله عز وجل بتوسط اسباب وقد يخلق الله عز وجل بلا توسط اسباب. خلق ادم بلا توسط سبب وخلق حواء بتوسط سبق وهو ادم. خلق الله الجنة بلا توسط سبب وخلق الله الناس بتوصل لسبب وهو والديهم فثمة فرق بين خلقنا وخلق ادم. ادم خلق مباشرة بدون بدون ونحن خلقنا الله عز وجل هل خلقنا غير الله؟ او هل خلقنا انفسا؟ لا خلقنا الله عز وجل ولكن بماذا بواسطة وهم وهي الوالدان. خلق الله المطر. بواسطة السحر. خلق الله الزرع بواسطة ماء الشمس والتربة والهواء اذا قد يخلق الله بواسطة وقد يخلق الله بلا واسع افعالنا من هذا الضرب ممن خلق بواسطة. فافعالنا مخلوقة بواسطتنا نحن اتضح لنا اذا ان افعالنا مخلوقة ويزيد الامر لك وضوحا ان الفعل اي فعل لا يكون فعله الا باجتماع ثلاثة اشياء وجود قدرة تامة. ووجود ارادة جازبة. وانتفاء للموارد لابد من قدرة ولابد ان تكون هذه القدرة التامة. يعني يمكن بها حصول الفعل. فلو اردت مثلا ان تحمل هذا المسجد يحمل يحصل الفعل لم؟ لانتفاء ماذا؟ القدرة ما عندك قدرة على ذلك. لكن لو اردت قبل هذا الشيء حمل لماذا؟ لان عندك قدرة على ذلك. اذا هذا الامر الاول لابد من وجود قدرة ولابد ثانيا من وجود ارادة جازمة لو كنت مترددا ان تقوم بهذا الفعل. اقوم بهذا الفعل او لا اقوم. بقيت في ترددك. يحصل متى يحصل؟ اذا جزمت وعزمت فان هذا الفعل يقع. اما لو كنت غير مريد او كنت مترددا فالفعل لا ينفع. اذا لابد من ارادة جازمة ولابد مع ذلك ايضا من انتفاء الموانع. قد تجد تكون عندك الارادة الجازمة وقد يحصل او يكون لك القدرة تامة. لكن ثمة مانع يمنع فصول الشيء. ارد حمل قلم او ارد حمل عصا وعندك ارادة جازمة وقدرة تامة على ذلك لكن جاء شخص اقوى منك فوضع رجله على هذه العصا. فما استطعت تحريكها هل حصل الحمل؟ هل حصل الفعل؟ لا والسبب؟ وجود المانع. والسؤال الان. من الذي اعطاك هذه القدرة الله عز وجل وهو الذي يقدر على ان يسلبها منك متى شاء ومن الذي قذف في نفسك هذه الارادة واعطاك هذه المشيئة الله عز وجل ولذلك يسلبها الله عز وجل منك اذا شاء. ومن الذي ومن الذي يزيل الموانع الله عز وجل اذا اذا كان الفعل لا يكون الا باجتماع هذه الامور الثلاثة وهي من الله عز وجل اذا كان الفعل ماذا مخلوقا لله تبارك وتعالى. فدخل اذا فعل العبد في عموم قول الله جل وعلا الله او خالق كل شيء. كل الاستدلالات على اه هذا الموضوع اه بحث طويل يضيق الوقت عن تفصيل الكلام في المقصود ان اهل السنة والجماعة يجمعون بين كون الفعل فعلا للعبد حقيقة وبين كونه مفعولا ومخلوقا لله تبارك وتعالى فالعبد هو القائم. والله هو المقيم والعبد هو المهتدي. والله هو الهادي. من يهدي الله فهو المهتدي. اذا عندنا في هذه الاية عندنا هاد وعندنا مختزل وعندنا هداية وعندنا اهتداء فاجتمع الامران في هذه الاية. العبد هو المصلي حقيقة. والله هو الذي جعله يصلي. اذا يجتمع عند اهل السنة والجماعة الايمان بهذين الامرين ولا تعارض بين اثبات هذا وهذا ولله الحمد. تؤمن للعبد مشيئته وتؤمن ان له قدرة وتؤمن ان له فعلا حقيقي. وتؤمن ان مشيئته لا تخبل عن مشيئة الله. وان وان قدرته مخلوقة فيه. وتؤمن ان فعله مخلوق لله تبارك وتعالى. نعم وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم السلف مجوس هذه الامة ويغلو فيهم قوم من اهل الاثبات ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات. حتى يسلبوا العبد قدرته واختياره. ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل اكف اه اشار المؤلف رحمه الله هنا الى المخالفين لاهل السنة والجماعة في هذا الباب المخالفون في هذا الباب في الجملة طائفتان وكل طائفة تحتها اه تفريعات وفرق الطائفة الاولى القدرية القدرية وفاة القدر وهذا من من عجائب التسميات ان يسمى بالشيء من يرجيه القدرية هي يكون القدر وسب قدرية. او يقال انهم سموا قدرية لخوضهم في القدر بالباطل وبالتالي فالجبرية ايضا قدرية والطائفات الثانية لانهم خاضوا ايضا في الجمر في في القدر بالباطل نفاة القدر وهم على درجتين. غلام ومقتصدة. الغلام هم الذين نفوا مراتب الاربعة كلها لانهم اذا كانوا رفاة كما اشار الشيخ الى العلم والكتابة يعني للدرجة الاولى فهم من باب اولى ماذا؟ وفاة في ابواب وللخلق. هؤلاء هم الغلاة وهم المتقدمون. متقدمة القدرية معبد الجوهني غيلان الدمشقي آآ ومن كان في تلك الفترة وهؤلاء ظهروا في اواخر عهد الصحابة يعني اه في الفترة التي حصلت فيها الفتنة بين ابن الزبير آآ بني امية رضي الله عنهما رحمهم الله في هذه الفترة نشأت هذه الفقرة في وفي عهد الصحابة ادركها المتأخرون صغار الصحابة لعمر ابن عباس اه سالبها من الصحابة رضي الله عنهم وهم الذين فيهم الحديث المشهور حديث جبريل حينما جاء اه الرحمن ضيف ابن جعمر ابن عمر رضي الله عنهما وسألوه وسألاه عن اه اناس قبلهم فقط ترون العلم يقرأون القرآن ويسجدون ان الناقة وان الامر. هؤلاء نفوا علم الله عز وجل بالاشياء حتى تقع وبالتالي لم يكتبها الله تبارك وتعالى وهؤلاء اجمع السلف على كفرهم ولا شبهة لهم البتة. وهؤلاء انقرضوا الا قليلا كما قال الشيخ رحمه الله ومنكرها يعني هذه الدرجة اليوم قليلة. يوجد في بعض الشذوذ من المتأثرين بالفلاسفة من اه اه ربما لا يزال على هذا المنهج. الشاهد ان هذا يعني مذهب قد اضمحل ولله الحمد ولا يحتاج الى التطويل بالكلام عنه الطائفة الثانية او الفرقة الثانية او الدرجة الثانية من هذه الطائفة هم المقتصدة وهم القدرية المتأخرون ورأسهم المعتزلة ومن مشى في دربه كالرافضة والزيدية فهؤلاء اثبتوا العلم والكتابة. ولكنهم نفوا المشيئة والخلق المتعلق بافعال العباد انتبهوا بعض الناس قد يطلق الاطلاق هنا غير مراد. انه ينفون المشيئة مطلقا والخلق مطلقا ليس بصحيح انما هم ينفون مشيئة الله المتعلقة بافعال العلم ينكون خلق الله عز وجل لافعال العباد. بالتالي الادق ان يقال انهم ينفون عموما الله وخلقه وخلقه يعني ما تعلق يستثنون من ذلك ما تعلق افعال العباد فهو غير بمشيئة الله وغير داخل في خلق الله عز وجل. فعندهم افعال العباد حادثة بمشيئتهم مستقلة وانهم هم الذين خلقوا فعل انفسهم. وهم الذين احدثوا فعل انفسهم. فاستحقوا عند السلف وصف مجوس هذه الامة. وهذا اه لفظ حديث عن القدرية مجوس هذه الامة هو لفظ حديث آآ مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وخرجت عند ابي داوود وابن ماجة واحمد والحاكم وغيرهم وفيه بحث طويل من جهة ثبوته رجح طائفة من اهل العلم ثبوته مرفوعا ورجح طائفة اخرى الى ان هذا الحديثة غير صحيح مرفوعا وانما الصحيح وقفه عن ابن عمر وعن غيره عن حذيفة عن ابي هريرة عن ابن عباس جاء رواية ربع من الصحابة. المقصود ان هؤلاء استحقوا هذا الوصف لان المجوس اثبتوا خالقا للخير هو النور وما اليه يعني الخير وما اليه خلقه النور والشر وما اليه خلقه الظلمة وهؤلاء اثبتوا خالقين مع الله عز وجل. فكل انسان خلق فعل نفسه ولا شك ان هذا قول باطل مصادر للادلة الكثيرة التي تدل على اثبات خلق افعال العباد او وليس قد قام الدليل بان افعال العباد خليقة الرحمن من الف وجه او قريبا او قريب الالف يحصيها الذي يعنى بهذا الشأن الطائفة الثانية هي الجبرية وان شئت فقل الجبلية وهؤلاء طائفة تقابل الفرقة السابقة. وهم ايضا على درجتين على ولاة ومقتصدة. الغلاة يمثلهم الجهمية والمقتصدة يمثلهم المشاعر الغلاة اعلى الجهمية. بالغوا في اثبات القدر. حتى نفوا مشيئة العبد وقدرته وفعله. فالعبد ليس له عنده قدرة او مشيئة البتة. وبالتالي فهو لا يفعل ونسبة الفعل اليه مجازا. يعني هو مفعول به لا فاعل. فهو كالريشة في مهب الريح وكغصن الشجرة اذا حرك ويقال له تحرك كما يقولون مجازا. فليس منه شيء وليس اليه شيء لا شيء ولا قدرة ولا فعل وهؤلاء دونهم المرتبة الثانية وهم الاشاعرة. هم جبرية مقتصدة وذلك لقولهم بالكسب وهو المعروف بكسب الاشعة. وهذا فيه كلام طويل وبحث طويل. وآآ الحقيقة ان هذا الكسب انما هو شيء كما قال الصنعاني عن قاء المعاني يعرف لفظه لا معناه. وخلاصة ما ذكروا انهم اثبتوا للعبد مشيئته وقدرة لكنها غير مؤثرة في وجود الفعل فهو اعني العبد مختارا ظاهرا مجبور باطنا. وهذا في الحقيقة اثبات من شيء لا فائدة منه ما الفائدة من ان يكون للانسان مشيئ وقدرة ولكنها غير مؤثرة في ثبوت الفعل وكل دليل نستدل به القدرية يمكن ان نرد به على الجبرية والعكس صحيح واهل السنة يستفيدون من رد بعض اهل البدع على بعض. كما ان من بدع الجبرية انه نفوا الحكمة والتعليم في افعال الله عز وجل كما اشار الى هذا اخر كلام الشيخ رحمه الله فعند هؤلاء الله عز وجل انما يفعل لمحض المشيئة لا لحكمة ترجع الى ذلك واذا عذب الله عز وجل العصاة او الكفار فانما الامر للمشيئة فقط. واذا نام على اولياءه فانما ذلك للمشيئة فقط. وليس هناك معنى مناسب وحكمة واضحة لهذا الامر. انما هو مشيئة وحدة. ولذا يجيز يجوز عنده ان ينعم اعداءه ويعذب لكنه لا يفعل ذلك لمجرد اخذ لمجرد انه اخبر انه لا يفعل. والا فانه جائز. ولو قيل ان هذا ظلم قالوا الظلم ليس هو هذا ليس هو وضع الشيء في غير موضعه. الظلم هو الممتنع لذاته. والا فكل مقدور فهو ادلو وترقى بعض هؤلاء الى شيء من الضلال اعظم. حتى انهم آآ زعموا ان الله عز وجل اذا عذب العصاة فانما نعذبهم وهو ظالم لهم. لماذا؟ لانهم فيزا لانه في زعمهم يعذبهم على فعله لا على فعله وترقى اناس اخرون الى درجة اعظم في الضلال او اذا ترك اسوأ في الظلام حيث زعموا ان كل ما من العبد فانه موافق لطاعة الله عز وجل لانه موافق لقدره حتى قال قائل اصبحت منفعلا بما يختاره مني ففعلي كله طاعات وترقى اخرون الى درجة اردى وهي انهم زعموا ان المعاصي والكفر ما هو والا نحن طاعة لله تبارك وتعالى. ولا يشق المسلم ان هذه المذاهب الرديئة اه انما هي سلاح من الدين نية وكفرا لله عز وجل باجماع المسلمين وهذا ما وقع فيه غلاة وهؤلاء الجبرية. اما مقتصدتهم فانهم لم يقعوا لهذا من اثبتوا الامر والنهي والفرقان بين الطاعة والمعصية لكن الاشكال عندهم هو انهم اعتقدوا العبد لا يفعل حقيقة وبالتالي فانه اذا عذب فانما يعذب على غير فعله وذلك راجع الى وخط المشية ولا شك في ان هذا كله باطل والادلة على اثبات الحكمة والتعليم في افعال الله عز وجل كثيرة المعاصي والمنكرات كما قد علمت مرادة لله عز وجل كونا غير مرادة لله عز وجل شرعا. والمطلوب من ان نلاحظ في افعاله مرادات الله عز وجل شرعا. لعل في هذا القدر كفاية والله اعلم وصلى الله على محمد