نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم انفع بشيخنا وبارك لنا فيه يا رب العالمين قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى القاعدة الثالثة اسماء الله تعالى ان دل على وصف متعد تضمنت ثلاثة امور. احدها ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل. الثاني ثبوت الصفة التي لله عز وجل الثالث ثبوت حكمها ومقتضاها الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد هذه القاعدة الثالثة من القواعد اوردها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه القيم القواعد المثلى وانا اوصيك يا طالب العلم بحفظ هذه القواعد فانها كما اسلفت في اول درس هي اللب والخلاصة في باب الاسماء والصفات عند اهل السنة والجماعة. وقد جردت لك هذه القواعد في ورقة واحدة تسهيلا لحفظها بحيث تحملها معك كونوا قريبة منك وتحفظها وهي منشورة هذه الورقة في وباستطاعتك الحصول عليها. هذه القاعدة التي بين ايدينا فرع عن القاعدة الماضية. القاعدة الماضية علمنا فيها ان اسماء الله عز وجل اعلام واوصاف. وهذه القاعدة تفريع على تلك قاعدة ففيها ان اسماء الله عز وجل تتظمن صفات قد تكون متعدية وقد تكون لازمة. والمقصود بكونها متعدية انه يظهر لهذه الصفات اثر في المخلوقات كونا. والمقصود بكونها لازمة انه لا يظهر لنا في حدود علمنا القليل اثر لهذه الصفات في المخلوقات كونا. فاذا كان ذلك كذلك فان الايمان باسم الله عز وجل اذا تضمن وصفا متعديا انما يكون بثلاثة امور. اولا ثبوت ذلك الاسم لله جل وعلا بمعنى انه يجب عليك ان تعتقد ان هذا اسم لله عز وجل. وان الله عز وجل يتسمى بهذا الاسم. ويتبع ذلك امور. منها دعاء الله عز وجل بهذا الاسم. ومنها اعتقادك انه احسن الاسماء وافضلها واكملها. ومنها التعبيد لهذا الاسم. فيعبد للاسم الثابت لله تبارك وتعالى. الى غير ذلك من لوازم التي تلزم على ثبوت الاسم لله جل وعلا. الامر الثاني الايمان بما تضمنه هذا الاسم من الوصف. وهذه قضية قدعة سابقا. فكل اسم يتضمن صفة اذا نعتقد ان الله عز وجل متصف بهذه الصفة. الامر الثالث ان نؤمن بالاثر والمقتضى لهذا الاسم. هذا الاسم لما كان متظمنا لوصف متعد قد علمنا انه له اثر في المخلوق. اذا نؤمن بهذا الاثر ونعتقد وجود هذا الاثر كما سيأتي بيانه ان شاء الله. اما اذا كان الاسم لازما يعني غير متعد فاننا نقتصر في الايمان به على الامرين الاولين. نعتقد ثبوت الاسم و نعتقد ما دل عليه الاسم من الصفة وسيأتي التمثيل لهذا. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا استدل اهل العلم سقوط الحد عن قطاع الطريق بالتوبة استدلوا على ذلك بقوله تعالى الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور رحيم. لان مقتضى هذين الاسمين ان يكون الله تعالى قد غفر لهم ذنوبهم ورحمهم باسقاط الحد عنهم نعم وهذا اجماع من اهل العلم. ان قطاع الطريق او ان لا من لهم حكم وهم الذين اوجب الله عز وجل فيهم الحد فانه يسقط الحد عنهم بالتوبة لكن يبقى حقوق المخلوقين اذا كانوا غصبوا مالا فان هذا المال ليس حلالا عليهم وبالتالي فانه يجب ان يرد ان يجب ان يؤخذ عنهم او يؤخذ منهم هذا المال وكذلك ان قتلوا فان القصاص ثابت في هؤلاء الذين قتلوهم. ولولي الدم ان يعفو المقصود ان اسم الغفور والرحيم ان اسمي الغفور والرحيم لما صفتين متعديتين اثبت اهل العلم الاثر الذي ترتب على هذه الصفة وهي المغفرة والرحمة. وهذا له نظائر كثيرة في النصوص. من ذلك جاء في قول الله جل وعلا للذين يؤلون من نسائهم تربص اربعة اشهر فان فاؤوا فان الله غفور رحيم ذهب ذهب طائفة من التابعين الى سقوط الكفارة على المول اذا فاء بجماع اهله فانه يسقط عنه الكفارة اعمالا لهذا الاثر الذي جاء في قوله تعالى فان فاؤوا ان الله غفور رحيم. والجمهور على عدم سقوط الكفارة لمعارضة هذا لدليل اقوى منه المقصود ان من الامور التي يتضمنها الايمان باسماء الله تبارك وتعالى الايمان بالحكم والاثر الذي يكون آآ مضمنا في الصفة التي يدل عليها الاسم المتعدي. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله مثال ذلك السميع يتضمن اثبات السميع اسما لله تعالى واثبات السمع صفة له. واثبات حكم ذلك ومقتضاه. وهو انه يسمع السر والنجوى كما قال تعالى والله يسمع تحاوركما. ان الله سميع بصير. مثل الشيخ رحمه الله للاسم ذي الوصف المتعدي بالسميع. والسميع من الاسماء الحسنى التي وردت كثيرا في الكتاب والسنة فنؤمن ان الله عز وجل اسمه السميع ويترتب على هذا ان ندعوه بهذا الاسم وان نعبد له بهذا الاسم. والامر الثاني ان نؤمن بما تظمنه هذا الاسم من المعنى والوصف والسميع يدل على معنيين احده احدهما ما ذكره الشيخ رحمه الله وهو الاشهر في النصوص. وهو المتبادر الى الاذهان. وهو ادراك الاصوات. وهذا الذي يعرفه العقلاء جميعا من كلمة سمع سمع يعني ادرك الصوت. اذا هذا المعنى يجب اثباته لله تبارك وتعالى. وان الله سبحانه يسمع الاصوات. المعنى الثاني اجابة الدعاء وهذا ما جاء في قول الله عز وجل انك سميع الدعاء وهذا ايضا ما جاء في صحيح مسلم في الامور التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم ومنها قال ومن دعاء لا يسمع ليس المقصود انه صوت لا يدرك انما المقصود انه دعاء لا يجاب. ومنه ايضا قول المصلي سمع الله لمن حمده يعني اجاب حمد ودعاء من حمده ودعاه. اذا اذا تضمن الاسم اكثر من معنى فانه يجب على المسلم ان يثبت ذلك كله. الامر الثالث ان نؤمن بان الله عز وجل يسمع كل شيء واحاط سمعه بجميع الاصوات. وانه جل وعلا يجيب عباده اذا شاء سبحانه وتعالى. فهذا كله من الايمان بالاثر والحكم الذي تضمنته هذه الصفة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وان دلت على وصف غير متعد تضمنت امرين احدهما ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل الثاني ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل. نعم. ولم يذكر الثالث لان هذا وصف لازم غير متعدد. وهذا كاسم الله الحي وآآ قسم العظيم واسمه الاول والاخر الى غير ذلك من هذه الاسماء اللازمة. وتنبه هنا الى ان مقصود الشيخ رحمه الله انما هو الاثر الكوني المعلوم لنا والا فان اسماء الله عز وجل. اثار ايمانية نفسية. للمؤمنين بهذه اسماء ولها من البركة والخير عند ذكرها ما لا يشك فيه مسلم انما مقصودنا ان اننا لا نعلم لها اثرا في الكون. وهذا كما ذكرت في حدود علمنا القليل والا فان شأن اسماء الله عز وجل عظيم وعلمنا باثارها في الكون انما هو شيء قليل. لا يتجاوز نقرة عصفور في بحر لكن في حدود علمنا لا نعلم لهذا الاسم اثرا في الكون وآآ سيذكر الشيخ رحمه الله مثالا لذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله مثال ذلك الحي يتضمن اثبات الحي اسما لله عز وجل اثبات الحياة صفة له. نعم. قال رحمه الله القاعدة الرابعة دلالة اسماء الله تعالى على ذاته صفاته تكون بالمطابقة وبالتضمن وبالاتزام. نعم. هذه الدلالات الوضعية يعني دلالة اللفظ على المعنى تنقسم الى هذه الاقسام الثلاثة. دلالة اللفظ على ما وافقه آآ يدعونها بالمطابقة. فهذا هو النوع الاول دلالة اللفظ على ما وافقه يدعونها يعني العلماء بالمطابقة من طابق النعل النعلة يعني توافقها مئة بالمئة تساويها لا يزيد اللفظ على ولا يزيد المعنى على اللفظ. النوع الثاني دلالة التظمن وهي دلالة اللفظ على بعظ المعنى او على جزء المعنى والنوع دلالة اللفظ على امر خارج عن الشيء لكنه ملازم له. فهذه دلالة الالتزام واسماء الله عز وجل دلت على معانيها بهذه الانواع الثلاثة. دلت بدلالة المطابقة. ودلت بدلالة التظمن. ودلت بدلالة التزام. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله. مثال ذلك الخالق يدل على ذات الله وعلى صفة الخلق بالمطابقة. ويدل على الذات وحدها وعلى صفة الخلق وحدها بالتضمن. ويدل على صفتي صفتي العلم والقدرة بالالتزام. ضرب والشيخ رحمه الله مثالا لهذا بسم الله الخالق وهذه القاعدة ايضا فرع عن معرفة بان اسماء الله عز وجل اعلام واوصاف. فاذا كانت كذلك فانها تدل بدلالة المطابقة على الامرين معا على ثبوت الذات او على دلالة هذا الاسم على الذات وعلى دلالتها على الوصف الذي تضمنه الاسم. فاسم الله الخالق دال على الذات العلية ودال على صفة الخلق لله تبارك وتعالى. اذا هو دال على الامرين دلالته على الامرين معا دلالة مطابقة. دلالة اللفظ على كامل المعنى. كدلالة الرجل على المعنيين الذين تضمنهما هذا الاسم. وهما الانسانية والذكورية. اما دلالة الاسم على بعض معناه او على جزء معناه فانها الة تظمن كدلالة اسم الخالق على الذات العلية وحدها او على صفة الخلق لله تبارك وتعالى وحدها. فهذه تسمى دلالة تظمن. اما دلالة الالتزام فكما سيأتي ان يدل الاسم على صفة اخرى غير مشمولة في اللفظ لكنها ملازمة هذا الاسم ولهذه الصفة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا لما ذكر الله خلق السماوات والارض قال لتعلم ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما. لما ذكر الله عز وجل خلق السماوات والارض الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن قال لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما. لاحظ ان هذه الاية اشارت الى صفتي القدرة العلم وهاتان الصفتان دل عليهما صفة الخلق بدلالة الالتزام وجه ان الخالق لا يمكن ان يخلق الا وهو قادر. والخالق لا يخلق وهو عالم بما يخلق. اذا بدلالة الالتزام اثبتنا من ثبوت اسم الخالق عز وجل وثبوت صفة الخلق لله تبارك وتعالى اثبتنا له تبارك وتعالى صفتي القدرة والعلم فدل هذا على ان اسماء الله تبارك وتعالى التي تدل على الذات العلية وعلى الصفة التي تظمنتها لها دلالة اخرى على غيرها اضف هذا الى ما علمته من كونها حسنا. انظر كيف ان الاسم الواحد يستلزم معاني هي اكمل ما يكون واحسن ما يكون. فاسم واحد يدل على معان كثيرة وهذا مما يدلك على ان اسماء الله تبارك وتعالى حسنى. فاثبتنا من اسم الله قالت كونه جل وعلا عليما وكونه سبحانه وتعالى قديرا وكذلك كونه سبحانه وتعالى حيا وكذلك كونه حكيما الى غير ذلك وهذا جلي واضح لمن يحسن تأمل اسماء الله تبارك وتعالى وما تتضمنه من المعاني نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ودلالة الالتزام مفيدة جدا لطالب العلم اذا تدبر المعنى ووفقه الله تعالى فهما للتلازم فانه بذلك يحصل من الدليل الواحد على مسائل كثيرة. هذا صحيح لا شك فيه. اذا علمنا ان دلالة الاسم على الذات العلية والصفة دلالة مطابقة. وعلى احد هذين دلالة تظمن. ولذا لو ان احدا كان يتكلم عن صفة الله عز وجل الحكمة. فاستدل على ثبوتها بثبوت اسمه الحكيم هل هذا الاستدلال صحيح ام لا؟ المجال الان في ماذا؟ في اثبات صفة الحكمة لكنه لم يستدل بدليل يدل على الحكمة صراحة. انما استدل بدليل يدل على ثبوت اسمه الحكيم. فهل نقول هذا الاستدلال صحيح؟ لو قال قائل هذا الاستدلال لا وجه له لان المجال في اه اثبات الحكمة وانت تستدل باسم الحكيم. كيف يكون الجواب؟ نقول نعم الاستدلال الصحيح لان اسم الله الحكيم دل على ثبوت صفة الحكمة بدلالة بدلالة التظمن. دلالة اللفظ على بعض المعنى دلالة تضمه. الامر الثالث دلالة الالتزام. والشيخ رحمه الله على ان هذه الدلالة مفيدة لطالب العلم اذا احسن الفهم والتدبر والتأمل ولذلك يستدل العلماء بانواع من الاستدلالات اللطيفة من خلال هذه الدلالة فمثلا يستدلون على جواز ان يصبح الصائم جنبا لقوله جل وعلا وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر. وجه ذلك انه بما انه جاز للمسلم الاكل والشرب والجماع الى طلوع الفجر فان من لازم ذلك انه يصبح ماذا جنبا فدل هذا على جواز ان يصبح جنبا. وهكذا في مسائل الاعتقاد. هناك امثلة كثيرة في هذا ولذلك تجد اهل العلم يستدلون مثلا قول الله جل وعلا ويوم تشققوا الماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا على ثبوت صفة المجيء والاتيان لله تبارك وتعالى. وان انه يجيء ويأتي سبحانه وتعالى يوم القيامة. وهذا كما فعل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الواسطية وغيره. ما وجه ذلك مع انه لم يرد في لفظ الاية ثبوت المجيء والاتيان لله تبارك وتعالى. قال اهل العلم انما استفيد هذا من دلالة ماذا؟ دلالة الالتزام فانه يلزم من تشقق السماء وتنزل الملائكة ماذا نزول الله تبارك وتعالى ومجيء واتيانه لفصل القضاء. اذا هذه الدلالة دلالة مهمة ولكنها تحتاج الى قدر من الفقه والفهم وحسن الاستنباط. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله واعلم ان اللازم من قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم اذا صح ان يكون لازما فهو حق. وذلك لانك كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حق. ولازم الحق حق. قبل ان ندخل في هذا الامر ما يتعلق دلالة التزام في باب الاسماء الحسنى ينظر لها من جهتين. من جهة دلالة الاسم على الصفات التي تلزم من ثبوت هذا الاسم والصفة التي تضمنها الاسم لله تبارك وتعالى. كما ذكرت امثلة وكما ذكر الشيخ رحمه الله ثبوت بسم الله عز وجل آآ الحكيم لله تبارك وتعالى يدل على ثبوت الحكمة له جل وعلا. ويدل على ثبوت صفات اخرى تظهر بالتأمل في معنى هذه الصفة فكونه حيا فلا بد ان يكون الحكيم حيا. وكونه سبحانه وتعالى عليما. وغير ذلك من هذه المعاني. وهناك شيء اخر وجه اخر نبه عليه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهو ان ثبوت الاسم لله جل وعلا يدل بدلالة الالتزام على ثبوت جميع الاسماء لله جل وعلا. وجه ذلك ان الاسم لما لله جل وعلا دل تضمنا على ثبوت الذات العلية. والذات العلية قد ثبت لها اسماء كثيرة اسماء حسنى جاءت في الكتاب والسنة. اذا يلزم من هذا يلزم من اثبات هذا الاسم ثبوت ماذا؟ تلك الاسماء التي ثبتت لذات الله تبارك وتعالى. فيلاحظ في دلالة الالتزام فيها هذا الباب يلاحظ هذان الامران. نعم. عطف الشيخ رحمه الله بعد ذلك الى استطراد فيه تفصيل فيما يتعلق بلوازم الاقوال. وهل لازم القول قول وهل لازم المذهب مذهب؟ هذا ما اراد الشيخ رحمه الله ان ينبه طالب العلم اليه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واعلم ان اللازم من قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم اذا صح ان يكون لازما فهو حق وذلك لان كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حق. ولازم الحق حق. ولان الله تعالى عالم بما يكون لازما من كلامه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فيكون مرادا. واما اللازم من قول احد سوى قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فله ثلاث حالات. الاولى ان يذكر للقائل ويلتزم به. مثل ان يقول من ينفي الصفات الفعلية لمن يثبتها يلزم من اثباتك الصفات الفعلية لله عز وجل ان يكون من افعاله ما هو حادث. طيب الاقوال من حيث ثبوت اللازم عليها للقائل وقوله او عدم ذلك تنقسم الى قسمين القسم الاول اقوال الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهذه الاقوال الكريمة لا شك ان لوازمها حق وانها تأخذ حكم قول الله عز وجل وقول رسوله صلى الله عليه وسلم. وذلك لامرين ذكرهما الشيخ رحمه الله الاول ان كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حق ولازم الحق حق وثانيا ان الله عز وجل عليم بما يلزم من قوله تبارك وتعالى وكلام النبي صلى الله عليه وسلم ايضا ان هو الا وحي يوحى اذا الله عز وجل يعلم ما يلزم من كلامه جل وعلا وما يلزم من كلام رسوله صلى الله عليه وسلم اذا فهذا اللازم حق. ولو كان هذا اللازم غير حق لا يمكن ان يقوله جل وعلا. اما بالنسبة بالنسبة لبقية الناس فان كون هذا القول وما يلزم عليه ينسب اليهم او لا هذا فيه ثلاثة اه فيه ثلاث احوال. الحال الاولى ان يذكر هذا اللازم لهذا القائل فيلتزمه فيقال له مثلا ان نفيك صفة الله تبارك وتعالى تكذيب لله. فيقول قل انا التزم بهذا. هنا يكون الامر ليس لازما للقول بل اصبح ماذا؟ قولا له وينسب ويأخذ آآ ويترتب عليه حكمه واما الحال الثانية فان يذكر له اللازم فلا يلتزمه ويقول ابرأ الى الله من هذا اللازم اقيموا الحجة على ان هذا اللازم غير صحيح ولا يلزم من قوله. هنا لا ينسب له هذا اللازم والحال الثالثة الا يعلم كونه ملتزما به او غير ملتزم. والصواب في هذه الحالة انه لا ينسب له هذا اللازم ولا يقال انه يقول بكذا وكذا. كما سيأتي تفصيل الشيخ رحمه الله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله واما اللازم من قول احد سوى قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فله ثلاث حالات. الاولى ان يذكر للقائل ويلتزم به مثل ان يقول من ينفي الصفات الفعلية لمن يثبتها يلزم من اثباتك الصفات الفعلية لله عز وجل ان يكون من افعاله ما هو حادث فيقول المثبت نعم وانا التزم بذلك. فان الله تعالى لم يزل ولا يزال فعالا لما يريد. ولا نفاد لاقواله وافعاله قال تعالى قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفد كلمات ربي. ولو جئنا بمثله مددا وقال ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر مما نفدت كلمات الله. ان الله عزيز حكيم وحدوث احاد فعله تعالى لا يستلزم نقص في حقه. الحال الثانية نعم. ذكر الشيخ رحمه الله مثالا اللازم الذي ذكر للقائل فالتزمه وهو ان يقول المعطل المثبت اثباتك الصفات الفعلية وهي التي يفعلها الله تبارك وتعالى ويتصف بها اذا شاء. يلزم من هذا قيام الحوادث به تبارك وتعالى كلمة الحادث عند هذا المعطل فيها تلبيس ومغالطة. فانه جعل الحدوث مرادفا للخلق وهذا غير صحيح بل الله عز وجل اثبت هذا لنفسه الم يقل الله جل وعلا ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث فاثبت الله عز وجل الحدوث لاحاد كلامه جل وعلا. والمقصود بالحدوث هنا ليس اراده هؤلاء المعطلة. الحدوث هنا بمعنى ان الله عز وجل تكلم بهذا كلام بعد ان لم يكن متكلما به اتصف بهذه الصفة او فعل هذا الفعل بعد ان لم يكن فاعلا له ونحن نتكلم الان عن احاد الافعال او احاد الكلام ثبوت هذا اللازم. وهو ان الله عز وجل استوى على العرش مثلا بعد ان لم يكن مستويا عليه بعد خلق السماوات والارض او كونه تكلم بهذا الكلام. فقال سبحانه الف لام ميم بعد ان لم يكن متكلما به هذا لا محظور فيه بل هذا مقتضى اثبات ما اثبت الله عز وجل وما اثبت صلى الله عليه وسلم. اما ما اراده هذا المعطل فانه غير لازم. وغير صحيح ان كل حادث لابد ان يكون مخلوقا. بل الحادث الذي يقوم بالمخلوق فانه مخلوق لكن الصفة الحادثة المتجددة التي تقوم بالله عز وجل الذي هو الاول سبحانه وتعالى فانه لا يلزم من هذا ان تكون هذه الصفة مخلوقة. تعالى الله عن ذلك اذا هذا اللازم ذكر والتزمه القائل. فاصبح الان ماذا قولا له. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله الحال الثانية ان يذكر له ويمنع التلازم بينه وبين قوله مثل ان يقول النافي للصفات لمن يثبتها يلزم من اثباتك ان يكون الله تعالى مشابها للخلق في صفاته. فيقول المثبت لا يلزم ذلك لان صفات الخالق مضافة اليه لم تذكر مطلقة حتى يمكن ما الزمت به. وعلى هذا فتكون مختصة به لائقة تنبيه كما انك ايها النافل للصفات تثبت لله تعالى ذاتا. وتمنع ان يكون مشابها للخلق في ذاته. فاي فرق بين الذات والصفات وحكم اللازم في هاتين الحالتين ظاهر المثال للحال الثانية هو ان يقول المعطل للمثبت اثباتك الصفات لله تبارك وتعالى يقتضي التشبيه ان تكون قد شبهت الله عز وجل بخلقه وفي هذا الموضع من شرح المؤلف رحمه الله لكتابه تمنى رحمه الله ان لو استعمل كلمة التمثيل لا التشبيه وعلل هذا بامرين الاول ان لفظ التمثيل هو الذي جاء في النصوص بخلاف التشبيه والثاني ان التشبيه قد استعمله المعطلة بمعنى الاثبات فاصبحوا يشغبون على اهل السنة في اثباتهم الصفات بان هذا تشبيه والذي يظهر والله تعالى اعلم ان الامر في هذا واسع استعمال نفي التمثيل لا شك انه حسن بموافقته النصوص ليس كمثله شيء فلا تضربوا لله الامثال ولكن استعمال التشبيه نفيا هذا لا حرج فيه لانه شائع ذائع عند السلف الصالح رحمهم الله وهو كثير في كلامهم جاء في كلام الامام نعيم ابن حماد الخزاعي الذي هو شيخ الامام البخاري رحمه الله قال من شبه الله بخلقه فقد كفر وكذلك جاء في كلام الامام احمد وكذلك جاء في في كلام الامام الشافعي وكذلك في كلام اسحاق وكذلك في كلامي ابن خزيمة وفيما لا من لا يحصى من اهل السنة من المتقدمين والمتأخرين. واستعمال المتكلمين بمعنى للفظ صواب في معنى باطل لا يعني ان نتخلى عن هذا اللفظ لاجل ذلك فان المتكلمين قد ادخلوا في لفظ التوحيد من المعاني الباطلة ما ادخلوه فهل ندعوا هذا اللفظ وهكذا في نظائر مختلفة استعملها المخالفون للحق استعمالا غير صحيح فلم يكن هذا سببا لهجرها وتركها. والله عز وجل اعلم. سيأتي معنا ان شاء الله في قادم الكتاب التفريق بين كلمتي التمثيل والتشويه المقصود ان المعطل يذكر لازما للمثبت فيقول له اذا اثبت هذه الصفة لله تبارك وتعالى كالاستواء او النزول او المجيء والاتيان او الوجه او العين او ما شابه ذلك من الصفات التي جاءت في القرآن والسنة يقول له اثباتك هذه الصفات يقتضي انك مشبه وانك شبهت الله عز وجل بخلقه هذا اللازم لا شك انه لازم باطل والواجب على السني هنا ان ينتفي من هذا اللازم وان يبين عدم لزومه لاثبات الصفات. وذلك لان الذي اثبت الصفات لله تبارك وتعالى لم يثبتها على انها مشابهة للمخلوق او لم يثبتها اثباتا مطلقا. انما اثبتها الى الله تبارك وتعالى وبالتالي فان لها خصائص الخالق تبارك وتعالى. فان يكون بعد هذا مشبها بمعنى لو ان من اثبت الصفات قال ان الله تبارك وتعالى يستوي كاستواء المخلوقين هنا اصبح اللازم صحيحا اللازم الذي ذكره المعطل صحيح لكن ما الذي يقوله المثبت للصفات؟ يقول ان الله عز وجل استوي استواء يليق به. والله عز وجل ينزل نزولا يليق به. فكيف يحصل ها هنا تشبيه الذي يحصل من التشبيه انما هو عند القلوب المريضة. التي ما عظمت الله عز وجل حق تعظيمه. ولا قدرته حق قدره لكن من عظم الله عز وجل ورأى ان الله اثبت لنفسه صفة قائمة به فكيف يجعلها بعد ذلك كصفة المخلوق تعالى الله عن ذلك وهذه القضية سيأتي ان شاء الله تعالى تفصيلها في محلها. اذا تنبه الى ان السنية المثبتة الصفات يجمع بين امرين بين اثبات قدر مشترك واثبات قدر فارق او مميز يثبت لله عز وجل الاستواء. وهو وان كان في اصله يتصف به الخالق ويتصف به المخلوق يعني هناك قدر مشترك بين ثبوت هذه الصفة لله تبارك وتعالى وثبوتها للمخلوق وهذا مجرد ذهني او مطلق كلي في الذهن لا وجود له في الخارج فهذا لا اشكال فيه. وهذا ما ذكره الله عز وجل في كتابه. اليس الله سبحانه هو الذي قال ثم استوى على العرش واليس هو سبحانه وتعالى الذي قال لتستووا على ظهوره وهو الذي قال واستوت على الجود اذا ثبوت هذا القدر المشترك لا اشكال فيه. لانه لا يقتضي تماثلا البتة انما هو اشتراك في اصل المعنى ثم بعد ذلك يثبت اهل السنة والجماعة القدر الفارق المميز وهو الصفة مضافة الى الخالق تبارك وتعالى تعالى فانقطع ها هنا التشبيه وانقطع ها هنا الاشتراك واصبحت الصفة لائقة بالله تبارك وتعالى كما ان صفة المخلوق لائقة به اه مختصة به. اذا اللازم الذي ذكره المعطل ها هنا غير لازم. اذا الواجب على المناظر في هذا الحال ان يبين اولا براءته وانتفاءه من هذا اللازم ثم ان يقيم الحجة ثانيا على ان هذا ازن غير صحيح على قوله نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الحال الثالثة ان يكون اللازم مسكوتا عنه فلا يذكر بالتزام ولا منع فحكمه في هذه الحال الا ينسب الى القائل. لانه يحتمل لو ذكر له ان يلتزم به او يمنع ويحتمل لو ذكر له فتبين له لزومه وبطلانه ان يرجع عن قوله. لان فساد اللازم يدل على فساد الملزوم هذين الاحتمالين لا يمكن الحكم بان لازم القول قول. نعم الحال الثالثة ان لا نعلم هل هذا اللازم يقول به القائل ام لا يقول به؟ فهل ننسبه اليه وهل نقول انه يقول بكذا وكذا؟ يعني من اللوازم؟ الجواب ليس كذلك. خلافا لمن قال من اهل العلم انه ينسب له وخلافا ايضا لمن فصل. فقال اذا كان اللازم ظاهرا جليا انه ينسب للقائل. واذا لم يكن كذلك لم ينسب له. وهذا ايضا غير صحيح ولذلك لم يكن لازما لمذاهب العلماء مذهبهم بلا برهان. لا فرق بين ظهوره وخفائه قد يذهلون عن لزوم الداني بخلاف لازم ما يقول الهنا ونبينا المعصوم بالبرهان صلى الله عليه وسلم. حتى اللازم الظاهر الجلي القريب من الاذهان ليس بلازم ان يكون مستحظرا عند القائل فالنفس البشرية يعتريها من النقص والخلل والاحوال ما يجعلها غير مستحضرة بلازم قولها وان كان جليا ظاهرا او قريبا اذا الان عندنا قول يلزم منه لازم لكن لا ندري هل القائل يدري عنه فيلتزمه او ولا يلتزمه فليس لنا ان ننسب له هذا القول. لماذا؟ لان الاحتمالات متساوية فالامر في شأنه يحتمل انه اذا ذكر له التزمه. والامر يحتمل انه اذا ذكر له لم يلتزم زي ما هو والامر يحتمل ايضا انه اذا ذكر له وبين له وانه لازم مثلا باطل انه يرجع عن قوله فلما كانت الاحوال عفوا لما كانت الاحتمالات متساوية كان ترجيح احدها آآ بلا دليل ترجيحا بلا مرجح ولا شك ان هذا غير صحيح. لا يجوز الترجيح بلا مرجح حينئذ لا هذا اللازم الى القائل. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله فان قيل اذا كان هذا اللازم لازما من قوله ان يكون قولا له بان ذلك هو الاصل. لا سيما مع قرب التلازم. قلنا هذا مدفوع بان الانسان بشر. وله حالات نفسية وخارجية توجب الذهول عن اللازم. فقد يغفل او يسهو او ينغلق فكره. او يقول القول في مضايق في مضايق المناظرات من غير تفكير في في لوازمه ونحو ذلك. نعم. قد يغفلون عن اللزوم الداني. هذا تأصيل من اه حيث العموم ويبقى بعد ذلك احوال ودقائق اه ربما يكون للقرائن فيها اثر ولذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله زاد الامر ها هنا تفصيلا فذكر ان القول الحق الذي لازمه حق اذا علم بقرائن الاحوال ان القائل لا ينتفي منه فانه يجوز ان ينسب اليه وعلى هذا جرى كثير من اهل العلم في باب الفقه بنسبة آآ الاقوال الفقهية الى الائمة المتبوعين من هذا الباب. بدلالة آآ قرائن الاحوال على ان هؤلاء الائمة لو علموا بهذا اللازم فانهم لا ينتفون منه لان القول حق ونسبة الحق الى الانسان ليس فيها معرة وكذلك الشأن في الجانب الاخر اذا كان اللازم آآ غير صحيح لكن علم بقرائن الاحوال ان القائل يلتزم به لو علمه فانه على ما يرى شيخ الاسلام رحمه الله لا حرج في نسبة هذا اللازم اليه. على كل حال هذه القاعدة اه او هذا التفريع الذي ذكره الشيخ رحمه الله مهم لك يا طالب العلم من اه جهتين اولا يدلك على انصاف اهل السنة والجماعة ورحمتهم حيث انهم لا ينسبون اللوازم الباطلة الى القائلين بالاقوال المخالفة للحق اه الا بعد العلم بالتزامهم بذلك صراحة ولو لم يكن الامر كذلك لترتبت على اه هذه القضية مفاسد كثيرة فانه لا يبقى مؤول لصفة من الصفات الا وقد حكم عليه بالكفر لان لازم تصرفه هذا تعطيل الله عز وجل عن صفته يلزم من هذا انه قد كذب الله تبارك وتعالى وكذب رسوله صلى الله عليه وسلم ولا شك ان هذا كفر بالله تبارك وتعالى لكن اهل السنة والجماعة لا يفعلون هذا هم اعقلوا وارحم من هذا. بل اي بدعة من البدع فانه يلزم عليها اي بدعة سواء كانت متعلقة بعمل او اعتقاد يلزم عليها ما هو كفر فيلزم عليها اما نسوة النبي صلى الله عليه وسلم الى الكتمان او نسبته صلى الله عليه وسلم الى الجهل او نسبته صلى الله عليه وسلم الى التقصير في النصح والبلاغ وكل ذلك آآ لا شك انه خطير لكن لم يحكم على كل مبتدع بهذا لان هذه لوازم والغالب انها لو ذكرت الى هؤلاء ذكرت لهؤلاء المبتدعة فانهم يبرأون منها. اذا فرق يا رعاك الله بين القول ولازمه واحكم بعد ذلك بالعدل الامر الثاني ان تتنبه الى اللوازم التي يذكرها المخالفون لاهل السنة والجماعة ويعارضون بها اقوال اهل السنة تنبه الى ان هذه اللوازم لابد ان تضعها على محك النظر واياك ان تصاب برهبة او اه تخدع بها اذا ذكرت لك فهذه اللوازم الباطلة التي يذكرها المخالفون للحق لوازم لاقوال اهل السنة اذا انعمت فيها النظر واحسنت التأمل سيظهر لك بطلانها بكل سهولة ووضوح ولله الحمد. اذا الى ان كثيرا مما يشغب على اهل السنة والجماعة في اقوالهم انما هي لوازم لا تلزم ويبقى بعد ذلك ان تحسن بيان عدم لزومها والله عز وجل اعلم لعل هذا القدر فيه كفاية ولنكمل غدا ان شاء الله والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه