الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم بارك لنا في شيخنا وانفعنا بعلمه يا ارحم الراحمين قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى القاعدة السابعة الالحاد في اسماء الله تعالى هو الميل بها عما يجب فيها. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد القاعدة هي القاعدة الخاتمة قواعد الاسماء خصها الشيخ رحمه الله البيان والتحذير من الالحاد باسماء الله عز وجل. الالحاد في اللغة هو الميل عن الاستقامة ومنه سمي لحد القبر لانه يميل عن الوسط والله عز وجل نهى في كتابه عن الالحاد في امرين. نهى عن الالحاد في اياته ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا ايات الله جل وعلا ايات شرعية وايات كونية. اما الايات الشرعية فان الالحاد فيها هو بتعطيلها او تحريفها. واما الايات الكونية فالالحاد فيها بنسبتها الى غير الله جل وعلا والالحاد في اسماء الله عز وجل هو الذي خص به المؤلف رحمه الله هذه القاعدة وهو الويل الميل عن الحق الواجب فيها شرعا ودل على ان الالحاد في اسماء الله عز وجل منكر شديد التحريم قول الله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون. فهذه الاية تشتمل على امرين الاول يتعلق بالمؤمنين والثاني يتعلق بالملحدين في اسمائه. اما ما يتعلق بالمؤمنين فهو تحذيرهم من الوقوع فيما وقع فيه هؤلاء الملحدون. وذروا الذين يلحدون في اسمائه واما ما يتعلق الملحدين في اسمائه فهو التوعد والتهديد لهم. فقوله جل وعلا وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون تهديد ووعيد اكيد في حقهم. وهذه الاية اية محكمة في قول جمهور اهل العلم وذهب احد المفسرين وهو ابن زيد رحمه الله الى ان الاية منسوخة بايات القتال. اذ انه قد فهم من قوله جل وعلا وذروا الذين يلحدون في اسمائه انهم يتركون ولا يخاطبون ولا ينكر عليهم. ورأى ان هذا قد نسخ بالايات الامرة بالقتال والجهاد. والصواب قول الجمهور. وهو ان هذه الاية محكمة واما قوله جل وعلا وذروا الذين يلحدون في اسمائه فانها كقوله تعالى ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل وقوله ذرني ومن خلقت وحيدا. فان هذه الاية معناها انهم يتربص بهم وينتظر بهم عقوبة الله جل وعلا ولا يعني هذا ترك الانكار عليهم نصيحتهم و توجيههم والاية في قوله يلحدون فيها قراءتان يلحدون وهي قراءة الجمهور ويلحدون. وهي قراءة حمزة. والمعنى على القراءتين واحد قال وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون. سيجزون على اعمالهم ومنها الحادهم في اسماء الله تبارك وتعالى وختام الشيخ رحمه الله قواعد الاسماء بهذه القاعدة ختام مهم فانه اذا ظهر الحق وتبين لقارئ الكتاب فانه يحصل بعده ان يتبين له الباطل. حتى يكون على حذر منه فان السداد والتوفيق هو لمن يعلم الحق فيلتزمه ولمن علم الباطل فيجتنبه. وكلما كان الانسان بالحق اعلم واكثر وبالباطل اعلم واكثر اجتنابا كلما كان اقرب الى والسعادة. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله وهو انواع الاول ان ينكر شيئا من منها او مما دلت عليه من الصفات والاحكام. كما فعل اهل التعطيل من الجهمية وغيرهم. وانما كان ذلك الحادا بوجوب الايمان بها وبما دلت عليه من الاحكام والصفات اللائقة بالله. فانكار شيء من ذلك ميل بها عما يجب فيها النوع الاول الشيخ رحمه الله قد ذكر اربعة انواع من الالحاد في اسماء الله عز وجل. ومجمل ما ذكر العلماء في موضوع الالحاد يعود الى ما ذكر الشيخ رحمه الله. النوع الاول انكارها او انكار شيء منها او تعطيل ما دلت عليه من صفات والاحكام. واولى من يدخل في هذا النوع هم المشركون الاولون الذين اخبر الله عز وجل عنهم انهم ينكرون اسم الله الرحمن. واذا قيل لهم السد للرحمن قالوا وما الرحمان؟ وهذه الاية فصريحة في انهم ينكرون اسم الله الرحمن. وهذا الحاد في اسماء الله عز وجل ولاحظ ان هذه الاية ليست كقوله تعالى وهم يكفرون بالرحمن فقوله وهم يكفرون بالرحمن هذا كفر منهم بالمسمى. لانهم اشرك مع الله جل وعلا. واما قوله قالوا وما الرحمان؟ فهذا انكار للاسم كفر به. ولاحظ انهم قالوا وما الرحمن؟ ما قالوا ومن الرحمن فهذا دليل على انهم ينكرون ماذا؟ اسم الله عز وجل الرحمن. وهنا بحث طويل عند العلم بسبب انكارهم هذا الاسم لله جل وعلا. فمنهم من قال انهم انكروه لكونهم لا يعرفونه. يجهلون هذا الاسم. وانما وصلهم العلم به عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم وهم لا يؤمنون به ولا ولا بما جاء به. ولكن هذا قول ليس بصحيح بل هم يعرفون اسم الله الرحمن. وهذا معروف في اشعارهم لذا يقول قائلهم الا ضربت تلك الفتاة هجينها؟ الا قطع الرحمن ربي يمينها؟ في اشعار كثيرة تدل على انهم كانوا يعرفون اسم الرحمن وانه مستعمل في كلامهم واضعف منه قول من قال انهم كانوا ينكرونه لان هذا الاسم لم يكن عربيا بل كان عبرانية وهذا لا شك انه قول ضعيف جدا بل اسم الرحمن عربي مشتق من الرحمة وهو على صيغة فعلان الدالة على المبالغة يقال شبعان ويقال عطشان. ويقال ظمآن. دليل على المبالغة في هذه الصفات ودليل على الامتلاء بها. وبعضهم قال انهم انكروا هذا الاسم. لانهم ظنوا ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد منهم ان يسجدوا لمسيلمة. صاحب اليمامة فانه كان قد تسمى تجبرا وعتوا برحمان اليمامة. فظنوا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمرهم ان تسجدوا لمسيلمة. ولكن هذا ايضا ليس بجيد. فان مسيلمة انما بهذا الاسم بعد نزول القرآن وبعد رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم ببيان هذا الاسم لله عز وجل قبل ان يفتري هذا المفتري هذا الاسم وينسبه الى نفسه. بل كانوا يعرفون اسم الرحمن قبل نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم كما قد علمت. اذا الصحيح ان هذه الطائفة من المشركين انكرت اسم الله الرحمن عنادا وتعنتا وتجاهلا فانكر الله سبحانه وتعالى ذلك عليهم. وهذا الحاد في اسماء الله عز وجل وذكر الشيخ رحمه الله ان من الملحدين في هذا الجانب اعني في الاسماء لله عز وجل المنكرون لاسماء الله سبحانه وهؤلاء هم الجهمية الذين انكروا اسماء الله عز وجل. واول ما جاء في النصوص بمخلوقات منفصلة عنه اول الاسماء التي جاءت في النصوص بمخلوقات منفصلة عنه. والشبهة العليلة التي زعموها ان اثبات الاسماء لله يقتضي التشبيه. فان الذي يتسمى بالاسماء انما هو المخلوقات. ففروا فيما زعموا من التشبيه بانكار الاسماء ولا شك ان هذا باطل من القول وزور. فانهم ما صنعوا شيئا. فروا من تشبيه الى تشبيه ابشع. وهو تشبيه الله عز وجل بالمعدومات. المعدومات هي التي لا اسماء لها. والله عز وجل هو الذي سمى نفسه وهو اعلم نفسه قل اانتم اعلم ام الله؟ ونبيه صلى الله عليه وسلم اعلم الخلق بربه وقد تم ربه جل وعلا بهذه الاسماء الحسنى وهناك من انكر معانيها واحكامها انكر الصفات التي اشتملت عليها هذه الاسماء او احكامها والذين انكروا المعاني والصفات هم الجهمية و انكروا كذلك الاحكام انكروا الصفات وانكروا الاحكام. والمعتزلة انكروا الصفات واثبتوا الاحكام لطائفة من الصفات. فعندهم ان الله عز وجل يعلم وكونه يعلم حكم للصفة واثر للصفة. لكن لا بعلم ليس بصفة علم ثابتة لله انما يعلم بذاته فهم انكروا ان يكون الله عز وجل متصفا بصفة زائدة على الذات وهذا قد مر معنا فيما مضى ولا شك ان هذا كله الحاد في اسماء الله عز وجل لانه عدول عن الحق الواجب فيها. فان الواجب كما قد علمنا هو ان تؤمن باسماء الله عز وجل وايمانك بهذه الاسماء يقتضي ان تعتقد ثبوت هذه الاسماء عز وجل وان تعتقد ثبوت ما دل عليه او ما دلت عليه هذه الاسماء من المعاني والصفات وايضا الاثار والاحكام التي تترتب على ثبوت هذه من الصفات لله جل وعلا. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الثاني ان يجعلها دالة على صفات تشابه صفات المخلوقين كما فعل اهل التشبيه. وذلك لان التشبيه معنى باطل. لا يمكن ان تدل عليه النصوص بل هي دلة على بطلانه فجعلها دالة عليه ميل بها عما يجب فيها. هذا الحاد اخر في اسماء الله جل وعلا. وهو اعتقاد ان هذه الاسماء قد دلت على صفات يشبه فيها المخلوق الخالق. يشبه فيها عفوا الخالق المخلوق فهؤلاء شبه الله عز وجل في صفاته التي دلت عليها اسماؤه شبهوه جل وعلا بالمخلوقات. وجعلوا ما ثبت لله سبحانه. من نعوت الجلال والجمال من جنس ما يتصف به المخلوقون. ولا شك ان هذا الحاد عظيم بل كفر بالله جل وعلا. من شبه الله بخلقه فقد كفر. وانكر ومن انكر ما وصف الله به نفسه هو فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه تشويه. وسيأتي بعون الله عز وجل في كضعيف هذه الرسالة الكلام عن التمثيل واهله وشبهتهم والرد انا ما زعموه من الشبه التي قالوا بها وادت بهم الى تشبيه صفات الله عز وجل بصفات المخلوق نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الثالث ان يسمي الله تعالى بما لم يسمي به نفسه كتسمية ارى له الاب وتسمية الفلاسفة اياه العلة الفاعلة. وذلك لان اسماء الله تعالى توقيفية فتسمية الله تعالى بما لم يسم به نفسه ميل بها عما يجب فيها. كما ان هذه الاسماء التي سموه بها نفسها باطلة ينزه الله تعالى عنها هذا نوع اخر من الالحاد وهو تسمية الله جل وعلا بما لم يسمي به نفسه. ويحسن بك ان تضيف هذا دليلا اضافة الى ما ذكرنا من الادلة بالامس على ان اسماء الله جل وعلا توقيفية. واظن اننا ذكرنا خمسة ادلة فليكن السادس من الادلة على ان اسماء الله توقيفية ان الله عز وجل انكر الالحاد في اسمائه ومن الالحاد في اسمائه تسميته جل وعلا بغير ما سمى به نفسه لان الحق الواجب في الاسماء الوقوف فيها عند حد ما ورد فاذا تجاوز العبد ذلك الحد فأساء الادب مع الله جل وعلا فسماه او بغير ما سمى به نفسه فانه قد الحد في اسماء الله جل وعلا ضرب الشيخ رحمه الله لهذا مثلين الاول تسمية النصارى له جل وعلا ابا فانه قد خرقوا وافتروا واتوا كلمة كبيرة عظيمة حينما زعموا ان الله عز وجل والد وانه اب لعيسى عليه السلام وهذا ولا شك منكر من اعظم المنكرات. بل هو من من مقاصد بانزال الله عز وجل هذا القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم ليكون منذرا عن هذا الافك العظيم كما قال جل وعلا في اوائل الكهف وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لابائهم كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا. هذا منكر عظيم كادت من عظيم جرمه ان تضطرب السماوات والارض وان يختل نظام وهذا الكون وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا. وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا فدل هذا على ان تسمية الله جل وعلا بالاب منكر عظيم بل كفر من اعظم انواع الكفر عياذا بالله وذكر ايضا مثالا اخر وهو تسمية الفلاسفة له جل وعلا علة فاعلة والعلة الفاعلة عند الفلاسفة وقد يقول وقد يقولون العلة الفاعلين هي التي بها ايجاد الشيء قالوا كالنجار مع السرير. فالنجار علة فاعلة. او علة فاعلية للسرير. لان ايجاده كان به واه الفلاسفة المؤلهون متفقون على تسمية الله عز وجل بالعلة الاولى وهي العلة التي لا تعلل هي المبدأ الاول كما يقولون لكنهم بعد ذلك مختلفون. فعند سقراط فعند عفو ارسطو اتباعه يرون انه جل وعلا علة غائية وليس علة فاعلية والعلة الغائية هي العلة التي لاجلها وجد الشيء واما عند ابن سينا من معه فعندهم ان الله جل وعلا هو العلة الاولى وايضا العلة هو العلة لا شك ان هذا ايضا من الالحاد في اسماء الله جل وعلا فهو في نفسه باطل. من حيث انه تسمية لله جل وعلا بما لم يسمي به نفسه ناهيك عما اشتمل عليه هذا القول وهذه التسمية من منكر فالقوم وان اثبتوا ان الله جل وعلا علة فاعلة الا انه لم يكن خالقا ولم يكن صانعا ولم يكن فاعلا. انما صدر عنه الخلق وفاض عنه الخلق على كل حال الكلام عن الفلاسفة ومذاهبهم لا يتسع له المقام الان واضف الى هذا اقوال بعض الناس الذين يسيئون الادب مع الله جل وعلا فيسمونه بما لم يسمي به نفسه وهذا شيء كثير وربما تجد في بعض وسائل الاعلام او في بعض الكتابات هنا وهناك من هذا ضربا كثيرا بعضهم مثلا يسمي الله عز وجل بمهندس الكون وهذه تسمية ليس للانسان ان يضيفها الى الله جل وعلا. من انت حتى تسمي الله عز وجل بهذه التسمية وبعضهم يقول هو العقل المدبر لهذا الكون وطائفة من الناس ربما سموه جل وعلا هو ولذلك تجدهم يذكرون بهذا الاسم ويكررون هذا هذا الاسم في زعمهم انه اسم لله عز وجل هذا الظمير هو ويكررونه زاعمين انهم يذكرون الله عز وجل باحسن الذكر ففي اي اية وفي اي حديث وفي اي اثر عن الصحابة رضي الله عنهم انه اسم لله جل وعلا لا شك ان هذا امر محدث ومبتدع وليس عليه دليل. وكل هذا اعني تسمية الله عز وجل بما لم يسمي به نفسه كله من الالحاد في اسماء الله جل وعلا ناهيك عن اما يتضمنه بعض او كثير مما يسمى الله عز وجل به من منكر في معناه. وآآ هذا النوع من الالحاد ذكر ابن القيم رحمه الله في البدائع اه عبر عنه ابن القيم رحمه الله في البدائع بانه تسمية الله عز وجل بما لا يليق به وتعبير الشيخ اعم واوسع. فسواء سمي الله جل وعلا بما لا يليق به او بغير ذلك مما لم يسمي به نفسه فكل هذا من الالحاد في اسماء الله جل وعلا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الرابع ان يشتق من اسمائه اسماء للاصنام. كما فعل المشركون في اشتقاق العزى من عزيز واشتقاق اللات من الاله على احد القولين فسموا بها اصنامهم وذلك لان اسماء الله تعالى مختصة به لقوله تعالى هذا النوع الرابع الذي ذكره الشيخ وذكره كثير او اكثر من تعرض لتفسير هذه الاية من المفسرين وفيه اثار عن الصحابة رضي الله عنهم وعن التابعين فمن بعدهم في ان هذا من الالحاد في اسماء الله جل وعلا. وذلك ان يشتق من اسمائه اسماء للاصنام. وهذا فجور من هؤلاء المشركين. فانهم ما اكتفوا بان عبدوا هذه الاصنام مع الله جل وعلا بل زادوا طغيانا وعتوا فرفعوها الى هذه المنزلة وهي ان تكون مشاركة لله تبارك وتعالى في اسمائه التي التي اختص جل وعلا بها فهم يعتقدون تسميته بهذه الاسماء التي هي لله على الوجه الذي تسمى الله عز وجل به. فهي بالغة عندهم في الحسن غايته. ولذلك انظر الى هذا الفجور والطغيان. حينما اشتقوا من العزيز العزة بصيغة المبالغة. ما قال العزيزة بل قالوا العزى. مبالغة في تعظيم هذا الصنم. فاشتقوا من العزيز العزى. واشتقوا من المنان بنات واشتقوا من اسم الجلالة الله او من الاله على قولين عند اهل العلم بعضهم يقول اشتقوا اللات من الله. وبعضهم يقول اشتقوا اللات من الاله وهذا كما ذكر الشيخ احد القولين في تفسير هذه الكلمة كلمة اللات افرأيتم اللات والعزة وعلى هذا ايضا الخلاف او الاختلاف في القراءة فالجمهور على قراءة هذه الكلمة باللات. افرأيتم اللات والعزى بالتسهيل. وذهب او قرأ رويس عن يعقوب الحظرمي التشديد مع المد افرأيتم اللات والعزة اللات اسم فاعل من لتة يلت ولدتم هو خلط الدقيق بالماء او الزيت. ويصنع بهذا اللت او ينتج عن هذا اللت السويق. وعلى هذا يكون اللات هو ذلك الرجل الذي عظموه الذي كان يلت السويق للحاج. فلما ماتا عكفوا وعلى قبره ثم عبدوه. ثم تطور الامر الى ان عبدوا الصخرة التي كانت بجواره. وكان بالطائف ولا مانع من ان يكون كلا القولين صحيحا. فهذا هو الاصل في التسمية اللات ثم اشتقوا نظرا للمناسبة بين الكلمتين اشتقوا من اسم الله عز وجل الله او الاله. هذه الكلمة اللات فلا مانع من ان يكون كلا القولين صحيحا والله تعالى اعلم. على كل حال هذا الحاد في اسماء الله عز وجل. لانها فيه تشريكا مع الله عز وجل فيما اختص به وكما قال ابن القيم رحمه الله في النونية فحقيقة الالحاد فيها الميل بالانكار والاشراك فيها الميل بالتعطيل والاشراك والنكران فالملحدون اذا ثلاث طوائف فعليه من غضب من رحمنه الميل بالاشراك هذا هو اشتقاق اسماء للاصنام من اسمائه الحسنى جل وعلا تفريغ هذه الاسماء الحسنى عن معانيها او احكامها والنكران بانكار تسمية الله عز وجل بها كما قد سبق يبقى عندنا في هذا الموضوع امران الاول ان ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد زاد نوعا من انواع الالحاد حيث ذكر خمسة انواع الا وهو وصف الله عز وجل بالنقائص كحال اليهود الذين زعموا ان الله عز وجل فقير وانهم قالوا ان الله جل وعلا استراح بعد خلق السماوات والارض تعب فاستراح. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرة فهذا نوع يضاف الى ما ذكر الشيخ رحمه الله. ثم بقيت معنا الا وهي حكم تسمية المخلوق باسماء الخالق جل وعلا فهل يجوز ان يسمى المخلوق؟ بما ثبت لله جل وعلا قالوا له حكيم او يقال له عليم او يقال له علي او ما شاكل ذلك من هذه الاسماء والجواب ان هذا الموضوع فيه تفصيل اولا ثمة اسماء لا تقبل الاشتراك. اسماء مختصة بالله جل وعلا معانيها لا تقبل الاشتراك بين الخالق والمخلوق بل هي مما اختص الله جل وعلا به. وذلك كسب الجلالة الله. وكذلك ذلك الرحمن وكذلك الخلاق والخالق والبارئ والمهيمن والقيوم فهذه اسماء معانيها لا تقبل الاشتراك. ولا يصح ان تضاف الى المخلوق فالقيوم مثلا القائم بنفسه المقيم لغيره المستغني عما سواه فهل يصح هذا المعنى للمخلوق لا شك انه لا يصح فان هذا الوصف لا يمكن ان يتصف به الا الله جل وعلا. اذا هذا هو الامر الاول. الامر الثاني ان يلحظ المعنى في التسمية بمعنى ان يكون الاسم مما يدل معناه على قدر مشترك بين الخالق والمخلوق فيكون لله عز وجل ما يليق به وللمخلوق ما يليق به لكن يلحظ المعنى في التسمية وحينئذ لا يصح ان يسمى المخلوق به. يدل على هذا ما ثبت في سنن ابي داود بسند جيد كما قال ابن مفلح رحمه الله وصححه الشيخ الالباني عليه رحمة الله من ان ابا شريح واسمه عامر ابن يزيد. الكندي او الخزاعي على خلاف بين اهل العلم وقيل غير ذلك. الشاهد ان ابا شريح رضي الله عنه كان يكنى بابي الحكم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان الله هو الحكم فقال رضي الله عنه ان قومي كانوا اذا اختلفوا جاؤوني فحكمت بينهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما احسن هذا ماذا عندك من الولد فقال شريح ومسلم عبدالله قال من اكبرهم؟ قال شريح. قال فانت ابو شريح الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم غير هذه الكنية التي كانت ابى الحكم الى ابي شريح وذلك انه لحظ ها هنا في التصفية ماذا؟ المعنى قال بعظ اهل العلم ان التغيير ها هنا انما كان لاجل الكنية لا لاجل التسمية يعني حتى لا يظن او لا يقع في النفوس ان هذا الرجل اب لله جل وعلا تعالى الله عن ذلك. فالله لم يلد ولم يولد. فلاجل هذا غير النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكنية لكن هذا ليس بمتجه وذلك ان غيره من الصحابة كان يكنى بابي الحكم ذكر ابن حجر رحمه الله في الاصابة عن ثلاثة من الصحابة من الطبقة الاولى كناهم ابو الحكم. وما غر وما غير النبي صلى الله عليه وسلم. هذه الكنية ويبعد ان يغير النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكنية اترك ما سواها لان مثل هذا الامر ينتشر ويحصل التسامح له بين الصحابة فيبلغ هؤلاء الصحابة فيأتون ويستفتون او يغيرون كناهم. فدل هذا على ان هذا الذي حصل لابي شريك رضي الله عنه انما هو لاجل انه قد لوحظ المعنى في التسمية واما مجرد تسمية الحكم فان هذا لا حرج فيه. فعدد من الصحابة رضي الله عنهم كان اسمهم الحكم وذكر ابن حجر رحمه الله في الاصابة نحو من عشرين من الصحابة كانت اسماؤهم الحكم نحوا من عشرة اسماؤهم حكيم فدل هذا على ان التسمية من حيث هي لم يكن فيها حرج. لكن لما لوحظ المعنى فانه غير النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. قد يقول قائل وماذا تقول في قوله جل على فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها. فهنا اطلق على الرجلين حكمين ولوحظ هنا ماذا؟ المعنى لانهم ماذا؟ سيحكمون والجواب انها هنا فرقا اه ان ثمة فرق بين هذا وهذا فهذا الوارد في الاية انما هو وصف واما الذي جاء في الحديث فهو تسمية والاسم الصق بالمسمى من الوصف اذا يتلخص مما سبق انه اذا لوحظ في الاسم الذي لله عز وجل اه نظير له يعني في الاسم تسمى الله عز وجل به ويناسب معناه المخلوق اذا لوحظ في التسمية ولم يكن اسما مرتجلا فانه مما آآ لا ينبغي التسمي به ويشتد المنع اذا كان آآ ذلك محلا بال اذا كان محلا بالف فان هذا مما يشتد فيه المنع والله عز وجل اعلم. هذا ما يتعلق بهذا القاعدة والكلام فيها يستحق اكثر من هذا ولكن هذا ما سمح به الوقت. اسأل الله عز وجل لي ولكم العلم نافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل. ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان